تأملات وقراءات فى قداس الكنيسة الأرثوذوكسية (2)

9 نوفمبر 2011

    

 

 

تأملات وقراءات فى
قداس الكنيسة الأرثوذوكسية (2)

 

مقدمة

أرجو
أن تسامحونى لأنه مضى أكثر من عام ولم أكتب إلا الجزء الأول فى التأملات فى قداس
الكنيسة الأرثوذكسية لأنهاء بعض التأملات الأخرى ولكن بنعمة ربنا يسوع المسيح
سنواصل رحلتنا مع قداس الكنيسة الأرثوذكسية.

سأتعرض
لرفع البخور سواء فى صلاة العشية أو فى صلاة باكر ,وكما أتفقنا أن القداس ده عبارة
عن فرح ,فالعروسة قبل زواجها بيتم تهيئتها وفى بلدنا بيعملوا ليها ليلة أسمها ليلة
الحنة فيقومون بأعطائها حمام ويقومون بنظافتها ويقومون بتزيينها ويقومون بالغناء
لها ويزغردون لها بمعنى آخر هناك تهيئة للعروس ,وحتى فى يوم الفرح صباحا يكملون
هذه الأستعدادات, وبالضبط صلاة العشية وصلاة باكر هى تهيئة العروس للعريس ,تجهيز
العروسة , وعلى حسب نظام العهد القديم كان فى سفر اللاويين الأصحاح السادس الذبيحة
المسائية والذبيحة الصباحية ,و كان يقدم لله فى بداية اليوم وفى نهاية اليوم ذبيحة,
وبالضبط الكنيسة هكذا فى بداية
اليوم وفى نهاية اليوم يكون هناك رفع بخور أمام الله .

هذا البخور أيضا لاقى
أعتراض من بعض الطوائف الغير تقليدية وقالوا أن البخور عادة وثنية وتحضير شياطين
وعبادة أصنام وخلافه ,ونقول لهم لأ , أن البخور موجود فى الكتاب المقدس والدليل
على ذلك فى سفر الرؤيا 5 : 8 8وَلَمَّا أَخَذَ السِّفْرَ
خَرَّتِ الأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخاً
أَمَامَ الْخَرُوفِ، وَلَهُمْ كُلِّ وَاحِدٍ قِيثَارَاتٌ وَجَامَاتٌ مِنْ ذَهَبٍ
مَمْلُوَّةٌ بَخُوراً هِيَ صَلَوَاتُ الْقِدِّيسِينَ.وهنا بيتكلم عن
الأربعة وعشرين قسيسا وفى يدهم مجامر من ذهب ملآنة بخور والبخور صاعد وبيقول عن
البخور هو صلوات القديسين ونذهب أيضا فى سفر الرؤيا 8 : 3 , 4 , 5 3وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ
مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَأُعْطِيَ بَخُوراً كَثِيراً لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ
صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ
الْعَرْشِ.4فَصَعِدَ دُخَانُ الْبَخُورِ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ يَدِ
الْمَلاَكِ أَمَامَ اللهِ. 5ثُمَّ أَخَذَ الْمَلاَكُ الْمِبْخَرَةَ وَمَلأَهَا
مِنْ نَارِ الْمَذْبَحِ وَأَلْقَاهَا إِلَى الأَرْضِ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ
وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَزَلْزَلَةٌ.يكرر نفس القصة يأتى ملاك ويأخذ من اللى
على مذبح البخور ويطلق بخور كثير كثير أمام الله ويقول عليه أيضا صلوات القديسين
,ولو رجعنا للعهد القديم سفر ملاخى 1 : 11 11لأَنَّهُ
مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ وَفِي
كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لاِسْمِي بَخُورٌ وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ لأَنَّ اسْمِي
عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ
.وهذه نبوة رائعة
وهذا ما يقوله الله فى سفر ملاخى ولماذا هذه نبوة؟ لأنه كان معروف فى العهد القديم
أنه لاتوجد عبادة وتقدمة بخور إلا فى أورشليم أى فى الهيكل ,وحقيقة هذة النبوة
رائعة لأنه هذا البخور هو بخور العهد الجديد فى كل الأمم ,أذا موضوع البخور ليس
بعبادة وثنية ولا شكليات ولكن البخور له وضعه فى الكتاب المقدس .

وكما يقول المرنم فى
مزامير 141 : 2 2لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ
قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ
.وحتى أنه من ضمن
الهدايا التى قدمت للصبى يسوع المسيح هى البخور (اللبان) .

البخور
يقدم فى الكنيسة بواسطة الشوريه وهى تعنى مجمرة ونفس طقس أو ترتيبة الشوريه له
معانى جميله جدا .

الشوريه
عبارة عن أناء له بطن يوضع فيه الفحم والفحم يتوهج والبطن محمول بثلاث سلاسل
والسلاسل تنتهى بقبة واحدة من فوق وتنتهى بخطاف منثنى وهناك غطاء مدللى فى وسط
الشوريه يغطى على بطن الشوريه  وفى السلاسل
رمانات أوجلاجل وعند أهتزازها تعطى صوت وهذه هى تركيبة الشوريه .

ما
هو معنى الشوريه؟ أولا البطن ترمز ألى بطن السيدة العذراء والفحم يرمز ألى ناسوت
المسيح والفحم عند أشعاله يتحد بالنار فيتوهج وهذا رمز أتحاد الناسوت باللاهوت
الذى تم فى بطن العذراء والثلاثة سلاسل المعلقة فيهم البطن هم رمز للثالوث وهم
متصلين بالقبه اللى فوق التى ترمز للسماء أى الثالوث السماوى كائن فى السماء
والخطاف المنحنى النازل يرمز لنزول المسيح وتجسده ,أذا كل شىء فى الشورية يرمز
لشىء وكذلك الجلاجل التى تصدر صوت وهى رمز لله الذى تكلم مع البشرية ببشارة الفرح
والخلاص ,فالشوريه هى الأناء الذي يقدم فيه البخور وعند وضع البخور على النار
ينبعث دخان له رائحة طيبة ذكية وهناك آيات كثيرة بتتكلم عن هذه الرائحة الذكية والمسيح
الذى قدم نفسه ذبيحة وقت المساء فأشتمه أبوه رائحة ذكية على جبل الجلجثة ,ونحن
أنفسنا أصبحنا رائحة المسيح الذكية التى تفوح فى كل مكان وننتبه أن هذه الرائحة لا
تفوح إلا أذا كانت النار متوهجة ,ولذلك رتبت الكنيسة أنه يكون كل يوم أنه فى
العشية وباكر يكون فى رفع البخور الذى يحمل صلواتنا أمام الله ,فالله يشتمها
برائحة عطرة من خلال أن نضع صلواتنا كلها على الفحمة المشتعلة بالنار التى هى شخص
السيد المسيح ولذلك قال السيد المسيح فى يوحنا
16 : 23 23وَفِي ذَلِكَ
الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئاً. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ
كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ.
     وسوف نرى لاحقا فى طقسنا الجميل
أن الكاهن يخرج ويلف فى الكنيسة بالشورية بيجمع صلوات الناس كلها ويرفعها أمام
ربنا مع هذا البخور الكثير المتصاعد وفى حلقات البخور الصاعدة واحدة وراء الأخرى
الى فوق فوق فوق ترمز الى الصلوات التى يقبلها الله برائحة عطرة لأنها موضوعة على
المسيح الذى تألم عنا ,اللاهوت المتحد بالناسوت ,الفحمة المشتعلة أو المتوهحة
بجمرالنار .

لذلك
الشوريه لها طقس خاص وينبغى أن يعرفه الشماس ويحافظ عليه جدا ,يعنى الشماس لابد أن
يكون منتبه أن تكون الشورية متوهجة ومشتعلة دائمة ,وليس كالشمامسة التى تنام على
نفسها والشورية تنطفأ وبعدين نجدهم بيجروا يشعلوها والكلام لا ينبغى أن يحدث أنه
ينشغل بأى شىء آخر ويترك الشوريه تنطفأ ,والشماس لابد أن يكون منتبه من بعد أن
يقول أبونا تجسد وتأنس غير مقبول أن يضع فحم جديد لأنه قد حدث التجسد وأكرر لا
يستطيع أن يضيف فحمة جديدة ,أذا لابد أن يكون منتبه أن الشورية تكون مملوءة بالفحم
ومتوهجة طوال القداس و قبل أن يقول أبونا تجسد وتأنس وطبعا أحيانا يحدث عك كثير ,ولكن
فى المعنى للأنسان المنتبه والواعى أن المسيح بعد التجسد لم يزد عليه شىء ولم ينقص
منه شىء .

على
فكرة أنا سأكتب كل شىء فى القداس بالعربى والقبطى علشان القبطى دى لغتنا اللى حاول
أعداء الله محوها ولكن أجدادنا حافظوا عليها وكم هى جميلة فى الألحان الكنسية
عندما تسمعها فأرجو حتى حفظ ما أكتبه حتى لا يقول البعض نحن لا نفهم اللغة القبطية
التى يقولها أبونا والشمامسة.

سنبدأ الآن بالخولاجى رفع بخور عشية وباكر (أرحمنا يالله أو إليسون إيماس)

ماهو كتاب الخولاجي
في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟

الخولاجى هو
(كلمات القداس الإلهي)

بعد
أن تنتهى مزامير السواعى والتسبحة بيتقدم الأب الكاهن ويقوم بفتح ستر الهيكل من
الشمال إلى اليمين وهو يقوم بفتح ستر الهيكل يقول صلاة مكتوبة فى أول الخولاجى (
إرحمنا يا الله الآب ضابط الكل. أيها الثالوث
المقدس إرحمنا. أيها الرب إله القوات كن معنا. لأنه ليس لنا معين في شدائدنا وضيقاتنا
سواك
  أو بالقبطى إليسون إيماس أوثيؤس أو باتير أو بانطو
كراطور. بان أجيا إترياس إيليسون إيماس. إبشويس إفنوتي إنتي نيجوم شوبي نيمان. جي
إممون إنتان إنؤفوئيثوس خين نين إثليبسيس نيم نين جهيج إيقيل إيروك.

 بمعنى أنه وهو يقوم بفتح الستر كأنه يقول لله
أننى لا أستطيع فتح الستر
إلا
بقوتك وبمعونتك
وبرحمتك وبشفقتك ,وهذه الصلاة يقدمها بأسم الثالوث
المقدس ,الرب إله القوات هو الذى يعطينى قوة أنى أستطيع أدخل إلى محضره برحمته
وبمعونته وبشفقته , وفى نفس وقت فتح الهيكل لابد أن يكون الهيكل مضاء بالشموع وهم
الشمعتان الموجودتان على المذبح ,واحدة على الناحية القبلية والثانية على الناحية
البحرية وهناك فى شرقية المذبح شمعة ثالثة منورة رمز للثالوث الأقدس ,والنور يعنى
حضور الله وثانية لابد أن يكون الشماس منتبه من وجود النور بصفة دائمة فى الشمعات
الثلاثة لأنها تعنى حضور الله لأن الله نور وليس فيه ظلمة البته كما قال
يوحنا فى رسالته الأولى 1: 5 5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ
مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ
الْبَتَّةَ
.
وبعد قيامه بفتح الهيكل يقولإجعلنا مستحقين أن نقول بشكر: أبانا الذي في
السموات ليتقدس إسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض.
خبزنا الذي للغد(كفافنا) أعطنا اليوم وإغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً
للمذنبين إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير “بالمسيح يسوع
ربنا”
  أو بالقبطى آريتين إن أم إبشا إنجوس خين أو شبئهمون جي:
بينيوت إتخين نيفيئوي ماريفطوفو أنجي بيكران. ماريسئي إنجي تيكميتؤرو. بيتهيناك
ماريف شوبي إم إفريتي خين أتفي نيم هيجين بي كاهي. بين أويك إنتي راستي ميف نان
إمفوؤو أووه كانيئتيرون نان إيفول إم إفريتي هون إنتين كو إيفول إن نيئتي أوؤن
إنتان إيرؤو. أووه إمبير إنتين إيخون إى بي راموس. أللا ناهمين إيفول هابي بيتهوؤو
“خين بي إخرستوس إيسوس بين شويس”
 وسنلاحظ أنه فى
بداية كل صلاة لابد أن يبدأ بالصلاة الربانية وذلك لعدة أسباب 1- أن هذه الصلاة
علمها لنا المسيح ولذلك نبدأ بنفس الكلام اللى قاله لنا المسيح أذا هذه لها دالة
معينة ,وليس كبعض الناس بتقول :انا ممكن أقول كلمتين من عندى ,والرد على ذلك حاتقول
كلمتين من عندك أحسن من اللى قالهم السيد المسيح وكأننا نقول لربنا أنا حأعرف أقول
أحسن منك !لأ يا أخى ربنا لا يريدك أن تقول كلمتين أحسن منه ,ربنا عايزك تقول اللى
هو قال لك تقوله ولذلك نبدأ كل صلواتنا بالصلاة الربانية 2- والأحساس بيها يعطينا
روح البنوة ,أننا نتقدم فى دالة البنوة أمام الله وبنتقدم أيضا3- بدالة الأخوة
بيننا وبين بعض لأننا بنطلب ملكوت الله على حياتنا( ليأت ملكوتك) وبنسلم له
المشيئة وبنطلب الخبز الذى يقوت حياتنا الأرضية أو الأبدية وبنطلب الغفران بعد أن
نقدمه لبعضنا البعض نطلبه لأنفسنا من الله وبنطلب نجاتنا من الشرير ,فالكل بيشترك
فى الصلاة الربانية التى يبدأ بها ,وبعد ذلك نرى الأب الكاهن بيسجد أمام الهيكل
ويقول
نسجدلك أيها
المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا
أو بالقبطى تين أوأوشت إمموك أو بي إخرستوس نيم بيك يوت
إن أغاثوس نيم بي إبنيفما إثؤواب جي “أكئي أكسوتي إممون”.
,وهنا يبدأ بأسم المسيح ويقدم السجود للثالوث الأقدس وهو يقدم
العبادة كلها من أجل المسيح الذى أتى وخلصنا ,الذى صنع لنا هذا الفداء وهو هنا
أولا يتكلم مع ربنا وبعد ذلك يلتفت للكهنة أذا كان هناك كهنة آخرين متواجدين ويقول
لهم باركوا عليا وأغفروا لى أو باللغة القبطية
إزمو إيروي إس تي ميطانيا كوني إيفول.  ويردون عليه ويقولون بارك أنت .

فهو يطلب الأذن من الكهنة
الواقفين ويطلب أيضا الغفران من الشعب ويقول أخطيت سامحونى ,علشان لو أحد له عليه
شىء أو فى عداء مع أحد ما فى شىء معين لأنه لا يستطيع أن يصللى أمام ربنا إلا أذا
كان فيه سلام وصلح مع الكل ,وعلى فكرة لو أحد قال له أنا مش مسامحك لا يستطيع
الصلاة ,وبعد ذلك يقف أمام باب الهيكل قبل أن يدخل للداخل.

صلاة الشكر أو مارين شيبئهموت

 ويبدأ بتنبيه الكل بكلمة صللى أو بالقبطى أشليل ,والشماس يقوم بتنبيه الشعب للصلاة قفوا أو بالقبطى
إبي إبروس
إفكي أسطاثيتي
طبعا قداسنا وضع باللغة اليونانية وبعد ذلك جزء منه ترجم باللغة
القبطية لأن لغة الثقافة عند الشعب كانت اليونانية وهى التى كانوا يفهمونها وكانوا
بيدرسوا بيها وبيشتغلوا بيها وسنجد أن أغلب مردات الشماس باللغة اليونانية حتى لو
كان الكاهن بيقول بالقبطى , ونعود للقداس ,الشماس فى هذا الوقت بيقف خلف الكاهن
ويكون ماسك الصليب والبشارة وهما الواسطتين اللى أتى بهما الخلاص ,الصليب لما
المسيح علق عليه لفدائنا وخلاصنا , والبشارة هى الخبر المفرح الذى أوصل لنا خبر
الفداء والبشارة هى عبارة عن معدن بداخله أنجيل ,فهى مجوفة من الداخل وداخلها
أنجيل وبيرسم عليها صورة للعذراء التى حملت لينا خبر البشرى بالخلاص ومرسوم علها
قديس الكنيسة التى تسمى الكنيسة بأسمه , وبعد ذلك يعطى الكاهن السلام للشعب ويقول
السلام للكل أو بالقبطى
إيرينى باسى وسنلاحظ أنه بالذات فى ليتورجية القداس يكثر الكاهن من إعطاء
السلام , وهو ليس أعتباط أو تكرارا أو بدون سبب ,لكن فى كل موقف من المواقف بيكون
هناك أحتياج لهذا السلام ويكون له معنى ,وكلما تعرضنا لكل جزء من أجزاء القداس
سنعرف ليه بيعطى السلام , ففى صلاة العشية بيبدأ بأعطاء السلام للشعب لأن المسيح
هو سلامنا وبدون السلام الذى صنعه المسيح لا نستطيع أن نوجد فى حضرة الله أو أن
نتواجه مع الله ولذلك نحن فى حاجة للسلام كما فى رسالة بولس لروميه 5:
1 1 فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا
سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ
بمعنى صانعا السلام أو الصلح بدم
صليبه , ويرد عليه الشعب  ولروحك أيضا أو
بالقبطى
كيطو إبنيفماتي سو وهنا يشترك الأثنين فى السلام لكى يستطيعون الدخول فى
حضرة ربنا لأن الأنسان الهائج من الداخل كيف سيدخل فى حضرة ربنا ؟لذلك لابد أن
يأخذ السلام أولا ويهدأ فيستطيع أن يوجد فى حضرة ربنا ,وطبعا فى الطقس الجميل لا نقول
لأبونا ولروح قدسك أيضا !و لو المطران أو الأسقف حاضرأ نقول له وبروح نيافتك أيضا وحكاية
التعظيم والتفخيم هذه لم تدخل لنا إلا فى أيام الأتراك فى القرن الثامن عشر
والتاسع عشر ولكن القداس فى أصله لم يكن به قداستك ولا نيافتك والتعظيمات
والتفخيمات هذه التى أخذناها من الأتراك ,لكن فى الأول كان هناك فيه روح البساطة
,روح الوداعة , روح المحبة بين كل أعضاء الكنيسة ,ولا يقال ولروح حضرتك أيضا! ولكن
نقول ولروحك أيضا لأن الكل أعضاء فى جسد السيد المسيح ,ثم يقدم الكاهن صلاة الشكر
وهو رافع يديه تجاه الشرق وهو واقف على باب المذبح قبل أن يدخل أذا يقدم لربنا
الشكر وسنلاحظ أن صلاة الشكر هذه فى بداية كل خدمة الكنيسة بتصلليها لأن مفتاح
الدخول لحضرة الله أن الأنسان يكون عنده أحساس بالشكر الدائم وكلام صلاة الشكر
كلام رائع جدا : فنشكر صانع الخيرات الرحوم الله أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع
المسيح لأنه سترنا وأعننا و حفظنا وقبلنا إليه وأشفق عليناوعضدنا وأتي بنا إلى هذه
الساعة هو أيضاً فلنسأله أن يحفظنا في هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنابكل سلام
ضابط الكل الرب إلهنا أو بالقبطى  
مارين شيبئهموت إنططف إم بيريف إير بيثنا نيف
أووه إن نائيت إفنوتي إفيوت إم بين شويس أووه بيننوتي أووه بنسوتير إيسوس بي
إخريستوس جي أفئير. إسكيبازين إيجون آفئير قويثين إيرون أفأريه إيرون آف شوبتين
إيروف آف تي آسو إيرون آف تيتوتين آف إينتين شا إى إهريإيطاي أو نوثاي. إنثوف أون
مارين تيهوإيروف هوبوس إنتيف آريه إيرون خين باي إيهوؤو إثؤواب فاى نيم ني
إيهوؤوتيرو أنتي بين أونخ خين هيريني نيفين إنجي بي بانطوكراطور إبشويس بيننوتي
فيقول الشماس للصلاة قفوا أو بالقبطى إبي إبروس إفكي أسطاثيتي ثم يقول الشعب يارب أرحم أو
بالقبطى
كيرى إليسون
و يكمل الكاهن
أيها
السيد الرب الإله ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلصنايسوع المسيح نشكرك على كل حال
ومن أجل كل حال وفي كل حال لأنك سترتنا واعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك أشفقت
علينا  و عضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة أو بالقبطى
إفنيب إبشويس إفنوتي بي
بانطوكراطور إفيوت إمبين شويس أووه بيننوتي أووه بين سوتير إيسوس بي إخرستوس تين
شيبئهموت إن توتك كاطا هوب نيفين نيم إثفي هوب نيفين نيم خين هوب نيفين. جي آك إير
إسكيبازين إجون آك إيرفويثين إيرون أك أريه إيرون أك شوبتين إيروك أك تى آسو إيرون
أكتى توتين أك إين تين شا إى إهرى إيطاى أو نو ثاى.
ثم يقول الشماس إطلبوا لكي يرحمنا الله
ويتراءف علينا ويسمعناويعيننا ويقبل سؤالات وطلبات قديسيه منهم بالصلاح عنا في كل
حين ويغفر لنا خطايانا أو بالقبطى طف هينا إنتى إفنوتي ناى نان إنتيف
شينهيت خارون إنتيف سوتيم إيرون إنتيف إيرفويثين إيرون إنتيف تشى إن نى تيهو نيم
نى طفه إنتى نى إثؤواب إنتاف إنطوطو إى إهرى إيجون إبي آغاثون إنسيو نيفين إنتيف
كانين نوفي نان إيفول
واثناء رفع الحمل يكمل الشماس ويجعلنا مستحقين أن ننال من شركة

أسراره المقدسة المباركة لمغفرة خطايانا أو إنتيف آى تين إن إم إبشا إثرين تشى إيفول خين
تى كونونيا إنتى نيف مستريون إثؤواب إت إزماروؤت إى بى كو إيفول إنتى نين نوفى.

 ثم يقول الشعب يا رب أرحم أو كيريى إليسون ثم
يكمل الكاهن
من اجل هذا
نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر إمنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس وكل أيام
حياتنا بكل سلام مع خوفك كل حسد وكل تجربة وكل  فعل الشيطان ومؤامرة الناس
الأشرار وقيام الأعداء الخفيين والظاهرين أو بالقبطى
إثفى فاى تين تيهو أووه تين طفه إن
تيك ميتآغاثوس بى ما رومى ميس نان إثرين جوك إيفول إم باى كى إيهوؤو إثؤواب فاى
نيم نى إيهوؤو تيرو إنتى بين أونخ خين هيريني نيفين نيم تيك هوتى إفثونوس نيفين بى
راسموس نيفين إن إرجيا نيفين إنتى إبساطاناس إبسوتشنى إنتى هان رومى إف هوؤو نيم
إبطونف إى إبشوى إنتى هان جاجي نى إتهيب نيم ني إثئوأونه إيفول
ويرشم
الكاهن ذاته قائلا: أنزعها عنا  أو
آليتو إيفول هارن ثم يلتفت إلى الغرب عن يمينه ويرسم الشعب
قائلا : وعن سائر شعبك أو
نيم إيفول ها بيك لاؤس تيرف ثم يرشم جوانب الهيكل شمالا ويمينا ويقول :وعن موضعك
المقدس هذا أو
نيم إيفول ها باى ما إثؤواب إنتاك فاي وفى الأديرة يقول وعن ديرنا هذا أو نيم كى تومونا ستريو إيمون طوطو

 

    وكما
قلت كلام صلاة الشكر كلام رائع جدا ففى أولها يقول فلنشكر صانع الخيرات ,فما معنى
صانع الخيرات ؟ الحقيقة ربنا مش بيرمى خيرات واللى يلحق يأخذ لأ ربنا بيفصل لكل
واحد الخير اللى يناسبه فهو صانع خيرات ومن الممكن أن يكون هناك خير لكن لا
يناسبنى ولا ينفعنى  أذا ربنا صانع الخيرات
يفصل لى الخير الذى يناسبنى  ويلائمنى
تماما , وبيقول لربنا نحن نشكرك يا رب فى كل حال وعلى كل حال ومن أجل كل حال سواء
أخذنا أو لم نأخذ سواء فى ضيقة أو فى حزن ,الأنسان بيعيش حياة الشكر أمام الله
وبيعدد الأسباب التى يشكر الله عليها لأنك سترتنا ولم تفضح خطايانا ولأنك أعنتنا
وحفظتنا ,اعطيتنا تعضيد وقوة وبيسأله أيضا من أجل أيضاأن نكمل بقية أيام حياتنا ونكمل
هذا اليوم بكل سلامة مع مخافة الله وفرحة الله وبيسأله أن ينجينا من كل تجربة ومن
كل مؤامرات الشيطان حتى يصل لكلمة وأنزعها عنا فيقوم برشم نفسه بالصليب ويقول وعن
هذه الكنيسة فيرسم الكنيسة ,اذا كان واقف على المذبح يقول وهو يرشم الصليب وعن هذه
المائدة وأذا كان يصللى على عروس وعريس فيرشم ويقول عن هذين العروسين وبعد ذلك
يقول وعن سائر شعبك فيقوم برسم الشعب بعلامة الصليب وطبعا فى خلال صلاة الشكر هناك
مردات للشماس فى خلال صلاة الشكر لتنبيه الشعب بعد كلمة بكل سلام ضابط الكل الرب
إلهنا و لكى لا يكون الشعب قد شرد فيقول الشاس صلوا أنتبهوا للصلاة فيصرخ
الشعب ويقول يا رب أرحم ونجد كلمة يا رب أرحم أو كيرى إليسون هى المرد اللى الشعب
دائما بيصرخ فيه فى كل صلاة يعنى يارب نحن ليس لنا غير رحمتك وهى التى نمسك فيها
وعندما يقول الكاهن صللوا عن أى حاجة نقول يا رب أرحم  , ليس لنا غير مراحمك التى نتمسك بها يا رب ثم
يكمل أيها السيد الرب الأله ضابط الكل حتى يصل إلى أتيت بنا إلى هذه الساعة ,لأنك
يارب أتيت بنا لحد هذه اللحظة التى نحن متواجدين فيها فينبه الشماس مر’ أخرى ويقول
إطلبوا لكي يرحمنا الله ويتراءف علينا ويسمعناويعيننا ويقبل سؤالات وطلبات قديسيه
منهم بالصلاح عنا في كل
حين ويغفر لنا خطايانا ,وطبعا لو فى وقت
القداس يقول ويجعلنا مستحقين أن ننال من شركة أسراره المقدسة المباركة لمغفرة خطايانا
,لأن فى هذا الوقت يكون الخبز والخمر موجودين على المذبح وأيضا ليس لنا غير يا رب
أرحم , ثم يكمل الكاهن صلاة الشكر ,ثم بعد أن ينهى الكاهن صلاة الشكر يدخل ألى
الهيكل ونجد عبارة ثم يصعد الكاهن إلى المذبح
ولماذا يصعد لأنه بأسنمراربأستمرار فى طقس الكنيسة  المذبح يكون أعلى من مستوى الكنيسة ,أذا يصعد
للهيكل ويدخل ويقبل المذبح ,وكلمة التقبيل ضرورية جدا لأن الكاهن يريد أن يقول
لربنا :يا رب عندما نقدم لك البخور بنقدمه لك بحب وبفرح ,ثم يقدم له الشماس
الشورية ,فيضع فى الشورية خمسة ملاعق أو تسمى خمس أيادى لأن زمان لم يكن يوجد
ملعقة فكان يضع البخور فى يده ويأخذه ويضعه بيده فى الشورية خمس مرات وسنعرف لماذا
يضع خمس مرات ,ففى أول مرة وهو يضع بيرشم رشم
بالصليب  ويقول مبارك الله الآب ضابط الكل
,وثانى يد وهو يضعها يقول مبارك أبنه الوحيد يسوع
المسيح وثالث رشم يقول مبارك الروح القدس المعزى
وفى كل مرة يرد الشماس ويقول آمين وهو واقف أمام الأب الكاهن ,فهذه الثلاث بيرشم
بالصليب ويضع على أسم الثالوث  لأننا نقدم
البخور لألهنا الثالوث المقدس الواحد وليس لأى عبادة أخرى ثم بعد ذلك يكمل ويضع
بخور مرتين أخر بدون أن يرشم الصليب وفى اليد الرابعة
يقول مجدا وأكراما ,أكراما  للثالوث المقدس
ثم يقول الآن وكل آوان وإلى دهر الدهور  كلها آمين , بمعنى أن هذا البخور المقدم سيقدم
بأسم الثالوث المقدس وليس بأسم أى شىء آخر وكان الكاهن لابد أن يقول هذه العبارة
لأن فى العصور الأولى كان الوثنيين بيقدموا فى عبادتهم بخور أيضا ,فلابد أن نفرق نحن
عن الوثنيين ,وبعد ذلك يصللى صلاة لطيفة سنقرأها من الخولاجى وأسمها سر بخور عشية
أو سر بخور باكر ,وكلمة سر يعنى بيقولها فى سره وليس علانية ويقول فى هذه الصلاة :
“أيها المسيح إلهنا العظيم المخوف الحقيقى الابن
الوحيد وكلمة الله الأب طيب مسكوب هو إسمك القدوس وفي كل مكان يقدم بخور لإسمك
القدوس صعيدة طاهرة ”
 هذه الصلاة كلها من الأنجيل وليست
مؤلفة ,فعبارة أيها المسيح
إلهنا
العظيم المخوف نجدها فى صلاة دانيال 9: 4
4وَصَلَّيْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِي
وَاعْتَرَفْتُ وَقُلْتُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ الْعَظِيمُ الْمَهُوبُ
حَافِظَ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ
.
وعبارة الحقيقى
الأبن الوحيد جاءت فى يوحنا 1: 18 18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ
أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.وعبارة
كلمة الله الآب جائت فى يوحنا 1: 1 1 فِي الْبَدْءِ كَانَ
الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ
.
وعبارة طيب مسكوب هو أسمك فى نشيد الأنشاد 1: 3 3لِرَائِحَةِ
أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ

الْعَذَارَى.وعبارة وفى كل مكان
يقدم بخور لأسمك القدوس صعيدة طاهرة ,نجدها فى سفر ملاخى 1 : 11
11لأَنَّهُ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا
اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ وَفِي كُلِّ مَكَانٍ يُقَرَّبُ لاِسْمِي بَخُورٌ
وَتَقْدِمَةٌ طَاهِرَةٌ لأَنَّ اسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ الأُمَمِ قَالَ رَبُّ
الْجُنُودِ
.
وعلى فكرة هناك خولاجى كبير موجود بالشواهد وكل عبارة
بتتصلى مكتوب بجوارها مكانها فين فى الكتاب المقدس ,نعود للصلاة السرية ,فيقول
الكاهن هذه الصلاة فى سره وبيقدم البخور هذا صعيدة حب كطيب مسكوب لأسم الله القدوس
ولذلك لابد أن يقبل المذبح قبل تقديم البخورثم يقول الشماس
صلوا من أجل ذبيحتنا والذين قدموها أو
بالفبطى إبروس إيفإكساستى إيبرتيس ثيسياس إيمون إبروس
فيرون طون.
 ويكمل ويقول ” نسألك يا سيدنا إقبل إليك طلباتنا
ولتستقيم أمامك صلاتنا مثل بخور رفع أيدينا ذبيحة مسائية لأنك أنت هو ذبيحة المساء
الحقيقية الذي أصعدت ذاتك من أجل خطايانا على الصليب المكرم كإرادة أبيك هذا الذي
أنت مبارك معه ومع الروح القدس المحيي المساوي لك الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور
آمين”
وهذا فى
سر بخور عشية ,وفى سر بخور باكر يقول صلاة أخرى (يا الله الذي قبل إليه قرابين
هابيل الصديق وذبيحة نوح وإبراهيم وبخور هارون وزكريا)
  وهنا نفهم لماذا يضع أبونا خمسة أيادى بخور وهى
رمز للخمس ذبائح  اللى كانوا مقبولين فى
العهد القديم أمام الله 1- ذبيحة هابيل الذى قدم من أبكار غنمه وثمانها وربنا قبل
ذبيحته ورفض ذبيحة قايين 2- ذبيحة نوح الذى بعد ما خرج من الطوفان قدم ذبائح لله
وتنسم الله رائحة رضا 3- ذبيحة أبراهيم أبو الأباء الذى كان فى كل مكان يذهب أليه
يبنى مذبح ويقدم ذبيحة لربنا ولما دخل فى الظلمة المرعبة بعد ما قال لربنا أعطينى
عهد وربنا قال له هات الذبيحة وشقها من النصف ومكث طول النهار إلى وقت الغروب يزجر
الجوارح والطيور اللى كانت تريد أن تلتقط الذبيحة وبعد ذلك جاء ربنا ومر بتنور من
نار أو مصباح من نار بين القطع وذبيحة أبراهيم أيضا المقبولة فى ذبح أسحق و ذبيحة
ملشيصادق Melchizedek (أول ذبيحة تشير لذبيحة السيد المسيح من الخبز والخمر
رغم أنها من الأرض ونتاجها ولكن قبل من خلال الرمز) 4- ذبيحة هارون الذى كان معين
من قبل الله ليس المدعو من نفسه بل المدعو من الله كما هارون 5- ذبيحة زكريا الذى
هو أبو يوحنا المعمدان كما فى أنجيل لوقا الأصحاح الأول أن زكريا كان يقدم بخور
أمام ربنا فظهر له الملاك الذى قال له صلاتك وصدقاتك صعدتا أمام اللهزكريا تعني
الله يذكر، وهو ابو
يوحنا المعمدان وهي همزة الوصل بين
العهد القديم والعهد الجديد من مجئ
السيد المسيح بدأ العهد الجديد إذاً الذبيحة محل
ذكر الله دائماً
.   ثم يقول الشماس صلوا من أجل ذبيحتنا والذين قدموها أو بالقبطى إبروس إيفإكساستى إيبرتيس ثيسياس إيمون إبروس فيرون طون. ويكمل ويقول (إقبل إليك هذا البخور من أيدينا نحن الخطاة
رائحة بخور غفرانا لخطاينا مع بقية شعبك لأنك مبارك ومملوء مجداً إسمك القدوس أيها
الآب والإبن والروح القدس الآن وكل اوان وإلى دهر الدهور آمين”
   المذبح فلو وقفنا وأنتبهنا سنجد أنه لا يبخر
أعتباطا لآ انه يبخر بنظام معين – يمسك الشورية ثم يبدأ يبخر على المذبح ونلاحظ
كيف يبخر أبونا على بيده ويقف أمام الكرسى الذى هو يوضع فيه الكأس الذى يمثل عرش
الله ويبخر على يمين الكرسى الأول ثم يبخر على الشمال ثم يبخر أمام الكرسى وبعد
ذلك يحرك الشورية فى حركة نصف دائرة ,بعض الناس بتفتكر أنه بيقول للشماس أجرى
علشان حأجرى ! لأ هو مش كده فهو لا يعطى أشارة للشماس أنه يتحرك لأ فهو يبخر يمين
وشمال وأمام الكرسى رمز للثالوث وفى حركة واحدة نصف دائرية يقول أن الثالوث هذا
إله واحد والحركة الدائرية تعنى ما لا نهاية ,إله واحد دائم إلى الأبد آمين وهذه
هى بداية التبخير ووجهه ناحية الشرق ولنتطرق الآن للأتجاهات لأنها مهمة 1- الشرق
هو حضن الهيكل الذى به التجويف الذى نسميه حضن الآب 2-الغرب يكون ناحية باب
الكنيسة الذى يدخل منه الناس تجاه الشرق 3- بحرى الهيكل 4- قبلى الهيكل ,أذاكل
أتجاه من هذه الأتجاهات له معنى , وبعد أن يقدم البخور على المذبح يبدأ يطوف حول
المذبح ثلاث مرات وحركة الطواف حول المذبح أخذها الطقس من داوود النبى فى مزمور 26
: 6, 7, 8 
6أَغْسِلُ
يَدَيَّ فِي النَّقَاوَةِ فَأَطُوفُ بِمَذْبَحِكَ يَا رَبُّ 7لِأُسَمِّعَ بِصَوْتِ
الْحَمْدِ وَأُحَدِّثَ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. 8يَا رَبُّ أَحْبَبْتُ مَحَلَّ
بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ
.
والطواف حول المذبح
يرمز لأنتشار الكرازة بالصليب والأنجيل لأن الشماس فى المقابل للكاهن يكون حامل ورافع
الصليب مع البشارة والكاهن وهو يطوف يذكر صلوات معينة وهو واقف أمام المذبح ناحية
الشرق بيرفع صلاة لربنا ويقول أذكر يا رب سلامة كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة
الجامعة الرسولية ,يعنى بيطلب من أجل سلام الكنيسة ثم ينزل يلف ناحية بحرى وهو
سائر يقول هذه الكائنة من أقاصى المسكونة إلى أقصائها ,يعنى الكنيسة اللى مالية كل
المسكونة ويكون وصل الناحية التانية ويكون وجهه ناحية الغرب يعنى ناحية باب
الكنيسة وناحية الشعب ويكون ناظرا الى البطرك أوالأسقف الموجود أو رجال الأكليروس
أو الكهنة الموجودين فعندئذ يقول طلبة أذكر يا رب أبونا البطرك فلان وشريكه فى
الخدمة الرسولية الأسقف فلان وبعد ذلك يكمل اللفة من ناحية قبلى  ويرجع يقف ناحية الشعب ووجهه ناحية الشرق  وعندئذ يقول أذكر يا رب أجتماعاتنا باركها ,يعنى
حضورنا معا يا رب أنت باركه وبعد ذلك ينزل يلف حتى يصل ووجهه ناحية الغرب فيقول
بيوت صلاه وبيوت طهارة وبيوت بركة لأنه ناظر ناحية الشعب ,يعنى الشعب تبقى بيوته
بيوت صلاة وبيوت طهارة وبيوت بركة  ويرجع
تانى يكمل لفته ويقف ويكون وجهه ناحية الشرق فيصللى لربنا ويقول قم أيها الرب
الأله وليتفرق جميع أعدائك وينزل يكمل اللفة ويصل ويكون وجهه ناحية الشعب ويقول
أما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف وربوات ربوات , ونرى هنا حتى فى الطقس لما يكون
مواجه لله بيكلم ربنا وعندما يواجه الشعب بيطلب حاجة من أجل الشعب وبعد ذلك ينزل
بعد أن يكون قد أكمل الثلاث لفات يقف أمام الهيكل ويقول بالنعمة والرأفات ومحبة البشر
اللواتى لأبنك الوحيد وبعد أن يلف الثلاث لفات داخل الهيكل يخرج على باب الهيكل
ويقف وينظر ناحية الشرق ويسجد ثلاث سجدات وهو يعطى البخور ووجهه ناحية الشرق وهو
يقول فى(
السجدة
الأولي) نسجد لك أيها المسيح إلهنا مع أبيك الصالح والروح القدس لأنك أتيت وخلصتنا
(وفي السجدة الثانية) وأما أنا مثل كثرة رحمتك أدخل بيتك وأسجد أمام هيكلك المقدس
بمخافتك (وفي السجدة الثالثة) أمام الملائكة أرتل لك وأسجد أمام هيكلك المقدس
, وكل هذه العبارات آيات فى الأنجيل ,ثم يتجه ناحية الشمال
أوبحرى فيجد  أيقونة العذراء فيسلم على
العذراء ويقول
السلام لك
أيها العذراء الملكة الحقيقية ,السلام لفخر جنسنا أو” نعطيك السلام مع
جبرائيل الملاك قائلين : السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك “وبعد ذلك يلف ناحية الغرب يجد الشعب واقف صفوف فيقول السلام
لصفوف الملائكة والقديسين والرسل والشهداء وكأنه يعد الشعب أن يكونوا مع الرسل
والشهداء والقديسين ,ثم ينظر ناحية قبلى فيجد صورة يوحنا المعمدان لأنه آخر أنبياء
العهد القديم فيعطى السلام ليوحنا أبن زكريا نسيب المسيح ثم يعود ويعطى وجهه للشرق
مرة أخرى ويقول نسجد لمخلصنا محب البشر الصالح , ونلاحظ أنه أبتدأ فى الأربع
أتجاهات وبعد ذلك عاد للمكان الذى أبتدأ منه وهو ناحية الشرق ,ونلاحظ أنه فى ناحية
الشرق بيكلم الله ومعنى ذلك أن الله موجود فى كل ناحية وأن الله هو البداية
والنهاية بيكلمه فى الأول فى الشرق ولما ينهى اللفات يعود إلى الشرق ويكلمه أيضا
فى دايرة والدايرة ترمز ألى الما لا نهاية وهو الله الموجود فى كل مكان ,ونلاحظ
أنه يعطى بخور فى كل أتجاه من الأتجاهات التى يلف فيها وفى هذا الوقت يقوم الشعب
بترتيل أرباع الناقوس ,ماهى أرباع الناقوس؟ الترتيلة تقال على الدف ,وأرباع
الناقوس تتكون من الآدام والواطس ,الآدام ومعناها آدم الحزين وتبدأ ثيؤطوكية يوم
الثلاثاء بآدم وهى نغمة مختلفة عن نغمة الواطس هى أيام الأحد والأثنين والثلاثاء
ويقال
فيها:

تعالوا
فلنسجد للثالوث

القدوس الذي هو الآب

والابن والروح القدس

نحن
الشعوب المسيحيين

لأن هذا هو إلهنا الحقيقي.لنا

رجاء في القديسة مريم

الله يرحمنا

بشفاعتها

أمويني
مارين أوؤشت إنتى إترياس إثؤواب: إيتى إفيوت نيم إبشيرى نيم بى إبنيفما إثؤواب.

أنون
خانى لاؤس إن إخرستيانوس فاى

غار بيه نوتى إن أليثينوس

أوؤن
أو هيلبيس إنتان خين ثى أثؤواب

ماريا. إيريه إفنوتى ناى نان هيتين نيس إبريسفيا

والواطس
معناها العليقة  وقد سميت هكذا لأن تسبحتها
بتكون على نغمة ووزن واحد وتبدأ بثؤطوكية يوم الخميس كلمة العليقة أو الواطس  هى أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت ويقال
فيها :

نسجد للآب
والابن: والروح

القدس الثالوث القدوس

المساوى في الجوهر.

السلام
للكنيسة بيت

الملائكة. السلام للعذراء

التي ولدت مخلصنا.

تين
أوؤشت إم إفيوت نيم إبشيرى نيم بى إبنفما إثؤواب. تى إترياس إثؤواب إن أموؤسيوس.

شيرى
تى إكليسيا إبئى إنتيه نى أنجيليوس. شيرى تى بارثينوس إياطسميس بين

سوتير.

السلام لك يا
مريم الحمامة

الحسنة التي ولدت لنا الله

الكلمة.

السلام لك يا
مريم سلام

مقدس. السلام لك يا مريم أم

القدوس.

السلام
لميخائيل رئيس الملائكة

العظيم. السلام لغبريال المبشر

المختار.

السلام
للشاروبيم السلام

للسيرافيم. السلام لجميع

الطغمات السمائية.

السلام
ليوحنا السابق العظيم

السلام للكاهن نسيب عمانوئيل

السلام لسادتي الآباء

الرسل، السلام

لتلاميذ ربنا يسوع

المسيح.

السلام
لإسطفانوس أول الشهداء السلام لرئيس الشمامسة

المبارك.

السلام لك
أيها الشهيد، السلام للإنجيلي، السلام للرسول أنبا

مرقس ناظر الإله.

السلام
لإستيفانوس أول

الشهداء السلام لرئيس

الشمامسة المبارك.

السلام لك أيها الشهيد

السلام للشجاع البطل

السلام للابس الجهاد

سيدي الملك

جاورجيوس

السلام لك
أيها الشهيد السلام

للشجاع البطل. السلام لللابس

الجهاد فيلوباتير مارقوريوس

السلام لك أيها الشهيد السلام

للشجاع البطل. السلام لللابس

الجهاد أبا مينا العجائبي

العذراء الصبية الحكيمة

السيدة المختارة الحقيقية

عروس المسيح القديسة دميانة

بشفاعات والدة الإله

القديسة مريم. يا رب

أنعم لنا بمغفرة

خطايانا.

لكي نسبحك مع
أبيك الصالح

والروح القدس. لأنك أتيت

وخلصتنا.

شيرى نيه ماريا تى
إتشرومبى

إثنيوس ثي إيطاس ميسى نان إم

إفنوتى بى لوغوس

شيرى نيه ماريا: خين أو شيرى

إثؤواب. شيرى نيه ماريا: اثماف

إمفى إثؤواب.

 

شيرى
ميخائيل بى نيشتى إن أرشى إنجليوس. شيرى جبريئيل بى سوتب

إم فاى شيننوفى.

شيرى
نى شيرفيم: شيرى نى

سيرافيم شيرى نى طاغما تيرو إن إيبورانيون.

شيري
بي أوويب : إب سينجينيس إن

إممانوئيل

شيريى ناشويس إنيوتى. إن

أبوسطولوس. شيرى نى ماثيتيس

إنتى بين شويس إيسوس بى

إخرستوس

شيرى
إسطفانوس ى شورب

إممارتيروس. شيرى بى أرشى ذياكون

أويوه إت إز مارؤوت

شيرى
ناك أو بى مارتيروس. شيرى بى إفانجيليستيس. شيرى بى أبوسطولوس. أفا ماركوس بى
ثيؤريموس

شيرى
ناك أو بى مارتيروس

شيري بي شويج

إنجين نيؤس. شيرى بى أيثلوفوروس (باشويس إبؤرو

جيؤرجيوس)(1)

ثيؤدوروس
بى سترانيلاتيس

فيلوباتير
ميركوربوس

آبا
مينا إنتى نى فايات

تى
آلو إنسافى إمبارثينوس. تى سوتب إن كيريا إممى تى شيليت إنتى بى

إخريستوس

تى
آجيا ديميانى(2)

تى
آجيا فارفارا

تى
آجيا يوليانى

تى
آجيا مارينى

أوؤنياتك
خين أوميثمى بين يوت

إثؤواب إن ذيكيئوس. آفا (….)(3)

بى ميزيت إنتى بى إخريستوس.

هيتين
نى إبريسفيا إنتى تى

ثيؤطوكوس إثؤواب ماريا إبشويس

أرى إهموت نان إمبى كو إيفول إنتى

نين نوفى

إثريك
هوس إيروك. نيم بيك يوت إن آغاثوس. نيم بى إبنفما إثؤواب.

جيه آك إى آكسوتى إممون ناى نان.


وهنا
الكاهن يقدم سجود لله وأيضا الشعب بيرتل ويقول نحن أيضا نقدم سجود لربنا ,فرفع
البخور بيصاحبه سجود أو أحناءة الرأس فى حضور ووجود الله وبعد ذلك يقف الكاهن تجاه
الشرق ويبدأ يصللى أواشى أوطلبات ,فيقف أمام الهيكل ويقول صللى أو أشليل وهو تنبيه
الشعب مرة أخرى للصلاة فيرد الشماس للصلاة قفوا وبعد ذلك يصللى الأواشى أو الطلبات
,ففى الأيام اللى فيها عشية يعنى بتتصلى بالليل بيتصلى أوشية أسمها أوشية الراقدين
اللى هم ماتوا وتنيحوا ولكن أحنا لا نسميهم الأموات ولكن نطلق عليهم الراقدين ,لأن
الموت بنسميه فى الكنيسة رقاد ,لأن المسيح سماه كدة لأنه لما أتكلم عن اليعازر قال
حبيبنا اليعازر نام ,ففهموا أنه بيتكلم عن رقاد النوم ,ولأن الرقاد أحنا بنرقد
بالليل فبنتذكر أحبائنا اللى رقدوا فبيصلى الكاهن الأوشية ويقول

يقول الكاهن

وأيضاً فلنسأل الله ضابط الكل أبا ربنا

وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح نسأل ونطلب من صلاحك يا محب

البشر أذكر يا رب نفوس عبيدك الذين رقدوا آبائنا وإخوتنا

بالين أون مارين تيهو إى إفنوتى بى
بانطوكراطور إفيوت إم بين شويس أووه بيننوتى أووه بين سوتير إيسوس بى إخرستوس
تين تيهو أووه تين طفه إنتيك ميت آغاثوس بى ماى رومى أرى إفميفئى إبشويس إن نى إبسيشى
إنتى نيك إيفى أيك إيطاف إنكوت نينوتى نيم نين إسنيو
.

يقول الشماس

أطلبوا عن آباءنا وأخوتنا الذين

رقدوا وتنيحوا في الإيمان بالمسيح منذ

البدء آباءنا القديسين رؤساء الأساقفة وآباءنا الأساقفة آبائنا القمامصة وآبائنا
القسوس وإخوتنا الشمامسة

آبائنا الرهبان وآباءنا العلمانيين وعن نياح كل المسيحيين لكي المسيح

إلهنا ينيح نفسوهم أجمعين في فردوس النعيم ونحن أيضاً يصنع معنا رحمة

ويغفر لنا خطايانا

طفه إيجين نينيوتى نيم نيم إسنيو إيتاف
إنكوت أف إمطون إم موؤو خين إفناهتى إم بى إخرستوس ميس جين إب إينيه نينيوتى
إثؤواب إن ارشى إبيسكوبوس كى نينيوتى إن إبيكسوبوس نينيوتى إنهيغومينوس كى
نينوتى إم إبريسفيتيروس نيم نين إسنيو إنذياكون نينيوتى إم موناخوس كي نينيوتى
إنلايكوس نيم إى إهرى إيجين تى آنابافسيس تيرس إنتى نى إخرستوس بيننوتى تى إمطون
إن نو إبسيشى تيرو خين بى باراذيسوس إنتى إبؤونوف أنون ذى هون انتيف إير بيناى
نيمان إنتيف كانين نوفى نان إيفول.

يجاوبه الشعب

يا رب إرحم

كيريى إليسون

ونلاحظ
أن مرد الشعب المعروف هو يارب أرحم فهم بيطلبوا الرحمة لكل اللى أنتقلوا وبيطلبوا
رحمة للى موجودين على الأرض علشان ينالوا العزاء وبنشوف فى هذه الصلاة الأتصال بين
الكنيسة اللى موجودة فى السماء أو الناس اللى رحلوا وبين الكنيسة اللى موجودة على
الأرض وبعدين يقول الكاهن

ثم يكمل الكاهن

تفضل يا رب نيح نفوسهم جميعاً في

أحضان آبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب علهم في موضع خضرة على ماء الراحة
في فردوس النعيم الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد في نور قديسيك أقم أجسادهم
في اليوم الذي

رسمته كمواعيدك الحقيقية غير الكاذبة هب لهم خيرات مواعيدك ما لم تره عين ولم
تسمع به أذن ولم يخطر علي قلب بشر ما أعددته يا الله لمحبي اسمك القدوس لأنه لا
يكون موت لعبيدك بل هو انتقال وإن كان لحقهم توان أو تفريط كبشر وقد لبسوا جسداً
وسكنوا في هذا

العالم فأنت كصالح و محب البشر اللهم إغفر لهم عبيدك المسيحيين الأرثوذكسيين
الذي في المسكونة كلها من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب كل واحد
بإسمه وكل واحدة بإسمها لأنه ليس أحد طاهراً من دنس ولو كانت حياته يوماً
واحداًعلى ال{ض اما هم يا ربالذين أخذت نفوسهم نيحهم و ليستحقوا ملكوت السموات
وأما نحن كلنا فهب لنا كمالاًمسيحياً يرضيك أمامك وأعطهم وإيانا نصيباً وميراثاً
مع كافة قديسيك

أريكاتاكسين إبشويس ما امطون إن نو إبسيشى
تيرو. خين كنف إن نينيوتى إثؤواب أفراآم نيم إيسآك نيم ياكوب. شانو شو خين أوما
إن إخلو إي هيجين إفموؤو إنتى إب إمطون خين بى باراذيسوس إنتى إبؤونوف بى ما
إتاف فوت إيفول إنخيتف إنجى بى إمكاه إنهيت نيم تى ليبى نيم بى فياهوم خين إفئو
أوينى إنتى نبى إثؤواب إنتاك. إكئيطونوس إنتو كيساركس خين بى إيهوؤو إيتاك شاشف
كاطا نيك إب إنجيليا إممى أووه إن أتمثينوج. إكئى إرخاريزستى نؤو إن نى آغاثون
إنتى نيك إب أنجيليا نى إيتى إمبى فال ناف إيروؤواوذى إمبىماشج سوثمو أوذى إمبو
إى إهرى إيجين إبهيت إن رومى.نى إيتاك سيفطوطو إفنوتى إن نيئثمى إم بيكران
إثوواب. جى إممون موشوب إن نيك إيفى إيك أللا أو أو أوتيب إيفول بى يسجى ذى أؤون
أوميتاميليس إتشى إيرؤوو بى أوميت أتتى إهثيف هوس رومى إى أفئيرفورين إن أو
ساركس أووه أفشوبى خين باى كوزموس. إنثوك ذىهوس أغاثوس أووه إم ماى رومى إفنوتى
أريكاتاكسين كونؤ إيفول إن نيك إيفى أيك إن أخرستيانوس إن أورثوذكسوس إتخين تى
إيكومينى تيرس يسجين نى ما إتشاى إنتى إفرى شانيف ما إنهوتب نيم يسجين بيمهيت شا
إفريس بى أواى بى أواى كاطابيف ران نيم تى أوىتى أوى كاطابيسران كيريى ما إمطوننوؤو
كونوؤوإيفول جىإممون إهلى إفؤوآب إيثوليب أوؤى كان او إيهوؤو إنئو أوت بى بى
أونخ هيجين بى كاهى إيفول جى إممون إهلى إفؤوآب إيثوليب أوؤى كان أو إيهوؤو إنئو
أوت بى بى أونخ هيجين بى كاهى تشى إن نو إبسيشى ما إمطون نؤو أووه مارو إر
إبئميبشا إنتى ميتئورو إنتى نيفيؤوى. آنون ذى تيرين آرى خاريزستى نان إمبين جوك
إن إخرستيانوس إفراناك إم بيك إمثو. أووه موى نؤو نيمان إن أو ميروس نيم أو
إكليروس نيم نى إثؤواب تيرو إنتاك.

ونيحهم
يعنى أريحهم ,وموضع خضرة يعنى دليل على وجود حياة ,فالخضرة والمياة رمزان للحياة
يعنى هم الآن عايشين حياة أخرى ,وفردوس النعيم هو مكان أنتظار الأبرار,وكلمة هرب
منه بتدل أنه مش فقط ما يقدرش يدخل ولكن لو حاجة دخلت من الحاجات دى تجرى وما
تقدرش تستحمل ,والحزن والكآبة والتنهد دول هم نتيجة الخطية والموت ولكن فردوس
النعيم لا يوجد خطية ولا موت ,وكلمة أقم أجسادهم ,يعنى بيطلب القيامة الثانية
للأجساد لأننا مصدقين أن فى قيامة تانية , وعلشان كده هذه الصلاة بالرغم من أنها
صلاة من أجل الراقدين لكن مافيهاش حزن وفيها فرح وتهليل لأن الناس اللى رقدوا دول
فى وضع أفضل وأجمل وأروع ,وبيطلب لهم أذا كانوا تهاونو أو فرطوا لأنهم لبسوا جسد
وأنت عارف يا رب ضعف الجسد وسكنوا فى العالم اللى مليان شر ,وفى هذا الوقت بيقدم
الشماس بخور للكاهن علشان الكاهن يضعه فى المجمرة ويبخر ناحية الشرق وناحية الغرب
علشان يقول أن كل المسيحيين فى كل مكان موجودين فى فردوس النعيم ,وبيقول مين
حايفلت يا رب من الخطية  حتى لو كانت حياته
يوم واحد ,وبيقول على الراقدين أنهم الآن فى فردوس النعيم وبيطلب من ربنا أنه
يعطيهم نصيبهم فى الملكوت الأبدى ,وبعدين يفتكرنا أحنا اللى لسه موجودين على الأرض
ويقول خلينا نعيش بالكمال المسيحى اللى يرضيك ,وهنا بنرى قد أيه الكنيسة الأرضية
بتشترك مع الكنيسة السماوية ,ودايما هذه الأوشية بنصليها فى صلاة العشية بالليل
إلا فى يوم واحد فقط من أيام الأسبوع بنصليها فى صلاة باكر اللى هو يوم السبت
,وذلك لأن فى يوم السبت كان المسيح فى القبر ,أذا بنصليها فى صلاة باكر تذكارا
لوجود السيد المسيح فى القبر ,والحقيقة بنشوف قد أيه الطقس لطيف جدا لأنه بيراعى
حاجات وعايز يقول للناس حقيقة معينة بيوصلها لهم ويخلليهم يعيشوها من خلال الترتيب
ومن خلال النظام ,أذا هذه هى الأوشية التى تقال فى صلاة عشية ولكن فى صلاة باكر كل
يوم بتتقال أوشيتين تانيين اللى هم المرضى والمسافرين وكأن الكنيسة بتفتكر الناس
اللى متغيبين عنها واللى مش قادرين يحضروا ,كواحد مريض مش قادر ييجى فالكنيسة
بتفتكره ,أو واحد مسافر أيضا الكنيسة بتفتكره ,ونشوف جمال الوحدانية الواحدة اللى
بيحققها طقس الليتورجية أو طقس القداس أن حتى اللى مش موجودين معانا بتفتكرهم
,ولنترك تلك الأوشيتين للمرة القادمة .

والى اللقاء مع الجزء الثالث راجيا أن يترك كلامى هذا
نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى
جرجس

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء السابع

26 أكتوبر 2011

 

 

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء السابع

مقدمة

كما قلت أحنا
بنطلب الخبز المادى من ربنا وخبزنا كفافنا أعطنا اليوم ,عندما قيلت فى معناها أننا
بنطلب العيش من ربنا والعيش اللى يكفينا وأذا كان الخبز هو قوام الحياة وكما قلت
لقمة العيش أو عايش وهى من عيش ,فهو ربنا يقصد بكدة أننا نأخذ الخبز اللى يكفينا
كل يوم بيوم وهذا ما علمه لهم زمان بنزول المن وقال لهم تطلعوا كل يوم وتجمعوا
المن, أما الطماع واللى ماكانش واثق أنه غدا لن يجد ,كل ما أخذه زيادة أنتن وتعفن
معه والأعجب من كده اللى بسبب ضعفه وعجزه لم يستطع أن يجمع ما يكفيه لأنه ضعيف أو
عاجز وليس له أمكانيات ,فالقليل الذى له زاد بطريقة سرية  بحيث أن الكل يصل لدرجة الكفاف ولذلك أوصى بأن
يجمع المن كل يوم علشان كل يوم الأنسان يشعر أنه بيأكل من أيدين ربنا يعنى كل يوم
ربنا اللى بيأكله من أيده ,وربنا عايز يقولك أن أنا اللى وازن أحتياجاتك وأعرف
مقدار أحتياج كل نفس ,ولذلك فيه غدت كفاياتى
فهو يزن حاجة كل نفس ويعرف ما يكفينى بالضبط ويعطيه لى حتى لو كنت أنا ضعيف
أو عاجز ولم أستطيع أن أجمع كفايتى يعنى هو
قادر أنه يسد أحتياجاتى لأنه بيوزن
أحتياجات كل نفس فينا , نعم أنا بأطلب من ربنا خبز كل يوم وعايز أقول لربنا أنا مش
بأكل من أيد أحد غيرك ,ومحدش يأكلنى غيرك وعلشان كده بأطلب لقمة حياتى وكل
أحتياحاتى المادية والعاطفية والنفسية والروحية , لأ لن أأكل إلا من أيدين ربنا
ولذلك هناك خبز خاص هو خبز البنين اللى الأب يأكله للأبن وده ما يترميش لأى حد
لأنه قال ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب ,ولذلك بنقول لربنا لا تعطينا
خبز العامة ولكن أعطنا خبز البنين أو الخاصة والمختوم برضاء منك وأنك موافق يارب
أنك تعطينى الكمية دى والقدر ده والنوعية دى ,وأنك عطيتهونى برضاك ولم أأخذه بمكرى
ولا بخداعى ولا بسرقتى ولا بأى شىء شرير ,لكن أنا عايزه من أيديك يا رب ,وعلشان
كده لما بنقول خبزنا كفافنا أعطينا اليوم بنطلب أننا نعيش من أيدين ربنا وأن ربنا
هو مصدر حياتنا وقوام حياتنا ,ولو قلناها بالمعنى الروحى خبزنا الآتى أو خبزنا
الذى للغد أشارة إلى كلمة الله أو إلى سر الأفخارستيا أو خبز الحياة الأبدية الذى
هو جسدك ودمك ,يارب أعطيه لنا كل يوم ,لكى يتأكد لنا كل يوم أن لنا حياة أبدية
,والحقيقة المسيح ربط بين لتكن مشيئتك وبعدين راح قال وراها على طول خبزنا الذى
للغد أو كفافنا لأن لقمة عيشك مرتبطة بمشيئة الله ولذلك لما جاء المسيح على الأرض
قال كده فى يوحنا 4: 34 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:
«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.  وهذا ما يريد أن يقوله لك فى السكة وأن طعامك
أنت كمان وقوام حياتك اللى على الأرض واللى فوق فى السماء هى أن تعمل مشيئة الله
,ولما جابوا للمسيح أكل قالوا له كل فى يوحنا 4: 31- 34  31وَفِي أَثْنَاءِ
ذَلِكَ سَأَلَهُ تلاَمِيذُهُ قَائِليِنَ: « يَا مُعَلِّمُ، كُلْ» 32فَقَالَ
لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لِآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». 33فَقَالَ
التّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَداً أَتَاهُ بِشَيْءٍ
لِيَأْكُلَ؟» 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي
أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. وأيه هو الطعام اللى من نوع آخر هو أن
أصنع مشيئتك وعلشان كده على أد الأنسان بيقبل مشيئة ربنا بفرح وبشكر وبرضاء وبطاعة
وبثقة,على أد ما بيعيش فكر الملكوت فى حياته ونسمع الآية اللطيفة اللى أتقالت فى
لوقا 14: 15 15فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ وَاحِدٌ مِنَ
الْمُتَّكِئِينَ قَالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزاً فِي مَلَكُوتِ
اللهِ». يعيش الملكوت ده بالأكل بمشيئة الله يعنى ياليت الله يقيم ملكوته
لنا حسب أنتظارنا ويعطينا نصيبا فيه وهذه كانت أفكار اليهود ولكنه لم يكن يميز ما
كان الله آخذا بتتميمه فى ذلك الوقت إذ كان عاملا نفس الشىء الذى كان ذاك الرجل
يتمناه , والرب يسوع يجاوبه وأظهر له أن الله قد أتى لأسرائيل بهذه البركة المعبر
عنها بالعشاء العظيم , وكأن الترتيب الحلو واللطيف كما قلنا أن المشيئة هى الملكوت
وبعدين الطعام بيرتبط بمشيئة الله وبعدين الأنسان ينظر لربنا ويقول وأغفر لى يا رب
أذا كنت ما عشتش حسب مشيئتك ولو كنت خفت من مشيئتك يا رب وماحققتهاش من فضلك يارب
أغفر لى أن أنا لم أحققها وهذه هى الطلبة الخامسة (12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)                 

الطلبة الخامسة (وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)

الحقيقة نحن
أمام طلبة تتصل بسابقتها إتصالا وثيقا ,فأن حرف الواو فى مطلع الآية يرينا تكملة
لازمة وكما أن الخبز ضرورى لحاجة الجسد فإن غفران الذنوب ضرورى لحاجة النفس وأن
كنا لا نأكل خبزا نضعف ويؤدى بنا الضعف إلى الموت ,كذلك إن كانت ذنوبنا لا تغفر
فأننا ننوء تحت ثقلها ونهلك فى خطايانا, ومن الغرابة أن تأتى طلبة غفران الذنوب
بعد طلبة الخبز لأن فى نظرنا أن طلبات النفس يجب أن تسبق طلبات الجسد ,ولكن هذه
الغرابة تزول بل تنقلب إلى أعجاب بشخص السيد المسيح وحكمته ,أذ نعلم أنه قصد هذا
الوضع لندرك إننا نخطىء ونحن فى النعمة ,أنه بالرغم من أن الله يعطينا خبزنا كل
يوم إلا أننا نسقط فى الخطية ونطلب الغفران ,وواضح أن آدم كان غرقا نفى النعمة لما
كسر الوصية وأكل من الشجرة اللى نهاه عنها الله ,وهكذا نحن نتمتع بنعمة الله كل
يوم ونسقط كل يوم ,فيالغنى نعمتك يارب ويالسوء تصرفنا فيارب رحمة بنا وأغفر لنا
ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين ألينا ,ومن هذه الآية نجدها تدور فى ناحيتين :-

أولا : الصفح الإلهى (أغفر لنا ذنوبنا)

هنا تتجه
أفكارنا وأنظارنا إلى السماء ,إلى الآب السماوى لكى يصفح عن ذنوبنا ولكى نفهم كلمة
ذنوب أو الخطايا نعود إلى التراجم واللطيف أن كلمة الخطية باليونانى بيكون لها
خمسة معانى وبعض هذه المعانى فى التسبحة اللى بنصليها فكل اللى بيصلى فينا التسبحة
سيجد ان الكلام ده بيتكرر كتير وخصوصا فى تسبحة الصوم الكبيروهذه المعانى هى 1-
كلمة أمارتيا أو عدم أصابة الهدف أو واحد أخطأ
الهدف وهذه تسمى خطية أو فشل فى أن يكون ما كان يجب أن يكون يعنى مقدرش يحقق اللى
هو كان لازم يبقى عليه ,2- كلمة بارافتوما ومعناها
الأنزلاق أو التزحلق أو الذلل ,يعنى واحد ماشى راح متزحلق ووقع ,3- كلمة براغيتس ومعناها التعدى ,أو واحد تخطى الحدود ,فى خط
فاصل ما بين الخير والشر ,فواحد عمل خطية يعنى عدى الخط الفاصل ما بين الخير والشر
,4- كلمة آنوميا ومعناها مخالفة للقانون أو واحد كسر
القانون ,5- كلمة أوفيلينى ومعناها دين أو واحد
عليه دين وما أوفاش الدين اللى عليه ,يعنى واحد عليه حاجة ولم يوفى دينه وعلشان
كده فى الترجمة التانية لأبانا الذى بنقول وأغفر لنا ما علينا أو الدين اللى علينا
علشان الخطية دى دين علينا , ونستخلص من الفاظها أن الذنوب تعنى فى معناها السلبى
ديون وفى معناها الأيجابى تعديات.

 فهى ديون لأن لله علينا حقوق يجب أن نؤديها و
أذا قصرنا فى تأديتها نبقى تحت ثقل الدين والحقيقة لو تأملنا فى كل الصلاة
الربانية لأستطعنا أن نكتشف الحقوق اللى علينا تجاه الله وفى ضوء تلك الحقوق يمكننا
أن نحكم على أنفسناأن كان علينا ديون أو لأ , فنحن نصلى أبانا الذى فى السموات وفى
أعترافنا بأبوته يكون من حقه علينا أن نكرمه كأبناء ,وأيضا لأنه سماوى فمن حقه
علينا أن نخشع له ونخضع ,وأيضا نحن نعترف بقداسته ,فمن حقه علينا أن نقدس أسمه وأن
نتقدس بيه ,أيضا نحن نطلب إتيان ملكوته أذا فمن حقه أن يملك علينا ,ولكن الغريب من
أمرنا أننا كل يوم بنتهرب من هذا الملك العظيم ,وفى طلبة لتكن مشيئتك إعتراف منا
بالتسليم والخضوع لتلك المشيئة ,ونسأل نفسنا هل نحن نستسلم ونخضع له حقا ؟ وأذا
كان الله يعطينا الخبز اليومى أليس من حقه علينا أن نشكره دائما ؟ فهل نفعل هذا؟
وهل نوفى لله حقوقه من إكرام وتوقير وخضوع وتقديس وتسليم وشكر ؟وهل نوفيه حقوقه فى
حفظ يوم الرب وفى تقديس العشور ؟ وفى المواظبة على الذهاب إلى بيته بفرح ؟ وفى
المداومة على أسرار الكنيسة ؟ أذا الأجابة واضحة إن كنا مقصرين فى هذه الإلتزامات
فنحن فى ديون ,أذا لابد أن نطلب منه (أغفر لنا يارب ديوننا لأننا نعترف بعجزنا عن
الوفاء).

والذنوب هى
أيضا تعديات وهى خطايا لأن الخطية هى التعدى ,وقد وضع الله لوائح وشرائع وقوانين
مقدسة ,فأى تعدى على هذه الشرائع يعتبر ذنب وخطية ,ده اللى بيدوس شرائع الأرض
ويكسر دستور الدولة بيعتبروه مجرم فى نظر القانون الأرضى ,ما بالكم بقى باللى
بيكسر قانون السماء ويتعدى على شريعة الله ,والحقيقة السيد المسيح لخص لنا
القوانين وجمعها فى قوله فى أنجيل معلمنا مرقس الرسول 12: 29- 31  29فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:
«إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ
إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 30وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ،
وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ
هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. 31وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ
كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».طيب يارب مفيش غير دول ,أيوه مفيش غيرهم
,ماهم دول اللى كل الوصايا بتدور حواليهم ,فإن كنا كاسرين لهذا القانون فما أحوجنا
إلى أن نسرع إلى الله ونطلب الصفح قبل أن يقع علينا العقاب ونقول( أغفر لنا ذنوبنا
وأترك لنا ديوننا وأغفر لنا تعدياتنا) , والأمر العجيب أن أبونا السماوى مستعد أن
يصفح عنا صفحا 1- مجانيا 2- مستمرا 3- متسعا 4- شاملا 5- كاملا,وده اللى بيشجعنا
إلى الأسراع له لطلب المغفرة ,(1) فصفحه المجانى أمر ظاهر لأن طبيعته الصفح ,وفى مثل
الأبن الضال ,أبوه لم ينتظر من الأبن أعترافا ولم يبدأ بعتابه ولم يدعه يكمل
أعترافه الذى أعتزم على النطق بيه فقبل أن يقول له إجعلنى كأحد أجرائك كان أبوه قد
أمر بالحلة الأولى والخاتم والحذاء والعجل المسمن ,وهو ده صورة توضيحية لصفج الآب
السماوى ,ومثل الأبن الضال مثل يطول التأمل فيه وسنتعرض له فى تأملات أخرى, فكما
قلت (2)صفح الله مستمر ,وأن قلنا قبل ذلك أن عبارة كما فى
السماء كذلك على الأرض تتوافق مع كل طلبة من الطلبات الثلالة الأولى فإن كلمة
اليوم تتوافق مع كل الطلبات الأخيرة ,فنحن نحتاج إلى الخبز كل يوم ,وعلى غفران
الخطايا كل يوم ,وإلى النجاة من التجارب والشرير كل يوم ,لأن صفحه مستمر لأنه صالح
وإلى الأبد رحمته, وأيضا (3)صفح الله متسع لأنه يتسع لأكثر من ذنب فأننا نطلب
أغفر لنا ذنوبنا وليس ذنبنا ولكل منا أكثر من ذنب ,لكل منا ذنوب (ذنوبى وذنوبك
وذنوب الغير) كلها يتسع لها صفحه وكلنا نعلم ليست الذنوب هى فقط الخطايا الظاهرة
من قتل وسرقة وزنا ,بل أيضا الخطايا المستترة والسهوات ومن منا يشعر بها حتى داود
قال فى مزمور 19: 12  12اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا! مِنَ
الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي وما أشبه هذه السهوات والخطايا المستترة بالذرات
المتعددة التى يتكون منها سطح كبير ثقيل من الذنوب ,يعنى ذنوب كثيرة كأنه مجتمع
شياطين (لجيئون)ولكن صدر الآب يتسع لإحتمالنا ويصفح دائما عنا , وأيضا (4)صفح
الله شامل ,يعنى بيتناول
صفحه جميع الخطايا مهما تنوعت ومهما أختلف مصدرها ,بمعنى آخر كل الذنوب الفكرية
والقلبية والعملية ليها غفران ,ولو تأملنا فى المسيح المصلوب نجد أنه قد سالت دماء
المسيح من رأسه لتعلن أن خطايا الفكر لها غفران ,ومن جنبه لتعلن أن خطايا القلب
لها غفران ومن يديه ومن رجليه لتعلن أن جميع الخطايا يمكن أن تغسل وتطهر , وأيضا (5)صفح الله كامل ,لأن صفحه ليس كصفح البشر بل على النقيض فنحن قد نصفح ربما للمجاملة نتيجة
تدخل شخصية كبيرة فى الصلح أو نصفح حبا فى الظهور بالتقوى والعجيب أنه فى صفحنا
هذا لا ننسى الإساءة بل نتجرأ ونفتخر ونقول أنا صفحت عن فلان ولكنى غير قادر أن
أنسى له أساءته ,وعلى النقيص أما الله فمن هو إله مثله كما يقول ميخا 7: 18- 19 18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ
الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ
فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا
وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. 20تَصْنَعُ الأَمَانَةَ
لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لِآبَائِنَا مُنْذُ
أَيَّامِ الْقِدَمِ.وفى موضع آخر يقول فى العبرانيين 10: 17 17وَ: «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا
بَعْدُ».هذا هو صفح الآب صفح مجانى-مستمر-متسع-شامل-كامل .ولكن حذارى أن
نطمع فى هذا الصفح ونستخف ونتساهل مع الشر ونسرع إلى الخطية,فإن صفح الله لكل نفس
تقدر الله وتكره الخطية ويقول يوحنا الرسول فى رسالته الأولى 2: 1 1 يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ
تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ
الْمَسِيحُ الْبَارّ. يعنى أذا أخطأنا مغلوبين من التجربة وذلك بالرغم منا
فهناك ائما باب الأمل مفتوح للصفح ولذلك فلنا شفيع عند الله يسوع المسيح البار ,
ونحن نحتاج لكى ننال بركات الصفح أن نطلب – وأن نعترف- وأن نؤمن ,فالمسيح يعلمنا
أن نطلب وأن نصلى أغفر لنا ذنوبنا ويعلمنا أن نعترف ,ففى قولنا (ذنوبنا) هو إعتراف
صريح بأننا مذنبون فلنقل مع القديس يوحنا الرسول فى رسالته الأولى 1: 9- 10
.9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ
وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.
10إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ
لَيْسَتْ فِينَا.
فيعلمنا المسيح أن نؤمن فلما بنذهب إلى الآب السماوى لا
نتشكك بل نقول فى ثقة ويقين أغفر لنا ذنوبنا ,ونحن نبنى الطلبة اليوم على أساس قد
صار أمام عيوننا أكثر وضوحا لأنه كما يقول يوحنا الرسول فى رسالته الأولى 1: 7 7وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي
النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ يعنى دم المسيح بيطهرنا من كل
خطية ولأن الكتاب بيقول فى العبرانيين 7: 25 25فَمِنْ
ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ
بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ.

ثانيا: الصفح البشرى (كما نغفر نحن أيضا للمذنبين ألينا)

أغفر لنا كما
نغفر نحن أيضا للمذنبين ألينا ,فليس معنى ذلك أن يغفر لنا الله بالمقياس الذى نغفر
نحن به للآخرين وإلا عليه العوض فينا ونصبح أشقياء أذا طلبنا هذا الطلب ,ولكن
المعنى الذى يقصده السيد المسيح أنه كما فى السماء كذلك على الأرض ,يعنى كما فى
السماء صفح أبوى – مجانى – مستمر – متسع – شامل – كامل ,فكذلك ليكن صفحنا على
الأرض على هذا النحو فيجب ان نصفح للآخرين فى أوسع مدى متمثلين بالصفح الإلهى ,ولو
تأملنا لحظة أن صفح البشر يتطلب أن المسىء يأتى إلى المساء إليه ليطلب منه الصفح
ويعترف بإسائته ولكن السيد المسيح علمنا الصفح فى صورة أرقى وأسمى من هذا كما يقول
فى أنجيل معلمنا متى البشير 18: 15 15«وَإِنْ أَخْطَأَ
إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ
سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وهنا يطلب المسيح أن يذهب المساء
أليه إلى المسىء يعنى أذهب إلى أخى الذى أخطأ أليا وأعاتبه إن سمع منى فقد ربحته
وإن لم يسمع منى عليا أن أحاول مرة أخرى آخذا معى واخد أو أثنين حتى يتم الصلح
وأذا لم يسمع أيضا عليا أن أبذل مسعى جديد بواسطة الكنيسة حتى يرفع كل مرارة وكل
سخط وكل خصام ,فهذا هو نوع الصفح الجديد الذى علمه يسوع ويستصعبه البشر ولكن أتباع
المسيح يجب أن يمارسوه ,الحقيقة صفح البشر ضيق فهو صفح محدود ,فقد نصفح مرة ولكننا
لا نقوى على الصفح مرات ,وقد يحسب الأنسان أنه واسع الصدر جدا أن صفح مرتين أو
ثلاثة ! ولعل بطرس عندما تقدم ليسوع المسيح ليسأله عن عدد المرات التى يصفح فيها
,كان رقم سبعة أمام عينيه كأنه أبعد حدود الصفح عند الأنسان المثالى فى متى 18:
21- 22 21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ:
«يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ
إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ
مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.المسيح هنا بهر
بطرس بالأجابة لأنه جعل من السبعة سبعات مضعفة قاصدا بذلك إن الصفح المثالى يجب أن
يكون بغير حدود ,والحقيقة قد نستصعب نحن هذا الكلام ,ولكننا نجد من البشر نظيرنا
من قدموا صفحا مثاليا , وها هو أسطفانوس يرجم بالأحجار وهو برىء ولكنه يصلى من أجل
راجميه فى أعمال الرسل 7: 60 60ثُمَّ جَثَا عَلَى
رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ
الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَد وأيضا بولس الرسول وهو يتحمل
الشتائم والأضطهاد يقول فى رسالته لكورونثوس الأولى 4: 12- 13 12وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ.
نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. 13يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ. صِرْنَا كأَقْذَارِ
الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ.ولنرفع أنظارنا إلى مثالنا
الأكمل الذى أشترك معنا فى اللحم والدم الرب يسوع لنجده وهو القوى يصفح لمن لطمه
فى يوحنا 18: 23 23أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ
تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا
تَضْرِبُنِي؟» ويصفح عن الذين بصقوا على وجهه وأهانوه وصلبوه فى لوقا 23:
34  34فَقَالَ
يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا
يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا. فلنكن
لطفاء شفوقين متسامحين كما سامحنا الله أيضا فى المسيح ,وأن كان الله يصفح عنا
ويغفر لنا ذنوبنا الكثيرة فيجب علينا أن نغفر للآخرين أسائاتهم ولقد أوضح السيد
المسيح فى مثل العبد الذى لا يغفر فى متى 18: 23- 35 23لِذَلِكَ
يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ
عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ
مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي
أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا
لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. 26فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا
سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ
الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ
الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ
بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي
عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ
قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى
وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. 31فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ
رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ
كُلَّ مَا جَرَى. 32فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا
الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذَلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ
إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ
رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى
الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي
السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ
وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ». ففى هذا المثل نرى السيد وقد صفح عن العبد
المديون بعشرة آلاف وزنة والوزنة تساوى 30 كيلو جرام يعنى ثلاثة مائة الف كيلو من
الذهب أو الفضة لعجزه عن الوفاء وكان سيباع هو وأمرأته وأولاده وكل ما له ويوفى
الدين ولن يوفى ,ولكن السيد تحنن عليه وأطلقه لعجزه وترك له الدين ,وفى المقابل
هذا العبد لم يشأ أن يصفح عن رفيق له كان مديونا له بمبلغ لا يذكر بالنسبة لدينه
الأول الكبير لو قلنا مثلا أنه كيلو جرام ! ,وبعدين راح ماسك برقبة رفيقه ولم
يتحنن عليه ومش بس كده ده كمان وضعه فى السجن وهو غير مصغى لأسترحام وعجز رفيقه
,وكان السؤال هل يفر هذا العبد القاسى الذى تمتع يالصفح الكبير ولم يشأ أن يصفح
صفحا هينا ؟ طبعا أن السيد يحضره ويحكم عليه ليسلم للمعذبين حتى يوفى كل ما كان
عليه وهو لن يوفى ويختم السيد المسيح بقوله فهكذا أبى السماوى يفعل بكم إن لم
تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته , وعلشان كده المسيح بيصر على هذه الطلبة
ولما نرجع لأنجيل معلمنا متى لما كان المسيح بيتكلم عن هذه الصلاة فهى الطلبة
الوحيدة اللى علق عليها السيد المسيح بعد ما قال للتلاميذ أبانا الذى ….. متى 6:
14- 15 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ
زَلاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ
تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً
زَلَّاتِكُمْ.يعنى الغفران وضعه السيد المسيح كشرط ,والحقيقة الأنسان اللى
بيغفر أنسان وصل لقامة الصليب لأن منتهى قامة الصليب هو الغفران ,فالسيد المسيح
شال الصليب وعلق على الصليب من أجل الغفران ,فإذا قدر الأنسان يحقق هذا الغفران
لأخوه فهو بكده يكون شال الصليب وكمان أتعلق على الصليب ومش ممكن واحد يكون وصل
إلى قامة الصليب وتحسب عليه خطية ,ومش ممكن واحد يكون بيغفر للآخرين وربنا مايغفرلهوش
,لأن معنى أنه غفر أنه وصل للصليب وأنه تعلق بالصليب بل وصل إلى قامة الصليب لأن
العبارة التى قالها السيد المسيح على خشبة الصليب وعو معلق عليها (يا أبتاه أغفر
لهم ) ,فواحد وصل أنه يغفر يبقى ده وصل لقمة الصليب فعلشان كده هو كمان ماتبقاش
عليه خطية ,ولكن ذلك مش معناه أن الله بيغفر لنا على أساس التبادل لأننا بنغفر
للناس ,يعنى مش واحدة مقابل واحدة ,أنت تغفر لأخوك يقوم ربنا يغفر لك لأن أصلا
خطيتى وخطيتك وخطية الآخرين ليس لها غفران إلا بدم المسيح ,يعنى أنا مابقدمش غفران
للناس علشان فى المقابل يقدم غفران ليا لأن لا أحد يستطيع أن يدفع ثمن الغفران غير
المسيح ,أذا فهو ليس أساس للتبادل أن غفراننا لخطايا الآخرين يكون ثمن لغفران ربنا
لينا ,لكن فى واقع الأمر أن غفراننا للآخرين بيبقى شرط مهم جدا علشان أحنا نقبل
ونصدق غفران الله لينا لأنه ممكن الله يبقى غفر لينا وأحنا مش مصدقين ومش متمتعين
بهذا الغفران ,يعنى الله غفر لينا وأحنا لسه جوانا ضمير مثقل بالخطايا ,وأحساس
بعقدة الذنب أذا فشلت أنى أقبل غفران الله ليا ,فهذا سيكون من ضمن أسبابه الرئيسية
أن أنا لم أغفر للآخرين ودى نتيجة لدى وتؤدى إلى دى , يعنى أنا مبأسامحش الآخرين
لأنى مش حاسس أن ربنا سامحنى وفى نفس الوقت نتيجة عدم أحساسى بأن ربنا مش مسامحنى
أو عدم تمتعى بالغفران يخلينى مأقدرش أغفر للآخرين أكثر وأكثر ويدخل الأنسان فى
دائرة مفرغة ,أذا غفراننا للآخرين مش ثمن لغفران ربنا لينا لكن غفراننا للآخرين من
أجل أننا نشعر فعلا ونتمتع ونصدق بأن ربنا غفرلنا.

فأعطنا يارب
قوة الصفح لنغفر للمذنبين ألينا وأشعرنا بسلامك الذى يفوق كل عقل وذلك بصفحك عنا
والى اللقاء مع الجزء الثامن الطلبة السادسة وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم
+++ فكرى جرجس

 

 

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء السادس

26 أكتوبر 2011


تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء السادس

مقدمة

لكى نستطيع أن نفهم طبيعة الملكوت وماهو ملكوت ربنا؟ نجدالمسيح بيكملها على طول لتكن مشيئتك ,
أذا الملكوت هو اننا نعيش مشيئة الله ونعيش أرادة الله ونعيش اللى ربنا عايزه لينا
و كما نعلم أن الذين سقطوا لايمكن تجديدهم لأنهم سقطوا عما أراده الله ليهم ,وربنا
كان عايز ليهم حاجة لكن هم سقطوا منها ولم يأخذوها لكن الأنسان اللى ربنا عايز
يعطيه حاجة ويأخذها ويحققها يكون على طول عايش الملكوت وكم يريد الله لنا من أشياء
كثيرة ولكن للأسف بسبب عناد القلب وبسبب الغباوة وبسبب قساوة القلب والخطية بنفقد
حاجات كتيرة جدا ربنا كان معدها لينا وعايزها لينا ولكن لأننا قلنا له لأ مش
عايزين مشيئتك خسرنا هذا الملكوت ,يعنى لو الواحد أخذ يتخيل لو أتيح لينا فى
الحياة الأبدية فوق أن كل واحد يتطلع على خطة الله اللى كان ربنا راسمها له وكان
ربنا عايزه يبقى فيها ويطلع عليها وبعدين يعمل مقارنة بينها وبين اللى هو عمله فى
حياته آه ده حايندم ندم ,قد أيه ربنا كان عايز لى مجد وكرامة وقداسة وفرح وسرور
ولكن أنا بغباوتى وعدم طاعتى وتذمرى وعدم قبولى ضيعت كل هذا ,وأعتقد أن هذا سيكون
أصعب شىء للناس اللى هم مش فى الملكوت الذين سقطوا عما أراده الله لهم سيتعبهم ,لو
الأنسان نظر إلى الوراء وشاف ربنا كان عايزه يبقى أيه وبعدين هو بعناده عمل أيه
وأصبح أيه ,فهذا أكبر شىء سيتعب الأنسان أن أنا ضيعت الفرصة ,وكان ممكن أبقى شىء
ولكن بسبب عنادى وقساوة قلبى وتذمرى فقدت كل شىء ولذلك لما بأقول لربنا ليأتى
ملكوتك تعالى يارب وأملك عليا وأعطينى أستعداد لهذا الملكوت وأن أنا أشعر أن هذا
الملكوت يستحق أن أنا اضحى من أجله وأتعب من أجله لأن هو لؤلؤة كثيرة الثمن ,وقد
رأينا ملكوت الله فى العهد القديم من خلال الناموس ,وان أرادة الله هى قداستكم
وأرادة الله هى مجدكم ,وهى فرحكم وهى راحتكم ,وبعدين رأينا كيف أن الأنسان كسر
الراحة والفرح والقداسة ,وبعدين المسيح تجسد من أجل أنه يحقق هذا الملكوت على الأرض
وكانت كرازته كلها وكرازة يوحنا المعمدان اللى أعد الطريق قدامه وكرازة التلاميذ
اللى ارسلهم تنادى بـ قد أقترب منكم ملكوت السموات ,ان المسيح جاء ليحقق هذا
الملكوت بتجسده ,وبعد ما تجسد وفدانا وجددنا وعمل خلقة جديدة ,ارسل لنا الروح
القدس ,طيب الروح القدس بيعمل أيه ؟ الروح القدس بيثبت ملكوت الله فى حياتنا
ويجعلنا نعيش الملكوت لأن ثمار الروح القدس محبة وسلام وووو… لأن كل هذه الأشياء
هى الملكوت وعلشان كده ربنا قال أنا سايب لكم الروح القدس يعلمكم ويذكركم ويرشدكم
ويمكنكم ويعزيكم ,وبعدين المرحلة الرابعة من الملكوت المجىء الثانى وأستعلان
الملكوت لكل أنسان ,حقيقى ربنا لما أتكلم مع بيلاطس قال له أن مملكتى ليست من هذا
العالم ,ولكن ملكوت الله يستعلن فى العالم ,يعنى ليس هو فى العالم ولكن يستعلن فى
العالم وحيظهر فى العالم ,وأن الناس اللى ستعيش مشيئة ربنا هنا على الأرض وفى العالم
,هذه الناس تعلن ملكوت الله على الأرض ولذلك فى كل مرة أنت بتقول لربنا لتكن
مشيئتك وبتقولها من قلبك أنت بتحقق الملكوت وبتعيشه ولذلك هو فى آية من الآيات قال
ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السموات بل من يصنع أرادة الله ,لأنه مش كل
واحد بيصلى وبيقول يارب سيدخل الملكوت , ومش كل واحد أو واحده دخلوا الكنيسة
سيدخلون الملكوت لكن من يصنع أرادة الله الذى يقول له لتكن مشيئتك ,هذا هو الذى
يستطيع أن يعيش الملكوت ولما بيقول له لتكن مشيئتك بيقولها له بقبول وبفرح وليس
بأحساس الأنسان المغلوب على أمره ,أهو بقى لتكن مشيئتك حنعمل أيه ما أنت عايز كده
وخلاص ..اعملك ايه بقى ..اللى أنت حكمت بيه يارب ,الحقيقة لأ مش كده لأن اللى
يقولها لربنا لازم يكون بفرح وبقبول ,وعلشان كده لما بأقول لربنا لتكن مشيئتك مش
معناها أنى بأعطى ربنا تصريح ,وأقول له خذ تصريح ونفذ مشيئتك بالطبع لأ لأنه لو هو
عايز ينفذ مشيئته سينفذها غصب عنى ولكن لما بأقوله لتكن مشيئتك يارب يعنى أعطينى
يارب أن أنا أقبل مشيئتك فى حياتى بفرح ولست مضطرا ولا غصب عنى لكن أقبل هذه
المشيئة بفرح وبرضاء وبطاعة وبخضوع وبشكر لأنى واثق من أن أنت أبويا اللى بتقدم لى
هذه المشيئة ,مش زى ما أحنا بنعمل فى أوقات كتيرة ونقول لتكن يارب مشيئتك وبعدين
بنكملها فى سرنا حسب مشيئتى ,يعنى نفسنا نقول لربنا كده لتكن يارب مشيئتك حسب
مشيئتى يعنى أنت يارب تعمل زى ما أنا عايز وفى تلك اللحظة نسقط عما أراده الله لنا
ولا نستطيع أن نعيش فكر الملكوت , طيب يارب أعرف مشيئتك من أين؟وأقول لك لتكن
مشيئتك ,وأعرف من أين أن هذه مشيئتك؟ الحقيقة الأجابة بسيطة 1- من كلامك أو من
الكتاب المقدس لأن مشيئة الله معلنة فى الكتاب المقدس وربنا لا يريد شىء غير اللى
فى الكتاب المقدس 2- الروح القدس الذى يعلمكم ويرشدكم ويذكركم ويعلن ليكم مشيئة
الله ,بالصلاة لما بأتملى بالروح بأأخذ أرشاد 3- الأحداث اللى بتتم فى حياتى طالما
أنا مسلم المشيئة بالكامل والأرادة ثق أن الأحداث وكل الأمور تعمل معا للخير للذين
يحبون الله ,فى هذ الثلاث طلبات نلاحظ أننا بنكلم الثالوث المقدس لكن من غير ما
بنأخذ بالنا فلما بنقوله ليتقدس أسمك يعنى بأكلم الآب ولما بأقول ليأتى ملكوتك بأكلم
الأبن لأن هذا الملكوت جاء بواسطة الأبن ,لما بأقول لتكن مشيئتك بأكلم الروح القدس
لأنى بأعرف المشيئة بالروح القدس المعزى والمرشد والذى يذكرنا ويعرفنا ولذلك انا
من خلال
صلاة أبانا الذى فى السموات بأتعامل مع
الثالوث وبعدين بأقول كما فى السماء كذلك على الأرض ,والمسيح أعطانا حياه سماويه
فى شخصه لأنه جاء على الأرض وصنع كل ما هو سماوى وهو على الأرض وهو اللى حقق أن
تبقى السماء زى الأرض أو الأرض زى السماء وفى اللغة الفرنسية لا يصلونها كما نصليها
بيقولوا لتكن مشيئتك كذلك على الأرض كما فى السماء بعكس العربى والأنجليزى ,يعنى
الأول بقول له كذلك على الأرض كما فى السماء ,طيب أيه هو اللى كذلك على الأرض
,فنجدها تعود على الجملة التى قبلها وهى المشيئة أو مشيئة ربنا ,ونقول أجعل مشيئتك
يارب على الأرض فى حياتنا زى ما هى سارية فى السماء زى ما نكون نحن بكل كياننا
وبكل ترتيبنا بنشتاق الى حياة السماء التى تكلمنا عليها من قبل ولذلك نجد الكلمات
كلها مرتبطة مع بعض ,يعنى الملكوت لا يأتى إلا أذا تقدس أسم الله والملكوت هو أن
الأنسان يعيش مشيئة الله ,ومشيئة الله تتم على الأرض ولذلك قلنا أن الملكوت حقيقى
هو مش من هذا العالم ولكن مستعلن من هذا العالم وهذه هى الثلاث طلبات اللى بيختصوا
بعلاقتنا بالله وبعد كده ربنا بيقول لنا أنا بأهتم بكل حاجة تهمكم (خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،)

الطلبة لرابعة (خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.)

بعد كده المسيح فى دروسه اللى بيعلمها لينا فى مدرسة
الصلاة أننا بعد ما أقتربنا منه بتقديس الأسم وبتمجيد الملكوت وصلاح المشيئة
نستطيع أن نطلب أحتياجاتنا اللى بنعبر عنها فى أربع طلبات وأولهم (خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،) أو على
حسب الترجمة التانية أعطنا اليوم وبنلاحظ فى ترجمات كثيرة لهذه العبارة بالذات ففى
ناس بتصلى وتقول خبزنا للغد أعطنا اليوم ,وفى ناس تانية بتقول خبزنا الآتى أعطنا
اليوم ,وناس بتقول خبزنا كفافنا أعطنا اليوم وفى الترجمة الحديثة التى هى أصح
ترجمة بتقول خبزنا الجوهرى ,المهم أذا كانت كلمة الخبز تعنى قوام الحياة فسواء
طلبنا قوام الحياة الأبدية أذا صلينا خبزنا الذى للغد أو خبزنا الآتى ,فهذا الخبز
هو قوام الحياة الأبدية الذى تقوم عليه الحياة الأبدية التى نستطيع أن نعيشها أولو
طلبنا قوام الحياة الزمنية الذى هو خبز الكفاف الذى يكفينا أن نعيش على الأرض ,فهو
فى واقع الأمر الخبز الجوهرى سواء للحياة الأبدية أو الحياة الزمنية اللى بنطلبه
من ربنا ,وعلشان كده حتى لو كنا بنطلب الخبز أو العيش بالبلدى وبيسموها لقمة العيش
أو لقمة الحياة ,فأذا كنا بنطلب الخبز الزمنى فنحن بنطلبه من يد الله يعنى أن ربنا
هو اللى يأكلنا ويطعمنا يعنى نأكل من أيده فقط ومش من أيدين حد تانى , تعالوا نركز
فى هذا التعبير الصعب بنسمع البعض بيقول “فلان ده ولى نعمته” يعنى هو
اللى بيأكله ,لأ أنا مش عايز حد يكون ولى نعمتى غير ربنا ,وأنى لا آكل إلا من
أيدين ربنا ولا أأكل من أيدين أنسان ومحدش يبقى ولى نعمتى ,وحتى لو بأطلب خبز
المعيشة الزمنية فأنا بأطلبه من أيدين الله وليس من أيدين شخص وفى نفس الوقت بأطلب
خبز الحياة الأبدية أو الخبز الحى اللى نازل من السماء اللى ربنا عايز يعطيه لى
علشان أستطيع أن أعيش فى الأبدية , كلمة الجوهرى فى الترجمة الأنجليزية كلمة
Essential التى تعنى الضرورى أو What is necessary for Existance  أو الضرورى
للوجود ,يعنى اللى من غيره الأنسان لا يستطيع أن يكون موجودا وهذا بأطلبه من الله
سواء وجودى فى الزمن أو وجودى فى الأبدية ,والسيد المسيح لما نطقها باللغة
الآرامية نطق كلمة “ماهار”أو باليونانية “أيبى أو سيون” أو
الحاجة الأساسية التى يبنى عليها ,فهنا طلبتنا اللى بنصليها ,لو صلينا خبزنا الذى
للغد أعطنا اليوم أو يعنى خبز الغد يصير لليوم ومش لأننا فجعانين أو عاوزين أكل بكرة
النهاردة ,لكن بمعنى الأبدية تبدأ اليوم ونعيشها النهاردة ,وأن الحياة الأبدية
يارب نختبرها اليوم ونذوق طعمها وفرحتها وراحتها وسرورها وقداستها من اليوم ,وكلمة
اليوم تساوى الحاضر الزمنى وكلمة الغد تعنى ما بعد هذا الحاضر الزمنى ,فأحنا
عايزين الأبدية نعيشها يارب ونتمتع بيها النهاردة ,لأن حاجتنا الأساسية ليست لخبز
معمول من الحنطة ومن القمح فنأكله النهاردة ونموت بكرة ,وهذا بخلاف الشقاء الذى
نعيشه كل يوم هنا على الأرض والموت اللى أحنا بنعيشه كل يوم على الأرض لأن كل يوم
بيمر على الأنسان ,الأنسان بيعيش موته لأن عمره وحياته بتنقص يوم ومش بتزيد يوم
ولكن حاجتنا الأساسية أحنا محتاجين فى خلال هذا العمر اللى موجود على الأرض إلى
خبز حى  نأكله ولا نموت ونحيا حياة لا
يقربها شقاء أو موت أوأحتياجنا هو الحياة الأبدية ,وهذا هو ما نستحضره فى هذا
الزمن أو أختبار الحياة الأبدية التى نستطيع أن نعيشها هنا على الأرض وهذا ما قاله
السيد المسيح قبل كده فى يوحنا 6: 27 27 اِعْمَلُوا لاَ
لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ
الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ، لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ».
والطعام البائد يعنى اللى بيفسد وينتن ,ولذلك خبز الحياة الأبدية فالمسيح يعطينا
الحق أننا نطلبه هنا دلوقتى على الأرض وأحنا عايشين اليوم ,علشان خبز الحياة
الأبدية يقتحم يومنا ويقتحم موتنا اللى أحنا بنعيشه فيحول اليوم من يوم من أيام
الزمن إلى يوم من أيام الأبدية أو إلى يوم من أيام الخلود وعلشان كده بنصلى
بأستمرار فى كل يوم وفى كل ساعة صلاة أبانا الذى … علشان نقدس الزمن ونحوله إلى
الأبدية وإلى الخلود , الحقيقة أن صلاة أبانا الذى… مفتاح سرى بنغير بيها واقعنا
كله وبننقله من الزمن ومن المحدود إلى الخلود واللا محدود ,فبعد ما طلبنا الثلاث
طلبات الخاصة لله فنستطيع أننا نطلب حاجتنا التى تخصنا من الله بعد أن نكون ملئنا
تفكيرنا وملئنا حياتنا وأرادتنا بما يخص الله حينئذ نستطيع أن نقترب صح لنطلب ما
يخص حاجتنا نحن من الله وعلشان كده لما قال السيد المسيح فى متى 6: 31- 34 31فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ ؟ أَوْ مَاذَا
نَشْرَبُ ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ 32فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا
الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى
هَذِهِ كُلِّهَا. 33لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ،
وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ
يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. لأنك مش حاتقدر
تطلب ما يخصك وما يخص حياتك الأرضية صح إلا أذا كان فكر الملكوت ملأ حياتك وكان
طلبك فى الأول ,ولما يملأ فكر الملكوت وما يخص الله حياتك حينئذ تستطيع أن تطلب ما
يخصك وتطلبه بصورة سليمة وبصورة صحيحة ولا تستطيع أن تطلب حاجة تعطل ملكوت الله أو
تضيعك أنت من هذا الملكوت , ما أشبه الصلاة الربانية بسلم يعقوب
 تقوم على الأرض وتتصل رأسها بالسماء ,ففى الصلاة
الربانية نجد على رأس السلم الآب السماوى (أبانا الذى فى السموات), وعلى درجات
السلم من أعلى نجد أسمه يتقدس وملكوته يأتى ومشيئته تنفذ ,أما على درجات السلم من
أسفل فنجد حاجة البشر من خبز وغفران خطايا,وحفظ من التجربة ومن الشرير,ونحن الآن
نقف على درجة من درجات لنطلب الطلبة الرابعة (خبزنا كفافنا أعطنا اليوم) ,طيب
تعالوا نشوف معانى هذه الطلبة.

(1)   المعانى اللى بتتضمنها هذه الطلبة :-

“خبزنا” وواضح هنا أن الخبز ليس بعيدا عن المعرفة
فهو الطعام الذى لا تخلوا الموائد منه صباحا وظهرا ومساءا ومثل هذا الخبز نحن فى
حاجة أليه ,ونطلبه من الذى يعطى بسخاء ولا يعيد,غير أننا عندما نقول خبزنا قد نعنى
ما هو أكثر من الخبز المادى وقد نعنى جميع ضروريات الحياة من أكل وشرب ولباس
ومسكن.

“خبزنا كفافنا” تشير إلى خبز الكفاف أو ما يكفى فى غير تذمر
,أن الطلبة هنا تصبح كطلبة أجوركما فى الأمثال 30: 8- 9  8أَبْعِدْ عَنِّي
الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ. لاَ تُعْطِنِي فَقْراً وَلاَ غِنىً. أَطْعِمْنِي خُبْزَ
فَرِيضَتِي 9لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ؟» أَوْ
لِئَلاَّ أَفْتَقِرَ وَأَسْرِقَ وَأَتَّخِذَ اسْمَ إِلَهِي بَاطِلاً.,فخبزنا
كفافنا قد تعنى أيضا خبزنا اليومى كما هى فى الترجمات الأنجليزية بأعتبار أن الخبز
عطية يومية مستمرة من قبل الآب السماوى وفى بعض الترجمات وضعت كلمة الغد بدلا من
كفافنا ,أى خبز الغد أعطنا اليوم ,ويذهب المفسرون فى توضيح هذا إلى رأيين:الرأى
الأول خبز الغد – أى خبز الملكوت أعطنا أى قرب يا رب يوم الملكوت الذى فيه نتمتع
بخبز السماء وفى هذا الرأى أتفاق مع الطلبة “ليأت ملكوتك” ,والرأى
الثانى يشير إلى أن هذه الطبة ضمن الصلاة الربانية كانت ترفع إلى الآب السماوى فى
المساء والغد وفيها يجب أن يفهم على حد تعبير العبرانيين كالقول كما فى مزمور 90:
14  14أَشْبِعْنَا بِالْغَدَاةِ مِنْ رَحْمَتِكَ فَنَبْتَهِجَ وَنَفْرَحَ كُلَّ أَيَّامِنَا.فهى
طلبة مسائية ولا يتعدى الأنسان فيها فى مطلبه يوما كاملا وذلك حتى يتناسب المعنى
وفى غير تناقض مع قول السيد المسيح 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.
, وتستخدم ترجمة أخر لاتينية لفظا
بدلا من كفافنا يعنى خبزا غير عادى وهذا المعنى ينقل
كلمة الخبز إلى دائرة روحية , ويقصد به الجسد الإلهى .

“أعطنا” وهى كلمة واضحة المعنى ,ولكننا نرى فيها أن
الله هو مصدر العطاء, كما أننا لا يمكننا أن نستغنى عنه بل نحس بحاجتنا إليه فنأتى
أليه قائلين “أعطنا”.

“اليوم” أن ما نطلبه لا يتعدى اليوم ,وأننا هنا نبدأ
بأول طلبة وقتية ومن قبل كانت طلباتنا أبدية ,فتقديس أسم الله أبدى هنا وبعد وإلى
ما لا نهاية ,عندما نطلب إتيان الملكوت فأننا نطلب ملكوتا أبديا لا يزول وعندما
نصلى لتكن مشيئتك فنصلى ونحن واثقون من دوام تلك المشيئة ,وأما فى طلبنا الخبز فإن
مثلنا كمثل بنى أسرائيل وهم فى البرية سائرين إلى أرض كنعان وأعطاهم الله المن من
السماء وقتيا حتى أذا ما دخلوا أرض الموعد إمتنع عنهم نزول المن ونحن نطلب الخبز
ونأكل خبز الحياة “جسد السيد المسيح” هنا وقتيا حتى ندخل كنعان السماء ,
وكلمة اليوم تفيد التجديد فى العطية وأننا نطلب خبز اليوم جديدا فى كل صباح ونطلب
خبز كل يوم بيومه فيأتينا جديدا مع أعلان حاجتنا كل يوم له ,وهذا يذهب بنا إلى
التعاليم من هذه الطلبة (2) ما وراء الطلبة من تعاليم:-

أن كلمة
“خبز” فى النطق بها توجه أفكارنا إلى ذلك المبدأ الذى وضعه الله لآدم
ولبنى جنسه فى التكوين 3: 19 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ
تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا.
لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ». وهو المبدأ الذى يفرق بين
الخبز الشريف وخبز الكسل يعنى يجب علينا أن نعمل ونجتهد من غير تكاسل لأن من لا
يشتغل لا يأكل , كلمة “خبز” تذكرنا بكلمة الله التى بها نحيا كقول
المسيح فى متى 4: 4 4فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ:
لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ
مِنْ فَمِ اللَّهِ». وهى أيضا ترفع تأملاتنا إلى جسد المسيح المكسور كما فى
كورونثوس الأولى 11: 26  26فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ
وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ.
,وكلمة “خبز” ترفع أيضا أنظارنا إلى شخص الرب يسوع الذى هو الخبز
النازل من السماء والواهب حياة العالم ,ولو أضفنا “نا” إلى كلمة خبز
تعطينا تعاليم سامية فى قتل الأنانية والحسد كما فى إيجاد المحبة للغير ومحبة
الغير لنا ,فنفول خبزنا وليس خبزى ونتذكر ما قاله الغنى الغبى الذى ذكر نفسه من
دون الله والناس فى لوقا 12: 19 19وَأَقُولُ لِنَفْسِي:
يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ.
اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي!فأن أنانية هذا الغنى أسمعته
صوت الله ودينونته فى الآية 20 20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا
غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي
أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ 
,فشكرا لله على هذا التعبير “خبزنا” الذى يشعرنا بوجود أخوة لنا
كثيرين ,و”خبزنا” تعبير يقضى على الحسد فينا ,فأن المرء بقوله
“خبزنا” لا يطلب إلا نصيبه, وكثيرين يطلبون أنصبة الغير و يحسدون الغير
على ما هم فيه ويتمنون أن يكون عندهم ما عند الغير ويودون لأنفسهم التمتع ولغيرهم
الحرمان ,وهنا يتدرب الأنسان على عدم الطمع والحسد ,إننا نطلب خبزنا يا رب وليس
خبز الغير ,نصيبنا وليس نصيب الغير , وكما أن “خبزنا” تعبير جميل يبعث
فى النفس حبا للغير وحب الغير لينا ,فأن الآخرين إذ يقولون خبزنا نحس أنهم يصلون
من أجلنا أيضا فكما نوجه أفكارنا فى القول خبزنا إلى الآخرين كذلك أيضا توجه أفكار
الآخرين إلينا .

أما التعاليم
التى نراها وراء التعبير “كفافنا” فهى القناعة فى غير تكاسل والأهتمام
فى غير هموم والحياة فى غير تقتير ولا تبذير والشكر فى غير تذمر ,والحقيقة ما أجمل
النفس القانعة وليس المقصود بالقناعة أن لا يكون الأنسان طموحا أو يكون كسولا ,فأن
الذين يتكاسلون يخطئون لأنه لا يمكن أن يجلس أحد فى بيته قائلا خبزنا كفافنا
,قانعا يقبل يده وش وظهر ثم يجد الطعام ساقطا عليه من السماء ! نعم أن الله يعطى
العصافير كفايتها ولكن على العصافير أيضا أن تطير باحثة عن مكان الطعام, وما أجمل
الأهتما فى غير هموم فأن طلبنا خبز اليوم وخبز الكفاف إكتساح للهموم التى تأتى
بسبب التفكير فى الغد وما تحمله إياه من خيالات وأوهام ولكن الهموم شىء والأهتمام
شىء آخر ,فما كان الغنى الغبى مخطئا حين قال أهدم مخازنى وأبنى أعظم ,ولكن خطأه
جاء إذ فكر فى نفسه فقط وفى حياته التى أمنها بأمواله , الحقيقة إن قولنا خبزنا
كفافنا لا يمنعنا من الأهتمام كما تفعل النملة فى الصيف أذ تجمع طعام الشتاء ,
وهنا نقول ما أجمل الحياة بدون تقتير ولا تبذير  فنحن لا نصلى خبزنا كفافنا أعطنا اليوم لكى نقول
أصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب وهكذا يبذر الأنسان فى كل ما يصل إلى يده ,بل
ولا نقصد أيضا أن نغل أيدينا إلى أعناقنا فنقتر على أنفسنا ما دام لنا خبز الكفاف
,ولكن المقصود هو أن نحيا واثقين أن الذى أعطانا سوف لا يمنع عنا ما دمنا بحكمة
نتصرف ولا نعرف التبذير ولا التقتير ,وما أجمل الشكر فى غير تذمر وما أجمل أن نصعد
من قلوبنا شكرا خالصا إذ يعطينا الله خبز كل يوم بيومه وأن بنى أسرائيل تبطروا على
نعمة الله وقالوا سفر العدد 21: 5  5وَتَكَلمَ الشَّعْبُ عَلى اللهِ وَعَلى مُوسَى قَائِلِينَ:
«لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي البَرِّيَّةِ! لأَنَّهُ لا
خُبْزَ وَلا مَاءَ وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ».فأرسل
الله عليهم الحيات المحرقة لتلدغهم للموت ,فلنكن شاكرين وغير متذمرين طالبين
“خبزنا كفافنا” .

أما التعاليم
التى نراها وراء التعبير “أعطنا” فالحقيقة توجه هذه الكلمة أفكارنا إلى
الله مصدر الهبات كما توجه أفكارنا إلى الوسيلة التى ننال بها هذه الهبات ,وإلى
الثقة والأيمان فى مانح العطايا ,فالله هو مصدر كل عطية صالحة وكل موهبة تامة ونحن
نطلب منه أن يعطينا الخبز , وف طلبتنا هذه كأننا نطلب عن طريق غير مباشر القوة من
عنده لكى نعمل وكأننا نصلى من أجل سواعدنا وأقدامنا وعقولنا ,ونقول يارب أن أيدينا
تشتغل لجلب الخبز فأعطنا السواعد القوية وأعطنا الأقدام القوية وأعطنا العقول
الحكيمة ,وكما أننا بهذه الطلبة نلتمس من الله عن طريق غير مباشر أن يعطينا العمل
وحسنا قال أحد المسيحيين “نحن نرفع أيدينا الفارغة نحو السماء والله يملؤها
بالعمل” ,والحقيقة أن الوسيلة التى ننال بها الهبات هى الصلاة وأن نعلن لله
عن أحتياجتنا ونقول أعطنا يا أبانا فكل حاجتنا أليك وكل أعوازنا لديك وكل
أتكالاتنا عليك ,والحقيقة هذا هو ما أوضحه لنا الرب يسوع فى قوله فى متى 7: 7-8  7  «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا
يُفْتَحْ لَكُمْ.8لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،
وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ,فكلمة “أعطنا”طلبة لا تصلح لو قلتها
بغير ثقة ,وأننا نطلب من أبينا السماوى وهو وحده يستطيع أن يمنحنا بغنى ولذلك نقول
أبانا أعطنا لأنه ما لم تعطنا أنت فسوف لا يكون لنا ,وما يحزننى أن مرات كثيرة
ينسب الأنسان العطايا إلى الحظ وإلى عوامل أخرى ,أما الله فإنه يهتم بنا ويعطينا
كما يعطى العصافير والزهور وبل يهتم بنا أكثر منها كما فى متى 6: 26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ
وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ،وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
فلتعظم ثقتنا بالله لقد كسانا فى الماضى وأطعمنا لسنوات عديدة وبطرق عجيبة
…فلا نشك.

 أما التعاليم التى نراها وراء التعبير
“اليوم” فأن كانت هذه الكلمة فى هذه الطلبة تشعرنا بوقتيتها أو بأنها
طلبة مؤقتة فيجب علينا أن نستعد فنحن نطلب أعطنا اليوم ولسنا ندرى هل سيصبح علينا
يوم جديد ,أذا فيجب أن نستعد وإلا نكون مناقضين لأنفسنا وقد سبق لنا أن صلينا
“ليأت ملكوتك” أذا فلنستعد لمجىء الملكوت ,وكلمة “اليوم ”
تفيد التجديد ,عطية جديدة كل يوم ,وخبزا جديدا يبعث فينا شكرا جديدا متجددا فى كل
يوم من أيام حياتنا ,وكما تشرق أشعة الشمس فى الصباح من جديد على الزهور فتحييها
,وعلى الطيور فتبعث فيها التغريد وكذلك لتنتعش أنفسنا ولترنم شكرا لله على عطاياه
المتجددة فى كل يوم .

وأخيرا
“خبزنا كفافنا أعطنا اليوم” تقع هذه الطلبة بين طلبات تتعلق بالسماء
وطلبات تختص بالبشر وهم على الأرض,فأننا نطلب قبلها قداسة أسم الله وإتيان ملكوته
وتنفيذ مشيئته ونطلب بعدها غفرانا لخطايانا ونجاة من التجربة والشرير ,فهى طلبة
تقع عما قبلها وما بعدها كفترة أستراحة لكل مسافر من هذه الأرض إلى السماء ,حيث
يمكنه أن يتناول خبزا يتقوى به لإحتمال مشاق تلك السفرة وهو يسير فى برية هذا
الوجود ,وكما كان أيليا هارب من وجه إيزابيل جاءه الملاك برغيف خبز وقال له فى
الملوك الأول 19: 7- 8 7ثُمَّ عَادَ مَلاَكُ الرَّبِّ
ثَانِيَةً فَمَسَّهُ وَقَالَ: «قُمْ وَكُلْ لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ
عَلَيْكَ». 8فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ
أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللَّهِ حُورِيبَ،
فلنأكل خبزا فى ملكوت الله حتى نصل لنهاية رحلتنا ونكون مع المسيح فى المجد ,وأيضا
تقع الطلبة الرابعة بين طلبات تمثل القديسين وطلبات تمثل الخطاة ,فطلبات القديسين
تقديس أسم الله وإتيان ملكوته وإتمام مشيئته ,بينما طلبات الخطاة غفران ذنوبهم ,
وفى طلبتنا نستطيع أن نرى مركز الخبز المادى من القديسين والخطاة ,فأنه بالنسبة
للخطاة يقع منهم عند رؤوسهم وبتعبير آخر أن الخبز المادى آخر ما يطلبه القديسين
وأول شىء يطلبه الخطاة ولذلك يجب علينا نحن أن نطلب أولا ملكوت الله وبره وهذه
كلها (الخبز وضروريات الحياة) تزاد لنا وعندها نطلب وَاغْفِرْ لنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.
 

والى اللقاء مع الجزء السابع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الخامس

26 أكتوبر 2011


تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                                                                    متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2 – 4

                                                                                الجزء الخامس

مقدمة

(ليتقدس أسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك) ,طلبات ثلاث ,بداية ووسط وخاتمة ,فقداسة الأسم تؤدى
إلى أتيان الملكوت وإتيان الملكوت ينتهى إلى تنفيذ مشيئة الله ,هى طلبات ثلاثة وما
أشبهها فى الشجرة الواحدة بالجذر والجذع والثمر ,فنحن نغرس أصول شجرة تمجيد الله
فى قداسة أسمه وقداسة الأسم تهىء جذعا قويا لملكوت عظيم وهذا الملكوت نضوجه يبرز
أشهى الثمر فى تنفيذ مشيئة الله ,فبالطلبة الأولى (ليتقدس أسمك) نجعل أسمه فى قلوب
الناس ,ونشارك الملائكة النشيد كما فى أشعياء 6: 3 3وَهَذَا
نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ
كُلِّ الأَرْضِ». وفى الطلبة الثانية (ليأت ملكوتك) نجعل عرشه فى قلوب
الناس ونشارك أرواح الشهداء الذين يستنجدون بقوة المسيح فى ملكه كما فى سفر الرؤيا
6: 9- 10 9وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ،
رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ
اللهِ وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، 10وَصَرَخُوا
بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ
وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى
الأَرْضِ؟» وفى الطلبة الثالثة (لتكن مشيئتك) تجعل سلطانه فى مشاعر الناس
ونشارك المسيحيين بالحقيقةفى الطاعة والتسليم لمشيئة الله قائلين كما فى صموئيل
الأول 3: 18 18فَأَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ
الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ. فَقَالَ: «هُوَ الرَّبُّ. مَا يَحْسُنُ فِي
عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ».

الطلبة الثالثه ( لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.)

(لتكن مشيئتك) ماهو المقصود
بالكلمة لتكن؟ وهل مشيئة الله ليس لها وجود,ونحن نريد أن تكون له مشيئة؟ أم أن لله
مشيئة ونحن نريدها أن تتم؟وأن أتمام مشيئة الله هو المقصود ,طيب (مشيئتك) أية
مشيئة ؟ مشيئة الله . طيب توجد مشيئتى أنا ومشيئة الشيطان ومشيئة العالم .. ولكن
ليس لأجل هذه نصلى  ونحن نطلب تنفيذ مشيئة
الله ,فمشيئتى أنا معوجة فى أكثر الأحيان إن لم يكن فى كل الأوقات ,ولكن مشيئة
الله فمستقيمة ,والخطأ فينا أننا نريد أن تخضع مشيئة الله لمشيئتنا وأرادة الله
لأرادتنا ,ولكن لتكن مشيئتك نعم يارب لتكن مشيئتك هى النافذة وأجعانا نتمم هذه
المشيئة بإخضاع أرادتنا لها , طيب ومشيئة الشيطان ماذا عنها؟ هى طبعا ضد مشيئة
الله فهو يسعى دائما لتنفيذ مشيئته لإسقاط الجنس البشرى كما سقط هو نتيجة عدم
خضوعه وعدم طاعته ,فلننظر كيف سعى إلى أبوينا الأولين لكى لا يعملا مشيئة الله
وكيف أسقطهما بكسر الوصية والأكل من الشجرة المنهى عنها ويقول المسيح لليهود فى
يوحنا 8: 44- 45
44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ،
وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً
لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ
حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ
كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.45وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ
لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي.
فيارب أحفظنا من مشورة أبليس لكى ننفذ مشيئتك
وحدك , طيب وماذا عن مشيئة العالم ؟ هى جذابة وخلابة وتريد أن تجذبنا إلى ما فى
العالم من فتنة ولكن الكتاب يحذرنا قائلا فى الرسالة الأولى ليوحنا 2: 15- 17
15لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ
الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ
فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. 16لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ،
وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ
الْعَالَمِ. 17وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ
اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَد
.

 (لتكن مشيئتك) نعم مشيئة الله هى أفضل مشيئة فهو
أب يحبنا ويريد لنا الخير وقد تركنا أحرارا نختار لأنفسنا ما نريد ولذا نحن نصلى
حتى تنفذ مشيئته فقط لا سواه,لتكن مشيئتك هى طلبة نرفعها بروح الشكر والتسليم
والطاعة لنفعل ما فعله أيوب عندما جائته أخبار محزنة عن أبنائه وبناته وما يمتلك
من بقر وأتن وغنم وجمال وغلمان وكانت الخسارة فادحة فى فقدان هذه جميعها ولكنه
أستسلم لمشيئة الله شاكرا وما أجمل ما نطقت به شفتاه وقال أيوب 1: 21 21وَقَالَ: «عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً
أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ
الرَّبِّ مُبَارَكاً». وأيضا بروح التسليم أعلن عالى الكاهن إرتياحه لتنفيذ
مشيئة الله يوم نادى الرب صموئيل مرات متتابعة ليعلن له قصده فى عالى وخاف صموئيل
أن يخبر عالى بالرؤيا لأنها كانت قضاء على بيت عالى وإعلانا لغضب الله عليه بسبب
فساد بنيه ولكن عالى أستدعى صموئيل وشجعه لكى ينبئه بكل ما كلمه الرب ,فلما أخبره
صموئيل بجميع الكلام قال فى صموئيل الأول 3: 18 18فَأَخْبَرَهُ
صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ. فَقَالَ: «هُوَ الرَّبُّ.
مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ». فهل بهذه الروح الخاضعة نقدم هذه
الطلبة ؟,وبروح الطاعة ايضا نفذ بولس الرسول مشيئة الله فلما اراد ان يتكلم
بالكلمة فى بيثينية ولما لم يدعه الروح اذعن مطيعا,ولما أعلنت له الرؤيا فى ترواس
أن يعبر إلى مكدونية خضع لمشيئة الله بالرغم من صعوبة السفر ووعورة المكان الذى
سيذهب إليه ولا يعرف فيه أحدا,وهل ننسى خضوعه لمشيئة الله يوم عاه الرب يسوع
ليخدمه وهو فى الطريق إلى دمشق؟ لنسمعه وهو يعلن خضوعه التام أمام الملك أغريباس
فى أعمال الرسل 26: 19 19«مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الْمَلِكُ
أَغْرِيبَاسُ لَمْ أَكُنْ مُعَانِداً لِلرُّؤْيَا السَّمَاوِيَّةِ وبهذه
الروح لنخضع لمشيئة الله قائلين “لتكن مشيئتك” ولنرفع نظرنا الآن إلى
رئيس إيماننا لنتعلم منه فقد كان بروح الشكر يتمم مشيئة الآب كما فى المزمور 40: 8
8أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ. وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي».لقد فضل خلاص البشرية على الطعام
الجسدى ليتمم مشيئة الآب كما فى يوحنا 4: 34 34قَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي
وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.وأيضا بروح التسليم نفذ مشيئة الآب وعند تتبعنا
لجهاده فى جثيمانى وصلاته كما فى متى 26: 38- 44
38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا
وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ،وَكَانَ
يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ،إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ
الْكَأْسُ،وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».
40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً،فَقَالَ لِبُطْرُسَ:
«أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا
وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ
وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً:
«يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ
أَنْ أَشْرَبَهَا،فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً
نِيَاماً،إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً
وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.هذه هى صلاة
المسيح فى جثيمانى نرى فيها التسليم التام لمشيئة الآب بل أيضا بروح الطاعة تقدم
يسوع المسيح إلى الموت كما فى رسالة بولس الى أهل فيليبى 2: 7- 8 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً
فِي شِبْهِ النَّاسِ.8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ
وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.لقد ترك لنا مثالا فى الخضوع
للآب فلنستمع لقول بولس الرسول فى الرسالة للعبرانيين 12: 2 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ،
الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ
مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الله.فهل نقتدى
بالمسيح؟وبروح الشكر والتسليم والطاعة فى كل الظروف هل نقول “لتكن
مشيئتك”؟ طيب أيه البركات التى ننالها من هذه الطلبة؟ الحقيقة لقد لخصتهم فى
خمسة بركات ننالها من هذه الطلبة “لتكن مشيئتك”: أولا- بركة التقرب
من المسيح .
نتذكر جائت أمه وأخوته طالبين أن يكلموه فأعلن فى لغة واضحة أهمية
تنفيذ مشيئة الله وما يترتب على هذا التنفيذ من بركة كما فى متى 12: 50 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».ثانيا- بركة رضاء الآب
وسماعه لنا عندما ندعوه.
ولنستمع لدفاع الرجل المولود أعمى بعد أن فتح الرب
يسوع عينيه وهو يعلم معلميه من الفريسيين كما فى يوحنا 9: 31 31وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ.وَلَكِنْ
إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهَذَا يَسْمَعُ.وكذلك
قول القديس يوحنا فى رسالته الأولى 5: 14  14وَهَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ
إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. ثالثا- بركة
الأطمئنان بعد الخوف.
لقد كان داود فى فزع عندما كان مطاردا من وجه أبشالوم
أبنه ولكن تسليمه لله وخضوعه لمشيئته بددا خوفه ,نرى أنفسنا نقدر كلماته وهو يقول
بلغة الواثق فى صموئيل الثانى 15: 26 26وَإِنْ قَالَ:
«إِنِّي لَمْ أُسَرَّ بِكَ، فَهَئَنَذَا. فَلْيَفْعَلْ بِي حَسَبَمَا يَحْسُنُ فِي
عَيْنَيْهِ». رابعا- بركة التعزية فى ساعة الحزن. مما لاشك فيه فى
أن كل نفس مجربة حزينة وتنطق بهذه الطلبة من عمق القلب “لتكن مشيئتك”
إلا وهى تتعزى تعزية كاملة وتحس بالسلام والطمأنينة. خامسا- بركة التمتع بملكوت
الله.
وهوذا يسوع المسيح ينادى فى متى 7: 21
21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.وهذا
قليل عن كثير من البركات التى ننالها من وراء هذه الطلبة “لتكن مشيئتك”
.
 

(كما
فى السماء)
فالسماء هى النموذج والمثال لذلك لا نقول كما على الأرض كذلك فى السماء بل
كما فى السماء كذلك على الأرض,والسموات فى تعريف الكتاب ثلاثة كما فى رسالة بولس
الرسول لكورونثوس الثانية 12: 2 2أَعْرِفُ إِنْسَاناً فِي
الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ،
أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هَذَا إِلَى
السَّمَاءِ الثَّالِثَة. ففى السماء الأولى أو سماء الغيوم نجد الطير يرتفع
وينخفض ولا يمكن أن يسقط عصفور واحد إلى الأرض إلا بأذن أبينا السماوى فكل ما فى
الجو خاضع لإرادته ومشيئته , وفى السماء الثانية أوسماء النجوم نجد الكواكب
والنجوم ونجد الشمس والقمر وما فى هذا الفلك العظيم من مجرات كلها تسير بنظام
وترتيب خاضعة لمشيئة الله كما فى مزمور 19: 1 1 اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.وفى
السماء الثالثة أو سماء الحى إلى الأبد الآبدين نجد الملائكة خاضعة لإرادته مسرعة
إلى تنفيذ مشيئته ولها أجنحة لسرعة تنفيذ ما يريد ,وكما فى السماء مشيئة الله على
كل من الطيور والكواكب والملائكة هكذا على الأرض نريدها أن تتم.

(كذلك على الأرض) أى فى كل الخليقة لاسيما فى الأنسان ,بل لاسيما فى أتباع يسوع نريد أن تتم
مشيئة الآب فأعطنا يارب أن ننفذ مشيئتك فينا ,فلقد وهبتنا الأرادة فلا تسمح أن
تكون إرادتنا معاندة لأرادتك ,وحقيقى إن الخلائق التى لا أرادة حرة لها هى تطيعك
ونحن الذين منحتنا الأرادة الحرة ..هل نخافك؟ أرجوك يارب لا تسمح بل أعطنا أن نخضع
إرادتنا لك.(فى السماء كذلك على الأرض) لنطبقها أيضا كما فعل أغسطينوس لا فى
حرفيتها بل فيما يمكن أن تحمله من معنى .  
  هذه الطلبة تختص بأتمام مشيئة الله فى حياة
الأنسان وأذا كان بيربطها كما فى السماء كذلك على الأرض فهو نموذج رائع لأتمام
مشيئة الله العظمى التى هى خلاص الأنسان وكانت مشيئة الله العظمى زى ماكانت فى
السماء وهى أن يموت الأبن ويخلص العالم كله وهذه هى المشيئة التى كانت موجودة فى
السماء وكانت فى ذهن الله منذ الأزل أن الأبن يموت من أجل خلاص العالم وفعلا الأبن
تممها على الأرض كما فى السماء كذلك على الأرض والحاجة اللطيفة اللى نشوفها أن
الثلاث طلبات اللى الأنسان بيطلبهم وخاصين بربنا التى هى تمجيد أسم الله وتقديسه
وأتيان الملكوت وتتميم المشيئة نجد أن المسيح هو الوحيد اللى فعلها فعلا على الأرض
لما جاء فهو الذى قدس أسم الآب بقوله مجدت أسمك على الأرض وهو الذى أعلن الملكوت
وكانت خدمة المسيح كلها عن ملكوت السموات وفى كرازته قال توبوا لأنه أقترب ملكوت
السموات وتكلم عن أمثال الملكوت وصنع معجزات من أجل الملكوت وتكلم فى أحاديث مع
تلاميذه ومع الجموع عن ملكوت السموات , بل أنه حتى فى أرساليته لتلاميذه ,وأعلان
يوحنا له قبل مجيئه ,كان محور الكرازة كلها الملكوت بالنسبة للأنسان ,والمسيح هو
الذى تمم المشيئة ولذلك كان يقول طعامى أن أصنع مشيئة الذى أرسلنى ,وما جئت لأصنع
مشيئتى بل مشيئة الآب الذى أرسلنى ,وهذه هى مشيئة الله اللى كانت موجودة فى السماء
منذ الأزل من قبل خلقة الكون وهى خلاص العالم والتى صارت كذلك على الأرض لما تممها
الأبن فأنشأت الخلاص والغفران والمصالحة والفرح والراحة والسرور والحياه الأبدية
للأنسان ,فهذه هى مشيئة الله ,والمسيح صنع هذه المشيئة وعلينا أننا نثبت فيها
ونعيشها ونتمتع بيها ونخلينا ماسكين فيها على الدوام فنحن لا نستطيع أن نعملها لكن
المسيح هو صنعها وهذا هو معنى الملكوت أن مشيئة الله تكون واضحة جدا فى حياتنا ولها
السيادة الأولى فى حياتنا حيث أن مشيئة الله هى الغفران والمصالحة والفرح والسرور
والراحة والحياة الأبدية ,وأذا كنا بنطلب مشيئة ربنا يجب علينا أننا نكون على وعى
وفهم أننا أذا طلبنا مشيئة الله فى حياتنا وبنلح على عمل مشيئة ربنا فينا أننا
نستمد الحياة من هذه المشيئة من خلال تتميم المسيح لمشيئة الله أو مشييئة الآب حتى
إلى الصليب ,وبنقول حتى إلى الصليب لأنه لو كان فيها ألم لأن الصليب عبارة عن ألم
لكن لابد للأنسان أنه يقبل هذا الألم بفرح لأنه واثق أن هذا الألم يقوده للفرح
والغفران والمصالحة والراحة والسعادة والحياة الأبدية ,وأذا كنا عايزين نثبت فى
مشيئة الله التى يتممها المسيح فى خلالنا ينبغى أيضا أن يكون عندنا أستعداد لقبول
الصليب ,ونأخذ بالنا كويس هناك فرق كبير جدا بين الأستسلام والتسليم لمشيئة الله
,فالأستسلام هو أستسلام المغلوب على أمره فيقول هو أنا يعنى حأقدر أعمل ايه أهو
اللى ربنا عايزه يكون فهذا ليس تسليم ولكن هو مجرد أستسلام نتيجة عجز ,ولكن
التسليم ينبغى أن يكون بفرح وبمنتهى القبول وهذا الفرح والقبول نتيجة ثقتى فى هذه
المشيئة وأن أنا واثق أن هذه المشيئة هى فعلا فيها خلاصى ومصالحتى وفرحى وسعادتى
وحياتى الأبدية وراحتى الحقيقية ,ولذلك مش كل أستسلام الأنسان بيعيشه يقول أن هو
ده بيسلم لمشيئة ربنا ,ويمكن فى ناس كتيرة بتقول أزاى أعرف مشيئة ربنا فى حياتى
وياما صليت وطلبت وقلت لربنا عرفنى مشيئتك وربنا لم يرد عليا ومعرفتش مشيئة الله
لا من قريب ولا من بعيد وربنا مابيردش ,الحقيقة لأ مش لأن ربنا مابيردش أو مش عايز
يعلن مشيئته لأن ربنا بأستمرار بيتكلم لأن هو الكلمة لكن السر هو أنه لا يكفى أن
نسأل عن مشيئة الله ,يعنى مايكفيش أنك تسأل ربنا وتقوله أنت يارب عايز أيه أو
عرفنى مشيئتك لكن ينبغى أن قبل ما أسأل و بعد ما أسأل كمان ينبغى أنى أكون أنا
عايز هذه المشيئة من كل قلبى وليس مجرد أن أنا أسأل لكن لابد أن أكون عاوز هذه
المشيئة وليا أرادة ناحيتها ومش فقط عايز هذه المشيئة بل أيضا لابد أن يكون عندى
أستعداد أن أقبلها بفرح أيا أن كانت حتى من قبل ما أعرفها ,فأذا وجد الله فى
الأنسان أن الأنسان بيسأل و الأنسان عاوز والأنسان قابل فعلا مشيئته من قبل أن
يعرفها بفرح حينئذ يكشف الله للأنسان عن مشيئته ويعرفها له ,ولكن المشكلة أننا لما
نيجى نسأل ربنا ونقول له لتكن مشيئتك لسان حالنا بيكمل العبارة كما قلت مش كما فى
السماء كذلك على الأرض ولكن عايزين نقول له لتكن مشيئتك حسب مشيئتنا يعنى خللى
مشيئتك يارب أنت زى مشيئتى اللى أنا عايزها ,فمشكلة الأنسان اللى بيسأل ويقول مشيئة
ربنا أيه من غير مايكون عاوزها أو يقبلها من قبل ما يعرفها بفرح أنه بيقول لربنا
عرفنى مشيئتك وقول لى علشان لوعجبتنى أوافق عليها ولو ما عجبتنيش لا أوافق عليها
وهذا هو اللى أحنا بنعمله بالضبط مع ربنا ,ورينى مشيئتك وأذا عجبتنى قبلتها ولم
ماعجبتنيش مش حأقبلها ,حذارى أن تفتكر أنك لما بتقول لربنا لتكن مشيئتك أنك بتعطى
تصريح لربنا أنه ينفذ المشيئة وأنك يعنى بتصرح له أنه يعمل اللى هو عايزه ,لكن
ربنا مش محتاج لتصريح منك لكن أنت اللى بتترجاه أنه يتمم هذه المشيئة نتيجة أحساسك
بأبوته وثقتك فى هذه الأبوة ورجائك فى هذه الأبوة وتمتعك بالمحبة الموجودة فى
الأبوة ,فى ناس كتيرة بتقول أحنا مش قادرين نسمع صوت ربنا ولا نعرف مشيئة ربنا
والسبب أنهم بعيدين عن ربنا حتى وأن كانوا بيصلوا! ,فتخيل لو معاك راديو
ترانزيستور ولما بتشغله فى البيت بتلاقيه بيستقبل كل المحطات ولكن خذ هذا الراديو
وسافر بيه لمسافة بعيدة وأبعد بيه عن مجال محطة الأرسال وقوم بتشغيله ستجده لا
يستطيع أن يستقبل أى أرسال بالرغم أن الراديو هو هو ولم يتغير فيه شىء وبالرغم من
أن محطة الأرسال هى هى بنفس أمكانيتها وبنفس أرسالها لكن المشكلة أنك بعدت وعلشان
كدة مفيش لا أستقبال ولا أرسال بيوصل ,وفى أوقات كتيرة جدا بنقول ربنا لا يتكلم
,مش لأنه ما بيتكلمش أو أن الجهاز بتاعنا مش مضبوط وأن ربنا خلقنا غلط لكن لأننا
بعدنا عن دائرة عمل الله ,فهنا رغبة الأنسان فى أنه يعيش مشيئة ربنا فى أنه بيصدق
فى كلام ربنا بالضبط زى لو فى طالبين فى فصل والمدرس بيعطيهم مجموعة من التعليمات
أو الأرشادات أو الوصايا عاشان يساعدهم أزاى يتعلموا وينجحوا ويتفوقوا وبيحثهم
أنهم يبذلوا مجهود ويذاكروا ويلتزموا ,فيلتزم واحد منهم بالأرشادات وبالنصائح
وبيسلم لمشيئة المعلم وبيسمع كلامه ,والطالب الآخر لا يلتزم بهذه المشيئة وبهذه
الأرشادات وبيقول أنا عايز أتمتع وأنا عايز أتبسط ,يعنى واحد بيبذل مجهود ويذاكر
ويتعب والتانى زى مابيقولوا بيدور على حل شعره يعنى يتفسح ويأكل ويشرب ويخرج ويهذر
وغير ملتزم بأى حاجة وهدفه أنه يتمتع ببهجة الحياة ,وتعالوا نشوف حال هذان
الطالبان بعد مرور فترة من الزمن عشرين تلاتين سنه ستجد الطالب اللى تعب وذاكر
وجاهد وألتزم ونفذ مشيئة المعلم هو اللى فرحان ومبسوط ومستريح وأمامه مستقبل باهر
ومتمتع بكل شىء ,بينما الآخر الذى رفض أنه يلتزم بمشيئة المعلم وأرشاداته بدعوى
أنه عايز يعيش بهجة الحياة ستجده بعد تلاتين سنة فقد معنى الحياة كلها تحت الأدمان
أو تحت السكر أو تحت العربدة وتحت عادات وخطايا وتحت أفكار دنسة وتحت حياة بؤس
وأكتئاب وحياة خراب وضياع ومفيش أى نوع من النجاح فى حياته ومفيش أى فرح من حياته
ولذلك أوعى تفتكر أنك لما بتقول لربنا لتكن مشيئتك أنك بتعطيه تصريح لكن هذه هى
رغبتك أن مشيئة ربنا تتم فى حياتك وهى لن تتم فى حياتك إلا بالمسيح اللى ساكن فيك
هو اللى يقدر يتممها ,كما رأينا يوسف الصديق ولولا أنه سلم حياته لمشيئة الله وقال
لأخوته أنتم قصدتم لى شرا ولكن الله قصد به خير لولا أنه أتمتع بالمجد وبالنجاح وعرف
أن مشيئة ربنا بأستمرار هى للخير حتى وأن كان مر فترة كان فيها شايل الصليب ,وشخص
المسيح نفسه وأذا كانت مشيئة الآب هى الصليب فيقول الكأس التى أعطانى الآب ألا
أشربها ,ولكن بالرغم من مرارة الصليب كان أمامه مجد القيامة وفرح الفداء وخلاص
النفس البشرية وكما يكون فى الرسالة للعبرانيين من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل
الصليب مستهينا بالخزى وبالعار ,فمشيئة الله بأستمرار هى الأكثر سعادة وراحة وفرح
بالنسبة للأنسان ولابد للأنسان أن يثق فى هذا ويترجى هذه المشيئة ويطلبها بأستمرار
,فالأنسان الذى يخاف من مشيئة ربنا بالضبط المسيح شبهه فى مثل الوزنات واحد أخذ
عشرة وزنات والتانى أخذ خمسة والتالت أخذ وزنة واحدة اللى شعر أن مشيئة ربنا
بالنسبة له مش حلوة لمجرد أن أعطاله وزنة واحدة يعنى حاجة قليلة وعلشان لم يقدر
حتى أنه يتمتع بالوزنة فراح طمرها فى الطين وشعر أن هذا السيد سيطلب منه أشياء لا
قبل له بها ولا يستطيع أن يعملها وشعر أن مشيئة ربنا دى حاجة صعبة جدا وشعر أنه لن
يستطيع أرضاء هذا السيد ولذلك قال له علمت أنك سيد قاسى تحصد حيث لم تزرع ,فساعات
النسان ينظر لمشيئة ربنا أنها قاسية عليه ,وفى تجربة لطيفة عملها أحد الخدام الذى
قال للمخدومين بتوعه عايز كل واحد منكم يسجل أول حاجة تخطر على باله لما يسمع كلمة
معينة يعنى أول فكرة أو أحساس يجيلك سجله عندما تسمع هذه الكلمة وأعطاهم مثلا كلمة
كريسماس ,وطبيعى أول حاجة تيجى على ذهن الأنسان لما يسمع كلمة كريسماس ,فاللى كتب
بابا نويل واللى كتب هدايا واللى كتب ديك رومى واللى كتب الزينة واللى كتب
الأحتفالات واللى كتب ميلاد السيد المسيح يعنى أول أنطباع بييجى لما تسمع كلمة
معينة فسألهم سؤال وقال لهم ماهو أول أنطباع ييجى لكم لما تسمعوا كلمة أرادة ربنا
أو مشيئة الله ,فالناس اللى شاعرة أن مشيئة ربنا قاسية وصعبة يقولك أه يبقى فى حد
حايموت!أو فى كارثة حاتحصل أو أنى سأصاب بمرض معين أو أن أرادة ربنا تطلب منى
تضحية عظيمة جدا أنى لازم أتخلى عن حاجة معينة ,فاللأسف لأكتر الناس أن أول ما
يخطر فى بالهم أحساسهم عن مشيئة الله هى صورة معتمة ومخيفة الأنسان بيهرب منها
وعايز يطفش من هذه المشيئة وينفر من هذه المشيئة لأن الأنسان للأسف بيشعر أن مشيئة
ربنا بالنسبة له بأستمرار مرة المذاق زى الدواء اللى الأنسان يأخذه ويجده طعمه مر
فيأخذ الدواء وهو متغصب يعنى غصب عنه وهو كاره هذا الموضوع وكأن لسان حالنا أننا
سنكون أسعد حالا وأهنأ حالا لو أننا تجنبنا مشيئة ربنا الصعبة و القاسية دى ,ويمكن
لا نقول أحنا مش عايزنها لكن فى واقع الأمر أحنا بنتهرب منها لأنها بالنسبة لنا
شىء صعب جدا بالرغم أنه بيقول كما فى السماء كذلك على الأرض ,طيب لو ذكرنا كلمة
السماء فما هو أول أنطباع ييجى لنا ,فممكن تقول السما دى يعنى سلام وفرح وراحة
وسرور وصفاء ونقاء ,طيب ماهى دى أرادة ربنا اللى عايز يعملها فى الأرض زى السماء
يعنى أرادة ربنا بالنسبة لك هى سلام وفرح وسرور وراحة وصفاء ,أذا أرادة ربنا
ومشيئة ربنا بأستمرار هى الأكثر سعادة بالنسبة للأنسان ولذلك بنقول له زى ما
أرادتك تامة فى السماء وكل الخليقة السماوية خاضعة ليها أعطينا أيضا أن أرادتك
يارب بتبقى تامة وكاملة فى حياتنا وأحنا خاضعين ليها وقابلينها بفرح وبتسليم
وبتسبيح وبشكر ,أذافهذه الثلاث طلبات بنتطلع بيها ناحية السماء علشان نطلب تقديس
الأسم ومجد الملكوت وصلاح مشيئة ربنا.       

لتكن مشيئتك
كما فى المسيح كذلك على الكنيسة وفى الكهنوت وفى الساسة وجميع الشعب لكى تكون
طاهرة وبلا عيب نعم لتكن مشيئتك كما فى الملائكة كذلك فى البشر ليكونوا قديسين ومطيعين
,لتكن مشيئتك كما فى الروح كذلك فى الجسد حتى لا يشتهى ضد الروح ويقاومه, لتكن
مشيئتك كما فى قديسيك كذلك فى الخطاة لكى يؤمنوا ويخلصوا ,( لتكن مشيئتك كما فى
السماء كذلك على الأرض).

أن الذى يفعل
مشيئة الله هو أشبه بالصخرة القوية فى وسط البحر التى تصدمها الأمواج الشديدة
ولكنها لا تؤثر فيها بل ترتد خاسرة ,تأتى أمواج التجارب والأحزان والهموم والألام
شامخة وقوية لتهدمنا ولكن فى قولنا (لتكن مشيئتك) ننتصر عليها لأن الذى نسلم له أب
قوى قادر أن يسندنا ويحفظنا ويرعانا ويخلصنا ((لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على
الأرض))

وهذا يقودنا إلى طلباتنا أو الطلبات الأربع الأخيرة التى تختص بنا نحن البشر وطلبتنا هذه هى
الرابعة فى ترتيب الطلبات فى الصلاة الربانية ولكن الأولى فى طلباتنا البشرية وهى (خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،) 

والى اللقاء مع الجزء السادس راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الثالث

25 أكتوبر 2011

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                                                                       متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4    

                                                                                        الجزء الثالث

مقدمة

لقد رأينا عبارة أبانا الذى فى السموات و كم هى عبارة ما ألطفها تنزل
كالندى على كل قلب وعلى كل من ينطق بها ,أن كلمة أبانا تبعث فينا أيضا المحبة
والثقة ,عندما يحيط الخوف بالطفل يهرع إلى أبيه شاعرا أن عنده القوة التى تحمية ,
قوة أكثر مما يملك هو ويجد عنده الأطمئنان ,عندما نقول أبانا
نشعر بالمحبة والثقة ,فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة وعندئذ نجد من الآب السماوى
رحمة ونعمة ,عونا فى حينه, ولنتأمل فى الأبن الضال ,كيف أنه بعض تشرده ,وأنتهاء
الأمر به إلى العيشة بين الخنازير ,أن لفظة أب أحيت فيه ميت الرجاء , وأعطته ثقته
فى نفسه ومحبة لأبيه بالرغم مما صدر منه نحوه فقال فى لوقا 15: 17- 19 
17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ
وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ
جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ
إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ
ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ
,وأذا أضفنا إلى كلمة أب ضمير المتكلمين وقلنا أبانا ,نجد
فى هذا التعبير ما يساعدنا على تحطيم الوثنية لأنها تشعرنا بصلتنا بالله ,وأننا قد
صرنا له وليس لآخرين كما يقول ربنا فى كورونثوس الثانية 6: 18
18وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي
بَنِينَ وَبَنَاتٍ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
هو
أبونا ونحن أبناؤه . أذا لا مجال لإله سواه عندنا ونقول مع موسى فى سفر الخروج 15:
11 11مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ
مُعْتَزّاً فِي الْقَدَاسَةِ مَخُوفاً بِالتَّسَابِيحِ صَانِعاً عَجَائِبَ؟

أبانا لقب يساعدنا على القضاء على الأنانية لأنها
تشعرنا بأن لنا أخوة, لست أقول أبى بل أبانا أقولها ويقولها بلايين غيرى ونحن فى
هذا الآب الواحد الذى نناديه ,نتوحد ونرتبط ببعضنا البعض كأخوة, وحينما أتذكر حديث
ذلك الغنى الغبى إلى نفسه (أستريحى وكلى وأشربى وأفرحى) أشعر بمقدار المأساة لأنه
شعر أنه الوحيد الذى يحق له أن يتنعم دون سواه ,عاش لنفسه دون أن يشعر أن هناك
أخوة له يجب أن يشاركوه ما يتنعم به فجاءه صوت ربنا ( يا غبى هذه الليله تطلب نفسك
منك,فهذه التى أعددتها لمن تكون), أن الأنانية لا تجلب سوى الموت أما الشركة فأنها
تجلب البركة مضاعفة ,فعندما أصلى من أجل نفسى فقط كأن واحد فقط صلى من أجلى
,وعندما أصلى من أجل الآخرين ويصلى الآخرين من أجلى أحس أن صلوات كثيرة ترفع من
أجلى للآب السماوى ,ويتعدى أحساسى إلى أكثر من ذلك أن أشعر أن كثيرين يصلون لأجل
بعضهم وبذلك تتضاعف علينا البركات والخيرات.

أبانا كلمة تساعدنا على تغيير الطباع الردية فينا
عندما نصل أنفسنا بالآب وذلك بالضمير “نا” نحتاج أن نكون مثله ,فهو قد
خلقنا على صورته الأدبية الكاملة ونحن شوهنا تلك الصورة بالخطية , فلكى يكون أبانا ونكون نحن أبناء له يجب علينا أن نحتفظ بصورته
ويجب أن نشبه الآب ونتشبه به فى البر والمعرفة وقداسة الحق أليس يسوع المسيح وهو
الأبن هو صورة الله غير المنظور؟ أليس الأبن يشابه الآب؟ فأن ناديناه أبانا
وأخترناه أبا لنا وأحببنا أن نكون له ابناء يجب أن نتمثل بيسوع المسيح الأبن ونفعل
مشيئة الآب ونحفظ وصاياه ونتممها.

والعجيب أننا
لو دققنا فى الصلاة الربانية التى تنقسم ألى سبعة طلبات التى تنقسم بدورها إلى قسمين 1- الثلاث طلبات الأولى تختص
بالله وهى “ليتقدس أسمك – ليأتى ملكوتك – لتكن مشيئتك” وهى طلبات روحية
خاصة بالله 2- الطلبات الأربع الأخيرة تختص بنا نحن البشر وهى أحتياجاتنا كأنسان
وهى ” خبزنا….. أعطنا – وأغفر لنا ذنوبنا …. كما نغفر – ولا تدخلنا فى
تجربة – ولكن نجنا من الشرير”. وقد رأينا أن الأنسان بيضع كيانه كله فى يد
ربنا (ماضيه وحاضره ومستقبله) فهو يضع الحاضر خبزنا بتاع اليوم أو القوت اليومى
يضعه فى يد ربنا ,والماضى أغفر لينا ذنوبنا اللى عملناها قبل كده وبنضعه أيضا فى
يد ربنا ,والمستقبل ماتدخلناش فى تجربة ونجينا من الشرير ,وأيضا بنضعه فى يد ربنا
,فالأنسان فى أبعاده ,ماضيه وحاضره ومستقبله فى الصلاة الربانية بيضعها بين يد
الله ,ونشوف أن حاجة عجيبة جدا أن المسيح لما نطق بهذه الصلاة قد نطقها فى نفسه
ولم يصليها بالكلام بل صللاها فى حياته يعنى أن هذه السبع طلبات قد عملهم لنا
المسيح ,وأن كل كلمة من أبانا الذى…. كانت فى حياة المسيح على الأرض , أليس هو
الذى نقول له أبانا الذى فى السموات طبعا ما هو الأبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو
خبر ,يعنى نزل لينا من السماء وأخبرنا عنه وهو الذى أتى من حضن الآب وخبرنا ,ليتقدس
أسمك ,طيب تعالوا نقرأ فى يوحنا 17 والحقيقة فى كل أنجيل يوحنا أغلبه المسيح
بيتكلم 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ،
لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا
فِيهِمْ».وأيضا 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى
الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ وأيضا
11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا
هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ
الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا
وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. يعنى المسيح أتكلم عن أسم ربنا كتيرفهو الذى قدس
أسم الآب ومجده, ونقول ليأتى ملكوتك ,أيضا هو الذى جاء وأعد الملكوت وكانت كرازته
(توبوا لأنه أقترب ملكوت السموات) يعنى حقق لينا مجىء الملكوت ,ونقول لتكن مشيئتك
,طبعا ما هو الذى أكمل مشيئة الآب وأطاعه وهو اللى قال ما جئت لأعمل مشيئتى بل
مشيئة الذى أرسلنى ,طيب مين اللى حقق مشيئة الله على الأرض كما فى السماء زى ما
بنقول كما فى السماء كذلك على الأرض طبعا هو المسيح اللى قدر يكمل مشيئة الآب على
الأرض كما فى السماء ,وبنقول أعطنا خبز الكفاف طيب ما المسيح هو الخبز الحى اللى
نازل من السماء وهو اللى قال أنا هو الخبز وكل اللى يأكلنى لايجوع ,وبنقول أغفر
لينا ذنوبنا ,طيب ما هو غافر الذنوب والخطايا ,وبنقول نجينا من الشرير ,طيب ما هو
اللى سحق العدو ونجانا من الشيطان وكسر قيود الشيطان (رأيت الشيطان ساقطا مثل
البرق من السماء) ,ولذلك كانت حلاوة الصلاة اللى المسيح صلاها وعلمها لينا أن
المسيح حققها فى حياته ,انه لم يعطينا شوية كلام منمق أو شوية فرائض أو طقوس لكن
المسيح أعطانا حياته كصلاة بنرددها وبنكررها كل يوم وأحنا بنقول له أبانا الذى فى
السموات ,ولذلك المسيح بيقدم لينا الآب القدوس ويقدم لينا الملكوت وبيقدم لينا
المشيئة والأرادة وليست كموضوع تأمل أو رؤية أو دراسة بل بيقدم لنا الآب والملكوت
والمشيئة كحاجة روحية أحنا محتاجينها ولينا أرتباط شديد بيها فنحن محتاجين للآب
,وأحنا محتاجين للملكوت واحنا محتاجين لمشيئة الله ولذلك بيقدمها لينا المسيح
كحياة معاشة ويبقى لينا أتصال بيه ,المسيح لم يقد لنا اللاهوت كمجرد مصطلحات ولا
عبارات لفظية ,لكن قدم لينا اللاهوت على مستوى الحياة العملية ,فهو أبوك الذى
يطعمك ويسقيك ويسامحك ويرعاك وينجيك ,قدم لينا اللاهوت على مستوى عملى ,فقدم لنا
الآب على مستوى الإله الذى يهتم بكل دقائق حياتنا وبكل ما نهتم بيه , فهو ليس فقط
بيهتم بالأمور الروحية ,صلواتنا وغفران خطايانا بل بيهتم بلقمة العيش اللى بنأكلها
,فكل ما يهمنا فهو يهمه ,وهذا الموضوع خطير جدا أننا نقبل اللاهوت كحياة عملية
قريبة جدا منا ولذلك بنتفهم علاقتنا بالله من خلال أبانا الذى …. علاقة البنوة
بالأبوة ,وجميل جدا لو الأنسان كمان صلاها بالروح ,هو بيقول أن الروح يصرخ فينا
قائلا يا أبا الآب يعنى يابا باللغة السريانية ,اليس الروح القدس اللى بيخلينا
نقول أن أنت أبونا وعلشان كده لا أحد يستطيع أن يتمتع بمشاعر البنوة هذه والأحساس
بأن الله أبوه إلا إذا صلى أبانا الذى … بالروح القدس ,فالروح يشفع فينا بأنات
لا ينطق بها فهو يصرخ فينا يا أبا الآب ,ومش بنكرها تعويذة ولا بنكرها قبل الأكل
ولا بنكرها أى كلام ,فالأنسان الذى يصلى أبانا الذى بالروح القدس يتمتع بمشاعر
البنوة الجميلة ,أبانا الذى فى السموات ويمكن السيد المسيح لما حدد هذا التعريف
الذى فى السموات وليس معناه أنه غير موجود على الأرض ,ولكن كلمة السما نفسها التى
تتكرر مرتين فى الصلاة الربانية ,أن السيد المسيح يريد أن يقول لنا حاجة ,وأنت
بتقول له أبانا الذى فى السموات ,وأشعياء النبى زمان ربنا نطق على لسانه آيه وقال
55: 9 9لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ
الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُم.
أنك بتكلم إله عالى ,ولكن هذا الإله العالى الذى فى السموات تنازل من
السموات و نزل إلى الأرض ,يعنى تنازل من أجلى ,ولما تقولها ليه أبانا الذى فى
السموات أنت يارب أبويا وثبتنى فى بنوتك وخللينى أبن دائم ليك وأشكرك لأنك فى
أبوتك نزلت ليا من السماء على الأرض وقد أيه هو مدى أتضاعك يارب بالرغم أنك عالى
كبعد السماء عن الأرض فى أفكارك لكن هذا البعد أحنيته كله ونزلت ليا على الأرض ولما
بأقول له أبانا الذى فى السموات و أن أنا أبنك فهذا يعطينى أحساس وشعور أن هذه
السماء هى هدفى وهى مآلى  وهى وطنى الذى
أترجاه ,وآه لو ماكنش عندنا أحساس وشعور ملازم دائم أننا نشتاق إلى السماء , نأكل
ونشرب لأننا غدا نموت , لكن الأنسان الذى يصلى أبانا الذى بعمق فعلا بيشعر أن أبوه
فى السماء وأنه سيصعد لأبوه فى السماء ويكتسب الطبيعة السماوية والسلوك السماوى
ولذلك لما بولس الرسول قال فى فيلبى 3: 20 20فَإِنَّ
سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضاً نَنْتَظِرُ
مُخَلِّصاً هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمسِيحُ،وسيرتنا يعنى حياتنا وهى فى السموات وليست على الأرض ,وأن كنا عايشين على
الأرض ولكن حياتنا بتتكتب فوق فى السماء لأن أبونا سماوى ,تماما مثل قطعة الحديد

لما توضع فى النار تلتهب وتكتسب طبيعة نارية وحقيقى ليس لها نار ولكنها بتكتسب
طبيعة النار ,وهذا بالضبط اللى أحنا بنعمله لما بيبقى لينا فكر سماوى وأب سماوى
بنكتسب الطبيعة السماوية ,صحيح أحنا مخلوقين أرضيين ,لكن كقطعة الحديد لما توضع فى
النار بتلتهب وتتوهج وتصير هى والنار واحد وكما قلت صحيح هى ليست نار لكن أكتسبت
طبيعة النار ,ولذلك كل ما يبقى فكر السما موجود فى حياتنا ,فهذا ينعكس على تصرفاتنا
وكلامنا ومشاعرنا وأنفعالاتنا ,أخيرا موضوع السما بالنسبة لى يا ترى هو شىء مهم أو
لأ  وأن كنت كل يوم بتقول له يا أبانا الذى
فى السموات فهل أخذت من طبيعة أبوك السماوى وألا لأ ,وأذا كان الله يسكن فى السموات
على رأى قداسة البابا فى قصيدته لما بيقول( ما بعيد أنت
عن روحى التى فى سكون الصمت تستوحى نداك ,فى سماء أنت حقا أنما كل قلب عاش بالحب
سماك ),يعنى كل قلب فينا حبك هو بالضبط سماء ربنا موجود فيها ,ولذلك كل ما
الأبن ينظر أبوه يحبه ويقدم له مشاعرالحب هذه يتحول على طول إلى سماء, أذا تعالوا
نقول ليتقدس أسمك.

الطلبة الأولى :                     (ليتقدس أسمك)

أبانا الذى فى السموات ليتقدس أسمك ,نعم ليتقدس أسمك فيا وبي يارب ولسان حالنا
ونحن نصلى هذه الطلبة وهذه هى أول طلبة الأنسان بيطلبها من ربنا ليتقدس أسمك فيا
يعنى فى حياتى و فى كيانى ,وأيضا بى ,فإذا كانت الصلاة هى عبارة عن تقديس لأسم
الله ,طيب يعنى أيه شىء مقدس أو حاجة مقدسة؟ فلما بأقول الترابيزة دى مقدسة أو هذا
المكان مكان مقدس أو هذه الأيقونه أيقونه مقدسة ,ولذلك بنسأل يعنى أيه مقدس؟ كلمة
آجيوس باليونانى يعنى شىء مختلف , أو هذا المكان مقدس يعنى يختلف عن باقى الأماكن
,مخصص لشىء معين ,طيب أسم الله هو جوهره وكيانه ووجوده ,طيب هل ممكن أن نقول أننا
بنقدس ربنا يعنى بنعطى ربنا القداسة و يا ترى هل فى أسم الله نقص أو عدم قداسة حتى
نطلب أن يتقدس ؟بالطبع..لأ.. فأسمه كامل القداسة ولأنه هو مصدر القداسة وهو قدوس,ولكن
لما بأقول يتقدس أسمك معناها يارب أنك مختلف عن الآخر ,وأعطينا أننا نعطى شخصك فى
حياتنا مكان مختلف عن باقى الأشياء الأخرى ,مكان فريد من نوعه ,ونعطيك يا رب وضع
خاص متميز وليس أننا نعطيك ونمدك بالقداسة بالطبع لأ ولذلك أتقدس يا رب فيا
وساعدنى يارب أن أنا أجعل ليك مكان متميز مكان مختلف وفريد عن الأب والأم
والصداقات والشهوات والماديات فأجعلنى يارب أقدس أسمك بوجودك بداخلى ,ويكون ليك
مكان متميز ومكان خاص أنك تصير فوق الكل وقبل الكل وأحلى من الكل وأن يعلن هذا
الأسم للجميع فى قداسته أى يمجد هذا الأسم من كل الشعوب والألسنة,ولذلك فى الصلاة
الربانية نحن نقدس أسم الله وفى الأسرار الكنسية (التوبة والميرون والمعمودية وفى
أى سر من باقى الأسرار) ربنا هو الذى يقدسنا ,طيب يعنى أيه الكلام ده ؟فى الصلاة
نحن نقدس الله ونعطيه وضعه المختلف عن كل الأوضاع الأخرى ,وربنا فى الأسرار
بيجعلنا نحن أيضا فى وضع مختلف عن الآخرين ,فالأنسان المتعمد بالمعمودية ليه وضع
مختلف عن الغير متعمد والأنسان التايب ليه أيضا وضع مختلف عن غير التايب وأيضا
الأنسان اللى متناول له وضع مختلف عن الغير متناول ولذلك نحن نقدس الله فى الصلاة
والله يقدسنا فى الأسرار ولذلك لما بأقول له ليتقدس أسمك بأطلب أن يتقدس أسمك يا
رب فيا وبى ,وجودك وحضورك ,وفى أوقات كتيرة حضور الله فى حياتنا بيختلف وساعات
نبقى شاعرين أن ربنا قريب منا ويختلف هذا الشعور فى ساعات أخرى ونشعر أننا بعاد
جدا عن ربنا ,ويختلف أحساسنا بوجود الله على حسب الظروف وعلى حسب المكان وعلى حسب
الزمان ,ولكن متى يصل الأنسان إلى الأحساس الدائم بوجود الله وأن ربنا حاضر وله
وضع مختلف عن بقية الأشياء وليس أن نضع ربنا على مستوى الأكل والشرب ,مثل مستوى
اللعب ومستوى الفسح ومستوى الهزار بالطبع لأ ربنا لازم يكون له وضع مختلف ,وفى
أوقات كثيرة جدا بنفقد بسبب عدم فهمنا وعدم تركيزنا وعدم تأملنا فى الصلاة
الربانية علاقات جميلة جدا بيننا وبين ربنا , لازم تقول لربنا أنت يا رب ليك وضع
مختلف عن باقى كل الأشياء وربنا ستجده بالتالى بيرد عليك ويقول لك وأنت كمان ليك
وضع مختلف عندى عن باقى كل الخليقة .

أذا تقديس
الأسم يعنى أحترام هذا الأسم وتوقيره وتقديره وإعلاءه ورفعه فوق كل شىء , وكما قلت
هى أول طلبة يستطيع أن يطلبها الأنسان لكى يستطيع أن يقرب لربنا لأنه بدون تقديس
أسم الله وأحترامه وتقديره وتوقيره لا يستطيع الأنسان أن يقترب من الله ولذلك يقول
الأنسان لربنا ليتقدس أسمك فيا وبى ليتقدس أسمك فى حياتى ويكون أسمك شىء غالى
ومرتفع فوق كل أرتفاع موجود فى حياتى وأسمك أيضا يتقدس بي أمام كل الناس لأن ربنا
قال فى العهد القديم بسببكم يجدف على الأسم الحسن أو يجدف على أسم الله بسبب
تصرفات الأنسان  أذا الرغبة الأولى التى
يقدمها الأنسان هى تمجيد وتوقير أسم الله بل تقديس أسم الله فى كل يوم وكل ساعة
وفى كل لحظة وفى كل طلبة ,والأنسان يستمر يكرر هذا الطلب بلا ملل علشان أسم الله
المقدس يغطى زمان غربة الأنسان كما رأينا فى رؤية أشعياء النبى أنه لما شاف السيد
جالس فى الهيكل والشاروبيم والسرافيم بيصرخوا ويقولوا قدوس قدوس قدوس أشعياء 6: 1-
3 1 فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ
السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ
الْهَيْكَلَ. 2السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ
أَجْنِحَةٍ. بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ
وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. 3وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ
الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ». أذا كان طبيعة الله القداسة
فنحن بنطلب أن طبيعة الله المقدسة هذه تحل فينا وتقدسنا أيضا لكى نستطيع الأقتراب
أليه لأن بولس الرسول للعبرانيين 12: 14
بيقول 14اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ،
وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ. والحاجة
العجيبة كما قلت أن أنا لا أستطيع أن أقدس أسم الله ولذلك بأقول له وبأطلب أليه
بأشتياق وبتوسل ليتقدس اسمك وأنا لا أستطيع أن أقدس أسمك يا رب ,فالآنسان لا
يستطيع لأنه لا يملك أى شىء من القداسة لكن أنت يارب أرجوك تعالى قدس أسمك فى
حياتى وتعالى قدس أسمك فيا وبى ,وفى توسل إلى الله أنه يأتى ويقدس أسمه الذى دعى
علينا فى حياتنا لكى ما نحن أيضا نحيا حياة القداسة ونستطيع الأقتراب من الله
ويتقدس أسم الله فى حياتنا وربنا يقدس حياتنا بأسمه الموجود فينا أذا دعونا نقول
معا ليتقدس أسمك .

فى مطلع
المزمور الثامن العدد 1  1 أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا مَا أَمْجَدَ
اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ! ويختم
نفس المزمور بنفس العبارةقائلا فى العدد 9   9أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ
الأَرْضِ. وكأنه لايجد فى البداءة والختام ما هو احلى من هذه العبارة
ويردده تمجيدا لله ولأسمه العظيم ,ونحن لا يسعنا إلا أن نطلب ليتقدس أسمك.

هذه الطلبة
لم تأتى فى موضعها عرضا بل عن قصد فهى تتصل بالعبارة الأولى أتصالا وثيقا كما أنها
ترتبط بما يليها,وأن أجراء أى تبديل أو تغيير فى وضعها يشعرنا بعدم الأنسجام وعدم
الترتيب أذ نكون بعيدين عن الوضع الصحيح لتعليم السيد المسيح ,تخيلوا لوقلنا أبانا
الذى فى السموات ليأت ملكوتك وليتقدس أسمك ,نجد أن فى تغيير الوضع ما يخالف نظرة
المسيح وترتيبه,أذا هو أمر طبيعى أنه بعد أن عرفنا أسم الله فى هذا اللقب الجديد
أبانا أن يتبع هذا الأسم بالطلب ليتقدس أسمك وهو طلب يعد أساسا لما جاء بعده من
طلبات ,فنحن نقول ليأت ملكوتك لكى يتمجد أسمه بأتيان هذا الملكوت ,وأذ نقول لتكن
مشيئتك وغرضنا تمجيد أسمه أيضا ,وعندما نصلى خبزنا كفافنا أعطنا اليوم فأننا نطلب
خبز اليوم لكى نتقوى ونحيا ونمجد أسم الله ,وعندما نقول أغفر لنا ذنوبنا فما ذلك
إلا لأننا نريد أن نتطهر قلبا وشفاها حتى نقدس أسمه ,اخيرا نطلب لا تدخلنا فى
تجربة لكن نجنا من الشرير لكى نزيل العوائق حتى نمجد أسمه لأن الشرير يحاول دائما
أن يثنينا عن تمجيد أسمه فنقول دائما نجنا من الشرير ليتقدس أسمك.

الحقيقة أحنا
بنذكر الأسم للتمييز وقد نستطيع أن نميز الناس من بعضهم البعض (بالوجه والشكل
والصورة والطباع ..) لكننا نجد الأسم أسهلها للتمييز ,وكما قلت أنه توجد آلهه
كثيرة مثل عشتاروت وداجون وبعلزبول …وكل الأصنام التى صنعها الأنسان لنفسه لها
أسماء مختلفة أما ألهنا فيتميز عن جميع الآلهه الكثيرة ويعرف بهذا اللفظ الفريد
(أبانا الذى فى السموات) إذا فنحن نقول ليتقدس أسمك ونعنى ليتقدس أسمك أيها الآب ,
أذا يذكر الأسم للتمييز وأيضا كما أنه يميز كل ما يتصل به عن غيره ,يعنى لو أضفنا
إلى أسم الرب الكلمات الآتية: يوم,بيت,كتاب,شعب,خادم … وأمثالها نعطى لها تمييزا
خاصا فنقول يوم الرب ونعنى يوم الأحد ونقول بيت الرب ونعنى الكنيسة ونقول كتاب الرب
ونعنى الكتاب المقدس مميزا عن سائر الكتب وهكذا نقول شعب الرب وكاهن الرب …..
وفى هذا التمييز ما هو ظاهرا للتفرقة بين أتباع الرب وبين البعيدين عنه أذا عندما
نصلى ليتقدس اسمك فأننا لا نطلب فقط تقديس الأسم بل أيضا بنذكر كل ما يتصل بهذا
الأسم المجيد , وكذلك يدل الأسم على شخصية ,فعندما يتحدث الناس إلى ملك فيقولون له
جلالتك وإلى أمير يقولون سموك وإلى البطريرك يقولون غبطتك وقداستك ,وهم فى الحقيقة
يقصدون من وراء الجلاله والسمو والغبطة شخصيات لا مجرد ألقاب , ونحن عندما نقول
ليتقدس أسمك نعنى ليتقدس شخصك ,ويدل الأسم أيضا فى طلباتنا على طبيعة الله ,فعندما
قال السيد المسيح فى صلاته الشفاعية (أنا أظهرت أسمك للناس)
فى الواقع أن السيد المسيح لم يعرف للناس أسم الله كمجرد لفظ بل أظهر لهم الله فى
رعايته للبشر كآب وفى محبته لهم بأرساله الأبن الوحيد لفداء العالم وفى قداسته
وعدله وقدرته وكل باقى صفاته ,ونحن عندما نصلى ليتقدس أسمك كأننا نقول لتتقدس أيها
الرحيم فى رحمتك والعادل فى عدلك والمحب فى محبتك والقدوس فى قداستك…

أيها الآب
قدس اسمك بأعلان ذاتك لغير المؤمنين والبعيدين وعرفهم ذاتك فى الكلمة المتجسد ,أن
الناس وصلوا أخيرا إلى غزو الفضاء وأطلاق الأقمار الصناعية والأنترنيت وأصبح
الأنسان تأخذه الخيلاء والكبرياء فى هذا العصر ,ونحن ما أحوجنا إلى أن نصلى ليتقدس
أسمك , قدس أسمك يارب حتى يهتف كل أنسان إذا رأى سمواتك عمل أصابعك,كما فى المزمور
8: 3- 4 3إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ
الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا 4فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى
تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ! قدس أسمك يارب ليتغنى كل
أنسان مع المزمور 19: 1
1 اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ
وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.

قدس أسمك فى كلام الكتاب إعمل يارب حتى يصل كلامك إلى جميع الناس وتمتلىء الأرض من
معرفتك إننا نصلى ليتقدس أسمك بإعلان ذاتك فى الكلمة المتجسد ,فى الرب يسوع المسيح
لأن كثيرين قد أغلق عليهم أن يدركوا شخص الله فى السيد المسيح ,كثيرين يتشككون
وينكرون ونحن نصلى (قدس يا رب أسمك حتى يعرف الجميع أبنك الحبيب).

قدس أسمك بأعلان قوتك
لكل الذين تكبروا وتجبروا وطغوا ولم يعطوا المجد لك ,لقد تكبر فرعون فتمجد الله فى
فرعون وجيشه
,ولنرنم مع مريم أخت موسى كما فى الخروج 15: 21 21 فَكَانَتْ مَرْيَمُ
تُجَاوِبُهُنَّ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ تَمَجَّدَ جِدّاً. الْفَرَسَ
وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ»
.
, وتكبر نبوخذ نصر وتمجد الله أذ جعله كالحيوان يأكل
العشب كالثيران كما فى دانيال 4: 25 25يَطْرُدُونَكَ مِنْ
بَيْنِ النَّاسِ وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ وَيُطْعِمُونَكَ
الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ وَيَبُلُّونَكَ بِنَدَى السَّمَاءِ فَتَمْضِي عَلَيْكَ
سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ
النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ.,وأعلن المسيح قوته فى قهر الشيطان فى
كل تجربة كما فى لوقا 4: 33- 34 33وَكَانَ فِي
الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ
قَائِلاً: 34«آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ؟أَتَيْتَ
لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!». , فليتقدس
أسمك يارب على لسان الأقوياء والضعفاء وفى قلوب الناس أجمعين.

أننا نحتاج إلى حياة
الطهارة المقدسة لكى نمجد الله تمجيدا حقيقيا مرضيا كما علينا أن نقدس كل ما يتصل
بإسمه الكريم ,يعنى مش معقول ندوس على يوم الرب ونطلب ليتقدس اسمك أو لا نذهب لبيت
الرب ونقول أننا نمجد أسمه أو نحتقر كتاب الرب وما نقرأهوش ويمكن ما بنفتحهوش
ونفكر فى تقديس أسمه ,صدقونى لسه الفرصة موجودة علشان نراجع أفعالنا وكل اللى
بنعمله حتى نقول من أعماق قلوبنا ليتقدس أسمك.

هل سمعتم أغنية السرافيم
(( قدوس , قدوس , قدوس , رب الجنود مجده ملء كل الأرض؟ طيب مين هم هؤلاء السرافيم
؟ أعتقد كلنا نعرف أنهم ملائكة ولكن لا يستطيع أحد منهم أن يقول كما نقول نحن
(احبنى وأسلم نفسه لأجلى) فهم يشتهون أن يتطلعوا على ما أعده الرب لكم ولى وهم
يمجدون الله وهم لا يتمتعون بما نتمتع به ,اليس بعد كل هذا يجب علينا نحن الذين
أحبنا ولم يشفق على أبنه الحبيب من أجلنا أن نقدس أسمه ؟!

تعالوا معايا نقول قدوس
أسمك أيها الآب الذى أحببتنا ورعيتنا …قدوس الله القوى ,قدوس أسمك أيها الأبن
الذى فديتنا ومت لأجلنا … قدوس الأبن القوى , قدوس أسمك أيها الروح القدس يا من
سكبت الله بغنى فى قلوبنا …قدوس الروح القدس القوى.

أبانا الذى فى السموات “ليتقدس أسمك”,”ليأت ملكوتك”

والى اللقاء مع الجزء الرابع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الرابع

25 أكتوبر 2011

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء الرابع

مقدمة

بعد ان
تعرفناعلى مقدمة الصلاة الربانية (ابانا الذى فى السموات) وكيف أن السيد المسيح
قدم لنا ربنا وقربه لينا فى لفظ بسيط يدفعنا إلى حبه “أبانا”وأنه أب
أبدى وفريد وخالق وذهبنا لأولى الطلبات فى الصلاة الربانية ليتقدس أسمك ونقول كما
يتقدس أسمك يا رب بواسطتك كذلك ليتقدس أسمك بواسطتنا فى كلماتنا وفى حياتنا ,ولو
تأملنا فى الوصية “لا تنطق بأسم الرب ألهك باطلا” ولو ناقشنا وحاسبنا
أنفسنا بالنسبة لهذه الوصية ,لوجدنا أننا تعدينا هذه الوصية وأن أسم الله فى
كلماتنا كثيرا ما يذكر فى غير تقديروكثير من الأديان تجدف على أسم الرب وتستهزأ به
وتحط من شأنه ووصلوا إلى حد تمجيد البشر أكثر منه!,وكثيرون هم الذين يحلفون
ويجمعون بين أسم الله وأسماء أشياء كثيرة من الأطعمة والأشربة وأثمانها ,وكما أنه
أيضا فى الكنيسة يذكر البعض أسم الله والفكر عنه بعيد ,ونذكر الله على ألسنتنا دون
تقدير .ونكون مغالطين عندئذ حين نصلى ليتقدس اسمك ,ولذلك لنقدس أسمه فى كلماتنا ومتى
ذكرناه فليكن بكل توقير وأحترام.

أن كتبة
الوحى من اليهود وكذا الفريسيين ,كانوا يوقرون إسم الرب إلى حد بعيد , وكانوا أذا
أرادوا أن يكتبوا الأسم (يهوه )وهو أسم الله الذى
اعلنه لموسى فى العليقة (أهيه الذى أهيه) أى
الكائن كانوا يغسلون أيديهم ويخشعون عند كتابته ,أما فى القراءة حتى اليوم فأن
اليهود يستعيضون عن لفظ (يهوه) بالكلمة “أدوناى” ومعناها السيد وذلك قصدا منهم فى توقير أسم
الله وتكريمه ,فأن فعل اليهود هكذا أفلا يليق بنا نحن المسيحيين أن نتكلم عن الله
وعن أسمه بكل وقار؟”ليتقدس أسمك”

لقد أساء
إسرائيل إلى أسم الله المقدس بعبادتهم الأصنام وبعدم سلوكهم فى فرائضه وعدم حفظ
احكامه والعمل بها وحل بهم العار والجوع والخزى ,وكان لابد لهم لتمجيد أسم الله من
الرجوع عن طريقهم وتطهيرهم ,وعمل الله لأجل أسمه وإعطائهم قلبا جديدا حسب وعده كما
فى حزقيال 36: 22- 30 22لِذَلِكَ فَقُلْ لِبَيْتِ
إِسْرَائِيلَ. هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «لَيْسَ لأَجْلِكُمْ أَنَا
صَانِعٌ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ, بَلْ لأَجْلِ اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي
نَجَّسْتُمُوهُ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جِئْتُمْ. 23فَأُقَدِّسُ اسْمِي الْعَظِيمَ
الْمُنَجَّسَ فِي الأُمَمِ الَّذِي نَجَّسْتُمُوهُ فِي وَسَطِهِمْ, فَتَعْلَمُ
الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ حِينَ أَتَقَدَّسُ
فِيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِهِمْ. 24وَآخُذُكُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ
وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِكُمْ.
25وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِراً فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ
وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ. 26وَأُعْطِيكُمْ قَلْباً جَدِيداً,
وَأَجْعَلُ رُوحاً جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ
لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. 27وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ,
وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي
وَتَعْمَلُونَ بِهَا. 28وَتَسْكُنُونَ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ آبَاءَكُمْ
إِيَّاهَا, وَتَكُونُونَ لِي شَعْباً وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً.
29وَأُخَلِّصُكُمْ مِنْ كُلِّ نَجَاسَاتِكُمْ. وَأَدْعُو الْحِنْطَةَ
وَأُكَثِّرُهَا وَلاَ أَضَعُ عَلَيْكُمْ جُوعاً. 30وَأُكَثِّرُ ثَمَرَ الشَّجَرِ
وَغَلَّةَ الْحَقْلِ لِكَيْلاَ تَنَالُوا بَعْدُ عَارَ الْجُوعِ بَيْنَ الأُمَمِ.
31فَتَذْكُرُونَ طُرُقَكُمُ الرَّدِيئَةَ وَأَعْمَالَكُمْ غَيْرَ الصَّالِحَةِ,
وَتَمْقُتُونَ أَنْفُسَكُمْ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ وَعَلَى
رَجَاسَاتِكُمْ. 32لاَ مِنْ أَجْلِكُمْ أَنَا صَانِعٌ يَقُولُ السَّيِّدُ
الرَّبُّ, فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً لَكُمْ. فَاخْجَلُوا وَاخْزُوا مِنْ طُرُقِكُمْ
يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. أذا كما نقدس الله فى كلماتنا علينا أن نقدس أسمه
فى حياتنا ,فنحيا العيشة الفاضلة المثمرة أعمالا صالحة لكى يرى الناس أعمالنا
الحسنة ويمجدوا أبانا الذى فى السموات ,وعلينا أن نطلب غفران خطايانا ونقدس قلوبنا
وشفاهنا حتى نمجد ونقدس إسم الرب ,ونذكر كما كانت شفاه السرافيم تترنم
“قدوس,قدوس,قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض ,وأحس أشعياء بنجاسة شفتيه وبنجاسة
شفاه الشعب الذى هو ساكن بيته فكان لابد لكى يمجد الله أن يمس الملاك فمه بجمرة من
على المذبح ويسمع الصوت أنتزع أسمك وكفر عن خطيتك كما فى أشعياء 6: 5- 7 5فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ
نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ
عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». 6فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ
مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى
الْمَذْبَحِ 7وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ
فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ».وكما قلت نحن نحتاج إلى
حياة طاهرة مقدسة لكى نمجد الله تمجيدا حقيقيا مرضيا ونقول أبانا الذى فى السموات
ليتقدس أسمك وبعد ذلك نطلب ليأت ملكوتك.

الطلبة الثانية :                     (لِيَأْتِ مَلَكُوتُك.)

فى ترتيب الطلبات ملكوت الله مايجيش إلا أذا تقدس الله فى حياتنا ,ولذلك لا يأتى ملكوته قبل
تقديس حضوره فى القلب ثم تتقدس المشيئة فى الفكر والعمل , ولذلك أذا تقدس أسم الله
فى حياتنا وربنا قدس حياتنا بأسمه الموجود فينا نستطيع أننا نتقدم بالطلبة الثانية
ونقول له ليأتى ملكوتك بمعنى أن هذه الطلبة تتصل بما سبقها إتصالا وثيقا فنحن نطلب
تقديس أسم الآب لكى يأتى ملكه أو ملكوته ,كما تتصل بما بعدها أيضا ,لأنه بأتيان
الملكوت تتم مشيئة الآب كما فى السماء كذلك على الأرض.,ليأتى ملكوتك ,ولسان حالى
وأنا بأصلى لربنا وبأقول له ليأتى ملكوتك يا رب عليا ,يخطىء من يظن أننا لما بنطلب
ليأتى ملكوتك أننا بنعجل مجىء الملكوت أو بنقول لربنا تعالى بدرى أو بنستحسه أنه
ييجى بدرى بالطبع لأ لأنى أقصد ليأتى ملكوتك عليا لأن ملكوت الله حاييجى فى وقت
معين هو حدده ,لكن لما بأقول له ليأتى ملكوتك ,يعنى أعددنى أنا يا رب لأستقبال هذا
الملكوت ,وأن ملكوتك يبقى له وضع فيا وومكان فيا وقدشبهها السيد المسيح فى أحد
أمثاله بيقول فى متى 13: 45 ,46 45أَيْضاً يُشْبِهُ
مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً تَاجِراً يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً،
46فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ
مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا يعنى اللؤلؤة الواحده دى الكثيرة الثمن هى
الملكوت التى تستحق أننا نضحى بكل اللآلىء الموجودة فى حياتنا من أجل أن تكون لينا
هذه اللؤلؤه الواحده ,واللآلى كتير فى الحياة ولكن كلها مجتمعة لا تساوى تلك
اللؤلؤة الكثيرة الثمن التى تستحق أننا نضحى ونجاهد من أجلها من أجل أن تكون من
نصيبنا ,يا ترى مين اللى عنده أستعداد أنه يسيب كل اللآلىء من أجل أنه يطلب
اللؤلؤة الكثيرة الثمن ,ملكوت الله مش حاجه جايه ,لكن ملكوت الله موجود ,ومن ساعة
الله ما أوجد هذا العالم والملكوت موجود فى الماضى وفى الحاضر وفى المستقبل ,ولما
ربنا بيتكلم عن الأتكاء فى حضن أبراهيم يعنى أن هذا هو الملكوت , بعدين ربنا بيقول
لينا ها ملكوت الله داخلكم يعنى موجود فيكم دلوقتى ,وبعدين أحنا منتظرين ملكوت فى
المستقبل وهذا الأنتظار هو أستعلان الملكوت فى حياتنا ولكنه موجود فى الماضى
والحاضر والمستقبل ,,فمجىء الملكوت وأستعلانه يبدأ من هنا على الأرض لما النفس
تتعرف على شخص السيد المسيح وتقبله كملك فى حياتها وتبدأ تعيش هذا الملكوت على

الأرض و تستمر معاه فى هذه الشركة حتى تكون شريكته أيضا فى مجيئه الثانى ,ومن أجل
هذا نطلب بأستمرار فى كل طلبة أن ملكوتك يارب يستعلن فينا وبينا أيضا يعنى ملكوتك
يتم فينا وتيجى تملك على الأرادة والفكر وعلى المشاعر وعلى الحواس وعلى الحياة
وعلى الأمكانيات وعلى الرغبات وعلى الأحتياجات ,وأيضا يستعلن بينا للآخرين أننا
نقدم صورة هذا الملكوت للآخرين فيعيشوه هم أيضا ,وعندما نقول يأتى ملكوتك
ولأشتياقنا لهذا الملكوت ,وهذا ليس معناه أننا واثقين فى نفسنا وأن أستعدادنا كامل
لهذا الملكوت ,فهو ليس عن كمال أستعداد حاصل فينا بل أننا بنستحس ربنا على سرعة
المجىء وأنه يملك علينا سواء هنا على الأرض أو بأعلان مجيئه الثانى بسبب أشتياقنا
وحبنا ليه وبسبب فرحنا بيه وأننا عايزينه يملك من الآن وإلى الأبد علينا ونطلب
سرعة مجىء هذا الملكوت بسبب ثقل الواقع الزمنى المحيط بينا والشر والظروف الصعبة
المحيطة بينا وقسوة الخطية وميل الأنسان ليها ولذلك بنتوسل بشدة لربنا أنه ييجى
ويملك علينا لكى ينقذنا من العالم الحاضر الشرير ومن هذا الواقع الزمنى المر ,فبنطلب
منه ملكوته اللى كله رحمة وكله معونة ,وأن رحمته ومعونته تساعدنا فى وسط ظلمة هذا
الزمان وفى ضيق هذه الأيام ,لأننا كما نرى العالم كل يوم الظلمة فيه بتزيد
والتجارب فيه بتشتد والخطية فيه بتقوى ,ولأحساسنا بخطورة الموقف وأشتياقنا للملكوت
يخلينا بأستمرار أننا نطلب بأستمرار مجىء هذا الملكوت ونطلب أن يستعلن فينا وبينا ,وأنت
بتطلب ملكوت السموات تذكر أن ملكوت الله آتى وحتما ولابد أن يأتى و نوره سيشملنا
جميعا وأحنا على ميعاد لأنتظار هذا الملكوت ,طلبنا لهذا الملكوت بسلطان البنين أو
سلطان البنوة ,فأذا كنا أبناء فنحن وارثون ,والملكوت هو ميراثنا كبنين ولذلك
بنطلبه أننا نتمتع بيه وأننا نعيشه ,ولكن فى كل مرة الأنسان بيطلب من ربنا ليأتى
ملكوتك ,وأذا طلبنا هذا الملكوت وفعلا كنا واعيين لهذه الطلبة وجادين فيها ,فعلينا
أننا نواجه وضعنا الخاطى فى كل حين ونحاول نتوب عنه ,ونتوب عنه لكى نكون مستعدين
لهذا الملكوت ومتمتعين بيه ,نفحص نفسنا كل يوم , نراقب نفسنا ونطلب قوة المسيح
المطهرة أنها تطهرنا وتتوبنا علشان نعيش حياه جديدة هى حياة الملكوت ولما هذا
الملكوت يستعلن فى كمال وجهه نكون أحنا فعلا لائقين لهذا الملكوت ,و الأنسان الذى
يطلب الطلبه ويعى ليأت ملكوتك ,بيفحص نفسه كل يوم بالتوبة ويصلح من وضعه بقوة
المسيح المطهرة علشان يثبت فى هذا الملكوت ,وليس فقط الأنسان ينظف نفسه من الخطايا
اللى هو بيعيشها أو من الغلط اللى موجود فيه أو بيحاول يعطل حدوث الملكوت فى حياته
,لكن أيضا قد يضطر الأنسان وليس أضطرار نتيجة حاجة غصب عنه لكن بأرادته ,أنه يتخلى
عن أشياء كثيرة فى حد ذاتها قد تكون ليست خطأ لكنها قد تعطل حدوث الملكوت فى حياة
الأنسان ولذلك إللى بيطلب الملكوت يكون عنده أستعداد أنه قد يتخلى عن بعض الأشياء
الموجودة فى حياته التى تعوق أستعلان هذا الملكوت فى حياته وهى فى حد ذاتها ليست
خطأ ,وهى مثل انه قد يستغنى عن أصدقاء وعن عادات وأفكار وعن أماكن والأنسان بيقول
عليها دى مافيهاش غلط ,قد يكون مافيهاش غلط فى حد ذاتها لكنها تعطل عمل الملكوت
بأستمرار,والأنسان بأستمرار فى سعية ناحية الملكوت عليه أنه يختار والحياه هى
مجموعة أختيارات الأنسان بيختارها بأستمرار ,وقد يختار الأنسان ما بين حاجتين
كويسين لكن لازم يتعلم أزاى يختار الحاجة الأحسن يعنى الأولويات يعنى يكون أختياره
الشىء اللى بيقربه بربنا أكثر  ,لأن فى
أوقات كثيرة الملكوت بيضيع من حياتنا لأننا ما بنعرفش نختاره وبنختار حاجات تانية
زى مجاملات الناس أو مثل متعات معينة قد تكون متعات بريئة ولكنها تشغلنا كثيرا عن
فكر الملكوت ,حتى لو كانت الخدمة ,وبعض الناس أنشغلت عن المسيح بالخدمة ,والخدمة
فى حد ذاتها شىء حلو وشىء مبارك ولكن لو الخدمة بتشغلنى عن أنى أتمتع بعلاقة شخصية
بربنا ينبغى أنى أكون عارف أن الأختيار الأول يكون ربنا وبعد كدة الخدمة ,ولازم
أقتنى اللؤلؤة الوحيدة الحسنة الكثيرة الثمن .

أن الصلاة
الربانية متماسكة منتظمة ,أنها توالد الأفكار من بعضها بحيث يلزم أتباع ترتيبها فى
غير تعديل أو تنسيق ,وأن أجراء أى تعديل فيها يخرجها عن غرض المسيح وفكره ,فلا يصح
أن نطلب مثلا (خبزنا كفافنا) قبل طلب إتيان الملكوت لأنه يجب أن نطلب أولا ملكوت
الله وبره فنعطى الخبز ونزاد ,يعنى الطلبة الأولى هى بمثابة الأساس وما يليها من
طلبات أحجار متتابعة فى هذا البناء الحى ,ففى الطلبة الأولى نتجه إلى الله فى خشوع
ومحبة ,وفى هذه الطلبة التانية نتجه أليه فى خضوع وطاعة لأننا فى الطلبة الأولى
نتحدث إلى الله كأب أما فى الثانية فنتحدث أليه كملك .

(ليأت
ملكوتك)
,هذا نداء يتجه إلى ملكوت ممتاز يختلف عن الممالك الكثيرة التى نعرفها ,توجد
ممالك العالم ومملكة الشيطان ولكنا هنا نطلب ملكوتا ممتازا هو ملكوت الله
,فالمتسلط فيه ليس ملكا أرضيا ولا شيطانيا بل الملك القدوس ملك الملوك ورب الأرباب
,ولكى أحدد نوع الملكوت الذى نطلب أن يجىء, أوجه الفكر إلى 1- دائرة العالم , 2-
ودائرة القلب 3- ودائرة السماء .

1-دائرة
العالم
ففيها ملكوت الله موجود منذالأزل فهو متسلط فى مملكة الناس ومن تكبر منهم
فهو قادر أن يذله ,هكذا عرف نبوخذ نصر الملك بعد كبريائه وإذلاله بعد أن صار
كالحيوان يأكل العشب كالثيران وأبتل جسمه بندى السماء وطال شعره مثل النسور
وأظفاره مثل الطيور , وبعد أنتهاء الأيام ورجوع عقله إليه سبح وحمد الحى إلى الأبد
الذى سلطانه سلطان أبدى وملكوته إلى دور فدور, نعم به نحيا ونتحرك ونوجد وكما يشاء
يفعل بنا ولا يوجد من يمنعه أو يقول له ماذا تفعل؟ ,فهو ملك عظيم فى كل الأرض وهو
ملك عظيم فى الطبيعة ,فالسموات تحدث بمجده والفلك يخبر بعمل يديه ,يوم إلى يوم
يذيع كلاما وليل إلى ليل يبدى علما ,يرسل شمسه على الصالحين والظالمين ويمطر على
الأبرار والظالمين ,هو ملك عظيم فى الطبيعة ومتسلط فى مملكة الناس ,هو ملك فى
دائرة العالم ولسنا لأجل هذا الملكوت نطلب أن يجىء لأنه موجود.

2-دائرة
القلب
ونطلب أن يملك الله عليها وهذا نسميه ملكوت النعمة ,ويتم بخلاصنا من بعد
معموديتنا هنا وقبول الرب يسوع فاديا ,وملكوت النعمة الذى أشار أليه يوحنا
المعمدان فى قوله فى متى 3: 2 2قَائِلاً: «تُوبُوا،
لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. وهو الملكوت الذى نادى به
يسوع فى مرقس 1: 15 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ
وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».,ولهذا
الملكوت شأن كل مملكة – ملك وشعب ودستور أو
ملك من الشعب للشعب :ما فى العبرانيين 2: 14 14فَإِذْ
قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً
كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ
الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،أى لخدمة شعبه لأنه كما فى مرقس 10: 45 45لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ
بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».,فهو ملك
فى الطفولة
,والمجوس رجال المشرق الحكماء سجدوا عند قدميه مقدمين له ذهبا
أعترافا بملكه ,وهو أيضا ملك فى دخوله أورشليم بالرغم من ركوبه على جحش أبن
أتان وحوله حاشية فقيرة ولكن الشعب هتف له فى متى 21: 9 9وَالْجُمُوعُ
الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِليِنَ:
«أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي
الأَعَالِي!».,وكان بين الشعب الهاتف ,الأعرج الذى مشى والأعمى الذى أبصر
والمريض الذى شفى والميت الذى قام والخاطىء الذى تحرر ,نعم لقد ملك يسوع المسيح
على قلوب الجميع بمحبته وخدمته ,وهو أيضا ملك فوق الصليب ,وها هو اللص
المصلوب يطلب فى لوقا 23: 42 42ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ:
«اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». فهو واثقا أنه رب
وملك ,حقا هذا هو الملك الذى أرتفع عن الأرض فجذب أليه الجميع كما قال فى يوحنا
12: 32 32وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ
أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». أما شعب هذا الملكوت فهم الذين قبلوا
يسوع المسيح مخلصا لهم وأعترفوا به ربا وإلها ,هم جماعة المؤمنين ,هم الكنيسة
المسيحية التى تتكون من كل قبيلة وأمة ولسان ,هم البيض والسود والحمر والصفر الذين
قبلوا المسيح وملكوه فى قلوبهم .هم الأغنياء والفقراء ,الكبار والصغار ,جميع الذين
أنضموا تحت رايته ,لافرق بين ذكر وأنثى ,عبد وحر ,لأن الجميع شعب واحد فى المسيح
,أما دستور هذا الملكوت فهو المبادىء المسيحية التى نادى بها المسيح وعلمها ولنأخذ
مثالا لذلك خطاب العرش الذى ألقاه فوق الجبل والمعروف بعظة المسيح على الجبل ,ففى
هذا الخطاب نجد أسمى المبادىء التى لو أخذ بها البشر لوجدنا الأنسان المثالى الذى
يحب عدوه ويبارك لاعنيه ويحسن إلى مبغضيه ويصلى لأجل الذين يسيئون أليه ,هذا هو
ملكوت النعمة الذى يضمنا , و ملكنا فيه المسيح ودستورنا فيه مبادئه السامية التى
علمها لنا والتى أبرزها فى حياته وهو ملكوت بابه مفتوح لكل من يؤمن .

(ليأت ملكوتك) بهذه الطلبة نحن نرجو أن يأتى ملكوت النعمة فقط فى كل قلب ,وفى ملكوت
النعمة نعرفه الملك الذى أخلى نفسه آخذا صورة عبد نعرفه فى شبه جسد الخطية ,نعرفه
مصلوبا ونعرف بعد أن قام من الأموات  ,ويتحقق
ملكوت النعمة:- 1- بالمعمودية 2- والتوبة 3- والتناول من الأسرار المقدسة 4- والأيمان
5- والصلاة

1-المعمودية
:-  لابد من الكرازة لخلاص النفوس والتبشير
بيسوع المسيح والمناداه به أنه المخلص الوحيد إذ قال بطرس فى أعمال الرسل 4:  12وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ
آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ
نَخْلُصَ».ولأنه المسيح هو قال فى يوحنا 14: 6
6قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ
أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِى. وبولس الرسول أستطاع أن يغزو
أوروبا ويفتحها للمسيح وكانت رسالته تقديم يسوع المسيح وإياه مصلوبا لليهود
والعبرانيين ولسائر الأمم فهو قال فى رسالته الأولى لكورونثوس 2: 2 2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ
إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبا.وأعلن أن فى هذه البشارة
وهذا الإنجيل قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ,والجميل أن ملكوت النعمة أمتد من آسيا
إلى أوروبا وأمتد بواسطة سائر التلاميذ إلى بالكرازة إلى جهات العالم المختلفة
,واليوم أصبح ملكوت النعمة ممتدا فى كل العالم وكان كل من يؤمن يعتمد للمسيح ,

2-التوبة :- ويتحقق
ملكوت النعمة أيضا بتوبة الذين يسمعون ,لأنه لا فائدة من الكرازة لو الناس قفلت
قلوبها وآذانها عنها دون التأثر بيها ,أن ملك المسيح يأتى فى القلب التائب
والمعمودية تبطل فاعليتها فى القلوب الغير تائبة ,وكان بطرس الرسول يتحدث لليهود
فى يوم الخمسين عن يسوع الناصرى الذى صلبوه بأيدى أثمة وأقامه الله ناقضا أوجاع
الموت جاعلا أياه ربا ومسيحا وبعدين فى أعمال الرسل قالوا فى 2: 37, 38 37فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ
وَلِسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟»
38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى
اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ.والتوبة هى الندم على الخطية والتذلل أمام الله
والأعتراف بالحق والرجوع أليه وكما يقول السيد المسيح فى لوقا 15: 7 7أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي
السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً
لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَة.يعنى التوبة أيضا هى عدم الرجوع للخطية .

3-التناول من
الأسرار المقدسة:- كما أن التناول من الأسرار الإلهية يعمل على تثبيت الملكوت فينا
,فبالأضافة لبركات العمل الإلهى فى التناول من غفران للخطايا وتثبيت وتبرير ,فالتناول
يثبت فينا ملكوت النعمة.

4-الأيمان :-
ويتحقق ملكوت النعمة أيضا بالأيمان ,فكل
نفس تقبل المسيح مخلصا وتعتمد تنضم إلى هذا الملكوت ,وكان سجان فيليبى ضمن ملكوت
الشيطان وأحس بحاجته للخلاص فسأل بولس وسيلا فى أعمال الرسل 16: 30و 31 30ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي
أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» 31فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ».وكانت النتيجة أن تهلل مع
جميع بيته إذ كان قد آمن بالله , وهكذا كل الذين قبلوا يسوع المسيح أمتلأوا فرحا
ولنقول مع بولس الرسول فى رسالته لروميه 5: 1 1 فَإِذْ
قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ
الْمَسِيحِ ,أنت وأنا صرنا أبناء الله بالمعمودية والأيمان ,والطريق مفتوح
لكل نفس بعيدة لكى تؤمن وكما يقول الكتاب فى يوحنا 3: 16 16
لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ،
لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ
الأَبَدِيَّةُ.

5-الصلاة :- ويتحقق
ملكوت النعمة أيضا بالصلاة ,وكثيرين صلوا ذاكرين أشخاص بالأسم حتى حققت النعمة تلك
الصلوات وإنضموا إلى تلاميذ الرب يسوع ,قد صلت مونيكا فتغير أبنها أوغسطينوس النجس
وصار القديس أوغسطينوس المشهور ,وأيضا هكذا يجب أن نصلى ونقدم بعض الأسماء أمام
عرش النعمة حتى يتحقق ملكوت الله على الأرض وتصبح ممالك العالم للرب ولمسيحه.

3-دائرة
السماء
ونطلب أن يملك عليها وهذا نسميه ملكوت المجد ,هو يتم بمجىء المسيح ثانية
حيث نؤخذ أليه ونتمجد أيضا معه .

(ليأت ملكوتك) أننا نطلب أن يأتى ملكوت المجد لكى نتمتع مع المسيح مع مجيئه الثانى
والملك فى هذا الملكوت هو أيضا شخص ربنا يسوع المسيح لأنه ملك لا يتغير ولا يخلفه
أحد وعرشه دائم وملكه مستديم ولكنه فى ملكوت المجد يختلف فى سلطانه وقوته عما عليه
فى ملكوت النعمة , فى ملكوت المجد فسيأتى فى مجد أبيه لا يعرف الموت أبدا ونراه
وجها لوجه فى مجده العظيم ,نراه ملكا رفيعا ,تاجه العظمة وعرشه النعمة وقضائه
العدل ومشورته الحكمة وسلطانه المحبة ,ملك الملوك ورب الأرباب ,وأما شعب ملكوت
المجد فهو الكنيسة غير المنظورة أو جماعة المؤمنين الحقيقيين ,يلبسون البز الذى هو
تبررات القديسين كما يقول فى الرؤيا 19: 8 8وَأُعْطِيَتْ
أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيّاً بَهِيّاً، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ». وفى ملكوت النعمة قد نتعرض للخطية والمرض والدموع أما فى
ملكوت المجد فلا نعرف شيئا من هذا لأن هناك القداسة والصمت والترنم والفرح الأبدى
,شعب تصير لغته واحدة سماوية ,وزي واحد سماوى وأغنيته مشتركة لذاك الذى إفتداهم
بدمه ,شعب كملائكة الله الذين فى السماء ,لا يزوجون ولا يتزوجون ولا يعرفون
العداوة بل المحبة الكاملة النقية ,أذ يكونون كالمسيح الذى كله محبة ,أما الدستور
هناك فليس أوامر ونواهى بل تصبح الحياة كلها مقدسة وكاملة ,فالشريعة تصبح مطبوعة
فى القلوب والأذهان والمعرفة تامة والولاء كاملا والمحبة تملأ قلوب الجميع فى
ملكوت المجد , يجب أن نلاحظ أنه لا يستطيع أحد الدخول إلى ملكوت المجد دون أن يكون
عضوا فى ملكوت النعمة , لابد من دخول ملكوت النعمة أولا للوصول إلى ملكوت المجد ,
يعنى ملكوت النعمة هو البذرة ,وملكوت المجد هو ثمرة تلك البذرة ونضوجها ,وملكوت
النعمة بمثابة بداية النهار وملكوت المجد بمثابة النهار الكامل ونحن نصلى من أجل
هذين الملكوتين.

ومتى تحقق
ملكوت النعمة يتهيأ الجو لظهور ملكوت المجد لأن صلاة الكنيسة المستعدة ستكون كما
فى الرؤيا 22: 20 20يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهَذَا: «نَعَمْ!
أَنَا آتِي سَرِيعاً». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع. فبالصلاة
والسهر والأستعداد نكون مطمئنين وطالبين سرعة مجىء الرب واليوم قريب إذ لا يتباطىء
الرب عن الذين معه وكما يقول السيد المسيح فى متى 25: 31- 34 31«وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ
الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ،فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ
مَجْدِهِ. 32وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ،فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ
مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، 33فَيُقِيمُ
الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. 34ثُمَّ يَقُولُ
الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي،رِثُوا
الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.

تعالوا نقول معا (أبانا الذى فى السموات “ليتقدس أسمك”,”ليأت ملكوتك”,”لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض”)

والى اللقاء مع الجزء الخامس راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الثانى

8 ديسمبر 2010

 

                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء الثانى

مقدمة

بعد أن تعرفنا على الصلاة الربانية أجمالاوأنها تنقسم ألى قسمين 1- قسم يختص بمكانة الله وطلباتنا أولا تقديس أسم الله ومشيئته2- قسم يختص بأحتياجاتنا ,وعرفنا أننا نضع الله فى المكان الأول وبعد ذلك نضع أحتياجتنا ورغباتنا ولو وضعنا ربنا فى المكان الصحيح الأول تأتى طلباتنا ورغباتنا بصحتها وسلامتها لأن ساعات الأنسان بيقول أنا مش عارف الكلام اللى أنا بأطلبه ده صح أو غلط و أصللى علشانه او مأصليش وأطلبه من ربنا أو لأ ,فلو أحنا بنعطى ربنا المكانة الأولى والمكانة الصحيحة فطلباتك ستأتى صحيحة بعد هذا ولذلك صلواتنا ما تبقاش محاولة لأخضاع ربنا لمشيئتنا ولكن لأخضاع مشيئتنا نحن لأرادة ربنا ونقول لتكن مشيئتك والحقيقة طلباتنا بتنقسم لثلاثة أحتياجات وننتبه لهذالتعبير الجميل فنحن فى الصلاة الربانية بنضع أمام ربنا الماضى و الحاضر والمستقبل ,فأولا نعطيه الحاضر ونقول خبزنا كفافنا وأعطينا اليوم وهذا هو حاضرنا يا رب وأذا كان الخبز هو قوام الحياة فنحن نضع حاضرنا بين يديك ما أنت أبونا وثانيا نقول أغفر لنا ذنوبنا يعنى بنضع ماضينا فى يده فنطلب الغفران عن الأشياء التى فعلناها والعك اللى عملناه قبل كده بدم أبنك وثالثا نقول لا تدخلنا فى تجربة لكن نجينا من الشرير يعنى بنضع مستقبلنا أمامه لا تجعل فى طريقنا أى غلط ندخل فيه والمستقبل مضمون فى أيديك بأرشاد الروح القدس أذا الحاضر نطلبه من ربنا والماضى بنعطيه لربنا والمستقبل بنضعه فى يد ربنا وكما قلت سنتعرف على عمق الصلاة الربانية وكيف نستطيع أن نصليها وقد أيه أحنا بنخطىء فى حق الصلاة الربانية من كتر تكرارها بأستهانة وبعدم وضوح ذهن وبالتالى بنتحرم من حاجات كثيرة جدا ناسيين أنها الصلاة المضمونة فى أستجابتها لأن من ضامنها هو قائلها وهو ربنا نفسه فهذه الصلاة هى الصلاة التى لا يمكن أن يقول الله مش حأسمعها لأن هو اللى قالها وهذا ما تعلمه لنا كنيستنا أنه فى بداية ونهاية صلواتنا بنقول أبانا الذى …وكأن بداية صلواتنا وتقدمنا لمحضر الله لا يكون إلا من خلال اللى هو علمه لينا وأيضا خروجنا من محضر الله وأنهائنا للصلاة بيكون بنفس الصلاة اللى هو قالها لينا ,ففى بداية الصلاة وفى نهاية الصلاة كأن الكنيسة بتقول لينا أفتكروا وأنتم داخلين للصلاة أو أنتم خارجين من الصلاة أنك بتكلم أبوك ولذلك وأنت داخل الصلاة ضع مشاعر البنوة ومشاعر الفرح للقاء الأب وأيضا وأنت خارج من الصلاة عندك أحساس بأن اللى كنت عنده وطلبت منه هو أبوك و أبوك مش ممكن يعطيك حاجة وحشة ,الكنيسة بتعلمنا ذلك من أجل أحساس البنوة أنه يكون موجود بداخلنا ونحن نتكلم مع أبونا اللى نحن واثقين فيه وأحنا مقربين منه وليست هى علاقة بين العبد وبين خالقه أو إلهه ولكن علاقة الأبن بأبوه ولذلك كانت مشكلة العهد القديم ففى أشعياء 1: 2 2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ. ربنا هنا صعبان عليه وكان حازن قلبه لأنه ربى بنين وعامل الأنسان فى العهد القديم كبنين أوكأبن و نشأه وأهتم بيه و راعاه لكن للأسف عصى الأنسان ربنا وبعدين ربنا يقول فى ملاخى 1: 6 6الاِبْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ اسْمِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ احْتَقَرْنَا اسْمَكَ؟فشل الأنسان أنه يتمتع بالبنوة فى العهد القديم ولكن فى العهد الجديد هذه هى علاقتنا بربنا وهذه هى بداية صلواتنا وهى أيضا نهاية صلواتنا وكأننا نقول لربنا أنت يا رب ربيت بنين وأحنا فرحانين ببنوتنا ليك ومش حانعصاك ولكن سنخضع لك ,نعم أنت ربيت بنين نعم الأولانيين عصوك وما تزعلش لكن أحنا حنطاوعك وسنكون بنين ليك وثبتنا يا رب فى بنوتنا ليك , لأن الأنسان وهو بينطق هذه الكلمة وبيقول لربنا أبانا  بيقوله أنت أبويا وخلينى دايم فى هذه البنوة وطبعا من الجميل أن الأنسان وهو يصلى يبقى فاهم ومدرك معانى أبانا الذى  ولا تكون حاجة بتتكر لكن جميل جدا أن الأنسان يتمتع بالكلام وهو بيقوله ويصليه وبعد أن تعرفنا لماذا أطلق عليها الصلاة الربانيه؟و ماهى مشتملات الصلاة الربانية؟و ما هى مميزات الصلاة الربانية؟و ما هى ممارسات الصلاة الربانية؟ نستطيع الآن نتعرف عليها ونستمتع بها ونتعمق فيها ونشعر بها خطوة بخطوة ونبدأ بــ

(أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)

أبانا الذى فى السموات عبارة ما ألطفها تنزل كالندى على كل قلب على كل من ينطق بها ,وهى مقدمة الصلاة الربانية بتتكون من أربع كلمات سهلة غنية بالعاطفة وزاخرة بالوقار للأب الذى هو فى السماء, ولكن هذه المقدمة هى أساس الصلاة الربانية, وهذه العبارة ما أبسطها وما أروعها وهى تبدأ دون زخرفة أو تزويق ,فنرى أنه يخلع الناس على الأمراء والملوك ألقاب العظمة كـ .. صاحب الرفعة أو المعالى أو المقام الرفيع أو السعادة ,ولكن المسيح عندما قدم لنا الله العظيم علينا قال لينا قولوا (أبانا) , عرفه الآباء والأنبياء فى ألقاب متنوعة ,فأبراهيم عرفه بأنه ألوهيم الإله العظيم ,وموسى عرفه بأنه يهوه أى الكائن ,وداود عرفه بأنه الراعى الصالح “الرب راعى فلا يعوزنى شىء” , كما عرفه كثيرين وأقتربوا أليه فى القول (( اللهم.. أو رب الجنود .. أو صاحب الجلالة)) وكلها ألفاظ جميلة تشعر بالرهبة عند الأقتراب أليه أما يسوع فقد قرب الله ألينا فى لفظ بسيط يدفعنا إلى حبه “أبانا”

يسميه بعض الناس (مهندس الكون الأعظم) ويسميه آخرون (الفنان الأعظم) أما نحن كمسيحيين ندعوه أبانا الذى فى السموات ونحن نعنى أنه أب لنا أبدى وأب لنا فريد وأب لنا خالق.

أب أبدى. سنظل نناديه حتى أنتهاء حياتنا الأرضية وبداية حياتنا الأبدية,أما أباؤنا على الأرض فقد يأتى علينا وقت لا نستطيع أن نناديهم فيه أذ يكونوا قد رحلوا إلى عالم المجد ,نعم هو أبونا الدائم الأبدى.

أب فريد. فهو أب للمسيح بالبنوة وللمؤمنين بالتبنى ,أب فريد ليسوع المسيح الأبن الحقيقى ” هذا هو أبنى الحبيب الذى به سررت”,وأب فريد للمؤمنين وللمؤمنات بالتبنى ,أذ نقلنا من الظلمة إلى النور وجعلنا أولاد له (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.).

أب خالق. نفخ فى الأنسان الأول نسمة حياه ,وأوجدنا من العدم وخلقنا فهو أبونا الذى يهتم بالبشرية جمعاء.

أبانا كلمة بصيغة الجمع ,فبأضافة ضمير المتكلم إلى لفظة أب وبذلك نعنى أننا وكل الذين يدعونه معنا أخوة فهى صلة قوية تنشأ بيننا وهى أكثر من القرابة الجسدية والأنساب ألى آخره فهى أخوة صادقة تتخطى الحدود الجغرافية وتجعل القبائل والشعوب والألسنة المختلفة فى وحدة إذ يشعر الجميع أن لهم أبا واحدا, ففى قولنا أبانا نشرك الغير معنا وقد نعنى بهذا الغير العائلةالتى نحن بينها ثم تتسع الدائرة أكثر فنعنى سكان الوطن الذى نعيش فيه ثم نفكر فيما هو أكثر أتساعا فبقولنا أبانا نمثل سكان القارة التى وطننا جزء منها بل أكثر من هذا إلى سكان العالم أجمع فهم أخوة ولهم أب واحد , فلا نقول لربنا يا أبى وحتى لو كنت فى المخدع وبأصلى لوحدى أيضا بأقوله أبانا وهو لما علمنا ,علمنا الصلاة بالصيغة الجماعية ولم نتعلمها بالصيغة الفردية لأن لو كنت بتقول أن الله أبوك أذا فلابد أن تقدر أخواتك أو الناس اللى معاك ,فلا يمكن أن ننال حق البنين إلا أذا وفينا حق الأخوة ,أذا كان لينا أحساس بالأخوة وأن لينا أخوة ,ولذلك ربنا أصر أن ننطق أبانا لأنه وأنت بتصلى بمشاعر البنوة تفتكر أن ليك أخوات وأذا كنت عايز حق البنوة فلازم توفى حق الأخوة للناس اللى معاك ,ولابد أن تضع فى ذهنك أنه لن يستطيع أحد أن يدخل الملكوت إلا أذا كان معاه سر الأخ كما رأينا فى يوسف الصديق وأخوته ,فسر الأخ يتلخص فى ثلاث كلمات 1- محبة 2- غفران 3- خدمة ,فلن أستطيع أن أتمتع ببنوتى لله إلا أذا كان ليا محبة لأخواتى ,وإلا أذا كان ليا غفران لأخواتى ولذلك نرى المسيح يصر على هذا (أن لم تغفروا…), وإلا أذا كان ليا خدمة لأخواتى وهذا هو سر الأخ ومن غير المحبة والغفران والخدمة لن يكون لنا نصيب فى ملكوت السموات وهذا ليس كلامى بل هو كلام ربنا فالمحبة شرط أساسى ففى رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 14 14نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ.وأذا كان الله محبة فلن يدخل أحد الملكوت إلا أذا كان له طبيعة المحبة يعنى ينتقل من الموت إلى الحياه الأبدية لأننا نحب الأخوة ,فأن لم تغفروا لا يغفر لكم ولا أحد يستطيع أن يدخل الملكوت وهو غير غافر لأخوه , وأيضا لن يستطيع أحد أن يدخل الملكوت إلا وهو خادم أخوه ,وكما رأينا المسيح أدخل الناس اللى على اليمين إلى الملكوت والذين على اليسار أو الجداء قال لهم لن تدخلوا وأذهبوا إلى النار الأبدية ,وسألوه ليه فيقول لهم حاجة واحدة بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء ,طيب شفناك فين يا رب :كنت جوعان فأطعمتمونى وكنت عطشان فسقيتمونى وكنت مريض فزرتمونى وكنت غريب فأويتمونى وهذه هى الخدمة ولذلك ونحن نصلى أبانا ,فربنا بيقول لينا أنت أبنى وأنا فرحان بيك ولكن علشان تأخذ حق البنين وتتمتع بيه لابد أن توفى حق الأخوة أيضا ,ولذلك كل طلبات ابانا الذى كما سنرى بصيغة الجمع ,والأنسان فى محبته بيصلى ليس فقط لأجل نفسه بل أيضا من أجل أخوته ويدخل فى شركة لأنه هو وأخوته أعضاء فى جسد واحد ,وحتى لو كان غالق الباب وبيصلى لوحده ,ولذلك أن كانت الصلاة أننا نترمى فى حضن ربنا وفى قلب ربنا وبأضع قلبى فى قلب الله فلا يمكن أن أدخل إلى قلب الله إلا أذا أحتويت قلوب الأخوة اللى حواليا وأخذت قلوبهم جوايا لأنه هو قال كده ليكون الجميع واحد فينا ولا يمكن الوحدانية أن تتحقق إلا من خلال المحبة وأن كل واحد فينا يحتوى الآخر وبعدين ربنا يحتوينا كلنا ولوهناك من غير قادر أن يحتوى الآخر فهذه مشكلة ولن يستطيع أن يتمتع بالملكوت .

وأنت بتتقدم للصلاة أنت مش رايح لشخص بيمن عليك بحاجة أو يتعطف عليك أنه يعطيك حاجة أنت بتطلبها أو العطايا التى تريدها بل أنت بتكلم أب وهذا لابد أن نستوعبه لما نيجى نكلم ربنا , ونحن لا نتكلم بطريقة الشحاتين أو بطريقة أن إله يتعطف ويمن على الأنسان بقدر أننا بنتكلم مع أب لينا وهذا الأب مسرته ويسره أنه يمد أولاده بما يحتاجون إليه ,يعنى أب عايز يعطى ,أب بيحب , أب بيعتنى , أب أرادته بأستمرار صالحة لأولاده ,ولذلك ونحن بنتقدم لربنا فى الصلاة لابد أن يكون فينا هذا الأحساس أن أنت بتكلم أبوك وليس مجرد شخص أنت بتشعر أنه عنده أمكانيات كثيرة وبتتعطفه أنه يعطيك حاجة من هذه الأمكانيات ,وكمثل سعادة الأب أنه يسعد أولاده ,بمعنى أنه بيشعر بأستمرار بالسعادة كلما جعل الأبناء يشعرون بهذه السعادة ويتمتعون بيها ولذلك بيكون لينا ثقة وداله ولينا رجاء فى هذا الأب السماوى وحتى أن السيد المسيح لما نطق الصلاة الربانية , قد نطقها باللغة الأرامية وهى اللغة التى كان يتكلم بيها فى ذلك الوقت وليست هى كلمة أبانا باللغة العربية الفصحى ولكن كلمة( آبا) أو نداء الطفل أول ما بيتعلم الكلام وحتى باللغة العامية أو البلدية زى ما الطفل الصغير بينادى ويقول يابا ,فثقته فى هذه الداله والمحبة التى بينه وبين هذا الأب , و أحساس الأنسان بأبوة ربنا كمان بيعطيله أحساس بسلطان البنوة ,يعنى أنا كأبن ليا سلطان كما يقول يوحنا الرسول 1: 12 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.ولذلك تقدمى للصلاة بأستمرار بشعورى وبأحساسى أن أنا بأكلم أبويا شىء مطلوب وأساسى جدا للأنسان اللى عايز يعيش الحياة الروحية الصح وهذا يعطيه ثقة وداله وأحساس بمحبة ربنا حتى أن بأستمرار الأب الكاهن فى ليتورجية القداس لما بيختم صلاة القسمة بيقول تعبير لطيف جدا (لكى نجرأ بداله من غير خوف أن نقول الصلاة التى علمتنا أياها أبانا الذى …) وكلمة نجرأ يعنى نتجرأ وبداله البنوة وبدالة الأبوة يعنى سلطان البنوة اللى ربنا أعطاه لينا وبدالة الأبوة التى يمتعنا بيها ربنا , وأذا كان فى جراءه وداله يعنى من غير خوف كما يقول بولس الرسول فى رومية 8: 15 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ».وأيضا فى رسالته لغلاطية 4: 4- 7 4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ،5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ».7إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.فهنا أحساس الأنسان بتلك الدله اللى بينه وبين ربنا هى التى تجعله يتجرأ ويتقدم فى هذه العلاقة ويتمتع بهذه العشرة بينه وبين الله.

أن كلمة أبانا تبعث فينا الأيمان والمحبة والثقة ,فننادي أبانا ونحن لا نراه ونتذكر فيلبس لما قال للمسيح أرنا الآب وكفانا فأجابه يسوع (من رآنى فقد رأى الآب) ومن ذا الذى يستطيع أن يرى الله ويعيش؟!,فنحن لا نراه ولكن نؤمن بوجوده نتحدث أليه ونتحدث عنه وعندما نسأل أين هو ؟ نشير بأصبعنا إلى السماء ومع أننا نعلم أن الأرض التى نعيش عليها هى كرة تدور فى جوف هذا العالم المتسع وأن أشارتنا تتبدل بحسب موقفنا وأنتقالنا من بقعة إلى بقعة على هذه الأرض إلا أننا متأكدين من وجود الله ونصدر أشارتنا عن ثقة وأيمان إلى فوقنا إلى الأتجاه السامى حيث نؤمن أنه فى أسمى الأماكن يسكن فى السموات

(الذى فى السموات) وكلمة الذى أسم موصول يدل على شخصية فبعض الناس نظرتهم إلى الله كمبدأ والبعض يؤلهون الحيوانات غير الناطقة والبعض الآخر ذهبوا لتأليه الطبيعة ونسبوا كل حياه ليها أما نحن فبقولنا (الذى) نعنى شخصية إلهنا الذى له القلب النابض بالمحبة واليد المحركة والعين المبصرة وأنه يرانا ويرثى لضعفاتنا ويعطينا كل أحتياجاتنا وكلمة الذى فى السموات ليست لمجرد تحديد مكان ربنا أنه فى السماء لأن ربنا مالى السماء ومالى الأرض بل الكون كله ,ولكن هى لفكرة أننا نميز الآب السماوى عن كل أب أرضى سواء كانت أبوه روحية أو أبوه طبيعية بالولادة ,لأنه من المؤسف جدا أن الأنسان بيشوه فكرة الأبوه ,لما فى الأباء الأرضيين من نقائص وعيوب ,وأذا كان أبن شاف أبوه مش قادر يحبه ومش قادر يقدم له محبة ,وشافه أب قاسى وأب عنيف وأب بخيل ,فهذا يشوه فكرة الأبوة تجاه الله , ولذلك نقول له أبانا الذى فى السموات ,وأن أبوتك يا رب تختلف عن كل أبوة فى الأرض ,أذا فهى ليست مجرد تحديد مكان بل لتمييزه عما سواه من الأباء الأرضيين لأن ربنا مش فى السماء وليس ببعيد عنا لأن أبويا هذا ليس ببعيد وليس موجود فى السماء وأنا موجود فى الأرض وبيننا مسافة كبيرة أو فرق كبير بل أن هذا الآب السماوى قريب جدا جدا جدا منا وأنه حتى هو أقرب من أنفسنا لينا لأنه هو موجود فى داخلنا ونحن موجودون فى حضنه بأستمرار ولذلك نقول له أبانا الذى فى السموات ,وكلمة أبانا الذى فى السموات فيها كل الطلبات اللى جايه بعد كده لأنه لمجرد نطقى بكلمة أبانا فيها الأيمان والأيمان يعنى ثقة وعلشان هو أبويا أنا واثق فيه وفيها الرجاء بأنه هو أبويا اللى أنا بأضع رجائى فيه وفيها المحبة بكل عمقها لأنه هو أبويا أنا فأتمتع بهذه المحبة بأستمرارمعاه ومن خلاله وفيه ولذلك أذا كنت بأكلم أبويا السماوى ومهما أن كانت فكرتى عن الأب الأرضى مشوهه أو أحساسى بالأب الأرضى مشوه بما فيه من نقائص وعيوب لكن ليا أيمان ورجاء ومحبة فى الآب السماوى .

وأخيرا كلمة فى السموات وهى ترمى إلى توقير الله فأذ نشعر أنه فى السموات نعبده كآب فى وقار وإجلال وفى غير أستخفاف , والحقيقة لقد تهاون الكهنة قديما بالآب وقدموا له الأعرج والسقيم من الذبائح فجاءهم صوت الآب معاتبا فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟

ويوجد الكثيرين الذين يستخفون فى عبادتهم لله ,شاعرين أنه مادام الله لهم أبا فأنهم فى غير تكليف كما يزعمون يتحاجون معه ويستخدمون تعبيرات لا تليق ,إنه أبونا الذى فى السموات فمن نحن على الأرض ,شكرا ليك يا رب أنك رفغتنا وأعطيتنا مقام الأبناء ,أذا فلنوقره ونحترمه ونقدم له ذبائحنا ذبائح غير سقيمة ترضيه من صلوات وتسبيحات وحياة تليق بمجده ,ونجد فى عبارة فى السموات شيئا آخر فهى تبعث فينا الرجاء لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل ,فأن بعض الأباء فى الأرض قد لا يتركون لأبنائهم ميراثا والبعض قد يترك ولكنهم لا يقدرون إلا على ترك ميراث فى الأرض أما الآب السماوى فأنه يورث جميع أبنائه ويعطيهم أرثا لا يفنى وهى مملكة السماء التى لا تزول كما يقول بولس فى رومية 8: 17  17فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ.وأيضا فى غلاطية 4: 7 7إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.

والآن بعد ما أتجه فكرنا ألى كلمة (أب) باعثة فينا الأيمان والمحبة والثقة والضمير (نا) أشعرنا فى صلته بالآب السماوى بضرورة تحطيم الوثنية والأنانية والطباع الردية وأن لينا أخوة فى كل مكان وبعد أن أتجه فكرنا إلى أسم الموصول (الذى) حيث نحس بأننا أمام شخصية قوية فتمتلىء نفوسنا سرورا وفرحا ونشعر أننا لسنا وحدنا فى الحياة مادام الآب معنا وهذه هى المسيحية التى تعنى أن الله معنا (عمانوئيل) وعندما ينتشر الظلام ويستسلم الناس للنوم وأكون وحيدا أرفع نظرى إلى النجوم بل إلى ما وراء النجوم لأجد الآب السماوى يبدد وحشتى ويقترب منى لكى يهبنى الأطمئنان وفى الصباح أحس أنه معى ويرعانى ويهبنى ما أحتاج (الرب راعى فلا يعوزنى شىء).

 فتعالوا نقول معا أبانا الذى فى السموات ,أنت أبونا فلا نخشى الأقتراب أليك كأب فلا تطرح أبنائك عنك ,أنت أبونا فلك الحق أن تؤدبنا وتوجهنا كما تشاء ,أنت أبونا ونحن جمعيا أخوة لذلك لا أصلى لنفسى فقط بل لأخوتى أيضا , أنت أبونا الذى فى السموات فليتقدس أسمك .

والى اللقاء مع الجزء الثالث راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الثالث عشر

8 ديسمبر 2010

 

1 فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَلُوطٌ مَعَهُ إِلَى الْجَنُوبِ.

1 And Abram went up out of Egypt, he, and his wife, and all that he had, and Lot with him, into the south.

 

 
 

2 وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيًّا جِدًّا فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ.

2 And Abram was very rich in cattle, in silver, and in gold.

 

3 وَسَارَ فِي رِحْلاَتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، إِلَى الْمَكَانِ

الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ، بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ،

3 And he went on his journeys from the south even to Bethel, unto the place where his tent had been at the beginning, between Bethel and Hai;

 

4 إِلَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ أَوَّلاً. وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ.

4 Unto the place of the altar, which he had make there at the first: and there Abram called on the name of the LORD.

 

5 وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ، كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ.

5 And Lot also, which went with Abram, had flocks, and herds, and tents.

 

 
 

6 وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا،

إِذْ كَانَتْ أَمْلاَكُهُمَا كَثِيرَةً، فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا.

6 And the land was not able to bear them, that they might dwell together: for their substance was great, so that they could not dwell together.

 

7 فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ

وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ

وَالْفَرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي الأَرْضِ.

7 And there was a strife between the herdmen of Abram’s cattle and the herdmen of Lot’s cattle: and the Canaanite and the Perizzite dwelled then in the land.

 

8 فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: «لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي

وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ.

8 And Abram said unto Lot, Let there be no strife, I pray thee, between me and thee, and between my herdmen and thy herdmen; for we be brethren.

 

9 أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي.

إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِينًا، وَإِنْ يَمِينًا فَأَنَا شِمَالاً».

9 Is not the whole land before thee? separate thyself, I pray thee, from me: if thou wilt take the left hand, then I will go to the right; or if thou depart to the right hand, then I will go to the left.

 

10 فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ

أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ،

كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ. حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى صُوغَرَ.

10 And Lot lifted up his eyes, and beheld all the plain of Jordan, that it was well watered every where, before the LORD destroyed Sodom and Gomorrah, even as the garden of the LORD, like the land of Egypt, as thou comest unto Zoar.

 

 
 

11 فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ،

وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا. فَاعْتَزَلَ الْوَاحِدُ عَنِ الآخَرِ.

11 Then Lot chose him all the plain of Jordan; and Lot journeyed east: and they separated themselves the one from the other.

 

12 أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلُوطٌ

سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ، وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ.

12 Abram dwelled in the land of Canaan, and Lot dwelled in the cities of the plain, and pitched his tent toward Sodom.

 

13 وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا.

13 But the men of Sodom were wicked and sinners before the LORD exceedingly.

 

14 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ:

«ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ

فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا،

14 And the LORD said unto Abram, after that Lot was separated from him, Lift up now thine eyes, and look from the place where thou art northward, and southward, and eastward, and westward:

 
 

15 لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ.

15 For all the land which thou seest, to thee will I give it, and to thy seed for ever.

 

16 وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ،

حَتَّى إِذَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّ تُرَابَ

الأَرْضِ فَنَسْلُكَ أَيْضًا يُعَدُّ.

16 And I will make thy seed as the dust of the earth: so that if a man can number the dust of the earth, then shall thy seed also be numbered.

 

17 قُمِ امْشِ فِي الأَرْضِ طُولَهَا

 وَعَرْضَهَا، لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا».

17 Arise, walk through the land in the length of it and in the breadth of it; for I will give it unto thee.

 

18 فَنَقَلَ أَبْرَامُ خِيَامَهُ وَأَتَى وَأَقَامَ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ

 مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ، وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ.

18 Then Abram removed his tent, and came and dwelt in the plain of Mamre, which is in Hebron, and built there an altar unto the LORD.

1* نتأمل فى التعبير الحلو الذى يستخدمه ربنا وهو تعبير صعد ,وكأن الأنحدار الأول ليس مجرد أنحدار مادى لكن هو أنحدار فى الحياة الروحية من خوف وكدب وضعف إيمان وخداع ومفيش مذبح ومفيش علاقة ,ولكن الآن بدأ ربنا يرجعه مرة تانية فيقول صعد يعنى أبتدأ يصعد لحالته الروحية الأولى وأصعد معاه كل ما كان له ,وإلى الآن نرى لوط ملتصق بأبرام فى كل خطوة , وتعبير أصعد كل ما كان له تعبير جميل يرينا أن الأنسان لما ييجى يقوم فى قيامته الروحية وفى أرتفاعه الروحى ناحية ربنا ,فليس فقط يقوم لوحده ,لكن يأخذ كل اللى معاه كما يقول فى سفر نشيد الأنشاد 1: 4 4اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ يعنى أجذبنى فنجرى أنا وكل من معى ,وأيضا يقول فى مزمور 51 : 13 13فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ.يعنى لما ترحمنى أعلم الأثمة طرقك .

2*,3*,4* هنا أبرام رجع للبداية مرة أخرى ,كما نقول مع المسيح أننا عايزبن نرجع إلى الجليل أو مكان الذكريات الأولى وأذكر من أين سقطت وتب ,فرجع أبرام لخيمته الأولى وإلى مكان المذبح الذى عمله هناك ,ولما نقول رجع للمذبح يعنى رجع للعلاقة التى بينه وبين الله ودعا هناك بأسم الرب ,ونتيجة الأختبار الذى أخذه راح أعلن فى وسط المنطقة اللى هناك أن هذا المذبح هو بأسم يهوه إله العهد ,وبدأ يجاهر بإلهه بعد ما أخذ الأختبار الحلو وأن ربنا أصلح غلط أبراهيم وغير حياته وحول الشر اللى كان موجود إلى خير ,يعنى لما أخذ الأختبار خرج ينشر هذا الأختبار ,فهو رجع للمذبح ورجع للخيمة الأولى وبالتالى رجع للوعد .

5* مرافقة لوط لأبراهيم جعلته يغتنى هو الآخر لأنه لازق فى البركة وذلك لما قال ربنا لأبراهيم وتكون بركه ,وبالتالى بينوب لوط من بركة أبراهيم .

6*لم تحتملهما الأرض ,كلمة صعبة جدا يعنى الأرض دى كلها مش مستحملة أتنين ,الحقيقة لما تبتدأ المادة تشتغل فى حياة الأنسان ويبقى الأنسان عايز وعايز مثل قايين لما أحس أن الأرض لا تسعه هو هابيل فلازم واحد فيهم يموت , و كانت املاكهم كثيرة وده اللى جعل أبراهيم يبعد عن لوط والحقيقة لن نستطيع القول أن الغنى بركة ولكن أيضا مسؤلية وتعب ,وسمعت قول جميل عن الذهب والفضة ,بيقول أن الأنسان يشتغل وتطلع عينيه علشان الذهب والفضة ولما يجيله الذهب والفضة يفضل قلقان وخايف وتعبان وتطلع عينيه علشان عايز يحافظ على الذهب والفضة وأنهم مايضيعوش منه ,ولما يحافظ على الذهب والفضة بالتعب وبالشقاء ويضطر أنه يصرف من الذهب والفضة فأنه يصرف وهو زعلان أيضا وتطلع عينيه عليهم ,أذا بتطلع عينيه لما بيجيبهم وبتطلع عينيه لما بيحافظ عليهم وبتطلع عينيه لما بيصرفهم لأنه بيزعل عليهم.

7* النتيجة حدثت المخاصمة لدرجة أن الناس الأغراب كالكنعانيين والفرزيين الذين كانوا يسكنون حولهم كانوا سامعين الخناقات التى تحدث كل يوم .

8*الحقيقة نشوف هنا نفس أبرام الشبعانه فعلا مش مجرد عندها مقتنيات لكنها نفس ترمز لألهنا السماوى فهو رجل السلام ,وقال مفيش داعى أنه يحصل خصام لا بينى وبينك ولا حتى بين رعاتى ورعاتك ,يعنى فى نزعة للسلام ,وبالرغم أنه الكبير ولم يقل هو الصغير ولابد أنه ييجى ويعتذر لى وأنا الكبير لازم يعاملنى بأحترام لأ أبرام كان عنده أتضاع وكان رجل سلام ولذلك هو الذى ذهب للوط بأتضاع ويعرض عليه المصالحة والحل ,ويأتى قول لأننا نحن أخوان بالرغم أن لوط كان أبن أخوه وهنا أبرام أكرمه وجعله فى مستوى أخوه .

9*قال الأرض كلها قدامك اللى أنت عايزه خذه ولم يقل له نقسم الأرض بيننا نحن الأتنين , ولم يقل له أنا سآخذ المكان ده وأنت المكان ده وأوعى تقرب منى  بل قال لو رحت يمين أنا حأروح شمال ,ولورحت شمال أنا حأروح يمين ,يعنى أبرام أعطى له مبدأ الأختيار فى الأول يعنى اللى أنت عايزه خذه بس ما تبقاش بيننا مخاصمة ,أن كنا مش قادرين نعيش مع بعض لكن سنعتزل عن بعض ,و هذا الأعتزال لم يكن نتيجة كراهية أو خصام أوضيق من لوط ,ولذلك فى الأصحاح التالى سنرى المحبة الكبيرة التى كانت فى قلب أبرام للوط ,أبرام أعطى للوط الفرصة أنه يختار فى الأول فى محبة وفى أتضاع وفى أنكار ذات .

10*لوط رفع عينيه بنفسه ونظر وشاف فوجد دائرة الأردن فيها ماء (سقى) وفيها خضرة كجنة و كأنه أعاد لأزهاننا الجنة فى مظهرها لكن للأسف كانت جنة من غير الله أو من غير إله ,وكان أهل سدوم وعمورة فى ذلك الوقت مشهورين جدا بالشر وبالنجاسة وبالقباحة ,فلوط لم ينظر لهذا الموضوع ,وأن معرفة الله موجودة أوغير موجودة فهو لم يهتم بهذا ولكن كل ما أهتم به هو أنها أرض سقى وغنى ووفرة ولذلك لابد أن ننتبه كأنسان لما تيجى تختار وتختار بنفسك أوعى تختار اللى شكله كويس فقط أو الحاجة اللى مظهرها حلو ,لكن بأستمرار خذ بالك من أهمية أن يكون ربنا وراء هذا الأختيار .

11*و12* أختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن ونلاحظ هنا أن لوط أيضا كان يسكن فى خيام .

13*لم يحرص لوط أن يكون ربنا فى المكان الذى ذهب أليه ولكن حرص أن الذى يختاره يكون جيد للعين ,ونلاحظ أنها نفس تجربة أختيار حواء (شهية للنظر وجيدة للعين) ولم يحرص أن يعرف ما وراء هذا المنظر الجيد للعين ,ان كان ربنا موجود أو لا ,وفى بستان الرهبان نجد قصة لطيفة عن شيطان النصيب الأكبر ,فكانو يقولوا للرهبان لما تيجى تقسم مع حد سيبه هو يختار فى الأول , طيب ليه ؟ لأنك لما تختار الأول ستأخذ النصيب الكبير لأن الأنسان دائما يميل للطمع ولذلك يطلقون عليه شيطان النصيب الأكبر,علشان لا تتعرض لأغراء النصيب الأكبر أترك غيرك يختار الأول ولذلك كثير من الأحيان لو رحنا دير وتصادف أن وجدنا رهبان فى تعاملهم نجدهم يتعازموا على بعض أنت الأول لأ أنت الأول ,والحقيقة شيطان النصيب الأكبر بتلاقيه فى كل حاجة حتى فى الحاجات الروحية ,يعنى لو أتنين مثلا بيصلوا مع بعض بيبقى فى شيطان النصيب الأكبر مين اللى صلى الحته الأطول أو الحته الأحلى ! شوفوا قد أيه مش بس فى الأمور المادية مين يأخذ النصيب الأكبر من التانى ولكن فى الأمور الروحية مين اللى يأخذ كرامة أكثر من التانى ومين اللى يظهر أكثر ,وعلى فكرة الكنيسة ما بتتعبش من خدامنا إلا فى نقطة شيطان النصيب الأكبر وكل واحد عايز يظهر وأشمعنى فلان هو اللى ظاهر وانا ظاهر قبل ما هو ظاهر وأنا مش ظاهر خالص ولذلك شيطان النصيب الأكبر بيشتغل بأستمرار ,لكن الجميل أن أبرام كان عنده النصره أنه ينتصر على شيطان النصيب الأكبر او الأجمل أو الأحسن ,وأنه كان عنده أكتفاء بوجود العلاقة التى بينه وبين ربنا والثقة التامة فى هذا الإله .

14*قال ربنا لأبرام بعد اعتزاله عن لوط ,,أرفع عينيك ,وكما نعرف لوط رفع عينيه من نفسه كما رأينا فرفع لوط عينيه ,لكن أبرام لم يرفع عينيه إلا لما ربنا قال له  ,وأن ربنا وراء الأختيار وفى الأختيار ,وعندما قال ربنا لأبرام أرفع عينيك قال له مش علشان تختار ولكن علشان تشوف اللى أنا أعده لك  واللى انا سأعطيه لك وعلشان تتمتع باللى أنا مجهزه لك ,واحد من أبرام يقول له فين ده اللى أنت مجهزه لى ,ده هو أخذ الأرض الخضراء وأنت سايب لى شوية الجبال وشوية الصحراء الموجودة ,لكن شوفوا ربنا حا يقول له أيه ,أنظر من الموضع الذى أنت فيه شمالا وجنوبا ,شرقا وغربا ,يعنى جعله ينظر فى الأربع أتجاهات ,وكأنه فى نظرته فى الأربع أتجاهات نظر الصليب فى الأربع أتجاهات .

15*حتى 18* ربنا خللى أبراهيم يمشى على شكل صليب بطول الأرض وعرضها لأنك سترث بهذا الصليب ,وأتى أبراهيم ألى حبرون التى تعنى شركة ,يعنى جاء وعاش فى حبرون اللى هى الشركة , جاء وعاش فى شركة بينه وبين ربنا وكعادة أبراهيم بنى مذبحا للرب وكأنه يقول له أللى أنت بتعطيه لى أنا سأقدسه لك يا رب ,ولذلك ربنا قال له أقبل اللى أنا سأعطيه لك من خلال الصليب وسترى قد أيه أن هذه الأرض أرض مباركة أرض كنعان الأرض الموعود بيها , والعجيب أن أبرام فى حياته على الأرض لم يمتلك أى شىء لكن كان حاسس أن يمتلك الأرض كلها ,فهذا كان مبدأه كما يقول فى سفر أعمال الرسل 7: 5  5وَلَمْ يُعْطِهِ فِيهَا مِيرَاثاً وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مُلْكاً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ وَلَدٌ. وأبراهيم أيضا كان عند أحساس بالغربة ولم يكن يبغى الأرض ولكنه كان ينتظر كما فى رسالة العبرانيين 11: 10 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ.وربنا أعطاها له بالأيمان ,وأيضا أعطاها لنسله ويستطيع أن يقول مع بولس الرسول فى كورونثوس الثانية 6: 10 10كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ. كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ. كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ. نحن نملك كل شىء ,والجميل أنه قبل هذه الأرض من ربنا بالأيمان وفى الحال بنى فيها مذبح .

وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:

109- الْفَرِزِّيُّونَ

اسم كنعاني معناه (( أهل الريف )) وهي طائفة مهمة من الكنعانيين أحصيت مراراً مع قبائل فلسطين (تك 15: 20 وخر 3: 8 ويش 9: 1). وربما كان الفرزيون كالرفائيين من السكان الأصليين و من عنصر غير عنصر الكنعانيين وأقدم منهم في البلاد، حيث كانوا منذ أيام إبراهيم ولوط (تك 13: 7 ويش 7: 15) وقد حذف ذكرهم بين أنسال كنعان في تك 10: 15 إلخ. وكان في أيام يشوع يسكنون المنطقة الجبلية (يش 11: 3) في بقعة أعطيت بعدئذ لأفرايم ومنسى (يش 17: 15) ويهوذا (قض 1: 4 و 5). وخلافاً لشريعة موسى فإنهم لم يبادوا (تث 7: 3) بل سمح لهم بالتزاوج مع غالبيهم فجرّوهم إلى عبادة الأوثان (قض 3: 5 و 6). وقد وضع عليهم سليمان نير عبودية التسخير (1 مل 9: 20 و 21 و 2 أخبار 8: 7).

وأيضا سنتوقف عند أسم أسم من أسماء المدن والأنهاروالجبال لنعرف معناه:

37- بَيْتِ إِيلَ

اسم عبري معناه ((بيت الله)) أول ما قدم إبراهيم أرض الميعاد، نصب خيمته في الأراضي المرتفعة قرب بيت ايل (تك 12: 8 و 13: 3) ثم لما سافر يعقوب إلى ما بين النهرين هارباً من وجه أخيه عيسو، بات في مكان قرب مدينة لوز. ورأى هناك رؤياه العظيمة. فدعا اسم المدينة حينئذ بيت ايل، وذلك لأن الله ظهر له في تلك الليلة (تك 28: 11-19 و 31: 13) أما موقع المدينة فإلى شرقي خط يمتد من أورشليم إلى نابلس على بعد واحد من كلتا المدينتين. وكانت قديماً محل إقامة ملوك الكنعانيين. ولما عينت لبني افرايم لم يقدروا على أخذها لولا أن جواسيسهم امسكوا رجلاً من أهلها فدلّهم على مدخلها (قض 1: 22-26) والمشهور عنها أنها تابوت العهد بقي بعض الزمن فيها (قض 20: 27). ثم قام يربعام فيها العجلين الذهبيين اللذين عملهما (1مل 12: 28-33) ويرّجح أن هذا هو السبب الذي حمل النبي على أن يسمّيها بيت ي على أن يسمّيها بيت آون آي بيت الأصنام (هو 10: 5 و 8). ولما ملك يوشيا على يهوذا صعد إلى بيت ايل فأخذها من أيدي إسرائيل وذبح كهنة المرتفعات فيها، وخرّب أصنامها وهياكلها، وأحرق عظام الناس على مذابحها. ومن ذلك قول النبي عاموس ((هلّم إلى بيت ايل)) يريد بذلك تمثيل السجود للأوثان عموماً (عا 4: 4 و 5: 5). ويظهر أن قسماً من نبوة عاموس كان موجهاً بشأن هذه المدينة، فتمّ ما تنبأ به عنها في أيام يوشيا (2 مل 23: 15) والذي يظهر من نبوة عاموس أنها كانت في أيامه داراً لملوك إسرائيل (7: 10-13) والمعلوم عنها أيضاً أن صموئيل قضى فيها لبني إسرائيل (1صم 7: 16) وأن اليهود سكونها ثانية بعد رجوعهم من السبي (نح 11: 31) وأن بيكّيدس السوري حصّنها في أيام المكابيين وتدعى الآن ((بيتين)). (2) مدينة في جنوبي يهوذا (يش 12: 16) تسمّى أيضاً كسيل (يش 15: 30) وبتول (يش 19: 4) وبتوئيل (1 أخبار 4: 30). (3) جبل بيت ايل-جبل بقرب بيت ايل (يش 16: 1 و1صم 13: 2).

38-عَايَ

اسم عبري معناه (( خراب )). وقد ورد ذكرها في مكان آخر عيَّا ( نح 31:11) وعيات ( اش 28:10) وهي بلدة كنعانية إلى الشرق من بيت إِيل وإلى الشمال من مخماش, على طرف واد (تك 12: 8 ويش7:2 و8: 11). وهي على منتصف الطريق بين المكانين, وتعرف اليوم باسم التل. وقد أغار عليها يشوع وفشل في الاستيلاء عليها (يش 7: 2-5) لاثم أحد رجاله.ولكن يشوع أعاد الكرّة واحتلها وذبح سكانها, وكان عددهم اثني عشر ألفاً, وشنق ملكها على شجرة, وحرقها (يش 7 و 8). وقد بقيت خربة مدة طويلة ثم أعيد بناؤها (اش 10: 28 و عز 2: 28). وقد ورد اسم عاي ثمانياً وعشرين مرة في الكتاب المقدس.

39- دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ

والأردن اسم عبري معناه ((الوارد المنحدر)) تستخدم عبارة ” عبر الأردن ” للدلالة على المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن، وتقطعها جملة أغوار، البعض منها تجري فيه المياه على الدوام، وهي غنية بمحاصيلها من الحبوب، ولو بدون ري . وفلسطين عموماً هضبة يتراوح ارتفاعها بين 2.000 – 3.000 قدم وترتفع بعض القمم إلى حوالي 5.000 قدم .

 

وقد يطلق اسم جلعاد على كل فلسطين الشرقية (تث 34: 1، يش 22: 9) . وفي العصر اليوناني، كان يطلق عليها ” كولي سوريا ” أي سوريا الداخلية . وعلى وجه العموم فإن ” عبر الأردن ” يشمل المنطقة من دان في أقصى الشمال إلى حدود مصر والسعودية في الجنوب والجنوب الشرقي . أما في الشرق فإنها تتاخم العراق والسعودية . وكان ” عبر الأردن ” في العهد القديم يشمل أدوم (جنوبي البحر الميت) وموآب وعمون وجلعاد وباشان .

 

وترد أقدم الإشارات إلى تلك المنطقة في سفر التكوين (13: 10، 14: 12، 32: 10) . وقد تم اكتشاف ” طريق الملك “، طريق ملوك المشرق، الذي رفض ملك أدوم عبور بني إسرائيل فيه . ومن مناجمها كان يستخرج الحديد والنحاس (تث 8: 9) . وقد استخرج الملك سليمان النحاس من مناجم عصيون جابر .

بعض الحوادث الكتابية المرتبطة بالأردن:

يضاف إلى ما سبق من سكن لوط في سهل الأردن وعبور يعقوب للأردن وعبور بني اسرائيل النهر في أيام يشوع فقد عبر المديانيون الذين كان يطاردهم جدعون في معابر قريبة من مخاضة يبوق(قض 7: 24). ولما كان داود هارباً من أبشالوم ابنه في خروجه من أورشليم وكذلك في عودته إلى أورشليم عبر الأردن فيما بين أريحا ويبوق(2 صم 17: 22 و24 و19: 15- 18). وعبر إيليا وأليشع الأردن إذ ضرباه بطرف رداء إيليا(2 ملوك 2: 5- 8 و13- 15). وقد أوصى أليشع نعمان السرياني أن يغتسل في الأردن سبع مرات ففعل واغتسل بقرب بحر الجليل فشفي من برصه(2 ملوك 5: 14). وكان يوحنا المعمدان يعمّد في الأردن وقد ذهب إليه يسوع هناك واعتمد منه(مت 3: 6 و13 – 17).وفي بانياس أو قيصرية فيلبّس , أي بالقرب من ينابيع الأردن , نطق بطرس باعترافه أن يسوع المسيح هو ابن الله الحي(مت 16: 13- 16).

40- بَلُّوطَاتِ مَمْرَا

اسم المكان الذي أتى إليه أبرام بعد اعتزال لوط عنه، إذ جاء “وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون . بنى هناك مذبحاً للرب” (تك 13: 18).

كان ممرا أحد حلفاء إبراهيم ويلقب بالأموري، وهو أخو عانر وأشكول (تك 14: 13، 24)، وكانت هذه البلوطات تنسب لهذا الشيح أو الرئيس.

وظهر الرب لإبراهيم “عند بلوطات ممرا، وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار. فرفع عينيه ونظر وإذ ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة، وسجد إلى الأرض”. واستضافهم، وعمل لهم وليمة كبيرة، وهناك وعده الرب أن يعطيه أبناً من امرأته سارة (تك 18: 1-15).

وفي ممرا عاش إسحق، وفي أواخر أيامه جاءه ابنه يعقوب إلى ممرا، ومن الواضح أيضاً أن هناك مات إسحق (تك 35: 27 و28).

وكانت مغارة المكفيلة التي اشتراها أبرام من عفرون الخثى ليدفن فيها سارة امرأته، “أمام ممرا”، أي إلى الشرق من بلوطات ممرا (تك 23: 17 و19، 25: 9، 49: 30، 50: 13).

ومع أن “ممرا” لا تذكر في الكتاب المقدس خارج سفر التكوين، لكن يبدو أنها ظلت مكاناً هاماً ومزاراً مشهوراً. ويقول “سوزومينوس” (Sozomenus) في تاريخه إنها كانت كذلك في القرن الأول الميلادي لليهود المسيحيين وللوثنيين.

وقد قام الأثريون بالتنقيب في الموقع- الذي يرجح أن بلوطات ممرا كانت فيه – ويعرف الآن باسم “رامة الخليل”، على بعد نحو ميلين إلى الشمال من حبرون. وقد بنى هناك هيرودس الكبير سوراً حول “بئر إبراهيم” يضم مساحة تبلغ 150×200 قدم مربع. وقد دمره فسباسيان الامبراطور الروماني في 68م، وأعاد بناءه الامبراطور هادريان في القرن الثاني، وبنى فيه مذبحاً، وجعل منه مكاناً لعباد ة “هرمس” (عطارد). ولعله أيضاً المكان الذي أقام فيه هارديان سوقاً للرقيق، باع فيه الأسرى اليهود الذين أسرهم في حرب باركوكبا (135م.). وتوجد بالموقع قطع من الفخار ترجع إلى القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد، مما يدل على سكنى بني إسرائيل في المنطقة منذ زمن مبكر.

ولما جاء قسطنطين، هدم المذبح الوثني الذي أقامه هادريان، وبنى كنيسة، ويمكن الآن أن يرى الزائر أطلال تلك الكنيسة وبئر إبراهيم.

41- حَبْرُونَ

اسم عبري معناه “عصبة” أو “حِلف” أو “شركة” وهو اسم مدينة تعد من أهم وأقدم المدن في جنوبي فلسطين، ويطلق عليها الآن اسم “الخليل” وهو اللقب الذي أطلق على “ابراهيم” (يع 2: 23). وتقع المدينة في وادٍ فسيح يرتفع إلى نحو 3040 قدماً فوق سطح البحر، وعلى بعد نحو عشرين ميلاً إلى الجنوب من أورشليم.

 بنيت هذه المدينة قبل بناء صوعن (تانيس) في مصر (عدد 13: 22) وكان يطلق عليها قديماً اسم “قرية أربع”، وقد تعود هذه التسمية إلى انقسامها في وقت ما إلى أربعة أحياء، ويرجع الكتَّاب اليهود بهذه التسمية إلى الآباء الأربعة الذين دفنوا فيها وهم: آدم وإبراهيم واسحق ويعقوب. ولكن بناء على ما جاء في سفر يشوع (14: 15، 15: 13)، فإن هذه التسمية جاءت نسبة إلى “أربع أبي عناق

في عهد الآباء: أتى أبرام وأقام عند بلوطات ممرا “التي في حبرون” (تك 13: 18)، ومن هناك ذهب هو ورجاله وأنقذ لوطاً وعاد به بعد أن هزم كدر لعومر (تك 14: 13)، وهنا تغير اسمه إلى “إبراهيم” (تك 17: 5). وأتى الثلاثة الملائكة إلى إبراهيم في ذلك المكان وأعطوه الوعد بأن يكون له ابن (تك 18: 1- 15). وفي حبرون ماتت سارة (تك 23: 2). فاشترى إبراهيم مغارة المكفيلة ليدفنها هناك (تك 23: 17) كما أمضى اسحق ويعقوب سنين عديدة من حياتهم في حبرون (تك 35: 27، 37: 14). ومن حبرون أرسل يعقوب ابنه يوسف للسؤال عن أخوته (تك 37: 14). ومنها أيضاً نزل يعقوب وأولاده إلى مصر (تك 46: 1). وقد دفن الآباء وزوجاتهم (باستثناء راحيل) في مغارة المكفيلة (تك 49: 30، 50: 13).

والى اللقاء مع الأصحاح الرابع عشر راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الأول

8 ديسمبر 2010


                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء الأول

متى 6: 9- 13 

9 «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي

فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.

9 After this manner therefore pray ye: Our Father which art in heaven, Hallowed be thy name.

 

10 لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ

كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.

10 Thy kingdom come, Thy will be done in earth, as it is in heaven.

 

11 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.

11 Give us this day our daily bread.

 

12 وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ

 نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.

12 And forgive us our debts, as we forgive our debtors.

 

13 وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ.

 لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.

13 And lead us not into temptation, but deliver us from evil: For thine is the kingdom, and the power, and the glory, for ever. Amen.

لوقا 11: 2- 4

2 فَقَالَ لَهُمْ:«مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا:

أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ،

 لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.  

2 And he said unto them, When ye pray, say, Our Father which art in heaven, Hallowed be thy name. Thy kingdom come. Thy will be done, as in heaven, so in earth.

 
 

3 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،

3 Give us day by day our daily bread.

 
 

4 وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ

مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ

لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».

4 And forgive us our sins; for we also forgive every one that is indebted to us. And lead us not into temptation; but deliver us from evil.

مقدمة

الحقيقة ومن مدة كبيرة جدا وأنا نفسى أتعمق فى الصلاة الربانية وقرأت كتير وسمعت كتير عن شروح وتأملات الكثيرين فى الصلاة الربانية من الآباء القديسين ومن البطاركة والأساقفة والواعظين الخدام وحتى الطوائف الغير أرثوذكسية وحتى الناس الذين تعتبرهم الكنيسة خارجين عنها سواء قدماء أومعاصرين وكلها جميلة ورائعة وتظهر مدى أحساس الأنسان المسيحى بمدى سهولة وصعوبة الصلاة الربانية! فهى صلاة لا يختلف عليها أحد ,تعالوا نتأمل سويا فى الصلاة الربانية ونرد على السؤال هل هى صلاة سهلة أو هل هى صلاة صعبة؟والحقيقة إن أهمالها تقصير كبير وتكرارها فى غير تفكير نقص خطير, تعالوا نشوف.

الحقيقة لو رجعنا فى نفس الأصحاح فى أنجيل متى حنلاقى المسيح بيتكلم من العدد 5 حتى العدد 8 عن الصلاة وكيف تصللى 5«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ،فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ،لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ.8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوه .فى أوقات كتيرة الصلاة بتبقى شىء صعب للنفس وبنصللى بالعافية ,لكن فى ناس بتحب الصلاة ,ولكن ليس لأن دوافعها صحيحة لكن دوافعها غلط حتى تنال مدح وإكرام من الناس وكان وضع الأنسان الذى يصللى أن يكون واقفا ولذلك السيد المسيح بيقول قائمين فى المجامع ,والمجمع هو مكان العبادة ,ويقول السيد المسيح وفى زوايا الشوارع وليست علشان الظهور فقط وهم يعملونها أصلا وهدفهم أن يظهروا ,لكن بيتحججوا بشىء آخر أنه كان فى ساعات معينة للصلاة عند اليهود ,كصلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة…… وهناك عدد مرات معينة يصللوها وكل مناسبة لها صلوات معينة وفى أماكن معينة مستحب الصلاة فيها مثل المجامع والهيكل كما يقول الطقس ,فلو واحد ييجى ميعاد صلاة الساعة التاسعة وهو فى الشارع ,فيقف على الناصية ويقول أنا بأنفذ الوصية ربنا قال لى صللى فى الساعة الفلانية ,لكن هو مش هدفه الصلاة لكن هدفه كما يقول السيد المسيح لكى يظهروا للناس ,وفى الحال السيد المسيح قال الشىء اللى لازم كلنا نعرفه أننا نصللى فى الخفاء وكأن ربنا ما بيشوفش غير فى الخفاء! وياسلام على تعبير متى صليت تعبير لطيف جدا ,ويحضرنى أنسان بسيط قال لى مرة يا أخى شوف المسيح بتاعنا حلو قد أيه ,وشوف الدين بتاعهم شكله أيه ,ده هو الصبح يصحيهم فى الفجر فى عز الثلج ويطلعهم يروحوا لحد الجامع بره فى الشارع لحد هناك علشان يصللوا وكان بيكررعبارة يصللوا فى عز التلج ,يخليهم يصللوا الفجر الصبح ,لكن شوف المسيح بتاعنا بيقول لك أيه متى صليت ,يعنى وقت ما تحب ,أدخل فى الدفا وأقفل بابك فى الدفا وما تطلعش فى البرد وصللى إلى أبيك الذى فى السموات ,ومع ذلك هما بيصللوا وأحنا ما بنصليش للأسف!,والحقيقة تعبير متى صليت بيعنى أن ربنا مش عايز طقوس وفرائض لكن عايز أرادة حرة تتكلم معه يعنى الصلاة ليست ألزام أوفرض أو واجب وهى ليست شىء الأنسان بيؤديه لمجرد أرضاء الله أو أنه يوفى ما عليه تجاه الله لأن ربنا ليس محتاج لعبودية الأنسان ولا للفروض أو شوية ممارسات الأنسان بيقدمها وكما قلت متى صليت فيها نوع من حرية الأرادة أذا كان الأنسان عايز يصللى وأذا كان حاسس برغبة جواه أو شاعر بأحتياج أنه يصللى فأذا أول درس فى الصلاة أنها تكون بأرادة كلية وبرغبة وبأحساس بهذا الأحتياج وليست عن طريق ضغط أو ألزام كالديانات الأخرى التى يصل فيها الضغط لحد القتل!أو أنها نتيجة أوامر خارجة من غير أرادة الأنسان ولكن الصلاه لابد أن تكون كرغبة من داخل الأنسان وأرادة بداخله وأحتياج للأنسان بيشعر بيه  ,وبعدين المسيح بدأ يتكلم عن تكرار الكلام وطول الصلاة وليس معنى ذلك أن السيد المسيح بينفى طول الصلاة ,لكن بينفى تكرار الكلام وطول الصلاة باطلا وربنا لم يقل عن التكرار ولكن تكلم عن التكرار الباطل ,ولو نظرنا فى الأديان الأخرى وممارساتهم أنهم ممكن يقولوا آيات الذكر ويبدأوا يرددوا كلمة الله حى لحد ما يوصلوا فى غيبوبة ,أذا ما هواش مجرد تكرار ولا طول كلام ,وسمعت واحد بيقول أه يا أخى لما تقف كتير قدام ربنا فربنا يزهق منك فيعطيك اللى أنت عايزه ويمشيك ,ما هو قال كده فى مثل اللجاجة ..لأ.. لأن المسيح نفسه صللى صلوات طويلة وكان يقضى الليل كله فى صلاه ,وسليمان لما وقف يدشن الهيكل صللى صلاة طويله ,والمسيح كان بيكرر عبارات ,لكن المطلوب أن لانكررها باطلا ,يعنى ما نفردش ونطول فى الصلاة ونخللى الناس اللى حوالينا عمالين يشتموا فينا ومتضايقين مننا ونقول أن أحنا بنصلى علشان نظهر قداستنا ولجاجتنا وروحانيتنا العميقة والأنبا صموئيل المتنيح كان بيقول جملة لطيفة قوى :لما تجتمعوا فى الصلاة تصللوا على مستوى أقل واحد فيكم ,يعنى تصللوا بمقدار ما يحتمله أصغر واحد منكم لأنك لو طولت فى الصلاه أللى واقف معاك مش حا يصللى ويبتدى يتأفف ويتضايق وممكن يهينك وممكن يشتمك ,يبقى أنت بدون ما تشعر عملتله عثرة ,ولذلك أياك أن تطيل الصلاة بدون أحتياج وأياك أن تكررالكلام باطلا ,وكل خمس دقايق أبانا الذى فى السموات ونكر أبانا الذى فى السموات ,الحقيقة ما نفرحش بيها لو كنا بنكرها كده ,يعنى ما نفرحش بيها إلا أذا أتقالت من القلب فعلا  وبها أنك شاعر بأحتياج لربنا وشاعر بثقة فى ربنا وثقة فى أستجابة الله ليك ولذلك الصلاة الحقيقية لما قال السيد المسيح صللوا كل حين ولا تملوا مش تطول فى الصلاة وفكرك شاتت بعيد ولا أنت مركز ولا أنت مقدم ذهن صافى ولا مقدم مشاعر حقيقية لربنا ولذلك بيقولك أدخل الى مخدعك وأغلق بابك وليس المقصود باب الحجرة ,ما أنت ممكن تغلق باب الحجرة عليك علشان يقولوا أنت بتصللى ,لكن فكرك مخترق مش باب الحجرة فقط ولكن باب البيت وباب الجيران وباب العمارة وأبواب وأبواب كتيرة ,والمسيح الحقيقة قصده أن تغلق باب الذهن علشان لما تكلم ,تكلم ربنا ولا تكلم الناس اللى حواليك فى الصلاة ولا تحول صلاتك إلى وعظة ,ولكن كلم ربنا يمشاعر أحتياج ,ولذلك أذا كانت طبيعة الله محبة فهو بيعرف كل ما نحتاجه ولذلك لا نتقدم فى الصلاة علشان نقرفه ونزهقه ونزعجه أو نرغمه أنه يستجيب لصلواتنا لكن ..لأ.. نحن نتقدم ونقول له أحتياجتنا لأنه قال كده أعلم ما تحتاجون أليه ,ولو أنت حاولت تعبر عن اللى جواك لربنا فربنا هو أكتر واحد وحتى أكتر منك أنت نفسك فاهم كويس أيه اللى جواك حتى لو مش عارف تعبر عنه أو حتى اللى ستقوله تخيل! ,وربنا بيقوللك قول وأنا عارف اللى أنت ستقوله ,واللى أنت عايز تقوله لى قوله فى ثقة وبساطة ,لأنك لما بتقوله لى بالرغم أن أنا عارفه ,فأنت بتعلن أحتياجك ليا وبتعلن ثقتك فيا ,وأوضح أكتر الصلاة أعلان أحتياج وثقة فى الله ,فلما بتقول يا رب أنا محتاج لك ,تقول يا رب أنا واثق فيك ,ولوقلت الكلمتين دول فقط بقلب مستقيم كفاية ,احسن ما تصللى ساعة أو ساعتين أو ثلاثه أذا ليس بطول الكلام ولا بتكرار الكلام لكن نتقدم لربنا ونعلن له ثقتنا ورجائنا فيه .

ولو رحنا لأنجيل القديس لوقا البشير وفى نفس الأصحاح وعلى حسب عادة القديس لوقا أنه دائما كان يظهر السيد المسيح فى كل عمل من الأعمال التى ظهر فيها فى حياته على الأرض ففى العدد الأول أن السيد المسيح كان بيصللى  ورأينا ساعة المعمودية فى نهر الأردن تعبير وأذ كان يصللى ولما كان فى التجربة على الجبل وحتى لما أختار تلاميذه الأثنى عشر وحتى قبل ما يسأل التلاميذ ماذا يقول الناس عن أبن الأنسان وقال له بطرس أنت هو أبن الله كان أيضا بيصللى من أجل أن الآب السماوى يعلن للتلاميذ عن شخصه ,فبأستمرار معلمنا لوقا بيظهر المسيح فى مواضع كثيرة أن عمل المسيح هو الصلاه ورأينا أن المسيح كان فعلا بيصللى ليس لمجرد أنه يعلمنا أن نصللى لكن لأنه فعلا كان بيشفع فى البشرية وبيطلب من أجل البشرية ولما لاحظ التلاميذ كثرة صلوات السيد المسيح ومدى السلام والفرح والبهجة والعلاقة والشركة التى تكون بينه وبين الآب فى كل مره بيصللى ولذلك تقدم واحد من التلاميذ وقال له علمنا يارب نصللى أحنا كمان ,والحقيقة قد تكون البداية نوع من تقليد السيد المسيح الذى يصللى مرارا كثيرة أو كما قال التلميذ له كما علم يوحنا أيضا تلاميذه ,كأحساس منهم أن الصلاة ممكن يتعلمها الأنسان ويمارسها ,كما قلت قد يبدأ الموضوع بالتقليد ,لكن السيد المسيح بدأ يعلمهم ويعطيهم مجموعة دروس فى مدرسة الصلاة ويعلمهم بعض المبادىء عن معنى الصلاة وكيف يصللى الأنسان وماذ يقول الأنسان فى الصلاة والشىء العجيب جدا أن العهد القديم كله لو نظرنا فيه نلاقى أنه لا يوجد وصية فى العهد القديم بتقول صللى سواء فى سفر الخروج أو سفر التثنية أو فى سفر العدد أو فى سفر اللاويين ,لكن قال أعبد الرب إلهك ,الرب هو واحد ,أذكر يوم السبت لتقدسه ولا تسرق ولا تقتل ولا تزنى … لكن لا يوجد وصية خاصة بالصلاة وبالرغم أنه لا يوجد وصية خاصة بالصلاة ,لكن نجد أن كل الناس الذين عاشوا مع ربنا فى العهد القديم قد عاشوا حياة الصلاة بالرغم من عدم وجود وصية بالصلاة أذا الصلاة هى عشرة وهى أحتياج يشعر به الأنسان ولذلك بيعيشه كشىء طبيعى أنه يريد أن يكلم ربنا وأنه يتفاعل مع الله بأستمرار ولذلك نرى حياة أبراهيم أبو الأباء مليانه بصلوات كثيرة وكذلك حياة موسى وحياة أيليا وحياة دانيال وأشعياء وأرميا ,وأى واحد عاش مع الله كانت الصلاة شىء أساسى وركن جوهرى جدا فى حياته كأحساس بأحتياج لربنا الإله الذى يسير معه ويريد أن يكلمه ويشعر بهذه الشركة وهذه العشرة مع الله ,حتى أن داوود من كتر ما صللى قال فى مزمور 109: 4  4 بَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَنِي. أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ. يعنى هو اصبح صلاة لما حاول يعبر عن نفسه وعن شدة أحتياجه لربنا وألتصاقه بهذه العشرة بالله فقال أما أنا فصلاه ,وكما قلت قد يبدأ الموضوع بأنه نوع من التقليد بنصللى زى الناس التانية بتصللى لمجرد رغبة فى التقليد لكن فى واقع الأمر يكتشف الأنسان أن هذه الصلاه أحتياجه لعشرة حقيقية وشركة وعلاقة قوية بينه وبين الإله الذى يتبعه والذى يترجاه وواضع رجاءه فيه .  

لماذا أطلق عليها الصلاة الربانيه؟

تنسب هذه الصلاة ألى الرب يسوع ومن أجل ذلك سميت الصلاة الربانية ولكنها ليست الصلاة الوحيدة التى تنسب أليه ,لأن الكتاب المقدس يذكر لنا صلوات كثيرة رفعها السيد المسيح منها المذكور تفصيلا ومنها المشار أليه أنه صللى دون ذكر الكلمات التى نطق بيها ,فهو كثيرا ما صللى فوق الجبل ,ولكن هناك صلوات مختلفة فى مناسبات متنوعة ذكرها لنا الكتاب المقدس :

1-صلاة حمد كما فى أنجيل متى 11: 25- 26 25فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. 26نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ.

2-صلاة شكركما فى يوحنا 11: 41- 42 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».

3-صلاة جثيمانى كما فى متى 26: 39- 44 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ،وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ،إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ،وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً،فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا،فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً،إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.

4-صلوات الصليب كما فى لوقا 23: 34 34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا.وكما فى متى 27: 46 46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي،إِيلِي،لَمَا شَبَقْتَنِي ؟» أَيْ: إِلَهِي،إِلَهِي،لِمَاذَا تَرَكْتَنِى؟

أما الصلاة الربانية فتختلف عنها لأن السيد المسيح لم يرفعها إلى الآب بل علمها لتلاميذه وكما نوهت بعاليه أن الصلاة الربانية ذكرت فى أنجيل متى وأنجيل لوقا وقد نجد أختلافا طفيفا بين الصلاتين فى البشارتين ,لعل هذا الأختلاف اللفظى يوضح لنا مقدار ما يهدف أليه السيد المسيح من التمسك بالمعنى دون الألتزام بحرفية الصلاة ,فنجد الصلاة الربانية المذكورة فى متى نطق بها المسيح ضمن العظة على الجبل وقد ألقاها المسيح  على التلاميذ والجماهير وذلك فى الجليل , أما الصلاة الربانية التى ذكرها لوقا البشير فقد نطق بها المسيح استجابة لطلب أحد التلاميذ بأن يعلمهم الصلاة كما علم يوحنا تلاميذه ,ولعل هذا التلميذ لم يكن حاضرا المرة الأولى فى الجليل على الجبل ,وها هو ينتهز الفرصة فى اليهودية بعد عودة المسيح من صلاته على أنفراد ويطلب يا رب علمنا نصللى .

ماهى مشتملات الصلاة الربانية؟

تتضمن الصلاة الربانية: إبتهالات – وطلبات سبع – وتسبحة ختامية

الأبتهالات فهى واضحة فى العبارة ” أبانا الذى فى السموات” وأولى الكلمات فيها أبانا ,تشعرنا بأننا أبناء و بأن لنا أخوة وباقى العبارة الذى فى السموات ,كلمات ترفع قلوبنا وأفكارنا إلى السماء حيث هناك الآب الذى نناديه ونناجيه ,أب واحد سماوى وليس آخر.

الطلبات السبع تنقسم إلى قسمين 1- الثلاث طلبات الأولى تختص بالله وهى “ليتقدس أسمك – ليأتى ملكوتك – لتكن مشيئتك” يعنى هى طلبات تامة فى السماء ونطلب تمامها على الأرض “كما فى السماء كذلك على الأرض”وهذه الطلبات تجعلنا نشخص إلى السماء ,وهى تمجيد للثالوث الأقدس فى الإله الواحد “ليتقدس أسمك أيها الآب , ليأتى ملكوتك أيها الأبن , لتكن مشيئتك أيها الروح القدس وفى هذه الطلبات أيضا نتهلل ونطلب فنحن نطلب قداسة أسمه وإتيان ملكوته ونفاذ مشيئته ولكننا فى الواقع أكثر من أن نقدمها كطلبات إننا نرفعها تهليلات إذ ندعو لأنفسنا أبا وملكا وسيدا 2- الطلبات الأربع الأخيرة تختص بنا نحن البشر وهى ” خبزنا….. أعطنا – وأغفر لنا ذنوبنا …. كما نغفر – ولا تدخلنا فى تجربة – ولكن نجنا من الشرير” وهذا التقسيم يشبه إلى حد قريب لوحى العهد حيث نرى الوصايا التى تختص بالله على اللوح الأول والوصايا التى تختص بالواجبات نحو البشر على اللوح الثانى ,وعلى الألواح نجد أصبع الله تكتب وهنا نجد الله المتجسد الذى كتب قديما يتحدث. والطلبات السبعة هى سبع حلقات متصلة ,فمتى تقدس أسم الآب بين الناس أتى ملكوته ومتى حل هذا الملكوت تمت مشيئته وهو كآب يعطينا الخبز وكملك يغفر لنا ذنوبنا ,وكسيد ينقذنا من التجارب بقوة مشيئته .وهذه الطلبات أيضا تتعلق بأحتياجاتنا الروحية والجسدية هنا على الأرض ففى السماء لا يأكلون ولا يحزنون ولا يجربون,أما هنا فنحن نحتاج إلى الخبز وغفران الذنوب والنجاه من التجربة ومن الشرير ,وهذه الطلبات الأربعة الأخيرة أول أثنين “الخبز وغفران الذنوب “تجعلنا نشخص إلى الأرض والأثنين الآخرين “التجربة والنجاه من الشرير” تجعلنا نشخص إلى الهاوية, وهذه الطلبات هى إنقاذ للجسد والنفس والروح فى الأنسان الواحد لكى ينال ما يحتاجه من طعام وسلام وحياة.

التسبحة الختامية تأتى بعد الأبتهالات والطلبات السبع “لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين” بمعنى أنها تسبحة شكر وهى قرار لمطلع الصلاة ,فالمجد لأسمه , والملك لملكوته , والقوة لمشيئته ,”إلى الأبد” بمعنى إنه الآب الأزلى والآب الأبدى الذى له الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين. ومع كلمات الختام نطلب ثم نتهلل نطلب أحتياجاتنا ونتهلل بملكه وقوته ومجده ونحن نثق أن فيه كآب وكملك قوى ممجد ,قضاء كل اعوازنا وأحتياجاتنا.

ما هى مميزات الصلاة الربانية؟

هى صلاة ممتازة

هى صلاة أجابة لصلاة”يا رب علمنا أن نصلى ..فقال لهم متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السموات  …..”. يعنى هى صلاة تفوق صلوات الآباء والقديسين والأنبياء والرسل والملائكة لأنها من فم المسيح الذى أسمه فوق كل أسم وصلاته فوق كل صلاة ,فهو وحده أبن الله وأبن الأنسان وكأبن الله يعرف ما يمجد الله وكأبن الأنسان يعرف أحتياجات الأنسان ,فصلاته أذا جامعة كاملة , وجامعه يعنى أننا نجد فيها كل صلاة ,وأنها تروى كل مواضيع الفكر ,ومعنى كامله أى أنها تتناول السماء كما الأرض تبدأ بربنا الأذلى وتنتهى بالأبد.

هى صلاة مركزة

فهى تحوى معانى كثيرة فى كلمات قليلة, يعنى كل كلمة فيها يمكن أن يصرف الأنسان فيها حياته متأملا ويمكن يقرأ عنها للمفسرين كثيرا ,والحقيقة هذه هى قدرة يسوع المسيح العجيب إنه يجمع المجلدات فى كلمات ويضع المعانى النادرة فى عبارات لا تستجمعها الحياة بأسرها ومع ذلك فهى لا تستغرق منا سوى الوقت القليل النادر.

هى صلاة مثالية

فكلمة “فصلوا أنتم هكذا” إنها المثال الأعلى والنموذج الفريد لصلواتنا ,أولا إن فيها مجد الله ,وتأتى حاجة البشر بعد ذلك ,يعنى هى بتبدأ بالآب السماوى وتتبع ذلك الشكر والطلب والعتراف وتختم أيضا بالشكر أيضا والتمجيد,وأذا أردنا أن نصللى يجب أن نتطلع إلى النموذج يعنى أن المثال قبل أن يصنع تمثاله والنحات قبل أن يعمل بأزميله والمهندس قبل أن يشيد البناء ,فجميعهم يتطلعون للنموذج قبل أن يبدأوا عملهم كمال قال القديس يعقوب فى رسالته 4: 3 3 تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيّاً لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ.أذا فلنسرع إلى النموذج والمثال.

هى صلاة العهد الجديد

مما لاشك فيه أنه كانت هناك صلوات كثيرة قبل هذه الصلاة كانت ترفع ولسنا نشك أن التلاميذ كانوا يعرفون صلوات أخرى فهم قد سمعوا الصلاة التى علمها يوحنا المعمدان لتلاميذه , ولكن أرادوا أن تكون لهم صلاة جديدة متميزة بطابع العهد الجديد ومن فم المعلم العظيم يسوع المسيح “يا رب علمنا أن نصللى كما علم يوحنا أيضا تلاميذه” الحقيقة شكرا لهذا التلميذ الذى طلب هذا إننا مديونون له بهذه الصلاة الجميلة .. الصلاة الربانية

ما هى ممارسات الصلاة الربانية؟

الحقيقة يخطىء كل الخطأ الناس الذين ينصرفون عن الصلاة الربانية كل الأنصراف بدون أن تأتى على ألسنتهم ويخطىء الذين يذكرونها على ألسنتهم مرارا وتكرارا دون أن تكون لمعانيها أثرا  فى أفكارهم ونفوسهم,السيد المسيح علمنا إياها ,وبكل التأكيد أن الآب السماوى يسر أن يسمع منا كلمات أبنه ,يعنى هى صلاة يجب أن يمارسها الجميع كجمع كما يمارسها الفرد ,فهى قيلت للتلاميذ وهى فى عباراتها تتضمن المجموع “أبانا..ذنوبنا..نجنا..وأغفر لنا…” يهنى هى صلاة الكنيسة مجتمعة فهى صلاة مشتركة ,وهى صلاة جمهورية للجميع ,فممكن الفرد أن يصليها وأن كان يرددها بكلمات الجمع ,يعنى لو تأملنا لحظة يعنى يحس وهو على أنفراد أنه يصللى مع أخوته فى الكنيسة غير المنظورة ,وأنت فى المخدع تصللى الصلاة الربانية ويمكنك أن تقول “أبانا..ذنوبنا..

نجنا..وأغفر لنا…” ,وأن تتذكر الكنيسة مجتمعة معك ,فأنت تصلى لأجلها كما هى تصلى لأجلك , الحقيقة هى صلاة يمكن لجميع الناس أن يجدوا  فيها حاجاتهم وكفايتهم,فهى تشعر كل من يصليها بتعزية وسلام وراحة علشان أنت بتبدأ بالتحدث مع آب سماوى دائم وليس مع إله رهيب ومرعب بل مع آب حنون موقر أبدى قادر أن يهب البشر جميعا كل أحتياجاتهم, كما قلت الصلاه الربانية نموذج لصلواتنا وفقا لقول السيد المسيح “فصلوا أنتم هكذا” ولكنها هى أيضا فى ذاتها صلاة وفقا لقول السيد المسيح أيضا “ومتى صليتم فقولوا” ,هى صلاة مع صغرها تصل إلى أعماق الروح فهى صلاة المؤمن اليومية ,فهى صلاة عميقة وروحية وأن شئنا أن نرفع صلوات مقبولة فلتكن من هذا الطراز ,فأن صلاة المظهر بالتمتمة الكثيرة والحركات الملفتة للنظر تؤثر فى عيون الناس وفى آذانهم ولكن الصلاة بالروح والحق تظهر فى المشاعر الداخلية التى تظهر تنهدات حقيقية خارجة من أعماق القلب ,أخوتى صلاة المظهر هى صلاة المرائين الذين يثقون فى أنفسهم أنهم أبرار وهم قبور مبيضة من الخارج وصلاة الروح هى صلاة أبناء الله الذين يخافون أسمه.

وهنا أنتهت المقدمة والى اللقاء مع الجزء الثانى راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

 

تأملات فى سفر أيوب الأصحاح الثانى

8 ديسمبر 2010

 

1 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا 

أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي

وَسْطِهِمْ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ.

1 Again there was a day when the sons of God came to present themselves before the LORD, and Satan came also among them to present himself before the LORD.

 

2 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟»

فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنَ الْجَوَلاَنِ

فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا».

2 And the LORD said unto Satan, From whence comest thou? And Satan answered the LORD, and said, From going to and fro in the earth, and from walking up and down in it.

 

3 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟

 لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ

 وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ. وَإِلَى الآنَ

هُوَ مُتَمَسِّكٌ بِكَمَالِهِ، وَقَدْ هَيَّجْتَنِي عَلَيْهِ لأَبْتَلِعَهُ بِلاَ سَبَبٍ».

3 And the LORD said unto Satan, Hast thou considered my servant Job, that there is none like him in the earth, a perfect and an upright man, one that feareth God, and escheweth evil? and still he holdeth fast his integrity, although thou movedst me against him, to destroy him without cause.

 

4 فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ:

«جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لأَجْلِ نَفْسِهِ.

4 And Satan answered the LORD, and said, Skin for skin, yea, all that a man hath will he give for his life.

 

5 وَلكِنْ ابْسِطِ الآنَ يَدَكَ وَمَسَّ عَظْمَهُ

وَلَحْمَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».

5 But put forth thine hand now, and touch his bone and his flesh, and he will curse thee to thy face.

 

6 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ:

«هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ».

6 And the LORD said unto Satan, Behold, he is in thine hand; but save his life.

 

7 فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ،

وَضَرَبَ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ.

7 So went Satan forth from the presence of the LORD, and smote Job with sore boils from the sole of his foot unto his crown.

 

8 فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ شَقْفَةً لِيَحْتَكَّ بِهَا

وَهُوَ جَالِسٌ فِي وَسَطِ الرَّمَادِ.

8 And he took him a potsherd to scrape himself withal; and he sat down among the ashes.

 

9 فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ:

«أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!».

9 Then said his wife unto him, Dost thou still retain thine integrity? curse God, and die.

 
 

10 فَقَالَ لَهَا: «تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ!

 أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟».

فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ.

10 But he said unto her, Thou speakest as one of the foolish women speaketh. What? shall we receive good at the hand of God, and shall we not receive evil? In all this did not Job sin with his lips.

 

11 فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابُ أَيُّوبَ الثَّلاَثَةُ بِكُلِّ الشَّرِّ

 الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ، جَاءُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ:

أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ،

وَتَوَاعَدُوا أَنْ يَأْتُوا لِيَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ.

11 Now when Job’s three friends heard of all this evil that was come upon him, they came every one from his own place; Eliphaz the Temanite, and Bildad the Shuhite, and Zophar the Naamathite: for they had made an appointment together to come to mourn with him and to comfort him.

 

12 وَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ مِنْ بَعِيدٍ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ،

فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا، وَمَزَّقَ كُلُّ وَاحِدٍ جُبَّتَهُ،

 وَذَرَّوْا تُرَابًا فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ نَحْوَ السَّمَاءِ،

12 And when they lifted up their eyes afar off, and knew him not, they lifted up their voice, and wept; and they rent every one his mantle, and sprinkled dust upon their heads toward heaven.

 

13 وَقَعَدُوا مَعَهُ عَلَى الأَرْضِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ

وَسَبْعَ لَيَال، وَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ بِكَلِمَةٍ،

لأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّ كَآبَتَهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا.

13 So they sat down with him upon the ground seven days and seven nights, and none spake a word unto him: for they saw that his grief was very great.

 1*و2*وبعد حوالى سنة من فقدان أيوب كل ما له ,بيقول الكتاب وكان فى ذات يوم ,يعنى فى يوم معين ,وهنا مازال نفس المنظر بيتكرر الشيطان يجول ملتمس من يبتلعه ,وكلمة الجولان فى الأرض لأن الشيطان لا يوجد عنده أستقرار ولا يستطيع أن يهدأ فى مكان .

هنا الله الفاحص كل شىء والكاشف كل شىء فهو عارف فكر الشيطان وعارف الشيطان عايز أيه وبيدبر أيه و كيف يخطط .

3*العجيب هنا أن الشيطان مازال مستمر فى الشكاية ,بالرغم أن أيوب كسب الجولة الأولى وأعلن أنه مجانا ومن أجل الحب يتقى الله ,لكن الشيطان لا يستسلم ولذلك فى سفر الرؤيا 12: 10 يقول 10وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلَهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلَهِنَا نَهَاراً وَلَيْلا. يعنى الشيطان بيشتكى ليلا ونهارا إلى يوم الدينونه مستمرا ولا يعترف أنه أخطأ أو أنه أنهزم ولذلك الشيطان ليس له توبة كما نرى ,والمفروض أن الشيطان يقر أن أيوب فعلا بار ويتقى الله مجانا وأنا غلطان ,والحقيقة الشيطان لا يقول أبدا أنا غلطان ,وفى ناس كتير ومنهم رجال دين ومبشرين ووعاظ عندما يخطئوا يتمثلون بالشيطان وعمرهم ما يقولوا أنا غلطان وبتكون توبتهم مستحيلة وخلاصهم بعيد المنال لأن أنا مش غلطان دائما بداخلهم وأصبحت ملازمة لهم,وكما قلت لذلك الشيطان ليس له توبة وليس له خلاص وهولازال يشتكى ليلا ونهارا,مرة تانية بيشتكى ولكن الله بيشهد لأيوب أنه ليس مثله على الأرض وهو رمز للسيد المسيح الذى هو أبرع جمالا من بنى البشر الذى لا يوجد مثاله والله بيوصفه بالأربع صفات مرة تانية , كامل ,مستقيم , يتقى الله , ويحيد عن الشر .. طيب الصفات دى صعبة يا ترى  أنك تكون كامل ومستقيم وتتقى الله وتحيد عن الشر ,أكيد لأول وهلة صعبة جدا,ولكن ليست مستحيلة فها هو أيوب الذى كان قبل عصر النعمة والله شهد له بذلك ,أذا كان أيوب أستطاع أن يحقق ذلك وهو لم يرى مخلصنا يسوع المسيح أو يتمتع بالخلاص فأكيد أى واحد فينا يستطيع ذلك بعد أن أصبحنا فى عصر النعمة ونتمتع بالخلاص أذا فلنبدأ قبل فوات الأوان!, والحقيقة لو نظرنا لهذه الأربع صفات نجد أن أيوب الذى لم يكن من شعب أسرائيل والذى لم يكن له ناموس ولا يعلم عنه شيئا ,لكن كان عايش الناموس! طيب هو الناموس بيتلخص فى أيه ؟ الحقيقة فى كلمتين 1- تحب الرب ألهك 2- وتحب قريبك مثل نفسك , يعنى فى علاقة الأنسان بالله وعلاقة الأنسان بالأنسان وهذا ما كان ينفذه أيوب ,رجل كامل ومستقيم ويتقى الله ويحيد عن الشر ,فهو له علاقة بربنا سليمة وله علاقة بأخوه سليمة ,يعنى كان عايش الناموس وبيتممه وكان عايش حياة البر بالرغم أن الأبرار عملة نادرة جدا جدا ,يعنى كون أن فى واحد يحيا حياة البر هذا لن تجده ولو ذهبنا لسفر التكوين أيام سادوم وعامورة لما وقف أبراهيم يطلب من الله من أجل الأبرار أن لا يهلك المدينة وقال فى تكوين 18: 23- 33 23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟» 26فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». 27فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ.28رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً. أَتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ». 29فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضاً وَقَالَ: « عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». 30فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاَثُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاَثِينَ». 31فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». 32فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ». 33وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ. يعنى لم يجد حتى العشرة فى المدينة كلها يعنى الأبرار عملة نادرة جدا جدا وكما قال بولس الرسول فى الرسالة لأهل رومية 3: 10- 12 10كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.ويقول أيضا فى نفس الأصحاح 23  23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ ,لكن هنا الله بيشهد ببر أيوب ,وأن أيوب عملة نادرة جدا ,لأنه يندر وجود أبرار فى العالم ,لكن كانت المواجهه ما بين الله وما بين الشيطان ,وهنا مجال المعركة مابين الله وما بين الشيطان كان مجالها أيوب يعنى أيوب كان أرض المعركة ,وأرجوا أن نلاحظ أن أيام أيوب كانوا يعتقدوا أن هناك ألهين واحد للشر والآخر للخير وأن الأتنين بيتصارعوا مع بعضهم ..لأ.. طبعا لأنه لا يوجد ثنائية فى الآلهه ولا يوجد أن الشيطان يواجه الله والأثنين على نفس المستوى والحقيقة سفر أيوب بيورينا هنا أن الشيطان مجرد شخص مثير للمتاعب والمشاكل ولكن تحت سلطان الله يعنى لا يوجد ثنائية ولا يوجد إله للشر وإله للخير والأثنين بيتصارعوا ومجال معركتهم الأنسان ,وفى كثير من الأحيان نجد البعض يقولون لما إله الخير ينتصر عندها الأنسان يعمل كويس ويعمل العكس لو إله الشر أنتصر ..لأ.. الموضوع مش كده خالص وهذا جمال سفر أيوب يرينا سلطان الله المطلق ,أنه كاشف الشيطان وأنه لما بيسمح للشيطان بيسمح له بحدود معينة والأجمل من كده أنه يورينا أن الله يحول كل شىء حتى من الألم إلى مجد وخير للأنسان ,وكل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ,وبالرغم أنه يقول للشيطان أن أيوب أنسان بار ومستقيم ويتقى الله ويحيد عن الشر وإلى الآن هو متمسك بكماله و مجانا فعلا بيتقينى وقد هيجتنى عليه بلا سبب ,وكلمة بلا سبب من الخطورة ,طيب يا رب ما أنت عارف بلا سبب طيب ليه هيجت عليه ,يعنى أنت بتسمع كلام الشيطان ,والحقيقة..لأ.. فكلمة بلا سبب تعنى بلا سبب عندك أنت يا شيطان ,وان الشكاية التى تقدمها عنه لا يوجد أى سبب من الأسباب تستطيع أن تثبت شكايتك وأن موضوع قضيتك خسران ولا تستطيع أن تشتكى عليه بسبب ,ولكن هناك أسباب عند ربنا وهى التى سمح لأيوب أن يدخل من أجلها فى التجربة وليست أسباب من الشيطان لأنه لا يوجد عنده سبب وليس لديه أى مستندات للشكاية ,فالله هو الذى يبرر ولذلك يقول بولس الرسول فى رومية 8: 33 و34 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! 34مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا! يعنى مين اللى يقدر يشتكى على المختارين من الله أذا كان ربنا هو اللى بيبررهم ومين يدينهم أذا كان المسيح الديان مات من أجلهم ,فكيف يصبح علينا دينونة ,ولذلك يقول للشيطان أنت بلا سبب ,ولكن من جهتى أنا فى معاملاتى مع أيوب فى أسباب ولذلك لا نقول أن أيوب كان مجال للمعركة بين الله وبين الشيطان أو رهان بين الله وبين الشيطان ..لأ.. ربنا فعلا كان يريد أن يدخل أيوب فى هذه التجربة لأن له أسباب ويريد أن يفيده بشىء, يعنى فى حاجة معينة عايز يعملها فى أيوب وهذا ما سنراه فى آخر السفر أن فعلا الله يحول كل ألم إلى مجد ,فهو أولا نقى أيوب ونظفه من نقطة الأعتماد على الذات والبر الذاتى ,وثانيا أنه عرفه نفسه ,فلما واحد يدخله ربنا فى أمتحان ,وفى الأمتحان الأنسان بيعرف نفسه كويس وطبعا أوقات كتيرة الطلبة بتقول أنا مذاكر كويس ونرد عليهم لو أنت مذاكر كويس فالأمتحان هو اللى يورينا ,فدخولك الأمتحان سيعرفك أذا كنت مذاكر كويس وإلا لأ فربنا لما أمتحن أبراهيم ولما أمتحن أيوب مش لأن ربنا عايز يعرف النتيجة لأ لأن ربنا عارف النتيجة مسبقا لكن يريد أن يجعل كل واحد يعرف نفسه ويقول له أنت مستواك أيه وأنت درجتك أيه كما يقول بولس الرسول لكورونثوس الثانية 13: 5  5جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟ وكلنا بنقول عندنا أيمان لكن لما بندخل فى التجربة بيبان الأيمان بتاعنا أذا كان فى وألا لأ, وهنا ربنا عرف أيوب نفسه وكشف أيوب على حقيقته ,ثالثا وهى الأهم أن أيوب عرف ربنا من خلال التجربة وأستطاع أن يرى الله وقال له العبارة الشهيرة فى أيوب 42: 5 5بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.فمن خلال الألم يستطيع الأنسان أن يعاين الله وأن يرى الله وهذا كان الهدف الأجمل والأسمى ,أن أيوب يتنقى ,أن أيوب يعرف نفسه , أن أيوب ينكشف إليه رؤية الله ويصل إلى هذا المجد ,والهدف الأعلى والأعلى من هذا هو ما سنراه أن أيوب صار مثالا لشخص السيد المسيح .. فمن جهة الشيطان بيقول له ربنا أنت بلا سبب ,ولكن من جهة معاملاتى مع أيوب أنا سأستفيد من كل شىء فالتجربة والألم والتعب و هذا الدرس لن يمر على أيوب مر الكرام , و أكيد لابد أن يخرج منه بأستفادة مادية ونفسية وروحية .

4*الشيطان بيقول لربنا مثل جلد فى جلد أى كنوع من المبادلات التجارية ,ويضيف أن الأنسان ممكن يفرط فى جلد غيره يعنى ممكن يفرط فى الغنم وممكن يفرط فى محصول وممكن يفرط فى الأولاد لكن جلده هو لأ يعنى ممكن يضحى بالكل من أجل نفسه كما يقول المثل تهين قرشك ولا تهين نفسك ,فلما التجربة تيجى فى الأولاد ماشى ولما تيجى فى الممتلكات ماشى ولكن تيجى فيه هو لأ هنا الموقف صعب زى ما بيقول العامة اللى بيجى فى الريش بقشيش لما بتحصل حادثة أو…. وهنا الشيطان أوضح أنت سمحت أن ألمس جلد غيره ,لكن جلده هو لم يلمس ولذلك نفس أيوب لديه أهم من الأشياء التى فقدها وكل ما للأنسان يعطيه عن نفسه.

5* ويضيف الشيطان مس جسده فيجدف عليك ,يعنى الممتلكات والأبناء يتعوضوا و ممكن يقنع نفسه بهذا لكن هو أو تمسه هو شخصيا سيجدف عليك وهنا تبتدى التجربة ترتفع لمستوى أعلى , ونرى أيضا ربنا بيعطى سلطان للشيطان لكن بحدود .

6* وهنا قال ربنا له ها هو فى يدك لكن أحفظ نفسه يعنى ليس لك سلطان الموت عليه والحقيقة جميل أننا أمام هذه الآية لأن بعض الناس بتفتكر أن الشيطان له سلطان الموت ..لأ.. مالوش سلطان للموت ,والوحيد الذى له سلطان الموت هو الله ,ولذلك القديس يوحنا ذهبى الفم عندما يقول عبارته الشهيرة (ليس لأحد سلطان عليك ولا يقدر أحد أن يؤذيك إلا نفسك ) يعنى الشيطان مالوش سلطان عليك , والله أن كان بيسمح للشيطان بيسمح له فى حدود ,لكن الله هو المهيمن والمسيطر على الخليقة وعلى كل الكون ,والله هو الذى يحدد لحظة موت الأنسان ,يعنى يا شيطان ليس لك سلطان وما تقدرش تعمل حاجة .

7* الشيطان أخذها فرصة وراح ضارب أيوب بالقرح يعنى كل جسمه قرح وكأنه ضرب كل الجسد ولا يوجد موضع يستطيع أيوب أن يستريح عليه ألم فظيع لأنه مضروب من رجله لحد رأسه الحقيقة صعب جدا أن الأنسان ما يقدرش يستريح لأن كله مصاب ,والحقيقة أنا قرأت أراء كثيرة فى المرض الذى أصيب به أيوب ,فبعضهم قال أنه مرض الجزام والبعض الآخر قال مرض الحمرة , والبعض قال أنه داء الفيل ,لأن كل هذه الأمراض بتعمل قرح (دمامل) فى الأنسان وهذه القرح بتبقى مؤلمة ويبقى الأنسان عايز يهرش فيها وكل ما يهرش فيها تتقرح أكثر .

8* يعنى أخذ قطعة فخار (شقفة) علشان يحك بيها جسمه من شدة الألم ,والعجيب هنا أنه مش فى موضع واحد فى الجسم أيد أو رجل أو … لأ ده كل الجسم وحا يحك فين وألا فين ,فالألم عندما يتحول من ألم نتيجة فقد الممتلكات والأشخاص إلى ألم يمس الأنسان ذاته جسديا والحقيقة ألم شامل لو تخيلنا مقداره فهو لا يستطيع أن يهدأ ليل ولا نهار ولدرجة أنه لما أخذ قطعة الفخار ليحتك بها جلس على الرماد وهو أنهم زمان كانوا يكوموا الزبالة فى كوم ويتخلصوا منها بالحرق وما يتبقى من الحريق هو الرماد ,يعنى جلس على كل الزبالة أو مخلفات الزبالة بعد الحريق ولذلك جاءت الآيه الجميلة فى مزمور 113 : 7  7الْمُقِيمِ الْمَسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ الرَّافِعِ الْبَائِسَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ. يعنى هو وصل ألى درجة المزبلة أنه يجلس على رماد الزبالة , من أعظم رجل فى بنى المشرق إلى أنسان مطروح على كوم الزبالة ,فالتجربة جاءت ومست عظمه ولحمه ولكن ليس هذا فقط لكن التجربة الأخطر فى الذين معه ! .

9*أمرأته قالت ها أنت متمسك بعد بكمالك بعد كل اللى حصل لك ولسه متمسك بالقيم وبالمبادىء و بالحياه الروحية ومعرفتك بربنا شوف عملتلك أيه أفادتك بأيه ,كمالك ده سبب لك أيه وفين ربنا ده اللى أنت متمسك بيه ,وقالت بارك الله ومت ,والحقيقة كلمة بارك بالعبرانية برك وهى تعنى شيئين أما البركة وأما التجديف ,فمثلا تقول لواحد مع السلامة وهى تعنى حاجة من الأثنين إما أنك بتدعيله بالسلامة ترافقه أو أنت قرفان منه وزهقان منه وعايز تبعده وهو نفس اللفظ برك فى العبرانية ولذلك فى بعض الترجمات تكتب جدف على الله ومت وجدف يعنى يا تنهى حياتك بالموت وتنتحر أو نتيجة التجديف الذى ستجدفه على ربنا يقوم ربنا يموتك وفى كلتا الحالتين أنت حا تموت لأن الحل بالنسبة لك ومفيش حل آخر غير الموت وأكيد هى طبعا عايزة تخلص منه فهو مشكلة بالنسبة لها ,أذا كانت التجربة الأشد تأتى من معينته ونظيرته كما جعلها الله تكون معينا نظيرا وهى هنا للأسف أتت لتقضى على شوية الصبر والقوة والأيمان اللى عند أيوب ,وكأنه بيقول وآدى المعين النظير عايز يخلص على اللى باقى ,والتقليد اليهودى بيقول أن أسمها رحمة ! وهى سيريانة يعنى من سوريا لكن الحقيقة هى رحمة كاذبة وغاشة ,فهى قالت له أن الحل بالنسبة لمشكلتك هو الموت ,يعنى أنهى كمالك وعلاقتك بربنا وجدف عليه وموت ,هى كانت عايزة تهد اللى بقى له من إيمان وصبر ,وهى دى المعينة النظيرة بتاعته ,وايوب اللى من حقه يقول الكلمة التى قالها آدم لما تحجج لربنا وقال المرأة التى جعلتها معى ,يعنى لو غلط أيوب يمكن أن يقول ما قاله آدم لربنا ,وهنا الشيطان كان بيتكلم فى تلك المرأة التى هى زوجته وطبعا الشيطان يريد أن يوصله لحالة التجديف وهذه هى خطته أنه يجعله يجدف على الله ,فدخل الشيطان فى تلك المرأة وهى أقرب الأقربين أليه ,كما كان الشيطان يريد أن ينحى المسيح عن الصليب وحاول بكل الطرق فى التجربة ولم ينفع  راح داخل فى بطرس الذى قال حاشاك يا رب أن تصلب ,لكن المسيح عارف  وقال له أبعد عنى يا شيطان لأنه عارف أن الشيطان هو اللى بيتكلم فى بطرس ,ولذلك فهذه المرأة نطلق عليها معينة الشيطان ,وسنرى بعد ذلك فريقين 1- زوجته التى تحاول أن تقنعه أن حل مشكلته فى الموت 2- أصدقائه الذين سيحاولوا يقنعوه أن حل مشكلته وأنه يسترد كل شىء عن طريق التوبة ,والطريقين مختلفين تماما ,واحدة بتحاول تحل المشكلة والألم وأنه مفيش فايدة ولا يمكن يسترد حاجة بأنه يموت , والطرف الآخر كما سنرى أصدقائه الذين يقولون له ممكن تسترد كل شىء لو قدمت توبة أمام الله ,والحقيقة الشيطان بأستمرار عايز يقنع الأنسان أن الموت هو نهاية كل شىء ونرى الناس التى تنتحر بتنتحر ليه لأنه بتسيطر عيها فكرة أن الموت هو نهاية كل شىء و هو الذى سيضع حدا للآلام ,لكن الحقيقة هذه فكرة غبية جدا لأن آلامهم ستبدأ من لحظة الموت لأن الموت لا ينهى الألم والمشكلة أن الموت يمكن أن يكون هو بداية الألم الحقيقى (حيث يكون البكاء وصرير الأسنان).

10* الحقيقة أيوب كان مؤدب جدا لأن كل ما أتهم به زوجته هوالجهل وأنها لاتعرف ولم يقل لها تتكلمين كأحد الشريرات لأن الشيطان هو الذى كان يتكلم فيها ,وبعدين أيوب قال خير من عند ربنا نقبل بفرح ولكن لما تيجى تجربة أو ألم لا نقبل وكلمة نقبل تعنى نأخذ وبرضاء وبشكر وبفرح ,أيضا لو نقبل الألم من يد الله يكون برضاء وشكر وليس مجرد أن نأخذ فقط ,فكان أيوب على هذا المستوى ,ففى التجربة الأولى قال أن ربنا من حقه أن يعطى ومن حقه أن يأخذ ,وهنا فى التجربة الثانية قال أن ربنا من حقه يرسل الخير أو يرسل الشر ,فربنا من حقه ولسلطان الله المطلق أن يفعل ما يشاء وهذا ما يريد سفر أيوب أن يرينا أياه أن الله من حقه أن يفعل أى شىء ,والجميل هنا أن أيوب بينحنى تحت يد الله ليتقبل كل ما تعطى تلك اليد وبيقبل منها كل شىء وليس من أى أحد آخر , وهنا أيوب لم يخطىء بشفتيه يعنى لم تخرج كلمة تجديف من فم أيوب ,ولكن أكيد داخل عقله وداخل قلبه كانت هناك افكار بتتصارع جواه ليه يارب بتعمل كده وكيف تسمح بهذا وفين العلاقة اللى بينى وبينك وفين صلاحك وفين عدلك وفين محبتك وفين رحمتك وغيرها أسئله كثيرة بتلف وتدور جواه , و أيمان أيوب الحقيقة لم يخفف آلامه ولكن تعبه أكثر لأنه كيف يقبل أن الله الذى يؤمن به ويصدق فيه وفى صلاحه وفى محبته وفى تحمله ,,فكيف الله هذا يسمح ليه بهذا الألم وهذه التجربة الشديدة ولذلك كان أيمان أيوب سبب تعبه ولم يكن سبب راحته ,والحقيقة لو واحد عادى مش أيوب كان ينكر ويصبح ليس له أيمان بربنا وكان ممكن يريح نفسه ويقول أهو الكون ده كله ظلم فى ظلم ومفيش حاجة اسمها ربنا ومفيش حاجة أسمها صلاح الله وكان اقنع نفسه بكده , ولكن لأن أيوب كان واثق جدا فى الله وله أيمان شديد جدا بالله ومحبته وصلاحه فهذا كان بيتعبه أكثر ولذلك يقول الكتاب هنا لم يخطىء أيوب بشفتيه وسيبدأ يعلن لنا عن ما يدور بداخله من مشاعر ومن أفكار لما ييجى يتكلم عن ربنا .

11* الحقيقة اصحاب أيوب أتوا لأيوب من أماكن بعيدة جدا وهذا يعطينا فكرة كم كانت عظمة التجربة وشدة الألم لدرجة أنها سمعت فى مسافات بعيدة وكلهم أتوا لأيوب بعد سنة مما حدث ,والحقيقة أن ربنا بيضرب الضربة وفى وسط الضربة بيبعث تعزية خفيفة وهؤلاء الثلاثة كانوا ناس أمناء وحلوين قوى لأنه معروف أن الناس بتلتف حوالين الغنى واللى عنده كرامة واللى عنده سلطان ,لكن تلتف حوالين واحد فقير اللى أول ما يفقد ثروته فى الحال الناس بتبعد عنه ,لكن الثلاثه دول أتوا أليه فى وقت الشدة والضيق ,وحقيقى قال لهم أنتم معزون متعبون لأتهم تعبوه أكثر لكن كانت اللفتة الجميلة أنهم أتوا وجلسوا معه على الرماد وتواعدوا أن يأتوا له ويعزوه .

12*ولم يعرفوه وهذا يرينا قد أيه أيوب أتغير وكعادة الناس لما تحصل مصائب أنهم بيرموا تراب لفوق .

13*ومن شدة دهشتهم ومن شدة الألم اللى فى أيوب لم يستطيعوا أن يفتحوا أفواههم لمدة سبعة أيام وسبعة ليالى ,وهنا أصبح أيوب فاقد لكل شىء متعرى من كل شىء جسديا ومحطم نفسيا وحائر روحيا وسؤاله ليه يارب عملت فيا كده ,وكلما حاول أن يحل لغز الألم العميق الذى أصابه وكلما حاول أن يفكر فى معاملات الله معه وسؤاله أين الله ولماذا يسمح الله بهذا نجده يحتار أكثر وأكثر ,هذا ما سيبدأ به الأصحاح الثالث أعلان صرخات أيوب وما يدور فى داخله ,وهذه الصرخات لا أحد يستطيع أن يجيب عليها و الأجابة لم تظهر إلا فى شخص واحد هو شخص السيد المسيح , ولذلك سنرى من أول الأصحاح الثالث مقابله جميله ما بين صرخات الألم لأيوب وبين شخص السيد المسيح الذى يجيب على تلك الصرخات  وعلى هذا الألم ,والتقابل العجيب اللى مابين المسيح وبين أيوب أن أيوب كان بار ولكنه كان متألما رمزا للمسيح البار والمتألم ,أيوب وصل لحاله أنه جلس على كوم الرماد والزباله ولا منظر له ولا جمال لدرجة أن أصدقائه لم يعرفوه , محتقر و مرزول وهذا رمز أيضا للسيد المسيح الذى قال عنه أشعياء 53: 2, 3 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهه . و فى آية جميله بتتكلم عن المسيح فى المزامير 22: 6 6أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ. والدودة بتكون فى كوم الزباله ,وصار أيوب دودة ملقاه فوق كوم الزباله عندما تعرى من كل شىء ,كما أن أيوب  تعرى من كل شىء ممكن يعتمد عليه الأنسان فى الحياه , اتعرى من الملكية وبقى ما حيليتهوش حاجة واتعرى من الأولاد ومبقاش عنده أولاد وأتعرى من الكرامة وأصبح محتقر وكما سنرى كيف يستهزأوا به ,وأتعرى من الأصدقاء حتى من زوجته والأقرباء وهذا ما حدث للسيد المسيح الذى تعرى هو أيضا من كل شىء ولم يكن عنده ما يأكله ولم يكن عنده أين يسند رأسه وحتى خاصته التى جاء أليها لم تقبله وحتى اصدقائه تركوه وحده ولذلك أيوب كان رمز جميل جدا للسيد المسيح ,وكما أنتصر أيوب على أدعاءات الشيطان وعلى شكوى الشيطان وعلى كيد الشيطان أيضا كانت نصرة المسيح على كل الشكايات التى قدمها الشيطان ضد بنى الأنسان ,والمسيح أفحمه وأسكته ولذلك يصرخ بولس الرسول ويقول فى رومية 8: 33 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ!يعنى مبقاش فى شكوى ضد المختارين من الله لأن ربنا بررهم وأفحم الشيطان وأسكته ,وهنا تبدأ الصورة الجميلة تترسم ما بين شخص أيوب المتألم بالرغم من بره كمثال للسيد المسيح الذى سيتعرى حتى من ملابسه على خشبة الصليب وهو أيضا تألم من أجل بره ولكن من خلال آلامه يسكت ويفحم كل شكاوى الشيطان وكل أدعاءات الشيطان ضد الأنسان ويبدأ أيوب يتكلم ويتنبأ عما سيفعله المسيح بعد أجيال طويله .

وأنتهى الأصحاح الثانى أيضا بأنتصار أيوب على الشيطان ,وكما تعودنا لا نترك الأسماء تمر علينا بدون شرح :

2- أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ

ومعنى الاسم في العبرية ” الله ذهب مصفى ”  اليفاز التيماني اول اصحاب ايوب الثلاثة واشهرهم (اي 2: 11)، وقد جاءوا من بلاد بعيدة ليواسوا ايوب ويعزوه عندما سمعوا بما اصابه .

ويتضح من أقواله في الأصحاحات (4، 5، 15، 22) أنه كان مقدام الثلاثة، وذلك لعمق أقواله واصالتها، فلم تكن اقوال الآخرين سوى صدى وترديد لأفكاره، كما ان الرب خاطبه كممثل لجميع اصحابه (أي 42: 7) عندما تحدث اليهم من العاصفة، موضحا لهم خطأهم في الإساءة الى ايوب والى الحق .

ويبدو اليفاز في صورة حكيم وقور من حكماء تيمان في ادوم (فتيمان مشهورة بأنها بلد الحكمة – ارميا 49: 7، مع كل بلاد ادوم، كانت هذه الحكمة وليدة أزمنة من الفكر والاختبار (أي 15: 17 – 19)، كما من الدراسة المتأنية الناضجة (أي 5: 27)، وفي حديثة الأول يستخرج النتيجة من المقدمات في بلوى ايوب (أي 4: 7 – 11)، فهو يستند في مقدمته الى فساد الطبيعة الأصلية (اي 4: 17 – 19)، ويبدي هدوءا جعل ايوب يغلي من الغيظ (أي 5: 2 و 3، انظر رد ايوب في 6: 2 و 3، 30: 24)، ويعده برد سبيه عند التوبة التوبة والخضوع (أي 5: 17 – 27) .

وفي حديثه كان ثائرا بسبب كلام ايوب الذي يناقض التقوي (15: 4) ويعزو ذلك للإثم (5: 6) ويكرر الحديث عن فساد الإنسان (15: 14 – 16) ويصف المصير المروع للرجل الشرير وقد تبعه اصحابه في ذلك (15: 20: 35) .

وفي حديثه كان ثائرا بسبب كلام ايوب الذي يناقض التقوى (15: 4) ويعزو ذلك للإثم (5: 6) ويكرر الحديث عن فساد الإنسان (15: 14 – 16) ويصف المصير المروع للرجل الشرير وقد تبعه اصحابه في ذلك (15: 20 – 35) .

وفي حديثه الثالث تحرك من منطلق نظريته، ليلتصق الخداع وارتكاب الجرائم بأيوب، ويعدد آثامه التي انغمس فيها، لأن الله أبعد من أن يرى (22: 5 – 15) ولكن الباب مازال مفتوحا أمامه للتوبة وهجران الإثم، واسترداد الصحة والثروة (22: 21 – 30) .

تبدو أقواله حكيمة رصينة، ولكن أيوب رأى أنها نظريات جامدة باردة (16: 4 و 5) مليئة بالإرشادات0 الدينية من وجهة تجريدية، وكان خطأ أصحاب أيوب، هو ظنهم الراسخ في شر أيوب، وتمسكهم بنظرياتهم في مواجهة الحقيقة، دون اعتبار لمشاعر الصداقة الإنسانية .

3- بِلْدَدُ الشُّوحِيُّ

اسم عبري قد يكون معناه ” بيل قد أحب ” أو ” ابن اللدد أي الخصام”، وهو الثاني في أصحاب أيوب الذين لما سمعوا بكل ما أصابه ” تواعدوا أن يأتوا ليرثوا له ويعزوه ” (أي 2: 11)، ويلقب ” بالشوحي ” إما نسبة إلى مكان في الشرق أو الجنوب الشرقي من فلسطين بهذا الاسم لا نعلم موقعه،وإما نسبة إلى شوح بن إبراهيم من قطورة، باعتبارْ جده الأعلى (تك 25: 2). وقد يدل ارتباط اسمه ببيل (إله بابلي) على المامه بحكمة الشرق.

وأحاديثه الثلاثة مدونة في الأصحاحات الثامن والثامن عشر والخامس والعشرين من سفر أيوب. أما مادة أحاديثه فهي ترديد لصدى أحاديث أليفاز، ولكن بشحنة أكبر من العنف (انظر 8: 2، 18: 3و 4) لأنه اعتبر كلمات أيوب تجديفية صادرة عن الغيظ. وكان بلدد أول من نسب بلوي أيوب إلى الشر العملي، ولكنه عبر عن فكره بطريق غير مباشر، بأن اتهم أولاد أيوب بالمعصية ولأجلها هلكوا (1: 19، 8: 4). ويستشهد في أحاديثه بتقاليد العصور السابقة (8: 8 10)، وإذ يتبع أسلوب أليفاز بذكر العلة والمعلول (عدد 11)، ويستخرج من كنوز الحكمة وصفاً لحالة الشرير غير المستقرة، بالمقارنة مع حالة البار الناضرة الرائعة (8: 11 22).

أما حديثه الثاني فوصف مركز لويلات الشرير في مقابلة واضحة مع ما ذكره أيوب عن حالته البائسه (قارن 18: 5 21 مع 16: 6 22)، وهكذا بلباقة يجمع بين أيوب وبين الشرير الموغل في الشر.

أماحديثه الثالث (أصحاح 25) وهو آخر أحاديث الأصحاب الثلاثة فحديث موجز هادىء النغمة، وكأنه صورة خاطفة لاستعراض جلال الله وكماله وهيبته وقداسته في مقابل نقص كل الخليقة.

4-صُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ

اسم عبري يظن أن معناه ” يصفرَّ ” أو ” مسافر ” أو ” عصفور صغير ” وهو أحد أصحاب ايوب الثلاثة الذين إذ سمعوا بكل ما أصاب أيوب ، ” توعدوا ان يأتوا ليرثوا له ويعزوه ” ( أي 2 : 11 ) ، ويلقب صوفر ” بالنعماتي ” فلعله كان من قبيلة تسمى ” نعمة ” أو من بلدة اسمها ” نعمة ” ، ولكن حيث أن أيوب وأصحابه لم يكونوا من فلسطين ، فمن غير المحتمل ان يكون من ” نعمة ” في غربي يهوذا ( يش 15 : 41 ).

ولم يتكلم صوفر إلا مرتين ( في الأصحاحين 11 ، 20 ) ويبدو ان صمته في المرة الثالثة – عهقب كلام بلدد الشوحي في الأصحاح الخامس والعشرون – كان معناه انه لم يعد عن الاصحاب الثلاثة كلام آخر يقولونه لأيوب . وكان صوفر النعماتي أشد أصحاب أيوب عنفاً في حديثه اليه ( انظر 11 : 2 و 3 ، 20 : 2 و3 ) . فقد غاظه ان يعتبر ايوب نفسه مظلوماً ويوجه اللوم الى الله ، وكان صوفر أول من وجه اتهاماً مباشراً لأيوب ، وأن عقاب الله له كان أقل من إثمه ( 11 : 6 ) . ويوبخ أيوب لأنه يحاول أن يصل الى عمق أسرار الله التي لا تستقصي ( 11 : 7 – 12 ) . ومع ذلك فإنه – مثل صاحبيه – يعده بالسلام واستعادة كل ما فقده لو تاب وابتعد عن الاثم ( 11 : 13 – 19 ) . ولكنه سرعان ما يعود إلى النغمة الأولى بالقول : ” أما عيون الأشرار فتتلف ومناصهم يبيد ، ورجاءهم تسليم النفس ” ( 11 : 20 )

وفي حديثه الثاني والأخير ، يبذ الآخرين في تعنيفه لأيوب ويبلغ غايته في وصفه لويلات الرجل الشرير ( 20 : 5 – 29 ) في تلميح واضح إلى أيوب .

والى اللقاء مع الأصحاح الثالث راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الثانى عشر

8 ديسمبر 2010

 

1 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ.

1 Now the LORD had said unto Abram, Get thee out of thy country, and from thy kindred, and from thy father’s house, unto a land that I will show thee:

 
 

2 فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً.

2 And I will make of thee a great nation, and I will bless thee, and make thy name great; and thou shalt be a blessing:

 

3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».

3 And I will bless them that bless thee, and curse him that curseth thee: and in thee shall all families of the earth be blessed.

 

4 فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.

4 So Abram departed, as the LORD had spoken unto him; and Lot went with him: and Abram was seventy and five years old when he departed out of Haran.

 
 

5 فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ، وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.

5 And Abram took Sarai his wife, and Lot his brother’s son, and all their substance that they had gathered, and the souls that they had gotten in Haran; and they went forth to go into the land of Canaan; and into the land of Canaan they came.

 

6 وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ.

6 And Abram passed through the land unto the place of Sichem, unto the plain of Moreh. And the Canaanite was then in the land.

 
 

7 وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.

7 And the LORD appeared unto Abram, and said, Unto thy seed will I give this land: and there builded he an altar unto the LORD, who appeared unto him.

 

8 ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.

8 And he removed from thence unto a mountain on the east of Bethel, and pitched his tent, having Bethel on the west, and Hai on the east: and there he builded an altar unto the LORD, and called upon the name of the LORD.

 

9 ثُمَّ ارْتَحَلَ أَبْرَامُ ارْتِحَالاً مُتَوَالِيًا نَحْوَ الْجَنُوبِ.

9 And Abram journeyed, going on still toward the south.

 

10 وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا.

10 And there was a famine in the land: and Abram went down into Egypt to sojourn there; for the famine was grievous in the land.

 
 

11 وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ.

11 And it came to pass, when he was come near to enter into Egypt, that he said unto Sarai his wife, Behold now, I know that thou art a fair woman to look upon:

 

12 فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ.

12 Therefore it shall come to pass, when the Egyptians shall see thee, that they shall say, This is his wife: and they will kill me, but they will save thee alive.

 

13 قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ».

13 Say, I pray thee, thou art my sister: that it may be well with me for thy sake; and my soul shall live because of thee.

 

14 فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوْا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا.

14 And it came to pass, that, when Abram was come into Egypt, the Egyptians beheld the woman that she was very fair.

 

15 وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ، فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ،

15 The princes also of Pharaoh saw her, and commended her before Pharaoh: and the woman was taken into Pharaoh’s house.

 

16 فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.

16 And he entreated Abram well for her sake: and he had sheep, and oxen, and he asses, and menservants, and maidservants, and she asses, and camels.

 

17 فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَامَ.

17 And the LORD plagued Pharaoh and his house with great plagues because of Sarai Abram’s wife.

 

18 فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا امْرَأَتُكَ؟

18 And Pharaoh called Abram and said, What is this that thou hast done unto me? why didst thou not tell me that she was thy wife?

 

19 لِمَاذَا قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي، حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالآنَ هُوَذَا امْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!».

19 Why saidst thou, She is my sister? so I might have taken her to me to wife: now therefore behold thy wife, take her, and go thy way.

 

20 فَأَوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالاً فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.

20 And Pharaoh commanded his men concerning him: and they sent him away, and his wife, and all that he had.

 

1* هنا الظهور الثانى لربنا لأبراهيم فى أرض حاران هذه المرة وكانت المرة الأولى فى أور الكلدانيين ,وهنا ربنا بيكرر لأبرام الدعوة مرة تانية و قد يحتاج الأنسان إلى لمسة ثانية من الله ,وكلنا فاكرين الأنسان اللى كان أعمى وبعد ذلك شفاه المسيح ,وقال له المسيح أنت شايف وقال له الأعمى مش شايف الناس ألا أشجار وخيالات فلمسه مرة تانية ,والأنجيل بيذكر المعجزة فى مرقس 8: 22 – 26 22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ، 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ، وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ: هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ، وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ، وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ». والحقيقة أحنا كلنا محتاجين فى أوقات كتير لمسة تانية علشان نقدر لما نكون تحت الأحساس بالتعب أو بالأغراء أو تباطأنا فى الطريق الروحى ,أن ربنا يدينا زقة ويدينا دفعة ,ولذلك كان الظهور الثانى من الله لأبرام .

2*و3* لو عدينا البركة التى وعد ربنا بيها أبراهيم نجدها بركة سباعية أو سبعة حاجات ,بيقول له ربنا أنت تركت أرضك وعشيرتك ,وهنا مبدأ الخروج ومبدأ الترك مطلوب فى الحياة الروحية ,ولازم يبقى فى خروج ,لكى تعيش حياه جديدة لازم تخرج من القديم ,وقد يكون هناك فى خسارة ,لأنك بتترك أرضك أملاكك وأموالك وعلاقاتك الشخصية والمكان الذى أعتادت عليه ,لكن لابد أن يكون هناك ترك ,وقال له ربنا و1- حأجعلك أمة عظيمة ,يعنى بدل الذى ستتركه أنا سأجعلك أمة عظيمة 2- وأباركك 3-وأعظم أسمك 4-وتكون بركة ,يعنى ليس فقط أباركك بل تكون أيضا أنت نفسك بركة  5-وأبارك مباركيك 6-ولاعنك ألعنه 7- وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض وطبعا كلمة فيك هنا تعنى فى نسلك الذى سيكون هو شخص السيد المسيح وستتبارك فيه جميع قبائل الأرض .

4* خرج أبراهيم وسنه 75 سنة وهذا سن كبير يعنى علشان تحرك واحد سنه 75 من مكانه اللى قعد وأستقر فيه ده صعب ولكن أبراهيم بالرغم من سنه الكبير هذا أطاع وكان مصدق لدرجة أن بولس الرسول فى الرسالة للعبرانيين 11: 8 8بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. يعنى أبراهيم خرج وهومش عارف حايروح فين وكان كل أتكاله موجود على الدعوة وعلى الوعد أللى الله أعطاه له.

5* فى أيمان كامل وفى ثقة بشخص الله الذى دعاه وفى طاعة أيضا كامله خرج وهو مش عارف يروح فين بالرغم أن أبرام لم يكن عنده خبرات سابقة لناس عملوا هكذا مع الله ,يعنى لم يكن عنده خلفيات ,وأحنا لما واحد فينا يقدر يعمل العملية دى الآن ,فهو بيعملها معتمد على خبرات أبراهيم اللى سبقه ,ولكن فى التاريخ لم نرى أحد أو سمعنا عن أحد مثل أبرام وهو كان أول واحد يخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتى ,فأبراهيم خرج بالوصية (أخرج من أرضك ومن عشيرتك) وتعالى أتبعنى وسنتكلم الآن عن ثلاثة أشياء كانوا مرافقين بأستمرار أبرام فى كل مكان يذهب إليه وهم 1- وعد 2- وخيمة 3- ومذبح ,وهذه الثلاثة أشياء لم يفارقوا أبرام أبدا ,1-وعد بأستمرار من الله بكل مكان سيذهب أليه ولازم يأخذ وعد من الله يمشيه ويدفعه ويشحنه ويشجعه 2- وخيمة عاش فيها بأستمرار كأنه غريب بالرغم أننا سنرى مقدار الغنى الذى وصل أليه ولكن كما يقول بولس للعبرانيين 11: 10 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ.يعنى كانت هناك مدينة ينتظرها وكان يشتاق إلى وطن افضل 3- المذبح كان بيعمله فى كل مكان يذهب أليه . ولكن خروج أبرام هذا كان نتيجة أنه أطاع الوصية ,والمسيح فى أنجيل يوحنا الأصحاح الثامن دخل فى حديث ما بينه وما بين اليهود ,فقالوا له أنت مين ورد عليهم المسيح بآية عجيبة جدا وأول ما قالها اليهود أخذوا حجارة من الأرض وكانوا عايزين يرجموه والآيه هى < أبوكم أبراهيم رأى يومى وتهلل وفرح > فقالوا له أبونا أبراهيم شافك أنت وشاف يومك أنت ده أنت كلك كده على بعض ماتجيبش خمسين سنة تقول أن أبونا أبراهيم شافك! ورد المسيح عليهم وقال قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن وهنا أمسكوا الحجارة ليرجموه , وهنا يتطرق ألى ذهننا سؤال لازم نجاوبه وهو ما هو هذا اليوم الذى فيه أبراهيم شاف المسيح ؟ والأجابة على هذا السؤال هى أن أبراهيم رأى هذا اليوم فى خمسة مواقف وتهلل وفرح ,وأول موقف نحن أمامه الآن فأبراهيم قبل مجىء المسيح بحوالى 1500 سنة شاف وصية المسيح ونفذها ووصية المسيح هى اللى عايز ييجى ورايا يسيب أبوه وأمه وأمرأته وأخوته وكل اللى ليه وييجى يتبعنى وهذا ما فعله أبرام يعنى أبرام نفذ وصية المسيح قبل مجىء المسيح بألاف السنين ,والمسيح وضع شرط كده أن اللى عايز يتبعنى يسيب ,فأبراهيم شاف الوصية من قبل ما المسيح ينطقها ومش بس شافها لكن كمان عاشها ونفذها وهذه كان أول مرة يشوف يوم المسيح ,يعنى شاف المسيح من خلال وصيته .

6*و7* وهنا يعطى ربنا وعد لأبرام أن يعطى لنسله هذه الأرض وأكيد تعجب أبرام وقال لنسلى! هو فين نسلى هذا ,وكما قلت ثلاثة أشياء لم تفارق أبراهيم الوعد والخيمة والمذبح وبنى ابرام مذبجا , وربنا قال له سأعطيك الأرض التى أنت فيها ,ورد أبراهيم ستعطيها لى طيب أنا سأبنى لك فيها مذبح سأخصصها ليك سأجعلها لك وكل ما ستعطيه لى سأقدسه ليك وده كان الشىء الحلو فى أبرام أن كل حاجة كان يأخذها من ربنا يردها لربنا تانى وسيصير بهذه الطريقة حتى يقابل أسحق الذى أخذه من ربنا ويرجعه ليه تانى ذبيحة .

8*هنا أبرام نصب خيمة وكل ما يذهب مكان يبنى مذبح للرب لأن المذبح هذا رمز للعلاقة التى بينه وبين ربنا ولذلك فأحرص بأستمرار فى كل مكان تروحه والناس اللى بتسأل نهاجر أو لانهاجر ونسافر أو لا نسافر ,بأقول لكم أذهبوا فى أى مكان فللرب الأرض وملؤها ولكن فى كل مكان تذهب أليه احرص أن يكون فى مذبح لربنا فى حياتك , والخطوة التانية اللى عملها أبرام أنه دعا بأسم الرب ,وأعلن أن هذا المذبح بأسم يهوة إله العهد .

9*فرق كبير جدا بين الناس اللى شفناهم بيبنوا برج وبيبنوا أسم لنفسهم وبين الأنسان الذى يبنى مذبح ,فرق كبير جدا بين اللى كانوا فى بابل وبين أبرام اللى كل ما يروح مكان يبنى فيه مذبح لربنا ,فالآخرين كانوا بيتحدوا ربنا وبيتحدوا أرادته ,بينما أبرام فى كل مكان يعلن أرادة الله ويخضع لمشيئة الله ,والحقيقة فرق كبير جدا بين حياتهم وحياة أبرام ,وأبراهيم أرتحل من أور الكلدانيين إلى كنعان ,وتوقف بعد أور فى حاران ثم أكمل لكنعان ,ويبدأ أبرام يدخل فى علاقة بينه وبين هذا الإله لدرجة أن ربنا يطلق عليه فى أشعياء 41: 8 8وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْرَائِيلُ عَبْدِي يَا يَعْقُوبُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِي  وأبراهيم خليلى يعنى صديقى وصاحبى ,يعنى وصل فى العلاقة والصداقة بينه وبين الله أنهم الأثنين صارا أصحاب جدا ,ياه يعنى أنت يا أبراهيم تصير صديق ألى الله ,كما يقول خليلى الذى نتسامر مع بعض ونشوف عظمة أبرام أن منتهى أمنية أى أنسان يهودى وأى أنسان أنه يتكأ فين ؟ فى حضن أبراهيم ,لأنه صار أبراهيم أب لكل المؤمنين ,ولذلك الدعوة ليست لأبراهيم فقط ولكن لكل من له أيمان أبراهيم .,وكيف يبدأ ربنا يتعامل معاه فى ضعفاته وهذا ما سنراه تباعا.

الحقيقة أنا عايز أستخلص من الأعداد التسعة بأعلاه أننا رأينا أن ربنا بيلمس أبرام لمسة تانية وبيجدد له الدعوة أنه يخرج معاه وفعلا بيستجيب أبرام للدعوة ويخرج للأيمان والطاعة لأنه كان يثق فى الله وأن الإله الذى دعاه سوف يقدم له كل خير وكل حب فكان فى طاعة متناهية لكلمة ربنا وأستجابة للدعوة السباعية اللى ربنا قالها له ,والحقيقة من اول أبراهيم نستطيع ان نفهم معنى كلمة الدين , ولو سألنا سؤال ما هو الدين أو الديانة ؟ فياترى الدين هو أن الأنسان بيبحث عن ربنا أو بيدور عليه فيقترب إلى الله , الحقيقة أبراهيم بيعطينا مفهوم حلو عن معنى الدين وهو ليس أن الأنسان هو من يبحث عن ربنا وبيحاول يتقرب منه بل على العكس تماما أن الله هو الذى يبحث عن الأنسان وهو الذى يقترب للأنسان وهو الذى يقول للأنسان الطريق , ففرق كبير جدا أنى أبحث عن ربنا الغير محدود وأوقات كتيرة بأفشل فى الحصول عليه ,وبين أن الله هو الذى يعلن ليا ذاته وهو الذى يقودنى لهذا الطريق ,فكانت الدعوة أو الوصية التى رأها هى وصية المسيح أنه يخرج من الأرض ومن العشيرة هى دعوة لكل أنسان أنه يخرج من الحياه التى يعيشها فى الخطية أو من حياة الخطية أو حياة الأنفصال عن الله إلى حياه جديدة يكون فيها أرتباط وعهد بينه وبين الإله والحقيقة لو أردنا أن ننفذ الدعوة ونقبلها فليس معناه أننا سنترك الترك المادى يعنى تخرج من بيتك ومن أهلك ومن عملك فهو لم يقصد ذلك  لكن الأهم على الأقل بالنسبة لنا المقصود بعملية الترك هو أياك أن تكون معتمد فى حياتك وسعادتك وفرحك على اللى عندك ,فلا أهلك ولا الناس التى تعرفهم ولا أصحابك ولا المقتنيات التى تمتلكها أو الأرض التى تبنيها ,لكن أستمد معنى حياتك وسعادتك وأستمد كيانك من علاقتك بالله فيكون الله المعتمد الأول والأساسى فى كل أحتياجاتك وفى كل تطلعاتك وكل معاملاتك ولا تربط نفسك بيهم وصحيح هناك علاقة بيهم وصحيح بتحبهم وصحيح بيبقى ليك مقتنيات لكن ليكن أتكالك وأعتمادك يكون على الإله الواحد الذى يدعوك أن تدخل معه فى تجربة أو تدخل معاه فى علاقة حياة شركة جديدة ,ولذلك لما أبراهيم خرج ولم يكن يعلم ألى أين يذهب لم يكن يعرف هو رايح فين ولكن كان عنده ثقة مطلقة أن الذى دعاه لابد أن سيقدم له كل ما هو خير وكل ما هو صالح وكل ما هو حب وسنلاحظ أن وصية ربنا التى أخذها أبراهيم والتى يقدمها ربنا لكل أنسان فينا ,أن وصية ربنا مرتبطة بأستمرار بوعد وليست مرتبطة بمبررات ,بمعنى أن ربنا لما بيقول لينا كلمة ما بيقولش الكلمة علشان كذا وكذا وكذا لكن بيقو لنا الكلمة وبيربطها بوعد ,مثلا يقول آمن بالرب يسوع فتخلص وهذه الوصية أن تآمن بالرب يسوع ولم يقل له آمن بالرب يسوع لأن العقل بيقول أن الرب يسوع هو الذى جاء وتجسد وغيرها من المبررات لهذا الأيمان .ولكن أعطاه الوصية وربطها بوعد أى الأيمان مرتبط بالخلاص وهنا آمن فتخلص  وعندما قال بع كل ما لك ,لم يعطى مبررات ليه تبيع كل الذى لك ,ولكن قال بع كل ما لك فيكون لك كنز فى السماء ,يعنى كلمة ربنا ليست مصحوبة بمبررات ولكن دائما مصحوبة بوعود للأنسان الذى يقبلها ويعيشها ولو رحنا لكورونثوس الثانية 6: 17  17لِذَلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِساً فَأَقْبَلَكُمْ،وربنا هنا لم يعطى مبررات للأعتزال ولكن أعطى لهم وعد بأن يكون لهم إلها ويقبلهم ويكونون لله بنين وبنات ,وهذا كما نرى وعد ,أخرجوا من الحياه القديمة فأكون لكم إلها فى الحياه الجديدة ,وكان أختيار الله لأبراهيم كما سنرى ليس مجرد أختيار لأبراهيم لشخصه فقط  ولكن فى أختيار الله لأبراهيم هو أختيار لكل العالم ,يعنى الله كان مختار العالم كله فى شخص أبراهيم وكما سنرى فى رسالة بولس الرسول لروميه 4: 16 16لِهَذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيداً لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا. أن الوعد وأن الأيمان بكل هذه الخيرات ليست لأبراهيم لكن لكل من يكون له أيمان أبراهيم  ,يعنى هذه الحكاية  لم تكن لفرد بالذات فقط  لكن الله كان مختار العالم كله فى شخص أبراهيم ,الذى لم يكن يتطلع إلى الوعد فقط بقدر ما كان متطلع إلى صاحب الوعد ولذلك يقول فى روميه 4: 21 21وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضاً.يعنى صاحب الوعد قادر أن يوفى كل وعوده  .

10*حتى 13* الحقيقة أن أول ما وصل أبراهيم أرض كنعان كما رأينا بنى مذبحا ودعا بعلاقته مع الله ودعا بأسم الله ,وبعد فترة صغيرة جدا نظر وقال أيه اللى بيحصل وأيه حكاية أرض الموعد دى اللى أنت جايبنى فيها ,ده أول حاجة بتظهر له فيها أنه يحدث فيها جوع ومش جوع وبس لكن كمان جوع شديد جدا ,ومن المعروف أن أرض كنعان بتعتمد على المطر فى زراعتها ولكن حدث لم ينزل مطر ولم يوجد محاصيل زراعية وبالتالى حدث جوع شديد ,ونجد أبراهيم يفكر بقى من أولها يارب هذه هى الأرض التى تريدنى فيها وتضعنى تحت أحتياج وتحت أحساس بالفشل والجوع الشديد جدا ,يعنى هى دى البركة التى أعطيتها لى . ولكن الحقيقة أن ربنا قصد فى الأول أن يدخل أبراهيم فى هذه التجربة علشان يرفعه لحاجة معينة أو يعلمه حاجة معينة وأحب أقول معلومة بهذا الصدد ,النسر لم بييجى يعلم ولاده الطيران وهم فى العش اللى بيأكلهم فيه وهم مبسوطين أن الأكل بييجى لحد عندهم ولا يفعلوا أى محاولة أنهم يطيروا  بيعمل حاجة عجيبة يروح قالب العش ويوقعه فيضطروا غصبا عنهم يفردوا جناحاتهم ويتعلموا الطيران .وحقيقى أبراهيم كان عنده أيمان وثقة فى الله ولكن هذا الأيمان كان لسه أيمان مبدأى أو ثقة مبدأيه ,ولذلك ربنا أراد أن يرفعه لفوق ويوصله إلى عمق الأيمان ,ولن يصل إلى عمق الأيمان طوال ما الأمور مستقرة حواليه وعلشان كده قلب عليه العش علشان يعلمه الطيران ويعطيه الخبرة ,ويتعلم كيف يثق فى الله ثقة مطلقة وحتى ,وأن كان ربنا عارف مسبقا أن أبراهيم ما عندهوش الأيمان القوى وأنه سينحدر إلى أرض مصر التى كان فيها النيل والنيل كان بأستمرار فيه فيضان وكما قال هيرودوت أن مصر هى هبة النيل ,فلن يكون فيها جوع وبالرغم أن الله عارف مسبقا أنه سيفعل هكذا لكن أحب يعطيه درس فى أنه كيف يكون له ثقة كاملة ومطلقة فى الله ,والأيمان والثقة لا يأتى كده بالكلام لكن يأتى بالأختبار والأحتكاك ,ويقول حدث جوع شديد وهنا الله أدخله فى التجربة وكان الله يقصد أن هذا الجوع الشديد يحدث فى البداءة ويمكن كلمة وكان شديدا يرينا أن التجربة التى دخلها أبراهيم فى الأول كانت شديدة جدا , ولذلك المفروض أن لا ننجزع من التجارب والضيقات والمصاعب التى تأتى لحياتنا ,وما نقولش أول ما أبتدأت أعرف ربنا الظروف والتجارب عليا جامده قوى يبقى يا عم مافيش داعى لمعرفة ربنا ,والحقيقة انا عندى حكاية ظريفة ,كان لى صديق معرفته بربنا معرفة سطحية كأغلبنا بالكلام وبعدين رحنا رحله لأحد الأديرة وعملنا خلوة يومين وبدأ يتأثر بكلام ربنا وبدأ أول شعاع لعلاقة جديدة بينه وبين ربنا وكان مبسوط قوى وبعدين واحنا فى طريق عودتنا مالت العربية اللى كان بيسوقها وكانت حتقع فى ترعة ولكن ربنا ستر وكان أول تعليق قاله أنا طول عمرى بأسوق فى السكة دى بقى يعنى أول ما بدأت أعرف ربنا وأصللى يحصل لى كدة كنا حنموت ,والحقيقة معرفة ربنا مش مجرد أنك تقبل شوية حاجات بعقلك وتعرفها ,لكن الأخطر من كده أنه أزاى يكون عندك الثقة أن الحاجات التى تقبلها بعقلك وبتعرفها تحولها إلى أختبار حتى مش فى وقت الراحة ولكن فى وقت الشدة وفى وقت التجربة وفى وقت الضيقة وفى وقت الألم ,ويقول الكتاب المقدس وحدث جوع فأنحدر أبراهيم إلى مصر وكلمة أنحدر يعنى أتدحضر ,ليتغرب هناك ,وأحنا لسه بنقول أن أبرام عاش حياته فى خيمة لأنه كان حاسس أنه غريب على الأرض وأنه كان ينظر إلى المدينة التى لها الأساسات ,ولذلك نزل وأتغرب فى مصر وأهى كلها غربة وغربة ,وليست كل غربة هى غربة ,ففى واحد بيتغرب عن الأرض بهدف معين ,وفى آخر بيتغرب عن الأرض لهدف مخالف مطلقا ,فالغربة التى عاشها فى الأول كانت من أجل الله وكانت من أجل أشتراكه أنه يكون له علاقة بهذا الإله ومن أجل الوعود التى وعدها الله به ,ولكن الغربة التى يتغربها الآن ليست من أجل الله ولكن من أجل ذاته وسنرى كيف أن ذاته تظهر بشكل واضح جدا واللى بيقولوا نهاجر وألا مانهاجرش ,نتغرب والا ما نتغربش ,فليست كل غربة تعتبر غربة من أجل الله ومن أجل الأحساس بالملكوت ,المهم أن الجوع كان شديد وذهب لمصر وأبراهيم نسى أنه كان هناك وعد من ربنا الذى تكفل بيه والذى لن يتركه فى إحتياج والذى قال له سأجعلك بركة وسأكثرك ولم يقل له أنا سأساعدك لكى تكون بركه ولكن قال له أنا سأجعلك يعنى أنا اللى حأخليك بركه ولم يطلب منه أى مجهود على المستوى البشرى أطلاقا وكان لازم يثق أنه هو هذا الإله الذى سيعلن ويرتب كل أمور بركته وكل أمور حياته ونسى أن ربنا سنده فى شكيم وفى بلوطة مورة ولو عدنا للعدد 6 حتى العدد 9 وقمنا بحصر الأفعال التى عملها أبراهيم سنجد أفعال كتيرة ,أجتاز ,وبنى ,ثم نقل ألى هناك ,فبنى مذبح للرب ,ثم أرتحل أرتحالا ,أبراهيم بيتحرك من مكان لمكان وكل هذا كان تحت رعاية الله ,أبراهيم نسى ذلك الإله ,أو نسى ذلك الوعد الذى أخذه من الإله ,وهنا بدأ فى الأعتماد على نفسه ويحل مشكلته بنفسه ,والمفروض أنه عارف أنه مع وعد مع هذا الإله وعلى الأقل أنه يسأل هذا الإله ,أنزل مصر أو لا أنزل مصر ,ولكنه لم يفكر فى هذا الموضوع نهائى وحتى لم يطلب من ربنا أنه يسد جوعه أو يسد إحتياجه بالرغم أنه كان أسمه الأب المكرم وكان عنده عزة نفس والحاجة العجيبة اللى نلاحظها أن أبراهيم لم يطلب حاجة من ربنا لنفسه وحتى كانت أمنية حياته أنه يكون عنده أبن ولم يطلبها من ربنا ولم يقل لربنا ولا مره أعطينى أبن ,ولكن ربنا كان بيعطيه الوعد وبيقول له أنا عارف الأحساس الذى داخلك وأنا اللى بأقول لك ذلك ,أبراهيم لم يطلب من ربنا حتى أنه يسد جوعه ,ولكن بدأ يفكر أنزل لمصر اللى فيها الخير وفيها الحياه ومافيهاش مجاعة وبسهوله نزل لمصر ,وكان عنده مشكله أنه كان بيعرف طبيعة الشعوب اللى حواليه ,وكان عنده ساراى التى كانت حسنة المنظر ويبدو فعلا أن سارة كانت جميلة وهنا كان سنها كبير وكانت فوق الستين ,ولكن واحدة فوق الستين وتظل فى جمالها ويبدولنا أيضا أنها ليست فى جمال الجسد والمنظر فقط ولكن أيضا عندها جمال العقل لأنها كانت عارفة بالخطورة وقبلت بالمخاطرة من أجل حياة أبراهيم ,الذى خاف أن يقتله المصريين ويستبقونها وهو ترك كنعان علشان يعيش يبقى ما عملش حاجة لو حيموت فى مصر علشان يأخذوا سارة طيب نزل ليه لمصر ولذلك كان أتفاقه معها وقال لها قولى أنك أختى ليكون لى خير بسببك وتحيا نفسى من أجلك وكما سنعرف تباعا هى كانت فعلا أخته من أبوه ولم تكن أخته من أمه وهو هنا بيعلن نصف الحقيقة ,والنصف التانى الذى هو أهم أنها زوجته وليست أخته فهذا الذى أخفاه من أجل الحياه ,والحقيقة نرى هنا أبرام مع ضعف الأيمان ينحدر إلى مصر ولا يسأل إلهه الذى دخل معاه فى عهد ومن أجل استبقاء حياة عرف يكذب أو لا يقول الحقيقة كاملة ,ولكن الغلطة الأشنع من كل ذلك أنه كان عايز يكون له خير من البشر أو بسبب سارة و المصريين ,ونستنتج أنه مازال أعتماده موجود على البشر ,يعنى عايز خير عن طريق سارة وعايز خير من المصريين ,وحقيقى هو ترك أهله وعشيرته ولكن بجانب الله كان بيعتمد على البشر ,وكان حاسس أن الخير لا يمكن يأتى له إلا بواسطة البشر بل أكثر من ذلك أنه حاسس أن حياته سيستردها من البشر (وتحيا نفسى من أجلك) ولكن فى واقع الأمر أن نفسى لا تحيا إلا من أجل واحد فقط الذى وضع حياته من أجلى الذى هو شخص السيد المسيح .

14*و15* و16*يعنى اللى كان عايزه أبراهيم وجده لكن للأسف عاش وأخذ الخير اللى كان عايزه من أجل نفسه ولكن أخذت منه سارة ,وهنا نرى أبرام الأنسان الذى لديه أستعداد أن يبيع كل حاجة من أجل ذاته وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال وأغتنى جدا جدا وأصبح لديه كل شىء إلا حاجة واحدة ولم يقل عنده مذبح ! كما قلنا سابقا أنه كل ما يصل مكان يعمل فيه مذبح ,وهنا لم يستطع أن يعمل مذبح لأن العلاقة بينه وبين الله مفقودة ,فكيف يبنى مذبح وهو الآن لا يثق فى هذا الإله وهو تناساه وهو يبحث الآن عن ذاته وهو يبحث عن خير وسعادة له ولكن من البشر وليست من الإله ,يعنى كان له كل شىء ولكن لم يكن له مذبح وليس له علاقة مع ربنا.

17*ونرى هنا تدخل ربناونلاحظ من كل الكلام  لم يقل ضرب الإله بل قال ضرب الرب يهوه إله العهد ,وكان إله العهد هو اللى بيدافع عن أبرام حتى لو كان أبرام فى حاله من الضعف ومن الخطية والإنكار لهذا الإله ,ولكن ربنا لا ينسى المحبة الأولى ,ونرى هنا أن يهوه بيتدخل من أجل أنه يحل المشكلة .

18*والعجيب أن أبرام الذى له علاقة بربنا يوبخه أنسان وثنى الذى قال له أيه اللى انت عملته ,عكيت الدنيا لأنك خفت وقد خفت لأنك فقدت الثقة فى إلهك ,وكذبت وغيرت الحقيقة فى ضعف أيمان ,والحقيقة فى بعض الناس بتفتكر أن ابراهيم ده بين يوم وليله وصل للقمة العظيمة وصداقته مع الله وأرتباطه مع الله فى مرة واحده كده ..لأ.. ده أبرام ربنا أعده علشان كده أحنا مش ممكن نصل للقمة إلا أذا خضنا التجارب وتغلبنا على ضعف الأيمان ,أبرام له ميزة أنه تعلم فى أحتكاكه مع الله أنه يتقوى ويتدرب ويكتسب ثقة من الخبرات التى مر بها,وهذه هى الحقيقة لا يوجد أحد بيتولد عنده أيمان ثابت وثقة مطلقة فى الله ,فالأيمان والثقة بيه لا يحدث إلا بالأحتكاك مع ربنا وندخل فى تجارب وفى ضيقات وفى آلام وفى كل مرة نشوف أيدين ربنا بتتمد فى وسط الألم والضيقة ,ولذلك ميزة الألم والضيقة والتجربة فى حياة الأنسان هو أن ربنا بينقى وينظف الأنسان وبينميه ويتوبه وأهم حاجة أنه بيعلن ليه ذاته من خلال الألم أو التجربة .

19*و20*أن إله العهد يهوه الذى تدخل لحماية أبرام هو الذى سيصلح خطية أبرام ,يصلح غلطه وهنا عمل ربنا الحلو أنه يصلح لنا الغلط وليس فقط يصلح الغلط بل يحول الغلط إلى خير ,والحقيقة أن فرعون أخذ ضربات متواليه من يهوة ويقول التقليد أنه من ضمن الضربات التى أخذها فرعون أن كل نسائه وسراريه لم تكن تنجب ولذلك أحس فرعون أن هناك شىء معين وأنه يوجد إله أمسك النسل عنه وعن كل بيته بسبب معين وهذا كان أعلان لفرعون بصفة مباشرة بواسطة هذه الضربات ,وكانت سارة عند فرعون فى بيته وقد يكون أن سارة هى التى أخبرته بأن أبرام هو زوجها والحقيقة أن سارة حافظت على حياة أبرام لأنها كانت بتحبه  ,وهنا فرعون لا ذنب له ولذلك ربنا نبهه لهذا وسوف نرى لاحقا أن أبرام سيكرر نفس الحكاية مع ملك جرار ونجد ربنا يقول لملك جرار أمسكتك عن أن تخطىء يعنى ربنا منعه من الخطية لأنه ليس له ذنب .

وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:

108- فِرْعَوْنُ

كلمة مصرية معناها “البيت الكبير”، وكانت لقباً لملوك مصر قديماً.

ظهر لقب “البيت الكبير” في أيام الدولة القديمة للدلالة على القصر الذي كان يقيم فيه الملك، والذي كانت تُحكم منه البلاد، مثلما يقال الآن “البيت الأبيض”لمقر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أو كما كان يُطلق “الباب العالي” على قصر سلطان تركيا، ومنه كانت تصدر القوانين والأوامر

دور فرعون في الحكم: كان دور الملك جوهرياً للحضارة وللمجتمع في مصر القديمة، فكان فرعون عند شعبه إلهاً بين الناس، وإنساناً بين الآلهة، فهو بشر يشغل مركزَّا إلهياً، وهو الوسيط بين شعب مصر والآلهة في الكون. ففي العصور المبكرة كان الملك نفسه إلهاً متجسداً على الأرض، وبخاصة الإله “حورس” معبود مصر العليا، ولكن بمرور الزمن اهتزت مكانته كإله، وأصبح يقال عنه إنه “ابن رع” أي أنه أصبح إلهاً من الدرجة الثانية بعد أن كان إلهاً مستقلاً.

فرعون في زمن إبراهيم: (تك 12: 15-20). لو أن إبراهيم عاش في أوائل الألف الثانية قبل الميلاد (2000- 1800ق.م.) فمعنى ذلك أنه كان معاصراً لملوك الدولة الوسطى، وعلى الأرجح لملوك الأسرة الثانية عشرة (1991- 1786ق.م.)، أي أنه كان معاصراً لأحد الملوك الذين كانوا يدعون باسم “أمينيمحت” (من الأول إلى الرابع)، أو باسم “سيزوستريس” (من الأول إلى الثالث) وكانت عاصمة مصر في ذلك العصر “إتيت تاوي” إلى الجنوب من منف. كما كان لفرعون قصر بالقرب من أرض جاسان.

 

وأيضا سنتوقف عند أسم أسم من أسماء المدن والأنهاروالجبال لنعرف معناه:

34-شكيم

مدينة كنعانية قديمة في جبل افرايم بين عيبال وجرزيم (من هنا اسمها الذي يعني العنق لأنها تبدو كالعنق بين الكتفين). نقطة اتصال مهمة. تذكرها النصوص المصرية باسم “سكمم” ورسائل تل العمارنة.و عندما واصل أبرآم رحلته من حاران إلي كنعان، جاء إلي مكان شكيم إلي بلوطة ممرا، وظهر له الرب هناك، “فبني هناك مذبحاً للرب ودعا باسم الرب” (تك 12: 6- 8)، وهي أول مرة يذكر فيها اسم شكيم في الكتاب المقدس. فلقد خيم بالقرب منها إبراهيم.

35- بَلُّوطَةِ مُورَةَ.

 بلوطات مورة. تقع قرب شكيم

36-مصر

أولاً – الاسم : كان قدماء المصريين يطلقون على بلادهم اسم ” كيمي : أي ” الأرض السوداء ” وذلك بالنسبة لتربة الأرض الطينية ، التي غطى بها نهر النيل ضفتيه ، بالمقارنة بالرمال الذهبية التي تغطي الصحراء الشاسعة التي تكتنف وادي النيل من الجانبين.

كما كانوا يسمونها ” توا ” أي ” الأرضين ” أي مصر العليا ( الوجه القبلي ) ، ومصر السفلى ( الوجه البحري ). أما اليونانيون فقد أطلقوا عليها اسم ” إيجيبتس ” (Aigyptos) ومنها كلمة ” قبط ” منذ أيام هوميروس ، تحريفاً للاسم الفرعوني ” ها – كو – بتاح ” أي ” بيت روح بتاح ” الذي كان يطلق على مدينة ” منف ” عاصمة البلاد. أما العبرانيون فقد أطلقوا عليها اسم ” مصرايم “وهي كلمة في صيغة المثنى أي ” المصْريْن ” وهو على الأرجح إشارة أيضاً إلى مصر العليا ومصر السفلى ، ومنه جاء اسم ” مصر ” في العربية .

ثانياً :مصر في الكتاب المقدس : يرد اسم مصر كثيراً في الكتاب المقدس ، فإليها نزل إبراهيم عندما حدث جوع شديد في أرض كنعان ( تك 12: 10-20، 13: 1).

والى اللقاء مع الأصحاح الثالث عشر راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

تأملات فى سفر أيوب الأصحاح الأول

25 أكتوبر 2010

  


 

1 كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عَوْصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. 

وَكَانَ هذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيمًا، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ.

1 There was a man in the land of Uz, whose name was Job; and that man was perfect and upright, and one that feared God, and eschewed evil.

 

2 وَوُلِدَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ. 

2 And there were born unto him seven sons and three daughters.

 

3 وَكَانَتْ مَوَاشِيهِ سَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ الْغَنَمِ،

 وَثَلاَثَةَ آلاَفِ جَمَل، وَخَمْسَ مِئَةِ فَدَّانِ بَقَرٍ، وَخَمْسَ مِئَةِ أَتَانٍ،

 وَخَدَمُهُ كَثِيرِينَ جِدًّا. فَكَانَ هذَا الرَّجُلُ أَعْظَمَ كُلِّ بَنِي الْمَشْرِقِ. 

3 His substance also was seven thousand sheep, and three thousand camels, and five hundred yoke of oxen, and five hundred she asses, and a very great household; so that this man was the greatest of all the men of the east.

 

4 وَكَانَ بَنُوهُ يَذْهَبُونَ وَيَعْمَلُونَ وَلِيمَةً فِي بَيْتِ

كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي يَوْمِهِ، وَيُرْسِلُونَ وَيَسْتَدْعُونَ

 أَخَوَاتِهِمِ الثَّلاَثَ لِيَأْكُلْنَ وَيَشْرَبْنَ مَعَهُمْ. 

4 And his sons went and feasted in their houses, every one his day; and sent and called for their three sisters to eat and to drink with them.

 

5 وَكَانَ لَمَّا دَارَتْ أَيَّامُ الْوَلِيمَةِ، أَنَّ أَيُّوبَ

 أَرْسَلَ فَقَدَّسَهُمْ، وَبَكَّرَ فِي الْغَدِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ

عَلَى عَدَدِهِمْ كُلِّهِمْ، لأَنَّ أَيُّوبَ قَالَ: «رُبَّمَا أَخْطَأَ بَنِيَّ وَجَدَّفُوا

عَلَى اللهِ فِي قُلُوبِهِمْ». هكَذَا كَانَ أَيُّوبُ يَفْعَلُ كُلَّ الأَيَّامِ.

5 And it was so, when the days of their feasting were gone about, that Job sent and sanctified them, and rose up early in the morning, and offered burnt offerings according to the number of them all: for Job said, It may be that my sons have sinned, and cursed God in their hearts. Thus did Job continually.

 

6 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ،

وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ.

6 Now there was a day when the sons of God came to present themselves before the LORD, and Satan came also among them.

7 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنَ أَيْنَ جِئْتَ؟».

 فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي

 الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا».

7 And the LORD said unto Satan, Whence comest thou? Then Satan answered the LORD, and said, From going to and fro in the earth, and from walking up and down in it.

 

8 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟

لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ.

رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ».

8 And the LORD said unto Satan, Hast thou considered my servant Job, that there is none like him in the earth, a perfect and an upright man, one that feareth God, and escheweth evil?

 

9 فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟

9 Then Satan answered the LORD, and said, Doth Job fear God for nought?

 

10 أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ

 وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ

 أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ.

10 Hast not thou made an hedge about him, and about his house, and about all that he hath on every side? thou hast blessed the work of his hands, and his substance is increased in the land.

 

11 وَلكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ،

 فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».

11 But put forth thine hand now, and touch all that he hath, and he will curse thee to thy face.

 

12 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ،

 وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ».

ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.

12 And the LORD said unto Satan, Behold, all that he hath is in thy power; only upon himself put not forth thine hand. So Satan went forth from the presence of the LORD.

 

13 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَبْنَاؤُهُ وَبَنَاتُهُ يَأْكُلُونَ

وَيَشْرَبُونَ خَمْرًا فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ الأَكْبَرِ،

13 And there was a day when his sons and his daughters were eating and drinking wine in their eldest brother’s house:

 

14 أَنَّ رَسُولاً جَاءَ إِلَى أَيُّوبَ

وَقَالَ: «الْبَقَرُ كَانَتْ تَحْرُثُ، وَالأُتُنُ تَرْعَى بِجَانِبِهَا،

14 And there came a messenger unto Job, and said, The oxen were plowing, and the asses feeding beside them:

 

15 فَسَقَطَ عَلَيْهَا السَّبَئِيُّونَ وَأَخَذُوهَا،

وَضَرَبُوا الْغِلْمَانَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ».

15 And the Sabeans fell upon them, and took them away; yea, they have slain the servants with the edge of the sword; and I only am escaped alone to tell thee.

 

16 وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ آخَرُ وَقَالَ:

«نَارُ اللهِ سَقَطَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتِ الْغَنَمَ وَالْغِلْمَانَ وَأَكَلَتْهُمْ،

وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ».

16 While he was yet speaking, there came also another, and said, The fire of God is fallen from heaven, and hath burned up the sheep, and the servants, and consumed them; and I only am escaped alone to tell thee.

 

17 وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ آخَرُ وَقَالَ:

«الْكَلْدَانِيُّونَ عَيَّنُوا ثَلاَثَ فِرَق، فَهَجَمُوا عَلَى الْجِمَالِ وَأَخَذُوهَا،

 وَضَرَبُوا الْغِلْمَانَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ».

17 While he was yet speaking, there came also another, and said, The Chaldeans made out three bands, and fell upon the camels, and have carried them away, yea, and slain the servants with the edge of the sword; and I only am escaped alone to tell thee.

 

18 وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذْ جَاءَ آخَرُ وَقَالَ:

«بَنُوكَ وَبَنَاتُكَ كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ خَمْرًا فِي بَيْتِ أَخِيهِمِ الأَكْبَرِ،

18 While he was yet speaking, there came also another, and said, Thy sons and thy daughters were eating and drinking wine in their eldest brother’s house:

 

19 وَإِذَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ جَاءَتْ مِنْ عَبْرِ

 الْقَفْرِ وَصَدَمَتْ زَوَايَا الْبَيْتِ الأَرْبَعَ، فَسَقَطَ عَلَى

الْغِلْمَانِ فَمَاتُوا، وَنَجَوْتُ أَنَا وَحْدِي لأُخْبِرَكَ».

19 And, behold, there came a great wind from the wilderness, and smote the four corners of the house, and it fell upon the young men, and they are dead; and I only am escaped alone to tell thee.

 

20 فَقَامَ أَيُّوبُ وَمَزَّقَ جُبَّتَهُ،

وَجَزَّ شَعْرَ رَأْسِهِ، وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ،

20 Then Job arose, and rent his mantle, and shaved his head, and fell down upon the ground, and worshipped,

21 وَقَالَ: «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي،

وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ،

فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا».

21 And said, Naked came I out of my mother’s womb, and naked shall I return thither: the LORD gave, and the LORD hath taken away; blessed be the name of the LORD.

 

22 فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ وَلَمْ يَنْسِبْ للهِ جِهَالَةً.

22 In all this Job sinned not, nor charged God foolishly.

 

مقدمة

هذه المقدمة مهمة وأرجوا قراءتها بتمعن لأنها ستوضح لنا أشياء كثيرة جداقبل البدء فى رحلتنا وصدقونى هذا السفر سفر عميق وشيق جدا وقد يبدوا لأول وهلة على العكس ولكنه سيجاوب على الكثير من الأسئلة بداخلنا ويجعلنا نتعرف أكثر على ألهنا الفادى.

الحقيقة أن سفر أيوب من أعظم الأسفار التى تتكلم عن موضوع الألم ويمكن السؤال المحير بأستمرار ما هو سر الألم فى حياة الناس وما معنى الألم وليه ربنا بيسمح بالألم أو التجربة فى حياة الأنسان وكيف أن هذا الألم يتفق مع صفة الله أن الله محبة ورحمة وأذا كان الله قوة وصلاح ورحمة ومحبة ليه بيترك الأنسان للألم وأذا كان هو قادر على كل شىء لماذا يستمر الألم فى حياتنا ,سؤال يمكن من الصعب جدا الأجابه عنه وسيظل سر الألم من ضمن الأسرار المكنونه المخفية عن فهم وإدراك الأنسان ولا يستطيع أحد مهما بلغت درجة علمه أومعرفته أنه يستطيع أن يعطى أجابه كامله وشافية عن معنى الألم وعن لماذا ربنا بيسمح بالألم فى حياتنا ؟,الحقيقة أن الألم مرتبط بالتجربة وأذا كانت الناس بتعتبر أن الآلام فى حياتها هى نوع من أنواع التجارب التى تصيبها ,طيب تعالوا قبل ما ندخل ونتأمل فى السفر نتكلم عن أنواع التجارب التى من الممكن أن تصيب الأنسان :

1-    أول نوع من التجارب التى يمكن أن تصيب الأنسان وتسبب له الألم هى التجارب الطبيعية الموجودة فى الطبيعة مثل الزلازل والأوبئة والأمراض والمجاعات وزى وزى ,أذا فى تجارب طبيعية الله أوجدها فى العالم وهى تعم على الكل وقد أوجدها الله كنوع من أتزان البيئة أو نوع من التوازن بيكون موجود فى العالم يعنى لابد أن ناس تتولد وناس تموت ,والله أوجد هذا النوع من التوازن من ضمن الطبيعة يعنى واحد لابس ملابس خفيفة فى عز البرد لازم يصاب بالمرض وطبعا لا يستطيع أن يقول هذه تجربة جائت له من الله! ,لأ هذه تجربة طبيعية نتيجة كسر قوانين الطبيعه ,أذا هذا النوع من التجارب هو تجارب طبيعية الأنسان بيعيشها.

2-    وثانى نوع من التجارب هو التجارب الشيطانية وتكون بسبب الشر الذى يرميه الشيطان جوانا وبسبب الشر الذى ينبع من داخل الأنسان ,هذه التجارب الشيطانية تدمر ما فينا يعنى هدفها هو تحطيمنا !يعنى هدفها أنها تفقدنا العلاقة بيننا وبين الله وهذه ما يقول عنها يعقوب الرسول 1: 13 13لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً. بمعنى أن الأنسان يجرب أذا أنجذب وأنخدع من شهوته ومن الشر الموجود جواه ,فهو الذى يرمى نفسه فى التجربة ,فالشيطان هدفه تدمير وتحطيم الأنسان .

3-    تالت نوع من التجارب بتيجىء من أيدى الله ,والحقيقة الله لما بيجرب الأنسان ليس بهدف تدمير الأنسان أو أن يعاقب الأنسان ولكن الله يجرب الأنسان لكى يظهر صلاح الأنسان وبر الأنسان أو يقوده إلى البر وممكن تكون تجربة ربنا للأنسان 1- للتأديب وليست للعقاب ويصحب التأديب ألم للأنسان حتى يكف عن فعل الخطية وهو يقول ذلك فى رسالة بطرس الرسول الأولى 4: 1 1 فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهَذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ ،فربنا يأدب الأنسان علشان يصحيه ,وقد تكون التجربة2- للتنقية بمعنى أن ربنا عايز ينقى أنسان ,مثل الذهب بيوضع فى النار لكى ما يصل إلى الكمال ,يعنى ربنا بيجرب الأنسان لكى ما يصل إلى الكمال وحياة النقاوة ,وقد تكون التجربة ربنا بيضعها فى حياة الأنسان3- من أجل حفظ الأنسان ,بمعنى حتى لا يضيع الأنسان مثل تجربة بولس الرسول أعطى شوكة فى الجسد لئلا يرتفع من فرط الأعلانات , بمعنى ربنا أعطاه التجربة فى جسده من أجل الحفظ ويحفظه ليتضع ,أو قد تكون التجربة 4- من أجل التزكية بمعنى من أجل أن الأنسان يتزكى أمام الله وليس لأن ربنا بيمتحن الأنسان ويشوفه حا ينجح وإلا لأ ,طبعا ربنا عارف النتيجة مسبقا ,ولكن أذا أراد الله أن يزكى أنسان يدخله فى التجربة مثل ما أراد الله أن يعلن بر أبراهيم أدخله فى التجربة .

أذا هذه هى أنواع التجارب أو الألم التى ممكن يخوضها الأنسان لكن الشىء المهم هو كيف أعبر التجارب؟ أنا محتاج لقوة تعبر بي الألم أى أن كان نوعه وأى أن كان مصدره ,بمعنى كيف يكون للأنسان القوة التى ترفعه فوق الألم ,وهذا بالضبط ما يحكيه لنا سفر أيوب ,والحقيقة أن يعقوب الرسول فى رسالته 5: 11 11هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ. وعاقبة الرب يعنى مجازاة الرب ,وهو هنا يأخذ أيوب كمثال للصبر والأحتمال للألم وأيضا المكافأة العظيمة التى أخذها من ربنا ولكن الشىء الأعجب أن يعقوب بيلفت نظرنا ليها أن الرب كثير الرحمة ورؤوف ,والعجيب أن من يقرأ أحداث القصة يقول أن ربنا كان قاسى جدا على أيوب ولأول وهله الأستنتاج ,الراجل لم يعمل شىء وربنا بهدله آخر بهدله ,وقد يظن الأنسان من أول وهله لما يقرأ الأصحاحين الأوليين أن الموضوع كله كان رهان بين الله وبين الشيطان على أيوب وبعدين اللى أتحمل التمن كله وجاء كله على دماغ أيوب ,وربنا بيراهن الشيطان وبعدين اللى أتزنق فى الموضوع كله أيوب ,لكن معلمنا يعقوب بيلحقنا وبيقول لأ ده أنتم رأيتم عاقبة الرب وكمان شفتم أن الرب كثير الرحمة ورؤوف ,وده حيرنى كثيرا أذا فى هنا سر فى وسط الألم الله بيقوله لنا والسر بيتكشف لنا أنه من خلال الألم يستطيع الأنسان أن يرى الله كثير الرحمة ورؤوف بعكس ما هو متوقع أو ظاهر أمام الناس كلها ,وهذا السفر أيضا بيرينا نقطة مهمة أنه لا يمكن أن نضع أى قيود أو قوانين أو قواعد على سلطة الله وعلى صلاح الله ,والحقيقة الأنسان على العموم بيسأل بأستمرار ليه ربنا بيعمل كده وليه بيسمح بكده وكيف يتصرف كده ؟ والحقيقة المهمة أن الأنسان ليس من حقه أن يقول لربنا ليه! ,ألعل الجبلة(الخليقة)تقول لجابلها(لخالقها) لماذا صنعتنى هكذا ؟فهذا ليس من حق الأنسان ,فالله سلطانه مطلق ولكن مع هذا ,الله فى أتضاعه الجميل بيفهمنا هذا المعنى وبيعرفنا الطريق,لكن بيعلن لنا فى هذا السفر أنه ليس من حق أى أحد أن يضع قيود أو قوانين لصلاح الله أو عدمه ,أو الأنسان يعترض ويقول لربنا أنت ليه بتعمل كده ؟.

كلمة أيوب كلمة عبرية وهى من فعل آب الذى يعنى رجع وعاد ويمكن أسمه بيدل على العودة الجميلة لكل ما فقده أيوب وأن كل شىء رجع مرة أخرى ,وبل الأجمل من هذا أن أيوب نفسه رجع إلى الله بصورة أقوى وأوضح وأقدس ,والحقيقة السؤال هنا ما هو الزمن الذى حدثت فيه أحداث هذا السفر ؟ أولا بعض الناس بتدعى أن هذه القصة مؤلفه وليست حقيقة وليست تاريخية وأن حكاية أيوب ملحمة شعرية كتبها أحد الشعراء لكى يعين الناس الضعفاء الذين بيمروا بآلام أو تجارب ,الحقيقة هذه القصة كان لها أهتمام كبير جدا خصوصا بين اليهود فى الوقت الذى كانوا فيه مسبيين وكانوا بيتعرضوا لألم السبى لدرجة أن بعض الناس أعتقدت أن هذه القصة أتألفت فى وقت السبى مخصوص علشان جماعة اليهود تشجعهم أنهم يحتملوا التجربة والألم ,لكن فى واقع الأمر ..لأ.. هذه القصة أولا قصة تاريخية حقيقية والدليل على هذا هناك دليلين فى الكتاب المقدس 1- رسالة يعقوب  5: 11 11هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ.2- الدليل الثانى فى سفر حزقيال 14: 14 14وَكَانَ فِيهَا هَؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ: نُوحٌ وَدَانِيآلُ وَأَيُّوبُ, فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يُخَلِّصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِبِرِّهِمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّب. هنا ربنا بيتكلم ويحذر الشعب وبيقول أنه لو كان فى الأمة هؤلاء الثلاث رجال نوح الذى كان بار فى زمنه ودانيال الذى كان بار فى زمنه وأيوب الذى كان بار فى زمنه ,وأنهم لن يستطيعوا أن يشفعوا فى الأمة لكن يخلصون أنفسهم ببرهم ولكن لن يستطيعوا أن يخلصوا الشعب أو الأمة الأسرائيلية ,المهم هنا أن ربنا بيعتبر أيوب من نماذج البر على مستوى نوح ودانيال ,أذا أيوب شخصية حقيقية وليست شخصية خيالية , أذا من الذى يعطينا ملامح عن كتابة هذا السفر ووقت كتابته ,والحقيقة عند قرائتنا للسفر وتأملنا فيه سنجد أن الصفات والكلام الذى يقصدهم كاتب تعود إلى زمن البطاركة الأوائل وهم أبراهيم وأسحق ويعقوب وقد يكون أيوب سابق لأبراهيم ولكن التقدير هنا فى موضوع غنى أيوب كما سنرى أن له كام فدان من البقر ومن الغنم وقطيع الماشية والأبل وفى نفس الوقت الذى كان بيتوصف بيه غنى أبراهيم ,وأيضا لا يوجد أى ذكر فى كل السفر عن الأحداث العظيمة فى تاريخ شعب أسرائيل كموضوع الخروج من أرض مصر مثلا أو لم يذكر موضوع الوصايا العشر أو موضوع الهيكل أو الذبائح ,أذا هذا واضح أن السفر كتب قبل أن يختار الله شعب أسرائيل ولذلك بيعتبر أيوب فى جنسيته أنه ليس أسرائيليا وليس من شعب الله ,والجميل هنا أنا هذا يجعلنا نرى أن الله كان بيتعامل مع أناس وليس فقط مع شعب أسرائيل يعنى مع بشر كثيرين مثل ملكى صادق فالله كان بيتعامل معه وملكى صادق لم يكن من شعبه ,ولكن ذكر فى سفر أيوب بعض الأحداث مثل موضوع الخلق (خلق الكون والعالم) وموضوع الطوفان الذى أهلك العالم ولأجل هذا يوضع زمن ايوب بعد نوح ولكن قبل أو مع الأباء البطاركة ,وموضوع خراب سدوم وعمورة قد ذكر أيضا ولذلك كان المرجح أن يكون فى نفس زمن أبونا أبراهيم أول البطاركة,وبعد تحديد الزمن يبقى من كاتب هذا السفر؟ والحقيقة هناك رأيين عن كاتب هذا السفر 1- الرأى الأول أن كاتب هذا السفر هو موسى النبى ,2- والرأى الثانى أن كاتب الفر قد يكون أيوب نفسه أو أحد أصدقائه اليهو الذى سنتعرض له فى الأصحاحات التالية ,ولكن غير معروف أو محدد من كاتب السفر وذلك لأن تركيبة السفر تركيبة عجيبة ,فى تقسيمة الكتاب المقدس بنعرف أن هناك ثلاثة أقسام كبيرة 1- قسم تاريخى أو كتب تاريخية مثل التكوين والخروج والقضاه وصموئيل والملوك وأخبار الأيام وهى أسفار بتحكى قصة وتاريخ ,2- قسم الأسفار النبوية .بمعنى انها بتتكلم عن نبوات مثل الأنبياء الأثنى عشر أشعياء وأرميا و حزقيال……الخ 3- قسم الأسفار الشعرية مثل المزامير والأمثال والجامعة ومن ضمنها سفر أيوب ويعتبرونه من ضمن أسفار الحكمة لأن الكلام فيه عبارة عن أمثلة وأختبارات وأحاجيج وحوارات ما بين أيوب وبين أصدفائه وتدور حول الله والحياة ومعنى الحياة والوجود والألم والعدل والظلم والشر والخطية ,ولذلك سفر أيوب يعتبر من ضمن الأسفار الشعرية أو أسفار الحكمة التى تتكلم بطريقة معينة عن الحكمة , ول ذهبنا للسفر سنجده ينقسم لثلاث أقسام كبيرة ,الأصحاحان الأولان المقدمة أو الحدث وسنرى أن الأحداث فيهم بتجرى بسرعة وزمن تتابع الأحداث سريع جدا ومتلاحق وبعد ذلك جزء طويل جدا عبارة عن حوار بين أيوب وبين أصدقائه الثلاثة ,وكل صديق من الأصدقاء الثلاثة بيتكلم وأيوب بيرد وبعدين يظهر صديق رابع و اسمه أليهو وبيتكلم كلام وأيوب بيرد وبعدين يختم السفر بالمقابلة الرائعة وهى المقابلة مابين أيوب وما بين الله وهنا الله يظهر لأيوب ,ثم يرد كل شىء لأيوب مضاعفا فى خاتمة السفر ,وهنا رؤية الله التى تجلب الفرح والتى تحل كل مشكلة أيوب ,ولكن برغم الألم ومشكلة الألم سيظل لا يستطيع أى أنسان كان أن يعطينا تفسير للألم لأن الألم هو أعمق وأكبر بكثير عن معرفة وأدراك الأنسان ,ومن الأشياء العجيبة التى سنراها فى هذا السفر أن كل الناس بتدخل مدرسة الألم وكل الناس بتدخل أمتحان الألم ,وأن كل من وجد على الأرض لابد أن يذوق الألم , الحقيقة أن الناس بتدخل فى هذه التجربة بدرجات متفاوته ,فمنهم من يكون فى الحضانه فى مدرسة الألم ومنهم من يصل إلى الدكتوراه فى مدرسة الألم ,وأيضا موقف الناس بأستمرار من هذا الألم يختلف من شخص لآخر ,فمنهم من يرضى بالألم فى حياته ومنهم أهو ساكت وخلاص لأنه مش قادر يعمل حاجة ,وفى اللى بيتذمر وفى اللى بيجدف على الله وفى اللى بيرفض وفى اللى بيؤمن وفى اللى بيشك ,فتفاعلات الأنسان مختلفة بالنسبة لنوع الألم الذى يحدث فى حياته ,وهذا يقودنا إلى نقطة سنراها فى سفر أيوب أن قيمة الحياة ليس فى السعادة التى يراها الأنسان فى الحياة ولكن قيمة الحياة فى مقدار القداسة التى يعيشها الأنسان فى حياته ,يعنى قيمة حياتى أو حياتك لا تتوقف على كم انت تعبت فى الحياة ولكن قيمة حياتك ستقدر بمقدار القداسة وليست السعادة وليس هو كم أنا أخذت أو تركت فى الحياة ,وسنرى أن أصحابه الثلاثة كانوا بيصروا على نقطة معينة أن الألم الذى أصاب أيوب كان نتيجة خطية أيوب ومسكوه سلخوه وقالوا له لأنك مش كويس علشان كده ربنا عمل فيك كده ,وأيوب يظل يدافع عن نفسه ويحاول تبرئة نفسه ويقول لهم أنا برىء ,والحقيقة أيوب أعترف بعدم كماله كما سنرى وبنقصه وضعفه البشرى ولكن كل تهمة يوجهوها له يقول لهم أنا برىء ,ويستمر فى الدفاع عن نفسه ,والحقيقة كانت مشكلتهم هى مشكلة كل العالم الذى ينظر نظرة ضيقة إلى الألم ويعتبره نتيجة الخطية ,وأن اللى بيتألم أكيد ربنا بينتقم منه ويطلع عينيه لأنه أنسان مش كويس ونلاحظ أن هذا الذى كان بيحاول يظهر فى الحوار بعاليه بين الله وبين الشيطان ,يعنى الشيطان عايز يطلع أيوب مش كويس ولذلك أدخله فى الألم ,لكى يظهر أن الألم نتيجة خطية أيوب ,بينما فى نظر الله أن الله كان بيثق فى بر أيوب ولذلك أدخله فى الألم ليثبت بر أيوب ,وشتان ما بين النظرتان ,نظرة الله ونظرة الشيطان ,ولكن هى نظرة العالم بأستمرار بالنسبة للألم لو واحد حصلت له مصيبة أو يقع فى شوية ضيق ,أكيد أنت عملت وسويت علشان كده ربنا بينتقم منك ,ويظهر من جمال السفر أنه بيلغى تلك النظرة الضيقة عن الألم ,انه نتيجة الخطية , وسنرى رد أيوب على الثلاث شخصيات التى ظهرت والتى كانت تركز على أنه أنسان شرير وخاطى ولازم تتوب ولازم ترجع وهو عمال يثبت فى بره وأن لا يوجد مثله وأنه أحسن أنسان إلى أن تجىء شخصية رابعة تظهر وسيكون لهذه الشخصية أنفراد كبير جدا وهى شخصية أليهو الذى سيقوم بتغليط الأثنين ,يغلط فى أيوب لأنه عمال يثبت فى بره الذاتى ,ويغلط فى الأصدقاء الثلاثة أنهم بيتهموا أيوب بأن الألم اللى هو فيه نتيجة خطيته ويبدأ يكلمهم عن موضوع آخر عن الألم ,وبعد ذلك ينتهى السفر برؤيا يرى فيها أيوب الله ,والعجيبه لما سنصل لنهاية السفر لن نجد أن ربنا كان بيرد على الأسئلة التى تسائلها أيوب لأصدقائه التى لم يجدوا لها أجوبة ,ولكن بمجرد أن الله يظهر لأيوب تنتهى كل حيرة أيوب وأحتياج أيوب وتعب أيوب ,وكأن رؤيا الله تسد أحتياجات وكل تساؤلات الأنسان ,وأيضا هذا السفر يرينا أن سر الفرح فى حياة الأنسان الذى يستطيع أن يغلب به كل ألم هو رؤية الله والتمتع بحضور الله , وأيوب لما كان فاقد هذه الرؤيا وهذا التمتع كانت حياته على مستوى التعب الشديد جدا إلى أن رآه وقال بسمع الأذن سمعت عنك أما الآن رأتك عيناى ,والحقيقة كانت رؤية ربنا له نتيجة سؤال سأله أيوب أثناء الحوار وقال من يعطينى أن أجده ؟ يعنى مين اللى يعطينى أن أجد ربنا هذا اللى أنا مش فاهمه ,ولما ربنا ظهر له وتبدلت حياته وحيرته وأرتفع فوق كل شىء وأختبر الأختبار العجيب الذى يقوله لنا هذا السفر والذى لابد أن كل واحد فينا يختبره ,وهو فرق كبير جدا أن يتكلم الأنسان عن الرب ,من أن يكلم الرب ,يعنى فرق أنى أتكلم عن ربنا من أنى أكلم ربنا وطبيعى سيختلف الوضع كلية ,ده أنا ياما أتكلمت عن ربنا ولكن الأهم هو أنى أكلم ربنا , فرق كبير أنى أسمع عن ربنا وبين أنى أسمع ربنا شخصيا ,فرق كبير أنى آخذ معلومات عن ربنا وبين أن آذانى تنفتح على صوت ربنا شخصيا ,والعجيب أنه أتمتع بهذه الرؤيا لله بعد ما جلس وأضطجع وأنسحق جدا فى التراب ,لكن أخيرا هذا هو السفر الذى يكلمنا عن هذا الأختبار والذى نستطيع أن نقول لربنا ,يا الله أنى كثيرا لا أفهمك ولكنى أثق فيك ,نعم كثيرا لا أفهم ما تفعله ولكن مش من حقى أنى أعترض وأقول لك ليه أنت بتعمل كده لأنى أثق فيك ,وأثق أن كل الأمور تعمل معا للخير للذين يتقون الله ,وهذا هو السفر من خلال تقسيمته ومن خلال المحور الذى يدور حول الألم ولكن لا نريد أن ننسى أن كل سفر كتب فى الكتاب المقدس محوره المسيح ولذلك لابد أن نرى المسيح فى هذا السفر والحقيقة سنراه من خلال أربع عناصر ظاهرة فى هذا السفر وهى 1- فى شخصية أيوب الذى هو البار المتألم ,بالرغم من أنه بار فهو يتألم وهو رمز للمسيح الذى بلا خطية ولكنه تألم عنا ,2- المسيح من خلال الولى الحى الذى يطلبه أيوب الذى يقول أن لى ولى حى 3- من خلال الوسيط المصالح الذى يترجاه أيوب الذى يقول من الذى يضع أيديه علينا نحن الأثنين (أى عليه وعلى ربنا!) وهذا ما عمله السيد المسيح 4- من خلال الفادى الذى يتكلم عنه أيوب وهو فى عمق ضيقته الذى يحتاج أحد يفديه ,ولذلك نرى صورة لآلام المسيح ,والعجيب أيضا أن كل الدافع للألم الذى مر به أيوب كان نتيجة حسد الشيطان وأيضا نفس الآلام التى مر بها المسيح كانت نتيجة عمل الشيطان ,  وكما هو فى القداس الألهى عندما يقول الكاهن :يا الله العظيم الأبدي، الذي جبل الإنسان علي غير فساد. والموت الذي دخل إلي العالم بحسد إبليس هدمته، بالظهور المحيى الذي لابنك الوحيد الجنس ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسـيــح. ,وأيضا نجد فى أيوب أيضا رمز للمسيح رجل الأحزان الذى لم يعمل خطية والذى جرح من أصدقائه ومن أحبائه ,رمز للمسيح الذى جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله ,فزوجته وأصدقائه بدلا من أن يكونوا معينا له كانوابالعكس ثقلا عليه وضده ,وأيوب كان بيفتح فمه كثيرا ويتذمر ,ولكن السيد المسيح كان كحمل لم يفتح فاه ..ولذلك هذا السفر فى أهدافه بيكلمنا عن سر الألم ومعناه وكيف ندركه ونتغلب عليه ,وبيحرر السيادة الإلهية من مفهوم العدالة الأنسانية ,وأن الأنسان بأستمرار بيحكم على الله بمنطوقه الأنسانى ,يعنى ما تقدرش تحكم على ربنا وتقول له أنت بتعمل كده ليه ,ولدرجة أن أصدقاء أيوب أرادوا أن يبرروا ربنا! ويقولوا مش معقول ربنا يعمل حاجة غلط ورموا كل الغلط على أيوب وبيدفعوه للتوبة وكأن توبة أيوب تبرر الله ! وتعطى حكم براءة لله .. إلى متى يفهم الأنسان أن ربنا ليس بحاجة إلى تبرير الأنسان وليس محتاج لأحد يدافع عنه كأحد الأديان الأخرى التى تعتقد أنه بحاجة لمن يدافع عنه تصوروا جعلوه إله ضعيف وأنه لن تقم له قائمة إلا بواستطهم وحاشا أن يكون ربنا ضعيفا أو يحتاج تبريرا من الأنسان أو يحتاج الأنسان أن يدافع عنه ضد أعدائه بقتلهم مثلا ,,منتهى الحزن,,وعلى العكس تماما ألهنا قوى ونحن نستمد حياتنا وقوتنا منه لأنه أحبنا وجعلنا نعرف معنى الحب ببذله ذاته عنا على خشبة الصليب ,ولذلك نرى الله يقول لهم فى آخر السفر أنتم بتعملوا أيه ,أيوب هذا يشفع فيكم لأنكم لم تقولوا الصواب فيا بالرغم من أنهم كانوا بيدافعوا عن ربنا وربنا بيقول لهم أنا مش عايز شهادة ظلم ,يعنى هم لكى يبينوا أن ربنا برىء حاولوا يظلموا أيوب ,ربنا لا يستطيع أحد أن يبرره لأنه ليس بحاجة إلى تبرير من الأنسان ,وهذا السفر يظهر لنا الحقيقة الأيمانية الثابته وهى الأيمان الذى هو ثقة ما بين شخصين ولابد أن يكون هو محور الحياة,والثقة التى كانت فى ربنا تجاه أيوب ,والثقة التى كانت فى أيوب تجاه الله ,وهذا هو معنى الحياة أن الله بيثق فيا وأنا بأثق فيه ويرينا السفر فى الآخر أن الحضور الإلهى ورؤية الله وإن الأنسان الذى يتمتع بحضور ربنا فى حياته هو الذى يرفعه فوق الألم وفى نفس الوقت يعطينا مفهوم عن الخطية التى ليست هى الأعمال الشريرة التى يفعلها الأنسان فى حياته فقط بل يكتشف الأنسان خطيته عندما يفاجأ ويواجه قداسة الله وحينئذ يعرف مقداره وهذا بالضبط الذى شعر به أيوب لما واجه الله ورأى الله ,شعر بخطيته الفعلية ,وانه فعلا مخطىء .

الأصحاح الأول

1*أرض عوص أرض تقع شرق نهر الأردن وبالضبط جنوب شرق اليهودية ,مابين اليهودية وما بين مقاطعة آدوم التى كان يسكن فيها عيسو, والكتاب المقدس هنا بيوصف لنا أيوب بأربع صفات ولكن بيتعامل مع أيوب بلفظ إلوهيم أى إله كل الخليقة وليس يهوه إله الوعد الذى يذكر لما يتعامل الله مع شعبه الخاص كما شرحت من قبل فى أسم يهوه ,ولذلك هذا يرينا أن أيوب ليس من شعب الله ,ولكنه كان أنسان عادى وكانت هناك معاملة ما بينه وما بين الله , 1- كاملا 2- مستقيما 3- يتقى الله 4- يحيد عن الشر ,وهذه الصفات بيتكرروا بأستمرار لما يذكر الله أيوب ويقول كل الأربع صفات ,طيب تعالوا نتسائل يعنى أيه كاملا ,وهل هو الكمال المطلق أوالكمال النسبى ؟ ولكى أوضح ذلك فى مثل يحضرنى تلميذ فى الأبتدائى حصل على 100% فى الدرجات فى علم الرياضيات يعنى حصل على درجة الكمال ونقول عليه هذا الطفل أو التلميذ كامل فى علم الرياضيات لأنه حصل على النتيجة النهائية فهل هو كامل فى علم الرياضيات ككل ؟ لأ.. ولم فى الأعدادية يحصل على 100% يكون أيضا كامل لكن كمال نسبى يتفق مع معرفته ومع ظروفه ومع إمكانياته أنه وصل لأقصى درجة تتناسب مع ظروفه وسنه وإمكانياته ,وهنا أيضا ليس أنه بلا خطية لأنه بنفسه سيذكر خطاياه أمام الله ,وهنا الكمال بالنسبة لمعرفته عن الله وهذا هو الذى يطالبنا بيه ربنا أن نحصل على 100% بالنسبة للظروف وللمعرفة التى نحن فيها ,وأيضا هذا الكمال يتزايد بتزايد المعرفة وبتزايد الأدراك وهذا الكمال يترجم إلى أستقامة ,يعنى سلوكه كان سلوك مستقيم وليس معووج وهذه كانت الصفة الجميلة فى أيوب أنه كان دوغرى ويعرف أن أقصر الطرق هو الخط المستقيم ,ولم يكن يعيش مع ربنا بوجهين ,ولم يكن فى الداخل شىء وفى الخارج شىء ,ولذلك يقول هذا السلوك المستقيم كان نتيجة حياه داخلية بيعيشها أنه يتقى الله بطرق الأستقامة والكمال فى الحياه الداخلية بينه وبين الله بأنه يتقى الله والحياة الداخلية أنعكست أمام الناس فى الشكل الخارجى بأنه يحيد عن الشر وهذا كان شكله الخارجى أنه بيبعد عن كل شر ولذلك كان على مستوى الحياة الداخلية على أتصال بربنا وعلى مستوى السيرة أو الحياة الخارجية يحيد عن الشر ,أيوب كان ليه علاقة جميلة جدا بالله ,كان يحيا هذا البار فيها.

2*,3* ونلاحظ فى ممتلكاته أرقام 7, 3, 5 وأيضا هذه الأرقام ارقام الكمال ,بمعنى وصل للكمال فى حياته الروحية ووصل للكمال فى ممتلكاته فى العطايا التى أخذها ,ولا ينقصه شىء بعد ذلك .

4*والأجمل من ذلك أن أيضا كانت عائلته عائلة متكاملة فى محبة أخوية وكان الأخوة يعيشون حياة الشركة مع بعضهم البعض ,يعنى كانت عائلة مترابطة ونجح أيوب فى أنه يكملها وأن أولاده يستمروا فى هذه المحبة وفى هذه الحياة ,ونتسائل ما هو سبب ذلك النجاح فى هذا الكمال المادى والروحى  إلى الكمال العائلى ,ما هو السر؟

5* يكلمنا هنا عن سر الكمال وهو حياة القداسة التى كان بيعيشها أيوب وبيعيشها لعائلته , وسر الكمال هو حياة الصلاة التى ينظف فيها نفسه وينظف فيها أولاده ,وسر الكمال هو حياة الذبيحة أو المحرقة التى يصعدها وأذا كان بيقدم عن أولاده فكان من الأولى يقدم عن نفسه ! أذا كان بيخاف أن أولاده يجدفوا على الله فى قلوبهم ,أذا كان من الأولى أنه يخاف يعمل حاجة ضد ربنا ,وهنا قدسهم بمعنى غسلهم وجعلهم يأخذون حمام وتنظيفهم وجعلهم يلبسون ثياب جديدة وإعدادهم للذبيحة ولذلك يقول وبكر فى الغد وأصعد محرقات وهنا يفهم لنا محبة أيوب لله بالتبكير وكلمة بكر تعنى أشتياق أنه يقدم نفسه ويقدم أولاده بصورة مقدسة وتعنى كلمة التبكير أنه أنسان نشيط أنه كان عنده رغبة أنه يقدم حياته ويقدم أولاده لربنا بعكسنا نحن وفى أوقات كثيرة حتى لما بنحاول نقدس نفسينا بيبقى بالعافية وبالزق وبالتراخى وبالغصب ,لكن هو بكر لكى يقدس وأصعد محرقات وهنا يعطينا هذا السفر أنه فى زمن البطاركة الأولين لم يكن عندهم كهنة لكن رب العائلة هو الكاهن وهو الذى يقدم المحرقة التى كانت أرضاء لله وتقرب لله وكأن سر الكمال اللى فيه وفى حياة أولاده هو تلك المحرقة التى تكمل كل نقص وكل ضعف فيها ,سر الذبيحة التى تكمل كل ضعف وكل نقص فينا ,واللطيف هنا يقول على عددهم كلهم يعنى له أهتمام خاص بكل فرد ,ولايوجد واحد منهم منسى أمامه ,وهو يقدم لكل واحد الذبيحة الخاصة ,يعنى كل واحد له أهتمام خاص فى حياة أيوب وله موقع خاص فى حياة أيوب ولذلك الكاهن الناجح والأب الناجح ,أن كل أبن من أولاده له مكانة خاصة عنده ,ولا يشتغل علشان الكل وخلاص! وكما يقول المسيح خرافى أدعوها بأسمائها ,وأيوب كان يخشى أن أولاده يجدفوا على الله أى يرفضوا الله ويستغنوا عنه ,لأن الغنى فى هذه التجربة سهل السقوط (أنا غنى وقد أستغنيت وليس لى حاجة إلى أحد) ,وهنا كل أبن من أبناء أيوب عنده البيت بتاعه المستقل بيه وكان سهل على الغنى أنه يتكل على غناه وينسى الله ويرفض الله ويجدف على الله ,والعجيب هنا أن هذه الآيه ترينا أن أيوب كان على المستوى الروحى فى الحياة الداخلية وليس مجرد أنه بيعمل شوية طقوس من الخارج لأنه بيقول قد يجدفوا فى قلوبهم يعنى له أهتمام بالحياة الداخلية لأولاده وليس بالمظهر أنهم بيروحوا الكنيسة أو بيحضروا أجتماعات  ..لأ.. انه كان ينظر لحياتهم الداخلية وليس الشكل الخارجى ولم يكن تدينه تدين سطحى ولكنه تدين عميق يهتم بالأنسان الداخلى ,وحقيقى كان بيمارس طقوس وكان بيقدم ذبائح وكان بيغسل أولاده ويحميهم ويقدسهم ,طقوس ,لم يستغنى عنها ولكن فى نفس الوقت وهو بيقدم الطقوس كان مهتم بالحياة الروحية الداخلية وليس بالشكليات وليس بالأشياء السطحية فقط ,لكن كان بيعيش الطقس على مستوى الروح ومستوى الحياة الداخلية واللطيف هنا أنه بيقول هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام ,يعنى مش يوم ويوم ,ولكن كان حرصه أن يكون أولاده مقدسين كل يوم ,وكل وقت مقدسين امام الله .

6*يبتدأ يتكلم بالنظام الألهى وهنا أبناء الله المقصود بيهم الملائكة وكلمة أبناء الله تختلف عنا نحن أبناء الله ,فنحن أبناء الله بالتبنى الذى أنعم بينا عليه الله فى المحبوب يسوع المسيح لما صار بكرا بين أخوة كثيرين ,وكلمة أبناء الله بالنسبة للملائكة تعنى أنهم من الله لأن الله هو مصدر كل الخليقة ولذلك يسمى ربنا رب الجنود أو رب الصباؤوت أو رب القوات ,لأن كل القوات أو كل الجنود أو كل خليقته هو مصدرها أو هو أبوها وهو أصلها ,وفى مجمع الملائكة دخل الشيطان وجاء فى وسطهم! كيف يجروء الشيطان للدخول فى حضرة الله وفى مجمع القديسين والملائكة ؟ والحقيقة لانريد أن ننسى أن الشيطان كان أصلا ملاك لكن كيف يجروء للدخول فى حضرة الله ,وكما سنرى لا يدخل إلا بأذن ,لأن الله يعرف كل شىء ويريده فى شىء معين .

7*وقال ربنا للشيطان من أين أتيت ,وأكرر هذا السؤال ليس معناه أستفهام لأن ربنا يعرف أين كان الشيطان ,وربنا عايز يقوله أنت جاى منين لحاجة معينة لأنه فاحص القلوب والكلى ويعرف دواخل كل الخليقة ,يعنى عارف فكر الشيطان من الأول وقال الشيطان من الجولان فى الأرض والتمشى فيها ,يعنى كان بيتمشى فى الأرض وكما قال عنه بطرس الرسول فى رسالته الأولى 5: 8 8اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. وكلمة الجولان تعنى عدم الأستقرار ,فالشيطان لا يستطيع الأستقرار.

8*وهنا ربنا كاشف فكر الشيطان وعارف بماذا يفتكر ولذلك ربنا بيسبق ويسأله أنت جاى منين وهنا كلمة ليس مثله فى الأرض ترمز للسيد المسيح الذى لا يوجد مثله ,أنت أبرع جمالا من كل بنى البشر ,هنا لكى نرى صورة البار المتألم الذى لا يوجد مثله لكنه يتألم ,وهنا الأربع صفات كما قلت ملازمين لأيوب .

9* هنا يبدأ الشيطان يظهر عمله ودوره ويقول هل مجانا يتقى أيوب الله .

10*و11* الشيطان له مجموعة أسماء عجيبة من خلال الكتاب المقدس :1- المجرب 2- المشتكى فى رسالة رومية 8: 33 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! ,فى سفر الرؤيا 12 :10 10وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلَهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلَهِنَا نَهَاراً وَلَيْلاً.يعنى شغلته أنه يقدم ضدنا شكاوى ويجربنا 3- المعاند .4- المجدف , 5- المفترى , 6- المقاوم , 7- الكداب ,لأن كل اللى بيقوله كدب وهذه هى أسماء الشيطان فى الكتاب المقدس ,وموضوع الشيطان له منى تأمل آخر وليعيننى ربنا على أنهاءه ,والعجيبة أنه بأستمرار الشكوى التى بيضعها أمامنا هى نفس العبارة التى قالها عن أيوب (هل مجانا يتقى الله) وهذه الكلمة صعبة جدا ,لأنه مش موضوع أنه يريد أن يهيج ربنا على أيوب ,لكن فى نفس الوقت يريد أن يهين الله ,يعنى بلغة أخرى عايز يقول لربنا أن نعمتك مش كافية بالنسبة  للبشر ,أو بمعنى آخر أن العلاقة بينك وبين الأنسان علاقة نفعية , يعنى شيلنى وأشيلك ,وليست علاقة من نوع من الحب والشركة,فأنت تعطى الأنسان عطايا لكى تضمن ولاء الأنسان لك ويعبدك ,والأنسان عمال يعبدك ويقدم لك صلوات علشان يأخذ منك ,يعنى العلاقة التى بينكم ليست علاقة مجانية ,يعنى أعطى ,تعطى ,فى الآخر العلاقة علاقة نفعية والأنسان لا يتبعك إلا نتيجة الوصولية ,يعنى عايز يوصل لحاجة ولذلك يصللى لك ويصوم لك ولذلك يسبحك ,لكن تقول أن عناك علاقة حب بينك وبين الأنسان الكلام ده مش موجود ,ومفيش حاجة أسمها نعمة منك للأنسان ,أنت بتقدم للأنسان شىء وبتأخذ مقابله ,والأنسان بيقدم لك شىء وبيأخذ مقابله , وأليس لأنك سيجت حول بيته ,وباركت فى عمله وفى شغله ووظيفته وفى صحته وفى كل ما له ,طيب ما طبعا سيعبدك! ونفهم من كلام الشيطان أنه يريد أن يقول لربنا أن العلاقه هنا نوع من المتاجرة ,وأنتم الأثنين بتبيعوا لبعض ولا يوجد علاقة بينك وبين الأنسان ولا يوجد شىء أسمه حب ,ويقول للأنسان مفيش أحد بيحبك ,والحقيقة الشيطان بينجح فى هذه التجربة بنسبة كبيرة جدا جدا ,لأن فى واقع الأمر وهذه هى خيبتنا ومصيبتنا , أن كل علاقتنا بالله من أجل النفعية والوصولية ولذلك لن نستطيع أن نتذكى وهذه هى التى يشتكى فيها الشيطان ضدنا ,ويقول لربنا بيأتوا أليك فى كنيستك وبيصوموا لك وبيصللوا لك و بيسبحوك علشان عايزين وليس لأنهم بيحبوا ,واليوم الذى لا يأخذ فيه الأنسان أو اليوم الذى عند الأنسان يؤخذ منه ,سوف ترى ماذا سيفعل لك الأنسان ,حيشتم ويجدف ويقول مافيش ربنا و ربنا ده ظالم وربنا وربنا وربنا …. والحقيقة هذه هى التجربة التى ننهزم فيها بأستمرار لأننا فعلا كده ,وصوليين ونفعيين , والحقيقة الله مش كده ,ولكن للأسف أننا كثيرا بننهزم لأن كل علاقتنا بربنا من أجل النفعية ومن أجل أننا نأخذ وليس من أجل الحب , واليوم الذى نأخذ فيه أو اليوم اللى عندنا يروح ,نفقد كل علاقة بربنا وكل صله بربنا ,ونعود لكلام الشيطان الذى يقول لربنا أن العلاقة بينك وبين ايوب علاقة سطحية ولم تثبت بعد بالتجربة , وجربه كده ولا تعطيه وخذ اللى عنده وشوف حا يعمل فيك أيه , لأنك أجزلت العطاء لأيوب وللأنسان عامة ولذلك أنت بتكسب ولاء الأنسان ,وأصعب شىء أن الله يرى أولاده أن شكوى الشيطان ضدهم صحيحة! , أن أولاده كل علاقتهم بيه هى النفعية وهى المصلحة الشخصية , ولكن نرى هنا فى سفر أيوب أن الله قبل التحدى ,لكى ما يكشف ويؤكد هذه الحقيقة الغالية التى سيكشفها لنا سفر أيوب ,وهى الحقيقة الثابتة والتى لا يستطيع الشيطان أن يعرفها أو يقبلها أو أيضا العالم ,وهى أن نعمة ربنا للأنسان هى عطية مجانية بدون مقابل وستبقى نعمة الله لأجل محبته هى الثابته والمنتشرة ولابد أن علاقة الأنسان تضرب جذورها فى المحبة الإلهية  , ونجد بولس الرسول يقول فى رسالة رومية 8: 33 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! وفى 35 35مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟وفى 38 و 39 38فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً 39وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.يعنى لا شىء يستطيع أن يفصلنا عن محبة الله التى فى المسيح يسوع , ونستخلص أن محبة الله للأنسان بدون مقابل ,ولكن يبقى السؤال بالنسبة لنا ربنا بيحبنا وبيعطينا نتيجة محبته وهو لا ينتظر منا كلنا عبادته لكن المقابل يا هل ترى أنعيش نحن مع ربنا وبنعبد ربنا من أجل المقابل أم لا ؟ , نعود للشيطان الذى يحاول أن يبرهن أن عطية الله لأيوب جعلت أيوب يتقيه وليس مجانا لأنه بيقبض الثمن ,وهنا التجربة أرفع يدك  وحمايتك عن كل ما له ,سيجدف عليك فى وجهك وهذا هو كان هدف الشيطان النهائى أن أيوب يجدف على ربنا وأنه يرفض ربنا ويدمر العلاقة بينه وبين ربنا , والحقيقة أن سفر أيوب بالذات يكلمنا عن العالم الغير منظور الذى لا نراه نحن ,وهذا العالم الغير منظور هو الأجدر والأهم من المنظور ,لأن المنظور شى قليل ,لكن الغير منظور شىء خفى وعظيم وكبير جدا ولا يستطيع أحد أن يدرك أسراره ,والحقيقة الثابته هنا أن الغير منظور هو الذى يتحكم فى المنظور ,لكن للأسف أحنا عيوننا بأستمرار على المنظور ولا نستطيع أن نتركه ولذلك فى النهاية بنضيع, ولذلك لابد أن نعطى أهتمامنا للعالم الغير منظور لأن صراعنا ليس مع المنظور ولكن صراعنا مع قوات الشر الغير منظورة وهذا ما يقوله بولس الرسول فى رسالته لأفسس 6: 12  12فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ.يعنى صراعنا مع العالم الشرير غير المنظور , ولكن الحقيقة الجميله والمطمئنة جدا للأنسان وبالرغم من قوة الشر لكن الله ضابط كل شىء , وكل شىء فى يد الله والمسيح بيقول لبطرس والتلاميذ أيه خطيرة جدا فى أنجيل لوقا البشير أصحاح 22: 31 31وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ!يعنى الشيطان عايز يشتكى ويغربل التلاميذ زى الحنطة ومازال يشتكى وهذا ما يعلنه السيد المسيح للتلاميذ ,ويكمل رب المجد ليطمئن بطرس 32وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ». وأريد أن ندرك ما هو مستوى الصراع مع قوة الشر الغير منظورة ورب المجد بيقول فى يوحنا 10: 27 و 28 27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. صحيح أيوب بيتعرض لمتاعب لكن هناك حدود ولازال ربنا ماسكه بيده.

12* ربنا بيقول للشيطان ليس لك سلطان لأن تمد يدك ألى أيوب ونفسه وهذه الكلمة فى واقع الأمر هى سبب صمود أيوب وسبب نجاة أيوب وأيضا سبب نجاحه أن ربنا كان لازال ماسك بيد أيوب وهذا ما يقوله الشاهد بعاليه لا يخطف أحد خرافى من يدى ,وهذا يرينا أن الشيطان ليس له أى سلطان وأن كان له سلطان وسيضرب ضربات متتاليه فسلطانه محدود وليس مطلق ويستطيع التصرف فى حدود معينة قليله ولا يستطيع أن يمد يده للنفس البشرية  ,ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا ,ليه ربنا بيقول خرافى التى بيدى لا يستطيع أحد أن يخطفها منى ,وقال لبطرس طلبت من أجلك لكى لا يفنى أيمانك بالرغم أن الشيطان طلب أن يغربلكم كالحنطة لكن أنا مثبتك ,طيب ليه ربنا لم يثبت يهوذا,بعنى لماذا منح بطرس الثبات والنجاه ولم يمنح يهوذا الثبات والنجاه ولماذا أتخطف وربنا تركه ألكى يتم المكتوب أن هذا هو أبن الهلاك ولماذ أطلق ربنا عليه اسم ابن الهلاك ,بينما بطرس ظل حافظا له كما حافظ على أيوب ؟ والحقيقة يهوذا ضاع وليس لأن الشيطان خطفه من يد المسيح أو أن المسيح تركه ,لكن يهوذا هو الذى هرب بنفسه من يد المسيح وقول المسيح أن خرافه التى بيده لايستطيع أحد أن يأخذها منه  يعنى ليس بالعافيه ولكن أذا كانت هذه الخراف هى التى تريد أن تتركنى بأرادتها وهى التى تريد أن تخرج من يدى بأرادتها أن لن أمسكها غصبا عن أرادتها ولذلك يهوذا لم يؤخذ لأن الشيطان كان أقوى وشده أليه ..لأ.. لكن لأن يهوذا نفسه ماكانش عايز يستمر فى يد المسيح , ولكن النفس التى ترغب وتود أنه تظل ممسوكه بيد المسيح لا يستطيع الشيطان أن يأخذها من يده , لذلك كل الموضوع متوقف على إرادة الأنسان ,فطول ما أنا ماسك فى ربنا وربنا ماسك فيا ,طول ما الشيطان مالوش سلطان عليا ,لكن لو كنت أنا بأرادتى بالبلدى بأفلفص من يد ربنا وبأتركه ولا أريده أن يمسكنى فهذه هى بداية السقوط وبداية الضياع وكم من ناس كثيرين ضاعوا ومنهم أعز الناس ليا لأنهم تركو يد ربنا بأرادتهم , ولذلك قال له ربنا كل ماله هو فى يدك ,لكن نفسه لا تمد يدك أليها وهنا ربنا جعل للتجربة حجم معين كما يقول فى رسالة بولس الأولى لأهل كورونثوس 10: 13 13لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا. لأن الله يعرف قدرة الأنسان وأحتماله .

13* بدأ الشيطان يشتغل وبسرعة ويقول الكتاب ,وأولاد أيوب مجتمعين فى بيت أخيهم الكبير وهذا هو اليوم الأول فى الأسبوع لأن الدور بيصيب أبناءه فى دعوة أخوتهم كل سبعة أيام حتى يجتمعوا كل واحد فى بيت الأخوة بالترتيب ونعرف من العدد 5 أن أيوب أرسل فقدسهم أيضا فى الدورة الأولى ,أو بمعنى آخر أن نفس اليوم اللى أيوب قدس أولاده فيه وقدم ذبائح من أجلهم هو نفس اليوم الذى حدثت فيه التجارب والبلايا والمصائب ,يعنى أنسان بيقول أنا ما صدقت أبتديت أعيش مع ربنا وا صدقت أنى أصبح ليا حياه روحية مقدسة وأول ما أعيش مع ربنا تبتدى التجارب والبلايا والضيقات والآلام تحل عليا!, ده أنا كنت عايش بعيد وكنت مرتاح , ويتضح هنا أن الشيطان كان عنده تخطيط دقيق جدا ويعرف متى يضرب فى اللحظة المناسبة اللى شاف فيها الأنسان سيبدأ يمسك فى ربنا ويقدس حياته الروحيه ,يروح يقول له طيب من أولها خذ تجارب وبلايا ولذلك يقول الكتاب فى يشوع أبن سيراخ يا ابني إن تقدمت لخدمة ربك هيئ نفسك لجميع المتاعبيعنى لجميع التجارب ,وطول ما أنت كنت فى يد الشيطان وتابع له لن يهاجمك ولكن يوم ما تزداد ألتصاقا بالله ,فلابد أن الشيطان يضرب ويضرب ضربات متتاليه ,وحتى فى بعض الأحيان نلاقى الناس تقول لواحد أنت يا أخى المصايب وراك وراك كده بسرعة ,لأن الشيطان بيلحقه من الأول ويخليه يفقد أيمانه ويبقى ملكه , ولذلك فى اليوم الذى قدس فيه أيوب أولاده وقدم عنهم ذبائح ,كان هو نفس اليوم الذى بدأت فيه التجارب تحل عليه ,وكأن الشيطان بيحاول يوصل له رساله ويقول له هو ده ربنا اللى أنت مشيت معاه هو ده ربنا اللى صلليت له هو ده ربنا اللى قدمت له ذبائح ,طيب خذ , وشوف ماذا فعل لك أهو مانفعكش بحاجة ,يعنى من أولها من أول ما أبتديت تصللى وتعرف ربنا وأنت المصايب عماله تحل تحل تحل …. ,ربنا عمل لك أيه ,ربنا خللاك تغلب أو نصرك أو منع عنك التعب أو منع عنك الضيقة ,مفيش فايده من الحياه الروحية ومفيش فايده من العلاقة مع ربنا وهذا هو ما يحاول يعمله الشيطان فى حياة الأنسان ,أنه فى ذات اليوم الذى قدس فيه أيوب أولاده كان ذات اليوم الذى ضرب فيه أيوب بكل التجارب!, وبعدين تقول ما هو صحيح الواحد ييجى يعيش مع ربنا يأخذ على دماغه ويتجرب ويدخل فى صعوبات وضيقات وفى ألم ,أين ربنا اللى بينصر الأنسان ويرفع الضيقة عنه وبيحامى عنه ؟ والحقيقة لن نستطيع أن نفهم هذه النقطة جدا إلا لما نصل لآخر السفر ,ونجد ملاحظة عجيبة جدا ,أن أيوب دخل التجربة وفقد كل ما له من أبناء ومن ممتلكات ,وأستمر فى تجربته وبعد ذلك مر بظروف لا شاف ربنا ,وبعدين ربنا فى الآخر رد له كل اللى أخذه منه ضعفين! يعنى ضاعف ما كان له قبل التجربة ,إلا الأولاد , كان له عشرة أعطاه عشرة فلماذا لم يضاعف ربنا الأولاد ,ولو تأملنا قليلا نجد أن ربنا عايز يقول لنا سر جميل جدا أنه عايز يقول لأيوب أن العشرة اللى ماتوا منك أياك أن تفتكر أنك خسرتهم أو فقدتهم أو ضاعوا منك ..لأ.. لانهم قد ماتوا وأنت مقدسهم ,ماتوا وهم فى علاقة جميله مع ربنا ولذلك هؤلاء العشرة ما زالوا محفوظين لك فى السماء للمجد المعد ليهم ,وأياك أن تفتكر أنك فقدتهم وضاعوا منك ولذلك ربنا لم يرد له الضعف وقال له أنت عندك عشرة موجودين عندى فى السماء وخذ عشرة تحت على الأرض ,وهنا السر أن الممتلكات ربنا ضاعفها له لأنها على الأرض وستظل على الأرض ولن تكون فى السماء ,ولذلك كان العمل الجميل اللى عمله أيوب ,وكانت التجربة صعبة وكان يفتكرفى الوقت الذى قام بتقديس الأولاد يأخذهم الله منه ويميتهم وتضيع كل ممتلكاته,وربنا كان يريد أن يقول له أياك أن تفتكر هكذا , وأن أجمل حاجة عملتها أنك قدستهم وماتوا وهم مقدسين ولذلك هم محفوظين لك فوق ,يعدوا ليوم المجد ويوم الملكوت أنهم تابعين لك ولكن هم فوق أنا حافظهم عندى ,ولذلك لانحزن على كل ما نقدسه لربنا ونعطيه لله ,لأن الشىء الذى تقدسه لربنا هو باقى لك ولأجلك ولن يضيع , و لا نقول اليوم الذى بدأت أقدس فيه حياتى وأصللى التجارب أتت لى , لا تنظر لهذه لأن التجارب لازم ستجىء والشيطان لابد أن يضرب بشدة لأنه مش ممكن يصيبك تفلت منه وتروح لربنا ,لكن الذى تتوقعه والذى تتأكد منه أن كل شىء باقى لك طالما أنت قدسته لله وقدمته لله فى حياه نقية ,لن يضيع شىء منك ,ولكن ستبقى للمجد معك فوق فى السماء ,وهنا بدأ واحد واحد يأتى له .

14* و 15* واحد قال البقر كانت تحرث والأبل ترعى وجاء السبئيين وهم قبائل سبأ فى الجزيرة العربية وكانوا بيعملوا غزوات وجائت غزوة من غزواتهم وأستولوا على كل البقر والأتن التى يملكها أيوب فضربوا الغلمان بحد السيف وبقى واحد ليخبره ,وبلغة الناس ياريتك ما كنت نجيت ولا كان وصلنى الخبر وكأن الشيطان بيصر أن يصل له الخبر ,وممكن واحد يسمع كده يقول زى أيوب مثلا أن كانت البقر أخذت فنشكر ربنا أن لسه فى حاجات تانية لم تأخذ ولكن الشيطان لايعطيه فرصة فى ضربات متلاحقة وسريعة ورا بعض حتى لا يعطيه فرصة يشم فيها نفسه .

16*يعنى لسه الأولانى بيتكلم كان لحقه التانى وتانى خبر أن الغنم كمان أتحرقت هى والغلمان  بنار الله من السماء! صاعقة نزلت حرقتهم وهنا نركز فى كلمة نار الله ,وكأن الخبر الذى أرسله الشيطان أن من أحرق غنمك هذه المره هو الله ,وكانه يريد أن يضع فى قلب أيوب أن الله تحول لعدو له وأن الله غير صالح ,وهذه نار نزلت من السماء وهذه هى نار ربنا وحرقتهم.

17*وواحد آخر الكلدانيون من الشمال هجموا فى ثلاث فرق وأخذوا كل الجمال ,وأذا كانت الممتلكات فقدت ,وتحول أيوب الذى كان من أغنى وأعظم أغنياء بنى المشرق فى لحظات يتحول ألى أفقر أنسان ,والحقيقة ممكن أيوب يعزى نفسه ويقول أذا كانت الممتلكات راحت فكفايه عليا أن الأولاد بخير .

18*و 19* ولكن فى نفس اللحظة جاء واحد ليكمل الخبر وأخبره بموت الأولاد , والحاجة العجيبة الملحوظة هنا أن الضربه لما بتيجى كانت بتأخذ الكل ,يعنى البيت وقع ما كان يموت ثلاثه ,أربعة ويترك الباقى ,ولكن يقول والكل مات وأنتهى ولم يترك له شىء.

20*وكعلامة من علامات الحزن مزق جبته وخر على الأرض ساجدا ,والحقيقة الكلمتين دول حلوين جدا ,لآن هدف الشيطان من الضربات المتلاحقة التى حدثت ,وأنه يأخذ الكل أن أيوب يقف ويجدف على ربنا ويلعن الله ,لكن الذى حدث أن أيوب خر على الأرض ساجدا ولم يقف مجدفا ,كما أن بعض الناس من كتر الألم تقول لربنا أنت بتعمل كده ليه ,ولكن أيوب أعلن كل خضوع وخر على الأرض ساجدا لأنه ساقط تحت سلطان الله وأنه مازال يعبد الله ,والجميل فى أيوب أنه كان يرى أن يد الله هى التى تعمل كل هذه الأمور وهذا ما أفلح فيه الشيطان أنه كان شايف فقط أن يد الله هى التى تعمل كل هذه الضربات وليست يد الشيطان ولا الظروف الطبيعية و لا الكوارث والعواصف ولا السبئيين ولا الكلدانيين , لكن كان شايف كل هذه الضربات المتلاحقة وراها يد ربنا ولذلك ما أجمل أن الأنسان يأخذ الضربة ليس من يد أحد ولكن من يد ربنا ,مثل داوود لما شمعى بن جيرة كان بيسبه وقال له قائد الجيش أروح أموته ,وقال له داوود لأ سيبه لأن ربنا قال له سب داوود ,وتلقى داوود الأهانة من الله وليست من الشخص لأن النظرة ألى يد الله التى تحرك كل الأمور التى بحياتنا هى التى ستعطينا بعد ذلك ثقة وأطمئنان وأرتباط بأيد الله وسنعرف أن يد الله صالحة حتى ولو كانت بتقسو وحتى لو كانت بتضرب فى يوم من الأيام .

21*و 22* وعريان خرجت من بطن أمى هذه هى الولادة الأولى ,وهناك قول أحد الفلاسفة على فقر الأنسان فيقول تستطيع أن ترى أقصى لحظات فقر الأنسان فى اللحظة التى يولد فيها من بطن أمه عريانا ليس له أى شىء  ,وكانه عندما يقول عريانا أعود تخيل الأرض أو القبر الذى يدفن فيه بطن أخرى سيدفن فيها مرة تانية ,ولكن البطن الأولى خرج منها عريان ,ولكن البطن التانية سيدخل فيها عريانا وهذا ما يقوله بولس الرسول فى رسالته الأولى لتيموثاوس 6: 7 7لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. لكن أعتبر نفسه أنه حتى لو وصلت الأمور لدرجة الموت فأن هذا سيكون ولادة تانية له وهذا هو فعلا لو رأينا فلسفة الموت أن الموت يعتبر ولادة تانية لحياة جديدة وكما يقول آساف فى مزمور 73 عن حياة الأنسان 20  20كَحُلْمٍ عِنْدَ التَّيَقُّظِ يَا رَبُّ عِنْدَ التَّيَقُّظِ تَحْتَقِرُ خَيَالَهُمْ.وهنا يشبه حياة الأنسان عبارة عن حلم حتستيقظ منه يعنى حتستيقظ منه ,الحياة التى تعيشها على الأرض هذه مجرد حلم سواء كان حلم جميل مستمتع به أو سواء كان كابوس فظيع أنت عايش فيه لكن هو حلم ستستيقظ منه يعنى ستستيقظ منه ,والسؤال متى موعد الصحيان ؟ الأجابة هى لحظة الموت عندما تنفتح على حياة أخرى وولاده جديدة فى عالم آخر ,الحلم مهما طال أو قصر لابد أن تصحى منه وهذا المقصود بحلم عند التيقظ ,وهنا أيوب صرخ الجملة الشهيرة الرب أعطى الرب أخذ فليكن أسم الرب مباركا ,كأن أيوب كان حافظ الدرس كويس بالرغم من غناه العظيم وأن كل الغنى اللى عنده كان عطية من الله والله أعطى له هذه العطية وديعة وهى ليست ملكه ولذلك ربنا من حقه يعطى ومن حقه يأخذ ولم يقل هذه فلوسى وثروتى وأمكانياتى وميراثى ولكن حاسس أن الله هومصدر العطية وأن ربنا أعطى له تلك الممتلكات كوديعة ومن حق الله أن يستردها تانى ,الرب أعطى والرب أخذ وسواء أعطى أو أخذ فليكن أسم الرب مباركا وهنا لم تأتى كلمة تجديف على الله وكأنه بيقول العبارة التى علمها لنا المسيح فى الصلاة الربانية لتكن مشيئتك سواء بالأخذ أو بالعطاء ,والحقيقة أيوب كان عنده نوع من التسليم العجيب أن أسم الرب مبارك فى حياته سواء أعطاه ربنا أو لم يعطيه ,وهنا أيوب بينجح فى الأنتصار على الشيطان والشكوى التى أشتكاها الشيطان أمام ربنا على أيوب هل مجانا يتقى أيوب الله وكان فعلا مجانا يتقى أيوب الله ,ولم يكن يعبد ربنا من أجل رغبة أو رهبة أو من أجل استفادة أو من أجل علاقة نفعية أو وصولية بينه وبين الله ,وأثبت ليكن أسم الرب ليكن مباركا فى كل الأحوال وهذه أعظم نصرة للأنسان أن فى أظلم وأصعب ساعة فى حياة الأنسان أن الأنسان يقول أن ربنا مبارك ,وهنا يستطيع الأنسان أن يبارك الله فى أصعب لحظات حياته وهذه هى النصرة , يعنى فى أصعب أوقات جروحه يقدر يبارك الله ويقول الكتاب أن أيوب حقق النصرة بقوله فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ وَلَمْ يَنْسِبْ للهِ جِهَالَةً ولم يقل لربنا ليه أنت بتعمل كده وليه بتسمح بكده ولم يجدف على الله ولم تنقطع علاقته مع الله ولكن ظل تسبيحه لربنا ومباركته لربنا حتى فى أصعب الظروف ,حتى بعد ما فقد كل ما له ليكن أسم الله مباركا ولذلك ما أجمل الأيمان الذى لا يتزعزع ولا يتغير بتغير الظروف ,وللأسف معظمنا أيماننا أيمان ظرفى بمعنى أنه طول ما الأمور هادية فى حياتنا ولا يوجد مشاكل وضيقات وأتعاب ,آه ربنا موجود وربنا حلو وجميل وبنسبحه وبنصللى له يعنى أيماننا معتمد على الظروف التى حولنا ,لكن أول ما الظروف تتغير نبتدى نشك ونتعب ونسأل ربنا موجود أو مش موجود ,وربنا صالح أو مش صالح ,وربنا له ناس ناس ,وربنا بيسمع أو ما بيسمعش ,الحقيقة ذلك لأن أيماننا معتمد على الظروف التى نحن فيها ,لكن ما أجمل أن الأيمان لا يكون معتمدا على الظروف ,ولكن الأيمان يكون معتمدا على شخص الله نفسه ,وصفة الله ذاته ,وأذا أعطى الله وأذا أخذ الله فليكن الله مباركا لأنه أكيد أنه صالح و ألى الأبد رحمته ,وأيوب مزق جبته كعلامة حزن وكأنه بيقول للشيطان شىء لطيف جدا ,يعنى لو كنت أخذت كل ما لى وحتى الملابس التى أرتديها خذها هى الأخرى لكن سيظل أسم الرب مباركا للأبد .

وأنتهى الأصحاح الأول بأنتصار أيوب على الشيطان ,وكما تعودنا لا نترك الأسماء والأماكن تمر علينا بدون شرح ونبدأ بالأسماء

1-    أيوب

     اسم عبرى لا يعلم معناه على وجه التحقيق، فالبعض يظن أنه يعنى ” هدف العداوة “ ويقول بعضهم أنه قريب من اللفظ العربي آيب فربنا يعني الراجع إلى الله أو التائب، ويقول آخرون أنه يعني المبتلي من الشيطان ومن أصدقائه ومن الكوارث التي حلّت به. ويقول هؤلاء أن الاسم في هذه الحالة مأخوذ من إيثاب أي ((المعادي)). “، ويرى آخرون – بناء على ما جاء فى رسائل تل العمارنة وغيرها من النصوص المصرية والحثية القديمة – أنه كان اسماً شائعاً فى الألف الثانية قبل الميلاد، وأن الصيغة الأصلية للاسم هى “أياب” التى قد تعنى ” أين أبي؟ ” أو “بلا أب” أى بمعنى “يتيم” .

وبطل سفر أيوب رجل تقي وثرى له أملاك كثيرة، كان يسكن فى أرض عوص فى أيام الآباء الأولين، وكانت عوص متاخمة لأدوم .

2-الشيطان

إن الكتاب المقدس، تارة تحت اسم “الشيطان” بالعبرية، (ساتان= المقاوم) وتارة تحت اسم “إبليس” (diabolos،= المشتكي زوراً) يشير إلى كائن شخصي غير مرئي في حدّ ذاته، ولكنه يظهر بعمله أو بتأثيره إما من خلال نشاط كائنات أخرى (شياطين أو أرواح نجسة) وإمّا من خلال التجربة: وعلى كل، فإن الكتاب يبدو في هذا الشأن، خلافاً للحال في فترة اليهودية المتأخّرة، وفي غالبية آداب الشرق القديم، على جانب من الإيجاز الشديد، قاصراً على إرشادنا عن وجود هذا الكائن وعن حيله، كما وعلى إرشادنا عن وسائل الحماية مها.وسنتعرض بالتفصيل للشيطان فى تأملات لاحقة .

3-السَّبَئِيُّونَ

أهل سبا, وهم المذكورون في أيوب 1: 15, وهم شعب طوال القامة ( أشعياء 45: 14 ) وكانوا يغيرون على البلاد ويسبون ساكنيها كما فعلوا مع أيوب, وهم يتنقلون من بلد إلى بلد ( أيوب 6: 19 ) وكانوا يتاجرون في العبيد ( يوئيل 3: 8 ) ويعتقد دلمان أنهم فرع من الكوشيين. وقد يكونون من نسل سبا بن كوش ( تكوين 10: 7 ) وكانوا أهل حضارة ويشتغلون بالتجارة فتاجروا في الذهب والعطور, ولم تقتصر تجارتهم على حاصلاتهم المحلية بل امتدت إلى حاصلات الهند والحبشة. وانتشر أهل سبا في الأراضي حتى وصلوا إلى شمال غرب بلاد العرب في أيام الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد, ووصلوا إلى شمال الصحراء مع النبطيين, كما امتزجوا بالقبائل الأخرى عن طريق الزواج والارتباطات السياسية, وكان من تأثير ذلك أن اختلطت سلاسل أنسابهم.

4- الْكَلْدَانِيُّونَ

الاسم: تطلق “كلديا”، على المنطقة الواقعة في جنوبي شرقي ما بين النهرين، عند الطرف الشمالي للخليج الفارسي، فكان الاشوريون يسمونها بلاد “كالدو” وسماها البابليون “كاشدو” ومنها جاء الاسم العبري “كاسديم” اي “الكلدانيون”، وكان يعيش في نفس المنطقة السومريون والاكاديون، وكان اسم “الكلدانيين” يطلق على جماعة من القبائل السامية التي كانت تعيش فيما كان يطلق عليها “بلاد البحر” المجاورة للطرف الشمالي للخليج الفارسي· يرد في سفر أيوب (1 :17) أن ثلاث فرق من الكلدانيين هجمت على جماله و ضربوا غلمانه بحد السيف. و لعل ذلك كان بالقرب من أدوم شمالي الجزيرة  العربية· و وجودهم في تلك المناطق، لا يعني بالضرورة أنهم كانوا يقيمون بالقرب منــها، حيث أن الجيـــــوش البــــابلية (شنعار) و العيلامية زحفت حتى فلسطين قبل ذلك بقرون (تك 14: 1 و 2).

والآن أسماء المدن

1-أرض عوص

أرض عوص (موطن أيوب، أي 1 :1) في بلاد الأراميّين. إنّ التقليد اليهوديّ اللاحق ثمّ البيزنطيّ والعربيّ يجعل موطن أيوب في شماليّ شرقيّ فلسطين. أي عند الأراميّين. وبما أن أصدقاء أيوب : اليفاز (تك 36 :10-11)، بلدد، صوفر، هم من تيمان، شوح (تك 25 :2)، نعمى، فإنّ موطن أيوب هو في جنوبيّ شرقيّ فلسطين .

والى اللقاء مع الأصحاح الثانى راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الحادى عشر

14 أكتوبر 2010

 

وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً.

1 And the whole earth was of one language, and of one speech.

 
 

2 وَحَدَثَ فِي ارْتِحَالِهِمْ شَرْقًا أَنَّهُمْ وَجَدُوا بُقْعَةً فِي أَرْضِ شِنْعَارَ وَسَكَنُوا هُنَاكَ.

2 And it came to pass, as they journeyed from the east, that they found a plain in the land of Shinar; and they dwelt there.

 

3 وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نَصْنَعُ لِبْنًا وَنَشْوِيهِ شَيًّا». فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ، وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ.

3 And they said one to another, Go to, let us make brick, and burn them thoroughly. And they had brick for stone, and slime had they for mortar.

 

4 وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ».

4 And they said, Go to, let us build us a city and a tower, whose top may reach unto heaven; and let us make us a name, lest we be scattered abroad upon the face of the whole earth.

 

5 فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا.

5 And the LORD came down to see the city and the tower, which the children of men builded.

 
 

6 وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ.

6 And the LORD said, Behold, the people is one, and they have all one language; and this they begin to do: and now nothing will be restrained from them, which they have imagined to do.

 

7 هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ».

7 Go to, let us go down, and there confound their language, that they may not understand one another’s speech.

 

8 فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ،

8 So the LORD scattered them abroad from thence upon the face of all the earth: and they left off to build the city.

 

9 لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.

9 Therefore is the name of it called Babel; because the LORD did there confound the language of all the earth: and from thence did the LORD scatter them abroad upon the face of all the earth.

 

10 هذِهِ مَوَالِيدُ سَامٍ: لَمَّا كَانَ سَامٌ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ، بَعْدَ الطُّوفَانِ بِسَنَتَيْنِ.

10 These are the generations of Shem: Shem was an hundred years old, and begat Arphaxad two years after the flood:

 
 

11 وَعَاشَ سَامٌ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَرْفَكْشَادَ خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

11 And Shem lived after he begat Arphaxad five hundred years, and begat sons and daughters.

 

12 وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ خَمْسًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ شَالَحَ.

12 And Arphaxad lived five and thirty years, and begat Salah:

 

13 وَعَاشَ أَرْفَكْشَادُ بَعْدَ مَا وَلَدَ شَالَحَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

13 And Arphaxad lived after he begat Salah four hundred and three years, and begat sons and daughters.

 

14 وَعَاشَ شَالَحُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ عَابِرَ.

14 And Salah lived thirty years, and begat Eber:

 

15 وَعَاشَ شَالَحُ بَعْدَ مَا وَلَدَ عَابِرَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

15 And Salah lived after he begat Eber four hundred and three years, and begat sons and daughters.

 

16 وَعَاشَ عَابِرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ فَالَجَ.

16 And Eber lived four and thirty years, and begat Peleg:

 

17 وَعَاشَ عَابِرُ بَعْدَ مَا وَلَدَ فَالَجَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

17 And Eber lived after he begat Peleg four hundred and thirty years, and begat sons and daughters.

 

18 وَعَاشَ فَالَجُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ رَعُوَ.

18 And Peleg lived thirty years, and begat Reu:

 

19 وَعَاشَ فَالَجُ بَعْدَ مَا وَلَدَ رَعُوَ مِئَتَيْنِ وَتِسْعَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

19 And Peleg lived after he begat Reu two hundred and nine years, and begat sons and daughters.

 

20 وَعَاشَ رَعُو اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ سَرُوجَ.

20 And Reu lived two and thirty years, and begat Serug:

 

21 وَعَاشَ رَعُو بَعْدَ مَا وَلَدَ سَرُوجَ مِئَتَيْنِ وَسَبْعَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

21 And Reu lived after he begat Serug two hundred and seven years, and begat sons and daughters.

 

22 وَعَاشَ سَرُوجُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ نَاحُورَ.

22 And Serug lived thirty years, and begat Nahor:

 

23 وَعَاشَ سَرُوجُ بَعْدَ مَا وَلَدَ نَاحُورَ مِئَتَيْ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

23 And Serug lived after he begat Nahor two hundred years, and begat sons and daughters.

 

24 وَعَاشَ نَاحُورُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً وَوَلَدَ تَارَحَ.

24 And Nahor lived nine and twenty years, and begat Terah:

 

25 وَعَاشَ نَاحُورُ بَعْدَ مَا وَلَدَ تَارَحَ مِئَةً وَتِسْعَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

25 And Nahor lived after he begat Terah an hundred and nineteen years, and begat sons and daughters.

 

26 وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ.

26 And Terah lived seventy years, and begat Abram, Nahor, and Haran.

 

27 وَهذِهِ مَوَالِيدُ تَارَحَ: وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطًا.

27 Now these are the generations of Terah: Terah begat Abram, Nahor, and Haran; and Haran begat Lot.

 
 

28 وَمَاتَ هَارَانُ قَبْلَ تَارَحَ أَبِيهِ فِي أَرْضِ مِيلاَدِهِ فِي أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ.

28 And Haran died before his father Terah in the land of his nativity, in Ur of the Chaldees.

 

29 وَاتَّخَذَ أَبْرَامُ وَنَاحُورُ لأَنْفُسِهِمَا امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ امْرَأَةِ أَبْرَامَ سَارَايُ، وَاسْمُ امْرَأَةِ نَاحُورَ مِلْكَةُ بِنْتُ هَارَانَ، أَبِي مِلْكَةَ وَأَبِي يِسْكَةَ.

29 And Abram and Nahor took them wives: the name of Abram’s wife was Sarai; and the name of Nahor’s wife, Milcah, the daughter of Haran, the father of Milcah, and the father of Iscah.

 

30 وَكَانَتْ سَارَايُ عَاقِرًا لَيْسَ لَهَا وَلَدٌ.

30 But Sarai was barren; she had no child.

 

31 وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ.

31 And Terah took Abram his son, and Lot the son of Haran his son’s son, and Sarai his daughter in law, his son Abram’s wife; and they went forth with them from Ur of the Chaldees, to go into the land of Canaan; and they came unto Haran, and dwelt there.

 

32 وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.

32 And the days of Terah were two hundred and five years: and Terah died in Haran.

 

 

مقدمة

بعد أن رأينا قصة الطوفان أحب أضيف أن السيد المسيح كان له موقف فى  فى وقت من الأوقات وهو بيتكلم أنه ذكر موضوع الطوفان وقال كما كان فى أيام نوح فى لوقا 17: 26 و 27  26وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضاً فِي أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ: 27كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيُزوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَجَاءَ الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ الْجَمِيع. السيد المسيح كان بينبه لنقطة مهمة جدا للأنسان أن لا ينشغل عن موضوع خلاصه وحتى ولو بالأمور التى تبدو أنها سليمة أو تبدو أنه يحتاج أليها !,والسؤال هنا طيب يارب ما هم لازم يأكلوا ويشربوا ويتزوجوا ولازم يعيشوا ماذا تقصد هنا؟ المسيح بيحذر من المشغوليات العادية هذه و من خطر أنها تشغلنا عن موضوع خلاصنا وعن فكر خلاصنا حتى ما ربنا أنزل الطوفان على العالم كله وأهلك العالم وأوجد خليقة جديدة والخليقة الجديدة بدأت تكثر وتنموا وتزداد ,إلا أن الخليقة كان ليها موقف أيضا صعب من ربنا !وهذا ما نراه فى هذا الأصحاح .

الحقيقة موضوع برج بابل والفكرة التى بدأت الناس تعملها وتعيشها بالرغم أنهم كانوا لغة واحدة وكانوا متحدين ويفهمون بعضهم وبالرغم أن ربنا أعطاهم وعد أنى لا أعود أهلك الأرض بالطوفان مرة أخرى إلا أن الناس لم تصدق الله ! وطبعا فى هنا عدم أيمان ,ولذلك أحبوا أن يأمنوا مستقبلهم كما يفعله الكثير من الناس الآن فى شروط الزواج وفى الحياة الأسرية وأكتب للبنت حاجة أو ضع فلوس فى البنك علشان تأمن مستقبلها وخلافه وكأن هذا هو المنتهى وهو فى الحقيقة يعتبر عدم أيمان وثقة بربنا الذى قال لا اهملك ولا اتركك , ان نسيت الام رضيعها انا لا انساكم  , ولذلك كان تأمين مسقبلهم عن طريق بناء حضارة ومدينة وبناء برج ويكون رأسه فى السماء ,وأذا كان الطوفان أغرق الأرض وأغرق رؤوس الجبال ,فهذه المرة سنعمل برج يحصننا من المياه لأن البرج واصل للسماء والمياه لا يمكن تصل للسماء , وكما قلت هم أولا لم يصدقوا أن ربنا لن يهلك الأرض بالطوفان ,وثانيا أنهم قاموا بتحدى ربنا ,يعنى أذا كان ربنا أنهى على حياة العالم كله بالطوفان نحن سنعمل حسابنا ضد ربنا وسنحصن نفسنا ضد ربنا وسنبنى مدينة , ولكن للأسف كان هذا البناء من غير الله وهذه هى خطورة أن كل أنسان بيبنى فى حياته من غير وجود ربنا ,والحقيقة أنه مهما أرتفع البناء الذى تبنيه فى حياتك ,وربنا غير موجود ,لن يكون هناك أى فائدة منه بمعنى آخر أن كل واحد بيحاول يبنى مجد أو أسم أو عائلة أو قدرات أو أمكانيات ولكن ربنا غير موجود فى كل هذه الأشياء ,فالكل سيضيع , المهم هنا أنهم حاولوا يأمنوا مستقبلهم من الطوفان ومن الهلاك ولذلك قاموا ببناء المدينة والحضارة والأستعدادات والأستحكامات وقاموا ببناء البرج ,بينما قد تناسوا أن هناك شىء واحد فقط  الذى يأمنهم ضد الطوفان وهى التوبة فهى الشىء الوحيد الذى يعطيهم الأمان ضد الهلاك ,فكل الذى بنوه وكأنهم فى تحدى لربنا ويقولون له تأديبك هذا لا شىء وأنت أهلكت العالم لكن احنا سندبر لنا خلاص بعيد عنك بطرقنا ويكون خلاص وسلام وراحة لنا بأمكانياتنا , وكان متزعم هذه العملية نمرود الذى أسس مدينة بابل .

الأصحاح 11

1* أن كان العلماء أختلفوا على اللغة التى كان يتكلم بها آدم وحواء وهذه الشعوب ,ومنهم من قال أنهم كانوا يتكلمون العبرية فعلا ولذلك أستخدموا ألقاب أمرء وأمرأه وهم أيش وأيشه ,والبعض ذهب ألى أن اللغة التى كانوا يتكلمون بها هى لغة الكلدانيين لأنها أصل كل اللغات الشرقية المعروفة فى العالم ,والمهم هنا أن كل الناس بعد الطوفان كانوا بيتكلموا بلغة واحدة مفهومة للكل.

2*بدأوا يتحركوا ناحية الشرق لأن جبل أرارات كان ناحية الشمال الغربى .

3* توصلوا إلى أختراع الطوب بدلا من تقطيع الحجارة .

4* قالوا نبنى لأنفسنا! يعنى كل بناء الأنسان بيبنيه لنفسه من غير وجود الله ,برجا رأسه فى السماء ,وهنا نجد كل محاولات الأنسان أن يصعد للسماء ويصل أليها ,وفى كل محاولاته وفى غباوته لم يسلك الطريق الوحيد الذى يستطيع أن يوصله للسماء ,والحقيقة كل الحقيقة أن ربنا يريد أن يصعد الأنسان للسماء لكن الأنسان يريد أن يصل للسماء بطريق آخر غير ربنا ,وبعدين بيقولوا نصنع لأنفسنا أسم يعنى الأنسان بأستمرار يريد أن يعمل لنفسه أسم وفى سفر الرؤيا 3: 1  يقول له ربنا لك أسم وقدرت تعمل لنفسك أسم ولكنك ميت 1 وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ: «هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ. أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيِّتٌ.وبعدين قالوا لئلا نتبدد على وجه الأرض ,بالرغم أن ربنا قال لهم لن تتبددوا ولن تهلكوا بالطوفان مرة أخرى وكان فى وعد وميثاق لكن الأنسان لم يصدق ,وأراد أن يعمل حماية لنفسه بطرقه الخاصة وكأنهم قاموا بتحدى ربنا بالرغم أن ربنا قال لهم أملأوا الأرض وأنتشروا فى الأرض ولكنهم تكتلوا معا فى بقعة واحدة ,وكأن ربنا يقول لهم أنتم لا تريدون أن تسمعوا كلامى طيب غصب عنكم ستنتشروا وتملأوا الأرض ,لأنهم لا يريدون أن يتفرقوا وهذا ضد أرادة ربنا الذى قال لهم أملأوا الأرض.

5*وكأن اللطيف هنا أنتم عايزين تطلعولى طيب أنا نازل لكم ,والحقيقة كلمة نزل لا تعنى أن ربنا بينزل وبيطلع لكن كانت أشارة جميلة لفكر التجسد ,وأن الأنسان عندما أراد أن يصير إلها ,صار الإله أنسانا ,وكما نرى الأنسان أحب أن يصعد لفوق بغباوته وطرقه ولكن ربنا من محبته نزل للأنسان تحت لكى يأخذ الأنسان فوق .

6*وهذا أبتدائهم بالعمل أنهم يفهمون بعض والعجيب أن الشر يفهم الشر بسرعة كبيرة جدا , والحقيقة هناك ناس بتعتقد أن ربنا قام بهدم البرج ..لأ.. لم يهدم ربنا البرج ولكنه بلبل الألسنة وجعلهم لا يفهمون بعضهم .

7*حتى 9* ولسانهم هنا بصيغة المفرد ,والعجيب هنا أن الأنسان كان كله بلسان واحد ولكن بسبب الكبرياء والتمرد والعصيان بلبل لسانهم لمجموعة ألسنة كثيرة والمقابلة اللطيفة جدا أن ما حدث هنا حدث عكسه تماما يوم الخمسين يوم حلول الروح القدس وكانوا لغات كثيرة ولكن كلهم فهموا لغة بعضهم البعض فى الخليقة الجديدة يوم حلول الروح القدس وحتى المنظرالجميل الموجود فى سفر الرؤيا من كل الشعوب ومن كل الأمم ومن كل القبائل ومن كل الألسنة ومن كل اللغات كلهم بيقولوا ترنيمة واحدة وهى ترنيمة موسى والحمل ,فكأن الخطية هى التى بلبلت الأنسان لأنه أراد أن يصل للأستغناء عن ربنا والأنفصال عنه بطريق خاطىء مثل آدم وحواء (تصيران مثل الله ولكن منفصل عنه) لكن الخلقة الجديدة والتطهير والخلاص هم الذين سيرجعون الناس كلها للوحدانية وتكونون واحد فيه ولكن بطريق صحيح كما يقول السيد المسيح فى يوحنا 17: 21  21لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.ولذلك فعمل فكر التجسد والذى أشترك فيه هو الثالوث المقدس وصحيح الذى كان ظاهرا هو الأبن ولكن السؤال هل الآب أشترك فى التجسد أم لا ؟ طبعا أشترك وكما فى أنجيل يوحنا 3: 16 16 لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّة. وبذل فعل يختص بالآب ,والحقيقة أن تحدى الأنسان لربنا واضح هدفه الأستغناء عن الله ومعناه الهلاك الأبدى ولكن نزول الله أوضح مدى محبة الله للأنسان حتى لا يهلك أبديا ,والحقيقة لو كان الله صمت أمام قساوة وعناد الأنسان لكان هلك إلى الأبد ,وفى مثل جميل الأبن الذى يضربه ابوه ويؤدبه والأبن يقول له ولا يهمنى أضرب كمان ,لكن هو من محبته بيضرب وبيؤدب من أجل أنه يشفى ,ولو عدنا نرى أن الأنسان خاف أن يتبدد ولكن ربنا بددهم ولكن التبديد قد يبدو عقاب ولكن هو حكمة الله لكى يملأوا ويعمروا كل الأرض ,والحقيقة الأنسان أراد أن يملأ الأرض بأرادته وأستمر ضد الأرادة الألهية ,والحقيقة أن الله لم يسلب الأنسان أرادته الشخصية ,والله بارك أولاد نوح الثلاثة ولكنهم لم يثبتوا فى البركة وهذا كله ربنا يعرفه مسبقا أن النسل سيكون شريرا لكنه واضع خطة للخلاص وسيأخذ منهم شعب وهذا الشعب يخرج منه المسيح , وقد يبدوا أن خطة الله بطيئة ولكن الله كان بيعد فكرة قبول نزول الإله من السماء إلى الأرض , والحقيقة إلى الآن بالرغم كل ما حدث هناك ناس كثيرين لا تصدق أن الإله ممكن يتجسد!, ونعود نجد أن الله لم يهدم لا المدينة ولا البرج وتركهم يفعلون ما يريدون أن يفعلوه ولكن لن يستطيعوا أن يكملوه وهنا تركهم لأرادتهم ,وعندما بلبل ألسنتهم تركوا المدينة ولم يستطيعوا الأتفاق على أن يكملوا العمل الذى بدأوه .

ولو تمعنا فى كلمة نزل الرب فنجد هنا كلمة يهوه وليست كلمة الوهيم لماذ؟ الحقيقة كان كل الناس متكتلين فى مكان واحد ولغة واحدة وكان معهم أيضا أولاد سام الذين تكتلوا ضد الله معهم ولذلك إله العهد يهوه هو الذى تحرك لأكمال خطة الخلاص وبيقول للأنسان إلى هذه اللحظة أريد أن أقيم عهدى معك وأنت لا تريد أن تقبل هذا العهد ومن هذه اللحظة تفرقوا وكل مجموعة كانت تتكلم لغة معينة بدأت تأخذ لها مكان معين فى الأرض حتى تعمر كل وجه الأرض وهنا بدأ الكتاب المقدس يتكلم عن شعب واحد فقط !وهو شعب سام.

10*حتى26* هنا الكتاب المقدس بيعيد سلسلة المواليد الخاصة بسام التى سيأتى منها الخلاص ,وأريد دائما أن نتذكر أن الكتاب المقدس فى رحلته دائما يركز على ناحية الخلاص للأنسان ,وهنا السلسلة تتسلسل حتى يصل ألى أبراهيم (أبرام) وهو هنا يبدأ فى التخصص أى التركيز على جدود المسيح المخلص ,والملاحظة المهمة هنا أن الأعمار بدأت تقل تدريجيا.

27* حتى 30* وهنا أول مرة بيذكر الكتاب بعد الطوفان أن الأبن هاران بيموت قبل الأب وأنه أخو أبرام وناحور و أبو لوط وملكة ويسكة ,وأن ملكة أبنة هاران تزوجت ناحور أخو أبرام وهاران والكتاب يعرفنا على شخصية ساراى(سارة) وكانت زوجة أبرام(ابراهيم) وأنها كانت عاقرا.

31* و 32* ونلاحظ لو نظرنا لأحد خرائط الكتاب المقدس ونرى مواقع مدينتى أور الكلدانيين وحاران المسافة بينهما لأنها ستكون محور كلامنا الآن.

ثلاثة أشخاص خرجوا من أور الكلدانيين ليذهبوا ألى أرض كنعان 1- رجل عجوز (تارح) الأب الكبير 2- رجل فى سن الرجولة (أبرام) 3- شاب (لوط) ,الثلاثة بدأوا الرحلة معا ,وقبل ما نتعرض لهذا الموضوع تعالوا نروح سفر أعمال الرسل فى موعظة أستفانوس 7: 1 – 4 1 فَقَالَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ: «أَتُرَى هَذِهِ الأُمُورُ هَكَذَا هِيَ؟»2فَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.والحقيقة أنا تعرضت لموعظة أستفانوس لأنه قال على حسب التقليد الذى أستلمه أن الدعوة وجهت لأبرام فى أور الكلدانيين بين النهرين قبل أن يذهبوا ألى حاران ,ويقول ظهر إله المجد لأبينا أبراهيم هناك وقال له أخرج ,ولكن لما خرج كانوا ثلاثة –تارح أبوه –ولوط أبن أخوه-وهو وكما قلت بدأوا الرحلة معا والثلاثة خرجوا مدفوعين بدعوة من الله هدفهم الوصول لكنعان وربنا قال له أن كنعان ستكون نصيب ولكن ما حدث فى الطريق أن تارح أبتدأ الطريق ولكن فى المنتصف وعند حاران ولم يكمل الرحلة – ولوط أكمل الرحلة للنهاية ولكن كما سنرى لاحقا أنه فى النهاية خسر كل شىء لأنه سكن فى سدوم وعامورة وأحنا عارفين أنهم أتحرقوا- بينما واحد فقط هو الذى بدأ وأكمل وأخذ وهو أبرام .

تعالوا نتمعن فى الأحداث شوية كان تارح رجل عجوز وأبرام فى سن الرجولة بينما لوط فى سن الشباب وكأن الذى يريد أن يسير فى طريق ربنا لن يكون عجوزا أو شابا !ولكن لابد أن يكون رجل طيب يعنى العواجيز فاتت عليهم ..لأ.. العجوز هو الأنسان الذى يشعر أنه تعبان بأستمرار ولا يريد أن يتعب أو يجاهد وبالتالى لن يستطيع الوصول ,والشاب الذى لديه القدرة أنه يسير لكن يريد أن يسير وفق مزاجه وأختياره وهواه لن يستطيع أيضا الوصول ,لكن من يريد أن يصل لابد أن يكون رجل يتحمل المسئولية والجهاد الروحى ولكن الذى يريد أن يسير فى الحياة الروحية بمزاجه وبكيفه وعلى حسب لينا مزاج نقعد ونصللى ونسمع ونصوم لن يصل ,واحد أبتدأ ولم يكمل وواحد أبتدأ ووصل ولم يستطع أن يأخذ شيئا والأخير أبتدأ ووصل وأخذ ,ودائما أجد بعض المعارضين وبيقولوا طيب ليه أبرام ربنا وجه له الدعوة ..لأ.. الدعوة فى الأول أستلقاها تلاتة وعشيرتهم ولكن من ثبت فى الدعوة هو واحد ,فربنا لما ظهر لأبرام وقال له أخرج من أرضك وعشيرتك قال هذا الكلام لأبوه وللوط ولكل عشيرته,فتارح قال وليه لأ أيه المشكلة وأعجبته الفكرة طيب ما نطلع ونشوف ونتفرج على شعوب وعلى حضارات ونشوف الإله الجديد اللى بيقول عليه أبرام ,وهو هنا كان عنده مجرد إعجاب وقتى ,يعنى زى واحد طالعين مؤتمر أو طالعين رحلة فيقول طيب وماله ما نروح ,جو جديد وجو غريب ما نجربه ,ناس بتصللى صللينا معاهم وناس بتصوم صمنا معاهم وناس بتخدم خدمنا معهم , مجرد أعجاب بالفكرة فلم يكن أمامه هدف ,خرجوا من أور الكلدانيين ما بين النهرين حتى وصلوا حاران ,والحقيقة أور الكلدانيين كانت منطقة حضارية ,كان فيها مدنية وحضارة وكانت مشهورة بعبادة القمر بما فيها من أرتباطات بالنجاسة وبالخطية ,خرج مدفوع بالأعجاب الوقتى بالفكرة وسار حوالى 500 ميل المسافة بين أور الكلدانيين وحاران وهو رجل عجوز وسارهم وسط صحراء وأخطار وتعب ومشقة وبؤس وعطش وجوع 500 ميل! يعنى المسافة من أسكندرية لغاية أسوان! وسارها كلها والحقيقة كان أنقطع نفسه و أتهد حيله ,وأخيرا وتحت الأحساس بالتعب وعند وصوله لحاران التى كان بها حضارة ومدنية وكل ما فيها من لذة ومن متع ومن غنى وعبادة القمر أيضا ,وقال كفايه نقعد بقى فى حاران ولن أتحرك من هنا ده أنا ما صدقت وصلت للراحة وللمتعة ,يعنى فى الأول كان عنده أعجاب وقتى لكن تحت الأحساس بالتعب النفسى والجسدى لأنه قال هو فين الإله اللى كلم أبرام وبهدلنا البهدله دى وما أستفادناش منه بحاجة وما شفناهوش عمل حاجة وما أدناش حاجة وماشى 500 ميل لما الواحد أتقطع نفسه الجسدى والنفسى وبدأ يشك طيب ما يمكن أبرام لم يرى شىء ويمكن لن نصل لشىء وده مشوار طويل وأنا مش شايف حاجة قدامى , الحقيقة الأنسان عندما يضيع الهدف من أمامه لن يصل لشىء ولذلك أستفانوس قال أن إله المجد ظهر لأبينا أبراهيم يعنى أبراهيم هو اللى شاف الرؤيا وحده وهما قد خرجوا معه لأنهم كانوا مدفوعين بالأعجاب الوقتى ولكن لم يروا أى شىء أمامهم لأنه هو قائد العائلة(تارح) والرؤيا كانت لأبرام ولذلك قصدت أن نقرأ موعظة أستفانوس لكى توضح لنا بعض الأشياء التى قد تبدو غير واضحة ,وهذا هو جمال الكتاب المقدس تجد كل الأجابات والشروح فيه يعنى شارح نفسه بنفسه وغير متناقض أبدا زى بعض الكتب الأخرى !,يعنى لما أبرام قال له عندئذ خرج معه ولما وصل حاران وتحت الأحساس بالتعب وتحت الأغراء بالمتع التى كانت موجودة راح حارن ولم يتحرك منها وفعلا ظل فى حاران حتى مات ,والحقيقة تارح كان الهدف أمامه ضايع ولم يرى أى شىء أمامه ,ويحضرنى مثل ظريف مجموعة من الكلاب خرجت تصطاد أرانب فواحد منها كان بينبح وبيجرى ورا الأرنب ,والكلاب من حوله مش شايفة حاجة لكن كل اللى شافته أن الكلب بيجرى وبينبح فراحت جرت وراه وأخذت تنبح هى الأخرى وبعد شوية تعبت وأنهكها الجرى وسألت نفسها أحنا بنجرى ليه هو أحنا شايفين حاجة ولما لم تجد شىء وقفت عن الجرى ,بينما الذى يستمر فى الجرى بالرغم من التعب هو الأنسان الذى يرى الهدف ,وهذه هى خطورة الأنسان الذى يدخل الحياة الروحية من غير ما يكون ليه هدف ,شاف ناس بتصللى صللى معاهم وناس بتنبح نبح معاهم وناس بترنم رنم معاهم وناس بتصوم صام معاهم ولما جروا جرى معهم ,يعنى عمنا تارح تعب وجاله حالة ملل وهذا ما يصيبنا فى الحياة الروحية الأعياء والملل والزهقان والفتور والكسل وذلك كله لأنه لا يوجد لنا رؤية واضحة لله ولذلك عند تعبنا ما نصدق ونريح وآه لو الأنسان أندهس بين شقى الرحى !وبالنسبة لعمنا تارح هما التعب والأغراء!,فلو هو تعبان من الجهاد الروحى وفى نفس الوقت فى تيار من الأغراء أمامه ,خليك فى حاران ده فى مدنية ومتعة وفى لذة وتأكل وتشرب بدلا من سيرك فى الصحراء ولا أنت عارف رايح فين وعمال تتعرض لتعب وجوع وتغرس فى الرمل وبهدله على الفاضى ,ولذلك أكرر خطورة الأنسان الذى ليس أمامه هدف ولكن أبرام كان أمامه هدف لأنه رأى رؤيا ولذلك كان لابد أن يثقوا فى إله أبرام لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضائه ,والحقيقة كلهم أختبروا ذلك ,فواحد زى لوط رأى أشياء كثيرة بتحدث بواسطة الله مع إبراهيم لكن فى الآخر خسر كل اللى شافه وعلى العموم سنتعرض لشخصية لوط بعدين فى الأصحاحات القادمة ,على العموم هنا يتضح لنا أن هناك ناس بتتأثر بفكرة وبتتحرك وناس أخرى لا تتحرك كتارح ,الموضوع والفكرة كلها أعلنها أبرام ومن تأثر بالفكرة أتنين وباقى أهله وعشيرته تركهم فى أور الكلدانيين ,والحقيقة كان وضوح الرؤيا أمام أبرام وقد يكون راجع لأن هناك شىء بداخله جعله يكمل المسيرة وذلك يتضح مما قرأنا أن أمرأته (ساراى) كانت عاقر ,قد يكون بدأ الطريق أملا فى أن الإله الذى ظهر له أن يعطيه نسل وهذا ما سنراه من الوعد الذى أخذه من الظهور الثانى فى حاران عندما كرر ربنا له الدعوة مرة أخرى ,ولذلك تحت الأحساس بالأعياء الجسدى والأعياء النفسى ,تارح وصل حاران وراح معسكر ومصدق وصمم على عدم الأنتقال من حاران إلى أن مات ,وكل ما أبرام يحثه على إكمال الرحلة يرد تارح خللينا هنا شوية لمدة 30 سنة خللينا شوية حتى كما قلت مات فى حاران ,ولذلك يقول الأباء فى الطريق الروحى بأستمرار1- أحذر من أن تستمر فى مكان التجربة أو المكان الذى تشعر فيه بالأغراء وأهرب لحياتك ,2-وأحذر أيضا من التأجيل ولا تقول بكره بكره بكره لأنك ستموت قبل ما ييجى بكره 3- وأحذر من الأرتداد والعودة للعادات القديمة أو للحياة القديمة قبل كده ,ولذلك الأنسان عندما ينحصر مابين التعب وما بين الأغراء لا يستطيع الأحتمال ,والحقيقة أن كل الناس اللى تركوا ربنا أتفعصوا بين حجرى الرحى التعب والأغراء ,بمعنى تعبوا من الحياة الروحية وفى نفس الوقت أمامهم شد وجذب وأغراء بسبب الخطية فأنفعصوا!,وفى تعليق لطيف لدانتى مؤلف كتاب الكوميديا الألهية ,أنه كان بيتكلم عن أى الحيوانات أشرس ضراوة وأشد عنف وفتك ,فتكلم عن ثلاث حيوانات ,الأسد والنمر والذئب ,والعجيب أنه أعتبر الذئب هو أشرس الحيوانات لماذا؟ بيقول لأن الأسد والنمر ليس لديهم ذكاء الذئب ,فالأسد أو النمر يروا الفريسة فيهجمون عليها على طول والفريسة بيكون فيها عافية وقوة وتقعد تعافر معاهم وهم يعافروا معاها! حتى يقتلوها ويأكلوها ,لكن الذئب لا يفعل هكذا ,فالذئب يستمر فى مطاردة الفريسة ,فهى تجرى وهو يجرى ورائها لحد ما يقطع نفسها وبعد ذلك يأكلها بمنتهى الأستسلام ,وهذا ما يحدث لنا أن الخطية تطارد الأنسان ,ونلاقيه يقول أنا بالعافية حأقوم وأصللى وأصوم وحأعمل وحأعمل وحأواجه ,والشيطان يقول لك أنت لسه فيك نفس بتعافر طيب نجرى وراك لحد ما ندوخك وبعد أحساسك بالتعب تصير فريسة سهلة الأفتراس!,ولذلك يحذر من التأجيل والبقاء فى دائرة التجربة ,كما قال ربنا للوط أهرب لحياتك الذى للأسف أدركها متأخر ففقد كل شىء ,المهم أنهم تمركزوا فى حاران وأستمروا إلى أن مات تارح الذى للأسف مات فى منتصف الطريق! ,فيظهرربنا لأبراهيم مرة أخرى كما سنرى فى الأصحاح الثانى عشر.

 وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:

97- رعو

 اسم عبري معناه ” صديق أو رفيق ” وهو ابن فالج من نسل سام وأحد أجداد ابراهيم خليل الله، وقد ورد اسمه في سلسلة نسب المسيح (تك 11 ك 18 – 20، 1 أخ 1: 25، لو 3 ك 35) .

98- سروج

اسم سامي معناه” غصن” أو” ثبات”، وهو أول أبناء رعو من نسل سام بن نوح، والجد الأعلى لإبراهيم(تك 11: 20، 1أخ 1: 26، لو 3: 35). وكانت هناك منطقة و مدينة تسمى “سروجي” إلى الغرب من حاران، يُظن أنها سميت على اسم سروج.

99- ناحور

اسم سامي يرى البعض أنه مشتق من ” نحــــر ” أي ” ذبح ” ، ويرى البعض الآخر أنه مشــتق من ” نخر ” أي ” شخر ” ( شخيراً ) . وهو ناحور بن سروج من نسل سام بن نوح ، وأبو تارح ، وجد إبراهيم خليل الله ( تك 11 : 22 – 25، 1 أخ 1 : 26 ) . كما يذكر فى سلسلة نسب الرب يسوع حسب الجسد ( لو 3 : 34 ) . وقد عاش 148 سنة قبل 2200 ق. م

100- تارح

اسم عبري معناه ” عنزة جبلية ” وهو ابن ناحور وابو إبراهيم وناحور وهاران (تك 11: 24 و 25). وكان تارح ابن سبعين سنة عند ولادة إبراهيم وناحور وهاران (تك 11: 26). وبعد زواج إبراهيم، خرج تارح وإبراهيم وسارة ولوط بن هاران من أورالكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان، فساروا نحو 500 ميل إلى الشمال على امتداد نهر الفرات حتى توقفوا في حاران (تك 11: 31) على بعد نحو 275 ميلا إلى الشمال الشرقي من دمشق.

ورغم أن إبراهيم يذكر أولا بين أبناء تارح، لكنه لم يكن بالضرورة بكر تارح، ولعل هاران الذي مات قبل خروج تارح ومن معه من أور، كان هو اكبر الأبناء، وكان ابنه لوط هو الذي رافق إبراهيم.

ويبدو لنا مما ذكره يشوع أن تارح كان يعبد الأوثان في أور الكلدانيين (يش 24: 2 و 15). ويذكر تارح أيضاً في سفر أخبار الأيام الأول (1: 26). تارح هو من أجداد يسوع حسب لو 3: 34.

101- أبرام

الأب رفيع. اسم حمله أول الآباء (تك 11: 26-17: 5). ثم بدّله الربّ فجعله ابراهيم أي أبا جمهور كثير (تك 17: 5). وسنتعرض بالتفصيل لأسم وحياة أبراهيم لاحقا.

102- ناحور (الثانى)

ناحور بن تارح ، أي حفيد ناحور المذكور آنفاً ، وأخو إبراهيم ( تك 11 : 26 و 27 ، يش 24 : 2 ) ، وعاش فى نحو 2200 ق. م . وتزوج ناحور ” ملكة ” بنت هاران أخيه ، فولدت له ثمانية أبناء ، كان أحدهم “بتوئيل” الذي ولد ” رفقة ” التى تزوجها إسحق بن إبراهيم ، وولدت له عيسو ويعقوب . كما كان لناحور سرية اسمها رؤومة ، ولدت له ثلاثة أبناء وبنتاً ( تك 22 : 20 – 24 ) . وعندما هاجر إبراهيم ولوط بن أخيه إلى أرض كنعان بعد موت تارح ، بقي ناحور في حاران ، التي ذهب عبد إبراهيم حيث تقابل مع رفقة ، وخطبها زوجة لإسحق بن سيده إبراهيم ( تك 24 : 10 – 66 ) . وكذلك ذهب إليها يعقوب عند هروبه من عيسو أخيه ، إلى خاله لابان فى حاران ، وتزوج من ابنتيه ليئة وراحيل ( تك 29 : 4 – 29 ).

103- هاران

اسم عبرى معناه ” جبلى أى ساكن الجبل . وهو هاران بن تارح ، وأخو إبراهيم وناحور ، وأبو لوط وأختيه ملكة ويسكة . وقد تزوج ناحور ملكة ابنة أخيه هاران ( تك 11 : 26 – 31 ) وقد مات هاران فى أور فى حياة أبيه تارح ، وقبل ارتحال أبرام منها . والأرجح أن ذلك حدث قبل 2250 ق م .

104- لوط

ومعنى الاسم : “غطاء” أو “ستر” ( وفي المعجم العربي : “لاط الشيء” أخفاه ) . ولوط شخصية بارزة في الكتاب المقدس لصلته بإبراهيم خليل الله ورفقته له . فلوط هو ابن “هارون” أخى إبراهيم الأصغر ( تك 11 : 27 و 31 و 12 : 5). وقد وُلد لوط في أور الكلدانيين ، التي كانت تقع على بعد نحو 160 ميلاً إلى الشمال من الخليج العربي . وقد هاجر مع جده تارح وعمه إبراهيم وزوجته سارة إلى حاران ، ومنها إلى كنعان وسنتعرض بالتفصيل لشخصية لوط لاحقا.

105- ساراى

اسم عبراني معناه (( المجاهدة )) وهو الاسم الأصلي لسارة زوجة إبراهيم، انظر تكوين 11: 29. وسنتعرض بالتفصيل لشخصية سارة لاحقا.

106- مِلْكَةَ

كلمة عبرية معناها “مشورة ” ، وهو اسم ملكة ابنة هاران بن تارح، وقد أخذها ناحور زوجة له (تك 11: 20) فولدت لناحور ثمانية ابناء، كان آخرهم بتوئيل الذي ولد رفقة التي صارت زوجة إسحق بن إبراهيم (تك 22: 20- 23، 24: 15 –47).

107- يِسْكَةَ

اسم سامى معناه ” ( الرب ) ينظر ” ، وهى ابنة هاران بن تارح ، وأخت لوط وملكة امرأة ناحور أخي إبراهيم (تك 11 : 27 – 29) . ويذكر يوسيفوس (المؤرخ اليهودي) أن التقاليد اليهودية تعتبر ” يسكة ” اسما آخر لسارة امرأة إبراهيم .

وقد وعدتكم عند شرح الأصحاح السابق أنى سأتعرض لأسماء المدن والأنهاروالجبال التى ذكرت فى الأصحاحات السابقة لكى نعيش الأحداث فى هذه الأماكن ونحلق من بعيد فوقها ونواصل الرحلة كأننا نقوم بها معهم :

1-عَدْنٍ (مدينة)

اسم عبري معناه ((بهجة)) حيث غرس الله في الارض شجراً شهياً للنظر وجيداً للاكل وعمل حديقة سميت بجنة عدن، من أجل آدم ليسكن فيها قبل الخطيئة. وكان يسقيها نهر يشق مجراه لنفسه في عدن،ويتفرع إلى اربعة رؤوس: فيشون وجيحون وحداقل والفرات (تك ص 2). أما موقع جنة عدن فلا يزال غير مجمع عليه حالياً كما قال غالبية الجغرافيين واللاهوتيين. وبعض منهم يعتبرون ارمينيا أنها عدن، لأن الفرات والدجلة ينبعان في ارمينيا. وهناك من يرى أن نهر عدن الذي تفرع إلى رؤوس ما هو إلا نهر الفرات-دجلة الذي يصب في شط العرب (في الخليج الفارسي) منقسماً على نفسه إلى عدة فروع فجنة عدن بحسب رأيهم هي القسم الجنوبي من العراق، حيث الخصب, ويُعتقد أنه أقرب الامكنة إلى الصواب لأن فيه الصفات التي وردت في الكتاب لعدن: شرق فلسطين، فيه دجلة والفرات، وكوش التي بقربها، هي عيلام المعروفة قديماً باسم كاشو، كما أن سهل بابل كان معروفاً منذ القدم باسم عدنو وموقع الحويلة هو جزء من جزيرة العرب الذي يجاور العراق إلى الجنوب الغربي منه.

وقد ذكرت جنة عدن في الكتاب بعد سفر التكوين في اش 51: 3 و حز 28: 13 و 31: 9 و 16 و 18 و 36: 35 و يوئيل 2: 3.

2- فيشون(نهر)

اسم سامي معناه “سريع الجريان، وهو اسم الرأس الأول من الرؤوس الأربعة التي كان ينقسم إليها النهر الخارج من جنة عدن ليسقيها، ويوصف نهر “فيشون” بأنه “المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب. وذهب تلك الأرض جيد، هناك المقل وحجر الجزع” (تك 2: 10-12). وقد اختلفت الآراء حول النهر المقصود بهذا الاسم، من نهر النيل إلى نهر السند، إلى نهر الكنج، إلى نهر قارون الذي ينبع من مرتفعات ميديا ويصب الآن في نهر الدجلة، ولكنه كان يصب قديماً في الخليج رأساً، وإلى غير ذلك من أنهار أرمينية. وتختلف الآراء باختلاف تحديد موقع جنة عدن، وهل كانت في أعالي الرافدين أو في المنطقة حول شط العرب إلا أن بعض الآراء الحديثة تميل إلى اعتبار موقع الجنة في منطقة شط العرب. فإذا صح الرأي يكون فيشون أحد الروافد التي تصبّ في شط العرب. وربما كان القناة القديمة التي سميت بلاكوباس.

3- أَرْضِ الْحَوِيلَةِ(بلد)

اسم سامي قد يكون معناه “منطقة رملية” أو “دائرة”، وهو اسم أرض كان يحيط بها نهر فيشون أحد أنهار جنة عدن، وصفت بأن ذهبها جيد وأن هناك المقل وحجر الجزع (تك 11: 2و12). يرى الكثيرون أن “حويلة” بلاد العرب ليست هي حويلة جنة عدن، وأنهما مكانان مختلفان لا يعلم موقعهما حتى الآن.

4- جِيحُونُ(نهر)

ومعني الاسم في العبرية متفجر ونبع متدفق، وهو أحد الأنهار الأربعة في جنة عدن (تك 2: 13) وهو المحيط بجميع أرض ” كوش ” ولعلها كانت ولاية شرقي نهر دجلة. ويعتقد البعض أن ” جيحون ” هو نهر ” كيرخا ” المنحدر من ” لوريستان” مخترقا المنطقة المعروفة في النصوص المسمارية باسم ” قاسي ” (kassi) والتي يحتمل أنها ” كوش ” المذكورة في سفر التكوين (2: 13)ويظن أيضا أنه نهر اركيس الذي يصب في بحر قزوين. ويظن بعضهم أنه من أكبر الأنهار في بابل.

5- أَرْضِ كُوشٍ(بلد)

أرض كان يحيط بها نهر جيجون، النهر الثاني من أنهار جنة عدن، ويذكر مع نهري الدجلة والفرات (تك 2: 14) مما يدل على أنها كانت تقع في بلاد بين النهرين، ولعلها تشير إلى أرض “الكاسيين” الذين حكموا في بابل نحو خمسمائة عام ابتداء من القرن الثاني عشر قبل الميلاد

6- حِدَّاقِلُ(نهر)

أحد أنهار الجنة الأربعة (تك 2: 14) وهو الاسم العبري المأخوذ عن الأصل الأكادي “حدقلات” ومعناه ” الدائم الجريان ” وهو نفسه ” نهر دجلة العظيم ” (دانيال 10: 4). والأرجح أن كلمة ” دجلة ” مأخوذة عن الكلمة السامية ” دجرا ” ومعناها ” سهم ” كاسم رمزي لسرعة جريانه. ويوصف بأنه ” الجاري شرقي أشور ” (تك 2: 14) وينابيعه الرئيسية في وسط ارمينيا حيث تنبع من المنحدر الجنوبي للجبال المقابلة لجبال طورس. والنبع الغربي يجري بجوار دياربكر، متعرجاً لمسافة تزيد على 150 ميلاً. والنبعان الشرقيان المعروفان ب ((بيتليس تشاي)) و ((بهتان تشاي))،ينبعان جنوب بحيرة فان، وطولهما نحو 100 ميل. وبعد ملتقى هذه الجداول يتجه النهر إلى الشرق للجنوب الشرقي تقريباً، خلال جبال كردستان، وتصب فيه أنهر متعددة، نخصّ منها الزاب الأكبر والأصغر والديالة، وأخيراً يلتقي بالفرات. وقديماً كان يصب في الخليج الفارسي. ويمر في جريانه بخرائب نينوى، التي تقوم على الضفة اليسرى أو الشرقية، تقريباً مقابل الموصل على ضفته اليمنى. ثم بعد ذلك يقسم النهر بغداد إلى قسمين، ومن بعد ذلك أيضاً يمر بالخرائب التالية: أولاً خرائب استاسيفون أو المدائن، عاصمة البرثيين، ثم خرائب سلوقية عائب سلوقية عاصمة الدولة اليونانية، وطول مجرى الدجلة إلى ملتقاه مع الفرات عند شط العرب هو 1146 ميلاً أي أكثر قليلاً من نصف طول النهر الشقيق. أما النهر المتحد فطوله 120 ميلاً.

7- أَشُّورَ(بلد)

ولا يعرف معنى الاسم بالضبط وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس للدلالة على بلاد آشور(تك 2: 14) وعلى شعب آشور(أش 31: 8). وبلاد آشور الأصلية تقع على الجزء الأعلى من نهر الدجلة.

8- الْفُرَاتُ(نهر)

في التوراة يسمّى الفرات مرارًا “النهر” أو النهر الكبير. في تك 2 :14، الفرات هو أحد أنهر الفردوس. في الأكادي : فوراتو. الفرات هو أكثر الأنهر المشهورة في آسية السابقة. يتكوّن من رافد الفرات الغربيّ الذي ينبع قرب أرزاروم ويحمل اسم كرسو، ومن رافد الفرات الشرقيّ المسمّى كرانا. ينضمّ كراسو إلى كرانا قرب مليد. يعبر الفرات تشعّبات جبل طورس ويدخل في بلاد الرافدين العليا قرب تل برشيف ويتوجّه نحو الجنوب حتى تفساح ثمّ نحو الجنوب الشرقيّ إلى أن يصب في الخليج الفارسيّ قرب إريدو (اليوم : ينضمّ إلى دجلة قبل أن يصبّ في الخليج). روافده هي : باليخو، خابورو (الخابور)، ساغورو. على مدّ الزمن غيّر النهر مجراه بحيث إن مدنًا عديدةً لم تعد واقعة على ضفافه (سفّار، مقور، سوروفاك، أوروك، لارسا، أور، اريدو، بابل).

9- أَرْضِ نُودٍ(بلد)

اسم سامي معناه ((التائه او المنفي)) وهي مقاطعة الى الشرق من عدن هرب اليها قايين من وجه يهوه بعد ان قتل اخاه هابيل (تك 4: 16).

10- حَنُوكَ(مدينة)

قايين بنى مدينة و دعاها باسم ابنه “حنوك”فى أرض نود (تك 17: 4 و 18).

11- جِبَالِ أَرَارَاطَ (جبال)

هذا اللفظ العبري مأخوذ من الأصل الآكادي(أورارطو) وقد أطلق هذا الاسم على بلاد جبلية تقع شمالي آشور، على أحد جبالها استقر فلك نوح(تك 8: 4). والقمة التي يطلق عليها اليوم ((جبل أراراط)) ترتفع إلى 16916 قدماً فوق سطح البحر واسمها في التركية ((أغرى داغ)) , وأرض أراراط أي أرمينية.

12- بَابِلَ(مدينة)

جاء اسم بابل من لفظ ((باب ايلو)) من اللغة الاكدية ومعناه ((باب الله)) ونفس اللفظ ترجمة الكلمة السومرية ((كادنجرا)) مدينة بابل تمتدّ على ضفتيّ نهر الفرات، وامتدت خرائبها على 10 كلم مربع. وتل بابل قد احتفظ بالاسم القديم وسط هذه الانقاض. وتظهر أهمية بابل في العصور القديمة من ورود ذكرها في الكتاب المقدس أكثر من مائتي مرة. وهو اسم العاصمة العظيمة لمملكة بابل القديمة ((شنعار)) المذكورة في تك 10: 10 و 14: 1 والأسماء الأخرى التي أطلقت على المدينة كثيرة، منها ((تندير)) مركز الحياة و ((ايريدوكي)) المدينة الطيبة آي الفردوس، إذ كان البابليون يعتقدون أن جنة عدن في بقعتها و ((سو-انا)) اليد العالية، ويظن أن المعنى ((ذات الأسوار العالية)). وقبل أن تنشأ علاقة مباشرة بين إسرائيل والمدينة الكبرى- “بابل”- بين النهرين- كان لبابل وجود في أفق التاريخ المقدس. فبابل هي الاسم العبري “لبابلون” و برجها المشهورة الوارد عنه الحديث في تكوين 11: 1- 9، ما هو إلا البرج ذو الطوابق (أي زيككورات) بمعبدها الكبير. إن هذا البرج، الذي يرمز تماما إلى الوثنية البابلية، يتخذ أيضاً رمزا ًإلى كبرياء الإنسان. ولذا ترتبط بابل كرمز في تقليد الكتاب بحادث “بلبلة الألسنة”، وبذلك نرى طريقة الله في تأديب البشر على وثنيتهم القائمة على الكبرياء. وبعكس مصر التي لها في رمزية الكتاب المقدس معنى ملتبس، فإن بابل هي دائماً رمز لقوة الشر، ولو استخدمها الله أحياناً لكي يحقق مقاصده. والحقيقة سأقوم بشرح بابل لاحقا لأهميتها فى الكتاب المقدس.

13- أَرَكَ(مدينة)

وردت صيغة الاسم في الآكادية هكذا ((أورك)) و ((أركو)) . وكانت مدينة في شنعار بناها نمرود كما نجد هذا في تك 10: 10.وتسمى في العربية ((وركة)) وهي مكان يبعد بمقدار 80 ميلاً شمالي غربي ((أور)) في العراق وقد كشف التنقيب في هذا المكان عن بقايا وآثار ترجع إلى عصور سحيقة، يعود بعضها إلى أربعة آلاف سنة قبل المسيح.وبين هذه الآثار أقدم منارة عالية لهيكل، وأقدم ختم اسطواني وأقدم بناء من الأحجار. وهذه أقدم آثار من نوعها اكتشفت في بابل. وشكل الأطلال غير منتظم، فالجدران في الشمال الشرقي يبدو أنها قد تحددت بمجرى النهر الذي يجرى بجانبها، وتمتد المدينة من الشمال إلى الجنوب لأكثر من 3.000 ياردة، وعرضها حوالي 2.800 ياردة، وهذه المساحة مملؤة ببقايا المباني وأساسات الحوائط بتعرجاتها المختلفة وأبوابها وقلاعها التي يمكن رؤيتها حتى الآن .  ونجد في الأسطورة البابلية أن ((أرك)) كانت موطن البطل ((جلجاميش)) الذي كان كنمرود صياداً ماهراً. كما تروى أسطورة جلجامش أن البطل ورفيقه أنكيدو قد غسلا أيديهما في النهر بعد أن ذبحا العجل المقدس الذي بعثت به الآلهة أشتار لاهلاكهما.

14- أَكَّدَ(مدينة)

وقد ورد ذكرها فى سفر التكوين (10: 10) مع بابل وأرك وكلنة، كواحدة من المدن الكبرى التى أسستها نمرود فى أرض شنعار، ولا يعلم على وجه اليقين مكان خرائب تلك المدينة البابلية القديمة، وإن كان البعض يقول أنها تل الدير أو تل ششوبار أو هي بابل نفسها . كما لا يعلم التاريخ الذى تأسست فيه المدينة، والبعض يقول هي مدينة أغادي في بابلونية الشمالية. وإذا عدنا إلى الوثائق البابلية رأينا ان أكاد تعني مدينة في بابلونية الشمالية لم تكشف الحفريات بعد عن موقعها الدقيق. قد تكون بقرب أبوحبه الحالية (سيفار).

15- كَلْنَةَ(مدينة)

كلنة هي إحدى المدن الأربع التي بناها نمرود في أرض شنعار (تك 10 :10). فيبدو أنها في حقيقتها هي كلمة “كولانا” بمعنى” كلها”، أو” جميعها “أي أن العبارة هي: “وكان ابتداء مملكتي بابل و أراك و أكد كلنه في أرض شنعار، فقد ترجمت هذه الكلمة إلى “كل” (تك 42 :36) و إلي” جميعاً” (أم 31 :29)ولذلك يعتقد البعض انه ربما كانت مدينة في بابل تابعة لمملكة نمرود.

16- أَرْضِ شِنْعَارَ(بلد)

يطلق اسم شنعار- في العهد القديم – علي السهل الغريني بين نهري الدجلة والفرات ، والذي عرف بعد ذلك باسم بابل . ونقرأ في الأصحاح العاشر من سفر التكوين (10 : 10) أن ابتداء مملكة نمرود كان في بابل وارك (وهي “يورك” السومرية ، وتسمي حاليا “وركة” ) ، وأكد (أو “أجاد” عاصمة الفاتح السامي الشهير سرجون في الألف الثالثة قبل الميلاد ) ، وكلنة (ولا يعلم موقعها علي وجه التحديد ، ولعلها هي “كلنو” المذكورة في سفر إشعياء 10 : 9) . وحيث أن سرجون ملك أجاد كان من “كيش” (ولعلها هي “كوش” المذكورة في سفر التكوين-10 : 8) وفي أرض شنعار حاول الذين ذهبوا إليها من نسل نوح بناء “برج بابل” الشهير (تك 11 : 2).

17- نِينَوَى(مدينة)

في الاشورية : ننوا أو نينا. مدينة في بلاد الرافدين على ضفة دجلة الشرقية قرب مصب حوصر. هي اليوم حقل من الخرائب تجاه الموصل. هناك تل قيونجيك، نبي يونس. إن اقدم تاريخ للمدينة يضيع في غياهب التاريخ. حسب تك 10 :11 بنى نمرودُ نينوى. الاسم : ” نينوى ” هو اسم الإلاهة ” عشتار ” مكتوبا بالرموز المسمارية على شكل سمكة داخل إطار ، ولكن لا علاقة له بالكلمة العبرية ” نون ” ( أى سمكة ) ، والأرجح أنه من أصل حوراني . كانت نينوى عاصمة للإمبراطورية الأشورية في أوج عظمتها قديماً و تقع أطلال نينوى على بعد نحو نصف الميل إلى الشرق من نهر الدجلة ، في ضواحي مدينة الموصل حاليا . وأهم هذه الأطلال مرتفعان ، الأكبر منهما يقع فى الشمال الغربي ، ويعــــرف باســــــم ” كيونجيك ” ( QUYUNJG أى غنم كثير ) ، وتبلغ أبعاده نحو 650 ياردة عرضا x نحو ميل طولاً ، وبارتفاع نحو 90 قدما فوق مستوى السهل حوله ، ويفصله عن المرتفع الجنوبي الغربي المعروف باسم ” النبي يونس ” ، نهر ” خُسر ” ، وتقوم عليه الآن قرية وجبانه ومسجد يقال إن به قبر يونان ( يونس ) النبي ، ووجود المسجد يحول دون القيام بالتنقيب عن القبر . وهم شعب بابلي الاصل (تك 10: 11). وكانوا يعبدون الآلهة عشتار، او عشتاروت، التي اشتركت في عبادتها معظم شعوب العالم القديم تحت اسماء مختلفة.

18- روَحُوبُوتَ عَيْرَ(مدينة)

وهو اسم ثانى المدن التى بناها أشور فيما بين النهرين (تك 10: 11 و 12) ولا يرد هذا الاسم بين أسماء المدن الثلاث الأخرى فى السجلات الأشورية، مما جعل البعض يرون أن ” رحوبوت عير ” ليس اسم علم، لكنه يعنى ” شوارع أو ساحات ” وهى الشوارع التى ذكرها سرجو ن ملك أشور بالارتباط مع تعميره ” لماجونوبا ” (خورزباد او دور سروكن) . وفى هذه الشوارع امر آسر حدون – حفيد سرجون – باستعراض رأسى ملكى كوندى وصيدون عند عودته من غزوته المظ فرة لسواحل البحر المتوسط

19- كَالَحَ (مدينة)

كلمة سامية، لا يُعلم معناها على وجه اليقين، ويظن البعض أنها مشتقة من كلمة سومرية بمعنى “باب الله” أو “الباب المقدس” وكانت إحدى المدن الأربع الكبرى التي بناها أشور (أو نمرود – تك 10 :11) لتكون عاصمة له وتسمى الان نمرود وهى القلعة الاشورية التي على دجلة قرب مصب الزاب.

20- رَسَنَ (مدينة)

اسم آخر المدن الأربعة التي أسسها نمرود (تك 10: 11 و 12)، ولعل كلمة ” رسن ” هي اللفظ الأشوري لاسم مكان يدعى ” رأس – عيني ” أو ” رأس العين ” . وقد جاء اسم ” رسن ” بين الثماني عشرة مدينة التي ذكرها سنحاريب في نقوشه باعتبارها أماكن حفر فيها قنوات لربطها بنهر ” خوسر ” (Khosr ) . وقد كانت في الحقيقة أحد مصادر المياه لمدينة نينوي . ولكن يبدو أن تلك المدينة كانت تقع إلى الشمال، أبعد من المدينة المقصودة هنا . ومن الطبيعي أن يطلق اسم ” رسن ” (أي رأس العين) على أي موضع توجد فيه عين ماء . ولما كان الكتاب المقدس قد ذكر أن ” رسن ” تقع بين مدينتي نينوي وكالح(كويونجيك ونمرود)، فمن المعتقد بصفة عامة، أنها هي الأطلال الموجودة في ” سلامية ” الواقعة على بعد نحو خمسة كيلو مترات الى الشمال من مدينة كالح . وجدير بالذكر أن ” زينوفون ” يذكر أن مدينة عظيمة تدعى ” لاريسا ” كانت تشغل هذا الموقع، ويرجح ” بوخارت ” أنها هي نفس المدينة في نفس المكان، ويقول إنه عندما سئل السكان عن المدينة التي تدل عليها هذه الأطلال، أجابوا ” لرسن ” ثم تحورت الكلمة حتى صارت ” لاريسا ” في اليونانية، ويقول ” زينوفون ” إن سمك جدرانها كان 25 قدماً، بينما كان يصل ارتفاعها الى نحو مائة قدم، وكان محيط دائرتها حوالي ثمانية أميال، وفيما عدا قاعدة أعمدة الجدران، فإنها كلها كانت مبنية بالطوب، كما يتحدث عن هرم حجري بالقرب من المدينة ولعله كان يقصد برج المعبد في مدينة نمرود .

21- صَيْدُونَ (مدينة)

اسم سامي معناه (( مكان صيد السمك )) وهي مدينة فينيقية قديمة غنية وهي من أقدم مدن العالم واسمها مأخوذ من بكر كنعان بن حام بن نوح ( تك 10: 15 و 1 أخبار 1: 13 ). مبنية على جانب من رأس شمالي يمتد من ساحل عرضه نحو ميلين بين جبال لبنان والبحر المتوسط على بعد 22 ميلاً شمالي صور.وتقع علي خط عرض 34 33 ؛ تقريباً. والسهل المحيط بها سهل خصب تتوفر به مصادر المياه، ويبلغ طوله نحو عشرة أميال. وكانت المدينة القديمة تقع بالقرب من الطرف الشمالي للسهل يحيط به سور قوي. وكان لها ميناءان، الشمالي منها باتساع 500 ياردة طولاً، 200 ياردة عرضاً، تحميه مجموعة من الجزر الصغيرة وحاجز للأمواج. أما الميناء الجنوبي فمساحته 600×400 ياردة مربعة تحيط اليابسة من ثلاث جهات، أما الجهة الغربية فمنفتحة علي البحر مما كان يعرضها للأنواء  ولا نعلم متي تأسست المدينة ولكننا نجدها مذكورة في ألواح تل العمارنة من القرن الرابع عشر قبل الميلاد، كما تذكر في سفر التكوين (10 : 19) كالحد الشمالي لأرض الكنعاني التي كانت تمتد إلي غزة جنوبا.

22- جَرَارَ (مدينة)

و معناها ” دائرة ” أو ” منطقة “، وهى مدينة في سهل فلسطين إلى الجنوب من غزة (تك 10: 19) على الحدود الجنوبية الغربية من كنعان. وقد تغرب فيها كل من إبراهيم واسحق حيث اتصلا بايمالك ملك جرار (تك 20، 26) . و لا يعرف موقع جرار على وجه اليقين، ولكن الأرجح انها كانت تقع على احد فروع وادي الشريعة في مكان يسمى ام جرار بالقرب من الشاطىء إلي الجنوب الغربي من غزة وعلى بعد نحو تسعة أميال منها فهذا الموقع يتفق تماما مع ما ذكره يوسابيوس وجيروم. فقد ذكر يوسابيوس انها كانت على بعد 25 ميلا إلي الجنوب من اليوثربوليس (بيت جبرين). وقد كانت جرار معروفة في غضون القرون الخمسة الأولى بعد الميلاد حيث كانت مقرا للأسقفية. وقد حضر أسقفها ماركيان مجمع خلقيدونية في 451 م، كما كان بها دير للرهبان.

23- غَزَّةَ (مدينة)

ومهناها العزة، القوة. مدينة كنعانية وهى واحدة من أقدم عشر مدن في العالم. وسكنها الكنعانيون بادئ الأمر، وربما كانوا هم بناتها (تك 10: 19). وذكرت في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر ق. م.

24 – سَدُومَ (مدينة)

اسم عبري قد يكون معناه “احراقاً أو محروقاً” . وهو اسم المدينة الرئيسية فى مدن السهل أو الدائرة الخمس ، حيث عاش لوط ، وقد دمرها الرب لشرها. و تذكر سدوم فى الكتاب المقدس لأول مرة فى جدول الأمم ، حيث نقرأ : “وكانت تخوم الكنعاني من صيدون حينما تجيئ نحو جرار إلى غزة ، وحينما تجئ نحو سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم إلى لاشع” (تك 10: 19) . ولا نعرف بالتحديد موقع هذه الأماكن الآن. الموقع : أرجح الآراء فيما يختص بموقع مدن الدائرة الخمس ، بما فيها سدوم ، هو أنها الآن تحت مياه الطرف الجنوبي للبحر الميت . فالمياه جنوبي شبه جزيرة اللسان ضحلة جدَّا لا يزيد متوسط عمقها عن عشر أقدام . وإلى وقت قريب كان البحر الميت آخذاً فى الاتساع ، لأن المياه الداخلة إليه أكثر من سرعة “البخر”  ، ومن المحتمل جدَّا أن الطرف الجنوبي لم يكن – في وقت من الأوقات – يابساً فحسب ، بل كان سهلاً خصباً مزدحماً بالسكان . ولعل “آبار الحمر الكثيرة” (تك14: 10) كانت حيث بدأت المياه تزحف على تلك المنطقة.

وهناك سلسلة من الجبال تمتد خمسة أميال غربي الطرف الجنوبي للبحر الميت ، تتكون فى معظمها من الملح المتبلور ، وتسمى “جبل سدوم” ، وهناك الكثير من الأعمدة الملحية ، ويسمى أحدها “امرأة لوط”.

والسبب الآخر للاعتقاد بأن هذه المدن ترقد الآن تحت سطح البحر ، هو وجود مزار ديني فى “باب الدار” يبعد خمسة أميال إلى الجنوب الشرقي من اللسان ، ويُعتقد أنه كان معبدّا لأهالي مدن الدائرة . فالبقايا الفخارية به ترجع إلى نحو عام 2.300 إلى 1.900 ق.م مما يتفق تماماً مع زمن إبراهيم.

25- عَمُورَةَ (مدينة)

كلمة عبرية معناها ” مغمورة ” (قد غمرها أو أغرقها الماء)وهى أيضا اسم كنعاني معناه (( غرق )) بلدة في غور الأردن (تك 10: 19 و 13: 10). وهي إحدى مدن الدائرة الخمس ، التي أهلكها الله بنار وكبريت من السماء في زمن إبراهيم ولوط (تك 19 : 23-29) . ويظن بأنها غمرت بمياه البحر الميت، جنوبي اللسان عند مصب وادي العسال

26- أَدْمَةَ (مدينة)

وهي مشتقة من كلمة بمعنى ” أحمر “، وهي إحدى مدن السهل (تك 10: 19، 14: 2 و 8، تث 29: 23، هو 11: 8) . إحدى المدن الخمس التي سكنها الكنعانيون (تك 10: 19). شارك ملكها شنعار في الحرب ضدّ امرافل وحلفائه (تك 14: 1ي). إذا عدنا إلى تث 29: 22 نرى أن أدمة دُمّرت في الكارثة التي حلّت بسدوم (تك 19: 24). قد يكون موقعها جنوبي شرقي البحر الميت. وقد ألقى إبراهيم ولوط نظرة عليها من مرتفعات بيت إيل ..

27- صَبُويِيمَ (مدينة)

اسم عبري معناه “ظباء”، وهي إحدي مدن الدائرة بالقرب من أدمة( تك 10: 19 ). وقد إشترك ملكها “شمئيبر” مع ملك سدوم وحلفائه في التمرد على كدر لعومر ملك عيلام وحلفائه، ولكنهم أنهزموا أمام كدرلعومر وحلفائه، وهربوا إلى الجبل (تك 14: 2-12، انظر أيضاً 10: 19). وقد دمَّر الله المدينة عندما أمطر ناراً وكبريتاً على سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة (تك 19: 24و 25، تث 29: 23). ويضرب هوشع النبى بأدمة وصبوييم المثل لعقاب الله للشر (هو 11: 8)، ويرى كثيرون من العلماء أن موضع صبوييم الآن هو تحت الطرف الجنوبي من البحر الميت.

28- لاَشَعَ (مدينة)

اسم مكان ذُكر مع سدوم وعمورة وصبوئيم ، باعتبارها الحدود الجنوبية لكنعان ( تك 10 : 19 ) . ويقول جيروم إنها الينابيع الحارة في “كاليروي” في وادي الزرقاء ، ويعرف “بمعين” على الجانب الشرقي من البحر الميت ، وكان الملك هيرودس الكبير يستشفى فيه من مرضه في أيامه الأخيرة ، وهو ما يتفق مع “ترجوم أورشليم” . ولكن يبدو هذا الموقع أبعد مما يجب إلى الشمال ، والأرجح أنها كانت تقع إلى الغرب من وادي العربة . وعدم وجود “أل” التعريف في كلمة “لسان” في العبرية ( يش 15 : 2 ) ، يحول دون القول بأن “لاشع” هي نتوء اللسان الذي يمتد في البحر الميت من ساحله الشرقي . وعليه فلا يُعلم موقع لاشع على وجه اليقين.

29- مِيشَا (مدينة)

كلمة ساميِّة من أصل قد يعني “ارتحال”،: اسم مكان في جنوبي شبه الجزيرة العربية، كان يشكل الحدود الغربية للمنطقة التي سكنها بنو يقطان بن عابر من نسل سام بن نوح (تك 10: 30)، ولا يُعلم موقعها بالضبط، فيظن البعض أنها كانت ميناء على الساحل الشرقي للبحر الأحمر بالقرب من بلاد اليمن. ويرى البعض أيضاً أنها كانت تقع على الشواطئ الشمالية الغربية للخليج العربي، ويظن البعض الآخر أنها هى نفسها “مسَّا” ، التي تذكر كثيراً في النقوش المسمارية، وأنها المنطقة الصحراوية الممتدة غرباً وجنوباً من بابل

30- سَفَارَ(مدينة)

كلمة سامية معناها “إحصاء أو عد”. ونقرأ في الأصحاح العاشر من سفر التكوين أن بني يقطان بن عابر، كان مسكنهم من “ميشا حينما تجئ نحو سفار جبل المشرق” (تك 10: 30). فكان جبل سفار يشكل التخمٍ الشرقي لأرض يقطان . وللشبه الكبير بين أسماء أبناء يقطان وأسماء مناطق ومدن الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، يبدو من المؤكد أن “سفار ” هى “ظفار” فى العربية . ولكن هناك مدينتين بهذا الاسم فى شبه الجزيرة العربية، إحداهما تقع إلى الجنوب من صنعاء ، ويقول تقليد قديم أن الذى بناها هو شامير أحد ملوك سبأ، وقد ظلت لهم عاصمة زمناً طويلاً. و”ظفار” الثانية تقع على الساحل الشرقي فى منطقة “الشحر” إلى الشرق من حضرموت، والأرجح أن “ظفار” الثانية هى المشار إليها فى تك 10: 30.

31- أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ (مدينة)

وهي مسقط رأس إبراهيم التي ولد ونشأ فيها ولكنه خرج منها إطاعة لدعوة الرب وذهب إلى حاران ومنها ذهب إلى كنعان (تك 11: 28 و 31 و 15: 7 ونحم 9: 7). ومكان أور اليوم خرائب تدعى المغبّر في منتصف المسافة بين بغداد والخليج الفارس، وعلى مسافة عشرية أميال شرقي مجرى نهر الفرات في الزمن الحاضر. وقد احتل المدينة السومريون والعيلاميون والبابليون والكلدانيون على التوالي.

وقد أثبتت الكشوف الحديثة أن مدينة أور وجدت ما يقرب من ألف عام قبل عصر إبراهيم وكانت في ذلك الزمن السحيق مركزاً لمدينة راقية. وتقول سجلاتها القديمة التي اكتشفت فيها أن بعض ملوكها حكموا آلافاً من السنين، وتدل طبقة من رواسب الطمي اكتشفت فيها على أن طوفاناً عظيماً حدث في أرض ما بين النهرين. ولكننا لا يمكن أن نجزم بأن رواسب الطمي هذه باقية من الطوفان الذي حدث في أيام نوح كما يدعي البعض ذلك. وقد اكتشفت في المقبرة الملكية ابرة الملكية التي يرجع تاريخها إلى سنة 2500 ق.م تقريباً, جواهر جميلة وأشياء أخرى من الفضة والذهب. ولكن يظهر أن الحياة البشرية لم تكن ذات قيمة تذكر عند أولئك القوم, فقد دلت الكشوف على أن ثمانية وستسن من الخدم قد قتلوا ليقوموا بخدمة الملكة في الحياة الأخرى. وقد امتد سلطان أور في عصر أورنمَو حوالي عام 2350 ق.م, على معظم أرض ما بين النهرين، التي هي العراق الآن. وقد شيَد هذا الملك ((زيجورات)) أو برج هيكل عظيم, وكان نانار إله القمر يعبد على قمته. وقد وجد هناك كثير من اللوحات الطينية وقد كتبت عليها وثائق معاملات تجارية مما يدلّ على أن أور كانت في ذلك الحين مركزاً عظيماً للتجارة.

32- أَرْضِ كَنْعَانَ (بلد)

وهى أراضي غربي الأردن المسماة كنعان(فلسطين) أو الاسم الذى أطلقه الكتاب المقدسّ لأرض الموعد. وكثيراً ما كانت تشمل أجزاء من جنوبي سورية ، فلم تكن تخومها الشمالية محددة تماماً . وكان يطلق علي سكانها بعامة (باستثناء بعض المناطق مثل أوغاريت علي ساحل البحر المتوسط) اسم الكنعانيين .

33- حَارَانَ (مدينة)

اسم ربما كان من أصل اكادي معناه ((طريق، قافلة)) وهو اسم مدينة بين النهرين، على نهر بليخ وهو فرع للفرات وتقع على مسافة 280 ميلاً إلى الشمال الشرقي من دمشق. وكانت المدينة مركزاً تجارياً، لكونها على أحد الطرق التجارية الرئيسية بين بابل والبحر المتوسط، وقد اتخذت إِله القمر إلهاً لها وتغرّب فيها تارح وابراهيم مدة من الزمن، ومات تارح هناك (تكوين 11: 31 و 32 و 12: 4 و 5). وسكنت فيها أسرة ناحور، ولابان أخو رفقة، ويعقوب (تكوين 27: 43 و 28: 10 و 29: 4 و 5). وقد استولى عليها الاشوريون كما ورد ذلك في 2 ملوك 19: 12 و اشعياء 37: 12. وفي 53 ق.م. انهزم القائد الروماني كرسوس، رفيق بومباي ويوليوس قيصر بالقرب من حاران أمام القائد الفارسي سورينا، وذُبح بطريقة وحشية حالاً بعد ذلك. والمدينة الآن قرية صغيرة لا تزال محتفظة بالاسم حران.

والى اللقاء مع الأصحاح الثانى عشر راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تأملات وقراءات فى أسم يهوه

4 أكتوبر 2010

 

 

مقدمة

سؤال يسأله أى أنسان لنا نحن المسيحيين ويقول يعنى أنتم عاملين تجاهدوا وتصوموا وتصللوا وماشيين كويس طيب علشان أيه كل ده ؟ وكانت الأجابة علشان نعيش مع ربنا , وكأن الأجابة غير مقنعه فيقول طيب وبعد ما تعيش مع ربنا ؟ كانت الأجابة نعيش معاه فى الملكوت , ويسأل طيب وأيه يعنى لما تعيش معاه فى الملكوت أيه اللى حايحصل ؟,أعتقد فهمتم ماذا أقصد يعنى كل ما واحد يسألك تقول له فى الملكوت وحاأعيش مع ربنا وحأفرح مع ربنا وحأكون فى حضن ربنا ودايما تجد السؤال طيب وأيه يعنى؟وأيه الفايدة اللى حاتخدها بكده ؟,طيب السؤال ده لو كل واحد سأله لنفسه طيب وأيه يعنى لما أعيش مع ربنا وأيه يعنى لما حأتمتع بحب ربنا وأيه اللى حأستفاده يعنى؟ الحقيقة السؤال ده يحير الأنسان لو هو عنده مجرد النظرة فقط ولكن لم يستطيع أن يتمتع بالرؤيا ؟طيب أيه يعنى يا موسى أنك شفت ربنا فوق الجبل طيب أستفدت أيه يعنى شخصيا ؟ وجلست مع ربنا طيب شعرت بأيه أيه اللى أنت أستفادتة أيه اللى أنت أخدته ؟ سؤال أخشى أن ما حدش يعرف يجاوب عليه لو سألك حد أنت عايش مع ربنا وجاى الكنيسة ليه وبتجاهد ليه وأيه الرؤيا اللى أنت متمتع بيها,ستقول له سأعيش مع ربنا فى حضن ربنا وستجد الرد طيب وأيه يعنى وهذه فلسفة الأبوقوريين وهم من يقولون نأكل ونشرب لأننا غدا نموت وهى دى مشكلة الأنسان اللى ماعندهوش الرؤيا لأنه لم يميل ليرى المنظر العظيم كظهور الله فى العليقة ويعرف من هو الله ويتمتع برؤياه وليس مجرد النظرة فقط ,ونرى مدى الخطورة أن المسيح يطلب من الآب من أجلنا فى يوحنا 17: 3 3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. الحقيقة بداية طريق الخلاص هو أن تعرف يهوه,وبدون أن تعرفه لا خلاص أبدا لك. أذا الحياة الأبدية هى معرفة وليست معرفة فلسفية أو عقليه بل هى معرفة أختبارية بأن تعرف من هو يهوه وليس هذا فقط بل تختبره وتعيشه.

أسم يهوه

فى سفر الخروج سأل موسى ربنا وقال له فى خروج 3: 13 13 فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل وَأَقُولُ لَهُمْ:

 إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا َ لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟»

ورد عليه ربنا فى العدد 14 14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»

وسنتوقف عند هذا العدد ونتأمل يعنى أيه أهيه الذى أهيه .

الحقيقة أن أول واحد كتب عن ربنا وأسمه كان موسى لأنه كتب الأسفار الخمسة الأولى وأسماء ربنا أتعرفت من خلال هذه الأسفار الخمسة الأولى فى العهد القديم التكوين والخروج واللاويين و العدد والتثنية ,يعنى هو اللى كتب عن أسماء ربنا وربنا قال له أهيه الذى هو أهيه ,والحقيقة فى أبحاث كثيرة أتعملت عن معنى هذا الأسم ولكى نستطيع أن نفهمه هو فعل الكينونه أو        verb to be  يعنى  I am who I am  وكلمة يهوه he is  يعنى أهيه بصيغة المتكلم ويهوه

بصيغة الغائب ولذلك قال له تقول لشعبى يهوه أرسلنى ,أهيه هو الكينونه أو فعل الكينونه وعلماء الكتاب المقدس لما أخذوا يبحثوا فى هذا الأسم وفى معناه بالعبرى

وينطق أهيه آشير أهيه يعنى أنا هو الكائن بذاتى والمقيم لكل كيان ,وعندما حاولت الترجمات الأنجليزية الأخرى أن تترجمها   I am the being  يعنى أنا الكينونه أو I am who cause to be أو

أنا سبب الوجود وعندما أستقروا على ترجمتها الحرفية ( أنا هو الكائن بذاتى والمقيم لكل كيان) ولو قلناها بالعربى نستطيع أن نلمحها من اليونانى وعندما ترجموها فى الترجمة السبعينية لليونانى سموه أيغو أيمى أو أيجو أيمى وتعنى أنا هو الذى هو أى الكينونه أو الكيان القائم بذاته والمقيم كل كيان .

كلمة يهوه مكونه من أربع حروف ولو شفنا كينونه ربنا نلاحظ حاجة عجيبة جدا أن ربنا عايز يقول لموسى أنا الكيان ,وأول حاجة هذا الكيان كائن لوحده ويقول ليس معى كيان آخر يعنى هو الإله وحده وتانى حاجة هذا الكيان واجب الوجود يعنى لازم يبقى موجود وتالت حاجة هذا الكيان لا يوجده أحد لأنه واجب الوجود من ذاته ورابع حاجة أن هذا الكيان يستمد من وجوده كل كيان آخر يعنى هذا الكيان الكينونه هى التى تقيم كل كيان آخر وهذه هى شروط الألوهيه لو سألنا من هو الإله؟ الإله هو الكائن وحده وليس له شريك وهو الواجب الوجود لأنه لابد أن يكون يعنى هو الكائن بذاته ولم يوجده آخر ولا يعتمد فى وجوده على آخر وهو المقيم لكل كيان وكل كيان آخر يعتمد فى وجوده على وجود الله ,ولما أحب الله أن يعرف موسى مين هو قال له أنا هو الكينونه أو أنا الكائن أهيه آشير أهيه وبيكررها وكان ممكن يقول له أهيه فقط ولكن قال له أهيه آشير أهيه أو أنا القائم بذاتى والمقيم لكل وجود , والحقيقة هذا الأسم لم يعرف أو يكشف إلا لموسى ولورحنا لسفر الخروج 6: 2 ,3 2 ثُمَّ قَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَنَا الرَّبُّ. 3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.يعنى ربنا عرف بأسم إيلوهيم لأبراهيم وأسحق ويعقوب وهذا الأسم كتب كثيرا فى سفر التكوين وبالعربى هو الله ,والحقيقة فى تيارين فى الكتاب المقدس يستطيع الأنسان يميزهم وهو يقرأ 1- إما تيارات أو تعبيرات أيلوهيمية تتكلم عن إيلوهيم أو2- تيارات أو تعبيرات يهويه تتكلم عن يهوه , طيب أيه معنى هذا الكلام ؟ نلاحظ ملاحظة لطيفة جدا 1- أن عندما يكون الكلام بصفة عامه لكل البشر ولكل الأمم وعمل بيعمله ربنا لكل الخليقة يذكر ربنا بأسم أيلوهيم وسوف نذهب إلى معنى هذا الأسم لاحقا وهذا الأسم نجده فى سفر التكوين أول أصحاح وقال الله ليكن نور …ألى آخره وهنا الله هو إيلوهيم 2- ولما تكون هناك حاله خاصة موجهه لشعب أسرائيل أو موجهه لأنسان الله أو لرجل الله أو لأحد شخصيات الكتاب المقدس فى العهد القديم خاصه به يتذكر أسم يهوه , طيب تعالو نعرف معنى أيلوهيم هى كلمة مكونه من مقطعين أيلو وهيم , وأيلو تعنى القوى وكلمة هيم تعنى حافظ العهد أو إله العهد يعنى ربنا لما بيعلن نفسه كلمة الله هى أيلوهيم أو كما فهمنا تعنى الإله القوى الحافظ العهد الأمين وذلك عند ظهوره لأى أنسان أو بيعلن أى شىء .. لكن كلمة يهوه فى حركتها أو فى نطقها للشعب الخاص تحمل مضمون أو معنى خطير جدا , ففى بحث قدمه المطران جورج خضر من الكنيسة اللبنانية ومؤسس حركة الشبيبة   فى أحدى المؤتمرات فى الخارج التى تتكلم عن الكنيسة والحضارة ,أنه قدم بحث عن كلمة يهوه وشرح معنى كلمة يهوه فى تعليق لطيف أن يهوه ليس فقط يعنى أنه الله لأ أو الإله الخاص بشعب معين لأ أنه الإله الخاص الذى بحركته يعلن حبه ولما بيقول أهيه الذى أهيه يعنى بحركتى أعلن الحب وبوجودى أعلن الحب وبعدين المقطع آشير أهيه وتستمدون هويتكم من محبوبيتكم وهذه هى الترجمة باللغة العربيه ,يعنى تستمد هويتك أو تعرف من أنت من الحب الذى تناله منى ,والمطران جورج كان بيتكلم عن الحضارة وهى المظهر الموجود وهو يتكلم عن الوجود ومن هو أصل الوجود فأهيه الذى هو أهيه هو الكيان الذى يوجد كل كيان آخر ولا يستطيع أحد أن يفهم كيانه إلا لما يستمد الحب من هذا الكيان ولذلك كانت دائما يهوه تعنى الحب أو الخصوصية ,وهذا الحب لم يكن يعلن للكل ولكن كان يعلن للشعب الخاص أو لرجال الله ولذلك لما كانوا بيتكلموا بصفة عامه كانوا يذكروا إيلوهيم ولكن لما يكون هناك حاجة خاصة كانوا يذكروا بكلمة يهوه , والحقيقة هذا الكلام مهم ..لماذا؟ لأننا سنرى كيف أن المسيح أشتغل بكلمة يهوه ,ونلاحظ فى أيلوهيم كانت دايما تتعرف ب ال يعنى ال له أو إله الآلهه لأن كان هناك فى آلهه أخرى  ولكى يعرف الله من وسط هذه الآلهه الكثيرة الموجودة فى العالم كان يضع الألف لام لكى يكون معروفا أن هذا هو إله الآلهه ,لكن يهوه لم يكن يوضع لها إطلاقا الألف لام أو أداة التعريف لأنه لا يوجد أحد غير يهوه هو الكائن وهو الكينونه بذاتها ولذلك لا يوضع له أداة تعريف ,والخطير هنا أن من كتر ما اليهود شعروا بقدسية كلمة يهوه وكانوا يرتعبون عدما يسمعون هذه الكلمة بالرغم أنها كانت تحمل فى طياتها حب ! لم يستطيعوا كتابتها وأبدلوا كلمة يهوه ووضعوا بدلا منها كلمة أخرى أسمها أدوناى وهى ترجمتها الرب أو باليونانى كيريوس أو بالقبطى أيبشويس ,وكانوا بيخافوا يكتبوا كلمة يهوه فأستغنوا عن كلمة يهوه بكلمة أدوناى أو كلمة الرب ,ولذلك نجد فى أوقات كتيره فى الكتاب المقدس يذكر هذا الكلام وهو وقال الرب الإله ,ولو رجعنا لسفر التكوين نجد كل الأصحاح الأول يذكر كلمة أيلوهيم ,وفى الأصحاح الثانى عند أعادة الخليقة الجديدة أو بيذكر الخليقة مرة أخرى  يذكر كلمة الرب الإله (يهوه) وقد شرحت مسبقا لماذا أعاد قصة الخليقة مرة أخرى ؟ وفى الأصحاح الثالث من سفر التكوين نلاحظ ملاحظة عجيبة أن قصة السقوط عندما أغوت الحية آدم وحواء ,أستخدمت الحية كلمة أيلوهيم وحواء ردت عليها بأيلوهيم ولكن أول ما الأنسان سقط وعندما بدأ الله يسعى ويسرع لخلاص الأنسان نجد وسمع آدم صوت الرب الإله وقال الرب الإله لآدم أين أنت وليس وقال الله لماذا؟ لأن هذا العمل وهو السعى وراء الأنسان فيه حب وفيه خصوصيه ولذلك أستعمل كلمة يهوه الرب الإله أدوناى وكما قلت هم أبدلوا كلمة يهوه لأنهم لم يستطيعوا كتابتها من كتر قدسية هذه الكلمة فهى الكينونه كلها ووضعوا كلمة أدوناى مكانها وهذا هو مبرر الكتاب المقدس فى أنه بيقول مره وقال الله ومرة أخرى وقال الرب الإله , كلمة أيلوهيم تكتب دائما بصيغة الجمع وهى نفسها مجموعه ولكن افعال هذه الكلمة كلها أفعال مفردة ,ويقول وخلق الله (أيلوهيم) وكلمة أيلوهيم جمع ولو رجعنا للترجمة العربى بحذافرها المفروض نقول وخلقت أيلوهيم لأن أيلوهيم جمع ,ولكن لأن أيلوهيم واحد مثلث الأقانيم وكان معروف لكل العالم أن أيلوهيم واحد فيقول وخلق وجبل ووضع …ألخ ,والحقيقة من أجل خطورة هذا الأسم فى العهد القديم هناك بحث لطيف حاولوا يحصروا عدد المرات التى جائت فيها كلمة يهوه فوجدوها حوالى 6833 مرة وكلمة أيلوهيم أتذكرت 2555 مرة فى العهد القديم وكلمة أدوناى أتذكرت بمعنى السيد الرب 300 مرة ونلاحظ ملاحظة لطيفة طبعا فاكرين مريم المجدليه لما رأت المسيح بعد القيامة ونداها المسيح فقالت له رابونى يعنى رب بمعنى سيد ,ففى أوقات كثيرة تأتى بمعنى الرب الإله ,تأتى أيضا بمعنى رب أو معنى سيد ولكى يميزوا أذا كانت الكلمة مخصصة لربنا أو لأحد الأشخاص وجدوا حاجة عجيبة أن كلمة أدوناى لما تأتى وتخص ربنا أو الله تذكر بصيغة الجمع ,ولكن لما تذكر مع أنسان تذكر بصيغة المفرد ولوعدنا لسفر التكوين 24 : 12 12وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ يَسِّرْ لِي الْيَوْمَ وَاصْنَعْ لُطْفاً إِلَى سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. ,نجد أليعازر الدمشقى هنا يصللى لأدوناى الرب وتكلم عن أدوناى السيد أو سيده أبراهيم وهنا وجدوا هذا الشىء العجيب أنه عندما كان يصللى لربنا أدوناى تكتب بالجمع ولكن لما كان بيتكلم عن سيده ابراهيم كلمة أدوناى تكتب بالمفرد  وكلمة أدوناى بمعنى الرب .

لما موسى سأل ربنا عن أسمه لم يقل له الأسم ,وهذه الأسماء كانت تقال كأسماء العلم التى تميز ما بين الأنسان والناس الذين حوله ,لكن ربنا قال له أسم الكينونه أنا هو أيجو أيمى ,أهيه أنا هو الكائن ,وكلمة يهوه كما قلنا تحمل فى طياتها حب للشخصية التى تكلمها ولذلك نجد أن السيد المسيح أخذ نفس الأسم وسنستشهد بشواهد كثيرة ترينا أن المسيح أخذ نفس الأسم يوحنا 8: 24 24فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». ويقول أنا هو ويسكت وبعدين يقول تموتون فى خطاياكم .وفى نقاشه مع السامرية فى حديث طويل يوحنا 4: 26 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». أيجو أيمى ,وكمان كان بيتكلم مع المولود أعمى ويقول له فى يوحنا 9 : 35 – 37 35فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: «أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ؟» 36أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ!». وكمان شويه سنرى أن المسيح أخذ هذه الكلمة له وأضاف لها أضافات أنا هو الكينونه ,أنا هو لك وبدأ يضيف لها أشياء كثيرة ,أنا هو الكينونه الخاصة بك اللى منها تستمد هويتك من محبوبيتك ,لما تشعر أنك محبوب تعرف كيانك وتستمد وجودك ولذلك بدأ يفسرها كثيرا /أنا هو خبز الحياه/أنا هو الراعى الصالح/أنا هو نور العالم/أنا هو الكرمة الحقيقية/ أنا هو كثير كثير كثير … طيب تعالوا نأخذها واحدة واحدة ونشوف أن فى كل واحدة ربنا بيسد أحتياج  ويقول لك أنا هو ,, أنت محتاج أيه !؟أنا هو اللى أنت محتاجه أنا سأعطيه لك ,أسماء كتيرة فى العهد القديم والعهد الجديد على كلمة أيجو أيمى ,يعنى من محبوبيتكم تستمدون هويتكم لو كنت بتحب الزنا ستكون هويتك زانى ,بتحب السرقة ستكون هويتك سارق ,بتحب النفاق ستكون هويتك منافق ألخ, يعنى من محبوبيتكم تستمدون هويتكم ,لو بتحب الله ستكون رجل الله ,بتاع الله , وقال ربنا لموسى تريد أن تجعل الشعب يعرف أسم الإله ,قول لهم هو الكائن الذى يحبكم ومن هذا الحب تستمدون هويتكم وكيانكم ,أنا هو لك ,ويحضرنى رأى أحد الآباء بيقول كأن ربنا لما قال أسمى أنا هو أعطاك شيك على بياض ممضى بكلمة أنا هو وشوف أنت محتاج أيه وضع الناقص ,محتاج خبز , حياه ضع خبز الحياه ,ولو أنت لا تعرف ولا ترى ومحتاج نور ,ضع أنا هو نور الحياه أو نور العالم ,ولو محتاج لرعاية وحب ,ضع أنا هو الراعى الصالح ,يعنى تستمد حبك من محبوبيتك ,أعذرونى أننى أطيل الحديث عن هذا الأسم لأنه هو ألهنا ولو النفس لم تدرك هذا العمل ستكون محرومه من شىء كبير ,ولن تعرف هويتك وكيانك إلا لما تعرف الكيان الذى أوجدك ,إلا لما تستمد كيانك من الكيان الذى أوجدك ,تستمد محبوبيتك أيلوهيم التى أختصروها وجعلوها كلمة أيل , يهوه أيجو أيمى ,أنا هو الكائن ,وأبتدأ ربنا يعلن من خلال هذه الأسماء فى تغيرات كثيرة جدا ,فبعد ما رجع أبراهيم من كسرة ملوك سدوم وعمورة وبعد ما أنتصر ورد لوط والأشياء المسلوبة والأشخاص المسبيين ,ظهر له ربنا وقال له أنا هو الإله القدير سر أمامى وكن كاملا ,وقد قالها له كذا مرة ,الإله القدير أو بالعبرى أيل شداى ومعنى القادر هنا يعنى القادر أن يحقق ما تريده وليس بمعنى المتعافى لأن معنى المتعافى أو القوى هو أيلوهيم ,والحقيقة كلمة شداى ترجمت لكلمة ثدى وأستخدمها اليونانيين فى الآله ديانا التى هى الآلهة أرتميس آلهة الأفسوسيين ويمثلوها بتمثال أمرأه وكل مكان فى جثمها يوجد ثدى أو أثدية ومعنى الثدى حب وشبع وغذاء ونفس هذا الكلام لو رجعنا لأشعياء 60: 15و 16 15عِوَضاً عَنْ كَوْنِكِ مَهْجُورَةً وَمُبْغَضَةً بِلاَ عَابِرٍ بِكِ أَجْعَلُكِ فَخْراً أَبَدِيّاً فَرَحَ دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 16وَتَرْضَعِينَ لَبَنَ الأُمَمِ وَتَرْضَعِينَ ثُدِيَّ مُلُوكٍ وَتَعْرِفِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُخَلِّصُكِ وَوَلِيُّكِ عَزِيزُ يَعْقُوبَ. وأشعياء 66: 10- 12  10افْرَحُوا مَعَ أُورُشَلِيمَ وَابْتَهِجُوا مَعَهَا يَا جَمِيعَ مُحِبِّيهَا. افْرَحُوا مَعَهَا فَرَحاً يَا جَمِيعَ النَّائِحِينَ عَلَيْهَا 11لِتَرْضَعُوا وَتَشْبَعُوا مِنْ ثَدْيِ تَعْزِيَاتِهَا. لِتَعْصِرُوا وَتَتَلَذَّذُوا مِنْ دِرَّةِ مَجْدِهَا. 12لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هَئَنَذَا أُدِيرُ عَلَيْهَا سَلاَماً كَنَهْرٍ وَمَجْدَ الأُمَمِ كَسَيْلٍ جَارِفٍ فَتَرْضَعُونَ وَعَلَى الأَيْدِي تُحْمَلُونَ وَعَلَى الرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُون هنا بيتكلم عن الله الذى يفعل هكذا وهنا لما بيتكلم عن حب ربنا وعمل ربنا فى حياة الأنسان , يعنى أيل شداى الإله القادر المحب الذى يريد أن يعطى ,وكمان يعرف ربنا بأسم تانى وهو أسم العلى ونتذكر لما قال ملكى صادق كاهن الله العلى وكلمة العلى تعنى أقوى الأقوياء ودانيال النبى يقول 7: 18 18أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وكرر كلمة العلى فى 22 و25 و 27 من نفس الأصحاح وأستخدمها كثيرا وتعنى أقوى الأقوياء أو أعلى الأعلياء ,وهناك حكمة تقول فوق العلى على يلاحظ يعنى فوق العلى عالى يلاحظ وفوقهما العلى أو كل واحد فوقه واحد أعلى منه والله العلى فوقهم جمعيا ,وهناك مزمور من المزامير الخطيرة ويستخدمه البعض فى السحر والأعمال والحاجات دى! وهو مزمور 91 1 اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. 2أَقُولُ لِلرَّبِّ: «مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ». 3لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. 4بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. 5لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ 6وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. 7يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ وَرَبَوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. 8إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ. 9لأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي». جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ 10لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. 11لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. 12عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. 13عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. 14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي.15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي.,وهذا المزمور فيه كل أسماء ربنا  ولذلك يشعرون أنه فيه قوة أو سر معين , وهناك أسم آخر فى سفر التكوين 21: 33 33وَغَرَسَ إِبْرَاهِيمُ أَثْلاً فِي بِئْرِ سَبْعٍ وَدَعَا هُنَاكَ بِاسْمِ الرَّبِّ «الإِلَهِ السَّرْمَدِيِّ».والسرمدى تعنى الأزلى الأبدى وأشعياء قالها إله الدهر وإله الزمن 40: 28 28أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ ,ومتى عرف أبراهيم هذا الأسم ؟ يتضح ذلك من موقفين 1- الميثاق الذى عمله مع أبيمالك لكى لا يعتدى على آباره مع أنه دفع ثمنهم ولكن أبراهيم لم يكن مطمئن ولذلك كان ضامن هذا العهد هو الله السرمدى الذى لا يكل ولا يعيا ولذلك ربنا أعلن له حتى لا يخاف من أبيمالك وكأنه يقول له أنت دخلت فى عهد ولكن ربنا ضامن لك هذا العهد ,والحقيقة هذا كثير يدور حولنا يا ترى مين يضمن لى الوظيفة التى أنا فيها والمركز المادى اللى أنا فيه ونقول ده أنا داخل فى عهد معاهم وماضى على عقد وممكن لأى سبب من الأسباب يطير هذا العقد ولكن من الذى يضمنه هو فقط الإله السرمدى ,يعنى وظيفة /مكانه/زوجة/زوج/أرتباط ,ويقولوا أحنا أتفقنا لكن من يضمن هذا الأتفاق ولو الإله السرمدى غير واضح فيه يروح هذا الأتفاق ويتخانقوا على أتفه شىء 2 – وفى نفس الوقت يعلنها له عندما قال له ربنا خذ أبنك وحيدك حبيبك أسحق وأذبحه وقبلها ربنا عرفه أسم السرمدى ,لأنه لما سيقول له أدبح أبنك بالطبع أبراهيم سيفكر ويقول هو الإله الذى أنا أعرفه أتغير وإلا أيه ومن أمتى بيقبل ذبائح بشرية ومن أمتى بيغير كلامه أليس هو الذى قال لى بأسحق يدعى لك نسل ,ولكن الله من حبه قال له أنا إله الزمن والدهر السرمدى  وكما قال أشعياء إله الدهر يعنى الذى لا يتغير والذى ليس عنده تغيير ولا ظل دوران ,الناس هى التى تتغير ولكن الله ثابت فى معاملته ,وهناك أسم جديد فى سفر التكوين 16: 13 13فَدَعَتِ اسْمَ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعَهَا: «أَنْتَ إِيلُ رُئِي». لأَنَّهَا قَالَتْ: «أَهَهُنَا أَيْضاً رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤْيَةٍ؟»أو الرب يرى كما أسمته هاجر وأبضا أسماه أبراهيم فى تكوين 22: 14 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».دعاه أبراهيم الرب يرى عندما ذهب لذبح أسحق وانتم عارفين القصة زهنا أبراهيم قال الله يرى ويدبر الخروف للمحرقة !والحقيقة ربنا دايما يرى مذلتنا وضعفنا وعجزناوأحتياجاتناوليس فقط يرى ويشاهد ولكن أيضا يدبر ويسدد ويخطط ويسرع لأعانتنا ,كما قال لموسى فى الخروج 3: 7 و 8 7فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ 8فَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً إِلَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّين . ونرى ربنا يقول نزلت لأصعدهم ,ولذلك كلمة يهوه فيها الحركة ,فهو ليس الوجود والكينونه الفلسفية ولكن هو الوجود والكينونة الفعاله المتحركه التى تغير وتصنع وتعمل ولذلك يقول الرب يرى ويعرف كل شىء وفى نفس الوقت ربنا بيدبر ,وهناك أسم جديد لربنا فى سفر الخروج وهو يهوه روفى  وهى تعنى أنا هو الرب شافيك الذى يشفى الروح والنفس والجسد فى خروج 15 : 26 26فَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلَهِكَ وَتَصْنَعُ الْحَقَّ فِي عَيْنَيْهِ وَتَصْغَى إِلَى وَصَايَاهُ وَتَحْفَظُ جَمِيعَ فَرَائِضِهِ فَمَرَضاً مَا مِمَّا وَضَعْتُهُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ لاَ أَضَعُ عَلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا الرَّبُّ شَافِيكَ». , ويدخل شعب الله فى حرب مع عماليق عندما رفع موسى يديه وعلى مثال الصليب ينتصر ولما بينتصر بيبنى مذبح ويسميه يهوه نسى يعنى الرب رايتى أو علمى يعنى هو الراية بتاعتى خروج 17: 15 , 15فَبَنَى مُوسَى مَذْبَحاً وَدَعَا اسْمَهُ «يَهْوَهْ نِسِّي». وأسم آخرفى سفر اللاويين 21: 8  8فَتَحْسِبُهُ مُقَدَّساً لأَنَّهُ يُقَرِّبُ خُبْزَ إِلَهِكَ. مُقَدَّساً يَكُونُ عِنْدَكَ لأَنِّي قُدُّوسٌ أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُم ومقدسكم من قدش بالعيرى والتقديس والقداسه معناها لو رجعنا لأول مرة أتذكر فيها معنى التقديس كان فى سفر التكوين الأصحاح التانى عدد3 لما قدس ربنا يوم السبت لما أستراح أذا القداسه معناها راحة وهذا هو أول معنى للقداسه وتانى شىء للقداسة أن يكون هناك تخصيص أى يوم خصص لربنا ولذلك أرادة الله هى قداستكم أى تكونون مخصصين له وعندما نتخصص له يحدث لنا راحة ,والقداسة أيضا تعنى الطهارة والتنقية وأيضا تعنى الأعتزال أو الأرتفاع و السمو وهنا الأسم أنا هو الرب مقدسكم ,وهناك أسم آخر فى سفر أرميا 23: 6 6فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِناً وَهَذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا.وهو أسم الرب برنا أو يهوه صدقينو يعنى ربنا هو أساس برنا وليس لنا بر بدونه ,وهناك أسم آخر فى سفر القضاه 6: 24  24فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ وَدَعَاهُ «يَهْوَهَ شَلُومَ». إِلَى هَذَا الْيَوْمِ لَمْ يَزَلْ فِي عَفْرَةِ الأَبِيعَزَرِيِّين عندما بنى جدعون بعد ما قدم ذبيحة كما قال له ملاك الرب ونزلت النار وأكلتهامذبح للرب وأسماه يهوه شالوم أو الرب سلامنا ,وأسم آخر فى سفر حزقيال 48: 35 35الْمُحِيطُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً, وَاسْمُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ «يَهْوَهْ شَمَّهْ». وهنا بيتكلم عن الهيكل الجديد الذى سيبتدى سيسمى يهوه شمه أو الرب هناك يعنى ربنا موجود فى هذا البيت أو الهيكل الجديد, وهناك أسم آخر فى أشعياء 51 : 12 12أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ. مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَخَافِي مِنْ إِنْسَانٍ يَمُوتُ وَمِنِ ابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يُجْعَلُ كَالْعُشْبِ؟ الرب معزيكم يعنى ربنا فرحتنا وكما رأينا ربنا التعزية والقداسة والراية والشفاء يعنى كل هذا منه ومن كلمه يهوه تستمد هويتك من محبوبيتك فى ربنا ,فكر ماذا ينقصك و ضعه بعد كلمه يهوه أو أنا هو  والمقابلة اللطيفة أن المسيح أخذ نفس هذا الأسم وأتذكر فى أنجيل يوحنا 26 مرة كلمة أنا هو وعندما نقابلهم بما قيل فى العهد القديم وقبل ذلك تعالو نروح ليوحنا 17 : 6 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَك نأخذ بالنا أن هذه هى الصلاة الشفاعية الأخيرة التى يقولها المسيح وهو داخل على الصليب ويقول أنا أظهرت أسمك الذى هو يهوه ,يعنى المسيح لما جاء كان كل وظيفته هو أن يظهر هذا الأسم للبشريه ,ومن زمان موسى أخذه وأستلقاه من ربنا لكن لم يستطيع أحد أن يفهمه  أو يعيشه أو يتلامس معه وكان عمل المسيح الرئيسى والخصوصى أنه يظهر هذا الأسم كما قال أنا أظهرت أسمك للناس ,طيب ما أهمية أن الناس تعرف هذا الأسم؟ والأجابة فى عدد 26 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».يعنى لما تعرفوا أسم ربنا تستطيعوا أن تشعروا بالحب الذى لكم من خلال المسيح أو الذى يحبه الآب لينا من خلال المسيح يعنى لا أحد يستطيع أن يدرك حب ربنا ليه إلا لما يعرف يهوه كويس,وهذه خطورة أننا نعرف أسم يهوه ,وأعتقد أن بعضكم سيقول الكلام صعب و الآيات صعبة ,وصدعتنا بأيل شداى وعن يهوه وأيلوهيم وبتقول أيه فايدة هذا الكلام كله ما الواحد يأخذها ببساطه! .. الحقيقة لأ لأنك لن تستطيع أن تعرف مقدار حب ربنا لك ولن تستطيع أن تقدر هذا الحب إلا لما تعرف هذا الأسم وليس مجرد معرفة فلسفية أو عقلية بل معرفة أختبارية ولذلك يقول ستعرفوننى بحركتى أو بعملى يعنى وجوده وحود حركى وليس فلسفى أوعقلى ويستطيع الأنسان من خلاله أن يتلامس مع هذا الحب ولذلك النفس التى لا تستطيع أن تعرف كلمة يهوة معرفة اختبارية لن تستطيع أن تشعر بهذا الحب    ,وبالنسبة للمسيح فى عدد 11و12  11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. 12حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ.أسمك الذى أعطيتنى أو يهوه الذى أعطيتنى ولما المسيح تكلم مرات كثيرة أيجو أيمى ,فهو لم يتكلم من نفسه ولكن هذا عطية من الآب الذى أعطاه هذا الأسم ,والحقيقة لو رجعنا لأى أنجيل بشواهد سنجد ترجمة أخرى وأيضا فى الرجوع للترجمات الأنجليزية فى كلمة الذين أعطيتنى وصحة الترجمة الذى أعطيتنى وفى الأصل اليونانى الذى أعطيتنى وحرف الأشارة يعود على الأسم  وفى اللغة اأنجليزية كلمة who

ممكن تكون الذى أو التى أو الذين يعنى كلمه واحدة لكن لها ثلاث معانى ونفس النص اليونانى هكذا ولكن الذى يؤكد لنا هذا الفكر أسمك الذى أعطيتنى

,وهنا المسيح يقول أنت أعطيتنى أسمك ,أن فى أنجيل يوحنا أتكرر 26 مرة أن المسيح بيأخذ هذا الأسم ودائما يقول أنا هو أو أسم يهوه لدرجة أن فى مرة من المرات تناول اليهود حجارة وارادوا أن يرجموه لأنه أخذ أسم ربنا ,طيب أيه معنى أن الآب يعطى الأبن أسمه ,والحقيقة فى معنى لطيف جدا لو رحنا سفر الخروج 23: 20و21 «هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكاً أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ. 21اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَاسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ لأَنَّ اسْمِي فِيه هنا يتكلم عن ملاك العهد الجديد الذى من سلطانه أن يصفح أو لا يصفح! لماذ؟ لأن أسمى فيه ونحن قرأنا الآن فى يوحنا 17 كل ما هو لك فهو لى ,ولدرجة أن بولس الرسول لما أحب يعبر عن العلاقة بين الآب والأبن فى رسالة فيليبى 2: 8-11 .8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.9لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ 10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، 11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. وكلمة رب هنا أدوناى ,طيب ماهو الأسم الذى فوق كل أسم ؟هو أسم يهوه أو أسم الله ذاته ولذلك المسيح أخذ هذا الأسم وكان بيطلقه على نفسه فى مرات كثيرة,ولو حبينا نقسم متى كان ينطق فيها أسم يهوه ؟ لوجدنا أن أسم يهوه كان يطلق فى خمسة حالات : 1- اول مجموعة كان ربنا يقول أنا يهوه لما يسألوه من أنت والمثال على ذلك فى خروج 3 : 13 13فَقَالَ مُوسَى لِلَّهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» 2- تانى مجموعة السؤال بيتسأل من أنت وماذا تريد؟ وهذا اللفظ دائما يذكر فى سفر اللاويين والتثنية والخروج ومثل على ذلك لاويين 11: 44 44إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ. وَلاَ تُنَجِّسُوا أَنْفُسَكُمْ بِدَبِيبٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ ويقول هنا أنا هو الرب طيب ماذا تريد ويرد أن تتقدسوا وهنا يعلن عن أرادته 3- والمجموعة التالته السؤال بيتسأل من أنت وما هى قدراتك وماذا تستطيع أن تفعل ؟ ونجد هذه النغمه مع الأنبياء الكبار كأشعياء وأرميا وحزقيال ومثال ذلك سفر أشعياء 48: 12و13«اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ. وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ. أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ 13وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعاً  ويقول ربنا أنا هو الذى خلقت هذا الكون أيجو أيمى وقدراته أنه أوجد هذا الكون 4- والمجموعة الرابعة من أنت وماذا تستطيع أن تفعل لنا أو لى خصيصا ؟ومثالها فى أشعياء 43: 25 25أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا.أنت من ويجيب أنا هو وماذا تستطيع أن تفعل لى ؟الماحى ذنوبك وخطاياك لا أذكرها و5- المجموعة الخامسة ولا يعرف نفسه كالمجموعات الأربعة السابقة عندما يسأله أحد من أنت ,ولكن هنا يعرف نفسه بدون أن يسأله أحد ومثال ذلك فى أشعياء 52: 6 6لِذَلِكَ يَعْرِفُ شَعْبِيَ اسْمِي. لِذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ الْمُتَكَلِّمُ. هَئَنَذَا».  أذا فى العهد القديم قسمت لخمس مجموعات وكل مرة بتيجى كلمة أيجو أيمى أو يهوه ولذلك المسيح أستخدم نفس التعبير ليعلن عن ذاته ويقول أنا هو فى مرات كثيرة جدا وليس لكى يعرف الناس بأسم الله أو يقول لهم أنا بأقول كده لكى تعرفوا أسمى ولكن لكى تستعلن الألوهيه اللى جواه لأنه هو فعلا كان إله ,وفى فرق أنه يعلن أنه هو الله بالكلام وفرق أنه هو يعلن أو يستعلن للبشرية كلها أن الله فيه ,موجود فيه ولذلك فى الختام قال أنى أنا فى الآب والآب فيا ولما نرجع لأنجيل يوحنا وفى العهد الجديد للمقالات التى قيلت فيها أنا هو سنرى معانى خطيرة جدا وكيف كانت هذه المعانى تقابل العهد القديم كله يوحنا 4: 26 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». لما سألته المرأة السامرية أنا أعلم أن مسيا الذى يقال له المسيح يأتى فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شىء ,ولو رحنا يوحنا 8: 24 24فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».,وهذه الآيه خطيرة جدا المسيح لم يذكر أى تكمله قال أنى أنا هو وهو لقب يهوه أو أيجو أيمى وخطورة أن الأنسان لا يصدق أن المسيح هو يهوه تموتون فى خطاياكم ولو كملنا يوحنا 8: 28 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. وهنا لا يضع صفه أيضا ولو لاحظنا أن قائد المئه الأممى لما مات المسيح على الصليب أن آخر كلمة قالها قائد المئه حقا كان هذا أبن الله ,ونشوف موقف عجيب وهو فى بستان جثيمانى ويهوذا رايح وأحضر ناس يقبضوا على المسيح لو رحنا لأنجيل يوحنا 18: 4 -6 4فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟»5أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ.6فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. لماذا سقطوا على الأرض ؟ لأن هذا هو أسم يهوه ,انهم رايحيين يقبضوا على المسيح  والمسيح قال لهم انا هو أو أيجو أيمى ورجعوا للوراء وسقطوا على الأرض أمام قوة الكلمة ونكمل فى يوحنا 18: 7- 9 7فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ».8أَجَابَ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هَؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ».9لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً».لكن الأنسان لا يريد أن يفهم أن ربنا فى وقت بيستعمل معاه العنف لدرجة أنه يرجعه للوراء ويسقطه على الأرض من قوة الأسم  وكما قلت فى أنجيل يوحنا بتتكرر كلمة أنا هو 26 مرة ,والحقيقة هناك سبعة أعلانات لطيفة يعلنها المسيح من خلال أنا هو وهم 1- أنا هو خبز الحياه من يأكل منه هذا الخبز أقيمه فى اليوم الأخير ونلاحظ كلام السيد المسيح أن كلمة القيامة أتعجنت وأتشكلت فى خبزة ,يعنى الواحد يأخذ قوة القيامة من أكلة الخبزة ,انا هو الخبز النازل من السماء 2- وتانى أعلان أنا هو نور العالم من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة .3- تالت أعلان أنا هو باب الخراف وفى مرات تانيه بيقولها أنا هو الباب أن دخل بى أحد يدخل ويخرج ويجد مرعى ,يعنى المسيح هو الباب ومن غيره لا يستطيع أحد أن يدخل 4- ورابع أعلان أنا هو الراعى الصالح 5- وخامس أعلان أنا هو القيامة والحياه 6- والأعلان السادس أنا هو الطريق والحق والحياه 7- والأعلان السابع أنا هو الكرمة الحقيقية ,وهذه هى الأعلانات التى فى أنجيل يوحنا وهناك أعلانين آخرين فى سفر الرؤيا سأذكرهم لاحقا , ومن ضمن الأسماء اللطيفه لله ,يطلق عليه لقب الآب واللقب هذا أبونا معروف من زمان فى أشعياء 63: 16 16فَإِنَّكَ أَنْتَ أَبُونَا وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْنَا إِبْرَاهِيمُ وَإِنْ لَمْ يَدْرِنَا إِسْرَائِيلُ. أَنْتَ يَا رَبُّ أَبُونَا وَلِيُّنَا مُنْذُ الأَبَدِ اسْمُك وأريد أن أقول أن الآب والأبن والروح القدس هذه ليست أختراع طلع فى المسيحية أو فى العهد الجديد ,الحقيقة لا هذه موجودة فى العهد القديم ,فهو يقول له أنت أبونا أو الآب لأن الآب طبيعته أنه يعطى ويحب ويؤدب ويحمى , يحصرتى رأى واحد من الملحدين سأل مش أنتوا بتقولوا أن الله هذا أب وهو اللى بيحمى ,طيب ماذا فعل لأستفانوس لما كان بيترجم ! لماذا لم يحميه وأخذ أستفانوس الرجم ومات ,طيب أين عمل ربنا ؟ والحقيقة هذه النوعية من الناس بتفهم عطايا ربنا وحماية ربنا بمعنى أن ربنا يمنع عنها الموت أو يمنع عنها المصائب أو أو أو .. لكن الحقيقة ربنا أعطى أستفانوس شىء أكبر من أنه يبعد الطوب عنه أو الموت عنه لكن الله أمتعه بأن يرى السماء مفتوحة وليس هذا فقط بل أعطاه شىء أعظم من كده وأجمل من كده أنه وحتى وهو بيرجم أن يكون عنده المقدره أن يغفر كما قال يارب لا تقم لهم هذه الخطية وهذا هو الآب ,ولذلك لما أعلن يوحنا وأراد أن يضع أسم لله أو صفه لله وعندما قال لأن الله محبة ,فربنا محبته هى المحبة البازلة ,هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد ,ومحبته هى المحبة الساعية التى تسعى وتجرى وراء الأنسان وتبحث عنه ,ومحبته هى المحبة الغافرة التى تغفر خطية الأنسان ,الحقيقة هذه كلها أعلانات عن الله  .لكن أولا تعالوا نعمل مطابقة لطيفة بين العهد القديم والعهد الجديدوسنرى كيف تطابق العهدين معا من خلال أنجيل يوحنا فى شخص المسيح ,والمعنى اللطيف هو أن كل الأعلانات التى أعلنت فى العهد القديم ,المسيح أعلنها بحاذافيرها فى العهد الجديد فى شخصه ,ولو أخذنا مثل 1- فى سفر الخروج 3: 13 و 14 13فَقَالَ مُوسَى لِلَّهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلَهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟»14فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ». أنا هو معناها فى العبرى واليونانى أنا هو الكائن بذاتى ووجودى لم يوجده أحد وكل وجودى مستمد منى ولو رحنا العهد الجديد سنرى المقابله لما سألوه اليهود فى يوحنا 8: 53 53أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» رد عليهم فى يوحنا 8: 58 58قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». والترجمة العربية ترجمت أنا كائن بمعنى أنا هو مباشرة إلى أنى كائن ولذلك تناول اليهود حجارة ليرجموه لأنه أخذ نفس كينونة الله   ومثل آخر 2- فى خروج  14: 18 18فَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَمَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ». ويقول الله لموسى أنه سيتمجد لما تعبروا البحر ويعرف المصريين أنى أنا هو أنا يهوه أنا الإله فأتمجد والترجمة العربية ترجمت أنا الرب والأصل أنا هو أو أيجو أيمى يهوه التى يترجموها أدوناى لأنهم كانوا بيخافوا من أسم يهوه ,والمطابقة فى يوحنا 8: 28 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي وهنا رفع المسيح على الصليب والقيامة هو التمجيد والدليل على ذلك فى أنجيل يوحنا 7: 3939 قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ. ومجد المسيح كان فى الصليب ,ومثل 3- أشعياء 43: 10 10أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. وفى سفر التثنية32: 39 39اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. والمقابله فى يوحنا 8: 24 24فَقُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ».,لأن للمسيح سلطان الموت وأن لم نؤمن به سنموت ومثل 4- التكوين 26: 24 24فَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَقَالَ: «أَنَا إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ وَأُبَارِكُكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ مِنْ أَجْلِ إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي».وهذه الرؤية التى رآها أسحق  وكذلك فى أشعياء 41 : 13 13لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ. أَنَا أُعِينُكَ». أنا هو الذى ينزع الخوف منك والمقابله فى يوحنا 6: 19 و 20 19 فَلَمَّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثلاَثِينَ غَلْوَةً، نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِباً مِنَ السَّفِينَةِ، فَخَافُوا.2فَقَالَ لَهُمْ: « أَنَا هُوَ، لاَ تَخَافُوا!». وامسيه هو الذى ينزع الخوف ,وعندما يستطيع الأنسان أن يصل ألى كينونة الله ويدرك سر الله فالخوف ينتزع من حياته ومثل 5- أشعياء 48: 17 17«هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيقٍ تَسْلُكُ فِيهِ. يعنى ربنا بيقول له أنا سأعلمك الطريق وأجعلك تمشى خطوة حطوة فيه والمقابله فى يوحنا 14: 4- 6  4وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ». 5قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟»6قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.,يعنى المسيح بيقول لتوما أنا أعلمك الطريق وأجعلك تسلك فيه ومثل 6- حزقيال 34: 15 15أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وهنا السيد الرب يعنى أدوناى يعنى تعلمون أنى أنا الرب ,والنفس التى ليس لها راعى يعلن ربنا أنه هو راعيها ,والمقابله فى يوحنا 10: 14  14أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، ومثل 7- حزقيال والقصة الشهيرة بتاعة العظم اليابس الذى خلق منه جيش عظيم  37 : 6 و 12 و14  6وَأَضَعُ عَلَيْكُمْ عَصَباً وأَكْسِيكُمْ لَحْماً وَأَبْسُطُ عَلَيْكُمْ جِلْداً وَأَجْعَلُ فِيكُمْ رُوحاً فَتَحْيُونَ وَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». 12لِذَلِكَ تَنَبَّأْ وَقُلْ لَهُمْ: هَكذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَفتَحُ قُبُورَكُمْ وأُصْعِدُكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ يَا شَعْبِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 14وأَجْعَلُ رُوحِي فِيكُمْ فتَحْيُونَ, وَأَجْعَلُكُمْ فِي أَرْضِكُمْ, فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ وَأَفْعَلُ, يَقُولُ الرَّبُّ».والمقابله فى يوحنا 11: 25 25قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وبعدين قال لعازر هلما خارجا ,يعنى تعلمون أنى أنا الرب حتى لو كنوا توفيتوا ونتنتوا ووضعتوا فى القبور وقفلت عليكم ,سأفتح القبور وسأخرجكم وأحييكم لأن هو له قوة الحياه وقد أعلنها فى يوحنا أنا هو القيامة والحياه ,ومثل 8- أشعياء 48: 12و 13 12«اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ. وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ. أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ 13وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعاً. والمقابله فى سفر الرؤيا 1: 8 8«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وهنا نجد كل أسماء الله فى العهد القديم ,انا هو ,أيل شداى ,الأول والآخر,رؤيا 1: 17و 18 17فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. ومثل 9- أشعياء 41: 4 4مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِياً الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ. يعنى مع كل الناس أنا هو والمقابله فى رؤيا 21: 6 6ثُمَّ قَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً ومثل 10- أرميا 17: 10 10أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.والمقابله فى سفر الرؤيا 2: 23 أَقْتُلُهُمْ بِالْمَوْتِ. فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. وهنا تقابل جميل جدا ولطيف بين كل العهد القديم وأعلاناته وبين المسيح فى شخصه الذى أعلنه فى العهد الجديد ولذلك عندما تكلم فى صلاته الشفاعية ليوحنا 17 : 6 6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَك وكذلك فى عدد 26 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ».يعنى كل الذى جاء فى العهد القديم الذى يختص بيهوه المسيح أخذه فى ذاته ,والمسيح لم يأخذه فقط بل أعلنه لكل البشرية ,والحقيقة لو أخذنا نطابق سنجد آيات كثيرة جدا بين أنا هو الرب شافيك الذى أعلن فى سفر الخروج وبين عمل المسيح الذى كان يعمله وكان كل حياته يقول الأنجيل يجول يصنع خيرا والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم ,وأيضا الرب برنا التى كانت فى أرميا 23 ,ولونظرنا لحياة المسيح على الأرض ,كان ماشى بيستر الناس ويعطى بر ,المرأة الخاطية لما غسلت أرجله بدموعها ,كان المسيح برها وقد سترها وأعطاها من بره ,والمرأة الزانية التى أمسكت فى ذات الفعل ,قال لها المسيح أما دانك أحد وأنا أيضا لا أدينك ,والأنسان المفلوج يقول له مغفورة لك خطاياك ,طيب على أى أساس أنت يا رب بتغفر ,طبعا على أساس بر المسيح ولذلك يدعون أسمه الرب برنا ,وكمان فى أشعياء 52 أنا هو الرب معزيكم ,ويرى المسيح أبن ارملة نايين ميت وأمه فقدت كل رجاءها فى الحياه وبتصوت وبتبكى ويقول لها المسيح أنا هو الرب معزيكم ,انتى زعلانه على اللى مات ,واللى مات كان بالنسبة لك التعزية والفرحة والحماية والرعاية والحب وكل شىء وكل هذا ضاع منك لما مات أبنك وحيدك ,أنا هو الرب معزيكى ,وتقدم ولمس النعش ,وفى سفر الخروج يعلن أنا هو الرب مقدسكم ,وفى المقابل بطرس الرسول كان مندفع وكان يشعر أن عنده غيره لدرجة أنه يقول لو أضطررت أن أموت عنك لأموت ,وربنا ينظر له ويقول أنت لا تقدر أنت ستنكرنى ولكن طلبت من أجل أيمانك ألا يفنى ,وانت لا تستطيع أن تعيش حياة القداسة من نفسك لأنه لابد أن أقدسك أنا وأغيرك وهذا هو عمل المسيح ,والحقيقة لو أخذنا هذا المعنى بكل عمقه الروحى والأختبارى لن يستطيع أحد أن يسكتنا ,لا يأتى أحد ويقول الترجمة دى عكس دى ,فالمسيح لم يسلمنا كتاب منزل ,والمسيح لم يسلمنا شوية حروف مترتبة مع بعضها لكن المسيح سلمنا حياه ,لأن فى ناس بتفتكر أن الكتاب المقدس ربنا أنزله ,لأ لم ينزل لأن الكتاب المقدس بيصعد ,والمسيح لم يسلم شوية ورق وشوية كلام مكتوب ,لكن المسيح سلم حياه ,والنفس التى تشك فى كل كلمة فى الكتاب المقدس وتتشكك وتقول فى أختلاف فى الترجمات ومعرفش أيه وفى تحريف ,مش عارف تحريف أيه ,الأنسان عايز أيه أكتر من كده فى تطابق أحلى من كده ,تحريف أيه أللى الأنسان كل شويه يفهمه بفكر وبمعنى آخر ,آه لو قدرت النفس تنكشف ويكشف لها ربنا من الداخل عن مدى معرفتها ليهوه ,وتشوف فى تطابق عجيب جدا 6833 مرة يتكرر أسم يهوه وكل التكريرات هذه تتحقق فى شخص المسيح ,ويعلن المسيح أنا هو أنا هو أنا هو ,ويأخذ نفس الأسم ,ولذلك أنا عارف أن الكلام اللى بأكتبه كلام صعب أو أن الكلام أكاديمى أو بحثى ,لكن صدقونى من غير ما نستطيع أن ندرك ذلك ليس لنا حياه ولن نستطيع أن نشعر بحب ربنا لنا ,يعنى من غير ما الأنسان يختبر يهوه ,ولذلك الترجمة الحلوة والتفسير لهذا الأسم ,سأكون بحركتى تعرفوننى ,يعنى لما أتحرك تعرفون كينونتى وتستمدون هويتكم من محبوبيتكم ,وكل ذلك فى كلمة أهيه الذى أهيه ,وأن هذا الوجود وهذا الكيان ليس فلسفيا ولا أفكار بل هو فعل متحرك ,يخلق ويجدد وينير ويشبع ويطعم  ولو الأنسان أستطاع أن يرجع ويجمع ما ذكرناه ونفتكر أسماء ربنا ,أيلوهيم أو الإله القوى حافظ العهد وكما يقول بولس الرسول فى رسالته الثانية لكورونثوس 1: 20 20لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ النَّعَمْ وَفِيهِ الآمِينُ، لِمَجْدِ اللهِ، بِوَاسِطَتِنَا يعنى الله هو الذى يعطينا العهود وهو النعم والأمين يعنى عندما يقول عهد فهو قوى ولا يمكن أن يرجع فيه مطلقا , ونعود ونفتكر أسماء ربنا يهوه أو أنا الكائن بذاتى والمعطى الكيان لكل أنسان ومن حبكم تستطيعوا أن تعرفوا كيانكم ,أدوناى الإله الذى يستحق الخضوع ,أيل شداى الإله القدير ,الإله العلى ,يهوه رأى أو ربنا يرى ويدبر ,الرب رايتى ,أنا هو الرب شافيك ,أنا هو معزيكم ,أنا هو الرب مقدسكم …كل هذه الأسماء أسماء الله فى ذاته وليست أسماء الله الحسنى ! نحاول أن نجمعها ونشوف ماذا نحتاج حتى نستطيع أن نرى الأعلانات التى فى العهد الجديد وهى تسعة أعلانات أعلنهم المسيح عن أنا هو ,منهم خبز الحياه والراعى الصالح والكرمة الحقيقية والباب والأول والآخر ,الألف والياء …الخ ,كل هذه الأعلانات تعنى للأنسان أكيد شىء ,وأن لم تستطع أن تعرف ألهك لن تستطيع أن تعرف نفسك ,ولذلك يقول تستمدون هويتكم من محبوبيتكم .,وعلى العموم كل هذه الأسماء فى كوم والكوم الآخرأن هناك أسماء مخصوصة للمسيح ,وهذا موضوع آخر ولكن بأختصار نحاول نقول بعضها 1- أول أسم عرف فى العهد القديم هو شيلون ,ومعناه مانح الراحة ,لما يعقوب دخل فى مصارعة مع ربنا لحد الفجر وضربه وكسر حق فخذه وقال له يعقوب ما أسمك ,وقال له لماذا تسأل عن أسمى ولم يقل له جواب ,ولكن لما جاء يعقوب يموت أعلن أن المسيح هو شيلون أو مانح الراحة مانح الحب ,2- أشعياء النبى بيلمح من بعيد أسم للمسيح آخر ,هوذا العذراء تحبل وتلد أبنا ويدعون أسمه عما نوئيل أى الله معنا ,3- ويقول أشعياء ,ويولد لنا ولد ونعطى أبن تكون الرياسة على كتفه ويدعى أسمه إلها مشيرا وعجيبا وقديرا ,ابا أبديا ,ألها قديرا رئيس السلام ,وكل هذه أسماء له ,وهناك أسم لطيف لا أعتقد أن الكثيرين يعرفونه ولكنه فى سفر أشعياء متكرر كثيرا وبالذات فى أشعياء 44 والأسم هو يشورون  ومعناه المستقيم أو الدوغرى ,3-وأيضا فى أشعياء يعلن عن أسم رمز للمسيح بولادته يحدث خلاص وهو مهير شلال حاش و بز فى  وكل هذه أسماء خاصة بالمسيح المتجسد , وهذا موضوع آخر سأتطرق له لاحقا ,ولكن كل اأشعياء 8: 3 3فَاقْتَرَبْتُ إِلَى النَّبِيَّةِ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْناً. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «ادْعُ اسْمَهُ مَهَيْرَ شَلاَلَ حَاشَ بَزَ.لأسماء التى قلناها من قبل تختص بكينونة الله أو بأسم الإله .

ملاحظة مهمه

 أريد أن نلاحظ أن موسى كتب الأسفار الخمسه ,وأن أبراهيم لم يكن يعرف لا الله أو أيلوهيم وهذه الأسماء لم تكن معروفة إلا فى عهد موسى ,ان ربنا لم يكن له أسم فى العهد القديم الى موسى ,يعنى أبراهيم لا يستطيع أن يقول وحتى ربنا كان بيعرف نفسه بأنه إله أبراهيم وأسحق ويعقوب ولم يكن له اسم وهذا الأسم لم يوضع إلا بالروح القدس وموسى بيكتب الأسفار الخمسه ,يعنى فى الحاجات العامه يكتب له أيلوهيم وفى الحاجات الخاصة يكتب له يهوه ,وأبراهيم قال أنا رأيت هذا الإله الذى لم يكن له أسم وهو رآنى ,وكان يدرك بالفطرة وبالأعلان . والعجيب أن الله أعلن عن أسمه لموسى قبل أن يسأله من أنت !فى خروج 3: 12 12فَقَالَ: «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ وَهَذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هَذَا الْجَبَلِ». ومع ذلك موسى لم يستطع أن يفهم وسأل من أنت. وكان ممكن ربنا يقول له انا معك بدون أكون ,وهو ده اللى بيحصل لينا فدائما ربنا بيقولنا على الشىء أو الأشياء التى نريدها قبل أن نسأله ولكن دايما للأسف لا ننتبه.

والى لقاء آخر راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح العاشر

4 أكتوبر 2010

 

 

 

1 وَهذِهِ مَوَالِيدُ بَنِي نُوحٍ: سَامٌ وَحَامٌ وَيَافَثُ. وَوُلِدَ لَهُمْ بَنُونَ بَعْدَ الطُّوفَانِ.

1 Now these are the generations of the sons of Noah, Shem, Ham, and Japheth: and unto them were sons born after the flood.

 

 
 

2 بَنُو يَافَثَ: جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ.

2 The sons of Japheth; Gomer, and Magog, and Madai, and Javan, and Tubal, and Meshech, and Tiras.

 

3 وَبَنُو جُومَرَ: أَشْكَنَازُ وَرِيفَاثُ وَتُوجَرْمَةُ.

3 And the sons of Gomer; Ashkenaz, and Riphath, and Togarmah.

 

4 وَبَنُو يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ.

4 And the sons of Javan; Elishah, and Tarshish, Kittim, and Dodanim.

 

5 مِنْ هؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ.

5 By these were the isles of the Gentiles divided in their lands; every one after his tongue, after their families, in their nations.

 

6 وَبَنُو حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ.

6 And the sons of Ham; Cush, and Mizraim, and Phut, and Canaan.

 

7 وَبَنُو كُوشَ: سَبَا وَحَوِيلَةُ وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ وَسَبْتَكَا. وَبَنُو رَعْمَةَ: شَبَا وَدَدَانُ.

7 And the sons of Cush; Seba, and Havilah, and Sabtah, and Raamah, and Sabtechah: and the sons of Raamah; Sheba, and Dedan.

 

8 وَكُوشُ وَلَدَ نِمْرُودَ الَّذِي ابْتَدَأَ يَكُونُ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ،

8 And Cush begat Nimrod: he began to be a mighty one in the earth.

 

 
 

9 الَّذِي كَانَ جَبَّارَ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ. لِذلِكَ يُقَالُ: «كَنِمْرُودَ جَبَّارُ صَيْدٍ أَمَامَ الرَّبِّ».

9 He was a mighty hunter before the LORD: wherefore it is said, Even as Nimrod the mighty hunter before the LORD.

 

10 وَكَانَ ابْتِدَاءُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ، فِي أَرْضِ شِنْعَارَ.

10 And the beginning of his kingdom was Babel, and Erech, and Accad, and Calneh, in the land of Shinar.

 

11 مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ خَرَجَ أَشُّورُ وَبَنَى نِينَوَى وَرَحُوبُوتَ عَيْرَ وَكَالَحَ

11 Out of that land went forth Asshur, and builded Nineveh, and the city Rehoboth, and Calah,

 

12 وَرَسَنَ، بَيْنَ نِينَوَى وَكَالَحَ، هِيَ الْمَدِينَةُ الْكَبِيرَةُ.

12 And Resen between Nineveh and Calah: the same is a great city.

 

13 وَمِصْرَايِمُ وَلَدَ: لُودِيمَ وَعَنَامِيمَ وَلَهَابِيمَ وَنَفْتُوحِيمَ

13 And Mizraim begat Ludim, and Anamim, and Lehabim, and Naphtuhim,

 

14 وَفَتْرُوسِيمَ وَكَسْلُوحِيمَ. الَّذِينَ خَرَجَ مِنْهُمْ فِلِشْتِيمُ وَكَفْتُورِيمُ.

14 And Pathrusim, and Casluhim, (out of whom came Philistim,) and Caphtorim.

 

15 وَكَنْعَانُ وَلَدَ: صِيْدُونَ بِكْرَهُ، وَحِثًّا

15 And Canaan begat Sidon his first born, and Heth,

16 وَالْيَبُوسِيَّ وَالأَمُورِيَّ وَالْجِرْجَاشِيَّ

16 And the Jebusite, and the Amorite, and the Girgasite,

 

17 وَالْحِوِّيَّ وَالْعَرْقِيَّ وَالسِّينِيَّ

17 And the Hivite, and the Arkite, and the Sinite,

 

18 وَالأَرْوَادِيَّ وَالصَّمَارِيَّ وَالْحَمَاتِيَّ. وَبَعْدَ ذلِكَ تَفَرَّقَتْ قَبَائِلُ الْكَنْعَانِيِّ.

18 And the Arvadite, and the Zemarite, and the Hamathite: and afterward were the families of the Canaanites spread abroad.

 

19 وَكَانَتْ تُخُومُ الْكَنْعَانِيِّ مِنْ صَيْدُونَ، حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ جَرَارَ إِلَى غَزَّةَ، وَحِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدْمَةَ وَصَبُويِيمَ إِلَى لاَشَعَ.

19 And the border of the Canaanites was from Sidon, as thou comest to Gerar, unto Gaza; as thou goest, unto Sodom, and Gomorrah, and Admah, and Zeboim, even unto Lasha.

 

20 هؤُلاَءِ بَنُو حَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ بِأَرَاضِيهِمْ وَأُمَمِهِمْ.

20 These are the sons of Ham, after their families, after their tongues, in their countries, and in their nations.

 

21 وَسَامٌ أَبُو كُلِّ بَنِي عَابِرَ، أَخُو يَافَثَ الْكَبِيرُ، وُلِدَ لَهُ أَيْضًا بَنُونَ.

21 Unto Shem also, the father of all the children of Eber, the brother of Japheth the elder, even to him were children born.

 

22 بَنُو سَامٍ: عِيلاَمُ وَأَشُّورُ وَأَرْفَكْشَادُ وَلُودُ وَأَرَامُ.

22 The children of Shem; Elam, and Asshur, and Arphaxad, and Lud, and Aram.

 

23 وَبَنُو أَرَامَ: عُوصُ وَحُولُ وَجَاثَرُ وَمَاشُ.

23 And the children of Aram; Uz, and Hul, and Gether, and Mash.

 

24 وَأَرْفَكْشَادُ وَلَدَ شَالَحَ، وَشَالَحُ وَلَدَ عَابِرَ.

24 And Arphaxad begat Salah; and Salah begat Eber.

 

25 وَلِعَابِرَ وُلِدَ ابْنَانِ: اسْمُ الْوَاحِدِ فَالَجُ لأَنَّ فِي أَيَّامِهِ قُسِمَتِ الأَرْضُ. وَاسْمُ أَخِيهِ يَقْطَانُ.

25 And unto Eber were born two sons: the name of one was Peleg; for in his days was the earth divided; and his brother’s name was Joktan.

 

26 وَيَقْطَانُ وَلَدَ: أَلْمُودَادَ وَشَالَفَ وَحَضَرْمَوْتَ وَيَارَحَ

26 And Joktan begat Almodad, and Sheleph, and Hazarmaveth, and Jerah,

 

27 وَهَدُورَامَ وَأُوزَالَ وَدِقْلَةَ

27 And Hadoram, and Uzal, and Diklah,

 

28 وَعُوبَالَ وَأَبِيمَايِلَ وَشَبَا

28 And Obal, and Abimael, and Sheba,

 

29 وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو يَقْطَانَ.

29 And Ophir, and Havilah, and Jobab: all these were the sons of Joktan.

 

30 وَكَانَ مَسْكَنُهُمْ مِنْ مِيشَا حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَفَارَ جَبَلِ الْمَشْرِقِ.

30 And their dwelling was from Mesha, as thou goest unto Sephar a mount of the east.

 

31 هؤُلاَءِ بَنُو سَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ بِأَرَاضِيهِمْ حَسَبَ أُمَمِهِمْ.

31 These are the sons of Shem, after their families, after their tongues, in their lands, after their nations.

 

32 هؤُلاَءِ قَبَائِلُ بَنِي نُوحٍ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ بِأُمَمِهِمْ. وَمِنْ هؤُلاَءِ تَفَرَّقَتِ الأُمَمُ فِي الأَرْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ.

32 These are the families of the sons of Noah, after their generations, in their nations: and by these were the nations divided in the earth after the flood.

 

1* أصحاح عشرة بدأ يكتب توزيعة عجيبة لكل القبائل التى ظهرت فى العالم .

2*حتى 5* بنو يافث وهم الأوروبيين ومنهم الجزء الأوروبى لروسيا وهم ماشك ومنها موسكو وتوبال منها توباسك وجوج وماجوج ليهم شغلانه كبيرة فى الكتاب المقدس فى سفر حزقيال وفى سفر الرؤيا وبنعمة ربنا سنتعرض لهما بالتفصيل .

6*و7* كوش وهى أثيوبيا ومصرايم وهى مصر وفوط وهى ليبيا وكنعان وهى فلسطين ,كل الأفارقة بنو حام وعادة بيقولوا أن الأفارقة دايما حاميين ,ومصرايم قد يكون الكتاب المقدس ذكرها بالصيغة المثنى لأن مصر كانت معروفة بمصر العليا ومصر السفلى ولكن هذا هو موقع بلدنا مصر

8*حتى 10*فى عدد 8 نجد شخصية ظهرت مرة واحدة وكوش ولد نمرود ,ونحن نعرف لما كان أى واحد بيسب أى أنسان يقول له أنت نمرود وتعنى عاصى ومتمرد ,وكان جبارا فى الأرض ,والحقيقية فى المتاحف التى بها بعض الأشياء من الحضارة الأشورية والبابلية ,كانوا بيصوروا نمرود شخص ضخم وماسك أسد ولاويه تحت أيده!,وكلمة أمام الرب تعنى هنا ضد الرب أو بمعنى أنسان طغى وتكبر بقوته وبسلطانه ضد ربنا والمهم أنه سكن فى بابل وهذا كان أول ذكر لبابل مع نمرود الذى هو ضد الله  أو أمام الله أو المتمرد ,والحقيقة أيضا بابل لها قصة كبيرة جدا ألى أن ننتهى فى سفر الرؤيا دينونه بابل المرأة الزانية التى هى ضد الله وكما سنرى أن يهوه بيدافع عنا ضد بابل التى هى ضد الله يعنى عدونا هو بابل الزانية العظيمة التى شربت وسكرت من دم القديسين وهى فى سفر الرؤيا أصحاحات 17 و18 و19 التى تتكلم عن دينونة بابل الزانية ,وهذا موضوع آخر! .

11* حتى 20 * سأشرحها عندما نشرح أسم أسم .

21*حتى 25* المهم هنا عابر منه جاءت كلمة العبرانيين أو شعب اليهود , وعوص الذى كان منه أيوب .

26*حتى 32*العرب كلهم ساميين  وقد تقسم العرب إلى 13 قبيله ودخلوا شبه الجزيرة العربية وقسموا ال13 قبيلة إلى ثلاث طبقات :1- عرب البائدة وكان منهم عوص ومنها أيوب ,2- عرب العاربة ومنهم يقطان وفرقته بعاليه ,3- عرب المستعربة الذين هم نسل أسماعيل.

الحقيقة كل هذه الأسماء بعاليه لم تذكر تحصيل حاصل لكن ربنا بيحاول يقول لنا حاجة .

وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه وأعذرونى عددهم 69 أسم! فقط فى هذا الأصحاح وقد تعرضنا سابقا للأسماء الأخرى التى لم تذكر هنا وصدقونى هذه الأسماء مهمة لكل دارسى الكتاب المقدس لأنه ستذكر خلال الرحلة فى الكتاب المقدس وقد أختصرت لفائدة الموضوع الذى نتكلم عنه هنا,والحقيقية لكل أسم بحث كبير جدا فهذه الأسماءكما ذكر العدد 32 من هؤلاء تفرقت الأمم فى الأرض بعد الطوفان والحقيقة هذه الأسماء من الممتع أن نعرف معانيها:

28- جومر

 وهو اسم لعله يعني ” الكمال “، جومر بن يافث بن نوح (تك 10: 2 و3، 1 أ خ 1: 5) وهو أبو أشكناز وريفاث وتوجرمة، ويرجح أن منهم جاءت القبائل التي أطلق عليها الأشوريون اسم ” الحميري ” وأطلق عليها اليونانيون اسم ” الكيميريين”، وكانوا أصلا قبائل آرية متبربرة هاجرت في القرن السابع قبل الميلاد من موطنها في جنوبى روسيا. واجتازوا بلاد القوقاز إلي غربي أسيا وسببوا الكثير من المتاعب للأشوريين وغيرهم من الشعوب. وقد سار قسم منهم شرقا نحو ميديا، وسار القسم الآخر غربا، واستولوا على كبادوكية واستقروا فيها حتى إن الأرمينيين كانوا يطلقون على على كبادوكية اسم ” جامير ” نسبة إلي بني جومر. ويذكر حزقيال اسمى جومر وتوجرمة بين الشعوب الشمالية التي ستتحالف مع جوج رئيس روش ماشك وتوبال (حز 38: 1 و 6).

29- ماجوج

وهو ابن يافث الثاني (تك 10: 2 و 1 اخبار 1: 5). واسم شعب متسلسل منه أو اسم بلاد سكنوها، كان جوج ملكاً عليها (حز 38: 2 و 39: 6 وهلم جرا). وفي القرون المتوسطة سمى السوريون بلاد التتر ماجوج، واما العرب فسموا الأرض الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود ماجوج. وظن الأكثرون أن أهل ماجوج هم السكيثيون الذين كانوا معروفين في أيام حزقيال وكانوا قاطنين في غربي آسيا وهؤلاء أي السكيثيون زحفوا في القرن السابع ق.م. من جبل قوه قاف وافتتحوا ساردس عاصمة ليدية في سنة 629 ق.م. تغلبوا على كياكسرس مك ميدية سنة 624 ق.م. ثم وصلوا إلى مصر فاعطاهم الملك بسماتيك مبلغاً صرفهم به عن بلاده غير أنهم لم يطردوا من آسيا الغربية قبل نهاية القرن السادس ق. م . ووصفهم حزقيال أنهم شعب ماهر في الفروسية واستعمال القسي، ويطابق هذا الوصف ما وردعنهم في تواريخ اليونان. أما جوج وماجوج في رؤ 20: 7 – 9 فيراد بهما اعداء الديانة المسيحية على سبيل الرمز.

30- ماداى

 اسم الابن الثالث ليافث بن نوح (تك 10: 2، 1 أخ 1: 5)، ونسله هم الماديون وكانوا شعباً آرياً، أول من ذكرهم هو شلمنأسر الثالث ملك أشور (في نحو 886ق.م.)، كما ذكرهم هدد نيراري الثالث (في نحو 800ق.م.) وتغلث فلاسر (743 ق.م.)، وسرجون الثاني (716 ق.م.) الذي غزا بلادهم. وقد اتحد الماديون مع البابليين بقيادة بولاسار وقضوا علي أشور في 612 ق.م. وقد مدوا امبراطوريتهم إلي الشرق من بابل في أيام نبوخذ نصر (605- 561ق.م.) ثم أصبحوا جزءاً من الإمبراطورية الفارسية في أيام كورش الكبير في 559ق.م.

31- ياوان

الابن الرابع من أبناء يافث ، وأبو أليشة ( جزء من قبرص ) ، وترشيش ( جزيرة سردينيا أو أسبانيا ) ، وكتيم ( جزء من قبرص ) ، ودودانيم ( أو رودانيم – وهي رودس ) . ومن هؤلاء تفرقت جزائر الأمم ( تك 10 : 2 – 5 ، 1 أخ 1 : 5 و 7 ) ، فقد سكنوا إلى الشمال الغربي من بلاد النهرين وسورية ، على السواحل الغربية لأسيا الصغرى وجزر بحر إيجه وبلاد اليونان وقبرص.

32- توبال

هو خامس أولاد يافث (تك 10: 2) وقد ذكر مع ياوان (اش 66: 19) ومع ماشك في تجارة الرقيق والأوعية النحاسية في أسواق صور (حز 27: 13 و 32: 26) وكان جوج أسيراً لماش وتوبال (حز 38: 2 و 3 و 39: 1) ويرجح أن ذريته كانت تقطن البلاد الواقعة في شرق آسيا الصغرى.

33- ماشك

اسم سامي ومعناه “طويل” أو “ممتد”، وهو سادس ابناء يافث بن نوح السبعة (تك 10: 2، 1 أخ 1: 5). ويظهر نسله علي مسرح التاريخ كأمة استوطنت أواسط آسيا الصغرى علي مدى قرون طويلة، إلي أن اضطرهم أعداؤهم إلي النزوح إلي الأسوار المناطق الجبلية الواقعة إلي الجنوب الشرقي من البحر السو، فهم “الموشكو” المذكورون في السجلات الأشورية، و “الموشكوا” في السجلات الإغريقية. وكانوا أمة آرية من الشعوب “الهندو أوربية”. وسواء في الكتاب المقدس أو في التواريخ المدنية، فإنهم يذكرون دائماً بعد “توبال”، وهو ابن يافث الخامس.

34- تيراس

اسم عبري معناه ” مخيف ” وهو الابن الأصغر ليافث بن نوح (تك 10: 2، 1 أخ 1: 5) ولا يذكر هذا الاسم في الكتاب المقدس في غير هذين الموضعين، وكان الجميع المفسرين القدماء يعتبرون أن نسله هم التراقيون، ولكن علماء العصر الحاضر لا يقبلون هذا الرئوية. ويعتقد البعض انهم الترسينيون الذين اشتهروا بأعمال القرصنة في بحر ايجه وكانوا ينتسبون إلى الاثروسكانيين سكان أيطاليا في العصور الأولى، ويجدون لهم سندا في اكتشاف اسم ” التروشا ” في النقوش المصرية لأنهم تتأتى غزو سوريا ومصر في أهل مرنبتاح. ويربط البعض بين التراسيين وطرسوس وترشيش، ومازال الغموض يحيط بهذا الاسم والشعب الذي جاء منه.

35-أشكناز

وهم اسم بن جومر بن يافث بن نوح(تك 1: 3، 1 أخ 1: 6) وقد تسمي باسمه شعب جاء ذكره في إرميا مع أراراط ومنيّ (إرميا 51: 27) وهي في أرمينيا. ويتنبأ أنه سيكون لهذه الممالك نصيب في سقوط بابل.، ويبدو أنهم هم السكيثيون الذين سكنوا في زمن إرميا بالقرب من بحيرة يورمية في منطقة أراراط (أرمينية) .والنصوص الأشورية تذكر قبيلة باسم “أشكوزو” التي تحالفت مع المينيين (أهل منيّ -إرميا 51: 27) في حربهم ضد الأشوريين وكان السكيثيون شعبا من المحاربين الأجلاف الذين كانوا شوكة في جنب الامبراطورية الأشورية . ويذكر هيرودت غزوهم للكمريين (جومر) . وقد اصبح الاسم مرادفا للبرابرة . وقد أطلق يهود القرون الوسطي اسم “أشكنازيم” علي يهود شرقي أوربا اعتقادا منهم أن أشكناز هي ألمانيا.

36- ريفاث

ثانى أبناء جومر بن يافت. تك 10: 3. هو شعب من الشعوب. نقرأ في 1أخ 1: 6، ديفات. في العبرية: ر ي ف ت. نحن أمام خطأ وقع فيه الكتبة الذين لم يميّزوا بين الدال والراء. فالقراءة الصحيحة هي “د ي ف ت” التي تقرأ “دايوفاتي” (1أخ 1: 6). هي لفظة فارسيّة (ايرانيّة) مؤلّفة من “دهيو” أي البلاد والمقاطعة. و “فاتي” أي السيّد والأمير. ولفظة “ديوفاتي” تدلّ على “أمير البلاد”. فهناك رئيس من ماداي اسمه “دهيوكا” (في الأكادية دا اي يوكا) قد عُرف في زمن سرجون الثاني (721-705). وهكذا نكون مع “ديفات” أو “ريفات” أمام اسم علم (تك 10: 3؛ 1أخ 1: 6) يمثل الأفراد المادايين في أيام الرئيس الجومري توجدمه (أو: توجرمة) والاسكوتيين الذين دخلوا إلى الأناضول في القرن السابع ق. م. واعتُبروا كلهم من نسل جومر الذي يمثّل الجيل الأوّل من الجومريين الذين اجتاحوا عددًا من البلدان

37- توجرمة

هو الابن الثالث لجومر بن يافث بن نوح (تك 10: 3، 1 أخ 1: 6). ولا يعلم معنى الاسم وان كان البعض يقولون انه مشتق من كلمتين ” توكا ” بمعنى قبيلة ” وارمة ” أي أرمينية. وإلى توجرمة ينتسب شعب بهذا الاسم يذكر مرتين في نبوة حزقيال، حيث يذكر أن ” ياوان وتوبال وماشك ” كانوا يأتون إلى صور من ” بيت توجرمة بالخيل والفرسان والبغال ” (حز 27: 13 و 14). كما يذكرهم كحلفاء ” لماجوج رئيس روش ماشك وتوبال ” وانهم سياتون ” من أقاصي الشمال ” (حز 38: 1 و 6). وقد جاء في النقوش الأشخاص أن الخيل كانت برأيه من ” كوصو ” (إلى الشرق من كبدوكية) ” وانديا ومانو ” إلى الشمال من أشور. ويكاد الأيام يجمع إنما كانت في الجنوب الشرقي من أرمينية، وان كان يوسيفوس يقول أن الفريجيين كانوا يشتهرون بخيولهم.

38- أليشة

ومعناه ” الله يخلص “، وهو اسم الابن الأكبر لياوان (تك 10: 4)، وقد اطلق على منطقة معينة، كانت مصدرا حصل منه الصوريون على الأسمانجوني (خر 27: 7)، وقد جرت محاولات لاثبات إنها الجزء الجنوبي من ايطاليا أو شمالي أفريقيا ويقول يوسيفوس إنها جزر ” عوليس “، أما ترجوم حزقيال فيقول إنها مقاطعة إيطالية ويظن البعض انها ” هلاس ” أو أليونان أو سواحل اليشة: وتسمى أيضاً جزر اليشة وكان يؤتى بالأرجوان من هذه الجزر إلى صور (حز 27: 7) ونعلم الآن من لوحات تلّ العمارنة ومن الكتابات الاوجريتية أن اليشة كانت جزءاً من جزيرة قبرص.

39- ترشيش

ومعناها في العبرية ” الزبرجد ” وقد ترجمت فعلاً إلى ” زبرجد ” في مواضع كثيرة (خر 28: 20، 39: 13، نش 5: 14، حز 1: 16، 10: 9، 28: 13، دانيال 10: 6).

ويرى البعض أنها كلمة فينيقية بمعنى ” معمل تكرير “. وكاسم علم تطلق على الأبن الثانى لياوان بن يافث بن نوح (تك 10: 4)، وقد تطلق أيضاً على الشعب الذي خرج من صلبه (إش 66: 19). فالأرجح أن الأسماء الواردة في قائمة الأمم في الاصحاح العاشر من سفر التكوين هي أسماء أفراد كما أنها أسماء الشعوب التي توالدت منهم. ويظن أن ترشيش هذا هو جد شعوب البحر المتوسط.

40- كتيم

الأبن الثالث لياوان(تك4:10، 1 أخ: 7 ). وقد استقر نسله فى جزيرة قبرس، وأطلقوا اسمهم على مدينة”كتيون”(Kition) التى كانت أهم المدن الفينيقية على الساحل الجنوبى الشرقى للجزيرة، وموقعها حالياً مدينة لارناكا، وكان أهلها يشتغلون بالتجارة فى البحار(عد24:24). ثم أصبح الاسم “كتيم” يطلق على كل جزيرة قبرس(إش1:23و12)، وامتد الاسم بعد ذلك ليعنى كل سواحل وجزر البحر المتوسط(إرميا10:2،حز6:27). وهناك “شقفة” اكتشفت فى “عراد” ترجع إلى نحو عام6000 ق.م. تشير إلى جنود مرتزقة من”كتيم” من اليونانيين أساساً، ومن سواحل وجزر البحر المتوسط.

ولأن قبرس كثيراً ما وقعت تحت النفوذ اليونانى ، اتسع اسم كتيم ليشمل بلاد اليونان، وبخاصة مكدونيه، التي خرج منها الاسكندر الأكبر(1مك1:1 ،5:8). وفى نبوة دانيال(30:11) التى تشير إلى الفترة من عصر كورش الفارسى إلى عصر أنطيوخس إبيفانس، وفشل الأخير فى غزو مصر بسبب تدخل “روما”، مما يرجح أن “سفن كتيم”(دانيال30:11) تشير إلى الأسطول الرومانى. ولعل النبى رأى فى تدخل روما تحقيقاً لنبوة بلعام(عد24:24)، حيث تترجم كلمة “كتيم” فى “الفولجاتا” (ترجمة جيروم إلى اللاتينية) “بايطاليا” (وبنفس الاسم أيضاً في دانيال30:11). وترد فى ترجوم “أونكلوس”(Onkelos) باسم “الرومان” كما جاء في التعليق على نبوة حبقوق في مخطوطات البحر الميت أن”الكلدانيين”(حب6:1-و الكلمة في العبرية هي”كسديم”)هم كتيم.

41- دودانيم

الرابع بين ابناء ياوان (تك 10: 4) كما ذكر في بعض المخطوطات العبرية. أما بعض المخطوطات العبرية الاخرى وكذلك الترجمات اليونانية القديمة والسامرية فقد ذكرته باسم رودانيم. وكذلك ورد الاسم بهذه الصيغة في 1 اخبار 1: 7 في كثير من المخطوطات والترجمات. وقد ظن الكثيرون أن صيغة الاسم الصحيحة في تك 10: 4 هي رودانيم.

42- كوش

( 1 ) اسم يطلق على بكر حام ويطلق أيضاً على سلالته كلها، وهي تتألف من 5 شعوب أساسية: سبا وحويلة وسبتة ورعمة وسبتكا. وقد سكنوا كلهم في أواسط وجنوبي البلاد العربية ولكن بعضهم يظنون أن سبا كانت تقطن الشواطئ الإفريقية المجاورة ( تك 10: 6- 8 و 1 أخبار 1: 8- 10).

( 2 ) أرض الكوشيين وتدل في أكثر الأحيان على بلاد الحبشة ( 2 مل 19: 9 واس 1: 1 وحز 29: 10 ) ويدل تك 2: 13 ( بالمقابلة مع 10: 8 و 9 ) أن كوش كانت أرضاً يسقيها دجلة والفرات، وربما كانت أرض الكسائيين. ويصف هيرودس أحباش اسيا الذين كانوا في جيش احشويرش الملك بأنهم كانوا يختلفون عن الأحباش الإفريقيين ( هيرو 7: 70 ). وفي 2 أخبار 14: 12 الاسم (( كوشيون )) يدل إلى سكان النوبة.

43- مصرايم

كلمة عبرية تستخدم للدلالة على مصر وشعبها . ونجد في سفر التكوين ( 10: 6) أن مصرايم كان الابن الثاني لحام بن نوح ، وأنه ” ولد لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوحيم ، الذين خرج منهم فلشتيم ( الفلسطينيون ) وكفتوريم ( كريت ) ( تك 10: 14). وواضح أن هذه الأسماء هي أسماء شعوب خرجوا من نسل حام وليست أسماء أفراد ، فهي كلها في صيغة الجمع.

والمعتقد عموماً أن ” مصرايم ” اسم مثنى في إشارة إلى مصر العليا ومصر السفلى . ونجد في سفر إشعياء (11: 11) وفي سفر حزقيال ( 29: 14، 30: 14) ذكراً لمصر وفتروس ، مما يرى معه البعض أن مصر هنا تستخدم في الإشارة إلى مصر السفلى وفتروس إلى مصر العليا. ولكن في نبوة إرميا ( 44: 1و15) نجد أنه من الواضح أن كلمة “مصر ” تشير إلى كل بلاد مصر كما هي معروفة ، وأن ” فتروس ” تشير إلى جزء منها ، وفي إشارة إلى الوجه القبلي ( مصر العليا).

44- فوط

اسم عبري معناه “قوس”، وهو:

(1)  – فوط الابن الثالث من أبناء حام بن نوح. وكان أخواه كوش ومصرايم وكنعان (تك 10: 6، أخ 1: 8). ولا يذكر أبناء فوط في الكتاب المقدس. ويقول يوسيفوس إن نسله سكنوا في شمالي أفريقية فيما يُسمى الآن “ليبيا”.

(2)  – فوط: اسم شعب (لعلهم نسل فوط المذكور بعاليه)، والأرجح أنهم سكنوا ما يعرف “بليبيا” الآن، وإن كان البعض يقولون إنهم سكان بلاد “البونت” التي كانت تقع على الساحل الشمالي الشرقي لأفريقية، ولعلها الصومال حالياً. وذكر “فوط” مع مصر وكوش وكنعان، واستخدام الاسم في أسفار العهد القديم، يجعل من الأرجح أيضاً أنهم سكنوا الشمال الأفريقي على ساحل البحر المتوسط، غربي مصر، ويسمى سكان ليبيا القدماء – في الكتاب المقدس – باسم “لوبيم” (نا 3: 9). وتدل النقوش المصرية على أنه كان يسكن ليبيا عدة قبائل، منهم “الطهنو” الذين كانوا يسكنون المنطقة الساحلية، وكانوا في غالبيتهم رعاة مواشٍ، وتمثلهم النقوش المصرية بشعور طويلة، لا  يرتدون من الثياب سوى حزام وسترة للعورة … وكانوا يعدونهم من الأقواس التسعة (أي الأعداء التقليديين لمصر). “والطميهو” وكانوا من البدو الرحل، وكانوا يختلفون عن سائر الشعوب الأفريقية، إذ كانت لهم شعور شقراء وعيون زرقاء. وترجع علاقتهم بمصر إلى أيام المملكة القديمة. وقد حاولوا مراراً الزحف إلى مصر. و”الليبو” الذين سُميت البلاد باسمهم. والمشويش (الليبيون الغربيون) ويصفهم المصريون بأنهم كانت لهم بشرة بيضاء موشومة، ويلبسون أردية جلدية طويلة.

45- سبا

(1) سبا بكر كوش بن حام، كان إخوته حويلة وسبته ورعمة وسبتكا ( تك 10: 7، 1أخ 1: 9).

(2) بلاد وشعب فى جنوبي بلاد العرب. ومن الواضح أنهم ينتسبون إلى بلاد وشعب شبا، فالأرجح أن الكلمتين ” سبا” و” شبا” هما العربي القديم والعبري القديم، للدلالة على نفس الشعب ، أي مملكة سبا الشهيرة فى التاريخ. ففى المزمور الثاني والسبعين، نجد أن الملك – الذى يرمز إليه سليمان هنا – ” أمامه تجثو أهل البرية.. ملوك شبا وسبا يقدمون هدية . ويسجد له كل الملوك . كل الأمم تتعبد له ” ( مز 72 : 9-11 ) . و ” واو ” العطف بين ” شبا وسبا ” هنا يمكن أن تعني ” أي ” فتكون العبارة ” شبا” أى ” سبا” .

ويقول الرب لشعبه على لسان إشعياء النبي : ” جعلت مصر فديتك كوش (إثيوبيا) وسبا عوضك” ( إش 43: 3 ) ، وأن ” السبئيين” طوال القامة، سيعترفون بالله ويقرون أنه ليس إله آخر ” ( إش 45: 14). وهو ما تم أولاً فى انتشار الديانة اليهودية، وبعد ذلك انتشار المسيحية خلال القرون الخمسة الأولى . والربط بين سبا أوشيا وبين أفريقية ( مصر وكوش) جاء نتيجة الارتباط الشديد والاختلاط بين الشعوب فى جنوبي جزيرة العرب وشرقي أفريقية عبر البحر الأحمر وبوغاز باب المندب، وبخاصة منذ القرن العاشر قبل الميلاد.

أما كلمة ” سبا أو” سبأ” فى ملوك الأول ( 10: 1و4و10و13، 2أخ 9: 1و3و9و12، أيوب 6: 19)، فهى ” شبا ” فى الأصل العبري

46- حويلة

اسم سامي قد يكون معناه “منطقة رملية” أو “دائرة”، وهو اسم الأبن الثانى لكوش بن حام بن نوح (تك 7: 10، 1أخ 9: 1).

وارتباط حويلة بكوش يرجع إلى أن بعض القبائل العربية عبرت باب المندب إلى سواحل أفريقية، مما يرى معه بعض العلماء أن حويلة المذكورة في الأصحاح العاشر من التكوين (7: 10) كانت على سواحل إثيوبيا. وقد يكون اسم قبيلة “أباليتاي” في جنوبي باب المندب محتفظاً بصدى الاسم القديم” أو لعل الاسم يتردد صداه في اسم “زيلع” في بلاد الصومال، نقرأها في تك 25: 18: “من حويلة إلى الجدار (شور سور) الذي شرقيّ مصر” رج 1صم 15: 7 في معرض الحديث عن عماليق. هذا يدلّ على أنّ حويلة هي منطقة قريبة بعض القرب من البحر الأحمر. فالجدار (أو السور) المذكور هنا هو جدار الأمير الذي بناه امينيميس الأول (1991-1962) على مدخل وادي توميلات ليردّ الهجومات الاسيويّة. الثانية، نقرأها في تك 10: 7؛ 1أخ 1: 9: إنّ حويلة هي من نسل كوش (النوبة). وهذا ما يفهمنا أننا نجد هذه المنطقة جنوبيّ جزيرة سيناء، على الشاطئ الغربيّ للبحر الأحمر.

47- سبتة

اسم عبرى لعل معناه ” ضارب “. وهم اسم  الابن الثالث من أولاد كوش بن حام بن نوح ( تك 10: 7، 1أخ 1: 9)، كما أنه اسم نسله واسم المنطقة التى استوطنها نسله، والأرجح أنها تقع فى جنوبي بلاد  العرب ، بالقرب من ساحلها الشرقي. ولكن لم يمكن تحديدها على وجه اليقين، فقد انتشر الكوشيون من النوبة شمالاً إلى جنوبي بلاد العرب عبر البحر الأحمر وبوغاز باب المندب والمظنون أن أولاده أقاموا في جنوب بلاد العرب وأن اسم مدينتهم كان شبوة عاصمة حضرموت.

48- رعمة

اسم عبري معناه ” ارتعاد “، ورعمة هو الابن الرابع من أبناء كوش، وقد ولد شبا وددان (تك 10: 7، حز 27: 22) ويسمى أيضا ” رعما ” في أخبار الأيام الأول (1: 9) . وفي مرثاه حزقيال لصور، يقول: ” تجار شبا ورعمة تجارك . بأفخر كل أنواع الطيب وبكل حجر كريم والذهب أقاموا أسواقك ” (حز 27: 22) . ويظن أنها هي ” رجما ” التي ذكرها بطليموس، في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية على شواطئ خليج العرب، ولكن الأرجح أنها هي ” رعمة ” إحدى مدن سبا، في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة العربية.

49- سبتكا

اسم الابن الخامس لكوش بن حام (تك 10 :7 1أخ 1 :9) حسب التقليد الكهنوتي. قد يكون أقام في جنوبي الجزيرة العربية. ولكنّه في الواقع التاريخيّ، الملك الثاني في السلالة المصريّة الخامسة والعشرين. كان من أصل كوشي، وخلف سبكا. حكم سنة 702-690، ودُفن مثل سلفه في الكرّو في السودان. لم يشيّد سوى القليل من الأبنية مع أنه حكم 12 سنة.

50- شبا

    شبا وددان ابنا رعمة بن كوش (تك 10 : 7). اسم أعطاه العهد القديم لشعب ومملكة السبأيين الذين أقاموا مع المعونيين (2أخ 26 :8؛ 1أخ 4 :41). من أشهر شعوب جنوبي الجزيرة العربية. ان تك 10 :7 و 1أخ 1 :9 يوجّهان أنظارنا أيضا إلى جنوبي الجزيرة العربية (شبأ الذي أصله من كوش). ويتضح من تك 10: 28 أنهما من نسل سام. ويظهر من هذه الشواهد الكتابية أن شبا قبيلة عربية من نسل سام. ويظهر أن بعض أفراد تلك القبيلة هاجروا إلى الحبشة، مما كان دافعاً لأن تلقب بعض عائلات تلك القبيلة بلقب كوشية ( تك 10: 7 ).

 

51-ددان

اسم عبري معناه “دانٍ” أو “منخفض”: وهو اسم رجلين ذكرا في العهد القديم كما يطلق على شعب الددانيين,

ددان بن رعمة بن كوش بن حام (تك 10: 7؛ 1أخ 1: 9) وأخوه “شبا”.

ويمكن أن نستخلص أن “ددان” كانواشعباً من شعوب الجزيرة العربية لهم صلة وثيقة “بشبا”. وتذرك بعض المصادر التاريخية القديمة، أن ددان كانت واحة على الطريق بين شبا وتيماء وبوز، وكانت تعرف واحة ددان باسم “الدجان” حتى 1200 م، ومازالت بعض بقايا مبانيها قائمة.

52- نمرود

اسم سامي معناه ” جبار ” أو ” متمرد ” . وهو ابن كوش بن حام بن نوح ، ومؤسس مملكة بابل ( تك 10 : 6 – 10 ، 1 أخ 1 :10 ) التى يقول عنها ميخا النبى “أرض نمرود ” ( مي 5 : 6 ) . ويظهر نمرود – في الكتاب المقدس – شخصية عظيمة ، فقد كان أول من أسس مملكة في تاريخ البشرية . ويبدو من إشارات عديدة أنه كان شخصية عدوانية شريرة :

(1) بدأ تكوين أول مملكة في العالم من نسل حام الذى انصبت على أحــد فروعـه اللعنة البنوية التى نطق بها نوح ( تك 9 : 25 – 27 ) .

(2) كان نمرود هو مؤسس بابل ( تك 10 : 8 – 12 ) التى ترتبط في الكتاب المقدس ، باستمرار – سواء رمزياً أو نبوياً – بالنظام الفاسد دينياً وأدبياً ( إش 21 : 9 ، إرميا 50 : 24 ، 51 : 64 ، رؤ 16 : 19 ، 17 : 5 ، 18 : 2 و 3 ) .

(3) كان اسم ” نمرود ” عند بني إسرائيل رمزاً للتمرد ضد الله ،

ونقرأ أن ” نمرود ” كان جبار صيد أمام الرب ” ( تك 10 : 9 ) . والمعني البسيط لهذه العبارة هو أن ” نمرود ” كان صورة مضادة تماماً للملك المثالـــــي أى ” الراعـــى ” (ارجع إلى 2 صم 5 : 2 ، 7 : 7 ، 1 بط 5 : 4) . فالصياد يستمتع بصيد فريسته ، أما الراعي فيبذل نفسه لخير رعيته ، ويرى البعض أنه في العصور الموغلة في القدم ، كانت الحيوانات المفترسة كثيرة الانتشار في فلسطين ، وكانت تشكل خطراً داهماً على الإنسان وممتلكاته من المواشــــي ( ارجع إلى خر 23 : 29 ، لا 26 : 22 ) ، لذلك كان من واجب الملك أو الزعيم أن يحمى شعبه منها باصطياد هذه الحيوانات المفترسة .

53-لوديم

كان “لوديم” أول أبناء مصرايم بن حام بن نوح ( تك 10 : 13 ) . لوديم. شعب يرتبط بمصر (مصرائيم) في السلسلة اليهوهية (تك 10 :13؛ 1أخ 1 :11) والأفضل اعتبار “لوديم” شعباً لا يُعرف موطنه ، مثله مثل عناميم ونفتوحيم من أبناء مصرايم أيضاً.

54- عناميم

كلمة سامية تعني “رجال الصخور”. وهو ثانى أبناء مصرايم بن حام بن نوح (تك 10: 13،1 أخ 1: 11). وهو اسم شعب ويظن البعض أنهم كانوا يقيمون في واحة الخارجة بالوادي الجديد بالصحراء الغربية ، أو في دلتا النيل أو في منطقة القيروان .

55- لهابيم

الأبن الثالث لمصرايم بن حام بن نوح ، فنقرأ في سفر التكوين ( تك 10 : 13 ، انظر أيضاً 1أخ 1 : 11 ) : “ومصرايم ولد لوديم وعناميم ولهابيم ، ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوحيم” . ويعتقد كثيرون من العلماء أن : “لهابيم” هي نفسها “لوبيم” أي “اللوبيون” الذين كثيراً ما يذكرون في العهد القديم حلفاء لمصر ( إرميا 46 : 9 باسم “اللوويين” . ارجع أيضاً إلى دانيال 11 : 43 ، نا 3 : 9 ).

“نراهم أحياناً يحاربون ضد إسرائيل ، فكانوا في جيش شيشق فرعون مصر ( مؤسس الأسرة الليبية ، الأسرة الثانية والعشرين ) عند زحفه على إسرائيل في عهد رحبعام ( 2أخ 12 : 3 ) ، وفي جيش زارح الكوشي في عهد آسا ملك يهوذا ( 2أخ 14 : 9 ، 16 : 8 ).

56- نفتوحيم

الأبن الرابع لمصرايم بن حام بن نوح (تك 10 : 13، 1أخ 1 : 11) . وهم شعب يذكرون بين لهابيم وفتروسيم ، أي بين الليبيين في الشمال ، وفتروسيم في صعيد مصر ، لذلك يرى بعض العلماء أنهم كانوا سكان مصر الوسطى ، بين الليبيين فى الدلتا ، وفتروسيم في مصر العليا . كما أن بعض العلماء يرون أن الاسم هو النسبة إلى ” نوف ” ( أى منف – إش 19 : 13 ) فى مصر الوسطى ، أو أنه اسم مركَّب من عبارة هيروغليفية تعني ” أهل الشمـــال ” ( أى أهل الدلتا).

57- فتروسيم

الأبن الخامس لمصرايم بن حام بن نوح. وهو اسم يطلق على أحد الشعوب وقد سكن هذا الشعب في أرض فتروس، أي مصر العليا (تك 10: 14، 1أخ 1: 12).

58- كسلوحيم

كلمة عبرية معناها “مُحصَّن” هو الأبن السادس لمصرايم بن حام بن نوح (تك 1 :14، 1أخ 1 :12)، وهو اسم شعب وفى كلا الموضوعين اللذين جاء فيهما هذا الاسم، يبدو وكأن الفلسطينيين قد خرجوا من كسلوحيم، وليس من كفتوريم كما يتضح من مواضع أخرى، والمفتاح الوحيد لمعرفة شيء عنهم هو ورود اسمهم بين أبناء مصرايم بين فتروسيم وكفتوريم· والأرجح أن موطنهم كان فى مصر العليا· وقد ترجمت كلمة “كسلوحيم” (فى مز 68 :31) بكلمة “شرفاء” بينما يرى البعض أنها أيضاً هنا اسم علم.

59- فلشتيم

نقرأ في جدول الأمم، ان مصرايم بن حام بن نوح، “ولد لوديم وعنايم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوحيم، الذين خرج منهم فلشتيم وكفتوريم” (تك 10 : 13 و 14 ، 1 أخ 1 : 12 ).ومنهم الفلسطينيون و ذكر الفلسطينيون في تك 10: 14 في جدول أنساب مصرايم. إلا أن الصلة بمصر سياسية وليست عنصرية. فالفلسطينيون خرجوا من كسلوحيم.

60- كفتوريم

ويذكر الكفتوريم في جدول الأمم (تك 10) بين القبائل الحامية (نسل حام بن نوح) على أنهم من نسل كسلوحيم بن مصرايم (تك 10 :13 و14، 1أخ 1 :12) ومنه أيضاً خرج الفلسطينيون (فلشتيم) ويشير النبي إرميا إلى أن الفلسطينيين هم “بقية جزيرة كفتور” (إرميا 47 :4) و·”كفتور” اسم بلاد خرج منها الكفتوريون (تث 2 :23) وكلمة جزيرة هنا تعني: “ساحل البحر” ويقول الرب على فم عاموس النبي: “ألم أُصعد إسرائيل من أرض مصر، والفلسطينيين من كفتور؟” (عا 9 :7) وهذا ما جعل البعض يظنون أن عبارة “وكسلوحيم الذين خرج منهم فلشتيم وكفتوريم” (تك 10 :14) هي في حقيقتها: كسلوحيم وكفتوريم الذين خرج منهم فلشتيم، بينما يرى البعض الآخر أنه مع أن الفلسطينيين قد يكونون أصلاً من الكسلوحيم، إلا أنهم استقروا في منطقة أصبحت تعرف بأرض الكفتوريين.

61- صيدون

وهو اسم أكبر أبناء كنعان ( تك 10 :15).اسم سامي معناه (( مكان صيد السمك )) وهي أيضا مدينة فينيقية قديمة غنية مبنية على جانب من رأس شمالي يمتد من ساحل عرضه نحو ميلين بين جبال لبنان والبحر المتوسط على بعد 22 ميلاً شمالي صور. وهي من أقدم مدن العالم واسمها مأخوذ من بكر كنعان بن حام بن نوح ( تك 10: 15 و 1 أخبار 1: 13 ).

62- حثا

هو جد الحثيين والابن الثاني لكنعان بن حام بن نوح (تك 10: 15، 1 أخ 1: 13)، ومعنى الاسم في العبرية “مرعب”. وقد عاش بنو حث في كنعان في أيام الآباء الأولين وإلى ما بعد الغزو الإسرائيلي لأرض كنعان. وقد استوطن بنو حث حبرون قادمين إليها من الشمال، وذلك واضح من ترتيب الأسماءفي التكوين (10: 15 و 16)،حيث جاء اسم حث بين صيدون واليبوسي. وقد اشترى إبراهيم مغارة المكفيلة من أحد رؤساء بني حث، ليدفن زوجته سارة (تك 23: 1 20). كما تزوج عيسو من “بنات حث” (تك 27: 46)، مما جعل رفقة تحذر يعقوب من أن يأخذ له زوجة من بنات حث (تك 27: 46، 48: 1).

63- اليبوسى

نجهل معنى اسم يبوس كما نجهل إلى أي شعب انتمى اليبوسيون (تك 10 :6؛ 1أخ 1 :14 : يبوس هو ابن الثالث لكنعان). يرد أول ذكر لهم في الكتاب المقدس مع الأموريين والجرجاشيين وغيرهم من الشعوب التى كانت تستوطن أرض كنعان (تك 10: 15م). ويذكر اليبوسيون بين الشعوب الكنعانية (تك 10: 16.15) على أساس جغرافى لا عرقى.

64- الأمورى

 ويذكر تك 10: 16 أن سلسلة نسب الأموريين ترجع إلى أمورى الأبن الرابع لكنعان. وكان الأموريون في عصر ابراهيم أهم قبيلة في الأرض الجبلية في جنوب فلسطين (تك 14: 7 و 13) وهم شعب كان يتكلم لغة سامية. وقد حكموا أجزاء من فلسطين وسوريا وبابل بعض الزمن. وكان البابليون من قبل سنة 2000 ق.م يدعون سوريا وفلسطين، أرض الأموريين.

65- الجرجاشى

إن تك 10: 16 يجعل الجرجاشيّ الأبن الخامس لكنعان.وهو أحد شعوب كنعان في الزمن السابق لشعب إسرائيل (تك 15: 21؛ تث 7: 1؛ يش 3: 10؛ يه 15: 16؛ نح 9: 8). كما يرد ذكر ” الجرجاشيين ” بين القبائل الكنعانية التي وعد الرب أن يعطي أرضهم ميراثا لبنى إسرائيل (تك 15: 21، تث 7: 1، يش 3: 10، 24: 11، 1 أخ 1: 14، نح 9: 8). ولا يذكر اين كان موطنهم.

66- الحوى

إن تك 10: 17 يجعل الحوى الأبن السادس لكنعان كان “الحوي” أحد الشعوب التي ذكرت في قائمة الأمم في الأصحاح العاشر من السفر التكوين10: 17 وكذلك في سفر أخبار الأيام الأول (15: 1). وكان يقيم بعضهم في شكيم التي أسسها حمور الحوي في زمن يعقوب (تك 33: 19، 34: 2). وقد سكن الحويون في أجزاء من سورية وفلسطين، وذكروا مع الكنعانيين والفرزيين و الحثيين و الأموريين و اليبوسيين و الجرجاشيين (خر 8: 3، 8: 23، تث 1: 7)

67- العرقى

إن تك 10: 17 يجعل العرقى الأبن السابع لكنعان و يذكر ” العرقي ” أو ” العرقيون ” بين الشعوب الكنعانية في جدول الأمم في الأصحاح العاشر من سفر التكوين . وهم سكان مدينة ” عرقة ” التي تقع على بعد نحو عشرين كيلو متراً على الشمال الشرقي من مدينة طرابلس ( السورية ) ، وعلى بعد نحو ستة كيلو مترات من ساحل البحر المتوسط ، ولذلك لم تكن لها أهمية تجارية , وقد ورد ذكرها في نقوش تحتمس الثالث فرعون مصر الفاتح العظيم ( الأسرة الثامنة عشر ) ، وفي رسائل تل العمارنة . كما ذكرها شلمنآسر الثالث ( 853 ق . م . ) ، واستولى عليها تغلث فلاسر الثالث ملك أشور ( 737 ق . م . ) كما كانت مسقط رأس الإمبراطور اسكندر ساويرس ، ولذلك دعاها الرومان باسم ” قيصرية لبنان ” . ويحدد موقعها الآن تل من الأطلال بالقرب من سفوح جبل لبنان .

68- السينى

إن تك 10: 17 يجعل السينى الأبن الثامن لكنعان وهو أحد الشعوب الكنعانية الذين كانوا يقطنون بالقرب من عرقة وأرواد في فينيقية (تك10: 17، 1أخ1: 15) . ويذكرها تغلث فلاسر الثالث على أنها مدينة “سيانّو” على الساحل الفينيقي . ويذكر جيروم مكانا باسم “سين” بالقرب من عرقة . كما يذكر سترابو قلعة تسمى “سنَّا” على جبل لبنان . ولكن لا نعرف على وجه اليقين من هم “السينيون”.

69- الأروادى

إن تك 10: 18 يجعل الأروادى الأبن التاسع لكنعان وقد يكون معناه ((تيه)) وربما هي أرفاد وتسمى الآن رواد، وتقع على جزيرة صغيرة تبعد مسافة ميلين من الشاطىء السوري على بعد 30 ميلاً تقريباً شمالي طرابلس. وقد ورد في تك 10: 18 أن الأرواديين من نسل كنعان . وكانت أرواد مدينة فينيقية للسفن والتجارة مثل صور وصيدا. ويخبرنا سفر حزقيال(ص 27: 8و11) أن أرواد أرسلت ملاحين ومحاربين للدفاع عن صور. وتحدثنا السجلات الآشورية أن أرواد اشتركت مع دمشق وإسرائيل في حرب ضد آشور في معركة قرقر سنة 854 قبل الميلاد.

70- الصمارى

إن تك 10: 18 يجعل الصمارى الأبن العاشر لكنعان وذكر الشعب “الصمارى” في جدول الأمم ( تك 10 : 18 , 1 أخ 1 : 16) . هذا الشعب الذي يتحدّر من كنعان هو أخو الأرواديين والحماتيين ويقع بين الأروادى و الحماتى , مما يحمل على بأن موطنهم كان يقع بين أرواد و حماة – و قد ورد  ذكر مكان أسمة “سومور” في الواح تل العمارنة مع أرواد , و لعل موقعها الآن هو قرية “السمرة” على ساحل البحر المتوسط بين أرواد و طرابلس , و على بعد نحو ميل و نصف إلى الشمال نهر الكبير.

71- الحماتى

إن تك 10: 18 يجعل الحماتى الأبن الحادى عشرر لكنعان ذكر هذا الاسم في في أخبار الأيام الأول (1: 16). وبمقارنة الأسماء المذكورة في الأصحاح العاشر من سفر التكوين (تك 10: 18)، وتلك المذكورة في الأصحاح الأول من سفر الأخبار الأول، نرى أن “حماثي” هو نفسه المذكور باسم “حماتي” في سفر التكوين. هم سكان حماة (تك 10: 18).

72- عيلام

” عيلام ” كلمة عبرية مأخوذة عن الأكادية ومعناها ” مرتفعات “، و عيلام أول ابناء سام بن نوح (تك 10 : 22، 1 أخ 1 : 17)، وهو أبو العيلاميين وإليه ينتسب العيلاميون والفرس أيضاً من ذريته

73- أشور

ولا يعرف معنى الاسم بالضبط وقد ورد هذا الاسم في الكتاب المقدس للدلالة على اسم ثاني أبناء سام وأبي الآشوريين(تك 10: 22).

74- أرفكشاد

وقد يعني الأسم ” حصن الكلدانيين “، وهو الأبن الثالث لسام بن نوح (تك 10: 22 – 11: 13، 1 أخ 1: 17 – 24، لو 3: 36) . وهو جد عابر الذي يظن البعض أنه الجد الذي يسمى به العبرانيون، وهو أول من ولد بعد الطوفان بسنتين . وعاش أرفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح، وولد أيضاً بنين وبنات، ومات وعمره أربعمائة وثمان وثلاثون سنة (تك 11: 10 – 13)

75- لود

لود” الابن الرابع لسام بن نوح ( تك 10 : 22 ) شعب من بني سام ويعتقد أنهم هم الليديون الذين كانوا منطقة ليديا في غربي آسيا الصغرى وحسب ما حسب جاء في هيرودوتس كان أول ملك لهم هو ابن نينوس وحفيد بلوس أي أنه كان من سلالة الآشوريين.

76- أرام

رفيع وسامٍ. وهو خامس أبناء سام ونسله الآراميون الذين سكنوا أرض أرام. (تك 10: 22-23؛ 1أخ 1: 17). وأبو عوص وحول وجاثر وماش

77- عوص

اسم عبري معناه – على الأرجح – ” مشورة  “، وهو   عوص بن أرام بن سام بن نوح ( تك 10 : 23 ) فهو حفيد سام، ولكنه يذكر بين ابناء سام في سفر أخبار الأيام الأول ( 1 أخ 1 : 17) أرض عوص. في أدوم (مرا 4 :21؛ رج إر 25 :20). موطن أيوب (أي 1 :1). إخوة عوص هم حول، جاثر، ماش. إذًا يجب أن تكون أرض عوص (موطن أيوب، أي 1 :1)

78- حول

ثاني أبناء أرام وحفيد سام وجد قبيلة أراميّة (تك 10: 23؛ 1أخ 1: 17). قد يكون اسمه بقي في بحيرة الحولة. وكمنطقة جغرافية يمكن تحقيق الاسم بأنه حولية التي يذكرها اشورنازربال في صلتها بجبل ماسيوس. ولا يعلم أين كان موطنه ولا من هم نسله.

79- جاثر

ثالث أبناء آرام بن سام بن نوح (تك 10: 23). ويذكر في سفر أخبار الأيام الأول (1: 17) بين أولاد سام دون تمييز بين الأولاد والأحفاد. ويقال في اللغة العربية ” مكان جاثر ” بمعنى فيه تراب يخالطه سبخ أو حجارة، ولعل هذا معناه أيضاً في العبرية.

80- ماش

وهو رابع أبناء ارام (تك 10: 23). ويدعى أيضاً ماشك (1 اخبار 1: 17). ويظن بعضهم أنه سكن جبل ماسيوس وهو طور عابدين في سوريا.

81- شالح

معناه الرمح وهو: 1) ابن ارفكشاد بن سام وأبو عابر حسب التقليد اليهودي (تك 10 :24 : 1أخ 1 :18) والتقليد الكهنوتي (تك 11 :12-15 : 1أخ 1 :24). 2) من أجداد يسوع (لو 3 :35). 3) ويذكر لوقا أن شالح كان ابن قينان بن أرفكشاد ، وهو ما جاء فى الترجمة السبعينية لسفر التكوين. المعنى : القناة أو المرسل. (نح 3 :15) (نقرأ سلوان). بركة جنوبي شرقي أورشليم.

82- عابر

اسم عبري معناه ” عابر ” وقد تعني من جاء عبر النهر ، أو الرتحل أي العابر في البلاد. وهو اسم : عابر بن شالح بن أرفشكاد بن سام بن نوح . وقد ُولد له فالج ويقطان . وكان فالج ابنه الجد الأكبر لإبراهيم ،ومن ثم ذكر اسمه في نسب الرب يسوع ( لو 3 : 35 ) . كما أن يقطان هو الجد الأكبر للقبائل العربية ( تك 10 : 21 – 24 ، 11 : 14- 17 ، انظر أيضاً 1 أخ 1 : 17 – 27). والأرجح أن ” العبرانيين ” أطلق عليهم هذا الاسم نسبة إلى ” عابر ” هذا ، أو لأنهم جاءوا من ” عبر نهر الفرات ( انظر عد 24 : 24 حيث تشير كلمة ” عابر ” إلى ” عبر النهر ” كما يري كثيرون من العلماء ) وذلك لارتحال إبراهيم وقومه من أور الكلدانيين إلى حاران ، ومنها إلى كنعان ( تك 11 : 31 و 32 ).

83- فالج

اسم عبري معناه “انشقاق” أو “انقسام”. وهو بكر عابر ابن شالح بن أرفكشاد بن سام بن نوح. والجد الأكبر لإبراهيم جد الإسرائيليين (تك 10: 25، 11: 16-19، 1أخ 1: 19-25، أحد أجداد يسوع حسب لو 3 :35. وعبارة “لأن في أيامه قسمت الأرض” (تك 10: 25) قد تشير إلى تشتت البشر الذي نتج عن تبلبل ألسنتهم عند محاولتهم بناء البرج (تك 11: 9 و8)، أو إلى استخدام طرق الري وشق القنوات التي قسمت الأرض (انظر إش 30: 25، 32: 2، أي 29: 6، 38: 35 حيث تستخدم مشتقات الكلمة)، أو إلى حدوث تقسيمات جغرافية أو نظم سياسة ارتبطت بنسله.

84- يقطان

اسم سامي معناه (( يقظان )) تك 10 :25، 26، 29؛ 1أخ 1 :19-20. الابن الثانى لعابر. من نسل سام. جد قبائل جنوبيّ الجزيرة العربيّة. وهو شخص أو بالأحرى قبيلة تفرعت منها ثلاثة عشر قبيلة عربية (1 أخبار 1: 19- 23 ).

85- الموداد

ومعناه ” المحبوب ” أو ” الله المحبوب ” وهو أول أبناء يقطان الثلاثة عشر (تك 10: 25 – 29، 1 أخ 1: 19 – 23) ويشير إلى قبيلة عربية في الجنوب

86- شالف

اسم سامي معناه “ممدود” ، وهو الابن الثاني من أبناء يقطان بن عابر ، وكان له اثنا عشر أخا (تك10: 26، 1أخ1: 20) ، وهو رأس قبيلة من قبائل العرب التي استوطنت اليمن . وقد جاء ذكر قبيلة بهذا الاسم في نقوش سبأ التي اكتشفت في جنوبي بلاد العرب.

87- حضرموت

اسم عبري معناه “دار الموت” أو “قرية الموت”، وهو اسم الابن الثالث من أبناء يقطان بن عابر من نسل سام بن نوح (تك 26: 10، 1أخ 20: 1). ومازال هذا الاسم يطلق على المنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية. ويعتقد غالبية علماء الكتاب أنها هي نفسها المنطقة التي سكنها أولاد يقطان (أو قحطان كما يسمى في تاريخ العرب)، وذلك ليس بناء على الاسم فحسب، بل لأن اليقطانيين استوطنوا فعلاً اليمن والساحل الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، والذي يمتد نحو 200 ميل على بحر العرب. وكانت هذه المنطقة موطن حضارة كبيرة بلغت ذروتها في نحو القرن الخامس قبل الميلاد وامتدت إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، وكانت لها تجارة واسعة مع الهند وبلاد شرقي أفريقيا، وكانت عاصمتها شبام أو سبتة (تك 7: 10)

88- يارح

اسم سامي معناه ” قمر أو شهر ” ، وهو الابن الرابع من أبناء يقطان ( أو قحطان ) جد العرب ( تك 10 : 26 ، 1 أخ : 20 ) . والأرجح أن نسله سكنوا الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية ، ويظن البعض أنه جد قبيلة بني هلال المعروفة .

89- هدورام

اسم سامى معناه هدار ( الإله ) مرتفع . وهو هدورام الابن الخامس من أبناء يقطان الثلاثة عشر ( تك 10 : 27 ، 1 أخ 1 : 21 ) ، وكان جدّاً لإحدى القبائل العربية .

90- أوزال

هو الابن السادس ليقطان ويظهر أنه استقر في جنوب بلاد العرب (تك 10: 27 و 1 أخبار 1: 21) وقد ورد اسم اوزال في كثير من المخطوطات العبرية وكذلك في الترجمة السبعينية لحزقيال 27: 19 كاسم مكان مع غيره من الأماكن في بلاد العرب. وهذا هو المكان الذي تسميه المصادر العربية ازل وهو الاسم القديم لعاصمة اليمن السابقة والتي صار اسمها فيما بعد صنعاء. ويحتمل أن اوزال المذكور في تك 10: 27 هو الذي اقام هذه المدينة.

91- دقلة

اسم عبري معناه “مكان النخيل” هو الأبن السابع ليقطان ابن عابر وهو أيضا اسم قبيلة (تك 10: 27، 1أخ 1: 21). ويقول التقليد إن يقطان (أو قحطان) هو جد القبائل العربية التي استوطنت جنوبي شبه الجزيرة العربية . والأرجح أنها قبيلة كانت تعيش في إحدى الواحات الغنية بالنخيل جنوبي وادي “سرحان” على بعد نحو 250 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من البحر الميت.

92- عوبال

اسم سامي معناه (( ثخين )) الأبن الثامن ليقطان ابن عابر (تك 10: 28) وإليه انتسب نسله، وهم من أقدم القبائل، في شبه الجزيرة العربية، وخاصة في اليمن. وقد ورد الاسم في (1 أخبار 1: 22) عيبال.

92- أبيمايل

ومعناه ” أبي الله ” أو ” الله أبي ” وهو الابن التاسع من أبناء يقطان بن عابر أحد أحفاد سام، وكان يقطان أخاً لفالج الذي في أيامه قسمت الأرض (تك 10: 25 – 29، 1 أخ 1: 19 – 23) وهو كباقي الأسماء أبناء يقطان يدل على قبائل عربية موطنها جنوبي الجزيرة العربية .

93- شبا

   شبا الأبن العاشر ليقطان بن عابر من نسل سام بن نوح (تك 10 : 28). فالواقع أن شبا كانت قبيلة عربية من نسل يقطان استوطنت جنوبي بلاد العرب (تك 10 : 28) واسم شبا وأسماء بعض اخوته مثل حضرموت وأوزال (صنعاء) مازالت تطلق على أجزاء فى جنوبي شبه الجزيرة العربية.

94- أوفير

وهي كلمة تدل علي الوفرة أو الغنى، وتشير في الكتاب المقدس إلي اسم الابن الحادي عشر من أبناء يقطان (تك 10: 29، 1 اخ 1: 23) . اسم أرض سميت باسم ابن يقطان الذي ذكر سابقاً في والأرجّح أن هذه الأرض كانت في جنوب بلاد العرب, أو اليمن في الوقت الحاضر.

95- حويلة

اسم سامي قد يكون معناه “منطقة رملية” أو “دائرة”، وهو اسم الأبن الثانى عشر ليقطان بن عابر بن شالح من نسل سام بن نوح (تك 29: 10، 1أخ 23: 1). مقاطعة في بلاد العرب, يسكن بعضها الكوشيون ويسكن البعض الآخر اليقطانيون, وهم شعب سامي (تكوين 7: 10 و1: 29 و1 أخبار 9: 1 و23).

96- يوباب

اسم عبري ربما كان معناه ((صراخ)) وهو آخر أبناء يقطان الثلاثة عشرة. قبيلة وأرض في عرابية الجنوبية الشرقية (تك 10 :29 1أخ 1 :23).

وأبتداءا من الأصحاح الحادى عشر سأبدأ التعرض لأسماء المدن والأنهار والجبال التى ذكرت فى الأصحاحات العشرة السابقة لكى نعيش الأحداث فى هذه الأماكن ونحلق من بعيد فوقها ونواصل الرحلة ,رحلتنا مع الأنسان منذ بدء الخليقة حتى المنتهى , والى اللقاء مع الأصحاح الحادى عشر راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح التاسع

3 سبتمبر 2010

 

1 وَبَارَكَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ. 

1 And God blessed Noah and his sons, and said unto them, Be fruitful, and multiply, and replenish the earth.

 
 

2 وَلْتَكُنْ خَشْيَتُكُمْ وَرَهْبَتُكُمْ عَلَى كُلِّ حَيَوَانَاتِ

 الأَرْضِ وَكُلِّ طُيُورِ السَّمَاءِ، مَعَ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ،

وَكُلِّ أَسْمَاكِ الْبَحْرِ. قَدْ دُفِعَتْ إِلَى أَيْدِيكُمْ. 

2 And the fear of you and the dread of you shall be upon every beast of the earth, and upon every fowl of the air, upon all that moveth upon the earth, and upon all the fishes of the sea; into your hand are they delivered.

 

3 كُلُّ دَابَّةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَامًا.

كَالْعُشْبِ الأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ الْجَمِيعَ.

3 Every moving thing that liveth shall be meat for you; even as the green herb have I given you all things.

 

4 غَيْرَ أَنَّ لَحْمًا بِحَيَاتِهِ، دَمِهِ، لاَ تَأْكُلُوهُ.

4 But flesh with the life thereof, which is the blood thereof, shall ye not eat.

 
 

5 وَأَطْلُبُ أَنَا دَمَكُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَقَطْ.

مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوَانٍ أَطْلُبُهُ. وَمِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَطْلُبُ نَفْسَ الإِنْسَانِ،

مِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَخِيهِ.

5 And surely your blood of your lives will I require; at the hand of every beast will I require it, and at the hand of man; at the hand of every man’s brother will I require the life of man.

 

6 سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ.

لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ.

6 Whoso sheddeth man’s blood, by man shall his blood be shed: for in the image of God made he man.

 

7 فَأَثْمِرُوا أَنْتُمْ وَاكْثُرُوا وَتَوَالَدُوا

فِي الأَرْضِ وَتَكَاثَرُوا فِيهَا».

7 And you, be ye fruitful, and multiply; bring forth abundantly in the earth, and multiply therein.

 

8 وَكَلَّمَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ مَعهُ قَائِلاً:

8 And God spake unto Noah, and to his sons with him, saying,

 
 

9 «وَهَا أَنَا مُقِيمٌ مِيثَاقِي مَعَكُمْ

وَمَعَ نَسْلِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ،

9 And I, behold, I establish my covenant with you, and with your seed after you;

 

10 وَمَعَ كُلِّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمِْ:

الطُّيُورِ وَالْبَهَائِمِ وَكُلِّ وُحُوشِ الأَرْضِ الَّتِي مَعَكُمْ،

 مِنْ جَمِيعِ الْخَارِجِينَ مِنَ الْفُلْكِ حَتَّى كُلُّ حَيَوَانِ الأَرْضِ.

10 And with every living creature that is with you, of the fowl, of the cattle, and of every beast of the earth with you; from all that go out of the ark, to every beast of the earth.

 

11 أُقِيمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ فَلاَ يَنْقَرِضُ كُلُّ ذِي جَسَدٍ

أَيْضًا بِمِيَاهِ الطُّوفَانِ. وَلاَ يَكُونُ أَيْضًا طُوفَانٌ لِيُخْرِبَ الأَرْضَ».

11 And I will establish my covenant with you, neither shall all flesh be cut off any more by the waters of a flood; neither shall there any more be a flood to destroy the earth.

 

12 وَقَالَ اللهُ: «هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي

أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ كُلِّ ذَوَاتِ

الأَنْفُسِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ إِلَى أَجْيَالِ الدَّهْرِ:

12 And God said, This is the token of the covenant which I make between me and you and every living creature that is with you, for perpetual generations:

 

13 وَضَعْتُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ

عَلاَمَةَ مِيثَاق بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ.

13 I do set my bow in the cloud, and it shall be for a token of a covenant between me and the earth.

 

14 فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَابًا عَلَى الأَرْضِ،

 وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ،

14 And it shall come to pass, when I bring a cloud over the earth, that the bow shall be seen in the cloud:

 

15 أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ

 كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ. فَلاَ تَكُونُ أَيْضًا الْمِيَاهُ

طُوفَانًا لِتُهْلِكَ كُلَّ ذِي جَسَدٍ.

15 And I will remember my covenant, which is between me and you and every living creature of all flesh; and the waters shall no more become a flood to destroy all flesh.

 

16 فَمَتَى كَانَتِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ،

أُبْصِرُهَا لأَذْكُرَ مِيثَاقًا أَبَدِيًّا بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ

كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي كُلِّ جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ».

16 And the bow shall be in the cloud; and I will look upon it, that I may remember the everlasting covenant between God and every living creature of all flesh that is upon the earth.

 

17 وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ

الَّذِي أَنَا أَقَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ ذِي جَسَدٍ عَلَى الأَرْضِ».

17 And God said unto Noah, This is the token of the covenant, which I have established between me and all flesh that is upon the earth.

 

18 وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ

سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ.

18 And the sons of Noah, that went forth of the ark, were Shem, and Ham, and Japheth: and Ham is the father of Canaan.

 
 

19 هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هؤُلاَءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ.

19 These are the three sons of Noah: and of them was the whole earth overspread.

 

20 وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا.

20 And Noah began to be an husbandman, and he planted a vineyard:

 

21 وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ.

21 And he drank of the wine, and was drunken; and he was uncovered within his tent.

 

22 فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا.

22 And Ham, the father of Canaan, saw the nakedness of his father, and told his two brethren without.

 

23 فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ

عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا

وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا.

23 And Shem and Japheth took a garment, and laid it upon both their shoulders, and went backward, and covered the nakedness of their father; and their faces were backward, and they saw not their father’s nakedness.

 

24 فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ،

24 And Noah awoke from his wine, and knew what his younger son had done unto him.

 
 

25 فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ».

25 And he said, Cursed be Canaan; a servant of servants shall he be unto his brethren.

 

26 وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ.

26 And he said, Blessed be the LORD God of Shem; and Canaan shall be his servant.

 

27 لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ».

27 God shall enlarge Japheth, and he shall dwell in the tents of Shem; and Canaan shall be his servant.

 

28 وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.

28 And Noah lived after the flood three hundred and fifty years.

 

29 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.

29 And all the days of Noah were nine hundred and fifty years: and he died.

1* البركة بتتجدد لآدم الثانى أثمر وأكثر وأملأ الأرض كلها ونلاحظ أن ألوهيم هو الذى أعطى هذه البركة ,طيب لماذا لم يقلها الرب الأله أو يهوة إله العهد !؟ لأنه هنا قال بارك الله نوح وبنيه ولكن العهد دايما مع واحد فقط وهو سام كما سنرى بعدين .

2* ربنا أعطى له السلطان كما قال لآدم فى الأول تسلطوا على كل الخليقة ,وهنا نوح وبنيه أخذوا البركة والسلطان فى الخليقة الجديدة .

3* لأول مرة يسمح للأنسان أن يأكل اللحوم وسوف نرى لماذا ربنا سمح له بأكل اللحوم وليس لأن الأنسان أصبح شهوانيا لأن نوح لم تشتغل الشهوة فيه ولكن السر هو أن ربنا بدأ يرفع الأنسان لمستوى آخر وهو الأكل من الذبائح !ولو ركزنا سابقا الأنسان كان يقدم ذبيحة كمحرقة كلها بتحرق لله كاملا ,ولكن الله بيعد شعبه للذبائح وهنا بدأ يشرك شعبه من الأكل من الذبيحة .كما سنرى أن الكهنة بتأكل من ذبيحة الخطية وذبيحة الأثم وأن الشعب كان يأكل من ذبيحة السلامة , ولذلك بدأ يسمح لهم بأكل اللحوم وكل ده تدريب لما تمر الأجيال ويأمرأن نأكل جسده ونشرب دمه .

4*حتى7* ألا أن الله حرم أكل الحيوان بدمه لأن الدم فيه النفس وفيه الحياه والدم فقط للكفارة رمز لدم المسيح ولم يعطى لهم بعد هذا التصريح بأكل الدم !وكل ذلك بصرف النظر عن الأمور الطبيه أن الأنسان يصاب بأمراض أو توحش أو أو أو لو أنه شرب الدم يعنى لما يقوم بذبح الحيوان يقوم بسفك دمه على الأرض ولا يشرب دمه ففى العهد القديم كان الناس محرومين من شرب الدم وحتى فى أول مجمع أنعقد فى أورشليم أتمنع حتى المسيحيين من الزنا والمخنوق والدم! ,تعالوا نشوف الشريعة الجديدة : ما قبل نوح كان الأنسان يحكمه الضمير فقط وأبتداء من نوح أعطى ربنا شريعة جديدة وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط من يد كل حيوان أطلبه ,وأعطى حكم الأنسان للأنسان سافك دم الأنسان بالأنسان يسفك دمه يعنى اللى بيقتل يقتل بيد الأنسان وذلك ألى مجىء المسيح ,وكما رأينا فى الأول كان ربنا مانع وهنا أصبح هناك الحكم البشرى موجود على الأرض ولذلك وضعت القوانين أبتداء من شريعة حمورابى ألى الآن من الشرائع والتنظيمات البشرية فى العالم كله وقد سمح بيها ربنا لتنظيم الشعوب ,كما أنه فى الأول سمح بتعدد الزوجات من أجل قساوة قلب الأنسان ولكن لما جاء المسيح أصبحت زوجة واحدة.

8*حتى 11* وهنا لو كان نوح لوحده كان الكتاب المقدس سيقول كلم الرب ,ولن يوجد طوفان ينهى الأرض بعد ذلك ,وحتى ربنا لما سينهى العالم ليس بالمياه ولكن بالنار يعنى حريق وتنحل العناصر محترقة ولذلك فى المجىء الثانى فى نهاية العالم لن يكون مياه لأنها صارت للروح القدس  أنها مصدر الحياه ولكن بعد ذلك ستكون النهاية بالنار.

12*قوس قزح وننتبه أن ربنا قال وضعت وليس أضع لأن قوس قزح كان ظاهرة طبيعية موجودة فى الأول ولكن ربنا هنا خصصها كعلامة ميثاق بينه وبين الأنسان أنه لايهلك الأرض بمياه الطوفان مرة أخرى ولذلك إلى الآن الناس بتفرح بعد الشتاء لما بتشوف منظر قوس قزح فى السماء والحقيقة ده كان العهد الجميل اللى ما بين الله وما بين الأنسان وقوس قزح عبارة عن ألوان الطيف السبعة فى منظر جميل وكأن العهد ما بين الله وما بين الأنسان عهد جميل روحوا وأنظروا ما أطيب الرب والمنظر ده رأيناه فى سفر الرؤيا أصحاح4 : 3 3وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. وكأن ربنا يقول من يريد أن يرانى فليرانى فى عهدى معاه أننى لا أريد أن أهلك ولكن أريد أن أنجى يعنى ربنا أرادته أن لا يهلك أحد والخلاص لكل أنسان .

13* حتى 16* ميثاق عهد لكل جسد على الأرض وبدلا من أن يكون مصيره الموت فأصبح أمام الأنسان أن يدخل فى عهد وميثاق بينه وبين الله ويتمتع بهذا العهد ويتمتع بهذا الميثاق وعلشان كده فى مرة من مرات خلوتكم مع ربنا أن تأخذوا قوس قزح مجال تأملكم .

17*حتى 27* المتكلم ألوهيم لأنه قال هذا الميثاق بينى وبين كل جسد على الأرض ,قد ذكر الكتاب المقدس أن حام أبو كنعان يعنى عايز يقول لنا حاجة هنا وحدث موقف سخيف لكن مهم وجميل فى نفس الوقت ,أبتدأ نوح يكون فلاحا طبيعى الأرض كلها خربانه ,العجيبه هنا أن نوح اللى أستمر 600 سنة ببره وكماله ,وفى لحظة واحدة يتعرى ,ويضيع كل ال600 سنة وكأنه بيعيد ذهننا لآدم الأول ,وكل مرة الأنسان بيتعرى ويتعرى وكل هذا لكى يرينا أن كل الذى تم ماهو إلا رموز لكن لم يكن يستطيع أن يفعل شيئا ,يعنى كل اللى حصل ده كان رمز للخليقة الجديدة التى لا يمكن أن تكون فعلا إلا فى شخص المسيح ,وهنا كل ما ربنا يعمل حاجة للأنسان يرجع الأنسان يتعرى ويرجع يغلط ,والعجيبة أن العرى أصبح مرتبط بالخطية بشكل فظيع جدا ,فكل ما تزيد الخطية فى حياة الشعوب كل ما نجد الشعوب بتتعرى أكثر والحدق يفهم ,والعرى يصبح ظاهرى ,ولكن تعالوا ننظر للرمز الجميل فى حكاية هذا العرى : لقد قلت سابقا أن نوح رمز للسيد المسيح ,نوح سكر فتعرى فأستهزىء به وكان نوح رمز جميل جدا للسيد المسيح الذى عندما سيشرب الكأس (يوحنا 18: 11 11فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: «اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟».) فتعرى على الصليب وصار مفضوح على الصليب ,فأستهزأوا بيه كما رأينا الناس اللى كانوا تحت الصليب فكان رمز جميل للعمل الذى سيفعله السيد المسيح من أجل البشرية أنه يقبل هذا العرى ويقبل تلك الفضيحة من أجل خلاص الأنسان ,هنا الموقف اللى حصل بين نوح وأولاده واحد ويبدوا أن الذى رأى منظر عرى نوح هو كنعان الذى أخبر والده حام الذى شارك أبنه فى الأستهزاء بأبيه وبعدين ذهب وهو يضحك لبقول لأخوته الأثنين وكان يظن أنهم سيشاركوهم الضحك ولكن كانوا أخوته الأثنين على مستوى المسئولية أنهم ذهبوا بسرعة وستروا عورة أبيهم بدون أن يروها يعنى رجعوا للخلف بدون أن يروا عورة أبيهم وغطوها ,فكان الموقف الصعب الذى حدث أن نوح لعن كنعان أبن حام وكان يقال على أبن الأبن أبن وهنا يقول الكتاب أبنه الصغير وحام لم يكن الصغير وهنا المذكور هو كنعان أصغر الأبناء فى ذلك الوقت والظاهر أبوه كان مدلعه وهذه كانت النتيجة الأستهزاء بكبار السن !وأستحق هذه اللعنه القاسية ,والحقيقة أن هذه اللعنة هى ثانى لعنة توجه مباشرة لأنسان بعد قايين ,وطبيعى لم يستطع نوح أن يلعن حام المشترك مع أبنه لأن ربنا باركه من قبل ,أن من باركه الرب لا يستطيع أى مخلوق أن يلعنه ,وهو هنا أستطاع أن يلعن أبنه ولو لم يبارك الله حام لكان نوح لعن الأثنين ! ,وتعالوا نشوف اللعنة التى أعطاها لكنعان هى فى الواقع لعنه عجيبة جدا قال له عبد العبيد تكون لأخوتك ,وهذا ما حدث فعلا ,وكما قلنا أن حام هو أبوا الناس اللى سكنوا فى أفريقيا والمشهورين بأن لونهم أسود ,والتاريخ يشهد أن ما وجد من عبيد معظمهم ذو اللون الأسود ومعظمهم من أفريقيا وكانوا عبيد لسام وليافث ,ونتأمل هنا فى كلمة عبد العبيد يعنى أحقر العبيد !,لكن من ستروا عورة أبيهم أخذوا بركتين مختلفتين 1- مبارك الرب إله سام يعنى أعطى لسام إله العهد شوفوا جمال الكتاب المقدس للذى يتمعن فى كل كلمه .2- ليفتح الله ليافث هنا ألوهيم أو إله الخليقة ويافث هم الأوروبيين وليسوا أصحاب العهد كسام الذى من نسله يأتى أبراهيم ومن أبراهيم أسرائيل,ومن هنا نرى دقة الكتاب المقدس والألفاظ ,وأعتقد لو واحد كان بيألفه لن يستطيع أن يضع الكلمات هكذا,ونرى هنا أن هناك وحدة ما بين سام وبين يافث يعنى فى محبة ,لكن كنعان يكون عبدا لهم ,ونلاحظ أنه لم يعطى حام أى بركة ,وسنلاحظ لاحقا أن الكنعانيين أستعبدوا لفترة كبيرة جدا لشعب الله .

28*و 29* يعنى فى آخر الأمر أيضا نوح مات  والسؤال هو مش ربنا قال عمر الأنسان يكون 120 سنه طيب ليه نوح مات 950 سنه!؟ الأجابة جميلة وأعتقد أنكم عارفينها وهى أن نوح كان معاه عهد مع ربنا وعاش وسار مع الله وأيضا الله لم ينزل الأعمار مرة واحدة ولكنه أخذ يتدرج حتى ال120 سنه يمكن كمان بعد يعقوب الذى مات 147 سنة وبداءة من يوسف اللى مات 110 سنه وفى أيام موسى لو قرأنا مزموره بيقول أن عمر الأنسان 70 سنة بالكتير يعنى الأعمار بدأت تقل بالتدريج وألى هذا الوقت من الصعب أن تجد عدد كبير من الناس يعيش فوق ال70 سنة! وكله بدرى بدرى بيشطب .

 وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:

27- كنعان

  ابن حام الرابع ( تك 10: 6 و 1 أخبار 1: 8 ). وحفيد نوح، وهو جد القبائل التي قطنت أراضي غربي الأردن المسماة كنعان وأختلفت الأراء على معنى الأسم ومن المعانى صوف أحمر أرجوان ومعنى آخر التاجر أو البائع وأو ما يبيعونه ….

والى اللقاء مع الأصحاح العاشر راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الثامن

30 أوت 2010

1 ثُمَّ ذَكَرَ اللهُ نُوحًا وَكُلَّ الْوُحُوشِ وَكُلَّ الْبَهَائِمِ الَّتِي مَعَهُ فِي الْفُلْكِ.

وَأَجَازَ اللهُ رِيحًا عَلَى الأَرْضِ فَهَدَأَتِ الْمِيَاهُ.

1 And God remembered Noah, and every living thing, and all the cattle that was with him in the ark: and God made a wind to pass over the earth, and the waters assuaged;

   
 

2 وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ وَطَاقَاتُ السَّمَاءِ، فَامْتَنَعَ الْمَطَرُ مِنَ السَّمَاءِ.

2 The fountains also of the deep and the windows of heaven were stopped, and the rain from heaven was restrained;

 

3 وَرَجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ رُجُوعًا مُتَوَالِيًا.

 وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ الْمِيَاهُ،

3 And the waters returned from off the earth continually: and after the end of the hundred and fifty days the waters were abated.

 

4 وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ،

فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ.

4 And the ark rested in the seventh month, on the seventeenth day of the month, upon the mountains of Ararat.

 
 

5 وَكَانَتِ الْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصًا مُتَوَالِيًا إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ

. وَفِي الْعَاشِرِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، ظَهَرَتْ رُؤُوسُ الْجِبَالِ.

5 And the waters decreased continually until the tenth month: in the tenth month, on the first day of the month, were the tops of the mountains seen.

 

6 وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَنَّ نُوحًا

فَتَحَ طَاقَةَ الْفُلْكِ الَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا

6 And it came to pass at the end of forty days, that Noah opened the window of the ark which he had made:

 

7 وَأَرْسَلَ الْغُرَابَ، فَخَرَجَ مُتَرَدِّدًا حَتَّى نَشِفَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ.

7 And he sent forth a raven, which went forth to and fro, until the waters were dried up from off the earth.

 

8 ثُمَّ أَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرَى

هَلْ قَلَّتِ الْمِيَاهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ،

8 Also he sent forth a dove from him, to see if the waters were abated from off the face of the ground;

 

9 فَلَمْ تَجِدِ الْحَمَامَةُ مَقَرًّا لِرِجْلِهَا،

 فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى الْفُلْكِ لأَنَّ مِيَاهًا كَانَتْ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.

فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا وَأَدْخَلَهَا عِنْدَهُ إِلَى الْفُلْكِ.

9 But the dove found no rest for the sole of her foot, and she returned unto him into the ark, for the waters were on the face of the whole earth: then he put forth his hand, and took her, and pulled her in unto him into the ark.

 

10 فَلَبِثَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَادَ فَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنَ الْفُلْكِ،

10 And he stayed yet other seven days; and again he sent forth the dove out of the ark;

 

11 فَأَتَتْ إِلَيْهِ الْحَمَامَةُ عِنْدَ الْمَسَاءِ،

وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ خَضْرَاءُ فِي فَمِهَا. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ الأَرْضِ.

11 And the dove came in to him in the evening; and, lo, in her mouth was an olive leaf plucked off: so Noah knew that the waters were abated from off the earth.

 

12 فَلَبِثَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ فَلَمْ تَعُدْ تَرْجعُ إِلَيْهِ أَيْضًا.

12 And he stayed yet other seven days; and sent forth the dove; which returned not again unto him any more.

 

13 وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ،

فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، أَنَّ الْمِيَاهَ نَشِفَتْ عَنِ الأَرْضِ.

 فَكَشَفَ نُوحٌ الْغِطَاءَ عَنِ الْفُلْكِ وَنَظَرَ، فَإِذَا وَجْهُ الأَرْضِ قَدْ نَشِفَ.

13 And it came to pass in the six hundredth and first year, in the first month, the first day of the month, the waters were dried up from off the earth: and Noah removed the covering of the ark, and looked, and, behold, the face of the ground was dry.

 
 

14 وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ السَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، جَفَّتِ الأَرْضُ.

14 And in the second month, on the seven and twentieth day of the month, was the earth dried.

 

15 وَكَلَّمَ اللهُ نُوحًا قَائِلاً:

15 And God spake unto Noah, saying,

 

16 «اخْرُجْ مِنَ الْفُلْكِ أَنْتَ وَامْرَأَتُكَ وَبَنُوكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ.

16 Go forth of the ark, thou, and thy wife, and thy sons, and thy sons’ wives with thee.

 

17 وَكُلَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي مَعَكَ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ:

 الطُّيُورِ، وَالْبَهَائِمِ، وَكُلَّ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ،

 أَخْرِجْهَا مَعَكَ. وَلْتَتَوَالَدْ فِي الأَرْضِ وَتُثْمِرْ وَتَكْثُرْ عَلَى الأَرْضِ».

17 Bring forth with thee every living thing that is with thee, of all flesh, both of fowl, and of cattle, and of every creeping thing that creepeth upon the earth; that they may breed abundantly in the earth, and be fruitful, and multiply upon the earth.

 

18 فَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ.

18 And Noah went forth, and his sons, and his wife, and his sons’ wives with him:

 

19 وَكُلُّ الْحَيَوَانَاتِ، كُلُّ الدَّبَّابَاتِ، وَكُلُّ الطُّيُورِ،

كُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ، كَأَنْوَاعِهَا خَرَجَتْ مِنَ الْفُلْكِ.

19 Every beast, every creeping thing, and every fowl, and whatsoever creepeth upon the earth, after their kinds, went forth out of the ark.

 

20 وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ

الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ،

20 And Noah builded an altar unto the LORD; and took of every clean beast, and of every clean fowl, and offered burnt offerings on the altar.

21 فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ:

«لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ،

لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ.

21 And the LORD smelled a sweet savor; and the LORD said in his heart, I will not again curse the ground any more for man’s sake; for the imagination of man’s heart is evil from his youth; neither will I again smite any more every thing living, as I have done.

 

22 مُدَّةَ كُلِّ أَيَّامِ الأَرْضِ: زَرْعٌ وَحَصَادٌ،

وَبَرْدٌ وَحَرٌّ، وَصَيْفٌ وَشِتَاءٌ، وَنَهَارٌ وَلَيْلٌ، لاَ تَزَالُ».

22 While the earth remaineth, seedtime and harvest, and cold and heat, and summer and winter, and day and night shall not cease.

1* نلاحظ فى الأصحاحات الماضية أرتباط الأنسان بالخليقة وعندما قال ربنا سأمحوا الأنسان وأيضا الخليقة التى معه كلها , هنا ربنا ذكر نوح وذكر أيضا الخليقة التى معه لأن هذه الخليقة وجدت من أجل الأنسان الذى كان هو تاج الخليقة وفى التسبحة فى الهوس الثالث فى حاجة جميله قوى أن الأنسان كان بيقف كرأس للخليقة كلها ويمسك الخليقة كلها ويدعوها ويقول لها تعالى سبحيه ومجديه وزيديه علوا إلى الأبد يعنى كل الخليقة بدون أستثناء ويدعوها كلها أنها تيجى تشترك معاه وتقدم للرب التسبيح والتمجيد والمجد (*مبارك أنت أيها الرب الإله أبائنا ومتزايد بركة ومتزايد علواً إلى الأبد.*مبارك أسم مجدك القدوس ومتزايد بركة ومتزايد علواً إلى الأبد*مبارك أنت في هيكل مجدك المقدس ومتزايد بركة ومتزايد علواً إلى الأبد*مبارك أنت أيها الناظر إلى الأعماق الجالس على الشاروبيم ومتزايد بركة ومتزايد علواً إلى الأبد*مبارك أنت على عرش ملكك ومتزايد بركة ومتزايد علواً إلى الأبد*مبارك أنت في فلك السماء ومتزايد بركة ومتزايد علواً إلى الأبد*باركي الرب يا جميع أعمال الرب سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب أيتها السموات سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب يا جميع ملائكة الرب سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب يا جميع المياه التي فوق السماء سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب يا جميع قوات الرب سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركا الرب أيتها الشمس والقمر سبحاه وزيداه علواً إلى الأبد.*باركي الرب يا سائر نجوم السماء سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب أيتها الأمطار مع الأنداء سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب أيتها السحب والرياح سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب يا جميع الأرواح سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركا الرب أيتها النار والحرارة: سبحاه وزيداه علواً إلى الأبد.*باركا الرب أيها البرد والحر سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب أيها الأهوية والأنداء سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب أيتها الليالي والأيام:سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركا الرب أيها النور والظلمة سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركا الرب أيها البرد والصقيع سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركا الرب أيها الجليد والثلج سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب أيتها البروق والسحب سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب أيتها الأرض كلها سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب أيتها الجبال وجميع الأكام سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*بارك الرب ياجميع ما ينبت على وجه الأرض سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب يا أيتها الينابيع سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب أيتها البحار والأنهار سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب أيتها الحيتان وجميع ما يتحرك في المياه. سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب ياجميع الطيور السماء سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركي الرب أيها الوحوش وكل البهائم سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب يا بني البشر وأسجدوا للرب سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*بارك الرب يا إسرائيل سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب يا كهنة الرب سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب يا عبيد الرب سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب يا أرواح وأنفس الصديقين سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب أيها القديسون والمتواضعوا القلوب سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب يا حنانيا وعزاريا وميصائيل سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.*باركوا الرب يا عابدي الرب إله أبائنا سبحيه وزيديه علواً إلى الأبد.) وهذا التسبحة جميله جدا لو قلناها قبل ما ننام كل يوم لتعرف قد أيه ربنا صنعك كأنسان معد لمجد قبل أنشاء العالم وكتاج للخليقة مسئوليتك الى الأبد أن تدعوا الكل لربنا .

ذكر الله هنا هو إلوهيم الإله الخالق الذى أوجد كل الخليقة ,طيب هو ربنا كان نساه !أو نسى العهد علشان يفتكره ولو الأجابه لأ ماذا يعنى بكلمة ذكر وحتى لما الكاهن بييجى بيصللى وبيقول تفضل يا رب أن تذكر جميع قديسيك الذين أرضوك منذ الأبد ,طيب هو ربنا ناسى كل القديسين , الحقيقة ذكر الله نوح أنه تمم وعده بعد أنتهاء مدة الطوفان الموجودة على الأرض , وبعدين التعبير الجميل أجاز الله ريحا فهدأت المياه ,والريح هى الروح القدس ,والروح القدس قد سبب هدوء للمياه ولذلك بيسموا الروح القدس روح التعزية أو روح الراحة يهدىء الأمور الموجودة .

2*و3* وتدريجيا يعنى متوالى وليس مرة واحدة وننتبه هنا أن هذا دائما ما يفعله ربنا فى حياة الأنسان ,يعنى ربنا لما يغير لا يغير مرة واحدة ولكن يغير تغيير تدريجى متوالى والسبب فى هذا لو أنه غير مرة واحدة فالأتسان لن يتحمل وسيتعب ولو تخيلنا هنا أن لو ربنا سحب مياه الطوفان مرة واحدة فماذا كان سيحدث للفلك ؟كان أتدمر لأنه سيسقط على الأرض مرة واحدة ,يعنى الأنسان لن يتحمل التغيير المفاجىء وليس لأن ربنا لا يقدر أو لا يستطيع ولكن لأن الأنسان لن يتحمل ولذلك طمأنه بأستمرار أن ربنا بيعمل فينا وساعات نقول أحنا ما بنحسش والحقيقة ربنا بيشتغل وقد يكون التغيير الذى يصنعه ربنا فى حياة الأنسان تغيير بطىء لكن بيتغير وأسألونى أنا مجرب هذا وأختبرته كثيرا جدا وأكيد منكم الكثيرين مثلى ,تعالوا نتخيل لو عندنا صخرة كبيرة وكل يوم ينزل عليها نقطة مياه واحدة ,طيب ما هو مقدار التغيير الذى تحدثه نقطة المياه فى الصخرة كل يوم ؟ لا شىء يستطيع أحد أن يلحظه شىء غير مرئى ,لو نظرنا لهذه الصخرة بعد عشر سنوات مثلا سنجد شكل الصخرة قد تغير جدا (النحر) لكن الشىء الجميل الذى نحرص عليه أن تسقط نقطة المياه كل يوم أكيد ستغيرنا ونقطة المياه هذه هى نقطة عمل الروح القدس ولو كمية بسيطة جدا أو مقدار قليل جدا ولكن نحرص عليه كل يوم سيجىء وقت من الأوقات سيتغير شكلنا نهائى .

4*جبل أرارات أرتفاع قمته 16,916 قدم وهو من أعلى جبال العالم وهو موجود الآن فى أرمينيا التى هى ما بين تركيا وروسيا .

5*وكل ذلك رآه نوح لأنه كان عنده كوى أو شبابيك التى قال له الله أن يصنعها .

6*حتى 12*الحقيقة الغراب والحمامة لهم معنى جميل جدا جدا ,نوح كان معاه داخل الفلك الذى هو رمز الكنيسة ,الغراب والحمامة وكل الناس اللى فى الكنيسةإما غراب أوإما حمامة ,الغراب أولا أرسله نوح وخرج الغراب ووجد أن الأرض لسه موحله مطينه لكن فى جثث كثيرة ملقاه فى كل مكان والغراب يحب يأكل الجيفه أو الجثث الميته المنتنه ولما خرج خرج متردد يذهب ناحية الفلك ويذهب مرة أخرى ناحية الأرض ,لكن لم يدخل داخل الفلك مرة أخرى ,على العكس تماما الحمامة الذى أرسلها نوح أول مرة لم تجد مقر لرجلها فرجعت لنوح فمد أيده نوح وامسك الحمامة وأدخلها إلى الفلك مرة أخرى بينما الغراب أستمر خارج الفلك لأنه أعجبه الجيف ,والغراب هو رمز للأنسان الذى هو داخل الكنيسة ولكن يعيش من أجل ذاته بيعرج ما بين الفرقتين ووجد مزاجه فى النتانه فى الجيف ولذلم لم يشأ أن يدخل داخل الفلك مرة أخرى بالرغم أن نوح أصلا أرسله لأجل نفسه (نوح) أرسله لكى يرجع له بالرسالة ,لكن هو خرج وأعجبه الجيف والجثث المنتنه فعاش لذاته ,بينما الحمامة هى رمز للأنسان الذى لا يعيش لذاته لكنه عايش لنوح ! أو عايش للمسيح ,يذهب ويعود لنوح ويقول لنوح الرسالة التى يريدها ,ونوح هدفه كله أن يعرف هل الأرض نشفت أو جفت أم لا , الغراب لم يعود أليه بجواب وخرج متردد وأستمر مرتبط بالجيف وبالنتانه وبالجثث التى أراد أن يمكث ويأكل منها , ونلاحظ هنا فى أرسالية الحمامة أنها أرسلت ثلاث مرات! فنوح أول مرة أرسلها لم تجد مستقر لرجلها فرجعت والمرة التانية لما أرسلها وجدت أن الأرض جفت ولكن لا تزال موحله فرجعت وفى فمها غصن زيتون رمز للسلام والمرة الثالثة لما أرسلها لم تعود أليه مرة أخرى ,والحقيقة نعلم جيدا أن فى الكتاب المقدس أن الحمامة ترمز للروح القدس (الذى ترى الروح نازلا ومستقراعليه مثل حمامه) والحقيقة أن الله أرسل الروح القدس للعالم فى ثلاث أرساليات وفى كل مرة كان يمكث فترة أسبوع مابين كل أرساليه والأخرى أى وحدة زمنية كامله , أول مرة ربنا أرسل الروح القدس للأرض ,ولم يجد الروح القدس مستقر فى الأرض ولم يستطيع أن يستريح فى الأرض وحتى فى العهد القديم لما كان بيحل على الأنبياء ,على داوود أوسليمان أو موسى ألى آخره ,كان يحل فيهم للحظات وبعد ذلك يفارقهم يعنى لم يجد مستقر فى الأرض ,والمرة التانية أرسل الله الروح القدس جاء بغصن زيتون علامة السلام وعاد أليه وقت المساء وهو وقت الصلب بعد ما المسيح أسلم الروح وفى الصليب المسيح صالح السمائيين مع الأرضيين يعنى صالحنا مع الله فى صليبه ولذلك نرى أن الصليب والقيامة مرتبطين بالنفخة التى نفخها المسيح مباشرة بعد القيامة ونفخ فى وجوه تلاميذه وقال لهم أقبلوا الروح القدس أو نفخة المصالحة والمرة الثالثة بعد ذلك بخمسين يوم حل الروح القدس حلول دائم ولم يعود مرة أخرى لكن وجد سكناه فى الأرض يعنى وجد سكناه فى البشر يعنى أرتاح الروح القدس فينا (أنتم هياكل الله وروح الله ساكن فيكم) وحتى لما بنعمل الخطية الروح القدس لا يفارقنا تصوروا لكنه بيخمل فينا ولذلك بعد ما بنغلط لا تجدد معموديتنا لأن الروح القدس الذى حل فينا فى المعمودية كان حلول دائم .

13*و14* الحقيقة أن كلمة الفلك نجدها فى التسبحة بنفس كلمة التابوت (تيبوتوس أيت أوشج) فالفلك أخذ نفس كلمة تيبوتوس أو تابوت العهد لأنه عبارة عن صندوق ومحفوظ فيه كلمة الله يعنى الفلك وتابوت عهد الله أطلق عليهم نفس الكلمة تيبوتوس .

15*و16* كما أمره أن يدخل أيضا أمره بالخروج وقد أمره بالخروج لأداء مهمة معينة أن يكون آدم الثاتى الذى تجدد بيه الخليقة مرة أخرى .

17* حتى 20* لو كان نوح واحد مثلنا انتم عارفين ماذا يفعل عند خروجه من الفلك ونظر حوله ويقول لربنا بعد 371 يوم حابسنى فى الفلك زى واحد أعرفه قال لى ست ساعات درس كتاب فى اليوم وبعدين خرجت ولقيت كل الخراب ده هو أنا لسه حأشتغل وأزرع الشجر والثمر والنبات وأعمر أيه اللى أنت مطلعنى فيه ده ,الواحد كان مات أحسن ! لكن العجيبه أن نوح لم يقل لربنا هذا أبدا لأنه كان مقدرا قيمة الحياة الجسدية وأيضا قيمة الحياة الروحية بالذات أن يكون له علاقة مع ربنا ,بالرغم أنه خرج من الفلك وأمامه عمل كبير وجبار ومتعب وشاق جدا أنه يعيد تعمير المسكونه وطبعا هنا الأختلاف عن عندما خلق آدم أن أي عندما خلق آدم كان كل شىء جاهز له ! ,ولكن نوح سيبدأ يزيل الطين والوحل ويقوم بترتيب وعمل الأرض ويبدأ يغرس الزرع وينتظر نتيجة ما سيغرسه لما يطلع ,الحقيقة مجهود جبار جدا ,لكن كان نوح أتعلم منذ بدايته فى بناء الفلك لذة التعب فى وجود الله ولذة الجهاد وأيدى الله ممدودة فى حياة الأنسان ,ويقول الكتاب أن أول شىء فعله نوح وليس أنه تذمر أو نظر نظرة حزينة ,لكنه بنى مذبحا للرب أو إلى يهوه إله العهد ولازم من الآن ندقق فى ذلك لنسير مع إله الوعد والشخصيات التى أختارها الله لتحقيق الوعد بالخلاص فى رحلة الكتاب المقدس حتى مجىء السيد المسيح ,وأول شىء فعله أنه رتب مذبح وقدم لربنا ذبائح للشكر وللأحتياج يعنى أنا يارب مازلت محتاج إلى كفارة ,وصحيح يا رب أنت شهدت لى أنى رجل بار وكامل فى جيلى ولكن برى وكمالى مش منى لكن ده منك أنت من سترك ليا ولذلك ظل فى أحتياج للدم وأعلن أحتياجه إلى الدم ,إلى الكفارة ولذلك بنى مذبح وقدم لربنا ,عارفين لو واحد غيره أو واحد منا كان قال أيه :أستنى شويه لما الحيوانات تكتر وتتكاثر وبعدين نبقى نقدم له ,لما يبقى معانا نقدم له ,لما يبقى عندنا كثير نبقى نعطيله ,وعلى العكس كان أول عمل عمله نوح البار أنه قدم ذبيحة لله ,وعندى قصة لطيفة حأحكيها طفل صغير أبوه كان بيحكيله قصة نوح وأحضر له سفينه أو فلك وحيوانات لعبه وكان بيشرح له كيف أن نوح كان يدخل الحيوانات إلى الفلك وبعد الطوفان بدأ يخرجهم من الفلك وهو يلعب معه باللعب وعندما حاول الطفل خروج الحيوانات من الفلك كسر رجل نعجة ! منهم ,وبعد ما حكى له الحكايه فقال له نوح عاوز يشكر ربنا تفتكر يقدم له أيه وبتصرف تلقائى أنتقى الطفل النعجة المكسورة التى ليس لها لزوم عنده !لأنها لن تنفعه ,والحقيقة هو ده اللى بيعمله الأنسان فيما يقدم لله لا يقدم سوى النعجة المكسورة أو يقول أستنى لما يبقى عندى وقت أو فلوس ولما يبقى عندى وعندى وعندى نبقى نشوف حكاية ربنا دى ,نعود لنوح الذى قدم ذبيحة لله من كل نوع ولذلك نعلم الآن لماذا كان معه من الحيوانات الطاهرة سبعه(نلاحظ انهم تكاثروا لأنهم مكثوا داخل الفلك 371 يوم) ورقم سبعة أختلفت عليه الآراء منهم من قال أنهم سبعة أزواح أى 14 والبعض قال 7 أو ثلاثة أزواج والسابع يقدم ذبيحة لأنها تحمل المعنيين ,المهم أن نوح قدم من كل ماعنده لربنا ,وننتبه لهذالتعبير وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور وأصعد محرقات على المذبح ,ولم يقل كفايه عليه واحده ,لكنه أخذ من كل نوع كأنه يريد أن يقدس كل ما عنده لله ,فلم يكن نوح فقط عنده الطاعة والأيمان بل كان عنده أيضا روح العطاء والسخاء برغم من الظروف السيئة اللى خرج فيها .

21*و22* وعلى عكس الأنسان الذى سبب حزن لقلب الله قبل الطوفان ,نجد أن نوح سبب تعزية ورضاء لله عندما أصعد محرقات وأعود بيكم للجمعة العظيمة  لحن فاى أيه بت إنف الذى نقوله عند رفع المسيح على الصليب وفى الساعة التاسعة ساعة موت المسيح على الصليب بيقول الطقس :هذا الذى أصعد ذاته محرقة على جبل الجلجثة فأشتمه أبوه الصالح كرائحة رضا وسرور لأنه أطاع حتى الموت موت الصليب ,وبالرغم من أن ربنا يعلم أن قلب الأنسان سيظل شريرا لكن لن يلعنه لأن هناك مغفرة وبالرغم من أننا تعمدنا وبعد العماد لازلنا بنخطىء لكن هناك مغفرة بالرغم من قلبنا الشرير ,وأن كان الأنسان العتيق مازال يعمل فينا لكن الأنسان الجديد اللى ربنا خلقه فينا سيغطى على الأنسان العتيق وهناك آيه فى سفر أرميا 51: 5 5لأَنَّ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا لَيْسَا بِمَقْطُوعَيْنِ عَنْ إِلَهِهِمَا عَنْ رَبِّ الْجُنُودِ وَإِنْ تَكُنْ أَرْضُهُمَا مَلآنَةً إِثْماً عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ.يعنى بالرغم من أنهم مليانين خطية ضد قدوس أسرائيل لكن ليسوا بمقطوعين أو ليسوا بمرفوضين ,يعنى فى تبرير وفى غفران وهذا هو عمل المعمودية ,ويقصد ربنا بقوله بأنه لن يميت كل حى أى الموت الجماعى لأن كل حى بيموت ,وليس إلى الأبد ولكن للمدة التى حددها لعمر الأرض وطوال أستمرار الدورات الزمنية .

الحقيقة قصة الطوفان ولو رحنا لأشعياء 54 : 7 – 10 ترينا قصة معاملة الله مع كل أنسان ويكلم كل نفس بشريه لتأديبه لها وعمله بالتأديب هنا من أجل الخلاص 7لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأَجْمَعُكِ. 8بِفَيَضَانِ الْغَضَبِ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ لَحْظَةً وَبِإِحْسَانٍ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ قَالَ وَلِيُّكِ الرَّبُّ. 9لأَنَّهُ كَمِيَاهِ نُوحٍ هَذِهِ لِي. كَمَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ تَعْبُرَ بَعْدُ مِيَاهُ نُوحٍ عَلَى الأَرْضِ هَكَذَا حَلَفْتُ أَنْ لاَ أَغْضَبَ عَلَيْكِ وَلاَ أَزْجُرَكِ. 10فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ.لحيظة يعنى طرفة عين ,ونشوف هنا ربنا بيقول بفيضان الغضب حجبت عنك وحهى لحظة لكن بأحسان أبدى أرحمك ,وفى واقع الأمر أذا كانت الناس بتنظر الى الطوفان كأنه أنتقام من الله لكن فى واقع الأمر كان رحمة من الله وخلاص للبشرية لأن ربنا غسل الأرض بالطوفان .

والى اللقاء مع الأصحاح التاسع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح السابع

25 أوت 2010

 

1 وَقَالَ الرَّبُّ لِنُوحٍ: «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ،

لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارًّا لَدَيَّ فِي هذَا الْجِيلِ. 

1 And the LORD said unto Noah, Come thou and all thy house into the ark; for thee have I seen righteous before me in this generation.

 
 

2 مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً

ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى. 

2 Of every clean beast thou shalt take to thee by sevens, the male and his female: and of beasts that are not clean by two, the male and his female.

 

3 وَمِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ أَيْضًا سَبْعَةً سَبْعَةً: ذَكَرًا

وَأُنْثَى. لاسْتِبْقَاءِ نَسْل عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. 

3 Of fowls also of the air by sevens, the male and the female; to keep seed alive upon the face of all the earth.

 

4 لأَنِّي بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ أَيْضًا أُمْطِرُ عَلَى الأَرْضِ

أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَأَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ كُلَّ قَائِمٍ عَمِلْتُهُ». 

4 For yet seven days, and I will cause it to rain upon the earth forty days and forty nights; and every living substance that I have made will I destroy from off the face of the earth.

 

5 فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ. 

5 And Noah did according unto all that the LORD commanded him.

 

6 وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ابْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ

 طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ، 

6 And Noah was six hundred years old when the flood of waters was upon the earth.

 

7 فَدَخَلَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ

إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ. 

7 And Noah went in, and his sons, and his wife, and his sons’ wives with him, into the ark, because of the waters of the flood.

 

8 وَمِنَ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَالْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ،

 وَمِنَ الطُّيُورِ وَكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ: 

8 Of clean beasts, and of beasts that are not clean, and of fowls, and of every thing that creepeth upon the earth,

 

9 دَخَلَ اثْنَانِ اثْنَانِ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، ذَكَرًا

وَأُنْثَى، كَمَا أَمَرَ اللهُ نُوحًا. 

9 There went in two and two unto Noah into the ark, the male and the female, as God had commanded Noah.

 

10 وَحَدَثَ بَعْدَ السَّبْعَةِ الأَيَّامِ أَنَّ مِيَاهَ الطُّوفَانِ صَارَتْ عَلَى الأَرْضِ. 

10 And it came to pass after seven days, that the waters of the flood were upon the earth.

 

11 فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِى،

فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ، انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ،

وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ.  

11 In the six hundredth year of Noah’s life, in the second month, the seventeenth day of the month, the same day were all the fountains of the great deep broken up, and the windows of heaven were opened.

 

12 وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. 

12 And the rain was upon the earth forty days and forty nights.

 

13 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ دَخَلَ نُوحٌ، وَسَامٌ

وَحَامٌ وَيَافَثُ بَنُو نُوحٍ، وَامْرَأَةُ نُوحٍ، وَثَلاَثُ نِسَاءِ بَنِيهِ مَعَهُمْ إِلَى الْفُلْكِ. 

13 In the selfsame day entered Noah, and Shem, and Ham, and Japheth, the sons of Noah, and Noah’s wife, and the three wives of his sons with them, into the ark;

14 هُمْ وَكُلُّ الْوُحُوشِ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلُّ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا،

 وَكُلُّ الدَّبَّاباتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا،

وَكُلُّ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا: كُلُّ عُصْفُورٍ، كُلُّ ذِي جَنَاحٍ. 

14 They, and every beast after his kind, and all the cattle after their kind, and every creeping thing that creepeth upon the earth after his kind, and every fowl after his kind, every bird of every sort.

 

15 وَدَخَلَتْ إِلَى نُوحٍ إِلَى الْفُلْكِ، اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ

مِنْ كُلِّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ. 

15 And they went in unto Noah into the ark, two and two of all flesh, wherein is the breath of life.

 

16 وَالدَّاخِلاَتُ دَخَلَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى، مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ،

 كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ. 

16 And they that went in, went in male and female of all flesh, as God had commanded him: and the LORD shut him in.

 

17 وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى الأَرْضِ.

 وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ، فَارْتَفَعَ عَنِ الأَرْضِ. 

17 And the flood was forty days upon the earth; and the waters increased, and bare up the ark, and it was lift up above the earth.

 
 

18 وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى الأَرْضِ،

فَكَانَ الْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 

18 And the waters prevailed, and were increased greatly upon the earth; and the ark went upon the face of the waters.

 

19 وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيرًا جِدًّا عَلَى الأَرْضِ،

فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ.

19 And the waters prevailed exceedingly upon the earth; and all the high hills, that were under the whole heaven, were covered.

 

20 خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا فِي الارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ، فَتَغَطَّتِ الْجِبَالُ.

20 Fifteen cubits upward did the waters prevail; and the mountains were covered.

 

21 فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الطُّيُورِ

وَالْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ، وَكُلُّ الزَّحَّافَاتِ الَّتِي

كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى الأَرْضِ، وَجَمِيعُ النَّاسِ.

21 And all flesh died that moved upon the earth, both of fowl, and of cattle, and of beast, and of every creeping thing that creepeth upon the earth, and every man:

 
 

22 كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي الْيَابِسَةِ مَاتَ.

22 All in whose nostrils was the breath of life, of all that was in the dry land, died.

 

23 فَمَحَا اللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ: النَّاسَ،

وَالْبَهَائِمَ، وَالدَّبَّابَاتِ، وَطُيُورَ السَّمَاءِ. فَانْمَحَتْ مِنَ الأَرْضِ.

 وَتَبَقَّى نُوحٌ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ فَقَطْ.

23 And every living substance was destroyed which was upon the face of the ground, both man, and cattle, and the creeping things, and the fowl of the heaven; and they were destroyed from the earth: and Noah only remained alive, and they that were with him in the ark.

 

24 وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا.

24 And the waters prevailed upon the earth an hundred and fifty days.

 

1*قال الرب لنوح أنت معاك حكم البراءه ولذلك بولس الرسول فى روميه يقول 3: 22 22بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. يعنى يبرر الذين هم فى الأيمان بيسوع المسيح ,فكل واحد مصدق فى ربنا ينال حكم البراءة والله ينظر أليه أنه بار ,وهنا قال له أدخل إلى الفلك لأنه لا خلاص خارج الكنيسة وأعنى الكنيسة التى بداخلها ربنا وليس بداخلها من يتاجرون بالدين ومحاباة الوجوه وهذا موضوع آخر سنأتى أليه لاحقا ,المهم أنه لا خلاص خارج الفلك ولابد أن تدخل فى الداخل ,والشىء العجيب أن فى ناس أشتركت فى بناء الفلك ولم تشأ الدخول وطبعا أكيد نوح لم يبنى الفلك بمفرده وأشترك معاه نجارين وحدادين وغيرهم ممن أشتركوا فى بناء الفلك لأنه فلك بهذه الضخامه محتاج لأيدى وحرفيين كثيرين وقد رأيت فيلم تسجيلى عن أكتشاف فلك نوح فوق جبل أرارات وهو فعلا فلك ضخم جدا وقد أكتشفه مجموعة من العلماء وفعلا هو بكل الأبعاد والمواصفات والطوابق الثلاثه التى كانت موجوده وبشواهد مثبته والفيلم بيورينا أن نوح لا يمكن أن يقوم ببناءه لوحده لأنه ضخم جدا ,المهم فى ناس كثيره أستعان بيهم لكى يبنوا الفلك وقاموا ببناء الفلك ولكن لم يستطيعوا أن يدخلوه لأنهم لم يصدقوا أن خلاصهم فى اللى بيبنوه وده رمز سىء جدا للناس اللى ممكن تبنى الفلك جوه الكنيسه وبتخدم جوه الكنيسه وليها نشاط  وليها وجود وليها خدمه ولكن للأسف مالهاش دخول جوه الكنيسه ’مالهاش دخول داخل الفلك ,ولذلك ربنا قال له أدخل جوه الفلك , ولو تأملنا فى الناس اللى بنت الفلك سنجدهم بالطبع أخذوا أجرة يعنى أخذوا مكافأتهم من نوح لكن لم يستطيعوا أن يأخذوا حياه وعلشان كده دى أخطر حاجه الأنسان اللى بيبقى جوه الكنيسه ويبفى عامل زى جرس الكنيسه يرن ويجيب كل الناس للكنيسه لكن عمره ما يدخل الكنيسه وعمره ما يكون له حياه داخل الكنيسه ,والحقيقة الفلك رمز جميل جدا لقداسة الله وأن الله لا يطيق الخطية ولذلك يهلك العالم ولكن يحفظ الأنسان الذى يعيش فى حياة القداسة وكان رمز لعدالة الله أن فى وقت الناس كانت بتقول كما فى صفنيا 1: 12  12وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنِّي أُفَتِّشُ أُورُشَلِيمَ بِالسُّرُجِ, وَأُعَاقِبُ الرِّجَالَ الْجَامِدِينَ عَلَى دُرْدِيِّهِمِ, الْقَائِلِينَ فِي قُلُوبِهِمْ: إِنَّ الرَّبَّ لاَ يُحْسِنُ وَلاَ يُسِيءُ. يعنى اللى عاش مع ربنا لم يستفاد شيئا ولا اللى عاش بعيد عن ربنا لم يخسر ,يعنى الموضوع كله محصل بعضه ,طبعا لأ لأن عدالة الله تقتضى وجود هذا الفلك ,والفلك ده رمز جميل لرحمة ربنا أنه بالرغم أن عدالته تدين العالم لكن الله واضع طريق للرحمه والخلاص وأيضا الفلك أشارة لمحبة ربنا العجيبه أنه لا يريد أنى ينهى العلم كلية وهنا الله بيحب نوح ورتب له أمرخلاصه هو وعائلته ونجد تعليق لطيف لو رحنا لرسالة بطرس الرسول الأولى 3: 20 -22   20 إِذْ عَصَتْ قَدِيماً، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاء . 21 الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 22 الَّذِي هُوَ فِي يَمِينِ اللهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى السَّمَاءِ، وَمَلاَئِكَةٌ وَسَلاَطِينُ وَقُوَّاتٌ مُخْضَعَةٌ لَهُ.ونرى هنا أناة الله منتظره ولذلك أطال الله فى عمر متوشالح الذى بموته يأتى الموت وفعلا أول ما مات متوشالح جاء الطوفان وكانت أناة الله تنتظر أنها تصنع خلاص للبشريه ,والعجيبه أن بطرس بيقول أن الناس دى خلصت بالماء بالرغم من أن الماء كان سبب الهلاك ,يعنى كمان واحد أتناول بعد ما أعترف وتاب يحصل على خلاص ونفس المناوله التى هى تعطى الخلاص تكون سبب هلاك لو كان تناوله بدون أستحقاق , المهم أن الماء كان سبب هلاك لكل العالم ولكن كان سبب خلاص لهؤلاء الثمانية ,ولذلك قلت لكم أنتبهوا للخشبة التى هى رمز للصليب وسبب خلاص والمياه وهى المعمودية وهى سبب خلاص وسنرى دور الحمامة فى الأصحاحات القادمة ,ولذلك التفاعل الجميل ما بين الخشب والمياه كان سبب خلاص لهؤلاء الثمانيه ,أو لكل أنسان دخل فى الفلك وأختبأ فى شخص الله .

2*وهنا ربنا بدأ يعطيه أوامر أخرى وهنا الحيوانات الطاهرة وهى التى يقدم منها ذبائح وتأكل وقال له تأخذ منهم سبعه أزواج ذكرا وأنثى لأنك ستقدم ذبائح منها وستأكل منها ,ولكن الحيوانات الغير طاهرة زى الوحوش وغيرها قال له تأخذ منها زوج واحد ذكرا وأنثى .

3*حتى 5* وقال له بعد سبعة أيام أو كمال دورة الزمن لأن وحدة الزمن هى الأسبوع يظل الطوفان على الأرض 40 يوم ومن المعلوم أن الجنين يظل فى بطن أمه 40 أسبوع وبعد ذلك يخرج إلى الحياه وكأن الأربعين يوم التى أغرقت المياه فيهم الأرض كمال دورة الزمن لكى تخرج منها حياه جديده ,والكنسة بتضع نقط مهمه على حكاية الأربعين دى  / لما بنصوم أربعين يوم / والأنسان اللى ما يتناولش لمدة أربعين يوم هذا أنسان فى خطر ومحتاج شغلانه مش تعالى يا أبنى أتناول وخذ حل !,لأن الدورة أكتملت وهو ما أتولدش للمسيح ,ولذلك ربنا حدد له الطوفان بمدة أربعين يوم .

6*حتى 9* وهنا نرى أن فعلا أن نوح بيتمم كل حاجة زى ما ربنا قال له .

10* حتى 15* والعجيبه كيف عاش هذا الجمع كله معا فى تآلف ,فلا الوحوش المفترسه أكلت الحيوانات الأليفه ولا الحيوانات الأليفه كانت خايفة ,كيف أستطاع نوح أن يسيطر على هذا الجمع الفريد كله ,أكيد هى النعمة الأولى التى كان ربنا قد أعطاها لآدم قبل سقوطها منه بالخطية وأفكركم بأيام البصخة يوم أثنين البصخة بيتم قراءة الثلاثة أصحاحات الخاصة بالطوفان لأن أرتباطها بآلام المسيح والخلاص الذى صنعه المسيح لكل البشرية من خلال نوح .

16* نركز هنا شويه كما أمره الله أو ألوهيم ولكن الذى أغلق عليه باب الفلك يهوه! ,يعنى نوح عمل اللى قاله ألوهيم إله الخليقة كلها ,الذى عجزت الخليقة أنها تسمع لكلامه ,لكن ليس نوح الذى أغلق الباب ولكن ربنا يهوه هو الذى أغلق عليه من بره وكأن ربنا بيطمن بنفسه على نوح والذين معه ولذلك هذا هو إله العهد ,ربنا بنفسه هو الذى أغلق الباب على نوح لأنه يهوه إله عهده اللى دخله معاه وكان كل ما المياه بتزيد من فوق ومن تحت وكل التيارات واللجج اللى من تحت الفلك إلا أن نوح كان محفوظ ,والحقيقة هذا الفلك جازت عليه كل التيارات وكل اللجج ولذلك كان رمز جميل جدا  وطبعا كلنا نعرف لما يونان كان فى جوف الحوت وصللى صلاة لربنا وقال فيها كل تياراتك ولججك جازت عليا وكان يونان رمز للمسيح والفلك رمزأيضا للمسيح الذى جازت كل التيارات وكل اللجج عليه ,لكن كل اللى فى المسيح محفوظ لأن الرب أغلق عليه داخل المسيح لا يستطيع أحد أن يخرج خارجا ,كان فرح الله بنوح الذى أطاع والذى كان مصدر راحة وتعزية لله وللخليقة كلها ,لكن كيف سيتعامل معه ربنا والمياه من فوق ومن تحت هذا ما سنراه وقبل ما أجاوب على هذا السؤال أحب أن أعطى ملخص لما سبق أبتداء من أخنوخ حتى عدد 16 .

مراجعة

بعد ما رأينا فى أصحاح 5  أعمار الناس أو الأجيال العشرة الأولى من تاريخ البشريه ورأينا الملاحظة اللطيفة فى الشخص السابع الذى هو أخنوخ الذى كان به حاجة عجيبة لم أذكرها من قبل أنه بينما أن كل يوم بيمضى فى حياة أى أنسان منا يعنى أن حياتنا بتنقص على الأرض ,بينما أخنوخ كان العكس ! كل يوم بيمر كان عمره فى الأبدية بيزيد لأنه أضاف رصيد حياته على الأرض لحياته فى الأبدية لوجود الله فى البعد الأبدى لحياته ,فكان كل يوم بيعتبر أضافة لعمر حياة أخنوخ لأنه كان بيكتسب خبرة جديدة مع ربنا وبيمشى مع ربنا أكثر ,بينما كل العالم من حوله أعمارهم بتتناقص بمرور الأيام وفرصتهم تنقص ,كان أخنوخ على العكس فرصته كانت بتزيد بالحياه مع ربنا ,وبعد ذلك رأينا الطوفان وأختيار نوح بأن يكون آدم الجديد أو آدم الثانى رمز لشخص السيد المسيح ورأينا أيضا الفترات الزمنية وأحب أضيف أن ربنا أعطى نوح قبل الطوفان فترة أسبوع وهذا الأسبوع يقول عنه التقليد اليهودى كان أسبوع المناحة على متوشالح عندما مات لأنه مات قبل الطوفان بأسبوع وبعد هذا الأسبوع دخل نوح فى الفلك وأبتدأت المياه تغرق العالم لمدة أربعين يوم والعلماء عندما حسبوا تاريخ الطوفان الذى حدث على العالم كان فى سنة 1656 من حياة العالم وسنة 2349 قبل الميلاد وكان الطوفان بدايته فى شهر نوفمبر والذى تحدد أنه فى السنة 600 من حياة نوح فى اليوم السابع عشر من الشهر التانى ,ورأينا أن الذى دخل الفلك كان ثمانية أشخاص فقط نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم والملاحظة اللطيفة هنا أن أولاد نوح كل منهم كان له زوجة واحدة فقط ولم يقلدوا لامك فى تعدد الزوجات الذى رأيناه من قبل ,ورأينا أن ربنا أغلق عليه بعد ما أدخله بنفسه باب الفلك لكى ما يطمئن على نوح وسلامته فيهوه بنفسه أغلق باب الفلك وأتذكر تللك الآيه فى سفر الرؤيا 3: 7 7وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا: «هَذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ. ورأينا عندما أغلق عليه يهوه كان هناك كوة فى الفلك الذى قال له ربنا اصنعها وكان بيرى منها كل الأحداث التى تدور حوله وكانت للتهويه وللأضاءه ولو عملنا مقابله لطيفة ما بين هذا المنظر ومنظر يوحنا الحبيب عندما حبسوه ونفوه فى جزيرة بطمس وقد قفلواعليه الأرض لكن ربنا فتح له السماء وكشف له كل الأسرار التى فى السماء .

17*و18* وهذا هو المنظر الجميل أن كل ما المياه ترتفع كل ما الفلك يرتفع فوقها وهذا هو الأنسان المحمى فى ربنا ,فكل ما الهلاك يأتى ويغطى العالم لكنه مرفوع فوق هذا الهلاك بشخص المسيح المتحد فيه وفى المزامير مزمور 29 بيقول تعبير لطيف جدا فى عدد10 و 11  10الرَّبُّ بِالطُّوفَانِ جَلَسَ وَيَجْلِسُ الرَّبُّ مَلِكاً إِلَى الأَبَدِ. 11الرَّبُّ يُعْطِي عِزّاً لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ. الرب يسكن بالطوفان ويجلس ملكا ألى الأبد ,وكأن الطوفان الذى كان مهلك لكل العالم لكن كان بالنسبة لنوح هو سكن ربنا أو عيشته مع ربنا أى أختبر وجود الله ,أختبر يد الله الى أغلقت عليه الباب والتى حافظت عليه والتى رفعته فوق الموت وفوق الضيقة .

19*حتى 24* ونلاحظ كلمة مات كل ذى جسد يعنى الأنسان الجسدانى الذى عاش بالجسد فقط يدب على الأرض ويخبط فى الأرض ,ربنا الكلام اللى قاله تم وهنا الكتاب المقدس بيأكده .

والى اللقاء مع الأصحاح الثامن راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح السادس

24 أوت 2010

1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، 

1 And it came to pass, when men began to multiply on the face of the earth, and daughters were born unto them,

 
 

2 أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ.

فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 

2 That the sons of God saw the daughters of men that they were fair; and they took them wives of all which they chose.

 

3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ،

 لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 

3 And the LORD said, My spirit shall not always strive with man, for that he also is flesh: yet his days shall be an hundred and twenty years.

 

4 كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ.

وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا،

 هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ.  

4 There were giants in the earth in those days; and also after that, when the sons of God came in unto the daughters of men, and they bare children to them, the same became mighty men which were of old, men of renown.

 

5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ،

 وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ.

5 And God saw that the wickedness of man was great in the earth, and that every imagination of the thoughts of his heart was only evil continually.

 

6 فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ.

6 And it repented the LORD that he had made man on the earth, and it grieved him at his heart.

 

7 فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ،

الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».

7 And the LORD said, I will destroy man whom I have created from the face of the earth; both man, and beast, and the creeping thing, and the fowls of the air; for it repenteth me that I have made them.

 

8 وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.

8 But Noah found grace in the eyes of the LORD.

 
 

9 هذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارًّا كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ.

9 These are the generations of Noah: Noah was a just man and perfect in his generations, and Noah walked with God.

 

10 وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلاَثَةَ بَنِينَ: سَامًا، وَحَامًا، وَيَافَثَ.

10 And Noah begat three sons, Shem, Ham, and Japheth.

 

11 وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ، وَامْتَلأَتِ الأَرْضُ ظُلْمًا.

11 The earth also was corrupt before God, and the earth was filled with violence.

 

12 وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ،

 إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ.

12 And God looked upon the earth, and, behold, it was corrupt; for all flesh had corrupted his way upon the earth.

 
 

13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي،

لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ.

13 And God said unto Noah, The end of all flesh is come before me; for the earth is filled with violence through them; and, behold, I will destroy them with the earth.

 

14 اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ،

 وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ.

14 Make thee an ark of gopher wood; rooms shalt thou make in the ark, and shalt pitch it within and without with pitch.

 

15 وَهكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ،

وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ، وَثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُهُ.

15 And this is the fashion which thou shalt make it of: The length of the ark shall be three hundred cubits, the breadth of it fifty cubits, and the height of it thirty cubits.

 

16 وَتَصْنَعُ كَوًّا لِلْفُلْكِ، وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ.

 وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ.

16 A window shalt thou make to the ark, and in a cubit shalt thou finish it above; and the door of the ark shalt thou set in the side thereof; with lower, second, and third stories shalt thou make it.

 

17 فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ

جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ.

17 And, behold, I, even I, do bring a flood of waters upon the earth, to destroy all flesh, wherein is the breath of life, from under heaven; and every thing that is in the earth shall die.

 

18 وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ.

18 But with thee will I establish my covenant; and thou shalt come into the ark, thou, and thy sons, and thy wife, and thy sons’ wives with thee.

 

19 وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ،

اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ.

تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى.

19 And of every living thing of all flesh, two of every sort shalt thou bring into the ark, to keep them alive with thee; they shall be male and female.

 

20 مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا،

وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. ا

ثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا.

20 Of fowls after their kind, and of cattle after their kind, of every creeping thing of the earth after his kind, two of every sort shall come unto thee, to keep them alive.

 

21 وَأَنْتَ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ

 عِنْدَكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا».

21 And take thou unto thee of all food that is eaten, and thou shalt gather it to thee; and it shall be for food for thee, and for them.

 

22 فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هكَذَا فَعَلَ.

22 Thus did Noah; according to all that God commanded him, so did he.

     

1*لما أبتدأ الناس يكثرون فى الأرض والزحمة والكثرة بأستمرار بتعطى الأنسان أحساس بالضياع و بدلا ما يفتكروا فى كثرتهم الكلمه التى قالها لهم الله أثمروا وأكثروا وباركهم بالكثرة ولكن الكثرة كانت سبب أنهم يبعدوا عن ربنا أكثر لأن الأنسان بأستمرار بيميل أنه يمشى مع الجمهور ومع الرأى الكثير لكن سنرى كيف أن نوح كان له شخصية مستقله لا تتأثر بالآراء اللى ماشية أو بالظروف المحيطة به ,ويقول الكتاب وولد لهم بنات.

2*والمقصود ببنات الناس هم نسل قايين والمقصود بأبناء الله هم نسل شيث وبالرغم أن قايين كان أنفرد بمنطقة فى الأرض وعاش فيها إلا مع تكاثر البشريه أختلطوا الأثنين مع بعض , نسل قايين مع نسل شيث, وأذا كان قايين على رأس الناس اللى عايشين حسب الجسد,أو هو أنسان الخطية ,فقد كان نسل شيث هو النسل الموعود بالخلاص وأنهم يتبعون الله وكما رأينا أن أنوش أبن شيث أبتدأ يدعو بأسم الرب ومعرفة الرب تكون ظاهرة فى حياتهم إلا أن مع أختلاط الأثنين مع بعض أن معرفة الله بدأت تضمحل فى حياة الأنسان بصفة عامة وهذه هى خطورة الأختلاط وصدقونى عن تجربة شخصية ضاع أعز الناس لى بسبب الأختلاط بأولاد الشيطان اللى لسه موجودين فى كنيستنا لحد اليوم , والناس نسيت أخنوخ اللى عاش مع ربنا والذى أستطاع أن يعبر الموت والذى كان فى زمنه نموذج واضح للأنسان اللى عاش حياة طبيعية وفى نفس الوقت عاش متمسك بربنا ,ولكن مع الكثرة ومع الأختلاط الذى حدث بين الأثنين قد رأوا أن بنات الناس حسنات وجميلات أو منظر وشكل جميل فأخذوا لأنفسهم نساء من كل ما أختاروا وكان أختيارهم لا وجود لله فيه ونرى التحذيرواضح لو رحنا لرسالة بولس الرسول الثانية لكورونثوس 6: 14 – 18  14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 17لِذَلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِساً فَأَقْبَلَكُمْ، 18وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. والنير هو يوضع على رقبة ثورين أو بقرتين وبيقول لا تحمل النير مع واحد غير مؤمن ,وكانت مشكله الأصحاح السادس أنه كان فى بنات للناس وأبناء لله ولكن فى الآيه بعاليه يقول الله يكون ليا بنين وبنات وأخرجوا من وسطهم وأعتزلوا بالرغم من جمال أو حسن بنات الناس إلا أن ربنا بيقول أرفضوهم وحتى لو كانت للخطية شكل جميل ومنظر حسن أو العواطف جميله وحسنه لا تجعلها تؤثر عليك بالأختلاط بيهم لأنه لا خلطة للبر مع الأثم ولا للظلمه مع النور ,وهنا مشكلة أبناء الله أنهم ساروا وراء أهوائهم  ووراء أختياراتهم الشخصية.

3*فكانت نتيجة أرتباط النسل المقدس بالنسل الشرير أن الله وصل لهذه النتيجة وهى لا يدين روحى فى الأنسان إلى الأبد يعنى أذا كانت حياة الأنسان هى نتيجة روح الله أو نفخة الله ,فقال الله هذه النفخة لا تستمر فى الأنسان ولم يكن الله مستريحا للأنسان وقرر أن لا يعيش الأنسان إلى الأبد  بأن يأخذ هذه النفخة منه بسبب زيغانه وبسبب فساده ,لذلك الله رفض العالم ورفض الخليقة كلها كما سنرى ولذلك قال لن يمكث روحى فى الأنسان ولكن من حب الله أعطى للأنسان فرصة 120 سنة ,ويقول لزيغانه هو بشر يعنى لحم وأصبح عبارة عن كمية شهوات ولم يستطع أن يرتفع لمستوى النفخة والروح الأنسانية التى نفخها فيه الله وأصبح أنسان مرتبط بالتراب والطين وفقد الأنسان طول الزمن اللى كان ربنا أعطاه له ,وكما نعرف فى العهد القديم كانت البركه مرتبطة أن الأنسان الذى يحفظ الوصية أن تطول أيام حياته على الأرض ,وبسبب الخطية هذه البركة فقدت من الأنسان وقد رأينا أمثله كثيرة فى العهد القديم كداوود النبى الذى كان يصرخ لربنا ويقول له لا تأخذنى فى منتصف أيامى وكان الموت مرعب جدا بالنسبة لكل أنسان ,وكحزقيا الملك لما أشعياء قال له السرير الذى صعدت عليه لن تنزل منه وأدار وجهه نحو الحائط وبكى ,فكان الموت شىء مرعب جدا لأن كل نفس كانت تنزل ألى الهاوية ,فكان من رحمة ربنا على الأنسان أنه يطيل عمره على الأرض ,وكانت من علامات غضب الله على الأنسان أنه يموت بدرى ومعنى ذلك أنه سيمكث فترة أكبر فى الجحيم وكل ذلك كان قبل مجىء المسيح ولكن بعد مجىء المسيح أتغير الوضع أصبح من يحبه ربنا يأخذه بدرى ولذلك يقول بولس الرسول لى أشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح لآن الفردوس أتفتح والجحيم ليس للكل فليست كل نفس عاشت مع ربنا تنزل أليه لأن أصبح لها فردوس.

4*وكان نتيجة أرتباط أبناء الله ببنات الناس وأن الأنسان أصبح مجرد لحم عايش على مستوى الشهوة والأكل والشرب كان فى الأرض طغاه فى تلك الأيام ,وكل واحد أذا كانت متعته أن يأخذ أكثر ولن يستطيع أن يحقق ذلك إلا أذا كان طغى يعنى بدأ يزيد فى طغيانه للآخرين وبعد ما دخل أبناء الله على بنات الناس ومع الطغيان أصبحوا جبابرة مولودين حسب قوة الجسد وليس لهم عمل الروح وأصبح لهم أسماء يعنى ليهم صيت وبالبلدى ليهم شنة ورنة ولكن للأسف هذه الأسماء ليست مكتوبة فى سفر الحياة الأبدية ,ليهم أسماء وليهم قوة كما سنرى لاحقا شخصية تظهر كشخصية نمرود كان جبار وكان طاغى لكن للأسف لم يكن أسمه مكتوب فى سفر الحياة الأبدية .

5*هنا فى آيه صعبة جدا  وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. يعنى كل أفكار قلبه وخيلاته وتصوراته وأذا كان القلب منه مخارج الحياة والصعوبة أن فكره وقلبه شرير كل يوم لا يخرج غير شر .

6*حزن ربنا لأنه لم يخلق الأنسان ليفرح بالشر ويخرج بالشر بأستمرار وتأسف فى قلبه ,وهو هنا بيستخدم التعبيرات التى تستطيع أن تقرب المعنى للذهن البشرى ,لكن ربنا لا يندم ولا يحزن ولا يتأسف لأن ربنا ليس منفعل أو قابل للأنفعال لأن ربنا ثابت فيه وليس عنده تغيير ولا ظل دوران ولكنه يستخدم التعبيرات البشرية التى تستطيع أن تقرب المعنى لينا .

7* وأذا كان الله خلق الخليقة كلها من أجل الأنسان فالأنسان أذا ضاع سقطت كل الخليقة التى خلقت من أجله ولذلك مع البهائم والدبابات وطيور السماء لأنى حزنت أنى عملتهم وهذا يرينا أن أنتظار الخليقة يتوقع أستعلان أبناء الله كما قال بولس الرسول فى رومية 8: 19 19لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ.كأن الخليقة كلها بتنتظر أن الله يعلن فينا لكى ما تتقدس لكى ما ترجع لصورتها الأولى ومجدها الأول .

8*نوح كان شخصية عجيبة جدا فأذا كان أسمه تعزية أو نياح أو راحة ,فنوح سبب راحة لربنا لأنه الوحيد الذى كان يعيش بحسب الله ,كما قلت شخصية عجيبة جدا فهو أراح الله وأراح الله كما رأينا لما أبوه لامك ولده قال هذا يعزينا عن تعب أيدينا فى الأرض ,فهو كان شخصية مريحة جدا ,تضفى البهجة والسرور وهنا يقول الكتاب السبب لأنه وجد نعمة فى عينى الرب ,يعنى كان معاه عمل نعمة ,فهو قد قبل هذه النعمة وتفاعل بيها وعاش بيها مع الله فأراح قلب ربنا وأيضا كان سبب خلاص ونجاه للعالم كله ,وننتبه أنه بالرغم من أنه بيريح كل الناس وكان بيريح الله ليس معنى ذلك أنه كان ليس له شخصية أو بيأخذ كل واحد على حسب هواه زى بعض الكهنة اليومين دول مع الرايجة وعلى العكس كان شخصية قوية جدا جدا لدرجة أنه وقف أمام العالم كله وقابل أستهزاء وقابل متاعب كثيرة لكن أستمر 120 سنة فى مبدأ ثابت أنه لربنا ,بالرغم من أن الظروف اللى حواليه كلها كانت سيئة جدا ولم يتفاعل العالم إلا بالطغيان والجبابرة وبالقوة وبمنطق القوة ,فهو كان مريح وليس لأنه ضعيف وكانوا يقدروا يأكلوه لأ, ده كان عنده قوة عجيبه جدا أن يستطيع أن يقول مع أثاناسيوس لما قالوا له العالم كله ضدك وقال لهم وأنا كمان ضد العالم ,يعنى كان مبدأه واضح وصفاته ثابته وكان عنده صبر عجيب أنه لما أستلم وعد من ربنا ظل صابرا 120 سنه ,وربنا قاله الطوفان والطوفان لم يسمع أحد منهم عنه قبل ذلك ,ولو رحنا بسرعة فى الرساله للعبرانيين 11: 7 7بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ.خاف وبنى فلك من أجل الخلاص يعنى كان صابر وظل منتظرا 120 سنة من أجل أن يعيش كلمة ربنا وننتبه أيضا أن ال120 سنة لم يعيشها فقط ليعمل الفلك لكن عاشهم فى كرازة وفى بشارة وكان بيدعوا الناس أنهم يصدقوا أن هناك دينونه وفى عقاب وأننا لابد أن ننجوا من خلال الفلك ومن خلال البر لكن لم يصدق أحد كرازته ,فهو كان أول واحد يكرز ويخدم هو نوح واللطيف فى نوح ده أنه فضل يكرز بربنا وبحياة البر بالرغم من أن نتيجة كرازته صفر ,فلم يصدق أحد ولم يقبل أحد هذه الكرازة ,متخيلين صفر ونشوف صعب جدا أن واحد يتعب فى الخدمة وبعدين يجد نتيجته صفر ويستمر فى الخدمة 120 سنة ! والحقيقة لم تكن نتيجته صفر لأنه كان خادم مش كويس لأ لأنه كان خادم بيخدم وبيوعظ بنوع معين من الوعظ ,وفى ناس تحب الوعظ الجدلى أو الذى يخاطب العقل ويجيب أسئلة ويجاوب وفى ناس بتحب الوعظ الدفاعى ويفضل بالبراهين والأدله وفى ناس بتحب الوعظ اللى بيوعظ بالتاريخ وبالقصص وبالحكايات ولما نقول حكايه الناس كلها تبقى مصحصحة ومنفجله وعايزة تعرف بقية الحكاية أيه وفى واعظ يتكلم عن العقائد والناس تقعد تقول ده بيقول صح وبيثبت بالبراهين ,وفى ناس تحب الوعظ التبشيرى ,يعنى واحد يوعظهم ويقولهم ربنا بيحبكم وربنا بيعطيكم وربنا وربنا وربنا ,لكن الناس كلها بتكره وعظ البر ! أنك تقول للناس توبوا وأتصللحوا وأنك غلطانين ,الحقيقة تجربتى لا أحد يرضى أن يسمع هذا الكلام وان أعطى أذنه خمس أوعشر دقايق بالكتير بعد كده يبتدأ فى الرفض ولذلك كان وعظ نوح وكرازة نوح وبشارة نوح للأنسان توبوا لأنكم طغيتوا وزدتوا فى الخطية ولذلك لم يقبل أحد أنما نوح كان ثامنهم كما فى رسالة بطرس الرسول التانية 2: 5 5وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ. يعنى ثمانية أنفس فقط الذين خلصوا من الطوفان منهم نوح ونوح أخذ رقم ثمانية رمز الحياه الجديدة أو اليوم الجديد أو النشأة الجديدة التى كانت بسبب نوح .

9*الحقيقة صفتين حلوين جدا كان ربنا أعطاهم لنوح 1- البر 2- الكمال وأريد أن أضيف أن كمال نوح ليس هو الكمال المطلق ولكنه كمال نسبى وهو الذى يطالبنا بيه ربنا وسأعطى مثال ,تلميذ فى تالته أبتدائى نجده حصل على نتيجة عشرة من عشرة وهو هنا وصل للكمال ,لكن الكمال النسبى فليس معنى أنه أخذ عشرة من عشرة أنه وصل للكمال المطلق أنه أصبح يعرف كل شىء ولكن الكمال النسبى الذى يتفق مع سنه ومع ظروفه ومع أمكانياته ,ولذلك نوح كان الرجل الكامل فى أجياله لأننا كلنا نعلم جيدا أنه ليس كامل إلا الله لكن نوح كان عنده كمال نسبى وأيضا البر النسبى فهو كان بلا لوم ,كان معه حكم براءة من الله لأنه وجد نعمة فى عينى الله ,وكان سبب البر والكمال أنه سائر مع الله يعنى عاش مع ربنا وكل يوم كان بيقضيه مع ربنا ولذلك الحياة وأختبار الوجود مع الله الذى كان يعيشه يوميا حفظ نوح من أنه يغلط وحفظه من أنه ييأس وحفظه من أنه يقلد الناس المحيطة به ,كان ماشى مع ربنا والحقيقة الكلمة دى سار مع الله اتمنى الكل يتعلمها ,أجعل مسيرتك فى حياتك بأستمرار مش لوحدك لكن مع ربنا فى كل عمل وأرتباط وكل خطوة.

10*سام اللى منه الجنس السامى وعاش وسكن فى منطقة آسيا ومنهم اليهود والعرب ,وحام اللى سكن فى منطقة أفريقيا اللى منهم المصريين ,ويافث اللى سكن فى منطقة أوروبا اللى منهم الأوروبيين.

11*وكانت نتيجة أن الأنسان عاش بالشهوة لأنه بشر وعاش بالقوة أن الأرض فسدت وأمتلئت ظلم وكل واحد بيلحق ويخطف اللى عايز يخطفه  ويظلم من يريد أن يظلمه أو بمعنى آخر بقت هناك شريعة الغاب ,أى القوى يأكل الضعيف واللى يلحق يأخذ ,والحقيقة الفساد كان نتيجة شىء واحد فقط أن الأنسان فقد أحساسه بوجود الله فى حياته ,فأذا كان الله غير موجود فأعمل اللى انت عاوزه ,فممن تخاف أو أى شىء ستحرص عليه أو بماذا تهتم ,وعلى العكس تماما فنوح سار مع ربنا وكان حاسس بوجود ربنا ولذلك قد حفظ من الغلط  وهو نفس الأحساس اللى كان عند يوسف الذى قال كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطىء إلى الله ,فالأحساس بوجود ربنا فى حياته هو الذى يحفظه من الغلط ,ولذلك لو أننا أن لا نريد حياة الفساد والظلم فلابد أن نحرص على وجود ربنا بأستمرار فى حياتنا .

12*كل واحد مشى بهواه وبرغبته وبشهوته وبقوته وأفسد طريقه على الأرض ونلاحظ ملاحظة لطيفة أن كلمة الأرض بتتكرر ودايما بأرتباطها بالفساد ,وكان المنظر فى نظر الله أن الأرض كلها لازم تتغسل ,فالأرض التى أمتلأت وساخة وكل الخليقة التى أمتلأت قذارة ونتانه لازم تتغسل ,وبعض الناس بينظروا للطوفان أنه عقاب من الله وأنه أنتقام من الله ولكن فى واقع الأمر كان الطوفان رمز جميل جدا لغسل العالم ,أن الخليقة لابد أن تتغسل من أول وجديد ,الطوفان كان رمز للمعمودية وهى التى يحدث فيها أن يغرق الأنسان ويتغسل كله من أول وجديد ويخرج أنسان جديد ,وهنا الله عمد العالم كله فى الطوفان وليس لأنه بينتقم لكنه يريد أن يقدس العالم ويريد أن يغسله ويطهره وينقيه ,ولذلك غسل ربنا العالم كله فى الطوفان .

13*و14*ربنا هو اللى رتب بحكمته ومشورته فكرة الفلك أو فكرة الخلاص وهو الذى أعطى لنوح الفكرة أن الخلاص سيكون عن طريق الفلك ,لكن قال له أصنع لنفسك ,فهو قد أعطاه الخلاص ولكن لن يتمتع بيه إلا أذا عمله لنفسه ,فهذا هو دور الله ودور الأنسان فى الخلاص ,فالله يقدم للأنسان الخلاص ويأتى دور الأنسان أن يقبل هذا الخلاص ويخضع له ويعيشه ولذلك قال له أصنع لنفسك فلك لأنه كا سهل جدا أن ربنا ينزل فلك جاهز لنوح لكن ربنا قال لأ أرادتك لابد أن تكون هى العامله أو الصانعة الفلك ,وسنلاحظ هناك ثلاثة أشياء مهمة فى قصة الطوفان وهى 1- الفلك المصنوع من الخشب 2- الماء 3- الحمامه ,,نجد انه قال له تطليه من داخل وخارج بالزفت حتى لا تدخل المياه داخل الفلك وكأن هذا القار الذى سيمنع دخول المياه لداخل الفلك أو الرمز لتقديس الحياة الخارجية وتقديس الحياة الداخلية .

15*وأبتدأ ربنا يوصف له كيف يصنعه ,فلم يقل أعمل فلك وتركه لأ لأنه أعطى له مواصفات لهذا الفلك ,فالله لا يعطى للأنسان أمر ويتركه محتار فيه ,لكن بيبدأ يشرح له نموذج أو مثال ,كما قال لموسى أعمل خيمة الأجتماع وقال له أنظر أن تعمل حسب المثال الذى أريته لك ,300 ذراع يكون طول الفلك وهو يمثل طول أناة الله وعرضه 50 ذراع وأرتفاعه 30 ذراع ويمثلون محبة الله ,نتأمل فى الثلاث أرقام ,فرقم 300 عبارة عن3 ×100 وهى عبارة عن علاقة الله بشعبه ,3 ترمز للثالوث و100 رمز للقطيع الكامل للمسيح والمسيح قال من منكم له مئة خروف ,فالله فى طول أناته وفى رجاءه المتسع لكل البشرية ,العرض 50 ورقم 50 أشارة لليوبيل وهو كما سنرى فى سفر الخروج يوبيل الحريه أو الأطلاق حرا من العبودية ,فكان الله فى حبه يسعى لحرية الأنسان وفى حبه يريد للأنسان أن يحيا حرا وفى حبه يتسع لكل البشريه والخليقة ,وأرتفاعه 30 وهو رمز لأكتمال الأرادة والكاهن لا يترسم كاهن إلا فى سن الثلاثين والرجل يعتبر رجل فى سن الثلاثين وهى السن التى بدأ فيها المسيح خدمته وكذلك يوحنا المعمدان ,أذا رقم 30 هو أكتمال الأرادة والذى سيرفعك لفوق هو أكتمال أرادتك تجاه الله .

16*ويعمل نوافذ يستقبل منها الضوء والتهويه , والباب هنا كان رمز للسيد المسيح وكما سنرى هذا الباب له عمل معين ,أنا هو الباب الذى فتح فى جنبه بالحربه أى باب لدخولنا كلنا بداخله لكى نتحد بيه وقسم الفلك لثلاثة أدوار .

17*وكأن هذه قاعده ومازالت ساريه وهى كل ما فى الأرض لازم يموت.

18*حتى 22*لكنى أقيم عهدى معك ونلاحظ فى الأختلافات اللفظية أن الله لما أراد أن يهلك العالم فيقول وقال الله لنوح أو لفظ ألوهيم ولكن لما يبتدأ يتكلم عن العهد فيقول وقال الرب لنوح أو يهوه ,وقال له فى عهد بينى وبينك وسبب القوة أو سبب الحياه أن فى عهد بينى وبينك والله هو الذى يعرض على نوح هذا العهد أن لك أستبقاء حياة ,فيقول ففعل نوح كما أمره الرب ,وكان مبدأ الطاعة الذى عاش بيه نوح أنه كما قال له ربنا هكذا فعل وقد تمم كل مشيئة الله وكان نوح رمز جميل لشخص السيد المسيح الذى قال ما جئت لأصنع مشيئتى بل مشيئة الذى أرسلنى ,وهو الوحيد الذى قدر يطيع وينفذ أمر الله وسنجد هذ الآيه بتتكرر بأستمرار أن كل ما ربنا يقول له حاجة يقول وفعل نوح كما أمره الرب لأن نوح سيصبح رمز للسيد المسيح وليس فقط الذى أطاع لكن الذى سينشىء خليقة جديدة الذى سيكون مصدر حياه لكل بشر بعد كده ,فعمل الفلك وقال أن هذا الفلك سيكون النجاه لكل الخليقة ولذلك تبنى الكنائس على شكل فلك وكما تكون مقدمة الفلك مدببه وليها بروز لكى يستطيع أن يشق فى وسط المياه وبتسميها الكنيسه حضن الآب ,لأن حضن الآب هو الذى يستطيع أن يشق كل التيارات وهو الذى يستطيع أن يمشى فى وسط المياه ,وكلما دخلت حضن الآب كلما أستطعت أن أأخذ طريقى فى وسط العالم المضطرب ,وسنرى المنظر الجميل أن كلما زاد الطوفان والمياه تتعالى كلما يعلوا الفلك لفوق لفوق وهو هذا هو الأنسان المحتمى فى الله الذى يدخل فى عهد بينه وبين ربنا ,وليس يعنى أن الضيقات لن تصيبه ,لأ الضيقات ستأتى ,ولكن كل ما تزيد الضيقات كلما أرتفع هو فوق الضيقات لأنه محمى فى حضن الآب ,الذى يستطيع كما قلت أن يشق كل التيارات وهو الذى يستطيع أن يدخل بداخل كل شىء .

والى اللقاء مع الأصحاح السابع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الخامس

22 أوت 2010

1 هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ، يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ. عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ.

1 This is the book of the generations of Adam. In the day that God created man, in the likeness of God made he him;

 
 

2 ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُ، وَبَارَكَهُ وَدَعَا اسْمَهُ آدَمَ يَوْمَ خُلِقَ.

2 Male and female created he them; and blessed them, and called their name Adam, in the day when they were created.

 

3 وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ وَلَدًا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثًا.

3 And Adam lived an hundred and thirty years, and begat a son in his own likeness, and after his image; and called his name Seth:

 

4 وَكَانَتْ أَيَّامُ آدَمَ بَعْدَ مَا وَلَدَ شِيثًا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

4 And the days of Adam after he had begotten Seth were eight hundred years: and he begat sons and daughters:

 

5 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.

5 And all the days that Adam lived were nine hundred and thirty years: and he died.

 

6 وَعَاشَ شِيثُ مِئَةً وَخَمْسَ سِنِينَ، وَوَلَدَ أَنُوشَ.

6 And Seth lived an hundred and five years, and begat Enos:

   
   
 

7 وَعَاشَ شِيثُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَنُوشَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

7 And Seth lived after he begat Enos eight hundred and seven years, and begat sons and daughters:

 

8 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ شِيثَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ.

8 And all the days of Seth were nine hundred and twelve years: and he died.

 

9 وَعَاشَ أَنُوشُ تِسْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ قِينَانَ.

9 And Enos lived ninety years, and begat Cainan:

 

10 وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَ مَا وَلَدَ قِينَانَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

10 And Enos lived after he begat Cainan eight hundred and fifteen years, and begat sons and daughters:

 

11 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَنُوشَ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسَ سِنِينَ، وَمَاتَ.

11 And all the days of Enos were nine hundred and five years: and he died.

 

12 وَعَاشَ قِينَانُ سَبْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ.

12 And Cainan lived seventy years and begat Mahalaleel:

 

13 وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

13 And Cainan lived after he begat Mahalaleel eight hundred and forty years, and begat sons and daughters:

 

14 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ قِينَانَ تِسْعَ مِئَةٍ وَعَشَرَ سِنِينَ، وَمَاتَ.

14 And all the days of Cainan were nine hundred and ten years: and he died.

 

15 وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ يَارَدَ.

15 And Mahalaleel lived sixty and five years, and begat Jared:

 

16 وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَ مَا وَلَدَ يَارَدَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

16 And Mahalaleel lived after he begat Jared eight hundred and thirty years, and begat sons and daughters:

 

17 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.

17 And all the days of Mahalaleel were eight hundred ninety and five years: and he died.

 

18 وَعَاشَ يَارَدُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ أَخْنُوخَ.

18 And Jared lived an hundred sixty and two years, and he begat Enoch:

 

19 وَعَاشَ يَارَدُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَخْنُوخَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

19 And Jared lived after he begat Enoch eight hundred years, and begat sons and daughters:

 

20 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ يَارَدَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ.

20 And all the days of Jared were nine hundred sixty and two years: and he died.

 

21 وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ.

21 And Enoch lived sixty and five years, and begat Methuselah:

 
 

22 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

22 And Enoch walked with God after he begat Methuselah three hundred years, and begat sons and daughters:

 

23 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً.

23 And all the days of Enoch were three hundred sixty and five years:

 

24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.

24 And Enoch walked with God: and he was not; for God took him.

 

25 وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ مِئَةً وَسَبْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ لاَمَكَ.

25 And Methuselah lived an hundred eighty and seven years, and begat Lamech.

 
 

26 وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ بَعْدَ مَا وَلَدَ لاَمَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

26 And Methuselah lived after he begat Lamech seven hundred eighty and two years, and begat sons and daughters:

 

27 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَتُوشَالَحَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعًا وَسِتِّينَ سَنَةً، وَمَاتَ.

27 And all the days of Methuselah were nine hundred sixty and nine years: and he died.

 

28 وَعَاشَ لاَمَكُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ ابْنًا.

28 And Lamech lived an hundred eighty and two years, and begat a son:

 

29 وَدَعَا اسْمَهُ نُوحًا، قَائِلاً: «هذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَتَعَبِ أَيْدِينَا مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ».

29 And he called his name Noah, saying, This same shall comfort us concerning our work and toil of our hands, because of the ground which the LORD hath cursed.

 

30 وَعَاشَ لاَمَكُ بَعْدَ مَا وَلَدَ نُوحًا خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.

30 And Lamech lived after he begat Noah five hundred ninety and five years, and begat sons and daughters:

 

31 فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ لاَمَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَسَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.

31 And all the days of Lamech were seven hundred seventy and seven years: and he died.

 

32 وَكَانَ نُوحٌ ابْنَ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ. وَوَلَدَ نُوحٌ: سَامًا، وَحَامًا، وَيَافَثَ.

32 And Noah was five hundred years old: and Noah begat Shem, Ham, and Japheth.

مقدمة

الأصحاح الخامس بيتكلم عن سلسلة المواليد بعد أن بدأ يعلن أسم الله بميلاد شيث وواضح أن شيث ومن قبله هابيل وقايين قد تزوجوا من أخواتهم البنات وده كان فى بداية الكون وده واضح لأن آدم وحواء أنجبوا أولاد وبنات كما فى العدد الرابع وواضح جدا أن قايين كان متزوج قبل أن يقتل هابيل أخوه والحقيقة هناك دايما تساؤل عن حكاية العلامة التى أعطاها الله لقايين والأجابة على ذلك أنه كان هناك عدة أراء عنها ومن ضمن الآراء اللطيفة أن هذه العلامة قبيحة جدا ولها رائحة كريهه جدا بحيث أن كل أنسان ينفر أنه يقرب من قايين ولا أحد يستطيع أن يقتله.

1* اللطيف فى هذا الأصحاح أن ربنا بيعيد تكرار الحقيقة حتى بعد السقوط وبعد الخطية وأنك يا أنسان مازلت مخلوق على صورتى ومثالى .

2*و3* نلاحظ هنا أن آدم ولد أبنا كشبهه وأن الله لم يقل هذه الكلمة إلا على شيث وطبعا لأنه الذى من نسله يأتى المسيح .

4*حتى 20* نلاحظ سلسلة تاريخ البشرية كله أن كل واح ولد بنين وبنات ومات وكأنما بأنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وهكذا أجتاز الموت إلى الجمبع والحاجة اللطيفة اللى نلاحظها هنا فى الأعمار التى ذكرت أن كل واحد منهم عاش فترة وأنجب وبعد ذلك الفترة التى مكثها بعد ما أنجب كان هناك عامل مشترك بينهم جميعا أنهم عاشوا فوق ال800 يعنى رقم 8 كان مشترك بينهم بعد الأنجاب وهنا المواليد بيذكر دائما البكر ورقم 8 بيرمز دائما للحياة الجديدة ولم يستطع أى منهم أن يدخل ألى الحياة الجديدة أو حياة القيامة إلا بعد ولادة الأبن !وده كان رمز جميل جدا أن فى ولادة الأبن أو المسيح الذى كان يسمى نفسه أبن الأنسان لكى يكون أبن لكل أنسان فينا حتى ندخل ألى الحياة الجديدة ,ولكن النغمة والرنه الحزينة بالرغم أنهم عاشوا الأعمار الطويله  دى إلا أن الكل مات وكان لازم واحد يدخل داخل الموت لكى يخرج كل ما فاته وسنجد رمز أول لمحة جميله جدا عن القيامة فى شخصية أخنوخ.

21*حتى 24* ولأول مرة هنا لا يقول الكتاب المقدس ومات! وأخنوخ هو السابع فى السلسله ,و أول مرة يعلن أن الأنسان سيجوز الموت وسيعبر الموت وسيعيش حياة القيامة بأستمرار وكان التعبير اللطيف هنا ولم يوجد لأنه أرضى الله وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله نقله ولو رحنا بسرعة للعبرانيين 11: 5 5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ. إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.أخنوخ كان رمز جميل جدا لأنتصار الأنسان على الموت وأن الأنسان ممكن يعبر الموت ويدوس الموت الذى داس السلسة التى قبله كلها ,والعجيب أيضا أن أخنوخ لم يمشى مع الله إلا أيضا بعد ماولد الأبن متوشالح يعنى بعد ما أنجب أبن ويقول الكتاب سار مع الله ,ده الشىء الطبيعى زى ما بنشوف اليومين دول واحد يخلف ولد يحتاس بيه وما يجيش الكنيسة وينقطع طبعا مشغول وملهوف علي الواد اللى أتولد ,لكن الحاجة العجيبة أن ولادة الأبن لم تكن شاغلا يشغل أخنوخ عن علاقته بالله وعلى العكس تماما ده كان ولادة الأبن دافعا أنه يحيا مع الله ,ولو جمعنا سنين حياة أخنوخ سنجدها 365 سنة يعنى كأنه عاش الحياة بكل معناها ,اليست السنه 365 يوم والسنة هى وحدة الزمن يعنى كأنه عاش الحياة بكل معناها وبرغم أنه عاش الحياة بكل معناها إلا أنه ظل عايش مع ربنا والحياه لم تفصله عن ربنا وبالرغم أنه كان له بنين وبنات كتير ولكنهم لم يلهوه عن ربنا وظل عايش مع ربنا بالرغم من المشغوليات الكثيرة و الأعباء الكثيرة التى كانت موجودة فيه , الحقيقة أخنوخ كان مثال جميل جدا ,كيف انه عاش حياته طبيعيه وعنده بنين وبنات لكن ظل ملتصق بالله وسار مع الله ,مش خيبتنا اليومين دول لو الواحد أشتغل أو أتجوز أو أنجب وخلاص بقى يعنى مش عارفين نعيش مع ربنا وصعب قوى علينا.

أخنوخ مثال الأنسان الذى يريد أن يعيش مع ربنا ,الأنسان الذى يضع أولويات ,الأنسان الذى يتفاعل مع الله لدرجة أن التقليد اليهودى بيحكى عن قصة أنتقال أخنوخ بيقول حاجة لطيفة قوى أن أخنوخ كان كل يوم معتاد أن يتمشى مع ربنا وفى يوم من الأيام ظل يمشى يمشى مع الله ألى أن وجد نفسه فوق فى السماء ,يعنى مشى معه مرة زى ما بيمشى معاه كل يوم ونسى نفسه فوجد نفسه فوق ,, لكن الولد الذى ولده متوشالح الذى سنرى شىء غريب فيه .

25* حتى 27* وموتوشالح كان أطول عمر سجل فى التاريخ ومات ,ومن الظريف أن البركة التى تقال للأب البطرك أو الأب الأسقف يقول يعطيك كهنوت ملكى صادق وليك عمر موتوشالح ! طيب أيه حكاية متوشالح اللى ولده أخنوخ ,كلمة متوشالح ربنا كشفها له بالرؤيا معناها بموته يأتى الموت إلى العالم ! وفعلا لما مات متوشالح جاء الطوفان على العالم ونشوف هنا حلاوة ربنا أن أكتر واحد أطال الله فى عمره هو متوشالح لأن ربنا مش عايز يهلك العالم وقد أطال باله وأناته جدا جدا جدا على البشرية فأطال عمر متوشالح لأنه يعلم أن بموته يأتى الموت ولو رحنا لسفر يهوذا سنرى نبوة أخنوخ بالتفصيل 1: 14 و15 14وَتَنَبَّأَ عَنْ هَؤُلاَءِ أَيْضاً أَخْنُوخُ السَّابِعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: «هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ 15لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ».هنا أتكلم بالدينونة على الناس الذين يعيشون بعيدا عن الله والناس اللى مش عايشة مع ربنا .

يمكن وأحنا بنحضر أحداث وأيام القيامة وفى أيام الخماسين من الجميل جدا أن كل الكلام اللى سمعناه كتير عن قيامة المسيح وتقول الكنيسة أعياد سيدية كبرى وصغرى أو أيه معناه الكلام ده و لازم نعرفه أو مش لازم نعرفه ,أننا نحول هذا الكلام إلى حياة ,فلو كنا سمعنا كلام كتير عن القيامة , فجميل جدا أن الأنسان يحاول يعرف أيه هو معنى القيامة ويختبر القيامة والحقبقة النموذج الحلو من نماذج الناس اللى جازت أختبار القيامة نموذج من العهد القديم و هو أخنوخ ,وأخنوخ فى كل مكان قرأنا عنه فى الكتاب المقدس أنه قد أتوصف بصفة ,أخنوخ لم يستطع الموت أن يمسكه ,فالقيامة تعنى حياة وهذا هو الأختبار الحلو اللى قدر أن يجتازه أخنوخ أن الموت لم يكن له سلطان عليه , هل ممكن أنسان عادى يستطيع أن يعيش هذا الأختبار أن الموت لا يكون له سلطان عليه؟ طيب تعالوا نشوف أيه اللى جعل أخنوخ يصل الى هذه الحاله بالرغم من أن أخنوخ كانت حياته طبيعية جدا وكما رأينا أنه كان له أسرة وعائلة وولد بنين وبنات وعاش 365 سنة وكان أنسان طبيعى وعادى جدا ,طيب تعالوا نشوف أول وصف أتوصف بيه أخنوخ فى سفر التكوين هو أنه سار مع الله و لو رحنا للعبرانيين نجد صفتين 1- بالأيمان 2- أرضى الله وهنا دول ثلاث صفات جميله جدا أستطاعوا أن يعطوا أخنوخ قوة وفاعلية القيامة بحيث أن الموت لم يستطيع أن يمسكه و اللطيف أن يهوذا فى رسالته أعطى لأخنوخ رقم السابع ,,لماذا ؟ طبعا لأن 7 رقم الكمال وأخذ هذا اللقب السابع لأنه كان ترتيبه فى السلسلة رقم سبعة ,ومن هنا كيف يستطيع أن يصل الأنسان لقوة القيامة بحيث أن الموت لا يكون له سلطان عليه ,فلو تأملنا فى كلمه سار مع الله ,ماذا تعنى أنه كان مع الله وشخصية أخنوخ تعطينا مثال كيف أن الأنسان يعيش حياته بكل معناها وكيف يكون له نصيب فى السماء ,لأنه مش معنى أنى سأعيش مع ربنا أنى أذهب ألى الدير وأتحرم من الحياة على الأرض ,لكن الجميل أن ممكن الأنسان زى ما أخنوخ عاش ال365 سنة أو دورة الزمن أو ملىء الحياة وفى نفس الوقت الموت لم يكن له سلطان عليه والسبب أنه سار مع الله يعنى أتعلم أنه يمشى مع ربنا فى كل خطوة فى كل مكان يمشى مع ربنا يعنى ما يروحش فى مكان إلا وربنا فى يده يعنى يمشوا هما الأثنين سويا لا يذهب الى نزهه إلا وربنا معاه لا يعمل ألا وربنا معاه ولا يرتبط بأرتباط ألا وربنا معاه ولا يذهب ألى مكان معين إلا وربنا معاه ,ولذلك هو أتعلم يمشى مع ربنا وظل يمشى يمشى يمشى مع الله فى كل خطوة وفى كل كبيرة وصغيرة فى حياته وبذلك يستطيع أن يصل لفوق مع ربنا ,يعنى أبتدأ معاه على الأرض وبيكمل معاه فى السماء لا يوجد عائق يستطيع أن يمنعه ,وهو ماشى مع ربنا كان ليه صفة بيحرص عليها وهو ماشى مع ربنا أنه يرضى ربنا بأستمرار وكما يقول داوود النبى كيف أنام وأجد راحة وليس للرب موضع فى حياتى ,يعنى لازم أرضيه وأريحه ,فكانت مسيرة جميلة مع الله أنتهت بأن الموت لم يستطيع أن يمسك بأخنوخ وفى عدد 22 أخنوخ مشى مع ربنا 300 سنة ,طيب تعالوا نتخيل منظر أخنوخ بعد ال300 سنة يا ترى منظره أيه ؟ أذا كان موسى طلع يشوف ربنا 40 يوم ولما رجع الناس ما قدرتش تشوف وجهه بسبب النور والمجد اللى كان فيه ,وأبونا أخنوخ عاش 300 سنةمع ربنا طيب يا ترى كان منظره أيه , و أحب أضيف ملحوظة مهمة جدا أن أخنوخ لم يعش مع ربنا 300 سنه لأنه كان قديس ,والظروف اللى كانت حواليه كويسة لأ لو رجعنا لرسالة يهوذا بعاليه أن أخنوخ بيتنبأ وبيعاتب الناس اللى عايشين فى الخطية والفجار ,يعنى الظروف اللى حواليه كانت صعبة جدا ,لكنه وقف يوبخهم بأنه ظل ثابت فى ربنا ,ولا تقل أنه لم يوجد أحد حوله يغريه أو ماكنش فى اللى أحنا بنشوفه الأيام دى  و الظروف صعبة ,,لأ,, كانت ظروفه صعبة جدا ومع ذلك ظل 300 سنة ماشى مع الله ,طيب يا أبونا أخنوخ أنت مازهقتش ! ما مليتش! ,ده أحنا قعدنا شوية فى الكنيسة ساعتين قرفنا ,مش ملينا بس وكمان قرفنا .. عجيب جدا هذا الأنسان اللى ظل 300 سنة عايش مع ربنا ,وبعدين طيب يا أبونا أخنوخ ال300 سنة دى ما عملتش فيها خطية ,ده لما آدم أخطأ أستخبى من ربنا ,ولما قايين عمل خطية أستخبى من ربنا وقال مش عوز أشوف حضرتك ومش عاوز أوجد فى حضرتك لأن وجودى صعب ,ولكن كان اللطيف فى أخنوخ أنه بالرغم من خطاياه لكنه أتعلم أزاى أنه يغفرها فى المسيح ..ولما غلط لم يهرب من ربنا ظل سائرا مع ربنا 300 سنه ولما غلط كان دايما بيرجع لربنا .والجميل أيضا أنه متى قيلت كلمة وسار أخنوخ مع الله كما قلت بعد ولادة متوشالح ,يعنى ظل 65 سنة لم يقل أنه ماشى مع الله لكن لما ولد متوشالح سار مع الله يعنى ولا أولاده وبناته شغلوه عن ربنا ومش اللى لابس أسود هو اللى ماشى مع ربنا لكن ممكن أنسان طبيعى جدا له بنين وبنات لكن ماشى مع ربنا والموت لا يستطيع أن يمسكه ,وزى ما قلت لما أصبح أب سار مع ربنا ,طيب هل هو أدرك أبوة ربنا لما هو أصبح أب أو لما أختبر أختبار الأبوة ,شعر قد أيه ربنا أب حلو ليه ولذلك قرر أنه يمشى معاه أو من خلال حنانه على أبنه شعر بحنان ربنا عليه ويمشى مع ربنا وبدون أنقطاع لمدة 300 سنة متواصلة وكل يوم فيها كان بيرضى فيه ربنا يعنى ما ينهيش يوم إلا وربنا راضى عنه ومرتاح فيه ولذلك كانت لحظة تجديد أخنوخ هى لما ولد أبنه متوشالح وأدرك معنى أبوة وحنان الله ليه وعليه بالرغم أنه عاش حياة طبيعية ,وقد وصفه بولس الرسول بالأيمان نقل أخنوخ ,طيب أيه هو الأيمان ده ؟ يعنى عاش مصدق فى ربنا لأنه مختبر ربنا وربنا بالنسبه له حياة متعاشة وبيمشى معاه كل يوم ,وربنا بالنسبه له ليس نظريات أو فلسفات ,والحقيقة كما قرأت أن هناك أنواع كثيرة من الأيمان ,مثل1- الأيمان العقلى ,يعنى أفكر بعقلى وممكن أصل إلى الشك وبعد ذلك يقودنى الشك إلى اليقين لما أبحث عن علة وجودى وعلة العلل وحقيقة الحقيقة ولابد أن أصل ألى أن الذى أوجد هذا الكون والعالم لابد من وجود إله, فأصل عن طريق العقل لله, وهناك 2- الأيمان الوجدانى أو المشاعرى ,يعنى أتأمل فى جمال الطبيعة وأتأمل فى وردة جميلة أو فى طائر جميل أو فى منظر جميل فى طبيعة فى بحر فى صحراء وتخلق بداخلى مشاعر كما رآها داود النبى وقال السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه ,أيها الرب ربنا ما أعجب أسمك فى الأرض كلها ..لكن أيمان أخنوخ لم يكن من هذان النوعان فأيمانه كان من نوع جميل جدا وهو الأيمان الروحى ,مش أنه أكتشف ربنا خارجه فى الطبيعة أو فى الكون أو أن ربنا علة العلل وسبب الوجود  لأ ,لأنه أكتشف ربنا بداخله وليس ربنا الخارج عنه أو البعيد عنه ,الذى أستطاع أن يصنع تناغم بينه وبين الله فى حياته وأستطاع أن يوجد لربنا مكان فى حياته ولذلك كان أيمانه أيمان روحى لأنه رأى الله فى نفسه وفى أعماقه وكما قال أغسطينوس :لما فتشت عنك يارب فى كل مكان فى الفلسفة وفى المنطق وفى وفى … أخيرا وجدتك عميقا جدا أعمق من أعماق نفسى .اخنوخ كانت فلسفة حياته جميلة جدا ,,كان يأكل ليعيش ,ولا يعيش ليأكل ولذلك لم يستطيع الموت أن يمسك به يعنى كان عايش يتمتع بحياته وليست حياته تتمتع بيه ويستغل العالم والكون وليس العالم والكون يستغلانه ويستعبدوه,وكان عايش يستعبد المادة وليست المادة التى تستعبده وتتحكم فيه ولذلك لما مشى وأكمل الطريق مع ربنا لم يوجد الشىء الذى يشده للوراء وكما قال بولس الرسول أن كان أنساننا الخارجى يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوم ,وهذه الآية أنطبقت على أخنوخ الذى كان يكبر كل سنة وكل سنة فى أشياء بتتهد فيه ,كل واحد فينا بيعجز إلى أن تأتى اللحظة التى ينحل فيها ويموت ولكن أخنوخ كان على العكس تماما ,كان كل ما يكبر كان أنسانه الداخلى يتجدد يوما فيوم أصبح فيه الحياة الأبدية التى بلا زمن أو وقت ,عندى قصة رمزية جميله عن أن واحد بيسأل هل يمكن الهروب من الموت وهل ممكن الموت لا يكون له سلطان على الأنسان ؟ فجاء له الملاك وقال له بعد سنه وبعد شهر وبعد ساعة ستموت يعنى قدامك سنة وشهر وساعة ,فخرج يبحث على مخرج لكى يهرب من الموت وبدأ يمشى فى الطبيعة ويسأل كل حاجة ,فوجد الشمس وقال لها هل من الممكن أن فى أحد يهرب من الموت ؟ فقالت له صدقنى أنا كل يوم بأشرق شمسى وبأطلع على الناس وبألاقى كل يوم ناس بتصرخ يعنى فى ناس بتموت كل يوم ومفيش يوم أنا طلعت وفيه ناس لم تمت وأعتقد أنه لا يمكن الهروب من الموت ,وسار وجد ريح جامده وسأل الريح ممكن تشلينى أهرب من الموت فقالت له مش ممكن ده أنا كل يوم بأحمل صرخات الناس اللى بتموت ,وذهب للبحر وسأله ممكن أهرب من الموت ؟ فقال له مش ممكن أنا نفسى مقبرة للأنسان لا أستطيع أن أفعل لك شىء ,وهو فى حيرته طلب الملاك الذى ظهر له مرة أخرى وقال له أنت قلت لى أنى حأموت بعد سنة وشهر وساعة ..هل ممكن أهرب من الموت ؟ فقال له الملاك أمامك شىء جربها وأنظر ماذا سيحدث ,فقال طيب أعمل أيه ؟ فقال له كل ما تشوف واحد زعلان أجعله يفرح ,,وكل ما تشوف واحد مكتئب أو منكوب أريحه ,,وكل ما تشوف واحد حزين عزيه ,فقال له دى بسيطه جدا ,وبدأ يبحث عن الناس الحزينة والتعبانه والمثقله بالهموم والناس والناس … وأبتدأ يفرحهم ويطمنهم ويعزيهم ,ووجد أن كل واحد حزين بدأ يضحك ووجد نفسه هو أيضا بيضحك لأنه أستطاع أن يضحك واحد وفرح لأنه أستطاع أنه يفرح واحد وأبتدأ كل يوم هذه تكون حياته من يوم ألى يوم عمله أنه يجعل الآخرين يفرحون وكلما أزداد عدد الذين يفرحهم كلما أزدادت فرحته هو أيضا الى أن مضت السنة والشهر والساعة وجاء له الموت ووجده بيضحك ,,وقال الموت لا أستطيع أن آخذ واحد بيضحك لأن كل واحد لما آجىء لأخذه أجده حزين ,, لذلك لم يستطع الموت أن يمسكه لأنه كاب يضحك ,, يا ترى فهمتم المعنى ؟ أذا كنت تريد الهرب من الموت أسأل ما مقدار ما تصنعه أنت فى حياة الآخرين ,أذا كنت بتضع فرحة فى حياتهم ستفرح أنت أيضا وتزداد فى الفرح كلما أزدت فرحتهم ,على قد ما الموت لن يستطيع أن يقترب منك ,ولذلك أختبر أخنوخ الآيه التى قالها المسيح من آمن بى ولو مات فسيحيا ومن كان حيا وآمن بى فلن يموت ألى الأبد .. وهذا ما فعله أخنوخ أنه سار مع ربنا وأيمانه كان نتيجة حياة ربنا بداخله ,أنه أرضى الله وعاش ربنا عمليا ولذلك ولو مات فسيحيا ومن كان حيا فلن يموت إلى الأبد .

الحقيقة أن أخنوخ من الشخصيات الجميله واللطيفه جدا التى ترينا كيف يستطيع الأنسان أن يأخذ قوة القيامة وأن الموت لا يمسكك أذا فعلت شىء واحد وحرصت عليه أن تسير مع الله فى كل أعمالك ولا تفكر أن من يمشى مع ربنا سيحرم من شىء ,ففى كل حياتك مشيت مع ربنا ستأخذ قوة القيامة لأنه قال اللى يصدقنى ويعيشنى لو كان ميت سيعيش ولو لم يمت حايعيش الى الأبد ,طيب أزاى أعيش ربنا ,,بسيطة ضع الله أمامك كل حين فى فسحتك فى شغلك فى مشاكلك فى كل أعوازك وأحتياجاتك ,,وعندى مثل حلو ,,طفل صغير عايز يدحرج حجر كبير وبيحاول يحركه ومش قادر الحجر كبير وعمل كل المحاولات ومش قادر وبعدين نظر له أبوه وقال له أيه اللى مزعلك فقال له الحجر مش عاوز يتدحرج فقال له أبوه أنت أستعملت كل قوتك فقال له نعم أستعملت تفكيرى وقوتى الجسمانية وكل حاجة فقاله أنت متأكد أنك أستعملت كل حاجة فقال له نعم متأكد فقال له لأ أنت نسيت أن أنا أيضا قوتك ولو كنت قلت لى تعالى كنت حركت لك الحجر,فلما بنحاول نحل مشكلة أو نسد أحتياج ,نمكث نخطط ونفكر ونرسم ونقول مش نافع ومفيش فايدة ,وربنا يقول لك أنت أستعملت كل قوتك وترد وتقول نعم ولكن يقول لك لأ ما أنا قوتك ,لكن للأسف لم تستعملنى ,ولم تطلبنى ,وأنا كنت أشيلها لك فى الحال ,وهو ده الأيمان  الأختبار الحى أن الأنسان يستطيع أن يعبر ولا يستطيع الموت أن يمسكه.

28* حتى 32*نوح يعنى نياح وراحة وتعزية ,ونوح رقم عشرة فى السلسلة وكانت الناس مستنية رقم عشرة الذى يعطى راحة ويعزينا عن تعب أيدينا والشقاء الموجود فينا ,فكان نوح رمز جميل جدا لله أو لشخص السيد المسيح الذى يعطى تعزية وراحة ونياح .كما سنرى فى الأصحاح السادس وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:

18- قينان

اسم سامي معناه “مقتني” وقد يكون معناه “حدّاداً” و(القين في العربية هو الحداد ثم أطلق على كل صانع) وهو:قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، وأبو مهللئيل.

19- مهللئيل

اسم عبري معناه “حمد الله” ، وهو : مهللئيل بن قنان بن أنوش بن شيث بن آدم .

20- يارد

اسم سامي يرجح أن معناه ” نزول ” وهو : يارد الخامس من آدم ، وهـــو ابن مهللئيل بن قنان .

21- أخنوخ

اسم عبري ومعناه ((مكرس)) أو ((محنك)) ولفظ الاسم في الأصل العبري هو نفس الاسم حنوك في الترجمة العربية. وهو ابن يارد وابو متوشالح.

22- متوشالح

اسم سامي معناه ((رجل السلاح أو الرمح)) و بموته يأتى الموت إلى العالم وهو ابن اخنوخ مات في سنة الطوفان وعمره 969 سنة وعمره أطول عمر ذكر في الكتاب المقدس.

23- نوح

اسم سامي معناه ” راحة ” وهو ابن لامك بن متوشالح بن أخنوخ ، وأبو سام وحام ويافث . وقد أسمـاه أبـــــــوه ” نوحاً ” ” قائلا : هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التى لعنها الرب ” ( تك 5 : 28 – 32 ) ، وهو الجيل العاشر من آدم.

 

24- سام

اسم عبراني معناه (( اسم )) وهو أكبر أبناء نوح.

25- حام

اسم عبري معناه ((حامي أي ساخن أو حمي حماية)). ثانى أبناء نوح، ولد بعد ما كان عمره 500 سنة.

26- يافث

اسم سامي ربما كان معناه (( جمال )) أو (( يفتح )). وهو: الابن الثالث لنوح.

والى اللقاء مع الأصحاح السادس راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الرابع

19 أوت 2010

 

1 وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ.

وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ». 

1 And Adam knew Eve his wife; and she conceived, and bare Cain, and said, I have gotten a man from the LORD.

 
 

2 ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ. وَكَانَ هَ

ابِيلُ رَاعِيًا لِلْغَنَمِ، وَكَانَ قَايِينُ عَامِلاً فِي الأَرْضِ. 

2 And she again bare his brother Abel. And Abel was a keeper of sheep, but Cain was a tiller of the ground.

 

3 وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ

الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ،  

3 And in process of time it came to pass, that Cain brought of the fruit of the ground an offering unto the LORD.

 

4 وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ

سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، 

4 And Abel, he also brought of the firstlings of his flock and of the fat thereof. And the LORD had respect unto Abel and to his offering:

 

5 وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ.

 فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ. 

5 But unto Cain and to his offering he had not respect. And Cain was very wroth, and his countenance fell.

 

6 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ؟ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟

6 And the LORD said unto Cain, Why art thou wroth? and why is thy countenance fallen?

 

7 إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ

فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا

وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا».

7 If thou doest well, shalt thou not be accepted? and if thou doest not well, sin lieth at the door. And unto thee shall be his desire, and thou shalt rule over him.

 

8 وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أَخَاهُ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَا

 فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ.

8 And Cain talked with Abel his brother: and it came to pass, when they were in the field, that Cain rose up against Abel his brother, and slew him.

 
 

9 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟»

 فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟»

9 And the LORD said unto Cain, Where is Abel thy brother? And he said, I know not: Am I my brother’s keeper?

 

10 فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ.

10 And he said, What hast thou done? the voice of thy brother’s blood crieth unto me from the ground.

 

11 فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي

فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ.

11 And now art thou cursed from the earth, which hath opened her mouth to receive thy brother’s blood from thy hand;

 

12 مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا.

تَائِهًا وَهَارِبًا تَكُونُ فِي الأَرْضِ».

12 When thou tillest the ground, it shall not henceforth yield unto thee her strength; a fugitive and a vagabond shalt thou be in the earth.

 

13 فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ.

13 And Cain said unto the LORD, My punishment is greater than I can bear.

 

14 إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ،

وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهًا وَهَارِبًا فِي الأَرْضِ،

 فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي».

14 Behold, thou hast driven me out this day from the face of the earth; and from thy face shall I be hid; and I shall be a fugitive and a vagabond in the earth; and it shall come to pass, that every one that findeth me shall slay me.

 

15 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ».

وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ.

15 And the LORD said unto him, Therefore whosoever slayeth Cain, vengeance shall be taken on him sevenfold. And the LORD set a mark upon Cain, lest any finding him should kill him.

 

16 فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ، وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ.

16 And Cain went out from the presence of the LORD, and dwelt in the land of Nod, on the east of Eden.

   
 

17 وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ.

وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً، فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ.

17 And Cain knew his wife; and she conceived, and bare Enoch: and he builded a city, and called the name of the city, after the name of his son, Enoch.

 

18 وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ.

 وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ.

18 And unto Enoch was born Irad: and Irad begat Mehujael: and Mehujael begat Methusael: and Methusael begat Lamech.

 

19 وَاتَّخَذَ لاَمَكُ لِنَفْسِهِ امْرَأَتَيْنِ: اسْمُ الْوَاحِدَةِ عَادَةُ،

وَاسْمُ الأُخْرَى صِلَّةُ.

19 And Lamech took unto him two wives: the name of the one was Adah, and the name of the other Zillah.

 
 

20 فَوَلَدَتْ عَادَةُ يَابَالَ الَّذِي كَانَ أَبًا لِسَاكِنِي الْخِيَامِ

وَرُعَاةِ الْمَوَاشِي.

20 And Adah bare Jabal: he was the father of such as dwell in tents, and of such as have cattle.

 

21 وَاسْمُ أَخِيهِ يُوبَالُ الَّذِي كَانَ أَبًا لِكُلِّ ضَارِبٍ بِالْعُودِ وَالْمِزْمَارِ.

21 And his brother’s name was Jubal: he was the father of all such as handle the harp and organ.

 

22 وَصِلَّةُ أَيْضًا وَلَدَتْ تُوبَالَ قَايِينَ الضَّارِبَ كُلَّ آلَةٍ مِنْ نُحَاسٍ وَحَدِيدٍ.

 وَأُخْتُ تُوبَالَ قَايِينَ نَعْمَةُ.

22 And Zillah, she also bare Tubalcain, an instructer of every artificer in brass and iron: and the sister of Tubalcain was Naamah.

 

23 وَقَالَ لاَمَكُ لامْرَأَتَيْهِ عَادَةَ وَصِلَّةَ:

«اسْمَعَا قَوْلِي يَا امْرَأَتَيْ لاَمَكَ، وَأَصْغِيَا لِكَلاَمِي. فَإِنِّي قَتَلْتُ

رَجُلاً لِجُرْحِي، وَفَتىً لِشَدْخِي.

23 And Lamech said unto his wives, Adah and Zillah, Hear my voice; ye wives of Lamech, hearken unto my speech: for I have slain a man to my wounding, and a young man to my hurt.

 

24 إِنَّهُ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ،

وَأَمَّا لِلاَمَكَ فَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ».

24 If Cain shall be avenged sevenfold, truly Lamech seventy and sevenfold.

 

25 وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضًا، فَوَلَدَتِ ابْنًا

وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثًا، قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلاً آخَرَ

عِوَضًا عَنْ هَابِيلَ». لأَنَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ.

25 And Adam knew his wife again; and she bare a son, and called his name Seth: For God, said she, hath appointed me another seed instead of Abel, whom Cain slew.

 
 

26 وَلِشِيثَ أَيْضًا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ.

 حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أَنْ يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ.

26 And to Seth, to him also there was born a son; and he called his name Enos: then began men to call upon the name of the LORD.

مقدمة

الحقيقة قصة قايين وهابيل من القصص اللطيفة جدا التى تحكى قصتنا كبشر كلنا ونلاحظ أيضا أن هابيل أول أنسان مات فى تاريخ البشرية وهو مات شهيد بسبب البر بسبب الدين وبسبب علاقته بالله وفى المقابل كان قايين أول أنسان فى تاريخ البشرية ترتبط حياته بكلمة وهى كلمة الخطية ونلاحظ أنه فى الأصحاح الثالث لم نجد أى شىء عن كلمة الخطية ولكن ذكرت مع قايين 7إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ. وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا».

1*حتى5*الحقيقة لما حواء أخذت الوعد من ربنا ولما ولدت ,قامت بتسمية الذى ولدته قايين ومعناه أقتنيت من عند الرب وكان فى ذهنها أن قايين هو المخلص الذى سيسحق رأس الحية وهو الذى سيكون سبب خلاصها وأن قايين من عند الرب (يهوه/إله العهد) كانت فاكراه المسيح لأن المسيح سيأتى من عند الرب ويكون عطية من ربنا وليس عطية من آدم وليست نتيجة علاقتها بآدم بالرغم أنها ولدته بعد ما عرف آدم أمرأته ولكن أرتبطت المعرفه هنا بالخطية ,وكان فى ذهنها أن قايين هو من سيصنع لها خلاص ولكن للأسف قايين كان سبب تعاسة كبيرة جدا وكان قايين أول واحد يستطيع فعلا أن يقول الآية التى قالها داوود فى مزمور 51: 5 5هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. الخطية التى ورثها وليس أنه دفع ثمن خطية أبويه لكن هو نفسه صار يحيا فى حياة الخطية ,لأن هناك تساؤل من كثيرين يقولون وأنا ذنبى أيه أنى أدفع ثمن خطية آدم ؟.. الحقيقة أنت لا تدفع ثمن خطية آدم وربنا لم يطالبك بخطية آدم لكن أنت بتدفع ثمن خطيتك التى تفعلها بكامل أرادتك وحريتك ,والحقيقة قصة قايين وهابيل ترينا أن البشر بطبيعتهم متدينين وكل واحد فينا بيقول أنا أعرف ربنا وكما نلاحظ أن الله لم يقل لقايين أو هابيل تعالوا أعطونى قربان ,لكن كل واحد تصرف من نفسه وكل واحد من نفسه بيقول أنا متدين ويمكن حتى كل الشعوب سواء ديانات حقيقية أو غير حقيقية ,الكل بيدعى أنه يعرف شىء عن ربنا والكل بيدعى أنه له علاقة بربنا ونلاحظ هنا ملاحظة مهمة ..أنه من الممكن أن الذى تعرفه ومعتقد أنك عارفه عن ربنا كما كانت حواء تظن أن قايين هو الخلاص,كان هو سبب الهلاك ويحضرنى رأى بعض دارسى الأنجيل يقول تعليق لطيف قوى على أن كل واحد فينا متدين وكل واحد بيدعى أنه يعرف حاجة عن ربنا /خطورة أن كل واحد بيشعر أنه يعرف حاجة عن ربنا وله معرفة بربنا أنه ممكن يأخذ هذه المعرفة القليلة المشوهه وتفعل معهم مناعة ضد ربنا وهذه خطورة الأنسان المتدين تدين شكلى أو حسب معرفته أوحسب رأيه أنه يعتقد أنه ببعض الممارسات التى يفعلها كالصيام أو حضور المؤتمرات الدينية أو أنى أقرأ كلمتين وأصللى كلمتين أن أنا مطمئن أنا أعرف ربنا ولى علاقة بربنا فيقول الدارس كما قلت أن من الممكن الشىء المشوه من المعرفة الذى تعرفه سيأتى وقت من الأوقات ويعمل مناعة ضد ربنا والحقيقة انا أريد أن أضرب مثلا لكى نفهم ماذا يعنى بذلك / الكل يعرف مرض شلل الأطفال والتطعيم ضد هذا المرض ولكن ما هو هذا التطعيم أو المصل ؟هو أنهم يعطون الطفل نقتطين من فيروس شلل الأطفال ويكون ضعيف بجرعة قليلة كما قلت من الفيروس الضعيف أو الذين يقومون بأضعافه فى العمل ويأخذه الطفل مع بعض الماء ويشربه وهنا يأخذ الطفل هذه الجرعة القليلة وتكون فى جسمه مناعة ضد شلل الأطفال أو ضد الفيروس نفسه ونأخذ بالنا أنك بتدينك تعرف بعض المعرفة المشوهه عن الله فتكون هى المصل الذى يكون مناعة ضد الله , قايين أدعى أنه متدين وقدم لربنا ولكن كانت تقدمته لربنا سبب فى هلاكه ولذلك أخوتى لابد أن نحذر من المعرفة القليلة المشوهه التى نخدع أنفسنا بيها أو نطمئن أنفسنا أننا بنعرف حاجة عن ربنا ,لكن هذه المعرفة ليست معرفة حقيقة أو كاملة التى تفعل بداخلنا قساوة قلب ضد ربنا ولذلك ليس بمستغرب أن هناك بعض الناس كانوا فى وسط الكنيسة من الممكن تكون بتخدم و من الممكن بيكون ليها ممارسات روحية ولكن فجأة نجدها تترك المسيح لأن شوية المعرفة المشوهه التى أخذتها عملت بداخلها مناعة ضد الله ونجد منهم بعض هذه التعليقات أصل الكلام ده عارفينة وبقينا حافظينه وأخدنا عليه وبقى عندنا معلومات وياما سمعنا ويمكن واحد لا يعرف أى حاجة عن ربنا وليس له علاقة بربنا نهائيا يأتى يسمع كلمة وهذة الكلمة تخبطه وتدوبه وتغيره ,لكن مشكلة الناس اللى فى الكنيسة أنهم من كتر ما سمعوا وعندهم معلومات لكن معلومات مشوهه وضعيفة عن الله وليست عشرة حقيقية بتعمل بداخلهم نوع من قساوة القلب لدرجة أنهم بيصبحوا ضد ربنا فى وقت من الأوقات وهذه هى خطورة التدين الشكلى أو الأدعاء أننى أعرف ربنا ولى علاقة به ولى شوية ممارسات وشوية شكليات ولذلك مهم جدا للأنسان الذى يريد أن يعيش مع ربنا أنه يرى العلاقة التى بينه وبين ربنا قائمة على أى أساس وهنا الأصحاح الرابع بيضع لنا نوعين من البشر هابيل والكتاب المقدس وصفه بأنه بار فى متى 23: 35 35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.وقايين كما وصفه يوحنا فى رسالته الأولى 3: 12 12لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ. وَلِمَاذَا ذَبَحَهُ؟ لأَنَّ أَعْمَالَهُ كَانَتْ شِرِّيرَةً، وَأَعْمَالَ أَخِيهِ بَارَّةٌ.وهنا نتسائل ما الذى جعل ربنا أن يقبل ذبيحة هابيل بينما يرفض تقدمة قايين؟ونلاحظ فى الكتاب المقدس بالرغم أن قايين كان هو الأبن البكر وهو الذى كان الأمل بالخلاص معقود عليه وهابيل (الذى معناه من الباطل أو من الهباء أو ليس منه فائدة) كان هو الأبن الثانى /إلا أن فى الكتاب المقدس يقول فى العدد 2 وكان هابيل راعيا للغنم وهنا الوحى تكلم عن هابيل أولا يعنى رفع الثانى عن الأول .ولكن السؤال الذى لابد أن ننتبه له هنا لماذ يا هابيل ترعى غنم بالرغم أن الغنم فى هذا الوقت أى أن أكل اللحم لم يكن معروف والذى عرف لأول مرة بعد الطوفان يعنى الأنسان كان نباتى أذا لماذا ترعى الغنم يا هابيل وأنت لن تأكلها فبماذا ستستفيد منها بينما قايين كان يعمل فى الأرض التى ستعطيه ثمر وسيأكل!؟ الحقيقة الأجابة هنا  أن هابيل كان يرمز لنوعية من الناس تعرف أن الغنم ليست لها وظيفة غير أنها تقدم ذبائح أو أنه يرمز بأستمرار إلى النفس التى ترعى بأستمرار موضوع خلاصها مشغولة بأمر خلاصها يعنى بتشتغل وتعيش وتأكل وتشرب وكل حاجة ومشغوله بأمر الخلاص ,بينما قايين يمثل النفس التى تشتغل وتتعب وتعيش من أجل ذاتها من أجل أنها تأكل وتشرب ,فهما نوعين مختلفين جدا من البشر ,أحدهم موضوع خلاصه وأمر خلاصه مهم جدا بالنسبة له حتى أصبح موضوع عمله كراعى غنم وموضوع تفكيره ,والآخر نأكل ونشرب لأننا غدا نموت ,وكان هابيل عندما قدم الذبيحة ورعى الغنم التى ستقدم منها ذبائح هذا كان دليل على أيمانه بشىء معين ولذلك يقول بولس الرسول فى عبرانيين 11: 4  4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!أذا ماهو هذا الأيمان؟ الحقيقة هو أيمانه بأنه أنسان خاطىء محتاج إلى الله محتاج إلى تبرير محتاج إلى كفارة وإلى دم يغطيه ولذلك لما جاء ليقدم ذبيحة قدمها من دم لأنه أعلن أنه خاطى وعليه حكم الموت وأنه محتاج إلى كفارة تستره ,بينما قايين لما جاء يقدم قدم من ثمار الأرض ,قدم من ثمار عمله أو من بره الذاتى فهو لم يكن يشعر أنه محتاج ألى كفارة أو إلى دم يغطيه ولكنه على العكس تماما أنه كان يشعر أنه متفضل على الله ,انا أشتغلت وتعبت وبأقدم لك من ثمر تعبى من برى الذاتى متفضل عليك فهو لم يكن لديه الأحساس بأنه فى حاجة إلى بر الله أو ألى كفارة ,وكأن قايين وهابيل  ,المسيح يعيد لنا نفس الصورة فى المثل الذى قاله عن الفريسى والعشار ,,الفريسى واقف متفضل على الله أنا بأعطيك أنا بأتفضل عليك بأصوملك يومين وبأصليلك وبأعطيك فلوس ده أنا كتر خيرى بأتحنن عليك وبأعطيك من مجهودى ومن تعبى ,بينما العشار وقف وهو شاعر بأحتياج وبأنكسار وقال اللهم أرحمنى أنا الخاطى فيقول أن هذا نزل مبررا دون ذاك ولذلك ربنا قبل ذبيحة هابيل ورفض ذبيحة قايين,ونلاحظ أن البر الذاتى أو الممارسات التى يقدمها الأنسان وأحيانا يشعر بأنه ممتاز أنا صومت وصليت وأعطيت من فلوسى وشاعر أنه عمل عمل كويس ,فلو نظرنا ألى هابيل الذى كان شاعر بأستمرار بأحتياجه إلى الله أنه قدم لربنا من أبكار غنمه ومن ثمانها يعنى البكر هو أول حاجة والثمين هو أحسن حاجة يعنى قدم لربنا أول وأحلى حاجة فى حياته ,بينما نرى التعبير الذى قيل عن قايين وقدم قايين من ثمار الأرض شوية فواكه الى آخره وأعطاها إلى ربنا ولكنه لم ينتقى أحسن شىء لكنه أنتقى من فضلته وأعطاه لربنا فهو لم يعطى لربنا أعظم وأحسن حاجه عنده كما فعل هابيل وقد نسى قايين أن الأرض ملعونه وأن ثمر الأرض ملعون فكأنه بيقدم لربنا لعنه فهو قدم لربنا الباقى عنده وليس فقط من بره الشخصى ولكن أيضا من البواقى التى عنده ,كما نحول نحن ربنا ألى ربنا بتاع أوقات الفراغ أو يعنى الزباله تمللى نعطيها لربنا ,زبالة الوقت,زبالة المشاعر,زبالة الأفكار والحواس يعنى لما بنكون فاضيين نعطيه ولكن لما الساعة يكون لها ثمن عندنا لا نعطيه وأن أعطينا له نعطيه شوية زباله نرميها له ,ولذلك فرق كبير بين قلب بيعطى ربنا أحسن ما عنده ويعطيه أول ما عنده وواضع الله فوق الكل وبين قلب آخر بيدعى أنه له علاقة بربنا وبيعطيه شوية زباله وبعدين يطالب بعد كده أن ربنا يقبل الزبالة!,والحقيقة أن ربنا ليس فقط كان ينظر لأيمان هابيل وبره ولكن كان ينظر أيضا لما وراء التقدمة ,وكانت التقدمة التى قدمها هابيل وراءها حياة مقدسة بيعيشها ,بينما تقدمة قايين وراءها حياة خطية (عند الباب خطية رابضة) ولذلك عندما يقول داوود أن رعيت أثما فى قلبى لا يستجيب لى الرب ,واحد بيقدم لربنا حاجة سواء فلوس أو صلاه أو خدمة أو مشاعر لكن ليس وراءها قلب تايب فلابد أنها ترفض ,ولذلك نظر الله لتقدمة هابيل ورفض تقدمة قايين ,والمشكلة هنا أن قايين زعل أو أغتاظ وسقط وجهه وهو هنا شعر أن المشكلة ليست فيه هو بل المشكله فى ربنا اللى مش كويس اللى رفض التقدمة اللى أنا قدمتها له والمشكله فى أخوه اللى أخذ فرصته الذى أصبح له أفضليه عنه بالرغم أنه الأبن البكر ولم يستطع أن ينظر أن المشكله فيه بسبب الخطية التى كانت موجودة بداخله وكأن الأنسان بينظر بأستمرارأن أخويا هو المشكله هو و الله ,هما اللى غلطانين ,ولذلك دائما لا يشعر الأنسان أنه غلطان ,فأغتاظ قايين جدا وسقط وجهه.

6*نلاحظ هنا أن اللطيف فى ربنا أنه هو الذى بدأ الكلام مع قايين تغالى نتكلم مع بعض أنت زعلان ليه يا سلام على ربنا الحلو ده ,بيقوله أنا عايز أريحك ,فربنا صعبان عليه أن قايين يكون متضايق ومتغاظ كل هذا الغيظ فقال له أنت زعلان ليه ,المشكله ليست فيا ولا فى أخوك المشكله فيك أنت ,والحقيقة ربنا لم يشأ أن يتركه فى هذا التعب وربنا عايز يريحه, وهنا ربنا أبتدأ يحلل له الحاله التى وصل أليها ويعطيه العلاج ويشرح له الموضوع بالضبط .

7* أن أحسنت أفلا رفع يعنى لو أنت أحسنت التقدمة مش كانت قد قبلت مش كنت رفعت وجهك اللى سقط من كتر الغيظ ومش كنت رفعت مركزك كبكر والمفروض أنك تكون الأول ومش كنت رفعت ذبيحتك وقبلتها ومش كنت رفعت عنك حمل الخطية ,لو أنت أحسنت ؟ طيب يارب ما هو الأحسان الذى تريده منه؟ فبدلا من أن تنظر إلى أخوك هابيل وتزعل وتحسده أنه تميز عنك بل بالعكس أفرح أن ربنا بيقبل ذبيحة وأتعلم منه كيف تقدم أنت أيضا صح ,وأن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة يعنى منتظرة ,والحقيقة كل واحد منا فيه خطية رابضة منتظرة ,أليك أشتياقها يعنى مش أنت الذى تشتاق أليها لكن الخطية هى التى تشتاق أليك تريد أن تفترسك وتريد أن توقع بيك , وأنت تسود عليها ,يعنى أمامك فرصة للنصرة عليها تستطيع أن تغلبها وتنتصر عليها ,والعجيب فى ربنا أنه هو الذى يسعى لخلاص الأنسان وهو الذى يبحث عن الأنسان حتى الأنسان المتدين تدين شكلى أو تدين ظاهرى ,وربنا بيقول له تعالى أريحك تعالى نتفاهم أنت زعلان ليه فالمشكله ليست فى أخوك وليس هو الذى أخذ فرصتك فالمشكلة فيك أنت فهناك غلط جواك ,وبالرغم أن ربنا فى حنوه شرح له أبعاد التجربة و أعطى له أمكانية أنه ينتصر على الخطية الرابضة التى تشتاق اليه لكى توقعه إلا أنه لم يستجب نهائيا لعمل الله ,ويمكن اننا عندنا فكره أن ربنا بيظهر للقديسين فقط وبيتعامل معهم ,لأ ده ربنا بيظهر أيضا للخطاه وبيتعامل معهم مباشرة ,وأحيانا نعلق مشاكلنا بأستمرار ونقول لو بس فى أب أعتراف مستنير أو مرشد روحى كده فاهم وعنده يقظه روحية ما كانش الواحد فينا تعب ولا أتبهدل وكان مشى صح وماكنش أتشنكل فى الخطايا لأ نلاحظ هنا قايين كان أب أعترافه ربنا ! والمرشد الروحى بتاعه كان ربنا شخصيا ومع هذا مانفعش ,فأرادة الأنسان الواضحة هنا توضح أن المشكلة ليست فى المرشد الروحى و لا فى أب الأعتراف ,ان المشكله فى الأنسان نفسه ,فليست مشكلتنا أننا نروح نعترف أو بنروح الكنيسة ولا نستفيد شىء ,آه أنت ما تستفدش لكن فى غيرك عايز يستفيد وبيستفيد ,أذا المشكله لا نرميها خارجنا ,المشكله بداخلنا , فالخطية رابضة وعند الباب ولسه ما دخلتش وتشتاق أنها تدخل وأنت تسود عليها فهى لسه كخيوط العنكبوت ضعيفة جدا ممكن بأيدك توقعها ,ولكن لو الأرادة منعدمة أو الأرادة شريرة تصبح خيوط العنكبوت قيود من حديد ! وليس فقط هكذا بل تصبح قيود أبدية ,فعندما تسيطر التجربة على الأنسان وبرغم أن الأنسان كان عنده أمكانية النصرة عليها ولكن لأنه لا يريد فهى تسيطر على كل حواسه وعلى كل أمكانياته .

8*قال له كلام أيه هو الكلام ,قال له تعالى ساعدنى فى الغيط فى شغلى ماذا قال له بالضبط غير معروف لكن المهم أنه أستدرجه للحقل لمجال عمله لمجال بره الذاتى وقتله فى هذا المجال وليس الموضوع فقط أنه قتله ,كيف عرفت يا قايين موضع القتل هذا ,هل رأيت أحدا يقتل قبل كده؟ من أين شعرت أن حل مشكلتك هى أنهاء حياة أخوك ؟ قد شعر أنه لن يسترح ألا بأن أخاه ينشال من الدنيا من الوجود ,فقام عليه وقتله ,وفى واقع الأمر أنه لم يقتل هابيل فقط لكن قتل كل شىء فى الدنيا ,قتل الثقة اللى بين الأنسان وأخوه ولذلك أصبح الأنسان يخاف حتى من أخوه ,فهو قتل الصدق لأنه دعاه لشىء وغدر بيه ,قتل المحبة وقتل الأخوة ,قتل كل معنى موجود فى الحياة وده رمز للأنسان اللى ممكن يدوس على كل حاجه من أجل نفسه وللأسف حتى نفسه بيدوس عليها فى الآخر ولا يستطيع أن يحقق لها أى حاجة ,ولذلك أن كان الحسد من ضمن الرذائل القبيحة جدا التى يقولون عنها أنه بتتولد وتنموا وتثمر فى نفس اللحظة ,بمعنى أن أى خطية بتأخذ وقت حتى تتشكل فى الأنسان وبعدين تكتر وبعدين تجيب نتيجة ليها ,إلا أن الحسد ده أسرع حاجة تدمر فى الأنسان وفى الآخرين .

9*وهنا ربنا لتانى مرة بيسعى ناحية قايين ,أول مرة لكى يمنعه من الغلط وتانى مرة بعد ما غلط وربنا كان منتظر من قايين أن يعترف بخطيته وآه لو كان عند قايين أيمان بأن الله يستطيع أن يبرأه من الخطية لكان الموضوع أتغير خالص .

10*وكان رده بمنتهى الوقاحة وأنا مالى اليس أنت الذى قبلته ,روح دور عليه ,رد بلا أعلم وهنا كذب لأنه كان يعلم جيدا أين هو ودايما الكذب هو الغطاء الذى يغطى بيه الأنسان كل خطاياه ,وبدلا من دم المسيح أو دم الكفارة ,الأنسان دايما يلجأ للكذب لكى يغطى خطيته .

وكل هذا ربنا بيسحثه أن يعترف بخطيته وهى دى مشكلة الأنسان أنه لا يريد أن يقر أنه مخطىء ,والأرض التى دفنت فيها أخوك وفى التقليد اليهودى يقول أن قايين بعد ما قتل هابيل لم يجد أى مكان يخبىء فيه جسد هابيل ولم تكن فكرة الدفن معروفة وأنه أخذ فكرة الدفن أنه فى هذا الوقت رأى غرابين بيتقاتلوا مع بعض والغراب المقتول جاء الغراب الآخر مستخدما جناحه لكى يغطيه بأن يرمى عليه تراب ,فأخذ الفكرة منه أنه يضع أخيه هابيل فى باطن الأرض لكى لا يظهر ,ولكن ربنا قال له صوت دم أخيك صارخ أليا من الأرض ,اين ستخبىء الخطية أين ستدفنها ,وليس من الممكن أن الخطية شىء يدفنها أو يغطيها بعيد عن ربنا ولكن الشىء الوحيد الذى يدفن الخطية ويغطيها هو المسيح وفى مزمو 137 : 9 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ ! والصخرة هى المسيح ولكن خارج صخرة المسيح سيظل الدم صارخ إليا وفى الرساله للعبرانيين 11: 4 4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!يعنى صوت البر بالرغم من أنه مات ينطق وفى العبرانيين 12: 24 24وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيل . ويقارن بين دم المسيح ودم هابيل وهنا بيقول بيتكلم أفضل من دم هابيل ,لأن دم هابيل صرخ طالب الأنتقام والدنيونه ,ولكن دم المسيح صرخ يا أبتاه أغفر لهم ولذلك دم المسيح يتكلم أفضل من دم هابيل ,فدم المسيح تكلم بالبر لخلاص الأنسان .

11* ولأول مرة أرتبط أسم شخص بالخطية واللعنة تقع مباشرة على الأنسان ,فعندما أخطأ آدم اللعنة وجهت للأرض التى خلقت من أجل الأنسان ,وهنا قايين لعن من الأرض الملعونة يعنى لعنة مضعفة ,فليس فقط لأنه قتل بل أيضا لأنه رفض أن يعترف بخطيته ,وهنا ربنا يقول له تعبير أخوك

12* وتأتى نتائج اللعنه أنك تتعب ولا تأخذ نتيجة تعبك ,ويكون عندك حاله من عدم الأستقرار يعيش فى توهان وغروب وفى سفر الأمثال 28: 1 1 اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْلٍ ثَبِيتٍ.أى يجرى ولا أحد يجرى وراْه يعنى حاله من عدم الأستقرار بسبب الخطية , ونلاحظ هنا أن هذا هو أيضا ما نلجأ له كثيرا فنحن لا نحب الهدوء أبدا ,ونحب الضوضاء لماذا؟لأن الهدوء يفضحنا من الداخل ويكشفنا ويعطينا سؤال أين أنت ونحن لا نريد أن نواجه أنفسنا ونظل فى حاله هروب دائم ,فهذا الهدوء يجعلنا نتقابل مع ربنا ,الذى يسألنا أين هابيل أخوك ,ماذا فعلت بأخوك ,لا نريد أن نسمع الصوت الذى يفضحنا ويكشفنا ولذلك نجد ناس كتير بتهرب من الكنيسة ومن الخلوة ومن كلمة ربنا وبتهرب من الصلاة وبتهرب من المواجهه بينها وبين الله .

13*و14* هنا قايين لا يعترف أن خطيته كبيرة بل يقول أن العقاب اللى أنت عاقبتنى بيه يا رب صعب أنى أتحمله ,مش بس لم يعترف أنه غلط ولكن العقاب كتير عليه ,ونجد هنا عبارة من وجهك أختفى , وهى عبارة نقولها بأستمرار لربنا ولذلك يبتدى الأنسان يتكلم مع الناس ويعمل ضوضاء وتشويش ويلجأ لطرق بعيد عن ربنا لكى ينسى موضوع ربنا نهائى  , وأكون هاربا وأبتدأ الخوف يدخل فيه ,ونتائل لماذا؟ من سيجدك ومن سيقتلك لأن الأرض لم تعمر بعد ,خايف أن آدم وحواء يقتلوك ,أو رأيت بعين الرؤيا أنهم ممكن ينجبوا نسل تانى وممكن ينتقموا منك أو خايف من أولادك أنت يعملوا فيك ما فعلته بأخوك ,مما تخاف؟ أخائف من الطبيعة التى حولك يمكن , فالخوف يولد الهروب باستمرار .

15*حتى 18* أعطاه ربنا علامة أن لا يقتله أحد ,والمهم هنا أن قايين خرج من حضرة ربنا لأنه لم يشأ أن يرى الله ولم يشأ أن ينظر نور ربنا إطلاقا ,بعكس داوود لما أخطأ قال فى مزمور 143: 7  7أَسْرِعْ أَجِبْنِي يَا رَبُّ. فَنِيَتْ رُوحِي. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. يعنى أعمل فيا اللى انت عاوز تعمله لكن لا تدير وجهك عنى ,فأنا لا أستحمل الأنفصال عنك , وهنا فى فرق بين واحد بيغلط لكن لا يستطيع الأستغناء عن الله وبين واحد تانى بيغلط ولا يريد أن يرى ربنا , وكانت خطية قايين أنه لا أيمان له بربنا بالرغم أن ربنا أتكلم عن أن الأنسان محتاج إلى كفارة إلى غفران أو cover  من الدم لكنه لم يصدق كلام ربنا وعندما قدم تقدمته قدمها من عنده قدم بمزاجه وبأستحسانه الشخصى و بأهواءه وبالرغم أن ربنا حذره من الخطية وأعطاه طريق الخلاص لكن لم يعجبه كلام الله ولم يخضع له أو يطاوعه وكانت أيضا خطية عدم التوبه ,وهناك قصة ظريفة أن ملك فرنسا زاره ملك آخر وذهب به ألى بلد أسمه طولون ولما أحب أن يكرم الملك الضيف قال له أى سجين عندى مهما كانت تهمته لأجلك سأطلق صراحه وأخذه ألى السجن وأبتدأ يعرض عليه المساجين لينتقى منهم واحد يعطيه البراءة وبدأ الملك الضيف يور المساجين ويسألهم واحدا تلو الآخر عن تهمته ويجد الأجابة أنا مظلوم وانا لم أفعل شىء واضعا كل المبررات ,الى أن جاء الى أحد المساجين الذى كان رده عجيب وقال أنا على العكس انهم قد ترأفوا بى وقد أعطونى حكم مخفف أقل من الذى كنت أستحقه لأنى أستحق أكتر من كده ,وهنا قال الملك هذا هو من يطلق صراحه ,وهنا فالأنسان اللى بيشعر بخطيته وأنه فعلا غير مظلوم ,ان ربنا وأخوه ليسوا هم اللى ظلموه بل هو من ظلم نفسه ,ولذلك كانت نتائج خطية قايين أنه فشل روحيا بالرغم من الله تعامل معه معامله شخصية لكنه لم يستطع , تدينه ومعرفته كانت مشوشه فصنعت عنده ضد الله وأصبح هارب فى حاله من عدم الأستقرار وتعب للجسد والنفس والضمير المعذب والخوف من كل الظروف المحيطة به لأنه بأستمرار لا يريد أن يرد على سؤال أين أخوك؟والحقيقة هما سؤالين من أخطر الأسئله فى الكتاب المقدس الذين سيسألهم لنا الله فى يوم الدينونه 1- أين أنت ؟ 2- أين أخوك.

أين أنت من وصيتى ومن كلمتى ومن محبتى , وأين أخوك ماذا فعلت به ونلاحظ فى أنجيل متى أنه عندما فصل الخراف عن الجداء لم يقل لهم كم صلاة صليتم ولا كم صيام صمتم ولا كم من النقود أعطيتم لكن قال بما أنكم فعلتم بأحد هؤلاء الأصاغر ,كنت جوعانا وكنت عطشانا وكنت مريضا وكنت غريبا ,ولذلك أين أخوك مهمم جدا هذا السؤال ففيه سر الأخ الذى من غير الأخ لن ندخل ملكوت السموات وسنرى لاحقا مثل فى حياة يوسف الصديق بعد ما أصبح الرجل الثانى فى أرض مصر وكيف أن أخوته جاءوا يأخذون قمح منه وعرفهم ,قال لهم كلمة جميلة جدا ,لو جأتم مرة أخرى لتأخذوا قمح آخر وانه كان يريد أن يرى أخوه بنيامين :بدون أخوكم لن تروا وجهى ,وهى نفس الكلمة التى سيقولها ربنا لينا ,فبدون سر الأخ الذى هو المحبة والخدمة والغفران لن يكون لك دخول فى ملكوت السموات , ولذلك لكى يهرب قايين من كل التعب ومن الخوف ومن الحزن ومن هذا العقاب ماذا فعل قايين ؟أبتدا يفعل أولا تأسيس حضارة ومدنية ولأنه لديه أحساس بالخوف وبالتعب بالأنزعاج فبدأ يبنى ويشيد وينجب أولاد وكأنه أولا لكى يطمئن نفسه ,بدأ يقتنى !

عايز حاجات وكلما أقتنى شعر بالأحساس بالأطمئنان أو انه بيهرب من ربنا بيطمئن ونلاحظ ملاحظة ظريفة أن الأنسان بطبعه يحب الأقتناء عايز بالبلدى يكوش وحتى العلامة دى نجدها فى الطفل أول ما يتولد ورد الفعل بتاعه لما تضع أصبعك أو أى شىء فى يده تجده يقبض عليها ويمسك فيها ومش عاوز يسيبها وكأن أو حاجة بيتعلمها الأنسان فى حياته أنه يكوش على كل حاجة ويقولك دى بتاعتى أنا ..حاجتى أنا , يريد أن يقتنى وكأن فى الأقتناء بيشعر بأحساس مزيف بأنه مطمئن أن عنده سلام وعلى العكس أذا تأملنا نجد آخر رد فعل فى حياة الأنسان أنه يفرد يده ولا تنطبق مرة أخرى يعنى غصب عنه لازم يفتح أيده ,ولذلك حاول قايين الهروب بالمدنية .   

19*هنا الشر بدأ فى التزايد كانت الشريعة بداخله والطبيعة تعلمه الزوجة الواحدة  ولكنه لم يكن مكتفى عايز شهوة عايز أزيد وهنا بدأ ولأول مرة تعدد للزوجات أو تعدد للشهوة لأنه لم يكتفى ,عايز يقتنى وتبدأ الشهوة  تزيد معاه .

20* حتى22* وهنا بدأ يخترع موسيقى لتنسيه ما به ويخترع آلات وسيوف لتعطيه قوة ,يعنى واحد عايز يهرب من ربنا فأبتدأ يهرب بالمدنية للحضارة للموسيقى للقوة للصيد وبدأت القوة تزيد أكثر وأكثر.

23* وكان عنف لامك عجيب قال مجرد أنى أتجرح أقتل واحد لكن لو أتخربتش أموت عيل! ,هنا بدأت القوة والعنف فى الأزدياد والشهوة فى الأزدياد والهروب من الله فى أزدياد .

24* كل ما العنف بيزيد فى العالم وكل ما القوة بتزيد فى العالم وكل ما الشهوة بتزيد كلما البعد عن ربنا بيزيد ,والأنسان بيحب يهرب من ربنا بطرق كتيرة كما سنرى لاحقا ,والحقيقة أن المشكلة أن ربنا لا يخيف أحد ,هو الأنسان اللى ما بيسحملش المواجهه.

25*ومعنى كلمة شيث يعنى معين للخلاص أو عوض بدلا من اللى راح  لأن حواء وجدت أن هابيل مات وقايين لا يمكن أن يأتى من نسله المخلص .

26*أول ما أتولد أنوش أسم ربنا بدأ يعلن وأنوش تعنى أنسان أو الأنسان الجديد وهنا مع ميلاد الأنسان جديد كان أعلان لأسم الله ,رمز للمسيح الأبن الوحيد الذى هو خبر ,واللطيف أن نعرف أن السيد المسيح كان يسمى نفسه أبن الأنسان ومعناه بالعبرية بارانوش أو أبن أنوش وأضيف معلومه أن كلمة باراباس تعنى أبن الآب .

الحقيقة أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:

1-    آدم

اسم عبري ومعناه ((إنسان)) أو ((الجنس البشري)) وكذلك معناه لغوياً ((أحمر)) من ((آدام)) العبرية.ويقول البعض أنها جاءت في الأصل الآكادي أو الآشوري ((آدامو)) أي ((يعمل)) أو ((ينتج)) . وهو الإنسان الأول. والإنسان من صنع الله كبقية المخلوقات(تك 1: 26).

2-    حواء

اسم عبري معناه ((حياة)) الاسم الذي اعطاه آدم للمرأة الأولى لأنها أم كل حي (تكوين 20: 3)

3-    قايين

وهو الابن الأول لآدم وحواء – بعد السقوط – فهو أول إنسان وُلد في العالم. والاسم في العبرية هو نفسه “قاين” فمعناه “رمح أو حدَّاد، ولكنه شبيه بكلمة عبرية أخرى بمعنى “يقتني”، فعندما ولدته حواء “قالت: اقتنيت رجلاً من عند الرب” (تك 4: 1) ظناً منها أن فيه يتحقق وعد الله عن نسل المرأة الذي يسحق راس الحية (تك 3: 15).

4-    هابيل

هبل في العبرية : البخار، النسمة العابرة، الشيء الفارغ. الباطل (جا 1 :2). أبلو في الاشورية، ايبلا. في السومرية : الابن. بعضهم ربط الاسم بـ “يبل” او سائق القطيع. هذا الاسم اعطاه الكاتب الملهم الذي انطلق من مأساة الخطيئة (تك 4 :3-8). هو الابن الثاني لآدم وحواء، والاخ الثاني لقايين.

5-    حنوك

اسم عبرى معناه “مكرس أو محنك “، و هو اسم حنوك بكر قايين بن آدم، فهو أول أحفاد آدم، كما أن قايين بنى مدينة و دعاها باسم ابنه “حنوك” .

6-    عيراد

اسم عبري معناه ” سريع ” وهو بن حنوك بن قايين، وأبو محويائيل

7-    محويائيل

اسم سامي معناه “مضروب من الله”، وهو ابن عيراد حفيد قايين، وأبو متوشائيل (تك 4: 18)، وهو في العبرية نفس اسم “مهللئيل”.

8-    متوشائيل

اسم سامي معناه ((رجل الله)) وهو ابو لامك والرابع بعد قايين (تك: 4:18).

9-    لامك 

اسم عبري معناه “شاب قوي” .

10-                       عادة

اسم عبري معناه ” زينة ” ، وهو اسم إحدي زوجتي لامك من نسل قايين.

11-                       صلة

اسم عبري معناه (( ظل أو ملجأ )) إحدى امرأتي لامك.

12-                       يابال

اسم سامي لعل معناه ” متحرك ” . وهــــو ابن لامــك ( من نسل قايين ) من زوجته عادة .

13-                       يوبال

اسم ابن لامك وعادة، وأب كل ضارب بالعود والمزمار.

14-                       توبال قايين

اسم معناه ((ضرب مطرقة الحداد)) ابن لاماك من امرأته صلَّة، وكان حداداً ضارب كل آلة من نحاس وحديد (تك 4: 22).

15-                       نعمة

اسم سامي معناه ((مسر)) اخت توبال قايين، وابنة لامك وصلة (تك 4: 22).

16-                       شيث

اسم سامي معناه “بديل أو عوض أو مُعيّن” . وهو الابن الثالث لآدم وحواء ، وقد وُلد لهم بعد مقتل هابيل ، فدعته أمه  “شيثا”  قاتلة لأن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضا عن هابيل.

17-                       أنوش

اسم عبري معناه ((رجل)) أو أنسان وهو ابن شيث.

والى اللقاء مع الأصحاح الخامس راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الثالث

31 جويلية 2010

 

1 وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ

الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ:

«أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 

1 Now the serpent was more subtil than any beast of the field which the LORD God had made. And he said unto the woman, Yea, hath God said, Ye shall not eat of every tree of the garden?

2 فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، 

2 And the woman said unto the serpent, We may eat of the fruit of the trees of the garden:

 

3 وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ:

لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا». 

3 But of the fruit of the tree which is in the midst of the garden, God hath said, Ye shall not eat of it, neither shall ye touch it, lest ye die.

 

4 فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 

4 And the serpent said unto the woman, Ye shall not surely die:

 

5 بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا

وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 

5 For God doth know that in the day ye eat thereof, then your eyes shall be opened, and ye shall be as gods, knowing good and evil.

 

6 فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ

، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ،

وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. 

6 And when the woman saw that the tree was good for food, and that it was pleasant to the eyes, and a tree to be desired to make one wise, she took of the fruit thereof, and did eat, and gave also unto her husband with her; and he did eat.

 
 

7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ.

 فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.

7 And the eyes of them both were opened, and they knew that they were naked; and they sewed fig leaves together, and made themselves aprons.

 

8 وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ

عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ

 مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ.

8 And they heard the voice of the LORD God walking in the garden in the cool of the day: and Adam and his wife hid themselves from the presence of the LORD God amongst the trees of the garden.

 

9 فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».

9 And the LORD God called unto Adam, and said unto him, Where art thou?

 
 

10 فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ،

 لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».

10 And he said, I heard thy voice in the garden, and I was afraid, because I was naked; and I hid myself.

 

11 فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ

مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟»

11 And he said, Who told thee that thou wast naked? Hast thou eaten of the tree, whereof I commanded thee that thou shouldest not eat?

 

12 فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي

هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».

12 And the man said, The woman whom thou gavest to be with me, she gave me of the tree, and I did eat.

 

13 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَ

قَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».

13 And the LORD God said unto the woman, What is this that thou hast done? And the woman said, The serpent beguiled me, and I did eat.

 

14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ

 أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ.

عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.

14 And the LORD God said unto the serpent, Because thou hast done this, thou art cursed above all cattle, and above every beast of the field; upon thy belly shalt thou go, and dust shalt thou eat all the days of thy life:

 
 

15 وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا.

هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».

15 And I will put enmity between thee and the woman, and between thy seed and her seed; it shall bruise thy head, and thou shalt bruise his heel.

 

16 وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِ

الْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ

وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».

16 Unto the woman he said, I will greatly multiply thy sorrow and thy conception; in sorrow thou shalt bring forth children; and thy desire shall be to thy husband, and he shall rule over thee.

 
 

17 وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَ

أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا،

 مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.

17 And unto Adam he said, Because thou hast hearkened unto the voice of thy wife, and hast eaten of the tree, of which I commanded thee, saying, Thou shalt not eat of it: cursed is the ground for thy sake; in sorrow shalt thou eat of it all the days of thy life;

 

18 وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.

18 Thorns also and thistles shall it bring forth to thee; and thou shalt eat the herb of the field;

 

19 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ

 الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».

19 In the sweat of thy face shalt thou eat bread, till thou return unto the ground; for out of it wast thou taken: for dust thou art, and unto dust shalt thou return.

 

20 وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.

20 And Adam called his wife’s name Eve; because she was the mother of all living.

 
 

21 وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.

21 Unto Adam also and to his wife did the LORD God make coats of skins, and clothed them.

 

22 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ

 كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ

وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».

22 And the LORD God said, Behold, the man is become as one of us, to know good and evil: and now, lest he put forth his hand, and take also of the tree of life, and eat, and live for ever:

23 فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.

23 Therefore the LORD God sent him forth from the garden of Eden, to till the ground from whence he was taken.

 

24 فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ،

 وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.

24 So he drove out the man; and he placed at the east of the garden of Eden Cherubims, and a flaming sword which turned every way, to keep the way of the tree of life.

     

الأصحاح الثالث

الحقيقة هذا الأصحاح من أخطر الأصحاحات فى الكتاب المقدس فهو يحكى عن السقوط والحل

1* أذا كان الشيطان دخل فى الحية وذلك لأن الحية أذكى جميع الحيوانات وسنرى بأستمرار أن الحرب بين الشيطان والأنسان تكون على مستوى الفكر وأى خطية نرتكبها تبدأ على مستوى الفكر , ولذلك قبل ما ترتكب أى خطأ لابد أن يكون هذا الخطأ فى الفكر وكما قلت سابقا أنها ذهبت للمرأة ولم تذهب للرجل لأن آدم أستلم وصية من ربنا وكان عنده من الذكاء أن يحفظ الوصية أو العهد بينه وبين الله ,لكن دخلت عن طريق حواء ,وسنلاحظ ملاحظة لطيفة أن الشيطان لم يقطف من الشجرة وأعطى حواء لأنه لا يستطيع أن يمد يده على الشجرة لكن ما يستطيع أن يفعله أنه يدفعنى أنى أمد يدى بنفسى وأقطف ثمرة الشجرة وأقطف الخطية ليا  وهذ ما يفعله الشيطان لكى نعرف مدى سلطان الشيطان علينا ,أيضا حتى لا يقول أحد منا ده أنا ضعيف وغلبان والشيطان ضحك عليا أطلاقا ,لأن الشيطان ليس له أى سلطان على الأنسان يعنى لا يستطيع أن يمسك بيدك ويقول لك خذ أقطف أو يقطف لك ويعطيك ,وكما فعلت حواء كل العملية بنفسها وبكامل أرادتها ,هذا بالضبط ما يحدث معنا فى كل خطية وقالت الحية هو حقيقى ربنا قال لكم لا تأكلوا من أى شجرة من شجر الجنة بالرغم من أن الوصية لم تكن هكذا أبدا لكن هو أدخل الوصية بشكل آخر لأنه كذاب وأبو الكذاب ..أحقا.. أول خبطة فى العلاقة ما بين الله و وما بين الأنسان تتخبط هى علاقة الثقة, الشك ,هو صحيح ربنا قال لكم لا تأكلا من اشجر كله! ده ربنا مش كويس! يعنى يخلق كل الشجر ده وكل هذا الجمال ويحرمكوا ,فهو يضع بداخلك كل الدوافع وكل الغرائز وكل الأنفعالات ,وبعد ذلك أخيرأ يقول لك ربنا لا تفعل ذلك لماذا هذا العذاب؟ ليه هو قاسى كدة لماذا يفعل هكذا معك!؟ ,الشيطان دائما يريد أن يحطم العلاقة ما بين الأنسان وما بين الله .وكانت غلطة حواء أنها تركت فرصة للمناقشة بينها وبين الشيطان ,وبالرغم من سذاجتها لكن أعطت الفرصة للحية أن تدخل معها فى معركة غير متكافأة , ولذلك خطة الشيطان بأستمرار أنه بيلعب معنا فى الفكر وأول شىء هو نقطة الشك ,فيشككنى فى وجود الله ,وان هربت منه وأنتصرت عليه وقلت لأ أن ربنا موجود ,خطوته التانية أنه يشككنى فى صلاح الله ويبدأ يقول أه ربنا موجود بس ليه ناس ناس ,ربنا لا يحبك ,ربنا لا يعطيك ,ربنا لا يوفقك ,ربنا بينتقم منك ,وربنا وربنا ,يشكك فى صلاح ربنا وحب الله لنا ,ولو أستطعت أن تنتصر عليه فى هذه الخطوة التانية تبدأ خطوته الثالثة يشكك فى نفسك ! نعم ربنا موجود وربنا جميل لكن أنت لا تستحق شىء لأنك مش كويس وخاطى لأنك بعيد عنه (وصدقونى العبارة دى بأسمعها من ناس كتير قوى أنا ما أستحقش اللى ربنا عمله علشانا) فهو يريد أن يفقدك بأستمرار العلاقة ما بينك وما بين الله .

 

2*,3*نلاحظ غلطة حواء الثانية أنها أزادت فى الوصية ولم تكن كلمة تمساها موجودة أساسا لكن هى أحبت أن تظهر مدى شطارتها وأنها حافظة كلام ربنا قوى فأزادت من عندها .

4*,5*قالت الحية للمرأة لن تموتا! الحقيقة كل ما نرى كلمة ربنا واضحة فى حياتنا ,نجد عمل الشيطان يقول لك لا تصدق هذا الكلام ,أجله ,ده مش حقيقى ,فرصة أخرى ,تعبنا,جالنا صداع ,ليس هذا هو الوقت المناسب ,لن يحدث ,ونعود للحية قالت لن تموتا يعنى ربنا عارف وهى هنا تريد أن تصور ربنا بمنظر سىء وأنكم يوم تأكلا تصيرا مثل الله عارفين الخير والشر وهو لا يريد أن تكونا مثله,بالرغم من الله أصلا خلق الأنسان مثله , لكن نلاحظ أن عندما يسلم الأنسان فكره للشيطان ,وكان دور الشيطان أن يهيأ له أن ربنا مش كويس ده عنده حاجات يريد أن يحرم الأنسان منها .وهنا المعرفة بدأت تدخل من أتجاه آخر غير الله .

6*الشجرة كانت دائما شهية للنظر وكانت تراها كل يوم ,وهنا ظهرت حاجة وهى بهجة للعيون وفى ترجمة أخرى أنها منية العقل يعنى أقصى ما يمكن أن يتمناه الفكر يعنى أنك ممكن تسرح بخيالك وترى ممكن فكرك يوصلك لأى مدى ,هو ده الذى أنت محروم منه أو الذى نهاك أن تعمله هو ده منية الفكر! ,بأستمرار قانون الممنوع مرغوب ,يعنى هناك شىء والأنسان يشعر أنه ممنوع منه يتحول إلى منية العقل أو منتهى أشتهاءه ومنتهى تفكيره لدرجة أحساسة أنه وجودة وكيانه كله ليس له معنى بدون هذا الشىء ,وهنا نلاحظ لما الخطية تسيطر على الأنسان يصل الأنسان لهذا الأحساس يعنى من غير هذه الخطية لن يستطيع أن يفرح!وسيفقد كل معنى للحياة , وهذا يحدث لأقرب الناس لنا أحيانا ونفقدهم وهذا قد حدث لى شخصيا مع أقرب الناس لى , المهم عندما بدأ الأنسان ينفتح على مصدر للمعرفة آخر غير الله , يقول الكتاب أولا أنها رأت ! ما هذا هل أختلفت النظرة ده أنتى كل يوم ترينها هى هى الشجرة , ثم أتت الخطوة الثانية فأخذت من ثمرها يعنى أمدت يدها بكامل أرادتها وليس الشيطان من قطف وأعطاها وتأتى الخطوة الثالثة بعد ما قطفت أكلت و أتت الخطوة الرابعة وبعد ما أكلت أعطت لرجلها وقالت فى نفسها ده صحيح طعمها حلو واعطت لرجلها وكأنها أرادت أن تسقطه ,والحقيقة هناك تأملات وفلسفات كثيرة فى تصرف آدم أولهم لماذا أكلت يا آدم ؟ ويبدو لنا أن آدم سقط أيضا بمعرفة يعنى أنه أحس أن لما حواء أكلت ولم يحدث لها شىء فقال فى نفسه أذا كلام ربنا لن يحدث ولذلك أكل ,أو من شدة حبه لحواء عرف أنها ستسقط وتموت فقال أموت معاها , والحقيقة أى سبب كان الدافع وراء انه أخذ من يدها وأكل ,لكن واضح أنه أكل بأرادته وأكل بمعرفة كامله وهنا واضح جدا الفعل الأرادى يعنى كل واحد فينا بيسقط بأرادته وبمعرفة كامله ,من الممكن أنه كان هناك محبة شديدة جدا بينه وبين حواء وإلتصاق ووحدانية ,لكن بعد الخطية سنرى كيف تتغير هذه المحبة وكيف أن كل واحد بيرمى الغلط على الثانى , والحقيقة هذه هى قصة الخطية بأستمرار 1-شك الأنسان أتربط بيه 2- شهوة الأنسان أتربط بيها3-كبرياء يصيران مثل الله وهذه هى التهمة التى مات بسببها المسيح أنه جعل نفسه ألها ولم يتفق كل شهود الزور أنهم يميتوا المسيح إلا بتهمة أنه جعل نفسه إلها وكأنه حمل خطية آدم وكما رأينا فى التجربة على الجبل نفس الخطوات ونفس التجارب الثلاثة التى جرب بها الأنسان ,المسيح بيتجرب بيها وبينتصر 1- تجربةالشهوة حول الحجارة خبز 2- تجربة الشك أن كنت أبن الله أرمى نفسك وشوف المكتوب حايتم وإلا لأ 3- تجربة الذات أعطيك كل ممالك العالم لو سمعت كلمتى , كما رأينا أن الشيطان هو الذى سعى لآدم وحواء ألى الجنة وأوقعهم وأنتصر عليهم , ورأينا أن المسيح صار مقادا بالروح ألى البريه وهى كانت مكان الشيطان وهنا المسيح ذهب ألى مكان الشيطان بنفسه يعنى سعى نحو الشيطان ليجرب من أبليس وأنتصر للأنسان وفك رباط الشك ورباط الشهوة ورباط الذات ورباط الخطية الى أتربط بيه الأنسان ,ولذلك أول ما خرج المسيح من جبل التجربة ورجع ودخل كفر ناحوم يقول الكتاب دفع أليه ليقرأ فقرأ سفر أشعياء روح الرب مسحنى لأطلق المأسورين بالأطلاق لأبشر المساكين بالحرية كل ده أفك الأنسان وأنادى بسماء مقبوله للرب وبيوم أنتقام لألهنا لأن هذا ما فعله المسيح أنه رد التجربة وأنتصر للأنسان بجسد الأنسان ,وكان كل ما الشيطان يحاول رفع التجربة لمستوى الألوهية بقوله أن كنت أبن الله لكن يرد عليه المسيح بمستوى البشرية ,ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان وكأنه يقول أنا بأنتصر للأنسان . 7*الحقيقة كانت المشكله هى مشكلة المعرفة فلما عرفوا وأنفتحت أعينهم ووجدوا أنفسهم عريانين ,الشيطان لم يقل لهم خيطوا ورق تين ,لكن من نفسهم خيطوا ورق التين وهذا هو ثالث مصدر للمعرفة كما قلت مسبقا هوالأنسان ذاته , ونراجع ما قلناه كان الأول هناك مصدر واحد هو الله وبعد السقوط أصبح مصدر المعرفة من 1-الله 2- الشيطان 3- الأنسان ذاته, ولذلك هذا يفسر لنا الحالة التى يصبح الأنسان فيها فى صراع وأضطراب ..مرة تجده شجاع ومرة أخرى تجده جبان ومرة تجده فرحان ومرة تجده زعلان ومرة صح ومرة غلط يعنى متقلب لماذا ؟ الحقيقة لوجود صراع بداخله فذاته مرة تنحرف ناحية ربنا وتنحرف مرة أخرى ناحية الشيطان ولذلك يقول بولس الرسول فى رسالته لرومية 7: 24  وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟من ينقذنى من هذا الصراع الذى نشأ بداخلى نتيجة مصادر معرفة مختلفة على النقيض ,وهذا هو حال الأنسان نتيجة سقوطه فى الخطية أضطراب وقلق صراع صعب عليه ,فكانت المعرفة من مصادر مختلفة سبب هذا الصراع ,وأريد أن نلاحظ أن الحياة الأبدية أيضا معرفة ولكن معرفة سليمة ,ربنا معرفته تشهوت فى حياة الأنسان بفعل الشيطان وعن الحياة الأبدية يقول يوحنا 17 : 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. يعنى يعرفوك لكن يعرفوك هذه المرة صح , ويحضرنى هنا عن المعرفة مثل الأبن الضال الذى كان يعرف ابوه بصورة مشوهه فى الأول كان يعتقد أن أبوه يتحكم فيه ,أبوه بيراقبة بتعمل صح وبتعمل غلط وتعمل وما تعملش فهرب بعيد عن ابوه لكن لما عاد لحضن أبوه عرف أبوه بطربقة ثانيه خالص عرف قد ايه أبوه بيحبه قد أيه ابوه بيقدره وقد أيه أبوه فرحان بيه يعنى كان عنده فكرة فى الأول خاطئة ولكن هذه الفكره وضحت له ,وهذا ما سيجىء المسيح لعمله أن يعيد تفكير الأنسان مرة تانية لفكر جديد والخليقة الجديدة كما يقول عنها بولس الرسول فى رسالته الأولى لكورونثوس 2: 16 لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.وبعد ما تشوهت المعرفة يقول الكتاب فانفتحت أعينهما ورأيا أنهما عريانين ,حقيقى النظرة أتغيرت  يعنى فى الأول كانوا شايفين لكن لا يوجد فرق لكن بعد الخطية النظرة أتغيرت لكل شىء 1-النظرة أتغيرت لربنا 2- النظرة أتغيرت للشيطان 3- النظرة أتغيرت للأنسان نفسه 4- النظرة أتغيرت للجنس 5- النظرة اتغيرت للأكل 6- النظرة أتغيرت لكل شىء آخر لم أذكره ولذلك يقول بولس الرسول فى رسلته لتيطس 1: 15 كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ، وَأَمَّا لِلنَّجِسِينَ وَغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسَ شَيْءٌ طَاهِراً، بَلْ قَدْ تَنَجَّسَ ذِهْنُهُمْ أَيْضاً وَضَمِيرُهُمْ.ولذلك قال السيد المسيح فى مت 6: 23 وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِماً فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَماً فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!والحقيقة أن المشكلة هنا أنهم أنفتحت أعينهم ووجدوا أنفسهم عريانين يعنى مفضوحين فكلمة عريان يعنى فضيحة ولذلك دائما الأنسان عندما يفعل الخطية لا يفعلها فى العلن يفعلها فى الظلام فى الخفاء لأنها عار بالنسبة له يكون الواحد بيكذب من رأسه لرجليه وعندما تقول له أنت بتكذب تجده بسرعة يقول لأ طيب ليه؟ الحقيقة لأنه لا يريد أن يتعرى .. أنت سرقت ,, لأ برغم أنه عارف أنه سارق لكنه لا يريد أن يتعرى وأصبحت كل أعمال الخطية تتم فى الظلمة فى الخفاء والنتيجة طبعا مؤسفة لقد أهدرت الخطية كل ما هو آدمى وألهى فيه يعنى فقد آدميته وأحترامه لنفسه ونظرته لنفسه وليس فقط نظرته لله ونظرته للكون وهنا أصبح يخجل من نفسه ,وهنا أنفتحت أعينهم على شقاوتهم وعلى الفعل الأحمق الذى فعلوه لم يستطيعوا أن يروا شىء غير شقاؤهم أو بالبلدى خيبتهم يروا أنفسهم عريانين ,وهنا يتضح أن هناك فرق كبير بين الرؤيا التى يعطيها الله للأنسان وبين الرؤيا التى يعطيها الشيطان للأنسان ولذلك كما يقول بولس الرسول فى رسالته لرومية 5: 12 مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. يعنى اصبح هناك موت جسدى بالنسبة لآدم وفى موت أدبى لأنفصاله عن الله وفى موت أبدى وهذا ما سنراه فى آخر هذا الأصحاح  , وبعد ذلك أخاطوا لأنفسهم ورق التين وهنا نعرف لماذا لعن الله شجرة التين ,لأن ورقة التين هى كل محاولة للنسان أنه يستر نفسه بنفسه أو كل محاولة بالبر الذاتى ,والحقيقة هى كل المحاولات التى تفعلها الأديان الأخرى بين بعض الممارسات من صوم وصلاة ويذهبون لأماكن معينة لعمل فرائض معينة كل هذه نطلق علها ورق تين شكليات لا تستطيع أن تغطى الأنسان لا تستطيع أن تستره أذا ماهو الحل؟ أكيد كلنا عارفين فقط ذبيحة المسيح هى التى تستر عرى الأنسان ,فبالرغم من أنهم خاطوا ورق التين لكن لما مشى ربنا فى الجنة ونادى عليه ظل عنده أحساس أنه عريان يعنى ورق التين لم يستطع أن يستره ولذلك نستطيع أن نفهم لماذا لعن المسيح شجرة التين ,بمعنى أن كل محاولة شكلية ببعض الممارسات الأنسان بيحاول أنه يعملها علشان يستر نفسه بورق تين والحقيقة ورق التين لا يمكن يثبت عليك واحد يشده أو يشبك فى حاجة يخلع كله أذا هناك طريق واحد للتغطية سنراه لاحقا .

8*هذه الآيه خطيرة جدا لأنها بتتكلم عن الثالوث ,وأول ما الأنسان أخطأ الثالوث لحقه على الفور وهب لمساعدته يعنى الله تحرك تجاهه يقول الكتاب سمع صوت الرب (الآب)ماشيا أى بتجسد على الأرض(الأبن)عند هبوب الريح التى ترمز إلى (الروح القدس),كيف هذا الثالوث فى حبه تحرك ناحية الأنسان لكى ما يفتديه لكى ما ينتشله من الخطية التى فعلها وعند هبوب ريح النهار يعنى النهار بدأ يميل أو وقت الغروب والظلام سيدخل والتعبير الجميل ربنا يريد أن يلحقه قبل الظلام ولكن آدم أختبأ من وجه الرب الأله  لأنه لا يستطيع مواجهة ربنا ونأخذ بالنا أن الكتاب المقدس أسنخدم الرب الأله وليس من وجه الله لكن من وجه يهوه الرب الأله إله العهد, وهنا آدم لم يستطع أن يواجه الشركة بينه وبين إله العهد الذى هو يهوة وأتمنى أن نأخذ بالنا من هذه المعانى الجميله جدا ,لأننا سنرى كيف الأنسان لما بيخطىء فى حق ربنا لا يريد أن يقف يصللى حتى لا يفضح ولا يريد أن يسمع كلمه تبكته ومن الممكن يخرح بألف حجة ,تعبان ,عندى صداع ,عايز أنام ,النهاردة ورايا مشاكل كتيرة ,لا يريد مواجهه نور ربنا دايما يريد الأختباء منه ,والحقيقة ستختبىء منه أين ! ,هنا آدم أختبأ فى وسط شجر الجنة لكنه لا يعلم اين إلى متى سيختبىء من الله الحقيقة التأمل هنا عندما أختبأ فى وسط أشجار الجنة أى أنه فى وسط البهجة وفى وسط المسرة يريد أن يضحك بأستمرار ويتلذذ بأستمرار عايز موسيقى وعايز وعايز ضحك وفسح لكى ينسى الواقع ,لكنه لا يستطيع .

9*,10*وناداه ربنا وقال أين أنت ,انت فين  وهذا سؤال يوجهه ربنا لكل واحد فينا أنت فين من وصيتى وانت فين من محبتى وانت فين من علاقتى بيك وانت فين من العشرة اللى بينا والشركة الحميله والعهد اللى بينا ولما قيل هذا السؤال لداوود قال لربنا من وجهك أين أهرب أن نزلت ألى أسافل الأرض أنت هناك وان صعدت ألى أعلى الجبال أنت هناك وبولس الرسول لما أحب يهرب قال أين أذهب لأن محبة المسيح تحصرنا من كل جانب محوطة علينا حنهرب منها فين وستبقى هذه المحبة محيطة بك وتسألك أين أنت بالضبط فأيا كان موضعك أو مكانك أنت فين فقال آدم سمعت صوتك فى الجنة فخشيت ولأول مرة يدخل الخوف قلب آدم وفى حياة الأنسان وكل ذلك بسبب الخطية ,خوف من الله وخوف من الشيطان وخوف من الحيوانات ومن الطبيعه ومن المستقبل ومن الناس المحيطين به وخوف من نفسه وخوف من المرض ومن العجز ومن التعب وخوف من كل شىء .

11*,12*فقال الله من أعلمك هل أكلت من الشجرة وكأن ربنا بيساعد الأنسان أنه يعترف ,ولكن الأنسان لا توجد عنده القدرة أنه يقول أنا أخطأت وربنا هنا عاوزه يخرج ما عنده عايزه يعترف لكى يغيره لكن هو الأنسان فى عناده لا يمكن يقول أنا أخطأت أبدا,وهنا آدم يحول التهمه ألى حواء ,انه لم يخطىء والبديهى ماذا جعلك تستمع أليها وتمد يدك وتأخذ منها وأرجع الغلط على الله أنا قلت لك أعطيها لى أليس انت الذى جعلتها معى أنا لم أطلبها منك ,بالرغم أن ربنا لم يخلقها ألا لما آدم شعر بأحتياجه لها .

13*قال الله للمرأة ما هذا الذى فعلتى؟وهنا جاء دور المرأة فى الدفاع عن نفسها والقت المسئوليه كلها على الحية التى غرتها والسؤال ماذا جعلك تمدين يدك اذا كان هى أغرتك .

14*,15*الله لم يسأل الحية لكن أعطاها اللعنة فوراو يقال أن للحية كان أرجل وبسبب اللعنة بدأت تزحف على الأرض  وتأكل التراب وكما سنعرف أن آدم من تراب وألى تراب يعود فهى تأكل الأنسان وكما نعرف أنه قبل مجىء المسيح كان الشيطان يحصد كل الذين يموتون وكان يبتلعهم والجميل فى ربنا أنه قبل أن يعاقب آدم وحواء أولا لعن الحية وتكلم عن فكر الخلاص قبل أن يكلم آدم وحواء عن العقاب وكأن ربنا يريد أن يقول للأنسان أن الخلاص هذا من صنعى وكانت النبوءة عن المسيح هو يسحق رأسك وأنتى تسحقين عقبة والعقب هو الرجل ورأسه هو رأس الحية والمسيح هو الذى سيسحق رأس الحية أو فكر الحية ,فأذا كان الفكر هو بداية الخطية فالمسيح سيدوس على فكر الحية سيسحقها ولكن الحية ستلسع عقب المسيح أو جسد المسيح يسلم إلى الموت من أجل أن يسحق رأس الحية وهنا ربنا بشر المرأة بالخلاص قبل أن يكلمها عن العقوبه .

16*أعطى ربنا السلطان للرجل وأن المرأة تظل منجذبة للرجل الذى أغرته .

17*حتى 19*الله لم يلعن آدم لكن لعن الأرض وحمل اللعنة فى رأسه بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وهنا العمل تحول مقترن بالتعب وشوكا وحسكا تنبت لك الأرض ولذلك حمل المسيح أكليل الشوك فى رأسه لأنه حمل لعنة الأنسان ,وكان الموت الأدبى والموت الأبدى أن الحية ستأكل هذا التراب وأن الشيطان هو الذى سيستولى على كل جنس آدم وبنيه الذين ماتوا قبل مجىء السيد المسيح ,فكان النتيجة التى عملها ربنا أن نسل المرأة يسحق رأس الحية ويقول بولس الرسول آيتين فى منتهى الجمال فى غلاطية 4: 4 وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ،آدم كان يسمى أنسان والمرأة تسمى أمرأة أو بالعبرى أيش وأيشه ولم يعرف أسم حواء بعد وفى رومية 8: 3  لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ والمسيح لم يجىء لكى يموت فقط من أجل الأنسان لكن المعنى الأجمل أنه جاء ليموت لأجل الأنسان ويموت ويقوم فيه الأنسان ولذلك كانت القيامة مرتبطة بالموت يعنى لم يكن يكفى أن المسيح يموت من أجل الأنسان ,لكن كان لابد أن يقوم ليقوم الأنسان فيه .

20*نأخذ بالنا من هذه الآية لأنها خلاص آدم كله ,نحن دائما ننظر لآدم أنه أخطأ ولم يفعل شىء كويس ,لكن بعد ما سمع كلام ربنا وعرف الوعد فأسمى المرأه حواء أم كل حى بالرغم فى هذا الوقت كان لابد أن يسميها أم كل ميت,لكن كان هذا أيمان آدم أن الله سيجعل حواء أم كل حى ,وأننا سنقوم فى شخص المسيح وننتبة لأن هذا المعنى جميل جدا وهذه هى النقطة الوحيدة التى أظهرت ايمان آدم أنه فى القت الذى كان المفروض أنه يسميها أم كل ميت رأى خلاص المسيح ووعد المسيح فسماها أم كل حى ,لأنه كان علينا حكم بالموت ولكن بالمسيح سنموت ونقوم ويكون لنا حياة,ولذلك رأى قيامة المسيح .

21*قال الله لآدم أتريد أن تستر لا شىء يسترك إلا الكفارة (التى تعنى cover  أو يستر ويغطى ) إلا الذبيحة إلا الدم,وتأخذ الجلد تلبسه يريحك ويستر عريك كما يقول أشعياء 61: 10  فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا وهذا البر الذى سيستر العرى مؤسس على ذبيحة المسيح كما يقول فى عبرانيين 9: 22 وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!ولماذا سفك الدم ؟ لأن سفك الدم هو الحياة أو حياة عوض عن حياة,بمعنى أنسان مات لكن له حياة عوض عن حياة أخرى فى شخص السيد المسيح ,وننتبه هنا يقول الكتاب وصنع الرب الإله أو يهوة إله العهد وليس إلوهيم يعنى الكتاب يريد أن يقول لنا أن هذا الخلاص من صنع الله لا يستطيع الأنسان أن يصنعه لنفسه ابدا,ولكن الأنسان لابد أن يقبله لنفسه!,لأن صنع الخلاص هو مقدرة الله ,لكن قبول هذا الخلاص هو مسئولية الأنسان, ونجد أن الكتاب يقول وألبسهما يعنى غطاهم ولذلك لازم نقول باستمرار فى وقت خلوتنا مع ربنا يارب غطينى وأسترنى لانه لا أحد يستطيع ان ينزع الأحساس بالعرى والفضيحة والخزى غير عمل الله فى حياتنا.

22*الأنسان أحب أن يكون مثل الله لكن عن طريق الشبطان وعن طريق الخطية وهذا لن يتحقق ولو ذهبنا ليوحنا نرى الطلبة التى يطلبها المسيح قبل ما يذهب للصليب 17: 21 لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِى وهنا نرى ما كان يريده الأنسان ربنا حققه له لكن بطريقته وبعمله ولنفهم أن ربنا لم يشأ أن يحرم الأنسان من شىء ولكن أستعجال الأنسان وعدم قناعته بما هو فيه ,ده كان عنده كل الشجر لكن نظر للشجرة الوحيدة التى نهاه الله عنها وظنها منية العقل وهذا مافعله داوود النبى عندما أشتهى وزنا مع أمرأة غيره مع أن ربنا بيقول له أنا ما حرمتكش من حاجة ,وهنا عدم القناعة وأستعجاله وطريقته الملتوية التى لجأ ليها من أجل أنه يعرف هى التى جلبت عليه كل هذه الويلات , وهنا يظهر حب الله فى أن يمنع الأنسان من أن يأكل من شجرة الحياة وهو فى حالة الخطية حتى يكون له فداء فلو أكل وهو فى حالة الخطية سيكون للأبد حاملا الخطية يعنى من محبة ربنا طرد آدم من الجنة وليس لأنه غضبان منه وقاله أمشى برة ل أده من حبه طرده من الجنة حتى لا يمد يده ويأكل وهو مازال بحالة الخطية ,لكن سيجعله يأكل من شجرة الحياة لما يغيره ولما يجدده ,لما يصيره خليقة جديدة ولذلك نرى فى سفر الرؤيا ربنا يقدم لينا شجرة الحياة فيها شفاء للأمم ويقول للأنسان لتأكل منها الرؤيا 22: 2  فِي وَسَطِ سُوقِهَا وَعَلَى النَّهْرِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ شَجَرَةُ حَيَاةٍ تَصْنَعُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفَاءِ الأُمَمِ.

23*يعيش الأنسان دائما فى حالة الخطية يكون فى أنفصال عن الله فى الموت الأدبى والأبدى وهنا تركه فى الأرض بعيد عن البهجة والمسرة.

24* لننتبه لهذه الآية الأخيرة هناك كاروبيم وسيف لهيب متقلب يعنى فى كل الأتجاهات وطريق شجرة الحياة ,وكل هذه الرموز هى لشخص السيد المسيح وهنا لم يقل الكتاب لم يضع كاروبيم بل قال الكاروبيم وهنا معرف وبعد كده من هو سيف ذو حدين هو كلمة الله بتأخذ على الناحيتين وبعد كده طريق شجرة الحياة ,فمن تكلم عن نفسه أنه طريق (أنا هو الطريق والحق والحياة) ,فالأنسان وقف أمامه الكاروبيم والمسيح هو الباب وهو الطريق وهو نهاية الطريق ,الكاروبيم واقف على الباب بيمنع دخول الطريق والطريق يؤدى إلى شجرة الحياة (أنا هو البداية والنهاية) ,الباب والطريق وأبد الطريق ,فكان أمام الأنسان المسيح ,ولذلك كان المسيا المنتظر هو رجاء الأنسان , ويحضرنى فى أحد كتب التقليد اليهودى تعليق لطيف أن آدم وهو مطرود من الجنة نظر للكاروبيم وقال له متى سأرجع مرة أخرى فرد عليه الكاروبيم عندما يكون لك الوجه الأول الذى خلقت عليه , يعنى نرى هنا ألى مدى شوهت الخطية جمال الأنسان ولذلك جاء المسيح ليخلق الأنسان من جديد ويعيد خلقته مرة جديدة ليعيده إلى الصورة الأولى ولذلك عمل المسيح أنه يجعلنا خليقة جديدة وهذا ما فعله فى القيامة أنه بعد ما قدم الفداء ودخل الصليب والقبر والقيامة نفخ فى وجه تلاميذه أعاد ليهم النفخة الأولى فصار بدلا من نفس حية صار روحا محييه فهو نفخ فى الكنيسة وفى الخلقة الجديدة التى أعطاها لنا نفخة حياه جديدة ولذلك كل الكتاب المقدس مرتبط ببعضه البعض أرتباط وثيق جدا ,فكان هو الكاروبيم وهو الكاروبيم الممتلىء أعين أو معرفة وكان هو لهيب سيف النار المتقلب وكان هو الطريق وكان هو شجرة الحياة,وتنتهى الصورة بآدم المطرود فى وسط الأرض.

خاتمة

وألى هنا انتهى الأصحاح الثالث بقصة سقوط الأنسان وكيف أن الخطية تبدأ من الفكر وبتكمل بأرادة الأنسان التى أعطاها الله للأنسان ولم يأخذها منه مرة أخرى وأن الله يريدة بأرادتة الكامله سواء تبعه أم لا سواء أخطأ أو لا فأرادتة كامله وحرة وهنا تعليق من أحد فلاسفة الهند يقول أنى أحب الله لأنه الوحيد الذى أقدر أن أقول له لا يعنى ربنا هو الوحيد الذى أعطانى الحرية أنى أقول له لأ ,وكذلك عتاب الله مع آدم و حواءوعدم أعترافهم بخطيتهم والجميل هنا لما جاء المسيح على الأرض جاء وأعترف بدلا من الأنسان ووقف فى طابور المعترفين لما ذهب ليتعمد بالرغم من أنها كانت معمودية التوبه لمغفرة الخطايا وهو لم يفعل أى خطية إلا أنه وقف فى طابور المعترفين بدلا منى ومنك وآدم وحواء وكل الخليقة التى رفضت أن تعترف بخطيتها ولذلك قال ليوحنا المعمدان أسمح الآن لنكمل كل بر ,كل بر عجز الأنسان أن يفعله أو رفض أن يفعله ,ورأينا السترة التى ستر بها ربنا آدم وحواء من عريهم الأقمصة التى من جلد وهى رمز جميل للسيد المسيح ويقول بولس الرسول فى رسالته لغلاطية 3: 27  لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.   وكأن المسيح هو قميص الجلد أو الكفارة التى تستر عرى الأنسان ,وهناك سؤال دائما بيسأله البعض :أنه من المعروف أن آدم أخطأ فى حق الله ومن المعروف أيضا أن الله له رحمة وله غفران فكان آدم أعتذر لربنا وكان ربنا سامح الأنسان والموضوع أنتهى ولا داعى لفكر التجسد وأن ينزل الله ويأخذ جسد ؟ الحقيقة أنا لا أريد أن أذكر موضوع الله الغيرالمحدود والخطيةالغير محدوده والكفارة الغير محدودة التى كان الأنسان فى حاجة أليها ولكن فى مثل بسيط سأذكرة يعطينا فكرة عن ضرورة فكر التجسد ولماذا كان لابد أن المسيح يتجسد ( لو فى طفل صغير أبوه بيقوله وصية بيوصيه وأنت ذاهب ألى المدرسة لا تأكل أى شىء من الطريق فالولد أخذ وصية أبوه وبعد ذلك وهو ماشى فى الطريق الجو حر ووجد بائع أيس كريم واقف على باب المدرسة والأيس كريم شكله جميل ومع حرارة الجو أصبح مغرى ليه وهو يريد أى شىء مثلج لأن الجو حر وفى نفس الوقت أفتكر أبوه وصاه بأيه وصية أبوه أنه لا يأكل من الطريق ولكن أمام الأغراء مد يده فأشترى وأكل وعاد الى البيت وهو عنده درجة حرارة عاليه وأخذ يتقيأ وأصبح مريض ومنظرة تعبان جدا وقرع الباب ففتح ليه أبوه ورآه أبوه بالمنظر التعبان ده وقال له أنت أكلت حاجة من بره ,فمهما حاول الطفل أنه يرضى أبوه ويقدم الأعتذارات ويبكى ويقول له سامحنى وأنا غلطت فى حقك وممكن يسجد له على الأرض ويخبط رأسه فى الحائط أو يضرب نفس بالألم يعنى مهما أعتذر هذا الطفل هل يستطيع أن ينال شفاء الحقيقة أطلاقا ,ومهما كان الأب غفور رحيم متسامح متفاهم ومتساهل جدا وقال له خلاص أنا سامحتك ولا تفعل هكذا مرة أخرى هل يستطيع الأبن أن يشفى الحقيقة أيضا أطلاقا ,أذا فلا أعتذارات الأبن ولا مغفرة الأب تستطيع أن تعطى شفاء لهذا الطفل وننتبه هنا أن هذا ما يحدث فى الأديان الأخرى ,أذا أخطأت يقولك قدم أعتذارات ,صللى وصوم أذهب لأماكن معينة وأعمل فرائض معينه والحقيقة بمثل هذا التفكير فمهما عملت لن تنال الشفاء ومهما كان الأب غفور رحيم وبيقبل توبة الأنسان لا يمكن الأبن يشفى فلا أعتذارات الأنسان مهما وصلت درجتها وتمادى الأنسان فى هذا الأعتذار ولا رحمة الأب بالرغم من غفرانه الكبير أن يعطى شفاء لهذا الطفل ,لكن الشفاء ينال بشىء واحد فقط ,انه لابد أن يأخذ دواء يدخل داخله يتصارع مع الميكروب الذى بداخله مع الخطية اللى بداخله ينتصر عليه ويقضى عليه فينال الأبن الشفاء وهى دى كانت فكرة وضرورة التجسد أنه كان لابد أن يدخل المسيح داخلنا من أجل أن الصراع الذى بداخلنا مع الخطية بالمسيح وحدة نستطيع الأنتصار والقضاء على الخطية نهائيا  ولنقول مع الله فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ أذا المسيح كان لابد أن يأتى بنفسه ليقضى على الخطية الساكنة فينا وليس هذا فقد بل أن المسيح قدم نفسه كدواء أو ترياق يعطيهم للأنسان فى شكل جسد ودم وعندما يأخذهم الأنسان بأستحقاق (وهذا موضوع آخر) يقضوا على الخطية التى بداخل الأنسان فينال الشفاء أو حكم الشفاء ,وسنرى فى الأصحاح الرابع كيف أن الخطية بدأت تنتشر فى العالم والى اللقاء مع الأصحاح الرابع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الثانى

28 جويلية 2010

 

 

1 فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا.

1 Thus the heavens and the earth were finished, and all the host of them.

2 وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.

فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.

2 And on the seventh day God ended his work which he had made; and he rested on the seventh day from all his work which he had made.

 

3 وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ،

لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.

3 And God blessed the seventh day, and sanctified it: because that in it he had rested from all his work which God created and made.

 

4 هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ.

4 These are the generations of the heavens and of the earth when they were created, in the day that the LORD God made the earth and the heavens,

 
 

5 كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ،

 وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ

لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ.

5 And every plant of the field before it was in the earth, and every herb of the field before it grew: for the LORD God had not caused it to rain upon the earth, and there was not a man to till the ground.

 

6 ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ.

6 But there went up a mist from the earth, and watered the whole face of the ground.

 

7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ،

 وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.

7 And the LORD God formed man of the dust of the ground, and breathed into his nostrils the breath of life; and man became a living soul.

 

8 وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا،

وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.

8 And the LORD God planted a garden eastward in Eden; and there he put the man whom he had formed.

 
 

9 وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ

وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ،

وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.

9 And out of the ground made the LORD God to grow every tree that is pleasant to the sight, and good for food; the tree of life also in the midst of the garden, and the tree of knowledge of good and evil.

 

10 وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ،

وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ:

10 And a river went out of Eden to water the garden; and from thence it was parted, and became into four heads.

 

11 اِسْمُ الْوَاحِدِ فِيشُونُ،

وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ الذَّهَبُ.

11 The name of the first is Pison: that is it which compasseth the whole land of Havilah, where there is gold;

 

12 وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ. هُنَاكَ الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ.

12 And the gold of that land is good: there is bdellium and the onyx stone.

 

13 وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّانِى جِيحُونُ، وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ.

13 And the name of the second river is Gihon: the same is it that compasseth the whole land of Ethiopia.

 

14 وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ،

وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابعُ الْفُرَاتُ.

14 And the name of the third river is Hiddekel: that is it which goeth toward the east of Assyria. And the fourth river is Euphrates.

 

15 وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا.

15 And the LORD God took the man, and put him into the garden of Eden to dress it and to keep it.

 

16 وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً،

16 And the LORD God commanded the man, saying, Of every tree of the garden thou mayest freely eat:

 
 

17 وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ

وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».

17 But of the tree of the knowledge of good and evil, thou shalt not eat of it: for in the day that thou eatest thereof thou shalt surely die.

 

18 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ،

 فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ».

18 And the LORD God said, It is not good that the man should be alone; I will make him an help meet for him.

 
 

19 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ

 وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا،

وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا.

19 And out of the ground the LORD God formed every beast of the field, and every fowl of the air; and brought them unto Adam to see what he would call them: and whatsoever Adam called every living creature, that was the name thereof.

 

20 فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ

 وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ.

20 And Adam gave names to all cattle, and to the fowl of the air, and to every beast of the field; but for Adam there was not found an help meet for him.

 

21 فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ

وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا.

21 And the LORD God caused a deep sleep to fall upon Adam, and he slept: and he took one of his ribs, and closed up the flesh instead thereof;

 

22 وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.

22 And the rib, which the LORD God had taken from man, made he a woman, and brought her unto the man.

 

23 فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي

وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ».

23 And Adam said, This is now bone of my bones, and flesh of my flesh: she shall be called Woman, because she was taken out of Man.

 

24 لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.

24 Therefore shall a man leave his father and his mother, and shall cleave unto his wife: and they shall be one flesh.

 

25 وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.

 

 

الأصحاح الثانى

25 And they were both naked, the man and his wife, and were not ashamed.

1*حتى 3* هنا نلاحظ أن ربنا لم يقل وكان مساء وكان صباح وكأن نحن الخليقة كلها تعيش فى اليوم السابع فى يوم الراحة,أن الله أراد من خلقة الأنسان الراحة أو أن الأنسان يعيش فى الراحة ,ونتأمل فى كلمة فأكملت السموات سنجدها تكررت ثلاث مرات بنفس اللفظ فقط 1- يوم ما أكمل الله كل عمل فى الخليقة يعنى عمل الخلقة ,2- يوم ما نطقها السيد المسيح على الصليب يوم ما أكمل عمله على الصليب ,قد أكمل 3- فى سفر الرؤيا قد تم فى آخر سفر الرؤيا فى المجىء الثانى قد تم كل شىء 16: 17 ثُمَّ سَكَبَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ جَامَهُ عَلَى الْهَوَاءِ، فَخَرَجَ صَوْتٌ عَظِيمٌ مِنْ هَيْكَلِ السَّمَاءِ مِنَ الْعَرْشِ قَائِلاً: «قَدْ تَمَّ!» وهذة ثلاث مرات تكلم عن كمال كل شىء , ويوم السبت أى أن ربنا سبت يعنى راحة بالعبرى بمعنى ان ربنا أستراح فى خليقته وفرح بها,وليس معنى أن ربنا أستراح أنه تعب أو أنه توقف عن العمل ولكن معنى أنه أستراح أنه فرح بخليقته لأن المسيح يقول أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل ’وربنا لا يجلس ويقف لكى يستريح ولكن المعنى هنا هو أنه فرح  لما قال ان كل شىء حسن حسن وعند الأنسان قال أنه حسن جدا ولكن جاء الأنسان كما سنرى لاحقا وكسر يوم السبت ,كسر راحة ربنا وكسر فرحة ربنا أى أفسد هذا اليوم ,لكن المسيح أعاده مرة ثانية عندما جاء فى السبت الكبير ودخل القبر وأستراح فى القبر , والعجيبة أن رؤساء الكهنة خارج القبر يبحثون عن أختام وحراس ويعينون ويذهبون ويجيئون ولكن المسيح كان مستريح داخل القبر ,أى أرجع الراحة مرة أخرى بالفداء الذى عمله ولذلك لو نقرأفى سفر أشعياء 56 يتكلم الأصحاح كله عن طوبى لذلك الأنسان الذى يحفظ يوم السبت ولم يكن السبت نزل كوصية فى الوصايا العشرة ولكن يوم السبت كان فى وجدان الأنسان ,يوم الراحة الذى أستراح فيه الله لخليقته والذى كان يريد أن الأنسان يعيش فى يوم الراحة والفرح بأستمرار ولكن بسبب الخطية الأنسان كسر يوم السبت .

4* حتى 7* أول مرة يطلق أسم أو لقب آدم وهو من الأحمر أو الطين الأحمر ويسموه الطين الأسوانلى , وهنا كأن الله بيعيد قصة الخليقة مرة ثانية بالرغم أنه تكلم عنها فى الأصحاح الأول ولكن يعيد قولها مرة أخرى لأن هناك خلقة مرة أخرى للأنسان ونلاحظ بولس الرسول بيعمل مقابله لطيفة بين آدم الأول وآدم الثانى فى كورونثوس الأولى 15: 45 هَكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضاً: «صَارَ آدَمُ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْساً حَيَّةً وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحاً مُحْيِياً».الأنسان الأول الذى صار أنسان شهوانى نفسانى كما يقول يهوذا نفسانيون لا روح لهم أى عايشين فى الشهوات ,لكن آدم الجديد صار روح محيي للخليقة الجديدة وكأن هذا كان رمز لما تكلم مرة ثانية عن الخلقة أنه ستعاد خلقة الأنسان وخلقة الطبيعة تجدد مرة أخرى فكان رمز جميل جدا مخفى فيه ,ونلاحظ أنه يقول وجبل الرب الأله فأولا قال خلق الله (إلوهيم) لكن هذه المرة يقول خلق الرب الأله الذى هو (يهوه) أو إله العهد ويهوه عرف عندما قال موسى لله أقول لهم مين فقال له الله يهوه الكائن إله العهد وسنلاحظ فى الكتاب المقدس بأستمرار لما يتكلم الله عن عقاب أو دينونة أو يكلم العالم بصفة عامة يستخدم إلوهيم ,ولكن لم يتكلم عن خلاص أو وعد أو عن أبوة أو عن علاقة بشعبه يقول وقال الرب الأله  (يهوه) وكما قلت أن أعادة هذا الكلام مرة أخرى أنه يتكلم عن الأنسان الجديد أو الخليقة الجديدة الأنسان الذى معه عهد من الله وقد نتسائل هو الكتاب المقدس بيكرر نفسه ما قال هذا الكلام قبل كده وبيرجع يقوله تانى ليه ,ونلاحظ هنا أنه بيقوله بصيغة مختلفة والنفس اللى مركزة فى هذا الكلام هى التى تستطيع أن تدرك هذا الكلام وقد نشعر أن الكلام جامد شوية إلى الآن لكن من أول هنا عندما ندخل فى الأله يهوة إله العهد إله المحبة الذى يتعامل تعامل شخصى مع الأنسان نجد حتى فى ضعف الأنسان وسقطته النظرة كلها تتغير .

8*ننتبه هنا لتعبير وغرس الرب الأله جنة فى عدن , وكلمة عدن تعنى البهجة أو المسرة وكلمة جنة من كلمة جنينه التى تعنى بستان صغير أو منظر جميل من النباتات والطيور والأشجار والأزهار ,ووضع آدم الذى جبله وكأن الله عندما خلق الأنسان وضع الأنسان فى وسط البهجة والمسرة بمعنى أن ربنا كان يريد أن يبهج الأنسان ويسره ولكن السؤال هل استطاع الأنسان أن يتمتع بهذه البهجة والمسرة على طول ,طبعا لأ لم يستطع أن يحفظ المسرة والبهجة التى بداخلها والتى تحيط به وسقط فى الخطية وجاء ربنا فى تجسده وفعل حاجة عجيبة قال ان الأنسان لم يستطع أن يحفظ البهجة والمسرة عندما كانت تحيط به وهو عايش فى وسطها فنقل الله البهجة والمسرة بداخل الأنسان ,فالمسيح بتجسده صارت البهجة والمسرة بداخل الأنسان وليس الأنسان هو بداخل المسرة ولذلك عند ولادة المسيح قال المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة ,والمسرة لا تستطيع أن تحفظ الأنسان من الخطأ بالعكس من الممكن لما تحيط المسرة بالأنسان أن تساعده على الخطأ كما سنرى أن داوود الملك لما أصبح ملك وكان فى المسرة وعنده ملذات ومسرات كثيرة أخطأ ,بينما أيوب الذى كان متمسك بربنا عندما ساءت الظروف حوله قالت له زوجته سب يومك وألعن الله وموت وموت نفسك وقال لها لا يمكن أن أتركه   لايمكن أعترض عليه وقال عبارته أخيرا من الله نقبل وشرا لا نقبل برغم أنه لم يكن حوله مسرة ولكن أستمر فى تمسكه بالله ,أذا فكان عمل المسيح أنه ينقل البهجة والمسرة من حول الأنسان ويدخلها بداخله وهذا هو الفرق بين الأنسان العتيق والأنسان الجديد ,فالأنسان العتيق يحب أن يعيش حول البهجة والمسرة ,ولكن الأنسان الجديد هو الذى بداخله المسرة ولذلك نرى بولس الرسول وهو فى أحلك ظروفه وهو فى سجن فيليبى وهو مربوط لكن كان يرنم بداخل السجن لأن المسرة هى التى كانت بداخله وليس هو الذى كان داخل المسرة , ونعود للكتاب نجد أنه يقول غرس جنة عدن شرقا ,وهذا من ضمن الأشياء اللطيفة الذى يعلمها لنا تقليد كنيستنا أننا نصللى تجاه الشرق أو أننا ننظر إلى الفردوس الذى فقدناه ونتمنى العودة أليه.

9*ننتبه لتعبير أنبت لآدم كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل ولما سنشرح الأصحاح الثالث نجد أن حواء وجدت الشجرة هكذا ,والعجيب هو أن الله خلقها هكذا شهية للنظر وجيدة للأكل أقصد كل شجرة فى الجنة وليست فقط شجرة معرفة الخير والشر لكى نعرف أن الله خلق الجنة للأنسان لكى يتمتع بها , وكانت كل يوم ترى الشجرة! وتعلم جيدا أنها شهية للنظر وجيدة للأكل إلا فى يوم معين بدأت النظرة تتغير بالرغم أنها كانت تراها هكذا كل يوم , كل هذا كان فى وسط الجنة أو مركزها .

10*حتى 12*ننتبه هنا لأول ذكر للذهب فى الكتاب المقدس والذهب يرمز إلى كل ما هو سماوى لأن الذهب لا يتغير ولا يتأثر بالتراب حتى لو وضع فيه لا يتأثر به ولا يتأكسد أى لا يتأثر بما حوله بمعنى أن الذهب ثابت ولذلك قيمته غاليه لا تتغير ولذلك عندما يتقدم أنسان لخطبة واحدة يقدم لها دبله ذهب معناه أنه يقول أن حبه من نفس نوع الذهب لا يتغير وطبعا هو يريد أن يقول هكذا ولكنه لا يحدث ! أذا كما قلت الذهب اشارة إلى الشىء السماوى الذى لا يتغير الموجود فى هذه الجنة , ويتكلم عن المقل وهو نبات صمغى ويستخدم فى عمل البخور منه وكذلك عن حجر الجزع وهو حجر كريم وكان يوضع على سدرة رئيس الكهنة و كانت ثياب رئيس الكهنة مصنوعة من الذهب وتحاك بخيوط من الذهب وهذا رمز جميل لعمل الكهنوت ,البخور وملابسه .

13*,14*الحقيقة هذه الأنهار أختلفوا فيها جدا من الشرق ومن الغرب فمنهم من قال أن نهر جيحون هو نهر النيل المحيط بأرض كوش التى هى أثيوبيا ومصر ولكن فى ناس قالت هو نهر دجله والفرات وهذه المنطقة , بمعنى أنهم أختلفوا فى أماكنها وتوزيعها , لكن المهم أنه نهر واحد ويتفرع لأربعة أتجاهات العالم أو لكل أركان العالم لكل الحياة ,لكن نرى أن النهر كما نراه فى سفر الرؤيا نهر خارج من عرش الله و الخروف وهو مرتبط بالفداء نهر زجاجى لامع كبللور.

15* أخذ ربنا آدم ووضعه وسط البهجة ليعملها ويحفظها أى يحققها ويحفظ هذه المسرة وكان هذا هو هدف الله من خلقة الأنسان أن يحقق البهجة والمسرة فى حياته وأنه يحافظ على دوام البهجة والمسرة وكان العمل مقترن بالبهجة والمسرة قبل السقوط ولكن بعد السقوط أصبح العمل مقترن بالتعب والشقاء .

16*17* ولكى يستطيع الأنسان أن يحقق البهجة والمسرة فى حياته ويحافظ عليها ويداومها يقول الكتاب وأوصى الرب الأله آدم قائلا يعنى أعطاه وصية وحلاوة الوصية هنا أنها تساعد الأنسان أنه يحقق البهجة والمسرة ويحافظ عليها ويداوم عليها وهناك مثل عن الوصية أن الوصية ليست تحكم من الله وهى ليست حد لحرية الأنسان وهى ليست أختبار أو أمتحان للأنسان لأن الله يعرف النتيجة مسبقا ,لكن الوصية كانت الكتالوج اللى ربنا أعطاه للأنسان لأنه لو سار وفقا للكتالوج سيعيش فى راحة مثل أى مهندس بيضع تصميم لماكينة يضع لها كتالوج لو نفذته الماكينة تعمل بكفاءة جبارة وتعطى أعلى أنتاجية وأجود أنتاجية ,لكن لو الماكينه لا تعمل حسب الكتالوج الماكينة تتعطل وتكون أنتاجيتها مشوهه ,أذا الوصية هى الكتالوج الذى أعطاه لنا الله لكى نعيش به , ولما فهم داوود الملك هذا قال مزامير 119 :96 لِكُلِّ كَمَالٍ رَأَيْتُ حَدّاً أَمَّا وَصِيَّتُكَ فَوَاسِعَةٌ جِدّاً.ويقول تمشيت فى الرحب والسعة لأنى أبتغيت وصاياك , وعندما يشعر الأنسان أن وصية ربنا بالنسبة له ليست تحكم و لا أمتحان على العكس وصية ربنا هى التى تبهج وتسر قلبه ولذلك يقول أرميا 15 : 16 وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي لأَنِّي دُعِيتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ.وأوصى الرب الأله آدم ونلاحظ ملاحظة عجيبة جدا أن آدم كان فى وسط البهجة والمسرة والحياة المفرحة جدا وربنا ذكر له الموت ! بمعنى آخر أن ربنا فكره بالموت ,ولكن بعد السقوط لما الموت تسلط عليه أتى المسيح ليكلم الأنسان عن الحياة يوحنا 5: 25 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ.يعنى لما كانت الحياة تحيط به تكلم معه عن الموت ولما كان الموت سائد عليه أتكلم معاه عن الحياة ,وننتبه أن الشيطان يفعل عكس ده تماما عندما كان ربنا يكلم الأنسان وهو عايش وسط الحياة ويقول له موتا تموت نجد الشيطان يقول له لن تموتا ,ولما الموت سيطر على الأنسان وأذله وجاء المسيح يقول له تعيش والسامعون يحيون نجد الشيطان يقول له مفيش فايدة مهما سمعت لن تنال حياة ,لأن عمل الشيطان بالضبط معاكس ومضاد لعمل المسيح ,فالمسيح يعطى للأنسان الذى ساد عليه الموت حياة وهذا هو معنى القيامة والخماسين التى نعيشها,لكن الشيطان يطلع يقول للأنسان مفيش فايدة حاتموت وحاتموت وحاتموت ولا يمكن يكون لك حياة ,كل هذا ضد المسيح سوف نرى كيف يعمل هذا العمل الذى هو ضد المسيح إلى أن يقضى المسيح على هذا العمل نهائيا كما هو موجود فى سفر الرؤيا .  

18*رأى الله آدم لوحده فقال أصنع ليه معين نظير مثله أو مثيله لكن لم يشاء الله أن يعمل بالرغم أن ربنا عارف أن آدم لوحده لأن الله كان خالق كل الخليقة ذكر وأنثى لكن ربنا لم يخلق له فى الحال بالرغم أنه كان يعرف الحالة التى عليها آدم إلا فى لحظة معينة كما سنرى.

19*20*وهنا أخطر شىء كيف أستطاع آدم أن يسمى كل الحيوانات والطيور والدبابات كلها بأجناسها وفصائلها ,من أين أتى بالحكمة ومن أين أتى بالمعرفة ومن أين أتى بالعلم ؟,آدم خلق على جمال وأيضا خلق على حكمة أنه لديه مقدرة أن يدعو كل شىء بأسمه ,وليس الله الذى قام بتسمية الحيوانات وقال له تعالى لكى أعرفك ..لا .. آدم هو الذى دعى كل الأسامى . ونستخلص من هذا أن ربنا كان يريد أن يعرف الأنسان ويعطيه معرفة ,لأن أول ما خلق الأنسان كان مصدر المعرفة الوحيد الذى يستمد منه المعرفة هو الله ,لكن الله له طريقة معينة أنه يعرف الأنسان ,فأولا ربنا يعرف الأنسان الخير ويجعله يعيش فى الخير وتلقائيا عندما يعرف الخير سيعلم أن عكس ما يفعله هو شر ,لكن الأنسان عرف الأنسان الخير والشر بطريقة أخرى وهى العكس جعل الأنسان يعرف أولا الشر أو الغلط وأصبح الأنسان عكس الشر الذى يعيشه هو الخير! ,آدم وحواء كانوا بيستمدوا المعرفة من الله مباشرة لكن دخل عنصر غريب هوعنصر الشيطان يمدهم بالمعرفة فهو عرفهم الخير ولكن لم يعطهم المقدرة أن يفعلوا الخير ,وعرفهم الشر ولكن لم يعطهم قوة لمقاومته بعكس الله عندما يعرف الأنسان ,فإذا كان سيعرفه الخير فسيعطيه قدرة على عمل الخير وإذا كان سيعرفه الشر سيعطيه قدرة أنه يقاوم هذا الشر ,وطبيعى الأنسان كان سيعرف سيعرف لكن فرق كبير جدا بين الطريقة التى سيعرف بيها من ربنا وبين الطريقةالتى عرف بيها من الشيطان ,فى الأول كانت معرفته من الله وبعد الخطية ستصبح معرفته من الشيطان ,وسيدخل عنصر ثالث من المعرفة وهو المعرفة الذاتية كما سنرى .

21*حتى 25* لكن ربنا بالرغم أنه رأى آدم ليس له معين نظير لكن لم يخلق إلا لما آدم بنفسه أكتشف أنه ليس له معين نظير بمعنى أنه فى اللحظة التى شعر فيها آدم بأحتياجة لمعين نظير ربنا أبتدأ يخلق له حواء , واللطيف هنا أن الله خلق حواء من جنبه ولم يخلقها من رأسه لكى لا تتسلط عليه ولم يخلقها من قدمه حتى لا يتعالى عليها ,لكن خلقها من جنبه لتكون نظيره ,وهذا الضلع الذى أخذه الله بيحيط بالقلب ,فأذا كان يمثل قوة الفكر ,فهى تمثل قوة العاطفة المحيطة بالفكر .وكان آدم من الذكاء بدرجة أعلى من المرأة ولذلك ذهبت الحية لحواء ولم تذهب لآدم ,ويقول الكتاب المرأة أغويت ولكن آدم لم يغوى لأنها كانت من السذاجة أن من الممكن أن الحية تخدعها ,لكن أيضا كانت لديها قوة العاطفة التى تستطيع بيها أن تحمى قوة العقل والذكاء والتفكير لآدم ,فيقول الكتاب فأوقع عليه ثبات يعنى جعله ينام غصب عنه وهذه لو تأملنا كانت أشارة جميله جدا للثبات الذى أوقع على السيد المسيح أو الموت الذى نزل على السيد المسيح على الصليب فخرجت من جنبه الكنيسة أى أتولدت الكنيسة من جنب المسيح المطعون ,خرج من جنب المسيح الدم والماء والكنيسة قائمة على الدم سر الأفخارستيا والماء سر المعمودية وهم أساس كل الأسرار فكانت حواء رمز للكنيسة التى يحاول البعض جاهدين بمساعدة الشيطان لتدنيسها وأن أمكن من بعض رجال الدين متناسين أن المسيح قدوس وطبيعته مقدسة لا تحتمل النجاسة والخطية والأشرار الذين يسمح بدخولهم لتدنيسها باللعب ببعض آيات الأنجيل تاركين باقى الآيات لخدمة الشيطان وتحليل ما يفعلون !وهذا موضوع آخر سنتحدث عنه بالتفصيل آخذين فى أعتبارنا الأيات التى يتمسكون بها ويأخذونها حجة والأيات التى تركوها أو تناسوها وهى حجة عليهم ,ونعود هنا يقول الكتاب وأحضرها أليه ولذلك فى طقس كنيستنا اللطيف أنه لابد أن سر الزيجة يتم فى الكنيسة ولا يكون خارج الكنيسة يعنى لا يكون فى نادى أو منتجع ويقول الطقس يسوع المسيح أعطاها لك أى تستلمها من يد المسيح على نفس المثال الذى تم بين آدم وحواء ,وقال آدم هوذا عظم من عظامى ولحم من لحمى ويكون الأثنان جسدا واحدا ,ولذلك آدم شعر بالوحدة ولذلك نطق بالنبوة لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته وهنا نرى أن آدم يرى بعين النبوة بالرغم أنه لا يعرف الأب والأم وهذا أكبر دليل أن التناسل كان فى ذهن الله وفى ذهن الأنسان من قبل السقوط ولذلك قال أن الأثنين يكونا جسدا واحدا وكانوا كلاهما عريانان ولا يخجلان ,لأن عريهم لم يكن مرتبط بالخطية .

تم الأصحاح الثانى ولنا لقاء مشوق أكثر وروحى أكثر مع باقى سفر التكوين وسنستمتع بكلمة ربنا والدروس التى نستفادها من كل كلمة من كلام الكتاب المقدس لأن الله دائما يريد أن يقول لنا شىء لخلاصنا ولألهنا كل المجد ألى الأبد آمين

أخوكم /   فكرى جرجس  +++

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الأول (Genesis (2

23 جويلية 2010

 

منتديات سنكسار القبطية

الأصحاح الأول

1*بيقول فى البدء خلق الله السموات والأرض ولابد أن نفرق هنا مابين البدء الزمنى وما بين البدء الأزلى وهنا هذا البدء هو بدء زمنى مقصود به الخليقة أو بدء تاريخ الأرض وهو مختلف عن البدء الذى يبدأ به أنجيل يوحنا  فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. وهو هنا بدء أزلى لا يحد ولا يخضع لعامل الزمن .. خلق الله السموات والأرض ,فمن شروط الألوهيه أن الإله لا يوجده إله آخر أو شىء آخر لأن الناس الملحدين لما بيبدأوا يتكلموا فى هذا الصدد بيقولوا أنت تقولون أن الله خلق السماء والأرض ,أذا من أوجد الله أذا هناك آخر أوجده ,, ونرد ونقول لأ لأنه لو كان فى أحد آخر أوجد الله سنسير فى هذه السلسلة إلى أن نصل إلى نقطة أنه لابد أن يكون فى شخص ذو كيان واجب الوجود لوحده لم يوجده أحد ولذلك يقول فى البدء خلق الله وكلمة الله جائت بصيغة ألوهيم بصيغة الجمع وهى تعنى بالعبرية ألهه بصيغة الجمع وليست بصيغة المفرد .

2*ويوصف هذا الأصحاح بداية الكون وبداية الخليقة أن الأرض كانت خربة وخالية أو مشوشة ليس لها صورة وليس لها منظر وكان رةح الله يرف على وجه المياه ونلاحظ هنا اول ارتباط ما بين الله وما بين المياه وإن كان بعض العلماء بيقولوا أن الحياه نشأت من المياه فهذا لا يتعارض مع الكتاب المقدس ولابد ان نعرف شىء مهم هنا أن الكتاب المقدس ليس بكتاب علمى يقصد بالكلام المكتوب فيه انه يوضح أحداث أو علوم لأ لأن هدف الكتاب المقدس أنه يوضح قصة الأنسان ويركز على الأنسان فيبدأ يعلن أن روح الله كان موجود يرف على وجه المياه وكانت الأرض خربة وخالية.

3* وهنا أول شىْ خلقه الله هو النور وهنا نسأل لماذا خلق النور اولا ؟ لأنه بدون النور لا يمكن أن نرى أى شىء وده طبيعى عندما يكون شىء فى يدى ولم أستطيع أن أعرفه أقربه للنور وعندئذ أرى ما بيدى ويتضح معالمه أكثر وأكثر وأيضا لكى يكون كل شىْء ظاهر وواضح لمن سيخلق أخيرا وهو الأنسان لأنه الكتاب المقدس كله يتجه ناحية الأنسان ولذلك المسيح لما تكلم عن نفسه قال أنا هو نور العالم .. وبدون المسيح لا نستطيع أن نفهم العالم والطبيعه وأنا أتوجدت ليه وأنا عايش ليه وحياتى معناها أيه أذا من غير ما يكون المسيح موجود ونوره موجود لن أستطيع أن أعرف معنى حياتى ووجودى وكلما أقتربت من المسيح أكثر كل ما تتضح معنى حياتى أكثر وأفهم أنا أتوجدت ليه وعايش ليه وبأسعى ناحية أيه وما هى الأمور التى تحدث حولى  أذا فالمعنى الروحى الجميل الذى نسخلصه من هذه الآية ,,أرض خربة وخالية ومشوشة وليس لها منظر ولكن الله قال لها كلمة فسمعت الكلمة فتغيرت !وأذا كانت نفس الحكاية حياتى مشوشة ليس لها معنى ولا صوره خربه وخاليه وكلها ظلمه ,فمدى قبولى لكلمة الله يستطيع أن يغير فيا أشياء كثيرة جدا.

4*,5* وسنلاحظ أن فى الثلاث أيام الأولى للخلقة تتميز بشىء أن الله بيفصل ويميز فلما كانت الأرض خربة وخالية أستغل الله أول ثلاث أيام فى التمييز أى يفصل ما بين شىء وشىء آخر بين النور والظلمة وبين الجلد الذى فوق السماء وما بين المياه التى على الأرض  وغيره كما سنرى لاحقا ,, كأن فى البداية أن الله يوجد تمييز وفصل بين حياه وما بين حياه أخرى ,لأنه أيضا فى النهايه سيكون فى تمييز وفصل بين ناس وناس ولن تكون الدنيا على طول مشوشة لأنه سيكون فصل وفصل ,, ويقول وكان مساء وكان صباح ونلاحظ أنه أبتدأ بالمساء لأنه كانت الظلمة موجودة أولا وبعد ذلك أتى النور وهنا التمييز ما بين النور وما بين الظلمة يرمز لحياتين ..مابين ناس تعيش فى النور وهم أبناء النور وما بين ناس أخرى تعيش فى الظلمة وهم أبناء الظلمة ’والمسيح أتكلم عن الناس الذين يعملون السيئات يقول انهم لا يريدون أن يأتوا للنور لكى لا تظهر أعمالهم فيوبخوا  وأصبحت حياة القداسة أيضا ترمز إلى النور وحياة الخطية ترمز إلى الظلمة ,,الليل يرمز للخطية ولذلك يكثر صنع الخطايا فى الليل والظلمة فى الخفاء وأصبح الليل المكان والوقت اللذيذ لعشاق الخطية ,,كما أن النور هو الوقت اللطيف جدا للأنسان أبن النور .

6*7*8*السماء فى الكتاب المقدس تعنى شىء من ثلاثة أشياء :- 1- سماء الطيور أو المجال الجوى الذى يحيط بنا وتطير فيه الطيور 2- سماء النجوم التى بها النجوم والشموس والأقمار 3- سماء ما وراء هذا التى بها الخليقة الغير منظورة وبها الملائكة والملكوت والفردوس ,, وهذه هى الثلاث سموات التى تقصد بيها كلمة سماء بأستمرار فى الكتاب المقدس .

7*ألى 19* الحقيقة فى سؤال دائما بيسأل أو أتهام الكتاب المقدس أنه لا يتفق مع العلم بأن هناك شيئين ضد العقل  بأن الشمس والقمر هم الذين ينظمون الليل والنهار ولكن الشمس والقمر خلقوا فى اليوم الرابع فكيف كان الرابع والأيام الأولى كانت موجودة ,وأيضا خلقت النباتات فى اليوم الثالث والنباتات تحتاج ألى الضوء فكيف نمت قبل الشمس والقمر ؟أذا ماذا كان هذا النور؟ وأذا كان الشمس والقمر هم المعروفين بأنهم يمدونا بالنور ؟ ولكى نفهم هذه النقطة لابد أن نعرف أن النور الذى كان موجودا فى اليوم الأول كتب النور بكلمة عبرية وهى أور وهو المعروف لنا علميا بالسديم وهو عبارة عن تفاعل وتلاقى ذرات مع بعض تعطى أشعاع يخرج نور وهو مختلف عن نور الشمس والقمر الذى كان فى اليوم الرابع و أسمه بالعبرى ماروأوت وكما قلت أن الخليقة كلها كانت مشوشة وربنا بدأ بتنظيمها ففى اليوم الرابع ربنا نظم الشمس لحكم النهار والقمر لحكم الليل , لكن طبيعة النور نفسه أو طبيعة السديم نفسه الله أوجده فى اليوم الأول والسؤال كيف تنموا النباتات ؟ طبعا من نور السديم وأيضا هناك نباتات معروفة بنباتات الظل تنموا فى الظلام ولذلك لا يتعارض ما جاء فى الكتاب المقدس مع العلم .

وبدأ بخلق كل شىء كجنسه البقوليات بجذورها والأشجار بثمارها ونلاحظ ملاحظة لطيفة هنا أن الله خلق ماروأوت أو الشموس والنجوم والأقمار وحددها ويقول لتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين وماذا تعنى كلمة آيات هنا ؟ تعنى معجزات عجيبة ونلاحظ أن الله للذين يقرأون فى الكتاب المقدس بيستخدم النجوم والشموس لعمل معجزات معينة ومثال ذلك فى العهد القديم فى معجزة حدثت مع الشمس مع يشوع بن نون يشوع 10 : 12 حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ».إلى أن أنتصر , ومعجزة أخرى مع حزقيا الملك عندما رجع ظل الشمس 10 درجة للخلف وهذه الملوك الثانى 20: 9  قَالَ إِشَعْيَاءُ: [هَذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى أَنَّ الرَّبَّ يَفْعَلُ الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ: هَلْ يَسِيرُ الظِّلُّ عَشَرَ دَرَجَاتٍ أَوْ يَرْجِعُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ؟]. وأجمل مثال ساعة صلب المسيح حصلت معجزة وسجلها شخص أسمه دينوسيوس الأريوباغى وكتبها من مصر وعندما حدثت صرخ بأعلى صوته وقال أنه من المستحيل أن هذا يحدث إلا أذا كان إله الطبيعة متألم أو غاضب وكلنا نعلم ماهى المعجزة التى حدثت لأننا نعلم أن المسيح صلب فى يوم الفصح ويوم الفصح دائما 14 نيسان أى أن القمر يكون مكتمل بدر وليس هلال ومن المعروف فى علم الفلك والطبيعة أنه من المستحيل حدوث كسوف للشمس أذا كان القمر مكتمل أو بدر لأن القمر يستمد ضوءه من ضوء الشمس ولذلك دينوسيوس الأريوباغى فى يوم 14 نيسان رأى أن الشمس أظلمت وحدث لها كسوف وهذا كان سبب أيمانه الذى كتبه بعد ذلك بأنه ذهب يبحث عن سبب ما حدث ووجد أنه فى وقت حدوث هذا الكسوف كان وقت صلب المسيح كما فى مرقس 15: 30 وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ.وكما فى لوقا 23 : 44 و45  وَكَانَ نَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 45وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ مِنْ وَسَطِهِ.  

ما معنى وكان مساء وكان صباح؟ وهناك سؤال آخر هل كانوا الأربعة وعشرون ساعة المعروفين لنا ؟ بالتأكيد لأ فهى فقرات زمنية غير معروفة وغير محددة ولذلك عندما يقول العلم أن هناك العصر الحجرى والعصر والعصر والعصر ألى آخره هذا أيضا لا يتعارض مع العلم لأنه مازال إلى الآن فى القطب الشمالى والقطب الجنوبى يكونون سته أشهر نهار على طول وستة أشهر ليل على طول ولذلك اليوم والمساء المكتوبين هنا فى سفر التكوين ليسوا الأربعة والعشرين ساعة المعروفين لدينا ,فكل هذه الأشياء أبتدأت تنظم أوقات وأيام وسنين فى اليوم الرابع .

20*ألى 23* فى اليوم الخامس أبتدأت الطيور تظهر والزحافات التى فى الماء ونلاحظ أن الأنسان لم يخلق أولا لشيئين مهمين أولا حتى لا يشعر فى نفسه أنه أزلى وانه بداية الخليقة وأصل الخليقة وهذه هى النقطة التى يسقط فيها الملحدين الآن لأنهم يقولون أننا أصل الحياة! نحن الذين أوجدوا الحياة وأن الأنسان هو إله هذه الحياة فهو الذى يخلق ويخترع ويدبر ولذلك نجد أن الله خلقه آخر شىء وثانيا خلقه أخيرا لأنه يحبه فلم يخلقه إلا عندما أخلق كل شىء  مكتمل أولا لكى يتمتع الأنسان بها وعندما يوجد فى الكون يشعر بجمال الطبيعة وبجمال الخليقة وجمال الكون فعندئذ يستطيع أن يشعر بحلاوة الله القريب منه .

24*و25 وهنا خرج من الأرض كل البهائم والدبابات والوحوش كأجناسها ولذلك الحيوان ينتهى أيضا فى الأرض وإن كان فى تشابه بينه وبين الأنسان إلا أن الأنسان سنعرف أنه بيفرق عن الحيوان لاحقا بالرغم أن الأنسان أيضا من التراب لكن معه شىْ آخر النسمة التى نفخت , فالحيوان ليس فيه روح لكن فيه نفس و نفسه فى دمه ودمه عندما يسفك على الأرض يذهب فى التراب.

26* وهنا نلاحظ انه هناك أختلاف عن بقية الخلق السابق أن الله يقول ليكن فيكون ولكن هنا يقول نعمل الأنسان كشبهنا ونلاحظ أن هناك مشورة أى أن الله كان فيه فكر فى خلقة الأنسان ولذلك عندما يوضع الأنسان كتاج المخلوقات ليس لأن الله أمر فكان لأ! الله فكر فيه وكأن كل تفكير الله موجود فى الأنسان وفى طبيعة الأنسان كان يتضمن أيضا تفكيره فى الفداء والخلاص لأنه كان  يعلم أيضا سقوط الأنسان ولذلك نرى آيات كثيرة تدل على ذلك كما يقول بولس الرسول فى رسالته لأفسس 1: 4و5   كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، 5إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ،وكذلك فى سفر الرؤيا 13: 8 فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَلِ الَّذِي ذُبِحَ.بمعنى ان الفداء كان موجود فى ذهن الله حتى من قبل السقوط حتى من قبل خلقة الأنسان ونفس التعبير الذى يقوله نعمل الأنسان بصيغة الأقانيم ,على صورتنا كشبهنا والحقيقة المسيح عندما يقول عنه بولس الرسول فى رالرساله إلى فيليبى 2: 6 – 8   الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. 7  لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.وهنا نسأل ما الفرق بين أن المسيح صورة الله وأن أنا صورة الله ؟ الحقيقة لورجعنا لللغات الأصلية التى كتب بها الأنجيل وخصوصا اليونانية نجد أنه يستخدم للمسيح تعبير جميل أسمه مورفيه يعنى صورة طبق الأصل ,بينما عندما يتكلم عن الأنسان يستخدم كلمة دومى ومنها كلمة دمية يعنى عروسه أو نموذج أو تمثال فهنا يوجد فرق بين كلمة مورفية ونحن ننطق بها فى صلاة الساعة السادسة عند قراءة البولس فى رسالة فيليبى مورفيه إن أوهو ليمب أمبيه وهذه الكلمة موجودة بالقبطى ولكن أخذت من اليونانى بينما الأنسان كلمة دومى يعنى نموذج , فعندما قال نعمل الأنسان على صورتنا كشبهنا فالأنسان هنا نموذج لله المثلث الأقانيم وعندما قال نعمل نلاحظ أيضا أن العبرية لا تعرف صيغة التعظيم التى لم تعرف إلا فى اللغة العربية ومؤخرا فالعبرية هناك صيغة جمع فقط ولا يوجد صيغة التعظيم كما فى العربية عندما نعظم أنفسنا نقول نحن . أذا هنا نرى الثالوث فى عبارة نعمل الأنسان بمعنى هناك تفكير ومشورة لأهمية هذا الأنسان فكما أن الله مثلث الأقانيم آب وأبن وروح قدس أيضا الأنسان به ثلاث أبعاد (1) الجسد الذى هو العضلات والأعضاء والأجهزة و(2) النفس وهى الأفكار والمشاعر و(3) الروح التى هى نفخة من الله ,وكما أن الله يميزه ثلاثة أشياء الفكر والأحساس والأرادة أيضا الأنسان به ثلاثة أشياء فكر ومشاعر وأرادة التى تترجم من أفكاره ومشاعره وأحاسيسه فخلقه على صورته وشبهه أيضا فى القداسة وفى الحرية وفى التفكير وفى الأرادة ولذلك يقول بعد ما خلقه يقول يتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الدبابات التى تدب على الأرض .

27*حتى 31*بالرغم فى هذا الوقت كان الله يتكلم عن آدم فقط لكن حواء كانت موجودة فى آدم داخلة ولذلك يكلم آدم أيضا بصيغة الجمع ويعطيه بركة الأثمار والأكثار, ونلمح من هذه الآية أن بعض الناس الذين ربطوا ما بين الجنس والخطية فذلك خطأ لأن الجنس كان موجودا قبل الخطية وكان فى تكاثر وفى إثمار ومن المؤكد أن الجنس تشوه بالخطية,لكن الجنس فى الأول فى حد ذاته لم يكن خطية لكن لم أنفلتت كل المعايير واتشوشت مرة ثانية صار الجنس مرتبط بالخطية , وبعد ذلك قال أثمروا وأكثروا وأملأوا كل الأرض وأعطاه سلطان على كل الخليقة لأنه صار تاج الخليقة وأعطى الله الأنسان كل بقل يبذر بذرا وكل شجر فيه ثمر يبذر بذرا طعاما له ولذلك الكنيسة عندما تقول لنا فى الصيام أن لا نأكل لحوم ونرجع للطعام النباتى وهى هنا تقصد أرجاعنا للحاله التى كان عليها الأنسان قبل السقوط  وقبل الأنسان ما يتشوه بالخطية .

ولذلك فى اليوم السادس خلق الأنسان وأيضا أعيد تجديد خلقته فى اليوم السادس ولذلك نصللى فى القطع الساعة السادسة ونقول يا من فى اليوم السادس وفى وقت الساعة السادسة سمرت على الصليب , فأذا كان الأنسان مخلوق على صورة الله وشبهه فأن الأنسان لا يمكن يجد راحة إلا على أصله ولذلك نجد القديس أوغسطينوس يقول تعبير لطيف ( خلقتنا يا الله لك ولن نجد راحتنا إلا فيك) لأن الأنسان يحن إلى الأصل ولذلك سنرى أن كل أنسان بيدعى أنه متدين حتى فى الأديان الحقيقية أو فى الأديان الكاذبة ,لأن الأنسان بيميل ألى أصله ,وكان دائما السؤال الذى يخطر على بال الأنسان بأستمرار هو لماذا خلق الله الأنسان؟ بالرغم أن الله كان يعلم بسابق علمه أنه سيسقط وأنه كان فى طريقه للضياع وأنه سيتسبب فى متاعب كثيرة جدا على الله وعلى الأنسان نفسه؟ ,ولذلك يقول القديس أغريغوريوس الناطق بالألهيات عن هدف الخلقة تعبير لطيف وهو ( كونتنى أذ لم أكن من أجل تعطفاتك الجزيله كونتنى أذ لم أكن ,من أجل الصلاح وحده ) لأن الله طبيعته كلها عطاء وكلها صلاح يريد أن يعطى الأنسان وكلمة صالح تعنى أغاسوس ,فالله ليس مغلق على ذاته وعلى العكس فهو منفتح على الخليقة كلها يريد أن يعطى ,فهو أوجد الأنسان من أجل أن الأنسان يتقبل عطايا الله ويأخذ من الله ويتمتع لأن الله لا يأخذ فهو منغلق على ذاته فهو يريد كل شىء له ولكن يريد أن يعطى وليس بهدف كما يتصور البعض أو يأخذونه على أن الله خلق الأنسان لكى يعبده ونتسائل لو أن الله هكذا يصبح أنانى فلكى يتعبد يجعل الأنسان يتكبدكل هذا التعب فالحقيقة ليست هكذا لأن العبادة ربنا تركها لأرادة وحرية الأنسان ويقول له أنا أريد أن اعطيك وأمتعك فأذا أردت أن تأتى وتعبدنى وتعيش معى تكون هذه هى أرادتك وتكون هذه هى مسرتك ,فلو كان الله لن يخلق الأنسان لأنه يعلم أن الأنسان سيخطىء أذا هنا الله عاجز أمام الشر او خايف أو ضعيف أمام الشر وليس من الممكن أن يكون الله خايف أو ضعيف أو عاجز أمام الشر أذا الحقيقة هى أن الله خلق الأنسان لكى يمتع الأنسان وهو يعلم كامل المعرفة أن الأنسان سيقع وسيخطىء وأيضا كان يعلم بقدرته أنه سيجدد خلقة الأنسان مرة تانيه . ولأجل ذلك من يقول لما ربنا عارف أن الأنسان سيغلط من الأفضل أن لا يخلقه؟ الرد عليهم أن الله لو فعل ما يقولون أذا الله عاجز أو خايف أمام الأنسان وأمام ضعف الأنسان هو عاجز ولا يستطيع أن يفعل له شىء ,,الرد أن ربنا من أجل الحب خلق ومن أجل الحب قدس ومن أجل الحب أيضا أعاد خلقة الأنسان مرة اخرى .

وألى هنا أنتهى الأصحاح الأول ولنا بقية مع الأصحاح الثانى أنتظرونى كلام الله لا ينتهى أبدا ولألهنا كل المجد.

أخيكم فكرى جرجس

.

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الأول ( 1) Genesis

11 جويلية 2010

 

 

 

1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 

1 In the beginning God created the heaven and the earth.

 

2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً،

وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.  

2 And the earth was without form, and void; and darkness was upon the face of the deep. And the Spirit of God moved upon the face of the waters.

 

3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 

3 And God said, Let there be light: and there was light.

 

4 وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ.

وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 

4 And God saw the light, that it was good: and God divided the light from the darkness.

 

5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا،

وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.

5 And God called the light Day, and the darkness he called Night. And the evening and the morning were the first day.

 

6 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ

. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ».

6 And God said, Let there be a firmament in the midst of the waters, and let it divide the waters from the waters.

7 فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ

 وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ.

7 And God made the firmament, and divided the waters which were under the firmament from the waters which were above the firmament: and it was so.

 

8 وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً.

وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.

8 And God called the firmament Heaven. And the evening and the morning were the second day.

 

9 وَقَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ

 إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذلِكَ.

9 And God said, Let the waters under the heaven be gathered together unto one place, and let the dry land appear: and it was so.

 

10 وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا،

وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.

10 And God called the dry land Earth; and the gathering together of the waters called he Seas: and God saw that it was good.

 

11 وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا

وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ،

 بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ.

11 And God said, Let the earth bring forth grass, the herb yielding seed, and the fruit tree yielding fruit after his kind, whose seed is in itself, upon the earth: and it was so.

 

12 فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ

بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ

. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.

12 And the earth brought forth grass, and herb yielding seed after his kind, and the tree yielding fruit, whose seed was in itself, after his kind: and God saw that it was good.

 

13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا.

13 And the evening and the morning were the third day.

 

14 وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ

لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ.

14 And God said, Let there be lights in the firmament of the heaven to divide the day from the night; and let them be for signs, and for seasons, and for days, and years:

15 وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ.

15 And let them be for lights in the firmament of the heaven to give light upon the earth: and it was so.

 

16 فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ

، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ.

16 And God made two great lights; the greater light to rule the day, and the lesser light to rule the night: he made the stars also.

 

17 وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ،

17 And God set them in the firmament of the heaven to give light upon the earth,

 

18 وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ

وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.

18 And to rule over the day and over the night, and to divide the light from the darkness: and God saw that it was good.

 

19 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.

19 And the evening and the morning were the fourth day.

 

20 وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ،

 وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ».

20 And God said, Let the waters bring forth abundantly the moving creature that hath life, and fowl that may fly above the earth in the open firmament of heaven.

21 فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ

الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا،

وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.

21 And God created great whales, and every living creature that moveth, which the waters brought forth abundantly, after their kind, and every winged fowl after his kind: and God saw that it was good.

 

22 وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ.

وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ».

22 And God blessed them, saying, Be fruitful, and multiply, and fill the waters in the seas, and let fowl multiply in the earth.

 

23 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.

23 And the evening and the morning were the fifth day.

 

24 وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ

حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ،

وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ.

24 And God said, Let the earth bring forth the living creature after his kind, cattle, and creeping thing, and beast of the earth after his kind: and it was so.

 

25 فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا،

وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا.

 وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.

25 And God made the beast of the earth after his kind, and cattle after their kind, and every thing that creepeth upon the earth after his kind: and God saw that it was good.

 

26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا،

فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ

، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».

26 And God said, Let us make man in our image, after our likeness: and let them have dominion over the fish of the sea, and over the fowl of the air, and over the cattle, and over all the earth, and over every creeping thing that creepeth upon the earth.

27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ.

عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.

27 So God created man in his own image, in the image of God created he him; male and female created he them.

 

28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ،

وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ

وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».

28 And God blessed them, and God said unto them, Be fruitful, and multiply, and replenish the earth, and subdue it: and have dominion over the fish of the sea, and over the fowl of the air, and over every living thing that moveth upon the earth.

 

29 وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ

بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ

 ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا.

29 And God said, Behold, I have given you every herb bearing seed, which is upon the face of all the earth, and every tree, in the which is the fruit of a tree yielding seed; to you it shall be for meat.

 

30 وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ

وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ

 كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا». وَكَانَ كَذلِكَ.

30 And to every beast of the earth, and to every fowl of the air, and to every thing that creepeth upon the earth, wherein there is life, I have given every green herb for meat: and it was so.

 

31 وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.

 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا.

31 And God saw every thing that he had made, and, behold, it was very good. And the evening and the morning were the sixth day.

 

مقدمة

الحقيقة أن الكتاب المقدس كله يأسر أى أنسان يبحث عن معنى الحياة والحب المتدفق الذى ليس له حدود من أبانا الذى فى السموات ولو نظرنا بموضوعية لوجدنا أن الأنجيل يبدأ بالفردوس المفقود وينتهى بالفردوس العائد …. رحلة طويلة مع شخصيات عديدة مختلفة التعليم والثقافة والأسلوب اختارهم الهنا وسار معهم لتحقيق الوعد بالعودة للفردوس المفقود وكان يتأنى على الكل وكان يصنع عدلا ورحمة ..أشياء كثيرة وذكريات كثيرة .

لكن الذكريات الأولى فى البداية الخاصة بالبشرية كلها ..الذكريات الأولى يوم ما ربنا أوجد الكون لأجلنا ويوم ما خلقنا ..والذكريات الأولى للخطية وأول مرة الأنسان يغلط فيها أو كيف الأنسان ربنا يجدده ويخلقه.. والذكريات الأولى كيف أن الله أبتدأ يعلن ذاته للخليقة كلها من خلال أشخاص هو تعامل معهم ولأجل ذلك تأملى فى سفر التكوين للبدايات الأولى للخليقة وللسقوط ولتجديد الخليقة تكون فرصة جميلة للأنسان أنه يختبر عمل الله فى حياته بواقع ملموس معاش وحاسس بيه ومختبره .

والحقيقة أن الكتاب المقدس ككل نلاحظ فيه ملاحظتين ممتازين جدا,أول ملاحظة:الناس اللى كتبوا الكتاب المقدس عبارة عن أربعين شخصية وكتبوا الكتاب المقدس على مدى 16 قرن وكانوا شخصيات مختلفة عن بعضها منتهى الأختلاف فمنهم العالم والفيلسوف مثل بولس الرسول ومنهم الرجل الصياد مثل بطرس ومنهم موسى الذى تربى بكل حكمة المصريين ومنهم عاموس الرجل الراعى جانى الجميز ومنهم داوود الملك ومنهم سليمان ذو الحكمة ومنهم حزقيال الذى كان من رجال الكهنوت ومنهم أشعياء الذى كان من السبط الملوكى ..تشكيلة عجيبة بثقافات مختلفة وبيئات مختلفة وظروف مختلفة وانفاعالات مختلفة لكن هناك شيئين ربطوا الأربعين شخصية اللى كتبوا واللى كتبوا على مدى سته عشر قرنا من الزمان ,, فأول شىء نلاحظة ان هناك أيه فى سفر حبقوق لم يوجد أحد يصل لمعناها  لو ذهبنا لسفر حبقوق 3 : 9 سُبَاعِيَّاتُ سِهَامٍ كَلِمَتُكَ  فما معنى هذه الآية  وكان الواحد يفسرها أن كلمة ربنا زى السهم  وكاملة لأن كما نعرف أن رقم 7 هو رقم الكمال ,لكن الحقيقة التفسير ليس هكذا أبدا والحقيقة أن علماء الكتاب المقدس أكتشفوا ملاحظة عجيبة جدا أن الكتاب المقدس عند كتابته بلغته الأصلية سواء العبرية للعهد القديم أو اليونانية للعهد الجديد أكتشفوا نظام عجيب لكل كتابة الكتاب المقدس عبارة عن سباعيات أى رقم سبعة ومضاعفاتها سواء بالعبريه أو باليونانية ! وسنتكلم عن نظام السباعيات لاحقا وأتسائل ما هو المعنى أو ماذا يجعل شخص مثل موسى أو داوود أو بطرس أو يوحنا سواء كتب بالعبرية أو باليونانية الكل يكتب بطريقة واحدة وهى طريقة السباعيات بالرغم من انهم ثقافات مختلفة وأزمنة مختلفة وظروف مختلفة ومواضيع مختلفة إلا إن الكل كتب بطريقة السباعيات ..أذا ما هى حكاية السباعيات هذه سواء بالعبرى أوباليونانى سنجد أن كلام مكتوب عبارة عن حروف والحروف تكون كلمات والكلمات تكون جمل أو عبارات ثم العبارات تكون فقرات وكل فقرة تتكلم عن فكرة معينة والعجيب ان كل الكتاب المقدس سواء فى حروفه أو فى عدد كلماته أو فى عدد عباراته عبارة عن سبعة ومضعفاتها لنتعرف على ذلك بعبارة أخرى نأخذ مثال اول آية مكتوبة فى سفر التكوين  فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ.وعندما نظر علماء الكتاب المقدس فى أصل الآية العبرى تكون برشت برى إيلوهيم إت إشميم بت هاريت وهى سبعة ومجموع حروف الكلمات هذه عبارة عن 28 حرف أى  7x 4  الثلاث كلمات ا

لأولى عدد حروفها 14 وهى تكون الفاعل والأربع كلمات الأخرى التى تكون المفعول به عدد حروفها ايضا 14 والأعجب من كده أن عدد كلمات الله 7 وعدد الحروف التى فى كلمة

 السموات 7 وعدد الحروف فى كلمة الأرض 7 وكلمة إت التى فى الوسط عندما تضاف اليها الكلمة التى قبلها عدد حروف الكلمات فيها 7 ولما تضاف ليها حروف الكلمه التى تليها

 نجدها 7 ونروح لأنجيل متى الفقرة الأولى التى بها سلسلة أنساب السيد المسيح وهو مكتوب باللغة اليونانية نجد الفقرة الأولى من عدد 1 لعدد 11 عدد الكلمات اليونانية الموجودة

فى هذه الفقرة 49 أى 7×7  وعدد الحروف الموجودة فى ال 49 كلمة 266 حرف أى 38 × 7 ومنهم 42 أسم علم أى أسماء أشخاص أى 6×7 ومنهم 7 كلمات ليست أسماء علم

 وحتى الأسم الوحيد للمدينة التى ذكرت وهو بابل عدد حروفها 7 وغيره ففى كل مكان فى الكتاب المقدس قاموا بفحصه وجدوا فى كل فقرة عبارة عن سباعيات ومثال آخر فى

 الأصحاح الثانى فى أنجيل متى قصة الميلاد وجدوا عدد الكلمات الموجودة فى الأصحاح الثانى 161 كلمة أى 23× 7 وعدد الحروف 896 حرف أى 128 ×7 وفقرة عماد السيد المسيح عدد الكلمات اللى فيها 35 أى 5×7 التى قيلت فى أنجيل مرقس وهذا هو العجيب أن كل تركيبة فى الكتاب المقدس فى كل جمله رقم 7 ومضعفاته دايما ظاهر ,وأيضا وجدوا الأعجب من ذلك من المعروف أن كل حرف له قيمة عددية يعنى حرف اليوتا الذى شكل حرف آى = 10 والحرف الذى يشبه الدلتا =4 ..بمعنى أن كل حرف من حروف العبرى أو اليونانى له قيمة عددية وعندما أخذوا كلمة أيسوس وجمعوا كل القيم العددية لكل حرف وجدوا القيمة لكلمة أيسوس 888 وفى سفر الرؤية أن ضد المسيح قيمته العدديه 666 بينما كلمة الله قيمتهاالعدديه 777 . أذا كل الأنجيل عبارة عن سباعيات مركبة بعضها على البعض الآخر للدرجة التى أدهشتهم وبالطبع أدهشتنى من الذى يستطيع أن يجعل بطرس يكتب مثل مرقس مثل موسى مثل داوود مثل عاموس مثل أشعياء مثل أرمياء أو مثل باقى الذين كتبوا أن يكتبون مثل بعضهم بطريقة السباعيات ؟ وهل من الممكن أن طريقة السباعيات أى أحد يقوم بعملها ؟ والحقيقة هم عملوا تجربة أتوا ب 161 كلمة مثل الموجودين فى أنجيل متى الأصحاح الثانى وأعطوها لشخص ما ليقوم بترتيبها ترتيب سباعيات بحيث يعطى الكلام فى النهاية معنى مفهوم ..مكث ثلاث سنوات!! ولم يستطع حتى بالكمبيوتر ليقوم بترتيبها سباعيات ويخرج كلام يسمع ويفهم لم يستطع ..والسؤال الذى يطرح نفسه هل الكتاب المقدس لما كتب كانت الصدفة هى العامل المشترك فى كتابته بطريقة السباعيات ؟ بالرغم أن هذه الطريقة لا يستطيع أحد أن يعملها وليست معروفة وقال البعض ممكن يكون فى هذا الزمن هناك أشخاص تستطيع أن تكتب بهذه الطريقة وبحثوا فى كتب الشعر فى الأدب اليونانى والأدب العبرى من أنهم يجدون أحد كتب بهذه الطريقة لم يجدوا ..وقد وصلوا لدرجة أنهم قاموا بعمل بحث بنظرية الأحتمالات فقالوا لو هناك شخص ما معه كيس به 24 برتقاله ووقعوا منه على الأرض ما مدى أحتمال ما سقط على الأرض يترتب فى 6 صفوف كل صف فيه 4 وكان عدد الأحتمالات رقم خيالى أصفاره فقط أكثر من 30 ! وهذا يعطينا فكرة أستحالة أن الكتاب المقدس يكون كتبه أشخاص .فلابد من أبدع هذه الطريقة وصممها يكون شخص واحد وضع روحه فى الأربعين شخص الذين كتبوا على مدى الستة عشر قرنا من الزمن هو فكر واحد عمل فيهم ولذلك يقول بطرس الرسول فى رسالته الثانية

2Pe 1:21  لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

أذا لا يستطيع أحد أن يقوم بهذا العمل إلا ربنا لكى يكتب كل هذا الكلام بهذه الطريقة وهذا كان بحث خطير جدا أكتشف سنة 1925 ولكن لم ينشر إلا مؤخرا فى سنة 1992 .

بمعنى بعد حوالى 2000 من الزمن أستطاعوا أستيضاح آية سفر حبقوق ولم يكن أحد يستطيع فهمها ,والشىء العجيب الثانى غير أن الكتاب المقدس مكتوب بنظام واحد أن قصة الكتاب المقدس كلها واحدة كما قلت بعاليه سفر التكوين يبدأ بقصة الفردوس المفقود وينتهى بسفر الرؤيه بعودة الفردوس المفقود وأعتقد لو كان هناك شخص يقوم بتأليف قصة لن يستطيع تأليفها على مدى 16 قرن من الزمان لأنه لن يسطيع أن يعيش هكذا ,, وأيضا كما سنرى فى سفر التكوين أبتدأ بمنظر النهر الخارج من الجنة وسفر الرؤية ينتهى بمنظر النهر الخارج من عرش الله والخروف ,,قصة واحدة سجلت على مدى 16 قرن من الزمن قصة الفردوس وطريق العودة أليه .أذا جمال الكتاب المقدس أن أيدى الله صحيح الأشخاص اللى كتبوا وأبرزوا شخصياتهم فيه لكن أصبع الله كانت وراء كل ما كتبوه فى كل أسفار العهد القديم والجديد أنها تكتب بطريقة السباعيات .

كانت هذه هى المقدمةوللتأملات بقية نستطيع أن نتأمل فى الأصحاح الأول العجيب والعجيب والحقيقة كل كلام الله شيق يؤكل وطعمه حلاوة.

أخيكم فكرى جرجس

الكتاب السباعي

5 جويلية 2010

 

سـباعيات سـهام كلمتــك

(حبقوق 3: 9)

     للرقم سبعة شأن عظيم في الخليقة حولنا. لعل أوضح مثالين على ذلك هما فيما نراه وما نسمعه؛ فالضوء الذي ( وهو فى ذاته لا يُرى،لكنه يجعلنا ننظر المرئيات) يتكـون من سبعة ألوان الطيف الجميلة والزاهية، كما أن الموسيقى العذبة التي تشنف أسماعنا تتكون أيضاً من سبعة نغمـات متصاعدة هي نغمات السلـم الموسيقى. ولأن داود في مزمور 19 ربط بين ضياء السماء ونغماتها، وبين نامـوس الرب وكلمته فإننا نتوقع أن يكون للسباعيات مكان بارز في كلمة الله، وهو ما نجده فعلاً فيها.

أفكار الله الأساسية

(ا) سبع مراحل للأرض؛ أو بالحري سبع صور لها من البداية إلى النهاية:

1- ففي البدء خلق الله السماوات والأرض (تك1: 1)، وهو طبعاً لم يخلقها خربة (إش45: 18).

2- ثم صارت الأرض خربة وخالية (تك1: 2)، على الأرجح بسبب سقوط الشيطان (إش14).

3- ثم جدد الرب السماء والأرض في ستة أيام، وكان كل شئ حسن جداً (تك1: 3-31).

4- سرعان ما لُعِنت هذه الأرض، بسبب خطية آدم هذه المرة، ولقد سُميت الأرض في هذه المرحلة « العالم القديم » (2بط2: 5).

5- ثم يأتي « العالم الحاضر الشرير » (غل1: 4)، وهو ليس أفضل حالاً من العالم القديم (لو17: 26). وسينتهي أيضاً هذا العالـم بالقضاء والدينونة، كما هو واضح في سفر الرؤيا.

6- ثم يأتي « العالم العتيد الذي نتكلم عنه » (عب2: 5)؛ أعني به الأرض تحت ملك ربنا يسوع المسيح.

7- وأخيراً يصل الله إلى غرضه النهائي، بعد الملك الألفى « ثم رأيت سماءً جديدة وأرضاً جديدة، لأن السمـاء الأولي والأرض الأولى مضتا » (رؤ21: 1، انظر أيضاً 2بط3: 12،13).

(ب) التدابير السبعة؛ بمعنى طرق معاملات الله مع البشر من بداية التاريخ حتى نهاية الزمن، وهذه عددها سبعة:

1- تدبير البراءة في الجنة: استمر إلى أن سقط الإنسان وطُرِد من الجنة (تك2،3).

2- بعد السقوط جاء تدبير الضمير، عندما ترك الله الإنسان محكوماً بضميره فقط، واستمر الأمر كذلك حتى فسدت الأرض كلها وأُغرقت بالطوفان (تك4-6).

3- بعد ذلك جاء تدبير الحكومات، عندما رتب الله بعد الطوفان أن يُحكَم الإنسان بواسطة الإنسان (تك9: 6).

4- لما تحول الإنسان إلى الوثنية في برج بابل فصل الله إبراهيم ليكون مستودعا لمواعيد الله، فجاء تدبير الوعد لإبراهيم بالنعمة.

5- لكن بني إسرائيل لم يقدِّروا نعمة الله، ولا عرفوا ضعفهم، وقالوا لموسى « كـل ما تكلم به الرب نفعل » (خر19: 8)، فجاء تدبير الناموس الذي أثبت فشل الإنسان الذريع وحاجته إلى خلاص المسيح.

6- من ثم بدأ التدبير السادس وهو تدبير نعمة الله، حيث « ظهرت نعمة الله المخلّصة لجميع الناس » (تي2: 11). والآن « كل من يدعو باسم الرب يخلص » (رو10: 13).

7- وباقي على البشر تدبير أخير، وهو تدبير ملء الأزمنة أو تدبير الملك الألفي (أف1: 10). فبعد ظهور النعمة في الماضي، نحن نتوقع استعلان المجد عن قريب (تي2: 11،13).

(ج) صور الملكوت السبع؛ فكرة ملكوت الله لها سبع صور تمر بها من البداية إلى النهاية:

1- ملكوت الله في الجنة؛ عندما سلّط الله الإنسان على كل شئ، ثم أعطاه وصية واحدة يبرهن بها على خضوعه هو لله.

2- بسقوط الإنسان في الجنة لم يعد الملكوت ظاهراً، وترك الله الإنسان لضميره، ولا نعـود نسمع عن فكرة الملكوت إلا بعد خلاص بني إسرائيل من أرض مصر. وترد أول إشارة لملك الله في ترنيمة موسى (خر15: 18)، وهو ما تحقق فعلاً في أرض كنعان. فطوال فترة حكم القضاة كان الرب هو ملك هذه الأمة (قض8: 23، 1صم8: 5-7).

3- عرش الله في أورشليم على عهد داود وسليمان (1أخ29: 23)، لكن سرعان ما فشلت المملكة مرة ثانية، وابتدأ الأنبياء يتنبأون عن المسيا المنتظر؛ ابن داود الحقيقي (إش11، 32،. . .).

4- الملكوت مُقدَم للأمة، ومرفوض منها. فلما جاء الملك المتنبأ عنه (لو1: 32، 33و مت2: 2)، من ثم جـاء النداء « توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات » (مت3: 2، 4: 17، 10: 7)، فإن الشعب بكل أسف رفضوا ملكهم بل وصلبوه.

5- الملكوت في صورته السرية: فإذ رُفض الملك تأسس الملكوت في غيابه (مت13). وفي هذه الفتـرة فإن الزوان والحنطة ينميان كلاهما معاً، في فترة أناة الرب الحالية، والتي ستنتهي بظهور الرب بالمجد والقوة.

6- وبظهور المسيح فإنه سيقيم الملكوت الألفي، حيث يحكم علي العالم لمدة ألف سنة بالبر والعدل.

7- الملكوت الأبدي (2بط1: 11) حيث في الأبدية تبدأ الصورة السابعة والنهائية للملكوت (1كو15: 28).

(هـ) بيت الله في سبع مراحل:

1- خيمة الاجتماع في البرية.

2- هيكل سليمان الذي خربه نبوخذنصر.

3- هيكل زربابل الذي جدده هيرودس الملك، وكان قائماً على عهد المسيح.

4- جسد المسيح الذي فيه استُعلن مجد الله بصورة عجيبة حقاً (يو2: 19-21، 1: 14).

5- الكنيسة؛ هيكل الله الروحي الآن وإلى أبد الآبدين (أف2: 21).

6- الهيكل الذي سيُبنى في المستقبل، لكنه سيتدنس برجسة الخراب (2تس2: 4، رؤ11: 1،2).

7- الهيكل الذي سيبنيه الرب يسوع، وتمارَس فيه العبادة في الملك الألفي (زك6: 12،13، حز40-48).

سباعيات الكتاب

وهي تجل عن الحصر، لكن سنأخذ مجرد عينات بسيطة منها:

في يوم الكفارة كان الدم يُرَش قدام غطاء التابوت 7 مرات (لا16: 14). وعند دخول الشعب إلى أرض الموعد طافـوا 7 أيام حول أريحا، وفي اليوم السابع 7 مرات (يش6). ولقد طلـب أليشع من نعمان السرياني أن يغطس في نهر الأردن 7 مرات (2مل5). وفي العهد الجديد يتحدث المسيح عن الغفران للأخ المخطئ سبعين مرة سبع مرات (مت18: 22). ونقرأ عن 7 أشياء فائقة، لكنها بدون المحبة ليست شيئاً (1كو13). وسلاح الله الكامل كان من 7 قطع (أف6)، ولبس مختاري الله القديسين يتكون من 7 أجزاء (كو3: 12-14)، والفضائل المسيحية سبعة (2بط1: 5-7). أما سفر الرؤيا فهو كتاب سباعي حقاً إذ فيه ما لا يقل عن خمسين سباعية؛ أشهرها الكنائس السبع (ص2،3)، والختوم السبعـة (ص6-8) والأبـواق السبعة (ص8-11) والجامات السبعة (ص15،16).

لكن بالإضافة إلى هذه السباعيات المتواجـدة معاً، هناك سباعيات أخرى اشترك في إنشائها مجموعة من الكُتّاب تباعدت بينهم العصور؛ فجاءت تلك السباعيات مؤكدة وحدة أسفار الكتاب معاً.

فالكُتّاب الملهَمون الذين أشـاروا إلي حـادثة الطوفان سبعة: موسى (تك 6-9) أيوب (أي11: 16، 22: 16) – إشعياء (إش 54: 9) – متى (مت 24: 37-39) – لوقا (لو17: 26،27) – بولس (عب11: 7) – بطرس  (1بط3: 20، 2بط 3: 5، 6).

ويذكر الكتـاب سبع ممارسات لعيد الفصح، أولها الفصح الذي عُمِل في أرض مصر لإنقاذ الأبكار، وآخره الفصـح الذي عمله المسيح مع تلاميذه يوم صلبه (خر12، عد 9، يش5، 2 أخ 30، 2 أخ 35، عز6، لو22).

وعبارة « أنا إله إبراهيم وإله أسحق وإله يعقوب » ترد سبع مرات (خر 3: 6، 15، 4: 5، مت22: 32،  مر 12: 26،  لو 20: 37،  أع 7: 32).

وكذا عبـارة « يكونان جسداً واحداً » عن اقتران الرجل بالمرأة (تك 2: 24، مت19: 5، 6، مر10: 8، 1كو 6: 16، أف5: 31).

ثم إن الكتـاب المقدس يتحدث في سبع مواضع عن الأزلية، وكلها جاءت في العهد الجديد (يو17، 1كو2، أف1، أف3، 2تي1، تي1، 1بط1).

ويسمي الله بأنه «إله السلام» سبع مرات، كلها وردت في رسائل بولس (رو15: 33، 16: 20، 1كو 14: 33،  2كو13: 11، في4: 9، 1تس5: 23، عب 13: 20).

والذين ناداهم الله مكرِراً اسمهم مرتين هم سبعة: ذكر موسى ثلاثة منهم؛ هم “إبراهيم” (تك 22: 11) و”يعقوب” (تك 46: 2) و”موسى” (خر 3: 4). وبعده بأكثر من 400 سنة كتب صموئيل واحدة: “صموئيل” (1صم 3: 10). وأخيراً بعد أكثر من ألف سنة أخرى كتب لوقا الثلاثة الأسماء الأخرى: “مرثا” (لو 10: 41) و “سمعان” (لو 22: 31) و “شاول” (أع 9: 4).

والذين وُلِدوا بوعد سبعة وهم: اسحق (تك 17: 19، 21 مع 18: 14)، شمشون (قض 13)، صموئيل (1صم 1)، سليمان (1أخ 22: 9)، يوشيا (1مل 13: 2 مع 2مل 22، 23)، ابن الشونمية (2 مل 4: 16)، يوحنا المعمدان (لو1: 13-25).

وممكن تتبع سبـع زيجات ذُكِرت فى العهد القديم وتعتبر رمزاً جميلاً لاقتران المسـيح بالكنيسة: آدم وحواء – اسحق ورفقة – يوسف وأسنات – موسى وصفورة – عثنئيل وعكسةبوعز وراعوث – داود وأبيجايل.

وفي الكتاب يُشار إلى روح المسيح الإنسانية سبع مرات مذكورة في الأناجيل (مت27: 50، مر2: 8، 8: 12، لو23: 46، يو11: 33، 13: 21، 19: 30).

كما تـوجد سبع عبارات نطق بها المسيح فوق الصليب سجلها البشيرون (مت27: 46 مع مر15: 34،  لو23: 34، 43، 46،  يو19: 26، 27، 28، 30).

السباعيات الرقمية

هنا نحن أمام أحد براهين وحي الكتاب المقدس، قال عنه بحق أبرز الرواد فى هذا المجال ويدعى “إيفان بانين” “هو البرهان الذي لا يقبل الشك والذي أنت طالبه”

لقد كان العبرانيون قديماً، شأنهم شأن المصريين القدماء وغيرهم، لا يعرفون شيئا عن الأرقام المستخدمة حالياً، بل كانوا يستخدمون ذات الحروف الأبجدية للتعبير عن القيم العددية. فكانت الحروف العشرة الأولى فى أبجديتهم تعبِّر أيضاً عن القيم العددية من 1 إلى 10 على التوالي. ثم الحروف التسعة التالية قيمتها على التوالي أيضا من 20 إلى 100 ثم الحروف الثلاثة الأخيرة (لأن حرف الأبجدية العبرية هى22 حرفاً) قيمتها العددية 200 ثم 300 ثم 400 على التوالي. وبجمع قيم الحروف المتجاورة إلى بعضها نحصل على الرقمالذي تعبر عنه تلك الحروف.

وسنأخذ عينة واحدة فقط لما يشتمله الكتاب المقدس في داخله من الأدلة على وحيه؛ وأعنى بها الإعجـاز الذي نحصل عليه من القيم العددية للكلمات والعبارات، وذلك من أول آية في الكتاب المقدس، وهذه الآية هي:« في البدء خلق الله السمواتوالأرض »، وترد في الأصل العبري هكذا “براشيت برىالوهيم أت هشميم فات هارص” ونحللها كالجدول التالي:

الكلمة

ترتيب الحرف فى الآية

اسم الحرف بالعبري

مقابله فى الأبجدية العربية

ترتيب وضعه فى الأبجدية العبرية

قيمة الحرف العددية

 

1

بيت

ب

2

2

(1)

2

ريش

ر

20

200

 

3

أليف

ا

1

1

 

4

شين

ش

21

300

البدء

5

يود

ي

10

10

 

6

تاف

ت

22

400

(2)

7

بيت

ب

2

2

خلق

8

ريش

ر

20

200

 

9

أليف

أ

1

1

 

10

أليف

أ

1

1

(3)

11

لمد

ل

12

30

 

12

هيه

هـ

5

5

اللة

13

يود

ي

10

10

 

14

مم

م

13

40

(4)

15

أليف

أ

1

1

ال

16

تاف

ت

22

400

 

17

هيه

هـ

5

5

(5)

18

شين

ش

21

300

 

19

مم

م

13

40

سموات

20

يود

ي

10

10

 

21

مم

م

13

40

(6)

22

فاف

ف

6

6

وال

23

أليف

أ

1

1

 

24

تاف

ت

22

400

 

25

هيه

هـ

5

5

(7)

26

أليف

أ

1

1

أرض

27

ريش

ر

20

200

 

28

صادي

ص

18

90

تتكون هذه الجملة في الأصل العبري – كما نرى – من 7 كلمات

عدد أحرفها 28 حرفاً أي 4×7

الكلمة الوسطى هي أصغر كلمات الآية وتتكون من حرفين، تسبقها كلمة من خمسة حروف وتلحقها كلمة من خمسة حروف، فيكون المجموع فى الحالتين 7 أحرف.

الجزء الأول والذي يتكون من المبتدأ والفاعل يحتوى على 14 حرفاً، والخبر يحتوى على 14 حرفاً = 2×7

الأسمـاء المذكورة فى هذه الآية وهى: الله – سموات – أرض تحتوى معاً على 14 حرفاً = 2×7

القيمة العددية لحروف هذه الكلمات الثلاثة هي 777 = 111×7

وقيمة ترتيب هذه الحروف (القيمة الموضعية- انظر الجدول) هى 147 = 21×7

والفعل الوحيد في الجملة – “خلق”، قيمته العددية 203 = 29×7

الكلمات رقم 3، 4 تبدأ بحروف متحركة وتتكون من 7 أحرف

لاحظ أن 3+4 = 7

والكلمات أرقام 1، 2، 5، 6، 7 = تبدأ بحروف ساكنة كما تحتوى على 21 حرفاً أي 3×7

لاحظ أن 1+2+5+6+7= 21 = 3×7

الحرف الأول والأخير من كل من الكلمات السبعة:

مجموع قيمتها العددية = 1393 =199×7

ومجموع قيمتها الموضعية = 133 =19×7

القيمة العددية للأحرف الأول والأوسط والأخير (التى ترتيبها 1، 14، 15، 28) = 133 =19×7

منها الحرفان الأولان 42 = 6×7 والأخيران 91 = 13×7

وفي حروف الآية الثمانية والعشرين يوجد 3 أحرف فقط لم تتكرر، وهذه قيمتها العددية 126 =18×7

كمـا أن الحروف الهجائية المستخدمة في هذه الآية هي 11 حرفاً أي نصف الأبجدية العبرية تماماً.

قيمتها الموضعية: 1، 2، 5، 6، 10، 12، 13، 18، 20، 21، 22.

وقيمتها العددية: 1، 2، 5، 6، 10، 30، 40، 90، 200، 300، 400،.

ويمكن تقسيمها إلى: مجموعة الآحاد 1، 2، 5، 6 مجموعة العشرات 10، 12، 13، 18 مجموعة المئات 20، 21، 22

لاحظ أن 1+6 = 7 1×7

10+18 = 28 4×7

20+22 = 42 6×7

والمجموع 77 11×7

ثم لاحظ أن مجموعتي الآحاد والمئات تتكون من 7 أرقام، مجموع قيمتها الوضعية 77 = 11×7

منها مجموعة الآحاد فقط مجموعها 14 = 2×7

ومجموعة المئات مجموعها 63 = 9×7

والآية الأخرى والوحيدة في التـوراة التي تتكون من 7 كلمات ومن 28 حرفاً هي الواردة في خروج 20: 1 والتي بها تبدأ كلمات الوصايا العشر.

فصول سباعية

ويمكننا أن نتتبع فصولاً سباعية رائعة في الكتاب المقدس؛ أوضحها أيام الخليقة السبعة (تك1،2) التي تحدثنا عن مخطط الله العظيم من جهة معاملاته مع البشـر، وكذلك مواسم الرب وأعياده المقدسة وعددها سبعة (لا23) التي تحدثنا عن تعـاملات الرب مع شعبه الأرضي بل وأيضاً مع الكنيسة في الفترة الحاضرة. وأيضاً أمثال ملكوت السماوات السبعة (مت13) التي تتحدث عن كل فترة غياب المسيح، سواء الفترة الحالية التي فيها تعتبر المسيحية إناء لشهادة الله على الأرض، أو حتى بعد اختطاف الكنيسة في فترة الضيقة العظيمة. وأخيراً الرسائل إلى الكنائس السبع (رؤ2،3) التي تحدثنا عن رحلة الكنيسة الاسمية في كل فترة النعمة الحاضرة، من نزول الروح القدس لتكوين الكنيسة وحتى اختطافها عن قـريب. وإننا نُحيل القارئ العزيز إلى العديد من الكتب القيمة في هذا المجال والمتوفرة في المكتبة العربية.

ودعنا الآن نركز نظرنا على جانب واحد فقط، من واحد فقط من هذه الفصول الغنيـة، وأعني به جانب رقميات الفصل، أو بالأحرى سباعيات الفصل كما نراه في أولى تلك الفصول، أعني بها تكوين 1 إلى 2: 3 (فصل تجديد الخليقة).

يستخدم هذا الفصل 21 حرفاً (أي 3×7) وأما الحرف الذي لم يُستخدم فهو حرف سمَّخ (بتشديد وفتح الميم)، المقابل لحرف السين في اللغة العربية. ومن المثير أن نعرف أن لكل حروف الأبجدية العبرية معنى خاصاً به، وهذا المعنى مأخوذ إما من شكل الحرف أو من الألفاظ التي يعبر بها. وحرف «السمخ» مدلوله مسند. وعدم وجود هذا الحرف في كل أصحاح الخليقة له معنى جميل؛ وهو أن الله في خلقه وإتقانه للعالمين لم يستند علي شيء سوي كلمته.

ثم إن مجموعة الكلمات التي تسبق اليوم الأول في هذا الفصل وكذلك كلمات كل يوم من الأيام الستة تتكون من سبع كلمات أو سبع فقرات أو مضاعفاتها. وعدد الحروف في كل هذه الحالات مضاعفات الرقم (7) والقيمة العددية لهذه الحروف هي دائماً مضاعفات الرقم (7)!!

ثم لنتأمل في الكلمات نفسها فنجد أن هناك 7 أيام، وأن كلمة « رأىَ الله » تتكرر 7 مرات وكذلك كلمة « حسن » تتكرر 7 مرات، وأن « المياه » أو « البحر» 14 مره (2×7). وكلمة « الأرض » 21 مره (3×7) و« الله » الذي خلق وأعد هذه كلها مذكور 35 مرة (5×7)*!!

بالإضافة إلي ما تقدم يمكن أيضاً تقسيم هذه الأيام إلى مجموعات ثلاث. فاليوم الأول والثـاني والرابع تبدأ دون غيرها من الأيام الستة بكلمة «ليكن». وفي هذه الأيام الثلاثة بالذات نجد للرقم (5) مكاناً بارزاً. ففي اليوم الأول يُذكَر النور 5 مرات. وفي اليوم الثاني يذكر كل من « الجلد » و « المياه » 5 مرات. وفي اليوم الرابع تذكر « الأنوار » « حوامل النور » 5 مرات … كما نلاحظ أنه في هذه الأيام فقط يرد الفصل بين شيء وآخـر، ويُذكر هذا 5 مرات. وفي كل من هذه الأيام الثلاثة فقط يُذكر أن الله تكلم مرة واحدة فقط. وفيها أيضاً، بخلاف الأيام الثلاثة الأخرى، لا يرد ذكر كائنات حية!!

أما المجموعة الأخيرة فهو اليوم السابع وحده الذي فيه لم يعمل الله شيئاً، بل « استراح ». و فيه دون غيره لا ترد الإشارة إلى “مساء وصباح يوماً سابعاً”.

والآن لاحظ أرقام هذه المجموعات الثلاث:

المجموعة الأولي : 1+2+4 = 7 (1×7)

المجموعة الثانية : 3+5+6 = 14 (2×7)

المجموعة الثالثة : 7 (1×7)

ثم لنتحول إلى الفصل المذكور فيه الوصايا العشر، وهو كما ذكرنا يبدأ بآية تشبه الآية التي يبدأ بها تكوين 1 من جهة التراكيب الرقمية. نجد أولاً أنه كما تكوّن ذلك الفصل من 21 حرفاً (ولم يتضمن مطلقاً حرف السين) هكذا هذا الفصل يتكون من 21 حرفاً دون الإشارة مطلقاً لحرف الطيت المقابل لحرف الطاء العربي. وحرف السين مدلوله – كما ذكرنا – مسند ، فالله لا يحتاج إلى شـئ يستند عليه في خلقِه للعالم، أما حرف الطيت (ط) فمدلوله ثعبان؛ الحية القديمة التي خدعت حواء في الجنة بصدد الوصية الأولى، وكأن الله يحذر بني حواء منها لكيلا تخدعهم الحية مرة أخرى!!

ثم إننا في باقي الفصل نجد الآتي:

7 وصايا تبدأ بكلمة “لا”

كلمة “يوم” أو “أيام” وردت فيه 7 مرات

العلاقات العائلية: أب وأم وابن وابنة وامرأة (أي زوجة) 7 مرات

الأرقام 3،4،6،7،1000 وردت معاً 7 مرات

أداة الربط “و” في الوصية الثانية 7 مرات

وصية عدم العمل في اليوم السابع تنبر على 7 أشخاص أو مخلوقات.

* * * *

وقبل أن أختـم حديثي أشير إلى أن تاريخ شعب إسرائيل من البداية إلى النهاية مكون من أربعة أقسام، وكل قسم منها هو عبارة عن 490 سنة تماماً، لا أكثر ولا أقل. أي 7 × 7 × 10 . وسوف أشير إلى ذلك في التذييل رقم (1) في نهاية الكتاب. وحقاً من كان بوسعه أن يسيطر على التاريخ بهذا الأسلوب العجيب، سوى من قال عنه المسيح « الأزمنة والأوقات .. جعلها الآب في سلطانه » (أع1: 7).

لكنني لا أتعجب فحسب من سيطرة الله على الأزمنة والأوقات، بل أتعجب كـذلك من هذا التنسيق والترتيب، بل هذا الإعجاز العجيب في الكتاب المقدس؛ كلمـة الله، حتى أننا وبحق يمكن أن نسمي أقواله « آيات » ونقول للرب مع المرنم « كلمتك ممحصة جداً وعبدك أحبها!» (مز119: 140).

 *******

الكنائس السبعة (سفر الرؤيا)

1 جوان 2010

من يوحنا الى الكنائس السبع في مقاطعة آسيا، لكم النعمة والسلام من الكائن والذي كان والذي سيأتي. 

انا الالف والياء (البداية والنهاية) يقول الرب الاله الكائن والذي كان والذي سيأتي، القادر على كل شئ. أنا يوحنا اخاكم وشريككم في الضيق وفي الملكوت والصبر في المسيح يسوع كنت منفيا في الجزيرة التي يقال لها بطمس لأجل كلمة الله وشهادة يسوع، وصرت في الروح يوم الرب فسمعت خلفي صوتا عظيما كصوت بوق قائلا اُكتب ما تراه في كتاب وابعث به الى الكنائس السبع: في أفسس وسميرنا (ازمير) وبرغامس وثياتيرة وسارد يس وفيلادلفيا ولاودكية.. اللاذقية

بطمس (جزيرة صخرية صغيرة في بحر ايجة، وتقع على بُعد نحو ثمانين كيلومترا من مدينة أفسس على ساحل آسيا الصغرى” تركيا”)

 

رسالة الى أفسس

 

اُكتبْ الى ملاك الكنيسة في أفسس اليك ما يقوله الذي يمسك النجوم السبع بيمينه ويمشي بين منائر الذهب السبع: اني عالم بأعمالك وجهدك وصبرك واعلم أنك لا تستطيع احتمال الاشرار، وانك دققت في فحص ادعاءات اولئك الذين يزعمون انهم رُسلٌِِ، وما هم برُسل، فتبين لك بأنهم دجالون! وقد تألمتَ من اجل اسمي بصبر وبغير كلل. ولي عليك انك تركت محبتك الاولى! فأذكر من اين سقطت، وتُبْ راجعا الى اعمالك السابقة، واٍلا أتيتُ وزحزحتُ منارتك من موضعها اٍن كنت لا تتوبُ! أما ما يسرّني فيك فهو أنك تكره اعمال النيقولايين التي اكرهها أنا ايضا

من له اُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس!

كُلّ من ينتصر سأطعمهُ من ثمرشجرة الحياة في فردوس الله.

كانت أفسس عاصمة لآسيا الصغرى ومركزا للتجارة البرية والبحرية، كما كانت تشكل مع الاسكندرية وانطاكية في سوريا، أهم ثلاث مدن مؤثرة وذات نفوذ في القسم الشرقي من الامبراطورية الرومانية، وكان هيكل ارطاميس (ديانا) من العجائب في العالم، موجودا في أفسس، وكانت صناعة نحت وتشكيل أصنام وتماثيل هذه الالهة تعد احدى الصناعات الكبرى في المدينة. وقد خدم بولس الرسول في أفسس لمدة ثلاث سنوات.

 

رسالة الى سميرنا

 

واكتبْ الى ملاك الكنيسة في سميرنا: اليك ما يقوله الاول والآخر، الذي كان ميتا وعاد حيا: اٍني اعلم كم تقاسي من ضيق وفقر، رغم انك غنيّ. وأعلمُ تجريح الذين يدّعون أنهم يهود ولكنهم  ليسوا يهودا، بل هم مجمع للشيطان! دع عنك الخوف مما ينتظرك من آلآم، فأن ابليس سيزجُ ببعضكم في السجن لكي تمتحنوا ، فتقاسون الاضطهاد عشرة أيام. فأبق أمينا حتى الموت، فأمنحك اٍكليل الحياة

من له اُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس!

كل من ينتصر لن يلحق به أذى الموت الثاني!

تقع مدينة سميرنا على بعد ما يقرب من اربعين كيلومتر الى الشمال من أفسس. وكانوا يلقبونها بلقب ميناء آسيا وذلك بسبب تميز موقع ميناءها على بحر ايجة. والكنيسة في هذه المدينة صارعت ضد قوتين عاتيتين: جالية يهودية ظلت على عدائها للاٍنجيل والمسيحية، واغلبية السكان من غير اليهود كانوا على ولاء كامل لروما وعلى ايمان راسخ في عبادة الاٍمبراطور، لذلك فالاضطهاد كان مصيرا حتميا للكنيسة في ظل هذه الظروف المحدقة بها

 

رسالة الى برغامُس

 

واكتبْ الى ملاك الكنيسة في برغامُس: اٍليك ما يقوله صاحب السيف القاطع ذي الحدّين. اٍني اعلم اين تسكن، حيث عرش الشيطان! ورغم ذلك تمسكتَ باسمي. ورفضت أن تُنكر الايمان بي. حتى في ايام أنتيباس شهيدي الأمين. الذي قُتل عندكم  حيث يسكن الشيطان! ولكن عاتبٌ عليك قليلا لأنك تتسامح مع القوم الذين يتمسكون بتعليم  بلعام عندما علّم الملك بالاقَ أن يُدمّر بني اسرائيل بتوريطهم في ارتكاب الزنى والاكل من الذبائح المقدمة  للاصنام. هكذا عندك انت ايضا قوم يتمسكون بتعاليم النيقولايين! عليك ان تتوب واٍلا جئتك سريعا لأُحارب هؤلاء الضالين بالسّيف الذي في فمي

من له اُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس!

كل من سينتصر سأطعمه من المنّ الخفي. وأُعطيه حجرا صغيرا ابيض حُفرعليه اسم جديد لا يعرفهُ اٍلا الذي يأخذهُ

كانت مدينة برغامس مبنية على جبل يرتفع ثلاثمائة متر فوق المنطقة المحيطة، مما يجعلها قلعة حصينة. وكانت برغامس مدينة راقية متميزة حيث كانت مركزا للحضارة الاغريقية والتعليم، وكان بها مكتبة تضم نحو مائتي   ألف كتاب. اٍلا أنها كانت ايضا مركزا لأربع عبادات، منافسة بذلك أفسس في عبادة الاوثان. وكان المعبود الرئيسي في المدينة هو الحية التي تعتبر اٍله الشفاء. ولذلك كان الناس يتوافدون الى برغامس من كل انحاء العالم طلبا للشفاء من هذا الاٍله

كانت برغامس تدعى مدينة (عرش الشيطان). وبرغم أن عبادة الشيطان كانت تحيط بكنيسة برغامس اٍلا أن كنيسة برغامس رفضت أن تنكر المسيح حتى بعد أن قتل عابدوا الشيطان واحدا من اعضائها.

 

رسالة الى ثياتيرا

 

واكتبْ الى ملاك الكنيسة في ثياتيرا اليك ما يقوله ابن الله الذي عيناه كلهيب نار ورجلاه كالنحاس النقي: اٍني عالم بأعمالك، ومحبتك، وتضحيتك، وصبْرك، واعلمُ أن اعمالك الاخيرة زادت عمّا كانت عليه قبلا! ولكن لي   عليك ان تتساهل مع هذه المرأة اٍيزابل، التي تدّعي انها نبية، فتُعلمُ عبيدي وتغويهمْ ان يزنوا ويأكلوا من الذبائح المقدمة للأصنام. وقد امهلتها مدة لتتوب تاركة زناها، ولكنها لم تتبْ

فأٍني سألقيها على فراش، وأبتلي الزانين معها بمحنة شديدة، اٍن  كانوا لا يتوبون عن اعمالهم. سأبيد اولادها بالموت، فتعرف الكنائس كلها انني انا الذي افحصُ الافكار والقلوب، واجازي كل واحد منكم بحسب اعماله. اما انتم الباقين من اهل ثياتيرا، الذين لم يتقبلوا هذا التعليم الفاسد، ولم يعرفوا ما يدْعونه (اسرار الشياطين العميقة).  فلنْ اُحملكُم اي عبءٍ جديد. فقط تمسكوا بما لديكم الى ان أجيء

كل من ينتصر ويستمر حتى النهاية في  فعل ما يرضيني، فسوف اعطيه سلطانا على الاُمم. فيحكُمُهُم بعصا من حديد، مثلما اخذت انا من أبي سلطانا أحكُُمُهُمْ به. فيتحطمون كما تتحطم أواني الخزف. وأمنحه كوكب الصّبْح! من له اُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس

كانت ثياتيرا مدينة عمال، وفيها توجد اتحادات تجارية كثيرة لصناعة النسيج، والصباغة وصناعة الفخار. وكانت ليديا أول من آمنت على يد بولس في فيلبي، وكانت تاجرة من ثياتيرا، وكانت اهتمامات مدينة ثياتيرا أساسا دنيوية، بغير تركيز على أي عبادة

 

رسالة الى ساردس

 

واكتبْ الى ملاك الكنيسة في ساردس اليك ما يقوله من له ارواح الله السبعة والنجوم السبعة: اٍني عالم بأعمالك فأنت حي بالاسم ولكنك ميت فعلا. تيقظ وما تبقى لديك أنعشْهُ قبل ان يموت. لأني وجدت اعمالك غير كاملة في نظرٍ اٍلهي. تذكّرْ ما سبق ان تقبلتهُ وسمعتهُ، وتمسكْ بما آمنت به. وتبْ! فاٍن كنت لا تتنبهُ، آتيك كما يأتي اللص ُ. ولا تدري في أية ساعة اُفاجئك! اٍلا أنّ عندك في ساردس قليلين لم يُلوّثوا ثيابهم بالنجاسة. هؤلاء سيسيرون معي لابسين ثيابا بيضاء. كلُّ من ينتصر سيلبس ثوبا ابيض، ولن امحو اسمه من سجل الحياة، وسأعترف باٍسمه  أمام أبي وملائكته

من له اُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس!

كانت مدينة ساردس الغنية مبنية على موقعين، فالقسم الأقدم منها يقع على جبل وعندما زاد عدد السكان، بُني الموقع الأحدث في الوادي اسفل الجبل. بالرغم من شهرتها كمدينة نشطة وعاملة اٍلا انها كانت موبوءة بالخطية. فأعمالها شريرة وثيابها دنسة. ولم يجد الروح كلمات يمدح بها هذه الكنيسة التي كانت تبدو من الخارج صالحة

ولكنها فاسدة من الداخل.

 

رسالة الى فيلادلفيا

  

واكتبْ الى ملاك الكنيسة في فيلادلفيا، اليك ما يقوله القدوس الحق، الذي بيده مفتاح داؤد، يَََفتح ولا أحد يُغلقُ، ويُغلقُ ولا أحد يَفتحُ. اني عالم بأعمالك. فمع أنّ لك قوة ضئيلة. فقد أطعتَ كلمتي ولم تُنكر اسمي. ولذلك فتحت لك بابا لا يقدر احد ان يغلقه. أما الذين هم من مجمع الشيطان، ويدّعون كَذبا أنهم يهود، فسأجبرهم  على أن يسجدوا عند قدميك، ويعترفوا بأنني احببتك. ولأنك حفظتَ كلمتي وصبرتَ، فسأحفظك أنا ايضا من ساعة التجربة التي ستأتي على العالم أجمع لتُجرّب الساكنين على الارض. اٍني آت سريعا، فتمسكْ بما عندك، لئلا يَسلُبَ احد اكليلك. كُلُ من ينتصر سأجعله عمودا في هيكل اٍلهي، فلا يخرج منه أبدا، وسأكتب عليه اسم اٍلهي واسم مدينة اٍلهي اورشليم الجديدة، التي تنزل من السماء من عند اٍلهي، وأكتب عليه اسمي الجديد

من له اُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس!

لقد أنشأ مواطنوا برغامس مدينة فلادلفيا وقد اقيمتْ هذه المدينة على موقع حصين كبوابة للهضبة الوسطى لآسيا الصغرى. وقد صدّت فلادلفيا هجوم البربر على كل المنطقة، كما أدخلت اليها الحضارة الاغريقية واللغة اليونانية. وقد تهدمت المدينة سنة 17 ميلادية بسبب زلزال. وقد أرعبت الهزات الارضية التالية اهل المدينة حتى اٍن معظمهم عاش خارج حدود المدينة

كانت فيلادلفيا كنيسة صغيرة ذات نفوذ قليل، اٍلا أنها كانت وفية لله وكان هو سعيدا بها .. كانت كنيستا فيلادلفيا وسميرنا الكنيستين الوحيدتين اللتين أرسل اليهما المسيح رسائل

 

رسالة الى لاودكية

 

واكتبْ الى ملاك الكنيسة في لاودكية: اليك ما يقوله الحق، الشاهد الأمين الصادق. رئيس خليقة الله: اٍني علم بأعمالك، وأعلم أنك لست باردا ولا حارا. وليتك كنت باردا او حارا! فبٍما أنك فانرُ، لا حار ولا بارد، سألفظك من فمي! تقول: أنا غنيُّ قد اغتنيتُ ولا يعوزني شئ! ولكنك لا تعلم أنك شقي ّ بائسُ فقير أعمى عُريان. نصيحتي لك أن تشتري مني ذهبا نقيا، صفته النار، فتغتني حقا، وثيابا بيضاء ترتديها فتستُرعُريك المعيب، وكحلا لشفاء عينيك فيعود اليك البصر. اٍني اُوبخُ وأؤدّبُ من اُحبّهُ، لذا كُنْ حارا وتُبْ! ها أنا واقف خارج الباب أقرعه. اٍن سمع أحد صوتي وفتح الباب ، أدخل اليه فأتعشىّ معه وهو معي. وكل من ينتصر ساُجلٍسُهُ معي على عرشي، كما انتصرت أنا ايضا فجلست مع أبي على عرشه

من له اُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس!

كانت لاودكية أغنى مدن آسيا السبع، وكانت معروفة بمهنة الصرافة، وتصنيع الصوف، كما اشتهرت بالمدرسة الطبية التي كانت تنتج علاجا خاصا للعيون. اٍلا أن لاودكية كانت تعاني من مشاكل في مصدر المياه. وقد بُنيت قناة مائية لتوصيل المياه الى المدينة من الينابيع الساخنة. لكن عند وصول المياه ألى المدينة لم تكن ساخنة ولا باردة بل بالحري فاترة. وقد اكتسبت الكنيسة هناك نفس فتورالمياة التي تصل الى المدينة.

 

 

 

 

أرسطو بولس الرسول

16 ماي 2010

أرسطو بولس الرسول

          هو أحد السبعين رسولاً الذين انتخبهم السيد المسيح وأرسلهم للكرازة قبل آلامه، وقد نال مع التلاميذ مواهب الروح المعزي وصحبهم وخدمهم ونادى معهم بالبشارة المحيية وردَّ كثيرين إلى طريق الخلاص، فآمنوا بالسيد المسيح فعمدهم وعلمهم الوصايا الإلهية.

          وأقامه التلاميذ أسقفًا على أبريطانياس، فمضى إليها وبشر أهلها ووعظهم وعمدهم وصنع آيات كثيرة. وقد نالته إهانات عظيمة من اليهود واليونانيين وطردوه مرارًا عديدة، ورجموه بالحجارة.

          وقد ذكره بولس الرسول في رسالته إلى رومية الإصحاح السادس عشر آية رقم 10. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام.

السنكسار، 19 برمهات.

 

نياحة أرسطوبولس أحد السبعين رسول (19 برمهات)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس ارسطو بولس أحد السبعين رسولا الذين انتخبهم الرب وأرسلهم للكرازة قبل آلامه. وقد نال مع التلاميذ مواهب الروح المعزى، وصحبهم وخدمهم ونادى معهم بالبشارة المحيية، ورد كثيرين الى طريق الخلاص. فآمنوا بالسيد المسيح. فعمدهم وعلمهم الوصايا الإلهية. وأقامه التلاميذ أسقفا على ابريطانياس فمضى إليها، وبشر أهلها، ووعظهم وعمدهم، وصنع آيات كثيرة. وقد لحقت به إهانات شديدة من اليهود واليونانيين، وطردوه مرارا عديدة ورجموه بالحجارة. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام. وقد ذكره بولس الرسول فى رسالته الى رومية، (ص 16 :. 1). صلاته تكون معنا. آمين. 2 – وفى مثل هذا اليوم أيضا : تذكار السبعة القديسين الشهداء وهم : الكسندروس المصري، وأغابيوس من غزة، وتيمولاؤس من البنطس، وديوناسيوس من طرابلس، وروميلوس وبليسوس من قرى مصر : وهؤلاء ارتبطوا بالمحبة المسحية، وأتوا الى والى قيسارية فلسطين، واعترفوا أمامه بالسيد المسيح. فنالوا إكليل الشهادة فى زمن دقلديانوس. صلواتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

يوحنا ذهبي الفم القديس

16 ماي 2010

 

 

يرسم لنا هذا الأب، بسيرته وعظاته وكتاباته أيقونة حيّة لحياة الكنيسة التي لا يحصرها زمان، ولا يطويها تاريخ.

ففي سيرته نختبر الكنيسة السماوية المتهللة، المُعاشة على الأرض وسط الآلام. فقد أحب يوحنا الحياة الملائكية، وعشق البتولية، ومارس التسبيح والترنيم، وانطلقت نفسه من يومٍ إلى يومٍ نحو الأبديات. لكنه في هذا كله لم يتجاهل الواقع كإنسان يحمل جسدًا ويسكن على الأرض بين البشر، لذا مارس إيمانه بالأبدية خلال واقع عملي، سواء في بيت أمه، أو ديره أو وحدته أو في دار الأسقفية كاهنٍ أو أسقفٍ، على منبره وسط استحسانات الجماهير أو في منفاه.

لله درّ النساء

في إنطاكية إذ كان ليبانيوس Libanios أعظم خطباء عصره يحتضر، التف حوله تلاميذه يسألونه عمن يخلفه، فتنهد الفيلسوف الوثني قائلاً: “يوحنا لو لم يسلبه المسيحيون منّا!”

فقد اكتشف هذا الفيلسوف السوري مواهب تلميذه يوحنا وفصاحته، وكان يأمل أن يسلمه قيادة مدرسته من بعده، غير أن كنيسة بيته كانت أقدر على جذب قلبه!

لقد مات الوالي سكوندس Secondus قائد الجيش الروماني migidter militum بسوريا، تاركًا زوجته أنثوسا Anthusa في السنة الرابعة من زواجها وهي لا تزال في ريعان شبابها وبهجة الجمال مع وفرة الغنى. تركها في العشرين من عمرها فحام الشبان حولها يطلبون ودها، لكنها وضعت في قلبها أن تكرس حياتها لخدمة طفليها: ابنتها التي سرعان ما انتقلت، ورضيعها يوحنا الذي وُلد بمدينة إنطاكية نحو سنة 347م.

لقد كرست أنثوسا حياتها في جديّة لتربية طفلها، لينشأ غصنًا حيًا وفعّالاً في كرم الرب. ولقد لمس جميع معارفها من مسيحيين ووثنيين ما فعلته هذه الأم في حياة ابنها، حتى اضطر الفيلسوف الوثني ليبانيوس أن يشهد عنها قائلاً: “لله درّ النساء عند المسيحيين!”

ثقافته

تشرب يوحنا روح الحق على يدي أمه التقية التي أرضعته لبن تعاليمها منذ الطفولة. لكنها لم تكتفِ بهذا بل اجتهدت في تثقيف عقله بالعلوم والمعارف، فأودعته لدى ليبانيوس يتدرب على البلاغة والمنطق، ولدى أندروغاثيوس Androgathius يدرس الفلسفة.

نبغ يوحنا نبوغًا فريدًا، وأعجب به كثيرون، فتنبأ الكل له بمستقبلٍ باهرٍ ومركزٍ سامٍ. وأحس هو بذلك فأراد إظهار قدراته ومواهبه بممارسته المحاماة نحو عامين. كان يرفع إلى القضاء دعاوى المظلومين والفقراء ببلاغة وفصاحة، حتى صار يوحنا محط آمال الكثيرين والكثيرات، يتوقعون له منصبًا قضائيًا في وقت قصير.

أما هو فإذ تبسّمت له الدنيا انجذب إلى ملاهيها ومسارحها وأنديتها، لكن تعاليم أمه بقيت حيّة في داخله، فكان بين الحين والآخر يتوق لو كرس حياته للفلسفة الحقة فيمارس الإنجيل ويعيش من أجل الأبدية.

مضى إلى مدينة أثينا وتعلم الحكمة اليونانية في إحدى مدارسها وفاق كثيرين في العلم والفضيلة.

مع رفيق الصبا باسيليوس

كانت يد الله تعمل في حياته، فبعثت إليه صديقه القديم، رفيق الصبا، باسيليوس، الذي كان يسلك بحياة إنجيلية تقوية، الذي روى عنه يوحنا نفسه قائلاً: “مال الميزان بيننا، فعَلَتْ كفّته، وهبطت كفتي تحت ثقل شهوات هذا العالم والأهواء التي ينغمس فيها الشباب”.

بدأ باسيليوس يستميله نحو حب الله، فانجذب يوحنا، واشتاق لو كرس كل حياته للتعبد ودراسة الكتاب المقدس، فترك المحاماة وتلقفه مليتيوس Meletius أسقف إنطاكية الأرثوذكسي، وتلمذه ثلاث سنوات، ثم منحه سرّ العماد حوالي عام 369م أو 370م، وهو في حوالي الثالثة والعشرين من عمره، وكان العماد بداية انطلاقة روحية جادة. إذ يقول عنه بالاديوس Palladius أنه منذ ذلك الحين “لم يحلف قط، ولا افترى على أحد ما، ولا نطق بكلمة باطلة، ولا سبّ ولا حتى سمح بأي مزاح طريف”.

الشرارة تلتهب!

انجذب الأسقف مليتيوس إلى جمال شخصيته، وسمح له بمرافقته على الدوام، مدركًا بعين النبوة ما يكون عليه. وأقامه قارئًا أو أغنسطسًا Anagnostes عام 270. حلت عليه نعمة الله فوضع ميامر ومواعظ وفسر كتبًا كثيرة وهو بعد شماس.

تأجيل رهبنته

لم يكن يحتمل صديقه باسيليوس مفارقته لحظة واحدة. كان يحثه على الدوام أن يتركا بيتهما ويسكنا معًا أو يلتحقا بالدير، لكن نحيب أمه المستمر عاقه عن تلبية طلبه. ففي طاعة أذعن يوحنا لتوسلات أمه الأرملة التقية ودموعها، إذ رأى من الحكمة أن يخضع لها ويطيعها، فقد تركته حرًا يتفرغ للعبادة والتأمل والدراسة، ممارسًا حياته النسكية الإنجيلية بغير عائقٍ.

فإن كانت ظروفه لا تسمح له بالدخول في الحياة الرهبانية الديرية، لكن الرهبنة ليست مظهرًا إنما هي في جوهرها حياة داخلية يستطيع يوحنا أن يمارسها في العالم حتى يشاء الله له أن ينطلق في الوقت المناسب!

للحال حوّل يوحنا بيت أمه إلى شبه قلاية، لا بالاسم أو الشكل، لكن فيه انعزال عن الاهتمامات الزمنية ليمارس “وحدته مع الله” ودراسته في الكتاب المقدس. عاش يوحنا ناسكًا، يحب الله ويهيم في التسبيح له، يكثر الصلاة ويقلل الطعام، يفترش الأرض وينام القليل، ممارسًا السكون في بيته ليرتفع قلبه نحو السماء، مختبرًا “الحديث مع الله”.

لعله في هذه الفترة التقى بالأب ثيودور الذي كان رئيسًًا لجماعة رهبانية بجوار إنطاكية ومعلمًا لمدرسة إنطاكية يدافع عن قانون الإيمان النيقوي ضد الوثنيين والهراطقة، مقتبسًا منه منهجه الحرفي والتاريخي في تفسير الكتاب المقدس، والذي انضم لجماعته فيما بعد.

هروب من الأسقفية

كان يوحنا بلا شك على اتصال دائم على الأقل بإحدى الجماعات الرهبانية، ليختبرها في بيته.

حيث بدأت رائحة المسيح الذكية تفوح في قلبه بقوة وانطلقت في بيته انجذب الكثيرون اليه، أما هو فكان حريصًا على “الوحدة” واذ خلا كرسيان في سوريا اتجهت الأنظار حالاً نحو يوحنا وصديقه باسيليوس ليتسلما العمل الرعوي. قال يوحنا: “شاع بغتة خبر أزعجنا كلينا، أنا وباسيليوس، وكان حديث القوم أن نرقى إلى المقام الأسقفي. حين وقفت على هذا النبأ، أخذ مني الخوف والقلق كل مأخذ كنت أخشى أن ألزم على قبول السيامة الأسقفية، وبقيت مضطربًا…”

إذ التقى بصديقه باسيليوس لم يكشف له شيئًا، ليس خبثًا، لكن من أجل خير الكنيسة. ربما تحادثا معًا في العمل الأسقفي وبركة البحث عن الخراف الضالة في صدق وأمانة، فحسب باسيليوس في هذا الحديث موافقة ضمنية على قبول السيامة. خاصة أنه يعلم أكثر من غيره ما يكنه قلب يوحنا صديقه من شوق جاد نحو خدمة النفوس.

رضخ باسيليوس للسيامة متوقعًا بفرحٍ سيامة صديقه يوحنا، ليعملا معًا بروح واحد، يسند أحدهما الآخر. لكن جاء دور يوحنا فاختفى في الجبال الأمر الذي أحزن قلب باسيليوس، فاضطر أن يكتب اليه يؤنبه على فعله هذا وخداعه له، أو ما يسميه خيانة العهد.

لم يرد يوحنا أن يترك صديقه متألمًا، فكتب إليه فيما بعد مقالاً غاية في الابداع، يكشف له عن حقيقة موقفه بروح صريح واضح، تواضع مع محبة وعلم غزير… ألا وهو مقاله “عن الكهنوت De Sacredotio” المؤلف الذي يغذي أجيالاً من الكهنة والخدام.

كتب في بلاغة بروحانية صادقة، فبكل تواضعٍ يروي في غير خجل أن توقفه عن دخول الدير سره دموع أمه، ثم عاد يتحدث عن العمل الكهنوتي كعملٍ الهيٍ فائقٍ، هو عمل السيد المسيح نفسه، العامل في كهنته. وفي غير خجل يعلن شوقه للخدمة بل وشهوته لها، فهو لم يهرب إلى الجبال هربًا من الأسقفية، لكنه مع شوقه لها يشعر بعدم أهليته!

رهبنته

هدأت عاصفة رسامته أسقفًا فعاد إلى الظهور في إنطاكية، لكن سرعان ما تنيّحت والدته فخلا له السبيل إلى الانطلاق نحو الحياة الديرية بجوار إنطاكية، يسعد بأربع سنوات من أعذب أيامه، يقضيها في التأمل والصلاة والدراسة تحت قيادة شيخ مختبر يدعى ديؤدور، والذي يعتبر أحد مؤسسي مدرسة إنطاكية اللاهوتية، وقد رسم أسقفًا على طرسوس فيما بعد.

وكان يزامله صديقاه منذ الدراسة عند ليبانيوس وهما ثيؤدور الذي صار أسقفًا على الميصة Mopsuestia ومكسيموس الذي صار أسقفًا على كيليكية.

على أى الحالات، فهؤلاء في مجموعهم لا يمثلون مجرد مجموعة نسكية بل وأيضًا جماعة دراسية، وضعوا على عاتقهم تفسير الكتاب المقدس بالمنهج الأنطاكي، ألا وهو المنهج اللغوي أو الحرفي، التاريخي. يقوم هذا المنهج على التفسير البسيط حسبما تشرحه اللغة، لذا دعي “المنهج اللغوي أو الحرفي”. كما قام على تأكيد الحقائق التاريخية كما وردت في الكتاب المقدس كحقائق واقعية وليست أعمالاً مجازية رمزية، لذا سمي أيضًا باالمنهج التاريخي.

كان بالدير رجل عابد حبيس سرياني اسمه أسوسينوس أبصر في إحدى الليالي الرسولين بطرس ويوحنا قد دخلا على الذهبي الفم فدفع له يوحنا إنجيلاً وقال له: “لا تخف، من ربطته يكون مربوطًا ومن حللته يكون محلولا”، فعلم الشيخ الحبيس أنه سيصير راعيًا أمينًا.

أعماله الكتابية في الدير

1. إذ انطلق يوحنا إلى الدير تهللت نفسه فيه، أحس أنه في السماء عينها. وقد بقيت أحاسيسه هذه تلازمه كل أيام خدمته، إذ نجده تارة يقول “بالنسبة للقديس اللجوء إلى الدير هو هروب من الأرض إلى السماء!” وأخرى يصف الراهب في قلايته: “كأنما يسكن عالمًا آخر، هو في السماء بعينها. لا يتحدث إلا في السماويات. عن حضن ابراهيم وأكاليل القديسين والطغمات المحيطة بالمسيح”.

على أي الحالات فإنه في فرحة قلبه أراد أن يجتذب بعض أصدقائه من إنطاكية، خاصة ثيؤدور للحياة الرهبانية، فسجل لنا مقاله الأول: “مقارنة بين الملك والراهبComparatio regis et monachi “.

2. في عام 373 كان غضب فالنس قد جاش على الأرثوذكس، فألزم نساكهم ورهبانهم على الخدمة العسكرية والمدنية، واعتبر بعض المسيحيين في النسك ضربًا من الجنون، وقامت حملات عنيفة ضد الرهبنة مما أضطر يوحنا أن يخط ثلاثة كتب تحت اسم Adverssus oppugnatores vitae monastiac يهاجم أعداء الرهبنة ويفند حججهم، محمسًا الآباء أن يرسلوا أولادهم إلى الرهبان لينالوا تعليمًا علميًا ويمارسوا حياة الفضيلة.

3. انجرف صديقه ثيؤدور وراء شهوته فأعجب بامرأة جميلة تدعى Hermoine، فترك طريق الرهبنة وأراد الزواج منها، لكن يوحنا أسرع فكتب رسالتين لصديقه “Paraeneses ad Theodorum lapsum” يدعوه فيهما للتوبة والعودة إلى الحياة الرهبانية.

4. تعزية ستاجيريوس Ad Stagirium a daemone vexatum: كتب مقاله هذا في ثلاثة كتب موجهة إلى راهبٍ شابٍ، يشجعه في تجربة قاسية حلت به. لقد انهمك ستاجير في ممارسة نسكية عنيفة، وأصيب بنوبة صرع، وحكم عليه البعض أن به روحًا نجسًا.

نحو الوحدة

عاش يوحنا أربع سنوات في الدير يمارس حياة الشركة، يحسبها أجمل فترات عمره. لكن كتاباته الرهبانية التي سجلها لجذب أصدقائه نحو الدير أو لدفاعه عن الرهبنة والرهبان سحبت أنظار الناس اليه، فانفتحت قلايته لهم وأفقدوه فترات هدوئه. أما كتاباته لثيؤدور وستاجير فقد كشفت للكنيسة عن موهبته في الخدمة، والتهاب قلبه بخلاص الآخرين، وحكمته في رعايتهم.

لم يجد بدًا الا أن يهرب من المجد الباطل إلى “الوحدة” يمارس حياة أكمل. انطلق إلى الوحدة كما يقول بالاديوس ثلاث دفعات، في كل مرة قضى ثمانية شهور حارمًا نفسه من النوم بصفة تكاد تكون مستمرة، يدرس انجيل المسيح بشغف. خلال هذين العامين لم يستلقِ نهارًا ولا ليلاً. فانهارت طاقته وأصابه نوع من الفالج. فأحس بعجزه عن الاستفادة من هذه الحياة وعاد إلى الكنيسة بإنطاكية.

شموسيته

حوالي عام 381م عاد يوحنا إلى إنطاكية، فتلقفه أسقفها ميليتوس بفرح عظيم، ورسمه شماسًا رغم معارضته. وسط الخدمات الطقسية والخدمات الاجتماعية الكنسية كان يوحنا يقتنص كل فرصة للدراسة والكتابة، فإن كان ليس من حقه كشماس أن يعظ انشغل بالكتابة في نوعين: كتب دفاعية وأخرى لها مسحة نسكية.

مقالان دفاعيان: كتب مقاله عن “القديس بابيلاس وضد يوليانوس”، موجهًا للأممDe S.Babyla s,contra Julianum et Gentiles. والمقال الثاني “ضد اليهود والأمم مبرهنًا على لاهوت المسيحContr Judaeos et Gentiles quod Christian sit deus.

بدأ يكتب أثناء دياكونيته عن الحياة المسيحية في إتجاه نسكي: عن البتولية وعن الندامة De Compunctione، وإلى أرملة شابه، والزواج الوحيد، والمجد الباطل وتربية الأطفال liberis De inani gloria et de educandis.

قسوسيته

دُعي الأسقف ميليتوس لحضور المجمع المسكوني بالقسطنطينية، فاصطحب معه الكاهن فلافيان، ووكل شئون الكنيسة بإنطاكية في يدي شماسه القديس يوحنا. وفي أثناء انعقاد المجمع تنيّح الأسقف مليتيوس فبكاه يوحنا بكونه أباه ومرشده.

أجمع آباء إنطاكية على رسامة فلافيان [فلابيانوس] خلفًا له، وهذا بدوره قام برسامة يوحنا كاهنًا.

عظات التماثيل

بدأت شهرة يوحنا الذهبي الفم بمجموعة العظات التي ألقاها في إنطاكية عام 387م، سميت “عظات التماثيل” لها قصة في حياة كنيسة إنطاكية. ففي عام 387م شرعت الحكومة المركزية أن تتهيأ للاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وخمس سنوات على اشتراك ابنه الشاب أركاديوس معه في السلطة. ولما كانت مثل هذه الاحتفالات تحتاج إلى بعض المال صدر أمر امبراطوري بفرض ضريبة جديدة إضافية، الأمر الذي استاءت منه كل المملكة، لكن لم يستطع أحد أن يعترض.

أما في إنطاكية فقد حدث أثناء قراءة القرار في الميدان أن عبَّر بعض الحاضرين عن شعورهم بالاستياء، لكن الوالي أبى أن يصدر أمره للجنود بالهجوم على شعب أعزل.

وقد انتهز بعض دعاة الفتنة هذه الفرصة فأخذوا يصرخون مطالبين الأسقف فلافيان بالتدخل لوقف القرار، وغالبًا كان هؤلاء من أتباع بولينوس أي من جماعة الاستاسيين، يريدون إثارة خلاف بين الإمبراطور والحكام مع الأسقف!

وسط جموع شعبية تضم من كل صنف سرعان ما سرت هذه الصرخات لتثمر بينهم هياجًا فثورة. وفي لمح البصر، دون أي تفكير وبغير أي ضابط انطلق البعض يحطم تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة وابنهما، ورموها في الأوحال والقاذورات. كل هذا تم في لحظات مملوءة ثورة حماسية تبعها هدوء، حيث أفاقوا من سكرتهم وأحسوا ببشاعة جريمتهم، وباتوا خائفين يتوقعون مصيرهم ومصير مدينتهم من عقاب شديد. فقد ارتبكت المدينة بأسرها، كبيرها مع صغيرها، ولم يعرف أحد ماذا يكون العمل.

وجد الأب الأسقف فلافيان نفسه ملتزمًا أن يتدخل لدى الإمبراطور، يهدئ من غضبه تجاه المدينة، أما عظماء الوثنيين ووجهائهم فقد خافوا على أنفسهم ولم يجسروا أن يفعلوا شيئًا، الأمر الذي أساء إلى نفوس الوثنيين.

أسرع الأب البطريرك إلى القسطنطينية، لكن الخبر كان أسبق منه، بلغ إلى الإمبراطور، فأرسل قائدين من عنده وأعلنا سقوط امتيازات المدينة ونقل العاصمة إلى اللاذقية، كما أغلقا الأندية والمسارح، وألقيا القبض على بعض وجهاء المدينة الذين حامت الشبهات حولهم، فصودرت ممتلكاتهم وطردت نساؤهم من بيوتهن. كما أعلن القائدان اصدار الأمر بحرق المدينة وقتل كل شعبها، لولا تدخل بعض النساك والرهبان، ومن بينهم الناسك مقدونيوس. فقد نزلوا من الجبال والأديرة والتقوا بالقائدين وطلبوا منهما الانتظار حتى يمكن تقديم شفاعة لدى الإمبراطور.

في ذلك الوقت بينما كان الأب البطريرك في طريقه إلى القسطنطينية رغم كبر سنه وارهاقه بالصوم إذ كان الوقت الأربعين المقدسة، وكان الرهبان والنساك يتضرعون لدى القائدين بإنطاكية، كان الناس مذعورين يسمعون من يوم إلى يوم إشاعات متعارضة، تارة يتوقعون العفو وأخرى يهددهم الموت. فهرعوا إلى الكنيسة ليقتنصهم الكاهن يوحنا بعظاته، فينثر من درر قلبه وفمه أحاديث فيّاضة تنعش قلوبهم المنكسرة، وتشدد عزائمهم الواهية، تدفعهم إلى التوبة والرجوع إلى الله، ليس خوفًا من موت الجسد أو خسارة ممتلكات أرضية، وإنما شوقًا إلى نور الأبدية خلال مراحم الله غير المتناهية.

لقد ألقى الأب في بداية خدمته الوعظية هذه السلسلة من العظات الخالدة [21 عظة] التي وجهت أنظار إنطاكية بل وخارج إنطاكية إليه.

أسقفيته

في سبتمبر 397م رقد نكتاريوس Nectarius أسقف القسطنطينية أو بطريركها، فاجتمع الشعب مع الإكليروس يتداولون أمر اختيار خلفًا له، وتطلعت الأنظار إلى البلاط الملكي حيث كان الشاب أركاديوس قد تولى الحكم على الشرق خلفًا لأبيه ثيؤدوسيوس. وكان أركاديوس هذا ضعيف الشخصية تسلط عليه وزيره روفينيوس، ثم قوي عليه أتروبيوس الخصي Eutropius، الذي صار له وزيرًا، بل الحاكم الفعلي للمملكة الرومانية الشرقية.

سمع أتروبيوس الكاهن يوحنا يعظ في إنطاكية فأعجب به، وفي غير تروٍ نطق باسمه خلفًا لنكتاريوس دون أن يقيم حسابًا لشخصية يوحنا، فهو إنسان لا يعرف المجاملات على حساب الحق، يعمل بغير محاباة للوجوه، عنيف [إن صح هذا التعبير] لا يخاف إنساناً!

هكذا شاءت عناية الله أن يرشح أتروبيوس يوحنا بطريركًا للقسطنطينية وبالتالي أعلن الإمبراطور الاسم، فطار الشعب فرحًا وتهلل الكهنة به. ولكن كيف لشعب إنطاكية أن يتركه؟ فقد عرف أتروبيوس ما يكون عليه شعب إنطاكية إن عرفوا بخروجه من وسطهم، فأرسل إلى فيكتور أستريوس قائد جيوش الشرق يخبره بأمر الإمبراطور، طالبًا منه أن يرسل الأب إلى القسطنطينية من وراء الشعب. وفعلاً استدعى الوالي الأب يوحنا، وسأله أن يرافقه في زيارة بعض المقابر للشهداء خارج المدينة وما أن عبر الأب خارج الأسوار حتى حُمل قسرًا إلى القسطنطينية.

رعايته لشعبه

إذ وضعت عليه يد الأسقفية بدأ الراعي الجديد يعلن حبه لشعبه، ففي عظته الأولى يوم رسامته تحدث مع شعبه بروح صديقه بولس الرسول، يشجعهم ويكشف لهم عن غيرتهم ومحبتهم لمعلميهم، كما حدثهم عن حبه هو لهم قائلاً:

“أتحدث إليكم اليوم. إني أحبكم كأني عشت معكم منذ البداية.

هذا ليس بسبب حنوي نحوكم، لكن أنتم تستحقون كل حب…

في إنطاكية يوجد شعب كثير، أما في القسطنطينية فيوجد أناس مؤمنون يظهرون ثباتًا عظيمًا وإخلاصًا” أخيرًا أعلن لهم أن الكرازة “هي أعظم التقدمات وأسماها وأفضلها”.

كان الهدف واضحًا نصب عينيه، انطلق منذ البداية يتحدث بروح الإنجيل، ساعيًا إلى خلاص الناس، باعثًا فيهم روح الكرازة والخدمة.

كان مداومًا على التعليم والوعظ وتفسير العهدين القديم والجديد.

روى المؤرخ سوزومين قصة عجيبة ربما انتشرت في القسطنطينية في تلك الآونة، وكان لها أثرها في خدمة الأسقف يوحنا، ملخصها أن رجلاً من التابعين لهرطقة مقدونيوس كان يسمع عظات يوحنا فانجذب اليه ورجع إلى الإيمان الأرثوذكسي، وأما زوجته فبقيت في انحراف إيمانها. هدد الرجل زوجته بالانفصال عنها وهجرها إن بقيت في هرطقتها، فوعدته بقبول الإيمان المستقيم. وإذ دخلت الكنيسة وجاء وقت التناول من الأسرار المقدسة تظاهرت جاريتها بالصلاة في خشوع، فأحنت رأسها وناولت سيدتها قطعة من الخبز كانت قد أحضرتها معها… وما أن وضعتها المرأة في فمها وحاولت مضغها حتى تحولت بين أسنانها إلى قطعة من الحجر. للحال ارتعبت السيدة جدًا، وخشيت غضب الله، فذهبت مسرعة إلى الأب يوحنا البطريرك تعترف أمامه بكل شيء، وقدمت له قطعة الحجر وآثار أسنانها عليه… وكانت تبكي بمرارة تسأل الغفران. يعلق سوزومين على الرواية بقوله: “من يظن في هذه القصة عدم صدقها يستطيع أن يختبر الحجر المذكور، فإنه لا يزال محفوظًا في خزينة القسطنطينية”.

رعايته للفقراء

لم يكن القديس يوحنا كارزًا بالإنجيل من على المنبر فحسب، لكنه يشهد لحق الإنجيل في سلوكه وتصرفاته. فقد تسلم القصر الأسقفي الذي أقامه سلفه الأسقف نكتاريوس، وقد تبقى به بعض قطع من المرمر لم تكن قد استخدمت بعد، فباعها وقام بتوزيع ثمنها على الفقراء. كما ألغى النفقات الباهظة في الولائم والاستقبالات الكبرى. عاش في دار الأسقفية ناسكًا متعبدًا، قليل النوم، كثير الصلاة، لا يحضر الولائم، ولا يتألّق في ملبسه، غير محبٍ للبذخ، كل ما يتوفر لديه من أموال يقوم بتوزيعها على الفقراء أو الإنفاق بها على المستشفى.

نستطيع أن نلمس مدى عشقه للعطاء وحبه للفقراء من تقديسه هذا العمل، حيث يتصور نفسه وهو يمد يده للعطاء أنه يقدم ذبيحة حب على مذبح مقدس، يتقبلها الله رائحة رضى. يرى في الفقراء مذبح الله المقدس، لا بل يرى فيهم السيد المسيح نفسه يمد يده ليتقبل عطية الحب من الإنسان، إذ يقول:

[إنها تقيم من البشر كهنة!

نعم، إنه كهنوت يجلب مكافأة عظيمة!

الإنسان الرحوم (كاهن) لا يرتدي ثوبًا إلى الرجلين، ولا يحمل أجراسًا ولا يلبس تاجًا، لكنه يتقمّط بثوب الحنو المملوء ترفقًا، الذي هو أقدس من الثوب المقدس!

أنه ممسوح بزيت لا يتكون من عناصر مادية بل هو نتاج الروح!…

يحمل أكاليل المراحم، إذ قيل: “يُتوّجك بالمراحم والرأفات”.

عوض الصدرية الحاملة اسم الله يصير هو نفسه مثل الله. كيف يكون هذا؟ إنه يقول: لكي تكونوا مثل أبيكم الذي في السموات”.]

اهتمامه بالعذارى والأرامل

كان في مدينة القسطنطينية بيت خاص بالعذارى والأرامل من بنات الأشراف، وكان قد اعتراهن الكثير من الفتور الروحي، فأعطاهن الأب البطريرك اهتمامًا خاصًا حتى سلكن في حياة روحية سامية، كما منعهن من التردد على البيوت والملاعب والحمامات العامة.

وحرم الأب البطريرك على الآباء الكهنة قبول العذارى في بيوتهم حفظًا لسمعتهم، ومنعًا من إثارة أي شك لدى الشعب.

أوجب على العذارى والأرامل العمل ليحفظهن من الفتور والضعف الروحي بسبب الفراغ أو الملل، فكن يقمن بنسج ثياب الفقراء، والاهتمام بزينة الكنائس، والخدمة في المستشفيات. كما نصح الأرامل والحدثات غير القادرات على السلوك باحتشام أن يتزوجن ثانية، فالترمل في ذاته ليس خيرًا ولا شرًا، إن لم يتحول إلى طاقات حب لله وخدمته.

إذ نتحدث عن خدمة العذارى والأرامل لا نقدر أن نتجاهل الإشارة إلى الأرملة الشماسة أولمبياس Olympias التي نالت شهرة فائقة في ذلك الحين، وارتبط اسمها باسم القديس يوحنا. لقد أعجب القديس الأسقف بالشماسة الأرملة من أجل حبها لله، وسخائها في العطاء مع نسكها وتواضعها، فأعطاها اهتمامًا خاصًا، واستغل طاقاتها في الخدمة، حتى أدركت القسطنطينية كلها ذلك، لذلك عندما نُفي الأسقف انصبت عليها اضطهادات كثيرة، لكنها أيضُا تقبلت رسائل تعزية من أبيها المتألم، تُعتبر مصدرًا هامًا لتاريخ حياته في أيامه الأخيرة.

مشكلة الاخوة الطوال القامة

راجع سيرة البابا ثاوفيلس ال 23.

مع الملكة أفدوكسيا

وكان يبكت الخطاة وكل ذي زلة مهما كان مقامه.

كانت أفدوكسيا الملكة زوجة أركاديوس محبة للمال، فاغتصبت بستانًا لأرملة مسكينة. شَكَت الأرملة أمرها للقديس الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرًا وطلب منها إرجاع البستان إلى صاحبته، وإذ لم تطعه منعها من دخول الكنيسة ومن التناول.

تملكها الغيظ وجمعت عليه مجمعًا من الأساقفة الذين كان قد قطعهم لشرورهم وسوء تدبيرهم، فحكموا بنفي القديس. فنفى إلى جزيرة ثراكي، ولكن هذا النفي لم يستمر أكثر من ليلة واحدة، إذ هاج الشعب جدًا وتجمهر حول القصر الملكي طالبًا بطريركه.

بينما كان الناس في كآبتهم على راعيهم البار حدثت زلزلة عظيمة كادت تدمر المدينة، فزعت منها القلوب، وظن القوم أنها علامة غضب الله على المدينة بسبب نفى القديس.

أما أفدوكسيا فقد انزعجت واضطربت روحها فهرولت إلى زوجها وطلبت منه أن يعيد القديس من منفاه. وما أن أبصر الشعب راعيه حتى تبدل حزنهم إلى فرحٍ وعويلهم إلى ترانيم البهجة والسرور.

نياحته في المنفى

ولم تدم هذه الحال طويلاً حيث كان يوجد بالمدينة ساحة فسيحة بجوار كنيسة أجيا صوفيا أقيم فيها تمثال من الفضة للملكة أفدوكسيا. وحدث يوم تنصيبه أن قام بعض العامة بالألعاب الجنونية والرقص الخليع، ودفعهم تيار اللهو إلى الفجور والإثم. فغار القديس يوحنا على الفضيلة التي امتهنت وانبرى في عظاته يقبح هذه الأعمال بشجاعة نادرة. فانتهز أعداؤه غيرته هذه ووشوا به لدى الملكة بأنه قال عنها: “قد قامت هيروديا ورقصت وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق”. فكانت هذه الوشاية الدنيئة سببًا قويًا لدى الملكة للحكم عليه بالنفي والتشديد على الجند الموكلين بحراسته بعدم إعطائه الراحة في سفره، فكانوا يسرعون به من مكان إلى آخر حتى انتهى بهم السفر إلى بلدةٍ يقال لها كومانا، وهناك ساءت صحته وتنيّح بسلام سنة 407م.

فى عهد تملك ثاؤدوسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس، وفي سنة 437م أمر بنقل جسد هذا القديس إلى القسطنطينية حيث وُضع في كنيسة الرسل.

وتعيّد الكنيسة بهذا التذكار في الثاني عشر من شهر بشنس.

من كلماته

v  تأملوا هذا التقدم العجيب! إنه يرسل ملائكة إلى البشر، ويقود الناس إلى السماويات. هوذا سماء تقام على الأرض لكي تلتزم السماء بقبول الأرضيين.

v  عندما يحل بنا أمر ما لم نكن نتوقعه، لا نتذمر ولا تخور قلوبنا، بل نتحمل ذلك من الله الذي يعرف هذه الأمور بدقة، حتى يمتحن قلوبنا بالنار كيفما يُسر، إنه يفعل هذا بهدفٍ معين وبقصد فائدة المجرّبين، لذلك يوصينا الحكيم قائلاً بأن نخضع لله في كل الأمور، لأنه يعرف تمامًا متى يخرجنا من فرن الشر. (حكمة يشوع 1: 1-2)

نخضع له على الدوام، ونشكره باستمرار، محتملين كل شيء برضى، سواء عندما يمنحنا بركات أو يقدم لنا تأديبات. لأن هذه الأخيرة هي نوع من أنواع البركات.

فالطبيب ليس فقط يسمح لنا بالاستحمام (في الحمامات العامة)… أو الذهاب إلى الحدائق المبهجة، بل وأيضًا عندما يستخدم المشرط والسكين، هو طبيب!

والأب ليس فقط عندما يلاطف ابنه، بل وعندما يؤدبه ويعاقبه… هو أب!

وإذ نعلم أن الله أكثر حنوًا من كل الأطباء، فليس لنا أن نستقصي عن معاملته، ولا أن نطلب منه حسابًا عنها، بل ما يحسن في عينيه يفعله. فلا نميز إن كان يعتقنا من التجربة أو يؤدبنا لأنه بِكِلا الطريقين يود ردّنا إلى الصحة، ويجعلنا شركاء معه. وهو يعلم احتياجاتنا المختلفة، وما يناسب كل واحدٍ منا، وكيف، وبأية طريقةٍ يلزمنا أن نخلص.

لنتبعه حيثما يأمرنا، ولا نفكر كثيرًا إن كان يأمرنا أن نسلك طريقًا سهلاً وممهدًا أو طريقًا صعبًا وعرًا.

القمص تادرس يعقوب ملطي: القديس يوحنا الذهبي الفم.

إسكندر النحاس

16 ماي 2010

 

اسكندر النحاس أظهر لى شروراً كثيرة ليجازه الرب حسب أعماله 2تى 4: 14

مقدمة

قال أحدهم إن الفارق بين بولس والمسيح، هو الفارق بين الأسد المزمجر والحمل الوديع، كلاهما لُطم على الخد، وكلاهما حدث له هذا اللطم أمام رئيس الكهنة، فتقبل المسيح اللطم بالوداعة المذهلة وهو يقول للخادم: « إن كنت قد تكلمت ردياً فاشهد على الردى وإن حسناً فلماذا تضربنى » (يو 18: 23).. وقال بولس فى زمجرة الأسد لرئيس الكهنة الآمر بضربه: « سيضربك اللّه أيها الحائط المبيض. أفأنت جالس تحكم على حسب الناموس، وأنت تأمر بضربى مخالفاً للناموس» (أع 23: 3). ولم يلبث أن اعتذر عندما علم أنه رئيس الكهنة وهو يقول: « لم أكن أعرف أيها الأخوة أنه رئيس كهنة لأنه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءاً » (أع 23: 5).. وقد كان بولس دائماً قريباً من روح المسيح ومثاله وقلبه، وهو القائل: « كونوا متمثلين بى كما أنا أيضاً بالمسيح » (1 كو 11: 1)، فإذا كان السيد قد قال فوق الصليب عن قاتليه: « اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » (لو 23: 34) فإن بولس قال أيضاً لسجان فيلبى الذى كان مزمعاً أن يقتل نفسه: « لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً لأن جميعنا ههنا » (أع 16: 28).. لكن السؤال مع ذلك يبقى: وما العمل مع الإنسان الذى لم تفلح معه كل طرق المحبة والتسامح، بل زادته شراً على شر؟ إن الجواب واحد على الدوام بالنسبة للمسيح، ولبولس، ولنا فى كل العصور والأجيال، وهو أن نسلم الأمر كله بين يدى اللّه أو كما قال الرسول بطرس عن السيد « بل كان يسلم لمن يقضى بعدل »، (1 بط 2: 23) وكما قال بولس ههنا: « ليجازه الرب حسب أعماله » (2 تى 4: 14). مع الحكمة والحذر فى التعامل مع الأشرار،… إن قصة اسكندر النحاس جديرة بأن تكون موضوع الدرس والتأمل، ولعلنا نتابعها فيما يلى:

اسكندر النحاس وشروره

لعلنا نستطيع أن نفهم هذه الشرور متى حددنا من هو اسكندر النحاس هذا، وقد اختلفت الآراء حوله، فهناك من يعتقد أنه ذلك اليهودى الذى كان يتصدر اليهود المضادين لبولس فى أفسس: «وكان البعض يصرخون بشئ والبعض بشئ آخر لأن المحفل كان مضطرباً وأكثرهم لا يدرون لأى شئ كانوا قد اجتمعوا. فاجتذبوا اسكندر من الجمع. وكان اليهود يدفعونه. فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتج للشعب. فلما عرفوا أنه يهودى صار صوت واحد من الجميع صارخين نحو مدة ساعتين عظيمة هى أرطميس الأفسسيين » (أع 19: 32 – 34)… وهناك من يرجح أنه يهودى آمن بالمسيحية ثم ارتد عن الإيمان وهو الذى تحدث عنه بولس فى الرسالة الأولى إلى تيموثاوس عندما قال: « ولك إيمان وضمير صالح الذى إذ رفضه قوم انكسرت بهم السفينة من جهة الإيمان أيضاً الذين منهم هيمينايس والإسكندر اللذان أسلمتهما للشيطان لكى يؤدبا حتى لا يجدفا » (1 تى 1: 19، 20).. على أن هناك من يأخذ برأى ثالث فيقول إن اسكندر النحاس، وقد أضيفت إليه صناعته ولقبه، كان شخصاً آخر، وقد لقب بلقبه تمييزاً له عن الشخصين المشار إليهما،… على أنه مهما يكن الاختلاف، فإن الصورة التى وضعها الرسول، تكشف عن أهم ثلاثة أسباب يكمن دائماً خلفها الشر الكبير، ومرات كثيرة ما يكون هذا الشر بلا أمل، أو علاج… فإذا كان اسكندر يهودياً حسب الصورة الأولى، وقد دفعه القوم ليكون مقداماً لهم فى الهجوم على بولس، ومع ذلك فلكونه يهودياً، لم يستطع أن يتكلم من الصراخ الذى استمر لمدة ساعتين دون توقف، وبكيفية لا يسمع معها أى شئ على الإطلاق،.. وكل ذلك بسبب التعصب، وقد تحدثنا فى أكثر من مناسبة عن التعصب الأعمى الذى لا يريد أن يرى أو يسمع أو يصغى على الإطلاق، وقد وصفه يوحنا بنيان أروع وصف، فالنفس البشرية كالقلعة المسورة التى يريد عمانوئيل اقتحامها، وللقلعة خمسة أبواب هى الحواس الخمس باب الأذن، وباب العين وباب الفم، وباب اللمس، وباب الشم، وقد حصنها إبليس، وعند باب الأذن أوقف ستين جباراً من الصم يصدون الأذن عن كل نداء،… وقد يكون التعصب عن طريق العين، فالأبيض لا يريد أن يرى الزنجى، والغنى لا يريد أن يرى الفقير، والعالم لا يريد أن يرى الجاهل،… وقد قص دكتور ماكراكن قصة عن سيدة اسكتلندية اسمها مسز ماكدوف كانت تكره كل عمل يأتيه راعى كنيستها فإذا أطال العظة، قالت: عظة مملة، وإذا اختصر قالت مخلة، إذا لم يزر قالت إنه منطو، وإذا زار قالت إنه يعمل على جذب النفس إليه لا إلى المسيح، كان كل عمل يعمله يواجه منها بعدم رضا، وقرر الراعى أن يزور جميع أعضاء كنيسته الصغيرة، وفعلا قام بالزيارة حتى وصل بالقرب من منزل مسز ماكدوف، وأبصر ستارة النافذة تتحرك فعلم أنها كانت تراقبه، ولما وصل إلى بيتها تردد هل يطرق بابها، ولكنه أخيراً فعل، طرق مرة ومرتين وثلاث مرات دون إجابة،… وأخيرا ركع أمام الباب ووضع عينه فى ثقب المفتاح فأبصر مسز ماكدوف تفعل نظيره من الناحية الأخرى، فهتف يامسز ماكدوف هذه هى المرة الأولى التى نظر الواحد منا فى عين الآخر… وفى كل مكان فى الأرض نجد أثار التعصب، ألم يكن سسل رودس يعتقد أن أعظم شعب فى العالم هو الشعب البريطانى؟ ألم يطلق اليابانيون على أنفسهم أبناء االشمس وأبناء السماء؟، ألم يوجد الأمريكى الذى اعتقد أن اللّه لم يخلق مخلوقاً أفضل من الأمريكى، وقد بدأ اللّه فخلق الغوريلا، فالشمبانزى، فالمكسيكى، فالهندى الأحمر، فاليابانى، فالألمانى، فالاسكتلندى، فالانجليزى، ثم جاء اليوم المجيد الذى خلق فيه الأمريكى!!.. فى الحقيقة إن فى العالم جدراناً كثيرة للتعصب ينبغى أن تزال، وبدلا من أن نقيم جداراً بيننا وبين جيراننا، من الأفضل أن نقيم طريقاً،… وكل واحد فى الأرض هو أخى الذى احتاج إليه، ويحتاج إلىَّ، فمثلا جندى أمريكى جريح فى الشرق الأقصى مدين بحياته لعالم يابانى هو كيستاسانو مكتشف جرثومة التيتانوس، وجندى روسى نقل له دم جديد والفضل لرجل نمساوى هو لاندستانير، وجندى ألمانى تحصن ضد التيفود بمعرفة روسى هو متشنيكوف، وبارجة هولندية نجت من الملاريا والفضل لجراسى الإيطالى، وطيار إنجليزى فى شمال أفريقيا نجا من فساد جرح عملية بفضل فرنسى هو باستير وألمانى هو كوخ،.. وفى السلم نجا أولادنا من الدفتريا بفضل يابانى وألمانى، ومن الجدرى بفضل إنجليزى وهكذا… إن المتعصب الأعمى وحش غير قابل للترويض،… وإذا كان أحدهم قد تخيل أن الحيوانات والوحوش اجتمعت معاً لتبحث مشروع الحصول على أمانهم فى المستقبل، إذ بالفيل يقول: إن كل شئ يكون حسناً إذا تخلص الجميع من كل أسلحة الدفاع والهجوم، ولم يبقوا إلا الأسنان، أما النمر فلم يقبل هذا الاقتراح وقال إنه مستعد أن يستغنى عن كل سلاح ماعدا المخالب، وكان اقتراح الذئب الاستغناء عن كل سلاح ماعدا الأنياب،.. وكان غضب الدب عظيماً لأنهم لم يوافقوا على إنهاء مشاكلهم بحضنة واحدة كبيرة!!..

على أنه من المحتمل عند البعض أن يكون إسكندر النحاس هو الإسكندر المرتد عن الإيمان، والذى أسلمه الرسول للشيطان للتأديب، حتى لا يجدف، والمقصود بتسليمه هنا حسب رأى الشراح هو أن اسكندر انضم إلى الكنيسة، وربما كان متحمساً فى البداءة، ويقال أنه كان خطيباً مفوها، ولا يمكن أن يقاوم بولس وأقواله سوى الخطيب المفوه، وربما كان له مصالح وأغراض لم يمكنه بولس منها، فخبا حماسه، وتحول عدواً لدوداً لبولس يحاربه كمرتد، وإذ رأى بولس ذلك حكم بقطعه من الكنيسة، فطرد منها، وازداد غيظه ورغبته فى الانتقام من بولس، وفعل ما يفعله المرتدون الذين يملأ الشيطان قلوبهم وأفكارهم، فيعيشون على شئ واحد يصبح رغبة حياتهم الكبرى، هو هدم الإيمان الذى أمسكوا به مرة سابقة فى حياتهم، وفى العادة يكون المرتد عن دين، من أكثر الناس حرصاً على تدمير الدين الذى ارتد عنه، وهى ظاهرة نفسية جديرة بالتأمل والالتفات،.. والمعتقد أن المرتد، وإن تظاهر بحماسه للدين أو المعتقد الذى تحول إليه، إلا أنه فى الحقيقة يغطى صراعاً نفسياً رهيباً داخلياً يحاول التخلص منه بالإمعان فى الثورة واضطهاد الدين الذى تخلى عنه، والمرتد الذى تخلى عن معتقده سعياً وراء أغراض دنيوية، أو بهيمية أو اجتماعية منحطة، لا يرغب أن يعيش فى صراع مع وجدانه وضميره كان لحظة بسبب هذا الانحطاط، وهو يتلمس لذلك تغطية هذه جميعاً برفس المناخس، وإلا دعاء بأنه ذهب إلى الاتجاه الآخر من أجل أمور سامية وشريفة، وهو لا يقبل أن يرى أمام عينيه ما يذكره بالتحول الذى طرأ عليه، ولذلك فهو يمعن كل الإمعان فى التخلص من الدين أو المعتقد الذى عاش فيه فترة من الزمن!!.. ومن الملاحظ أن بولس أسلم هيمينايس والاسكندر للشيطان بالطرد من الكنيسة وحرمانها من الامتيازات الكنسية، وقد يتعرضان بسبب تجديفهما إلى الضربات الإلهية، ومثل ذلك قد يكون رادعاً للبعض، أو قد يزيد المرتد اصراراً على ارتداده!!..

على أن الرأى الثالث هو أن مشكلة إسكندر النحاس العويصة كانت المشكلة المالية، إذ كانت تتملكه محبة المال، « ومحبة المال أصل لكل الشرور الذى إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم باوجاع كثيرة »، (1 تى: 10) كان الرجل يكسب من صناعة التماثيل النحاسية والأصنام التى كان يعملها، وهو كديمتريوس الصنائع، استعرض صناعتها كلها للبوار تضيع كل مكاسبه نتيجة تبشير بولس وتعليمه!!.. كان فى إحدى المدن أخوان يتاجران فى بيع الفحم بالقطاعى، وحدث أن مبشراً مشهوراً زار المدينة، وعلى أثر عظائه تجدد الأخ الأكبر، وقد حاول جهده أن يقنع أخاه بالانضمام إلى الكنيسة، وفى أحد الأيام قال له لماذا لا تستطيع أن تكون رجلاً صالحاً وتنضم إلى الكنيسة كما فعلت أنا!!؟. وأجاب الأخ الآخر: حسن أن تكون أنت عضواً فى الكنيسة، أما إذا انضممت أنا إلى الكنيسة فمن الذى يقوم بوزن الفحم؟!!… كان من الصعب جداً على رجل كاإسكندر النحاس أن يتحول عن التجارة المحرمة، ويبحث عن أشغال أخرى فى النحاس يمكن أن تعطيه المكسب الحلال… قيل إن شاباً مسيحياً اسمه اسكار جامون كان يدير مخزناً للأطعمة، وآمن بالمسيح وتجدد فأرسل إلى عملائه يقول: سيدى أرسل لكم هذا الكتاب، لأذكر لكم أنى منذ تجددت فى أكتوبر الماضى كما تعلمون، أحسست أنى يجب أن أغير سلوكى، وقد بدأت بإبطال عادة التدخين، على أنى بعد ذلك أحسست أنه إذا كان لا يجوز لى أن أدخن، فلا يجوز لى أن أبيع التبغ، قامت فى داخلى حرب، الحكمة الأرضية تنادينى أن بيع التبغ مصدر كسب لى، لكن حكمة اللّه هتفت بى أنى أسلك فى طريق الحماقة، وحاولت أن أبرر نفسى، ولكن حكمة اللّه انتصرت، وقررت أنه ابتداء من 15 أغسطس سنة 1958 سأكف عن تجارة التبغ، على أنى سأحاول أن أقدم لعملائى أحسن ما يقدم من أصناف البقالة واللحوم. فى حدود طاقتى بالطبع، مع قبول احترامى!!.. ومن العجيب أن مستر جامون ذكر بأنه لم يخسر عميلا واحداً، وقد جاء الجميع يطلبون حاجتهم من متجره، وقد امتدحوه لأمانته وشجاعته، بل إن مثاله حفز البعض على الامتناع عن التدخين اقتداء به.. قال أحد الرعاة: إن غريباً حضر إلى كنيسته وكان فى ختام كل ترنيمة وفى أثناء العظة يهتف بكلمة « آمين » بكيفية تجلجل المكان، وسأل الراعى نفسه: ترى هل هذا الرجل صادق ومخلص فى صوته المرتفع أم هى حركة تمثيلية، وظل شكه مدة إلى أن جاءه فى احدى الليالى مظهرا اهتماماً كبيراً بالنفوس التى مات المسيح لأجلها، ووضع فى يد الراعى مائتى دولار لمساعدة الكنيسة فى هذا العمل!!.. إن المال محك كبير وامتحان قاس ما أكثر ما سقط فيه الكثيرون!!.. وقد يكون السبب الذى قرر من أجله اسكندر النحاس تدمير عمل بولس، أنه لا يستطيع ترك الربح الحرام، وهى معركة حياة أو موت بينه وبين الرسول العتيد!!.. 

اسكندر النحاس ومقاومته لبولس

يقول الرسول بولس: « اسكندر النحاس أظهر لى شروراً كثيرة »… ولا يستطيع المرء أن يقرأ هذه الكلمات دون أن يمتلئ حزناً وأسى، لأن الكلمات الأخيرة لبولس شملت أسماء عديدة، لم يكن أصحابها يعلمون على الإطلاق أن التاريخ سيكشف حياتهم بما فيها من خير أو شر لكل الأجيال والعصور، وقد وجد بين هذه الأسماء ألمع الشخصيات التى تميزت بالشجاعة والوفاء والأمانة والنبل، وسجلات حياتها ناصعة البياض مثل لوقا وتيخيكس وفرسكا وأكيلا وبيت أنيسيفورس، ووجد على العكس من بدأ حسناً وانتهى شيئاً كديماس،… ووجد من سقط وكبا، ولكنه لم يلبث أن نهض على قدميه مثل مرقس،.. على أنه لا يوجد بين هذه الأسماء جميعاً من ضارع اسكندر النحاس فى الشر الذى وصل إليه،… ومن أوصاف بولس له، يخيل إلينا أننا أمام شخصية شيطانية من هامة الرأس إلى أخمص القدم،.. وقد ينكر البعض الحلول الشيطانية، وأثر الشيطان فى حياة الناس، ولكن الكتاب يحدثنا لا عن هذه الحلول فحسب، بل عن درجاته المفاوتة فى الشدة والعنف، فهناك من أمسك به شيطان واحد، وهناك من أمسكت بها سبعة شياطين، وهناك من استولى عليه لجئون أو « أورطة » بأكملها، ولا أعرف كم عدد الشياطين التى دخلت اسكندر النحاس، ولكننا نتبين من مرارة الرسول وتحذيره لتيموثاوس مدى الشناعة التى يمكن أن يصل إليها الإنسان عندما يخضع لسلطان الشيطان، وقد كان اسكندر النحاس مثلا بارزاً لها،… يقول الرسول عنه: « لأنه قاوم أقوالنا جداً » فأية أقوال هذه وعلى وجه الخصوص لأنها أقوال بولس وصحبه، فهل يعنى هذا أن الرجل جند نفسه لمحاربة خدمة الرسول وصحبه وأنه فعل مالا يفعله إلا الشياطين أنفسهم فى الهزء والسخرية والكذب والتجديف على الحق الإلهى، وعلى كلمة اللّه، بأسلوب جنونى يصعب فهمه وتفسيره، وهل كانت هذه المقاومة فى أفسس، أم امتدت إلى أماكن أخرى، فكما يجند اللّه أبطاله فى الخدمة، يفعل الشيطان هكذا من خلال جنوده الأشرار القساة الغلاظ القلوب الذين وصفهم الحكيم سليمان فى أكثر من موضع فى سفر الأمثال: « التاركين سبل الاستقامة للسلوك فى مسالك الظلمة. الفرحين بفعل السوء المبتهجين بأكاذيب الشر، الذين طرقهم معوجة وهم ملتوون فى سبلهم» (أم 2: 13 – 15).. « لأنهم لا ينامون إن لم يفعلوا سوءاً وينزع نومهم إن لم يسقطوا أحداً (أم 4: 16)… «قلب ينشئ أفكاراً رديئة أرجل سريعة الجريان إلى السوء » (أم 6: 18).. «أما الأشرار فيمتلئون سوءاً (أم 12: 21) ومن المعتقد عند بعض الشراح أن اسكندر النحاس كان فصيحاً بليغاً ذرب اللسان مفوه التعبير، وقد استخدم كل بيانه وفصاحته ضد رسالة الإنجيل،… ومن المتصور عند البعض أنه لم يكتف بهذا، بل تحول فى خصومته العارمة لبولس إلى درجة أنه سافر من أفسس إلى روما،.. وأنه ذهب إلى هناك ليشهد ضده فى المحاكم بغية القضاء عليه بأية صورة أو وسيلة،.. وفى الحقيقة أن الشر عندما يتمكن من أحد، يحوله وحشاً ضارياً يسلك كل سبيل للقضاء على الآخرين دون أدنى تعفف أو تورع أو خشية وتهيب،… جاء فى صحيفة أمريكية وصفاً لأحدهم: « إن خلقه يبدو محترماً طالما ظل غير مكشوف، مع أنه فى حقيقته مستبدع طماع مغرور فى نفسه، لا يملك أية مهارة كجندى أو سياسى، لقد زحف نحو الشهرة بسبب وظيفته، وسياسته المالية أفقرت الشعب كله ليغتنى القليلون، وسيمزق التاريخ جميع الصفات التى كتبت مدحاً له!! هل يصدق أحد أن هذه الكلمات جاءت وصفا لواشنطون بطل الأمة وقائد استقلالها… وهل يصدق أحد أن جونسون دعى خائناً، ولنكولن قرداً وولسن داعية الإنجليز فى البيت الأبيض، وفرنكلين روزفلت عنده جنون مطبق!!.. ومن الثابت أن بولس أحس الأضرار البالغة التى جلبتها مقاومة اسكندر النحاس لعمل اللّه، وهل لا تضار الحنطة إذا وضع الزوان فى وسطها،… وهل يستطيع الجيش التقدم بالسرعة الكافية للأمام والأرض كلها فى طريقه حقول ألغام،… وهل يمكن أن ينتشر عمل اللّه فى كل البقاع وجنود الشر تعيقه عن التقدم والحركة من كل جانب،… لذلك لم يجد الرسول بدا من أن يحذر تيموثاوس من الرجل وشره وأضاليله وسمومه، إذ الواضح كما لاحظ بعض ثقاة المفسرين، أن الرجل وإن كان يكره بولس كراهية مخيفة مفزعة، إلا أنه كان أكثر كراهيةً لأقوال بولس ورسالته، وهو لا يريد تدمير بولس كشخص، بقدر ما يريد تدمير الرسالة التى يحمل بولس لواءها، ولذا فإن عداءه سيتجه حتماً إلى تيموثاوس أيضاً، وأنه كما فعل مع بولس، سيفعل مع الرجل الذى حل محله فى أفسس، وهذا هو فى الحقيقة لب الداء وأصله وعمقه،.. إن الذين يقاوموننا بسبب «أقوالنا»، لا تنصب خصومتهم بالدرجة الأولى على أشخاصنا، حتى ولو بدا منظرنا مكروها لا تستطيع عيونهم أن تتقبله وتراه،… إنها تنصب فى الواقع على العقيدة والإيمان المسيحى الذى نتمسك به، ولعل أكبر دليل على ذلك هو التحول من النقيض إلى النقيض لمن يتحول إلى معسكرهم ويمشى فى ركابهم، ويساير آراءهم وأفكارهم ومعتقداتهم، عندئذ يصبح مكروه الأمس محبوب اليوم، وعدو الماضى صديق الحاضر، وهى المأساة الرهيبة بين بنى الإنسان، عندما يتناحر الناس ويتصارعون ويتقاتلون بسبب الخلاف على العقيدة أو التحول فى الأفكار والمذاهب والمعتقدات. لم يكن الصراع بين اسكندر النحاس وبولس مجرد صراع بين شخصين، أو اختلاف مميت بين فردين،.. بل هو فى واقع الحال الخلاف الأكبر، والمقاومة العظمى بين من يمثلهما هذان الشخصان، بين المسيح الذى ينادى به بولس، والشيطان الذى يتخفى وراء اسكندر النحاس،… ومن المناسب أن نلاحظ أن معنى كلمة « ابليس »: « المجرب أو المشتكى أو المخادع أو القاذف »… ومعنى كلمة « شيطان: « المضاد أو المخاصم أو المقاوم أو الكامن»… وعندئذ نستطيع أن نرى أن كل تجربة أو شكوى أو خداع أو قذف، أو مضادة أو خصومة أو مقاومة ظاهرة أو كامنة من اسكندر النحاس لبولس، هى فى الحقيقة من الشيطان ضد المسيح ورسالته وأقواله التى كان يحملها بولس ويقوم بها!!.. ومن ثم كان خليقاً ببولس أن ينبه تيموثاوس ويحذره من أن شرور اسكندر النحاس والتى لا تنتهى، لابد ستلاحقه هو أيضاً، وأنه ينبغى أن يلاحظه بعين مفتوحة، ولا يخدع بقول معسول، أو يفزع من تهمة كاذبة، أو يتصور أنه قد يرتدع أو يتعفف عن تكرار أعماله وشروره!!.. إن الجندى المسيحى اليقظ عليه أن يعلم أن الشيطان عندما أفلس فى تجاربه مع المسيح، فارقه إلى حين!!… فإذا اختفى لحظة، فإنما ليعود أقسى وأنكى وأشد!

اسكندر النحاس وجزاؤه

يقول الرسول بولس عن الرجل: « ليجازه الرب حسب أعماله » وهى عبارة أثارت الكثير من الجدل والنقاش!!.. كيف يجوز للرسول أن يقول مثل هذا القول، وأية عاطفة كانت تسيطر عليه وقتئذ،… وهل يجوز للمسيحى أن يطلب نقمة اللّه على الأشرار أو الأعداء!!.. فى الكثير من الترجمات ترد ترجمة النص بالصورة الآتية: « سيجازيه الرب » فالفعل عندهم منصرف إلى المستقبل، وقد أخذ الكثيرون من الأباء بهذه الترجمة، ويتفق معهم الكثيرون من الشراح، وهم يقولون إن بولس لم تسيطر عليه عاطفة الغضب بقدر ما سيطرت عليه عاطفة الحزن، وهو لا يحمل فى قلبه شيئاً شخصياً ضد الرجل،… وهو الإنسان المقدس الذى تعمق فى الشركة مع اللّه، ويعلو على الحقد والكراهية والضغينة والانتقام، ولا يمكن أن تسيطر عليه عاطفة التشفى أو الثأر أو الشماتة التى تجتاح الكثيرين ممن عذبهم الآخرون عذاباً جسمانياً أو نفسياً أو روحياً،… وإن الرجل الذى كان يقطر دماً، ويئن من جراحه فى سجن فيلبى، ومع ذلك يقول للسجان الذى عامله أقسى معاملة، وهو يهم بقتل نفسه « لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً »،.. مثل هذا الإنسان لا يمكن أن تسيطر عليه العاطفة التى تجعله يكتب آخر كلمات له على الأرض، وهو يحمل ضغينة شخصية فى قلبه، لأى مخلوق كيفما كان ومهما فعل!!… لكن بولس وهو يعلم – على ما يذهب إليه هؤلاء المفكرون – أن اسكندر النحاس مازال فى شره، وسيتوقع منه الكثير – ضد تيموثاوس وعمل اللّه فى أفسس، وهو يحذر تلميذه من خطر هذا الأفعوان أراد أن يشجع التلميذ أكثر من أن يصب شخصه على الباغى، فأكد له بروح النبوة أن جزاءه العتيد لابد أن يتم، وأنه لا مهرب من هذا الجزاء،… فإذا كان الشرير يتمادى فى شره، وأنه كلما عومل معاملة أرق وأجمل، كلما ازداد وحشية وشراسة، فإن الحقيقة المؤكدة هى أن عدالة اللّه الساهرة، هى له بالمرصاد، وستوقع به إن آجلا أو عاجلاً،… وأن عمل اللّه لا ينبغى أن يتوقف أو يتراجع، مهما بغى الباغون، أو اشتط المضطهدون: « لأن فوق العالى عالياً يلاحظ، والأعلى فوقهما » (جا 5: 8).. فالكلمات عند هذا الفريق من المفسرين هى كلمات نبوية،… على أن هناك من يقول إنه وإن كان لهذا الرأى قوته وسنده من المفسرين المتعمقين، إلا أننا لا يجوز أن نجرد الرسول من إحساسه بالغضب، خصوصاً وأن هذا الغضب ليس به أدنى ذرة من مشاعر أنانية شخصية، بل هو الغضب المقدس الممتلئ بالحزن والذى وصف به المسيح فى القول: « فنظر حوله إليهم بغضب حزيناً على غلاطة قلوبهم » (مر 3: 5).. وهو الغضب الذى استولى عليه عندما طهر الهيكل، بسوط من حبال،.. وهو الغضب الذى يستند بنا عندما نرى بشاعة ما يفعل الأشرار، وهم يحملون معاول الهدم ضد عمل اللّه العظيم فى الأرض!!.. كان بولس فى ذلك الوقت تحت تأثير هذا الغضب المتقد الحزين وهو يقول: «ليجازه الرب»… وهو نفس الغضب الذى استولى على المرنم فى قوله: « ألا أبغض مبغضيك يارب وأمقت مقاوميك؟ بغضاً تاماً أبغضتهم. صاروا لى أعداء » (مز 139: 21، 22) فإذا قال بولس بعد ذلك « ليجازه الرب » فهو يؤكد لتيموثاوس أن المؤمن لا يجوز له بتاتاً أن يرد أو يقاوم الشر بالشر، ولكن عليه أن يسلم لمن يقضى بعدل!!..

إن مأساة اسكندر النحاس فى الواقع هى مأساة كل شرير فى الأرض، لا يعلم أن الشر كالخير كلاهما سيجد جزاءه فى الأرض، وفى الأبدية أيضاً، ولم يكن الرجل يعلم قط أن شروره الكثيرة ستتحول عاراً أبدياً يلحقه فى كل العصور، ويكون جزاؤه الأبدى فى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت: « لأن خارجاً الكلاب والسحرة والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذباً!!.. (رؤ 22: 15).

المرأة السامرية

5 ماي 2010

«ياسيد اعطني هذا الماء لكي لا أعطش…»

 

مقدمة

كانت الفتاة تقف على زاوية الطريق، وعيناها تدوران في كل اتجاه، كأنما تنتظر شخصًا قد تأخر عن موعده معها، وكانت ترقب بين الحين والآخر ساعة الميدان، وهي تتساءل لماذا تأخر، وقد اتفقا على الذهاب إلى مطعم فاخر لتناول العشاء، وبعدها يذهبان إلى مسرح لمشاهدة إحدى المسرحيات، ثم يتحولان إلى النادي ليبقيا هناك ساعات متأخرة من الليل في سهرة ممتعة ضاحكة، وبينما هي في موقفها طرق سمعها موسيقى آتية من مكان قريب تطلق لحنًا كانت قد سمعته حلواً وهي في حضن أمها صبية صغيرة، فاندفعت بالحنين القديم إلى مصدر الموسيقى، لتجد نفسها أمام باب مفتوح، وعلى جانبيه لافتتان واحدة كتب عليها «يسوع يخلص» والثانية «أين تقضي الأبدية» وكان اللحن القديم هو الترنيمة المعروفة «يارب أقرب فأقرب.. إليك أقرب وأرغب».. وإذ عادت بذكراها إلى الحياة الآثمة التي تحياها، وكيف يمكن أن تتخلص منها، سمعت الترنيمة الأخرى التي مطلعها: «كما أنا آتي إلى فادي الورى مستعجلا» وقال الواعظ فيما يقول: «في هذا المساء أنا أعرف أنه يوجد هنا خاطيء مريض بحب العالم، خاطيء يحتاج إلى مساعدة الصديق الحقيقي الرب يسوع، أجل يوجد شخص على شاطيء الهاوية، ويكاد ينزلق إليها، يوجد شخص قد ختم الشيطان قلبه ببصماته النارية، إنني أنادي هذا الشخص أن يسوع مستعد أن يطهر قلبه بنفسه، ولسيده ويترك بصماته اللطيفة عليه،.. وهو أن استطاع أن يسمع، يقرع على باب قلبه، فهل يفتح ويأتي قبل فوات الأوان، اهتزت الفتاة من الأعماق، وركعت بين يدي الله لتعترف بخطاياها، وتتحول تمامًا عن الطريق القديم، إلى الحياة الجديدة الأخرى، وقد أسعدها وأبهج قلبها عند الخروج من المكان، أن ترى صديقها القديم، وقد استبطأها عندما جاء ولم يجدها، فدخل ليعمل فيه المسيح بنفس التأثير، ويخرج إنسانًا آخر.. أجل أنها النعمة العظيمة القديمة التي تعمل في كل العصور والأجيال، وقد التقت بالسامرية الآثمة عند بئر سوخار لتحولها عن الطريق القديم، بالمحبة، والحكمة، وتقدم لها كأس الخلاص فياضة صافية حلوة مترعة مروية!! لقد دهش أكابر النقاد وعلى رأسهم كيم الناقد الألماني المتعنت، كيف أن المسيح يتحدث هنا بأرق الروحيات إلى امرأة غريقة في الإثم والأوحال… ولكن آه لو يعلم كيم وغير كيم، أن محبة المسيح بلا حدود، وأنها تنشد خلاص النفس البشرية مهما أوغلت في شرها وخطاياها، وتبذل كل الجهد في هذا السبيل، وها نحن أولا سنرى السامرية، وكيف تلقاها المسيح، بمحبته العجيبة، وحكمته القادرة، لتعدل عن طريقها القديمة، وتصبح كارزة بالخلاص، لأهل سوخار جميعًا، ومن ثمن سنراها فيما يلي:

السامرية ومن هي

من هذه المرأة لا نعرف اسمها، وما بنا رغبة إلى معرفته فان للوحي أدبًا رفيقًا رقيقاً عزيزًا يجدر بنا أن نتعلمه ونترسمه!!.. إنه ما من امرأة أخطأت واقتربت من المسيح، إلا وغطى اسمها ودثر ماضيها، قل لي ما اسم المرأة التي جاءته في بيت سمعان الفريسي؟ ما اسم المرأة التي امسكها اليهود ليرجموها! ما اسم السامرية؟ قد يكن هن على أتم استعداد لذكر أسمائهن وتفصيل حياتهن، لكن المخلص دائمًا رقيق المشاعر، رفيقًا بالنفس التي تحس ذلة الماضي، إنه يسترها بظل يديه الحلوتين الرقيقتين العطوفتين، على أنه وأن فاتنا معرفة اسمها، فاننا نعلم أنها من مدينة سوخار والكلمة «سوخار» تعني الهاجعة أو السكرى، ولعلها بهذا الاسم تمثل إلى حد بعيد الحياة الخليعة الماضية التي كانت تحياها هذه المرأة، كما أنها كانت على الأغلب امرأة فقيرة فالاستقاء من الآبار أمر لم تكن تلجأ إليه إلا الفقيرات أو الخادمات أو الأجيرات أو الأماء، ويذهب بعضهم إلى أن هذه المرأة كانت تستقي لبعض الزراع في الحقول المجاورة، ويظن أيضَا أنها كانت على مسحة كبيرة من الجمال يسرت لها سبيل الاقتران بخمسة أزواج، والمعيشة مع رجل آخر غير شرعي، وهي أيضًا مقتدرة القول، قوية المنطق، لسنة الحديث، تحسن الحوار والتخلص والمداراة والمواجهة، وهذا يبدو جليًا في حديثها مع المسيح وأهل بلدتها، ولعل نوع الحياة التي عاشتها كان له أكبر الأثر وأوفاه في ذلك، كما أنها قوية الاعتداد بشعبها وجنسها، تفهم دقة العلاقات بين اليهود والسامريين، وموطن الخلاف بينهم، ومن حوارها مع المسيح نفهم أنها سامرية أصيلة، تشربت روح قومها في معاملتهم لليهود: «كيف تطلب مني لتشرب، وأنت رجل يهودي وأنا امرأة سامرية» «ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا…» «آباؤنا»، هذه عبارات نشتم من ورائها حدة التعصب الديني الذي عرف عند السامرين، التعصب الذي أغضب يومًا ما ابني زبدي حتى طلبا نارًا من السماء لتهلكهم، غير أن ما يدهشنا في هذه المرأة هو اطلاعها الديني الواسع، الاطلاع الذي جعلها تسأل المسيح عن مكان العبادة الحقيقية أهو على جبل جرزيم جبل البركة أم في أورشليم. كما أنها بنيت له أنها تنتظر المسيا «أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء» وهنا لا يسع المرء إلا أن يقف متأملاً متألمًا حزيناً، امرأة تعرف كل هذا، وتنتظر كل هذا، ولكن هذا الانتظار وتلك المعرفة ما استطاعا أن يؤثرا ولو قليلاً في حياتها الآثمة الخليعة، حقًا إن المعرفة شيء، والانتفاع بها شيء آخر، فالشياطين يؤمنون ويقشعرون، ولكم حدث ممن ارتدوا ثوب الدين، وتمسحوا به، واتخذوا مركز الإمامة فيه، ما يندي له الجبين خجلاً، ويقشعر له الجسد رعبًا وهولاً، فالأثام والدموع والآلام والشقاء والدماء المنهمرة التي أريقت تحت ستره، تجعلنا نفزع قائلين: « أيها الدين كم من الآثام ترتكب باسمك الجميل» كما نردد مع بولس: «فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فإياه أفعل فإن كنت أفعل ما لست أريده فإني أصادق الناموس أنه حسن، فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطية الساكنة فيَّ»…

قديمًا صاح كنفوشيوس: «رجل الحكمة والفضيلة!! كيف أجرؤ على أن أحسب نفسي واحداً منهم، يمكن أن يقال عني، إني لا أتعب من تعليم الآخرين، ربما أعادل أحسنهم في معرفة الآداب، ولكني أقر أني فشلت في الوصول إلى خلق الإنسان السامي، الإنسان الذي يري في تصرفه الأمور التي يعلم بها.. وهذا ما يرعبني، أني لا أصل إلى مستوى الفضيلة الذي أرغبه، وأني لا أعيش تمامًا حسبما علمت، ولست قادرًا على السير في حياة البر وعمله في الوقت الذي أعرف فيه أن هذا هو البر، آه إني لا أستطيع عمل الخير، ولست قادراً على تغيير الشر في نفسي.. أنا لست الإنسان الذي ولد حكيمًا» هكذا عاشت السامرية حياتها الأولى تعرف، ولا تقر بتصرفاتها وحياتها، ما تعرف!!.

كيف عالجها المسيح!!؟

عالجها المسيح كما أسلفنا القول بمحبته وحكمته..

أولا عالجها بمحبته: وهل تقرأ قصتها دون أن تحس حرارة محبته وقوتها، كان اليهودي يحتقر المرأة ويمقتها إلى حد بعيد!!.. وكان عارا عليه أن يحييها في شارع أو مكان عام، حتى ولو كانت أخته أو أمه أو زوجته أو تتصل به بأي سبب قوي.. بل كان يقول أحرق الشريعة ولا تعلمها لامرأة، وكان بين اليهود بعض من الفريسيين يدعون «الفريسيين الداميين» وهذا نسبة لأنهم كانوا يضربون رؤسهم حتى تدمي، في أقرب حائط، تكفيرًا لهم عن رؤية أية امرأة يتفق أن تقع أبصارهم عليها، ولهذا لا ندهش لتعجب التلاميذ حين رأوا المسيح يكلم هذه المرأة، ومما زاد عجبهم، أنها سامرية والعلاقة كما قلنا كانت شديدة التوتر بين اليهود والسامريين، حتى أن اليهودي كان يتفادى السامرة في طريقه بين الجليل واليهودية، بعبور الأردن، إذ يسير على ضفته الشرقية ما يوازي عرض السامرة، ولكن هل يسير المسيح في طريق أنشائتها العداوة، وهل يخضع لتلك العواطف البغيضة التي تذهب بأجمل ما في الإنسان من آداب وخلق وسمو وإنسانية!! كلا أن الواضع العظيم لمثل السامري الصالح من المحال أن يتدانى أو ينزل إلى هذا المستوى الضعيف القاصر الذي هبط إليه البشر، بل أني أؤمن إيمانًا لا يتطرق إليه الشك أو الوهن أو الضعف أن السيد تعمد اختيار طريقه في قلب السامرة ليسمو بالشعور الإنساني، ويطهر طريق الإنسان من تلك النزعة الوضيعة الآثمة التي تعصف بالإخاء البشري عصفًا محزنًا مروعًا.. بل لا أعدو الحق إذا قلت أنه ذاهب إلى هناك لأن برنامج عنايته الدقيق كان أن يلتقي بالسامرية عند بئر يعقوب.

وما أظن إلا أن منظرها أثار شفقته وعطفه، هذه امرأة فقيرة تعسة عطشى جاءت إلى البئر لتستقي، ولكنها كانت في الواقع أكثر عطشًا إلى ما هو أوفر ريا من مياه بئر يعقوب، كانت نفسها مادئة ظامئة ملتهبة تريد أن تشرب وترتوي من كأس الملذات والمسرات والمباهج والشهوة التي أغرقت نفسها فيها إغراقًا، ولكن انتقالها في أثمها من رجل إلى رجل كان إعلانًا قويًا عن الإفلاس الذي كابدته، والظمأ المحرق الذي انتهت إليه، هي صورة صادقة للنفس البشرية تشرب من مياه العالم، وتحس في النهاية أن هذه المياة أشبه الكل بالمياه المالحة تزيد من يتجرعها ظمأ على ظمأ،.. لقد صور أوغسطينوس هذه الحقيقة في كتابه العظيم «اعترافات أوغسطينوس» وقد كان هذا الرجل ذا طبيعة عميقة التفكير، أجاجة العاطفة، شديدة الإحساس، وقد قضى فجر شبابه مستهترًا ماجنا يرتاد أماكن الأثم والفجور والخلاعة، حتى ضجت قرطاجنة بالشاب الماجن الفاسد، كان يبحث عن السعادة ولما لم يجدها في «الشهوة» صرف عنها وتحول إلى «الصداقة» آملاً أن يجد في العلاقة بالمجتمع بعض راحته واستقراره، غير أنه صدم بوفاة أعز «صديق» له، الصديق الذي قال: «لقد عجبت كيف ظل الناس أحياء بعد وفاة من أحببت، بل كيف بقيت أنا أحيا، وقد كان هذا الصديق نفسي الثانية»… وإذا لم يجد في الشهوة أو الصداقة شبعه تحول إلى «العلم» آملا أن يجد راحته هناك، فانصب في الدراسات العلمية والفلسفية آملا أن يجد في أفلاطون وأرسطو، ما يستشعر من حزن وأسى وارتباك، ولكن العلم لم يزده إلا إحساساً أعمق باليأس والتعاسة والبؤس والشقاء، وفي عام 386 وفي حديقة من حدائق ميلان، سمع صوت صبي يقول افتح واقرأ، وأسرع إلى الكتاب المقدس ليجد الكلمات التي جاءت به إلى المسيح: «قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد، بل البسوا الرب يسوع ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات»… وكانت هذه الكلمات هي المحول العظيم للرجل الذي ارتوى من المسيح إلى الدرجة التي قال له فيها عبارته المشهورة: «يؤلمنني أنني أحببتك متأخرًا أيها الجميل القديم الأيام».. أجل وهل هناك ما يروي في هذه الأرض كما يروي المسيح الصادق الأمين في قوله: «الذي يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية»…

ثانيًا: عالجها بحكمته… ولم يكن المسيح محبًا للسامرية فحسب، بل كان حكيمًا جدًا معها، ومع أنه كان يعلم كل ماضيها، إلا أنه لم يشر على الإطلاق، في استهلال الحديث معها إلى ما يشتم منه إدراكه لهذا الماضي، ذلك لأنه لا يريد أن يجابه فيها لأول مرة غريزة الدفاع عن النفس، ولأنه يعلم أن الحياء البشري قد ينقلب عنادًا إذا أصررنا على مبادأته بالهجوم والتحدي، على أن ذلك لا يعني إهماله. أن يضع أصبعه على موطن الداء، لقد فعل، ولكن بعد أن اكتسب سمعها وشعورها، لقد أثار المسيح في السامرية أموراً ثلاثة:

1- أثار ذاتيهتا وكيانها: هي امرأة فقيرة ضعيفة، تعودت دائمًا أن تؤمر فتطيع، وقد أضحت في نظر الناس من سقط المتاع، ولكن هو لما جاءها أشعرها بكيانها وذاتيتها حين طلب منها ليشرب، وكأنما يقول لها إنه وهو متعب محتاج عطشان يلتمس معونتها إذا تكرمت وتلطفت بهذه المعونة، وبذلك رفع شخصيتها التي وطأتها الأقدام، وأعان نفسها الذليلة على الانتصاب والوقوف إنه لم ينظر إليها من عل باحتقار كما تعودنا نحن كثيرًا أن ننظر بروح الكبرياء إلى الضعفاء والمساكين والساقطين والبؤساء،.. إن الشيء الكثير من دراسات وليم جيمس الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي الكبير ينصب على أن أفضل ما يؤثر في الإنسان هو احترامك وتقديرك لشخصيته، ويبين أن كل إنسان به جوع إلى اعتراف الآخرين بذاتيته واحترامها، وقد يتظاهر كثيرون باحترام غيرهم تحت دوافع التملق والرياء والمصانعة والمداهنة، ولكن المسيح وحده عرف قيمة النفس البشرية، فذكرها واحترمها ومات من أجلها، ومهما بدت أمامه هذه النفس في ثوب الفقر أو الغنى، أو القوة أو الضعف، أو الذكاء أو البساطة، أو الاتساع أو الضيق، فهي عزيزة كريمة رائعة في عيني من أبرأها وافتداها، ولذا لا عجب أن يري المسيح في السامرية الشخصية التي لها عنده كل تقدير واهتمام وعطف!!.

2- أثار دهشتها وتعجبها: أنها لم تعجب منه فقط لأنه وهو يهودي طلب منها ليشرب، لكنها ذهلت ودهشت لأن المحتاج يستطيع أن يعطي، فلئن قدمت له ماء يروي إلى ساعات، فانه يستطيع أن يقدم لها ماء من يشرب منه لا يعطش إلى الأبد، لقد بين لها أن حاجته في الواقع إليها أن هي إلا امتياز يضيفه عليها، وأن سؤاله لها إن هو إلا تفضل من محبته أكثر منه من العوز إلى معونتها، على أنها عجبت له أكثر حين رأته ينفذ بعينيه القويتين الحادتين إلى ما وراء الستار، فيكشف لها ماضيها وحاضرها، كشفا دقيقًا رفيقًَا معا!. إن القصة أمامنا ترينا أن إعجابها به كان دائماً في صعود، ألم تره إنساناً، فنبياً، فالمسيا، ولقد برز إعجابها واضحًا جليا حين نسيت المقصد الأول الذي جاءت من أجله، إذ تركت جرتها عند البئر لتنادي أهل بلدتها وشعبها لرؤية هذا الشخص العجيب.

هل نستطيع أن نوقظ في الخاطيء والشرير مثل هذا الانتباه والإعجاب، هل نستطيع أن نثير فكره وشعوره وعاطفته، إن استطعنا لا أقول عبثًا أننا في الطريق إلى جذبه واكتسابه.

3- أثار ضعفها وحاجتها: عندما طلبت منه المعونة والري، وضع يده برفق على نقطة ضعفها، وكامرأة ضعيفة حاولت أن تتهرب بالقول: «أرى أنك نبي، آباؤنا سجدوا» وقد كان المسيح كريمًا إذ سار معها في هروبها، ولم يقفها طويلاً أمام ذلتها وخطيتها بعد أن أحست بها، على أنها لدهشتها، نقلها دون أن تدري، من خطيتها إلى الله بالقول: «لأن الأب طالب مثل هؤلاء الساجدين له».. وأمام الله حاولت لآخر مرة أن تتراجع بتأجيلها كل شيء حتى يأتي المسيا، على أنه أوصد أمامها سبيل الهرب والإفلات بالقول: «أنا الذي أكلمك هو»… ليتنا نتعلم هذه الحكمة العجيبة حتى ينطبق علينا القول: «لأن رابح النفوس حكيم». 

ما مظهر توبتها؟

مظهر توبتها ثنائي.. الاعتراف، والشهادة.. أما الاعتراف فقد برز في قولها: «قال لي كل ما فعلت»… أنها لا تخشى أن تتحدث بماضيها، وهذا هو الأمر الأول الحقيقي لكل توبة، بل البرهان الأكيد على صدقها: «إليك وحدك أخطأت» هذه صيحة الندم التي أوقعها داود لحنًا في المزمور الحادي والخمسين… «لأني بعد رجوعي ندمت وبعد تعلمي صفقت على فخذي. خزيت وخجلت لأني حملت عار صباي».. هذا نشيج افرايم المنتحب على ماضيه الآثم… «أخطأت إلى السماء وقدامك» هذا صوت الابن الضال بعد أن رجع إلى نفسه… «صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا» هذا قول الرسول بولس الذي بلغ أعلى مراتب القداسة بين البشر.

أما الجانب الثاني في توبتها فهو الشهادة. لقد تركت جرتها وذهبت لتنادي بالمسيج ولعل أزواجها الأولين والشخص الذي كان يعيش معه بعض من خرجوا في ذلك اليوم من مدينة سوخار ليروا هذا الشخص العجيب الذي حدثتهم عنه، لقد اختبرته هي فأرادت لغيرها أن يختبروه، وارتوت منه فأرادت ألا تحرم العطاش من ينابيع خلاصه، وليس هنا شخص رأى المسيح وارتوى من المسيح، دون أن يرى هذا الامتياز دينا وضرورة وأمراً تلزمه أن يسعى وراء الآخرين ليبشرهم بالمسيح.

كانت مدينة سوخار المدينة الهاجعة السكري المترنحة بضعفها وشرها وإثمها ونقصها وقصورها، فمر بها المسيح فأنهضها وأفاقها وأقامها للحياة الحرة السامية المجيدة، وفي طليعة من نهضوا وقاموا وأفاقوا هذه المرأة التي تقف دائماً في التاريخ تحدثنا عن المسيح المحب، والمسيح الحكيم.

أبجر الخامس الملك

5 ماي 2010

 

 احتلت قصة الرسائل المتبادلة بين السيد المسيح والملك أبجر الخامس الأسود (يخوما) Abgar  ملك أديسا أو الرها (4 ق.م 50 م)، مكانًا هامًا في تقليد الكنيسة السريانية. فقد قيل عنه أنه بعث بسفارة إلى سابينوس الحاكم الروماني لايليوثربوليس بفلسطين، وإذ علم الرسل أثناء عبورهم على أورشليم أن نبيًا جديدًا يشفي المرضى فكروا حالاً في ملكهم المصاب بالبرص، ونقلوا إليه هذه الأخبار السارة. وإذ لم يستطع الملك الذهاب إلى أورشليم بعث برسله إلى السيد المسيح يحملون رسالة يعلن فيها إيمانه به، طالبًا أن يقبل الدعوة لزيارة بلدته الصغيرة اللطيفة ويشفيه إن أراد.

كان أحد المبعوثين يسمى حنانيا رسامًا أراد أن يصور السيد المسيح فلم يستطع بسبب مهابة محياة، لكن الرب غسل وجهه وبطريقة معجزية طبع ملامحه على منشفة من الكتان مسح بها وجهه، وقدمها له.

ويروي أفجاريوس أن هذه الصورة المعجزية أنقذت أديسا عندما حاصرها خسروا عام 540 م.

وقيل أن العرب استولوا عليها عند فتح أديسا، وطلبوا فيها ثمنًا ضخمًا من الإمبراطور الروماني. روى كاتب مسيحي عربي يسمى أبو نصر يحي أنه رآها بعينه في كنيسة سانت صوفيا عام 1058 م.

وقيل أن السيد المسيح بعث برسالة إلى الملك يؤكد له أنه سيرسل أحد رسله بعد صعوده للكرازة وليشفيه…. وقد تحقق ذلك بذهاب آداي أحد السبعين رسولاً حسب التقليد السرياني إلى الرها ليشفي الملك ويكرز بالسيد المسيح.

جاء في مذكرات الراهبة أثيريا الأسبانية التي زارت مصر والأرض المقدسة والرها وآسيا الصغرى والقسطنطينية في نهاية القرن الرابع أن الخطاب الذي بعثه السيد المسيح مكتوب بالسريانية على رق، محفوظ في الرها، وقد عُملت منه عدة نسخ حملت قوة لشفاء المرضى.

القمص تادرس يعقوب ملطي: الكنيسة بيت الله، 1979، ص212، 213.

 

نص الرسالتين المتبادلتين بين السيد المسيح والملك أبجر

يذكر المؤرخ يوسابيوس أسقف قيصرية، من رجال القرن الرابع، في كتابه: “التاريخ الكنسي” أنه قد وجد الرسالتين محفوظتين في السجلات العامة الرسمية، وأنه قام بترجمتهما عن اللغة السريانية من الأصل ذاته:

 

أولاً: نص الرسالة التي بعثها الملك أبجر إلى السيد المسيح في أورشليم على يدي حنانيا:

(السلام من أبجر حاكم أديسا إلى يسوع المخلص السامي، الذي ظهر في مملكة أورشليم.

لقد سمعت أنباءك وأنباء آيات الشفاء التي صنعتها بدون أدوية أو عقاقير، لأنه يُقال أنك تجعل العمي يبصرون، والعرج يمشون، وأنك تطهر البرص وتخرج الأرواح النجسة والشياطين، وتشفي المصابين بأمراض مستعصية وتقيم الموتى.

وإذ سمعت كل هذه الأمور عنك استنتجت أنه لابد أن يكون أحد الأمرين صحيحًا: إما أن تكون أنت هو الله، وإذ نزلت من السماء فأنك تصنع هذه الأمور، أو تكون أنت ابن الله إذ تصنع هذه الأمور.

لذلك كتبت إليك لأطلب أن تكلف نفسك مؤونة التعب، لتأتي إليّ، وتشفيني من المرض الذي أعانيه. لأنني سمعت أن اليهود يتذمرون عليك، ويتآمرون لإيذائك، ولكنني لديّ مدينة جميلة جدًا مع صغرها، وهي تتسع لكلينا).

 

ثانيًا: صورة لإجابة السيد المسيح على أبجر الملك:

(طوباك يا من آمنت بي دون أن تراني (يو 20: 29)، لأنه مكتوب عني أن الذين رأوني لا يؤمنون بي، أما الذين لم يرونني فيؤمنون ويخلصون (إش 6: 9، إر 5: 21، خر 12: 2، رو 11: 7).

أما بخصوص ما كتبت إليّ عنه لكي آتي إليك فيلزمني أن أتمم هنا كل الأشياء التي من أجلها أُرسلت، وبعد إتمامها أصعد ثانية إلى من أرسلني ولكنني بعد صعودي أرسل إليك أحد تلاميذي ليشفيك من مرضك، ويعطي حياة لك ولمن لك).

عن كتاب يوسابيوس القيصري الذي قام بترجمته: القس مرقس داود، 1960.

 

ملاحظة:

قصة الملك أبجز وعلاقته بالسيد المسيح والرسائل المتبادلة بينهما تحتاج إلى تحقيق تاريخي علمي.

أبفراس

3 ماي 2010

 

” يسلم عليكم ابفراس الذى هو منكم عبد للمسيح مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات “كو 4: 12

مقدمة

وصف أحدهم الكنيسة التى يريدها فقال: هذه هى كنيسة أحلامى، الكنيسة المقتدره على الواجب، الكنيسة الحارة القلب، المفتوحة الذهن، ذات الروح الجسور، الكنيسة التى تهتم، الكنيسة التى تشفى الحياة المريضة، والتى تعزى الأشياخ، والتى تتحدى الأحداث والشباب،… والتى لا تعرف تفرقة لثقافة أو جنس، … ليس فيها فواصل جغرافية أو اجتماعية، … الكنيسة التى تطلب وتدفع، تنظر إلى الأمام كما تنظر للخلف، كنيسة السيد، وكنيسة الشعب أيضاً، … الكنيسة المرتفعة، والكنيسة العريضة، والكنيسة المنخفضة مرتفعة كمبادئ المسيح، منخفضة كاتضاع البشر، كنيسة عاملة، كنيسة جذابة، كنيسة تفسر الحق بعبارات الحق، وتوحى بالشجاعة لهذه الحياة والرجاء للحياة الآتية، كنيسة شجاعة، كنيسة الناس الأبرار، كنيسة اللّه الحى!! … وإذا كنا لا نعرف مثل هذا الرجل الحالم بالكنيسة العظيمة المثالية، إلا أن الدراسة التى نحن بصددها تؤكد لنا أن أبفراس عاش طوال حياته بأفكاره وأحلامه وآماله وآلامه ونضاله، لأجل شئ واحد، لأجل كنيسة المسيح فى الأرض، … وعند ما تذكر أبفراس اذكر الكنيسة، وعندما تفكر فى الكنيسة فى أوضاعها المختلفة لا تنس أن تذكر أبفراس، فأبفراس والكنيسة لم يكفا ولا يمكن أن يكونا منفصلين متباعدين أحدهما عن الآخر، بل هما كيان مندمج متلاحم متحد فى الواحد الذى هو يسوع المسيح، … ومن الغريب، أن غالبية الناس لا يستطيعون أن يدركوا هذه الصورة لأبفراس، مع ما فيها من جلاء ووضوح! .. ويهمنا لذلك أن نتابع القصة فيما يلى:

أبفراس مؤسس الكنائس

يقول الرسول بولس فى مطلع الرسالة إلى كولوسى عن الإنجيل: « الذى قد حضر إليكم كما فى كل العالم أيضاً وهو مثمر كما فيكم أيضاً منذ يوم سمعتم وعرفتم نعمة اللّه بالحقيقة . كما تعلمتم أيضاً من أبفراس العبد الحبيب معنا الذى هو خادم أمين للمسيح لأجلكم » (كو 1: 6، 7).. وقد شجع هذا الشراح على اليقين بأن كنيسة كولوسى هى ثمر خدمة أبفراس الذى جند نفسه لإنشائها وتأسيسها، بل يبدو أنه أنشأ أيضاً كنيستى لاودكيه وهيرابوليس إذ يقول الرسول عنه: « فإنى أشهد فيه أن له غيرة كثيرة لأجلكم ولأجل الذين فى لاودكية والذين فى هيرابوليس » (كو 4: 13).

لكل إنسان هواية ما تستولي عليه وتملأ حياته وفراغه وعمره، فتصرفه بقصد أو بغير قصد عن سائر الهوايات الأخرى، فإذا كان يهوى المال ويعبده، فهو يعيش ويكد ويموت، وقبلته الذهب، وإذا كان عبداً للجاه والمنصب، فهو يحارب ويقاتل ويحيا باحثاً عن المركز الأول، وهو كما يقول ملتون عن الشيطان يرغب أن يكون الأول فى جهنم ولا يرغب أن يكون الأخير فى السماء، … وإذا انصرف بحياته إلى عادة أو غواية ما، فهو يرى الحياة كلها، ولا شئ غيرها فى هذه الهواية أو الغواية التى استحوذت عليه، ولنضرب مثلا من اختبارات شاب كان يهوى الملاكمة، وأصبح واحداً من أبطالها العالميين، وسجل اختباراته قائلاً: لقد بدأت حياتى دون أن أهتم بالدين، وعشت حتى الرابعة عشرة من عمرى، ولم أسمع شيئاً قط عن الكتاب المقدس، وكنت أجهل كل شئ عن وجوده ورسالته، وبما أنى كنت لا أعرف اللّه، واستيقظ فى قلبى عطش إلى الحياة والسعادة، حاولت أن أروى هذا العطش بالانكباب كلية على ميادين الألعاب الرياضية متوهماً أنى عندما أصبح بطلاً رياضياً ستصفق لى الجموع، وتعجب بى الجماهير، ويسيل المال بين يدى سيلا، … وبدأت أتمرن على سباق الدراجات، ثم أخذت أمارس الملاكمة، .. وكملاكم مقتدر نلت إعجاب أصدقائى، ولكن رغم نجاحى فى فن الملاكمة، فإن قلبى ظل غير مكتف فهو على الدوام يطلب المزيد، بل شعرت فى الحقيقة ببطلان المجد العالمى الذى يذبل ويضمحل وبتعاسة الحصول على المال الذى يبهر ويخدع، … وإذ أخذت أعد نفسى لفتوحات جديدة لأصل إلى أهداف أعلى، وقف اللّه أمامى ليكشف لى الطريق إلى ينبوع السعادة الصحيحة الوحيدة فى الحياة، كان ذلك عندما بلغت العشرين من العمر، وتوقفت عند باب إحدى الكنائس التى عرفت فيما بعد أنها إنجيلية، وقد كُتب هذا الإعلان .. «أجرة الخطية هى موت وأما هبة اللّه فهى حياة أبدية فى المسيح يسوع ربنا » وعلى مقربة منها: إن ساعة الموت ستدق دون أدنى شك لكل إنسان، وأما ساعة الحياة فإنها ستدق فقط للذين يؤمنون بالرب يسوع!! .. استهوانى الإعلان وأخذ بمجامع قلبى، وإذ تبينت أن اجتماعاً سيعقد فى الليلة التالية، كنت على أشد الرغبة فى أن أعرف المزيد عن الموضوع، ولم ألبث أن أخبرت أربعة من أصدقائى، وكان اثنان منهما ملاكمين، واستمعنا فى اليوم التالى لأول مرة لرسالة الإنجيل المباركة، وما لبثت أن تجددت مع صديقى الملاكمين وهجرنا الألعاب الرياضية، واتجهنا إلى الإنجيل بكل شغف، وإذ قرأت حديث المسيح للسامرية: « كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد.. » (يو 4: 13، 14) وكان هذا القول أعظم إعلان لقلبى االظمآن، فالبئر التى جلست عليها السامرية تمثل العالم حيث يستقى البشر لكى يرووا عطشهم، ومنه استقيت أنا سنين عديدة، أما الماء الذى يعطيه المسيح فهو حياته الإلهية الأبدية … وإذ قرأت: « مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ » (أع 20: 35) لم أكن أعلم أنى أتمم هذا دون أن أدرى فى حلبة الملاكمة، … لكننى أحسست وأنا أنتقل إلى الحلقة الروحية أن هناك ميدانى الصحيح، فأختبر عطاء العشور للّه، ثم ازداد عندى الإحساس بأنى يلزم أن أقدم نفسى وذاتى كلية، … فأعطيت حياتى ووقتى كله للكرازة بالإنجيل فى وطنى وخارج وطنى وأدركت صدق قول المسيح: « من أراد أن يخلص نفسه يهلكها . ومن يهلك نفسه من أجلى ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها » (مر 8: 35) . إن كل الأمجاد البشرية تتضاءل وتضمحل، « أما المجد السماوى والأفراح التى ينفحنا بها الإنجيل فإنها تبقى إلى الأبد » … نحن لا نعلم ما الذى كان يستهوى أبفراس قبل أن ينال الحياة الجديدة، وما هى الرغبة أو الرغبات التى كانت تأخذ بجماع قلبه، لكننا نعلم بكل يقين أن الكرازة بالإنجيل وربح النفوس وتأسيس الكنائس كانت حلمه وهمه وشغله الشاغل ليل نهار فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس وفى روما وفى غيرها من الأماكن، … وهو يذكرنا برجلين عاشا فى الهند ثلاثين عاماً، وقال الأول لقد عشت هذه السنوات وأنا أصطاد النمور، وقال الثانى وكان مرسلاً: وأنا عشت فى الهند هذه السنوات أيضاً دون أن أرى نمراً واحداً!! .. كان أبفراس الخادم الذى لا ينى أو يكل عن بناء الكنيسة روحياً ومادياً، وكان عرقه المتصبب فى الخدمة نهراً ينبع من حبه لسيده وخدمته لكنيسته …! 

أبفراس المتألم

على أن القصة تكشف لنا عن وجه آخر من حياة أبفراس إذ هو الإنسان المتألم العميق الألم، ولعله سافر من كولوسى إلى روما، وهو لا يريد أن يغيب لحظة واحدة عن مدينته بالنسبة للأخطار التى تحف بالكنيسة هناك، والتى يلزم دفعها ومكافحتها، ولكنه ربما ذهب ليتعلم من بولس كيف يواجهها ويعالجها،… لقد دخل الهراطقة إلى الكنيسة فى كولوسى، وامتلأت لاودكيه بالفتور الروحى، وتسلل العالم إلى دااخل الكنيسة، وهو يحتاج إلى بولس لكى يرشده ويسنده . وأغلب الظن أنه دخل على بولس فى سجنه، وأبصره الرجل وقد استولى عليه الحزن العميق والهم القاتل، … وإذ استفسر عما يعانى حدثه عن هذين الخطرين اللذين يعصفان بقلبه عصفاً، وكتب بولس، وقد ثار هو أيضاً لهذه الهرطقات: « فإنى أريد أن تعلموا أى جهاد لى لأجلكم ولأجل الذين فى لاودكية وجميع الذين لم يروا وجهى فى الجسد .. انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح، فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً … فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التى هى ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح . لا يخسركم أحد الجعالة راغباً فى التواضع وعبادة الملائكة متداخلاً فى ما لم ينظره منتفخاً باطلاً من قبل ذهنه الجسدى وغير متمسك بالرأس الذى منه كل الجسد بمفاصل وربط متوازراً ومقترناً ينمو نمواً من اللّه . إذاً إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم فلماذا كأنكم عائشون فى العالم تفرض عليكم فرائض لا تمس ولا تذق ولا تجس التى هى جميعها للفناء فى الاستعمال حسب وصايا وتعاليم الناس التى لها حكاية حكمة بعبادة نافلة وتواضع وقهر الجسد ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية (كو 2: 1، 8، 9، 16 – 23) … وأظننا لا ننسى ما جاء فيما بعد من توبيخ فى سفر الرؤيا لملاك كنيسة لاودكية لتسرب الروح العالمية القاتلة إلى الكنيسة!! .. ولا شئ أقسى على الخادم الأمين من تسرب الهرطقات أو الروح العالية داخل الكنيسة … فى كتاب السيف والمعركة والذى يصور حال الكنيسة أمام مارتن لوثر يقول أحد الرهبان الذين استناروا بكلمة اللّه وامتلأ بالحزن والغم، لآخر كان قد وضع فى السجن لأنه ندد بالفساد: « إن لى هنا كما أخبرتك أكثر من أربعين عاماً، ومع أنى لا أعرف كثيراً من أحوال العالم إلا أنى أرى أشياء غريبة، لا سبيل إلى نكرانها، ولا سبيل إلى كتمانها، … لقد رأيت حياة الكثيرين من الأخوة، وبكيت فى السر كثيراً، أيها السيد الشاب: إن الكنيسة ممتلئة بالفساد . ممتلئة بالعقائد الكاذبة، وممتلئة بالأضاليل، ولقد قيل إن عينى لوثر فتحت بقراءة كلمة اللّه، وأنا أيضاً أقرأ كلمة اللّه، لقد قرأت الإنجيل المبارك مرات ومرات وليس فقط لكى أتعلم كلمات الرب بل لكى أرى ما إذا كانت الكنيسة تسير وفق مشيئته … وماذا رأيت؟! . لم أر إلا شبهاً ضئيلا بين الكنيسة كما أشاهدها وبين حياة وتعاليم سيدنا، وليغفر اللّه لى إن كنت مخطئاً، لكنى أتكلم بما أحس به، إنها نار تتلظى بين جوانحى ولا أستطيع السكوت!! .. هنا مثلا رئيس أساقفتنا أمير، متلاف، عالمى لا يعنى قط بنفوس الناس، والأساقفة كلهم، إلا النادر منهم، لا يهتمون إلا بالمال واللهو والمجد العالمى، … لم تعد الكنيسة مسكناً ليسوع الوديع المتواضع، بل أضحت مؤسسة كبيرة فاسدة … الخطايا الحقيقية يغض الطرف عنها، والأمور الصغيرة البريئة ينظر إليها كخطايا، إن من يرتكب الفسق والفجور يمكن أن تغفر له خطاياه، أما أن يفكر الإنسان فهذا ذنب لا يغتفر، وأن يسأل هذا أو ذاك أسئلة عن المعتقدات فأبواب الجحيم تفتح له . لو أن مارتن لوثر عاش حياة مستبيحة، لو أنه سكر أو فتح خاناً للمعربدين لما حدث له شئ، ولم تنسب له فضائح وعيوب، أما أن يقف ضد تجارة فاسدة كتجارة صكوك الغفران، فالرهبان يجأرون ضده حتى تبح أصواتهم، والأساقفة يلعنونه، ورؤساء الأديرة ينعتونه بأشر النعوت!!.. وهل يمكن أن يستريح أبفراس ويهدأ لحظة واحدة وهو يرى الهرطقة والفساد ينخران فى الكنيسة، كما ينخر السوس فى العظام!! ..

أبفراس المصلى

من العجيب أن أبفراس وهو يكافح الهرطقة والفساد، كانت معركته الأولى، وصراعه الأعظم، مع اللّه، وليس مع الناس، إذ كان هذا الرجل يؤمن إلى أبعد الحدود بقوة الصلاة، … وكان يؤمن أن الجهاد الحقيقى ليس بين الإنسان والإنسان، بل بين الإنسان واللّه، وأن يعقوب عندما أراد أن يكسب معركته مع عيسو صارع مع اللّه وغلب، وأن نحميا عندما واجه الصعاب القاسية وهو يفكر فى مدينته المحبوبة، وهو مكمد الوجه أمام الملك، والملك يسأله: « لماذا وجهك مكمد وأنت غير مريض . ما هذا إلا كآبة قلب . » (نح 2: 2) .. تحول فى الحال من الملك الأرضى إلى الملك السماوى وهو يجيب، فصلى إلى إله السماء، ومع أن أبفراس ترك كولوسى ولاودكية وذهب إلى روما ليلتقى ببولس هناك، إلا أنه فى عاصمة الرومان، لمن يكن قلبه أو عينه أو عاطفته متجهة إلى مناظر روما الخلابة، لأنه كان منصرفاً كل الانصراف بجهده وكيانه ومشاعره وصلواته إلى ما يحدث فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس: « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات لكى تثبتوا كاملين وممتلئين فى كل مشيئة اللّه » (كو 4: 12) .. قال أحدهم: إن أرشميدس لما اكتشف قانون العتلة قال أعطنى عتلة ومكاناً أركزها عليه وأنا أرفع الأرض . وهذه العتلة بالنسبة للمؤمن هى الصلاة التى إذا ما وجهت نحو اللّه وارتكزت فى السماء تستطيع أن تنقل الأرض إلى السماء، وتحيل الأفكار الأرضية أوامر سماوية، وتحول الجسد إلى روح، والطبيعة الجسدية إلى طبيعة روحية، والأرض إلى سماء!! .م.. وكان الربيون يعلمون بوجوب الإقلال من الصلاة لئلا يتعب المولى من كثرتها، وأما السيد المسيح فيقول: « ينبغى أن يصلى كل حين ولا يمل »!! (لو 18: 1) والصلاة المصارعة المثابرة تنتصر أخيراً، إذ قد يتمهل اللّه على أولاده، وفى تمهله بركات، ولكنه لا يترك أولاده بل سينصفهم سريعاً، .. وقال الكردينال نيومان: من لا يصلى يسقط حقه المدنى فى السماء، وقد يكون من ورثة الملكوت ولكنه يعيش كما لو كان طفلا على الأرض!! .. فإذا تصور أحد أن اللّه لا يسمع الصلاة، لأنه لا يجيب عندما نطلبه لأول مرة، يكون تفكيره مضاداً للكتاب المقدس والاختبار، لقد جاهد يعقوب ليلة بكاملها، وصلى دانيال وصام ثلاثة أسابيع، وصرف يسوع الليل كله فى الصلاة، وصلى دانيال وصام ثلاثة أسابيع، وصرف يسوع الليل كله فى الصلاة، وصلى التلاميذ عشرة أيام قبل حلول يوم الخمسين، وصلى جورج مولر فنال بالصلاة خمسة ملايين دولار، وشهد بأنه فى بعض الأشياء لم ينل الإجابة قبل مرور عشرين سنة!! .. وشبه أحدهم الصلاة الحية بالسهم إذ قال: إذا جذبت السهم قليلا فإنه لا يندفع إلا مسافة قليلة، أما إذا جذبته لآخره فإنه ينطلق إلى مسافة بعيدة، هكذا الحال مع صلواتنا إذا ألقيت من شفاه غير مكترثة فإنها لا تلبث أن تسقط تحت أقدامنا . فإن لجاجتنا وعمق صراخنا وشدة أشواقنا هى التى ترسل أصواتنا إلى السماء وتجعلها تخترق طبقات السحب .. إن اللّه لا يهتم فى صلواتنا بحسابها وكم عددها، ولا ببيانها وما مقدار فصاحتها، ولا بهندستها وكم طولها، ولا بموسيقاها وبعلو أصواتنا فيها، ولا بمنطقها وما مقدار حجمها، ولا بنظامها وكيفية ترتيبها، كل هذه قد توجد مع الصلاة ومع ذلك تكون بلا فائدة، إذ لا يغنى شئ عن قوة حرارتها فى صعودها إلى اللّه!!..

يقول الرسول عن أبفراس: « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات » وهو يكشف بذلك عن الرجل الراكع على ركبتيه أو المنبطح على وجهه، طوال النهار والليل يصارع من أجل الكنيسة التى أحبها والتى يقوم بالخدمة فيها، … وهو يصلح بذلك أن يكون نموذجاً للخادم الأمين الناجح فى الصلاة، والذى يعطيها المكان الأول فى الخدمة … وهناك نماذج ممتازة كثيرة ذكرها أ.م. باوندز فى كتابه العظيم عن قوة الصلاة، والذى ترجم فيما أعلم إلى العربية، ويحسن بكل مؤمن وخادم أن يقرأه ليرى أثر الصلاة وفاعليتها فى حياة المؤمنين والكنيسة، … وقد قال عن أبطال الصلاة الكثير!!.. كان تشارلس سيمون يكرس من الرابعة صباحاً إلى الثامنة للصلاة أمام اللّه، وكان ويسلى يستيقظ فى الرابعة ويقضى ساعتين مع اللّه، وقد وصفه أحد عارفيه بالقول: إنه كان يعتقد أن الصلاة هى أعظم شئ عنده، وأكثرها أهمية، وقد رأيته يخرج من مخدعه يشع منه الصفاء!! .. وكان جون فيلتشر يرطب جدران غرفته بنسمات صلواته، وكان يقضى فى بعض الأحايين الليل كله فى الصلاة، بحماس، وغيرة، وقوة، … لقد كانت حياته كلها صلاة، وهو لا ينهض من مقعده دون أن يرفع قلبه إلى اللّه!! .. وكان لوثر يقول: إذا فشلت فى أن أقضى ساعتين فى الصلاة كل صباح، فسينتصر الشيطان علىّ طوال اليوم، إن عندى من الأعمال الكثيرة، مالا أستطيع إنجازه دون أن أقضى ثلاث ساعات فى الصلاة! .. والأسقف أسبرى كان ينهض فى الرابعة ليقضى ساعتين فى الصلاة والتأمل … وصموئيل رزرفورد كان يعيش فى غنى الشركة ثلاث ساعات فى الصباح، وكتب قديس اسكتلندا العظيم روبرت مارى مكشين: « يلزم أن أصرف أفضل ساعاتى مع اللّه، .. وهى أنبل عمل أقوم به وأكثر أثماراً، ولا يمكن أن استغنى عن ذلك، إن ساعات الصباح من السادسة إلى الثامنة هى أفضل اللحظات الهادئة التى ينبغى أن أقتنصها دون إزعاج، وبعد الشاى، أخصص ساعة أصرفها مع اللّه، .. وفى المساء لا يجوز أن أطرح عادتى القديمة المفضلة عادة الصلاة قبل النوم، وعندما استيقظ فى الليل يلزم أن أنهض وأصلى » .. ومما يؤثر عن جون ولش أنه كان يقضى يومياً ثمانى ساعات فى الصلاة، وقد اشتكت زوجته إذ رأته منطرحاً على الأرض يبكى فأجابها: يا امرأة!! إن فى عنقى ثلاثة الآف نفس – سأسأل عنهم ولا أعرف كيف يكون الجواب!!

ابفراس المعلم

لم تكن الصلاة هى الشئ الوحيد الذى واجه به أبفراس الهرطقات والتعاليم الكاذبة والمفاسد، لقد دفعته غيرته إلى أن يذهب إلى بولس يسأله المشورة والرأى والنصيحة، وعاد من عند الرجل ومعه تيخيكس وأنسيمس ورسالة كولوسى وما تحمل من تعاليم وعقائد لمواجهة الهرطقة والأكاذيب والأضاليل، وأدرك أبفراس أن التعليم العقائدى من أهم الضرورات وألزمها للكنيسة المسيحية، وأنه ليس هناك ما يمكن أن يطرد خفافيش الظلام أفضل من أن ترسل الضوء القوى الهادئ، والرسول بولس يملأ رسالته إلى أهل كولوسى بالعقائد فى حب وحزم، فهو وإن كان قد هاله تسلل بعض الهرطقات إلى كنيسة كولوسى، إلا أنه بدأ الحديث معهم دون أن تتبدد ثقته فيهم إذ قال: « كما تعلمتم أيضاً من أبفراس العبد الحبيب معنا الذى هو خادم أمين للمسيح لأجلكم . الذى أخبرنا أيضاً بمحبتكم فى الروح . من أجل ذلك نحن أيضاً منذ يوم سمعنا لم نزل مصلين وطالبين لأجلكم أن تمتلئوا من معرفة مشيئته فى كل كلمة وفهم روحى، لتسلكوا كما يحق للرب فى كل رضى مثمرين فى كل عمل صالح ونامين فى معرفة اللّه متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطل أناة بفرح » (كو 1: 7 – 11) .. والمبدأ الأساسى عند بولس فى أية أحاديث هو أن تتم فى جو الحب والثقة، دون التحول إلى المجادلات السخيفة الغبية!! .. وهو لابد أن يكسب أذن الكولوسيين وثقتهم، ويبحث عن الجانب المنير فيهم، قبل أن يحذر أو يوبخ أو يندد بشئ ما، وهو يقبل التسامح، لكنه لا يقبل التساهل، وهو يتسامح فى غير الجوهريات، ويبدو غاية فى المرونة فيها، لكنه لا يتحول قيد أنملة عن الحق فيتساهل فى الجوهريات، فإذا جاء أحد ليضللهم عن مركز المسيح ولاهوته، فهو هنا يبدو أصلب من الصليب نفسه، .. وإذا أراد أحد أن يتحول بهم إلى عبادة الملائكة بدعوى التواضع، فهو لا يتردد بأن يذكرهم بأن فى ذلك ضياع لهدفهم، وهو يقول لهم: « لا يخسركم أحد الجعالة » … ولعل أبفراس عاد من رحلته وهو يحمل معه هذه الروح يكافح بها الهرطقات والشرور الذى يحاول الشيطان أن يدخلها إلى الكنيسة بهذه الصورة أو تلك، … وليت هذا يكون سبيلنا على الدوام فى التعليم العقائدى، الذى يقع فى العادة بين غلطتين أساسيتين فى الكنيسة المسيحية، فهناك كنائس لا تهتم بتعليم العقائد، وهى تظن أن هذا التعليم يثير الجدل والمشاحنات والمتاعب، والتى يحسن فى تصورهم الاستغناء عنها، وقد تبين فى كل التاريخ أن الكنيسة التى لا تعرف العقيدة الصحيحة هى مهددة على الدوام بالخرافة والضعف والضياع، وأن المنبر الذى يهجر التعليم العقائدى، هو المنبر الذى لا يمكن أن يطمئن إلى سلامة الكنيسة ونموها وصمودها أمام الزوابع والعواصف والأعاصير . والعقائد الجوهرية ينبغى أن تلقن لمختلف مراحل الحياة لجميع الأعضاء . على أن الخطأ الآخر المقابل هو أن تتحول الكنيسة إلى المغالاة صباحاً ومساء لا للانشغال بالعقائد الرئيسية الجوهرية فحسب بل بالعقائد الثانوية، وتعطيها من الاهتمام ما يحجب خدمة ورسالة الخلاص والتعبد ومفهوم الحياة المسيحية العملية!! … ومن الواجب المسيحى أن نقف فى الدفاع عن الجوهريات فى الإيمان المسيحى دون لين أو هوادة .، وفى الوقت عينه لا تعوزنا المرونة فى الأمور الثانوية أو التى لا تتعارض مع الخلاص والحياة المقدسة!!..

وعلى أية حال يبقى أبفراس فى كل الأجيال مثالا رائعاً فى خدمة الكنيسة، وربح النفوس، وتحمل المتاعب والمشقات والكفاح من أجلها، كعبد ليسوع المسيح، وخادم مخلص أمين، مهما بذل من جهد أو قدم من ثمن أو أعطى من مال ووقت وحياة!!

تواضع أبونا بيشوى كامل

15 أفريل 2010

بسم الآب والأبن والروح القدس

الإله الواحد آمين

 

يرسل لى البعض كما يرسلون لغيرى قصص قصيرة عن بعض المواقف التى تمر بحياتنا اليومية مع بعض الأباء الكهنة الذين يقومون بواجبهم نحو أولاد المسيح وأولادهم المسئولين منهم والتى أطالب الكثير من الكهنة فى كنيستى أن يقومون بها فى بلد المهجر هذه وللأسف ما صادفت منهم مشين جدا وسلبية غريبة ومبررات عن المحبة والغفران وهى بعيدة كل البعد عن مهام وظيفتهم كأنها المخدر الذى يريدون أعطاءه للناس لتغطية تقصيرهم تجاه أولاد المسيح وتقصيرهم فى أداء هذه الوظيفة النبيلة الكريمة التى أعطاها لهم السيد المسيح ليحذوا حذوه للبحث عن الخروف الضال وليس المساعدة فى أرساله للجحيم !  ولذلك كل قصة سترسل لى سأقوم بوضعها فى الحال فى هذا الباب يوميات فى كنيستى وسأبدأ اليوم بقصة عن هذا القديس المعاصر أبونا بيشوى كامل حيث اننى سكندرى وعاصرت هذا القديس العظيم فى كنيسة مارجرجس أسبورتنج وكنت من المتحمسين وأنا فى الثانوى لحضور أجتماعات الشباب له هو وأبونا تادرس يعقوب ملطى وسأبدأ بجمع هذه القصص الحقيقية لكى تثير أنتباه بعض أبائنا  الكهنة و الأساقفة لعلها قد تصيب ويعودون للخدمة الصحيحة وليس لمحاباة الوجوه وأعطاء الغفران لمن هم ذوى المال أو النفوذ كما قال يعقوب الرسول فى رسالته 2: 1- 13 1 يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ. 2فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضاً فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ،3فَنَظَرْتُمْ إِلَى اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ الْبَهِيَّ وَقُلْتُمْ لَهُ: «اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَناً». وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: «قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ» أَوِ: «اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ»4فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟5اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، أَمَا اخْتَارَ اللَّهُ فُقَرَاءَ هَذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟6وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ؟7أَمَا هُمْ يُجَدِّفُونَ عَلَى الاِسْمِ الْحَسَنِ الَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ؟8فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ النَّامُوسَ الْمُلُوكِيَّ حَسَبَ الْكِتَابِ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَحَسَناً تَفْعَلُونَ.9وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً، مُوَبَّخِينَ مِنَ النَّامُوسِ كَمُتَعَدِّينَ. 10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ. 12هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ. 13لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ.  وان أحيانى رب المجد سأتعرض فى تأملات لكل تلك الفقرات التى نتناولها هنا كشواهد من الأنجيل وأيضا متناسين وظيفتهم كما أن ألهنا قال فى متى 18 : 10 – 14 10 اُنْْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 11لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ. 12مَاذَا تَظُنُّونَ؟ إِنْ كَانَ لِإِنْسَانٍ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَفَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ عَلَى الْجِبَالِ وَيَذْهَبُ يَطْلُبُ الضَّالَّ؟ 13وَإِنِ اتَّفَقَ أَنْ يَجِدَهُ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنَ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلَّ. 14هَكَذَا لَيْسَتْ مَشِيئَةً أَمَامَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ. وقال فى لوقا 12 : 1 – 7 1 وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ.2فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ: «هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!».3فَكَلَّمَهُمْ بِهَذَا الْمَثَلِ قَائِلاً:4«أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟5وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحاً،6وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!.7أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ. ومع الأسف أرى كثيرين يضيعون دون أدنى محاولة تلفت الأنتباه من بعض الأباء الكهنة بل يتساهلون معهم لدرجة أعطائهم تذكرة بلا عودة فى رحلة للجحيم ومباركينهم على أفعالهم بدون المبالاه حتى بباقى القطيع و متناسين ما قاله رب المجد فى حزقيال 3: 18- 21 18إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ وَمَا أَنْذَرْتَهُ أَنْتَ وَلاَ تَكَلَّمْتَ إِنْذَاراً لِلشِّرِّيرِ مِنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ لإِحْيَائِهِ, فَذَلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. 19وَإِنْ أَنْذَرْتَ أَنْتَ الشِّرِّيرَ وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ شَرِّهِ وَلاَ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ, فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ. 20وَالْبَارُّ إِنْ رَجَعَ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَجَعَلْتُ مَعْثَرَةً أَمَامَهُ فَإِنَّهُ يَمُوتُ. لأَنَّكَ لَمْ تُنْذِرْهُ يَمُوتُ فِي خَطِيَّتِهِ وَلاَ يُذْكَرُ بِرُّهُ الَّذِي عَمِلَهُ. أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. 21وَإِنْ أَنْذَرْتَ أَنْتَ الْبَارَّ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ الْبَارُّ, وَهُوَ لَمْ يُخْطِئْ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا لأَنَّهُ أُنْذِرَ, وَأَنْتَ تَكُونُ قَدْ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ  تخيلوا يؤخذ دم كل واحد ضاع منهم وهم غير مبالين ومتجاهلين حتى ما قاله بولس الرسول فى الرسالة الأولى لأهل كورونثوس الأصحاح الخامس كله 1 يُسْمَعُ مُطْلَقاً أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى! وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ حَتَّى أَنْ تَكُونَ لِلإِنْسَانِ امْرَأَةُ أَبِيهِ.2أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسَطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هَذَا الْفِعْلَ؟3فَإِنِّي أَنَا كَأَنِّي غَائِبٌ بِالْجَسَدِ وَلَكِنْ حَاضِرٌ بِالرُّوحِ قَدْ حَكَمْتُ كَأَنِّي حَاضِرٌ فِي الَّذِي فَعَلَ هَذَا هَكَذَا 4بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ – إِذْ أَنْتُمْ وَرُوحِي مُجْتَمِعُونَ مَعَ قُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ -5أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.6لَيْسَ افْتِخَارُكُمْ حَسَناً. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟7إِذاً نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ لِكَيْ تَكُونُوا عَجِيناً جَدِيداً كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا.8إِذاً لِنُعَيِّدْ لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ.9كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ. 10وَلَيْسَ مُطْلَقاً زُنَاةَ هَذَا الْعَالَمِ أَوِ الطَّمَّاعِينَ أَوِ الْخَاطِفِينَ أَوْ عَبَدَةَ الأَوْثَانِ وَإِلاَّ فَيَلْزَمُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الْعَالَمِ. 11وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخاً زَانِياً أَوْ طَمَّاعاً أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّاماً أَوْ سِكِّيراً أَوْ خَاطِفاً أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هَذَا. 12لأَنَّهُ مَاذَا لِي أَنْ أَدِينَ الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ تَدِينُونَ الَّذِينَ مِنْ دَاخِلٍ. 13أَمَّا الَّذِينَ مِنْ خَارِجٍ فَاللَّهُ يَدِينُهُمْ. فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ. الكلام يطول ولكن هذا له دوره أليس مكتوب غيرة بيتك أكلتنى نعود لهذه القصة الرائعة.

 

                    تواضع ابونا بيشوى كامل                 

 

اثار الشيطان زوبعة داخل اسره كان يرعاها ابونا بيشوى كامل وانزل الغضب والثورة فى الزوج فاسرعت الزوجة فى طلب ابونا بيشوى فارسلت ابنها الى الكنيسة لطلب ابونا وحضر الاب القديس على الفور

واذا بالشيطان يثير الزوج اكثر فيقول: انتم عايزين تضغطوا عليا اكتر يابونا طيب انا نازل ومش راجع البيت تانى وقالها وهو يندفع نحو الباب للنزول

ولكن ابونا بيشوى لم يتركه فذهب وراءه وعندما رآه الزوج نازلا خلفة

فقال الزوج له متعجبا : ماتتعبش نفسك يابونا وتيجى ورايا انا مش راجع

ولكن ابونا اجابه فى هدوء : انا مقدرش اسيبك لوحدك وانت تعبان كده لازم آجى معاك

فاكمل الزوج طريقه واسرع خطاه وهو متعجب من امر ابونا ثم نظر ابونا وراءه فاذا ابونا بيشوى يسرع خلفة بنفس سرعته

فوقف الزوج معاتبا قائلا :- ليس هناك داعى لهذا التعب الناس عرفاك يابونا هيقولوا ايه وهما شايفينك كدة بتجرى فى الشارع

اجاب ابونا بيشوى : مش مهم المهم انى مش هسيبك طول مانت تعبان كدة

فاراد الزوج ان يضع حدا لهذا الامر فجاءته فكرة للتخلص من ابونا ومن حصار الحب الذى فرضه ابونا بيشوى كامل عليه فما كان منه إلا انه جلس فى الشارع على الرصيف وهو يقول لأبونا: وأهى قاعدة ولما أشوف هتعمل ايه

وببساطة شديدة جلس ابونا بجوار الرجل على الرصيف امام جميع المارة

وهو يقول: طيب وماله وادى قاعدة

ذهل الزوج واحترق الشيطان امام شده اتضاع ابونا القديس وساله الزوج فى حيرة : ابونا كل الناس شايفاك – كرامتك يابونا ليه كل دا ؟

فاجاب الاب الحنون : وايه يعنى مش المسيح نزل لغاية رجلين تلاميذه وغسلهم ومش عايزنى انا اقعد جنب ابنه وهو تعبان

فغاب الشيطان بلا رجعة واستسلم الزوج فى هدوء ودموع لابيه قائلا : ماذا تريد منى يابى

فاجابه ابونا بيشوى : ان نرجع الى البيت تانى

فقال : بمنتهى الطاعة حاضر ياابى

وكانت هذه هى اخر زوبعة لهذه الاسرة

شوفوا بساطة القديس وتواضعة ومهموش كلام الناس قد انه يرجع ابنه لبيته ومدى خدمته الرائعة مع اولادة وعدم تكاسله عن افتقاد النفوس الضائعة والحاجة انه يجيبها لحضن المسيح وتشبه بسيده وتواضعة انه يقعد مع ولده فى الشارع ليسبى هذا القلب ليقول له انه يحبه ولن يتركه ومش هيسبيه للضياع ويهدم الاسرة وانه يرجع معاه.

وكمان حكاية

يروي أحد الكهنة من أولاد أبونا القمص بيشوي كامل هذه القصة:- (كان لي زميل بالكلية متغرب يدرس بالاسكندرية ويستأجر شقة مفروشة أمام كنيسة مار جرجس باسبورتنج، وكانت أسرته غنية جدا كانت ترسل له مبالغ مالية كبيرة مما دفعه إلى طريق بعيد عن الكنيسة رغم أنه لا يفصله عن الكنيسة سوى شريط الترام….. وكان يعلق في بيته صور غير لائقة….. وقد حاولت معه كثيرا أن يذهب إلى الكنيسة ولكنه لم يستجب، وعندما عجزت لجأت لأبونا بيشوي وحكيت له عنه فقال لي “طيب أترك لي عنوانه” لكني صممت أن أذهب معه حتى أرى وأتعلم مما سيحدث. دخلنا للشاب فوجدناه يسمع الاغاني وواضع أمامه صور لا تليق، وحيث أن أبونا بيشوي كان لماحاً فقد سألني بصوت هادئ “هو عايش لوحده ؟فقلت له “نعم “فقال “طيب”…. ثم سأل الشاب “هل عندك إنجيل يا فلان ؟” فأرتبك الشاب وشعر بالحرج لكن أبونا بيشوي أسرع وأخرج إنجيلا جديداً وهو يقول “أنا عارف أن أنت معندكش إنجيل فجبت معايا إنجيل لك” ثم نظر إليً أنا حتى لا يجرح زميلي وقال لي تعالى بقى أعلمك إزاي تقرأ الانجيل” وفعلا جلس يقرأ لنا ويعلمنا، ثم قال لزميلي الشاب “أنت تقرأ الانجيل باستمرار، وأنا سأمر عليك باستمرار أزورك”، ثم قال له وهو يشير بيده ناحية الكنيسة “بص الكنيسة أهه تشوفها من الشباك هتستناك يوم الجمعة“. واستجاب قلب الشاب لكلمات أبونا بيشوي المحبة الحانية الغير معاتبة وأصبح يذهب إلى الكنيسة باستمرار، ثم فكر في نفسه وقال “دلوقتي أبونا هيجي تاني زي ما قال لازم أشيل الصور دي كلها”. ذهبت إليه مرة أخرى ونظرت فلم أجد الصور، فقلت له “فين يا فلان الصور؟” فقال لي “الحقيقة أنا خجلان من أبونا، هو صحيح مكلمنيش لكن نظراته كانت أقوى من الكلام”، وأحنا بنتكلم لقينا الباب بيخبط وأبونا بيشوي داخل وجايب صورة للمسيح بأكليل الشوك، وقال للشاب “أنا جايب لك الصورة دي وهعلقها لك بايدي، وراح وضعها فوق مكتبه. مضى على هذه القصة سنوات طويلة ولم تمضي هذه القصة من حياة ذلك الشاب الذي كان يراسلني دائما ويقول لي “لا أنسى زيارة أبونا بيشوي كامل ليَ وكيف لم يجرحني بكلمة واحدة ولم يؤنبني أبداً.

وكمان حكاية

ذهب فتى في المرحلة الاعدادية إلى أبونا بيشوي كامل وكان ذلك في أوائل رسامته كاهنا وقال له “أنا غريب يا أبونا، وجاي مصيف مع أسرتي لمدة شهر هنا في الاسكندرية”، فإذا بأبونا بيشوي يكلف أحد الخدام بإفتقاده وأعطاه قصصا ليقرأها، ثم قال له “تيجي تصلي معايا القداسات، وتقف شماس، وتحضر مدارس الاحد”…. كل هذا لفتى صغير!!، ولم يقف الامر إلى هذا الحد لأن هذا الفتى شعر أن الكلام يصعب تحقيقه فكيف يهتم كاهن بفتى صغير غريب إلى هذه الدرجة!! وعبر عن إحساسه هذا بأنه كان يذهب إلى الكنيسة ويجلس في المقاعد الاخيرة وهو يعتقد أن أبونا بيشوي قد نسى أمره، وكلامه له….. ولكن العجيب أنه بينما كان أبونا بيشوي في القداس ويبخر في وسط الشعب رأى هذا الفتى الصغير فأشار له أن يذهب إلى خورس الشمامسة ليصلي معهم!!  والاعجب أن هذا لم يحدث مرة واحدة بل في كل عشية أو قداس يراه أبونا بيشوي فيشير إليه ليكون وسط الشمامسة حتى شعر هذا الفتى الغريب أنه بين أسرته وتحت رعاية أب محب غمره برعاية يعجز عن وصفها، ثم توالت لقاءات هذا الفتى بأبيه الروحي في كل عام يجئ فيه إلى الاسكندرية

وكمان حكاية

تحكي تاسوني أنجيل عن أبونا بيشوي أنه يوما طلب منها الذهاب معه لزيارة مريض – وكان ذلك سنة 1978 أي أثناء فترة مرضه – وعندما وصلا إذا بالاسانسير عطلان، وكانت شقة المريض – الذي كانت حالته متأخرة –  في الدور الحادي عشر تقريبا فقال أبونا لزوجته أنجيل عدي كام سلمة نصعدها حتى نصل” وكان كل شوية يسألها “بقوا كام ؟؟” فتقول له العدد حتى وصلوا…. ولما قرع الباب وفتح له سكان الشقة قالوا بتأسف شديد” يا أبونا أنت تعبت وطلعت السلم تاني، مع أنك كنت هنا الصبح !!!!” ولما هم بالدخول رأوا زوجته خلفه فقالوا “وكمان تعبت المدام !!” فضحك أبونا وقال لهم “لا أنا خليتها تعد السلالم.

وكمان حكاية

أبونا بيشوي كامل والاطفال دخل أبونا بيشوي ذات يوم إلى النادي الخاص بالكنيسة فوجد ولد من أولاد التربية الكنسية حزين ، فسأله أبونا “مالك يا حبيبي؟ جرى أيه؟؟” فاجابه الطفل “فلان شتمني”، فأخذه أبونا بيشوي في حضنه وهو يقول له “يا بختك!! زي المسيح بالضبط“.في أحد الايام زار أبونا بيشوي أحدى العائلات وتحدث مع أحد أطفالها والذي أصبح فيما بعد كاهنا – فدار بينهم الحديث التالي:أبونا : هل أنت شقي ؟الطفل : لا أنا لا أعمل شقاوةأبونا : هل تعاكس أخواتك ؟الطفل : لاأبونا : الا تضربهم ؟الطفل : لاأبونا : أنت شاطر خالص ، لأني وأنا طفل لما كنت في سنك كنت شقي وأعاكس أخوتي وأضايقهم وأضربهم.الطفل : وأنا كمان بأضربهم

 

وكمان حكاية

يروي خادم أنه كان يجلس ذات يوم بجوار أبونا / بيشوي في سيارته ، وفي إحدى الشوارع الجانبية كان يهدي من سرعة السيارة جدا فلمحه طفل صغير – غير مسيحي – لم يتجاوز العاشرة من عمره فنظر إلى أبونا بيشوي وقال له ” كل دي ذقن يا قسيس!!” فابتسم أبونا بيشوي وأجاب الطفل ” يا شيخ !!! أمال لو شفت ذقن أبونا متى هتقول أيه!!”

 

وكمان حكاية

في أحدى المرات جاء طفل في ابتدائي إلى أبونا بيشوي وهو حزين ومتأثر جدا يشكو له لأن زميله في المدرسة قال له في شهر رمضان وساعة الافطار لا يوجد ناس ماشية في الشارع، فأنتم المسيحيين ليس لكم وجود في البلد ، فهدأ أبونا بيشوي من روعه وسأله” وأنت رديت عليه وقلت له أيه ؟” فأجابه الطفل “لم أقل شيئا ولكن أتضايقت جدا” فقال له أبونا بيشوي” لو قالك الكلام ده تاني قوله أصل أحنا لينا بيوت مش قاعدين في الشوارع“.

 

وكمان حكاية

كانت كنيسه مارجرجس اسبورتنج فى البدايه مبنى صغيرا فى اوائل الستينات و لكنها تخدم أحياء كثيرة و يخدم بالكنيسه كاهن واحد هو ابونا بيشوى كامل.وفى احد اجتماعات الشباب جاء شاب فقير يطلب من ابونا مصاريف الكلية و هو مبلغ قدره 5,5 جنيه و كان هذا المبلغ ليس بسيطا فى هذا الوقت و لم يكن ابونا يملكه و لكن بمنتهى الثقه لم يرض أن يرد الشاب من على اعتاب باب المسيح و قال له غدا ربنا يدبر.كان ابونا لا يحب ان تكون له علاقه بالماديات و النقود لذلك سلم كل هذه الاشياء لاحدى الخادمات كى تكون المسئوله عن النقود و شراء حاجات الفقراء..وفى صباح اليوم التالى سألها ابونا(كم معك الآن من حساب اخوه المسيح؟)) فذكرت له المبلغ فطلب منها جنيهان فردت الخادمخ غاضبه(يا ابونا العيد قرب وليس معنا نقود كافيه و علينا التزامات كثيره)) فقال لها ابونا(خلاص..خلاص مش ضرورى الفلوس)).ودخل ابونا الكنيسه ليصلى القداس و طبعا عرض ابونا هذا الموضوع على المسيح ليدبره و بعد انتهاء القداس دخل مكتبه و كاي واثقا ان الرب يسوع سوف يرسل احتياجات اولاده.و لكن مرت فتره ولم يصله أى شئ..فهم بالخروج لتناول الغذاء قبل ميعاد مدارس الأحد لانه كان حريصا على حضورها و قبل مغادرته للمكتب دخل أحد الأحباء و سلم ظرفا لاخوة المسيح…!عندما فتح ابونا الظرف و جد به خمسة جنيهات و نصف بالضبط فخرج ابونا فرحا و أعطى المبلغ للطالب فمضى متهللا. ثم عاد ابونا للخادمه يسألها(كم طلبت منك؟)) فأجابت الخادمة(يا أبونا مفيش فلوس)) فأجابها بابتسامته المعهودة و بهدوئه العجيب (انا مش عايز … انا اشكرك لأنك ام تعطينى لأن فى الحقيقه انا كنت عايز5,5 جنيه و ليس جنيهان و الآن ارسل الرب نفس المبلغ)) ما هذه الثقه العجيبه فى قوة عمل الله لقد علمت ان الله معتنى بكل احد وسوف يدبر احتياجات اولاده لانه لا يترك احد.بركه صلاتك فلتكن معنا.آمين

ربنا يدينا نعمل مع الرب ونبحث عن النفوس الضايعة ونجيبها للكنيسة لتشبع من المسيح ممكن يكون صاحبك اخوك ابوك امك بعيدة ابحث ودور عن النفوس وارجع لحضن الآب .ادينا يارب نرجع اولادك لحضنك واحفظنا من الذئاب الخاطفة

بركة وشفاعة هذا القديس العظيم تكون معنا فى حياتنا

آمين

 

Hello world

8 أفريل 2010

تعالوا نتعارف وننظر بعين الحق إلى كل من يحاول أن يجعلنا نشك فى أيماننا ولو لحظة واحدة لأن ربنا أحبنا نحن خاصته الذين فى العالم إلى المنتهى.
أرحب بكل التعليقات والمقالات المفيدة للمنفعة والرب يبارككم

تأملات وقراءات فى قداس الكنيسة الأرثوذوكسية (1)

5 أفريل 2010

تأملات وقراءات فى قداس الكنيسة الأرثوذوكسية (1)

 مقدمة

الحقيقة أنا (لعهد بعيد) وأيضا ناس كثيرين  ومنهم أحد أقربائى والذى تحول عن الأرثوذوكسية بسبب أنهم بيحضروا القداس و مش فاهمين أيه اللى بيحصل وأيه معنى القداس وأيه لازمة الطقوس الكثيرة ومش ممكن الموضوع يبقى أبسط من كده وأسهل من كده و أحنا ما بنفهمش وبيبقى الأنسان زهقان ,وبما أن أيضا القداس الألهى هو أهم حاجة فى الكنيسة وأن الكنيسة كلها قايمة فى كل مماراساتها وفى كل عبادتها محورها كله القداس الألهى بمعنى عندما تريد الكنيسة أن تعمل أى أحتفال أو أى ذكرى أو فى أى ضيقة أو فى أى طلبة الكنيسة كلها بتجتمع حول القداس الألهى وتمارس طقس القداس وأكرر فى عيد وفى حزن وفى فرح بمعنى آخر أنها بتلجأ الى القداس .

أذا كان القداس أهم شىء فى الكنيسة وللأسف أحنا كثيرا ما بنقدرش نفهم معناه ولذلك قررت أن أتعرض لكل كبيرة وصغيرة فى القداس روحيا وطقسيا وعقائديا ولاهوتيا وتأمليا فى نفس الوقت بحيث أن الكل يفهم ويعى وأذا الأنسان قدر يفهم ويعى عندئذ يقدر يمارس ويعيش اللى فهمه .

الحقيقة أن الحياة المسيحية قائمة على محورين فى العبادة بتاعتها لأن عبادتنا هى علاقة بيننا وبين الله التى تقوم على محورين :-

(1)  المحور الأول : هو العبادة الفردية التى يمارسها الأنسان بينه وبين الله بمفرده فى المخدع .

(2) المحور الثانى : هو العبادة الجماعية التى يمارسها الأنسان المسيحى  مع أخوته المؤمنين فى وجوده وحضوره فى الكنيسة.

والحقيقة أن الأثنين مطلوبين ولهم ضرورة ولازمة لأن كلا منهما تكمل الأخرى, ولا ينفع أن يقول البعض كفاية عليا أنا بأصللى فى البيت لوحدى حقا لا يستطيع ,أو البعض يقول كفاية عليا أنا بأذهب ألى الكنيسة وبأصللى حقا أيضا لا يستطيع ,فلو الأنسان قال كفاية عليا واحدة من الأثنين تكون عبادته غير حقيقية ومزيفة.

بمعنى لو أنا لا يوجد بينى وبين الله علاقة فردية فى البيت ,فى مخدعى وأقول لنفسى كفاية أنى بأذهب للكنيسة فأكيد صلاتى فى الكنيسة ليست صلاه حقيقة لكن هذا مجرد تمثيل أنا بأعمله أو شكليات أو رياء أو حب ظهور أنا بأعمله لأنه لا أستطيع أن أصللى وسط الجماعة وأتحد معهم أذا لم يكن لى علاقة خاصة بالله ولذلك يتحول حضورى القداس الألهى لمجرد شكليات , بيرشموا الصليب أرشم مثلهم .بيسجدوا بأسجد مثلهم , بيقولوا شىء بأقول مثلهم , أخيرا أخرج من القداس وأقول أنا لم أستفد من القداس لأن فى الأصل ذخيرتى أو علاقتى الفردية بينى وبين الله ليس لها وجود ولم أعرف كيف أصللى وكيف أكون أتصال بينى وبين الله ولذلك السيد المسيح قال فى متى 6 : 6 6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. وهذه هى الصلاة الفردية وقال أيضا السيد المسيح فى متى 18 : 20 20لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ».

وهذه هى الصلاة الجماعية .

أذا الأثنين مكملين لبعضهما البعض والواحدة تفترض تلقائيا وجود الأخرى ,وأذا غابت واحدة من الأثنين فتكون الثانية إما مجرد شكلية بتتعمل أو مجرد أنانية وكبرياء وذات ,بمعنى أن الأنسان الذى يقول كفاية عليا  أصللى فى البيت لوحدى هو أنسان قلبه ليس مفتوح بالحب ناحية الآخرين ولا يعرف يتحد بالآخرين ولذلك بينعزل مع نفسه ويكون عنده نوع من الكبرياء الذاتى , و الذى يقول كفاية عليا أن بأصللى فى الكنيسة ستكون صلاته فى الكنيسة مجرد رياء و مظهرية وشكليات ,أذا الأثنين لازمين لبعض .

الأنسان المسيحى ليس مسيحيا فى حد ذاته ,بمعنى آخر الأنسان المسيحى لا يولد مسيحيا أو لأن والديه قاموا بتعميده ,ووضع أسمه فى البطاقة مسيحى  يصبح مسيحى , أو بمعنى آخر أنه ليس كل من دعى عليه أنه مسيحى أصبح مسيحى بمعنى أن الأنسان المسيحى لا يولد ولا يورث ولكن الأنسان المسيحى يتشكل ,لأنه لا يوجد أحد مسيحى من نفسه ولنفسه , بمعنى أن الأنسان المسيحى هو الذى يتشكل بالحياة المسيحية بتعمقه فى المسيح ويمارس المسيح ويعيش المسيح ,وهذا هو الأنسان المسيحى الحقيقى ولذلك القداس الألهى أو ليتورجية القداس الألهى هى الوسيلة التى يصل من خلالها الأنسان المسيحى ألى هذا العمق الألهى أن يصير مسيحيا بالحقيقة ,ولكى نصل إلى هذا العمق الألهى لابد أن نتعرف يعنى أيه القداس.

القداس

كلمة قداس هى من كلمة تقديس لأنه بيتم فى هذه الصلوات تقديس مادتى الخبز والخمر لكى ما يصيروا جسد ودم المسيح وفى نفس الوقت بيتم تقديس المؤمنين الموجودين بالصلوات وبكلمة ربنا لكى يكونون مستحقين أن يأخذوا الجسد والدم , وبمعنى آخر أن الروح القدس بيحل على الخبز ويحوله لجسد وعلى الخمر ليحوله لدم وفى نفس الوقت يحل على الناس اللى حاضرين لكى ما يقدسهم وهذا ما سنتطرق أليه بالتفصيل فى صلوات الخولاجى أن الأب الكاهن بيستدعى الروح القدس ويقول ليأتى روحك القدوس ويحل علينا وعلى هذه القرابين ,وننتبه هنا أنه يقول يحل علينا نحن أولا .

اصل كلمة القداس فى اليونانى هى ليتورجيا وعرفت هذه الكلمة أول ما عرفت فى الكنيسة عرفت عن صلاة القداس  وهذه الكلمة مكونة من مقطعين  ليه أو ليؤس يعنى شعب وبنسمع الأب الكاهن فى القداس يقول بتلاؤس يعنى شعبك , وأورجيا يعنى عمل , اذا معنى ليتورجيا هى عمل جماعى أو عمل شعبى يشترك فيه الشعب معا .

الكنيسة فى تعريفها ليست هى مجرد جماعة المؤمنين لكن الكنيسة هى حضور المسيح وسط جماعة المؤمنين ولذلك الكنيسة بأستمرار لا تصبح كنيسة إلا أذا كان فيها ليتورجيا بمعنى أن الشعب كله يجتمع يتمتع بحضور المسيح فى وسطه , ويتضح ذلك فى لحن إبؤرو عندما يقول عمانوئيل إلهنا فى وسطنا الآن يعنى حضور المسيح فى وسط الشعب .

القداس بالقبطى يسمى أنافورا يعنى تقدمة وبالأنجليزية Mass service  يعنى الخدمة الجماعية التى يشترك كل الناس فيها , ومن أشهر العبارات التى قيلت عن أن هذا القداس هو سر الكنيسة أو سر كيان المسيحيين كلهم ,أن شهداء قرطاجنة فى القرون الأولى كانوا مشهورين بأنهم يعيشوا الليتورجيا او الحياة المسيحية بمعناها وقيل عنهم (أن المسيحيون يقيمون الأفخارستيا والأفخارستيا تقيم المسيحيين ) يعنى يصللون صلاة القداس لكى يتناولوا جسد ودم المسيح وهذا الجسد وهذا الدم يقيمون المسيحيين أى تعطيهم قوة القيامة ,الوجود كما قال السيد المسيح فى يوحنا 6 : 54 54 مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ،

ما معنى القداس وماذا يتم فى القداس بالضبط ؟ فى هذه المقدمة البسيطة لكى نتعرف على كل صلاة فى القداس ولماذا نصلليها وكل حركة أو ترتيب أو نظام أو طقس فى القداس ليه بتتعمل.

السيد المسيح أقام سر الأفخارستيا فى خميس العهد فى الليلة التى كان مزمع فيها أن يسلم ذاته , وتسليم الذات هو أقصى درجات الحب , فنحن من الممكن أن نعبر عن حبنا لبعضنا البعض بتعابير مختلفة 1- أعبر عن محبتى لشخص ما ببعض الكلمات والعبارات أعطيها له أو2- ببعض المشاعر والعواطف أو3- ببعض الهدايا التى قد  تنقص أو تزيد فى قيمتها.

لكن كما قلت أن أقصى تعبير عن الحب هو أن يعطى شخص ما نفسه لآخر أو لآخرين أويقدم له نفسه ,أذا أقصى درجات الحب هى بذل النفس حتى الموت وده اللى عمله السيد المسيح كما يقول القديس يوحنا 13 : 1 1 أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى.

أذا معنى القداس هو أقصى درجات الحب التى أحبنا بها ربنا لدرجة أنه فى شدة محبته لينا أعطانا نفسه , أعطانا ذاته وأذ كان هذا هو المبدأ الأول أن أقصى درجات الحب هى بذل الحياة  أذا فالمبدأ الثانى  أن المحبة الحقيقية تستدعى الأتحاد بمعنى أن كنت أحب أنسان فتعبير المحبة الحقيقية أن أتحد به أصير أنا وهو واحد , وهذا هو نفس التعبير لما المسيح أحبنا لأقصى درجات الحب قرر أنه يتحد بينا بمعنى يصير هو ونحن واحد ولذلك قدم لنا ذاته طعام نأكله فنتحد به يصير فينا ونحن نصير فيه كما يقول السيد المسيح فى يوحنا 6 : 56 56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.هنا السيد المسيح رتب لنا المائدة الألهية لأن القداس عبارة عن مائدة معدة بأنه وضع نفسه عليها ودعانا لكى نأكله لكى ما نتحد به وهو يتحد بنا , ولعظم محبته التى لا تحد أراد أن يتحد بنا بأكمل صورة ممكنة , وهناك أشارات فى العهد القديم فى المزامير 23 : 5 5تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. وهذه المائدة هى التى أعدها الرب وهى معدة لى لكى أأكلها لكى أتحد بيه وهو يصير بداخلى  وكما نرى فى العهد الجديد فى سفر الرؤيا 19 : 9 9وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْحَمَلِ». وَقَالَ: «هَذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ».يعنى ملكوت السموات عبارة عن دعوة الى عشاء الخروف وبالطبع طوبى للأنسان الذى يأكل فى عرس الحمل ,أذا القداس عبارة عن عرس الحمل وكل نفس فينا مدعوة ليست لمجرد النظر وأن هذا الأمر لا يعنيهم ,,لا  لأن كل نفس فينا مدعوة لكى تتحد بشخص العريس الذى هو الحمل أو الخروف الذى ذبح من أجل هذه النفس  ومدعوة لكى تتحد بيه لكى ما تكون عروس لهذا العريس بأنها تأكله فتتحد بيه ,, ولذلك القداس الألهى فى معناه هو عربون الحياة الأبدية أو مذاقة السموات  ونرجع ونقول لأجل ذلك القداس الألهى للأنسان الذى يفهمه  ويعيشه ويشارك فيه يأخذ المذاقة السماوية للحياة الأبدية .

المسيح قدم لنا ذاته لكى نأكله ولكن لننتبه أن هناك فرق كبير جدا بين الطعام العادى الذى نأكله وبين المسيح المقدم لنا لكى ما نأكله ,فالطعام العادى أو الخبز العادى الذى نأكله يتحول فى داخلى إلى خلايا أى بيبقى جزء منى ,, ولكن على مستوى المسيح أكل جسده وشرب دمه ,لا يكون المسيح جزء منى لكن ما يحدث أن أنا أصير جزء منه ,أصبح عضوا فيه بأتحول أليه لأنى لما بأكله هو حياته وكيانه يسروا فيا ,تنتقل لى حياته وكيانه وفكره وحبه ولذلك ليس هو الذى يتحول لنا بل نحن اللى بنتحول لكى ما نصير أعضاء فيه ونتحد بيه ,ولذلك بعد التناول وعند سريان حياة المسيح فينا بعد أتحادنا به يقول الأنسان مع بولس الرسول لغلاطية 2 : 20 20مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي.فعندما نأكل الأكل العادى فيعطينى طاقة وبيبقى جزء منى وأقول أنا حى أو أنا اللى بعيش ,لكن لما بأكل المسيح بأقول مش أنا بقى اللى عايش لكن المسيح هو اللى عايش فيا .

بأختصار القداس الألهى عبارة عن قصة عروس وعريس فى طقسه وفى مجمله منذ أن يبدأ الكاهن فى تقدمة الحمل ويختار الحمل فيقف أمام الشعب كله ويقوم برفعه ألى أعلى وهو يقول مجدا وأكراما ومجدا للثالوث الأقدس ويعلن للكل هذا هو العريس الذى سوف يزفه ويلفه أمام الكل ويقدم العروس عندما يقول سلاما وبنيانا لكنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية وبذلك يعلن العريس وهو الله والعروس وهى الكنيسة وبعد ذلك يدور بزفة وبأعلان لهذا الأتحاد  وبعد ذلك تبدأ الكنيسة قراءات من الكتاب المقدس وهى البولس والأبركسيس والكاثيليكون والأنجيل والمزامير  وهى عبارة عن الكلام الذى يقوله العريس عن نفسه أو الذى يعرف به نفسه للعروس ,وهذا طبيعى أى واحد رايح يتزوج بيقوم بتعريف نفسه للعروس ,هو أيه وبيشتغل أيه وحايعمل أيه والوعود اللى العريس بيقدمها للعروسة ماذا سيفعل ويعمل لها وهذه هى القراءات وعلشان كده واحد لا يحضر القراءات والكنيسة بتصر أن الأنسان لا بد أن يكون حاضرا القراءات علشان يعرف مين اللى سيتحد به , وأظن أنه من الغباء الشديد أن العروسة تتزوج واحد لا تعرف عنه شىء ولم تسمع منه ولا كلمة .

وبعد ذلك يبدأ العريس يقول للعروسه من خلال صلاة الصلح و التقديس والحديث الأول اللى يتكلمه  ربنا عن نفسه خلال القداس الألهى  فيقول لنا المهر اللى دفعه من أجل العروسة , و يقول لها ماذا قدمت لك! .. خلقتك وحتى لما سقطت جددتك بالفداء ,قدستك , خلقت كل حاجة من أجلك ,,فديتك وأشتريتك بدمى وهذا هو المهر اللى المسيح دفعه وده اللى بتمثله صلوات التقديس , وبعد ما يعرف العروس ما دفعه من أجلها ومهرها وثمنها تبدأ العروس بطلب ما تريد ,, أشتياقتها أحتياجاتها وده اللى أحنا بنصليه فى الأواشى وهى تعنى الطلبات التى نرفعها وعندئذ يتم الأتحاد ,أن العروس تتحد بالعريس أن الأثنين يصيرا واحد ,وهذا فى مجمل طقس القداس وفى معناه المفرح , أن القداس هذا عبارة عن وليمة فرح الأنسان مدعو فيها والمدعوين المشاركين فى القداس هم الملائكة والقديسين والشهداء ولباس الصليب والرسل الذين يذكروا فى المجمع وكأنهم حاضرين معنا ويحيون العريس والعروس , وأذا كانت العروس أو أى عروس فى الأرض بتفرح مرة واحدة فى حياتها تقريبا ويصبح هذا اليوم يوم فرحها لأنه كانت فيه ظاهرة للكل ومتقدمة وفيه واضحة وكل الناس بتبارك لها و تجاملها وكل الناس ملفوفة حواليها وفرحتها بأتحادها بالعريس لأن هذا يوم فرحها ,أذن على المستوى الجسدى هي بتتمتع بيوم واحد ,, ولكن أتحادنا بالمسيح عرس متجدد ,,فالنفس تعيش فى فرح كل يوم أى أنها تستطيع أن تجعل كل يوم من حياتها يوم فرحها فهو عرس متجدد لأن كل يوم النفس بتتحد مع المسيح بيكون فرح متجدد دائم بواسطة المائدة اللى المسيح هيأها لكل نفس فينا فأقترابنا من المائدة الألهية فليس فقط يوحدنا بشخص المسيح لكن الأجمل على المستوى الآخر بيوحدنا بعضنا البعض ,أذا هذه المائدة توحدنى بالله وبكل أخوتى اللى موجودين حولى  وأذا كان الناس بيقولوا عن حياة العشرة بينهم أنهم أكلوا عيش وملح مع بعضهم , وأذا كنا أكلنا جسد ودم المسيح مع بعض حينئذ يصير الكل واحد ولذلك نجد بولس الرسول يقول فى كورونثوس الأولى 10 : 17 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. أى هى خبزة واحدة وكلنا نأكل منها ويحضرنى هنا هذا التأمل الجميل عن مادة السر , أذا كانت القربانة معمولة من القمح والقمح هذا عبارة عن حبوب قمح  فى سنابل متفرقة فى حقول كثيرة أتجمعت وأتطحنت وأتخبزت واصبحت قربانة واحدة , وأيضا الكأس كانت عبارة عن حبات عنب موجودة فى أماكن كثيره وأتجمعت وأتعصرت وأصبحت كأس واحدة ,, فأذا كان مادة السر نفسها تعطينا إيحاء بالوحدانية اللى بيننا وبين بعض , ولذلك الأنسان الذى يستطيع أن يعيش القداس الألهى لابد أن يشعر بالوحدة تجاه الآخرين ولا يستطيع أحضا أن يقول هذا لا أطيقه وهذا لا أتحمله أو أدين فلان أو أكره فلان لأنى لو كنت فعلا بأحيا فى هذه المائدة لكنت شعرت أن أنا وفلان واحد ولذلك قال السيد المسيح فى مت 5 : 23 و24 23فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ،24فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ،وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.ولذلك نرى فى طقس الكنيسة أيضا أنه قبل أن يتم سر التقديس والتحول لابد أن الكنيسة بين أعضائها يقول الطقس قبلوا بعضكم بعضا بقبلة مقدسة أى أنها توحد الحب وتزيل الخلاف قبل ما يحدث أى شىء .

أذا القداس الألهى هو مائدة الوحدة مع شخص المسيح ومع الأخوة ولذلك نطلق عليه سر الشركة ,نصير شركاء مع المسيح ومع بعضنا البعض ومما سبق هذه المائدة هى مائدة علبة أو نصرة لذلك يقول 5تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ أى قوة نصرة أمام من يضايقنى أمام  الشيطان وهى مائدة فرح ويقول المرنم فى المزمور 43: 4 4فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ إِلَى اللهِ بَهْجَةِ فَرَحِي وَأَحْمَدُكَ بِالْعُودِ يَا اللهُ إِلَهِي.وهى أيضا مائدة شبع لأنه يقول كأسى ريا أى تروى ملآنه لأخرها وهى أيضا مائدة تسبيح وتمجيد وسنرى كيف يشركنا هذا التسبيح مع السمائيين ومع القديسين , فالتناول هو قمة وغاية خدمة القداس الألهى ولذلك أذا كانت النفس مدعوة كل يوم لهذا الفرح المتجدد فهذا موضوع غالى جدا ,, فالقديس باسيليوس الكبير الذى وضع ليتورجية القداس الباسيلى  بيقول عبارة تبكتنا وتوبخنا فهو( بيتأسف جدا لأن شعبه يأخذ سر التناول فقط أربع مرات فى الأسبوع ) فنتخيل قد أيه بيتأسف طبعا لأنه عارف قيمة السر ,,وأنا بأسمع ناس تقول أنا لا أتناول كل يوم أو كل أسبوع علشان ما أتعودش ! لا أعرف ماذا يعنى .

القديس باسيليوس الكبير أحس بأهمية الفرح المتجدد للنفس التى تتحد بربنا .

والخطورة كل الخطورة أن الأنسان يقف قدام القداس موقف المتفرج ,,الأنسان الغير ناضج روحيا يقف موقف التفرج عند المظاهر أو عند الشكليات ولا يتعداها بيقفوا وقفنا معهم ,جلسوا جلسنا معهم , دخلوا يتناولوا أتناولنا معهم ,ولا يتعدى المظهر ألى الجوهر والمعنى العميق فيقع فى صنمية الشكليات ولذلك البروتوستانت لم يستطيعوا فهم القداس الألهى  ,أيه يعنى ابونا يمشى ورا الشماس والشماس يجرى من أبونا ويقعدوهم شوية ويوقفوهم شوية ,كلها حركات صنمية والناس تعمل أيديها كده وترفع أيديها كده وبيقولوا عليه دى حركات صنمية , لأ هى مش كده لأنهم لم يستطيعوا أن يرون فيها لغة وحياة الأنسان فيها بيتفاعل مع الله فينفتح قلبه بالتوبة وبالحب فى نفس الوقت ناحية ربنا الذى هيأ هذه المائدة , والخطورة كما قلت أن الأنسان يقف من القداس موقف الناظر او المتفرج على موضوع بيتم أمامه خارج عن كيانه ولا يعنيه بينما مائدة الرب ليست للفرجة ولكن لكى ما نصبح مشاركين متحدين بالعريس .

القداس الألهى هو مائدة الذبيحة أو الأسلوب الذى نعيش فيه ذبيحة المسيح ,حقيقة  يسوع المسيح قدم ذاته مرة واحدة على الصليب فوق الجلجثة لكن أعماله الخلاصية  التى قام بيها السيد المسيح بالجسد لا تزال فاعليتها مستمرة وعاملة فى الكنيسة ,المسيح أتولد و صلب وقام من 2000 سنة لكن هذه الأعمال وأن كانت حدثت فى الزمن لكن فاعليتها مستمرة وأستمراريتها لا نستطيع أن نعيشها إلا من خلال القداس الألهى.

ولذلك نرى فى القداس قصة كل شىء قصة الميلاد ولفوه فى الأقمطة وقصة العماد وأبونا بيمسح القربانة بالماء وقصة الصليب وقصة القيامة ودحرحة الحجر و رفع الإبروسفارين حتى أن السيد المسيح يقول فى يوحنا 6 : 56 56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.ولذلك يقول الكاهن فى القداس لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتشربون من هذه الكأس تبشرون بموتى والبشارة هنا ليست مجرد خبر لكن أنى أعيش ميلاد وعماد وصلب و موت وقيامة وصعود المسيح  ولذلك الأعمال اللى عملها المسيح بجسده لا تزال مستمرة فى الكنيسة , والكنيسة هى الآن جسده ولذلك القداس الألهى هو أمتداد لذبيحة الصليب وليست تكرار لصلب المسيح ,وهى أمتداد فى كل زمان وفى كل مكان ,بمعنى أن هناك كنيسة تقوم بالقداس من 7 إلى 9 وأخرى تقوم بالقداس من 9 إلى 2 وأخرى تقوم بالقداس فى مصر وأخرى تقوم بالقداس فى أمريكا أو جنوب أفريقيا ألى آخره وهذا ليس بتكرار فهو مسيح واحد فى كل زمان وفى كل مكان , وجسده الكنيسة يقدر يعيش كل اعماله الخلاصية التى صنعها بالجسد من 2000 سنة ولذلك نعيش فعلا فى القداس ميلاد المسيح وصلبه وموته وقيامته وصعوده المستمرين فينا .

وعندما ينتهى القداس ننظر ألى المذبح ونتسائل أين الدم والجسد ؟ والأجابة أنهم أختفوا فينا تماما كما صعد المسيح أختفى عن أعينهم وظلت أعينهم شاخصة وناظرة للسماء وهذا تماما ما يحدث فى التناول المسيح بيختفى فينا ولكن تظل أعيننا ناظرة وشاخصة للسماء فى أنتظار مجيئه الثانى كما قال الملاك فى أعمال الرسل 1 : 10 و11 10وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ 11وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقاً إِلَى السَّمَاءِ». ولذلك القداس الألهى هو قصة حياة المسيح من أول البشارة بميلاده ألى صعوده للسماء , الكنيسة تعيش هذه الأحداث مستمرة يوم بيوم ولحظة بلحظة .

ولكى يتمتع الأنسان بذبيحة الصليب ويستفيد منها ينبغى أنه يساهم فيها شخصيا بمعنى أن كل ما للمسيح يصير للأنسان ولذلك كل مرة نقدم ذواتنا كما قدم هو ذاته لنا ويحدث هنا التبادل فى القداس وكيف نقدم ذاتنا للمسيح ؟ الأجابة طبعا بالتوبــــة معنى أنى أغير القلب والفكر والمشاعر والأتجاه بل أغير الحياة كلها وأقوله يارب كل ده بأعمله علشانك لكى يتفق مع وجودك فيا , وأنا مش حأعمل كده تانى ,لن أفكر فى ده تانى ,مش حأسلك المسلك ده تانى .

والموضوع ده مش ساهل لأنه يستلزم منا ألم و تضحية بمعنى آخر أنى سأتحرم من كل الأشياء التى كنت أفعلها قبل التوبة ,والألم هنا هو أشتراكى فى صليب المسيح ,وعلى قد ما بأتقدس بتقديم حياتى لربنا بتوبتى وتغيير التوبة يضعنى تحت تصرف الله كل حياتى من أمكانيات و من آمال وأفراح ومشاكل وضعفات تحت تصرفه ,وهذا هو معنى تقديم الذات والأشتراك مع المسيح .وكما قلت هذا الموضوع ليس بسهل لأنه يحتاج لمعاناه وجهاد ففى قولى للذة الخطية لأ هذا فيه ألم وقبولى  المرارة والأضطهاد من أجل المسيح هذا فيه ألم وصليب وأكثر من ذلك عندما أحمل كمان آلام الآخرين فعند رؤية أخواتى والناس اللى حولى فيهم أوجاع خبيثة وأورام خبيثة من خطية ومن أصرار على الخطية ومن عند ومن كبرياء ومن أستهتار ,وأحمل كل هذه الآلام وأضعها فى القداس من أجل الآخرين , من أجل الأعضاء اللى معايا فى الجسد الواحد أى الأعضاء المريضة ,أذن فيه ألم  ولكن هو إشتراك فى صليب المسيح ,وبأشتراكنا فى صليب المسيح نشترك أيضا فى قيامته لأن القداس كما قلت عبارة عن صلب وقيامة ,أذا نشترك فى مجد القيامة .ولذلك فى كل قداس بنجتاز سر الصليب ويشرق علينا نور القيامة و مجد القيامة مرة أخرى .

وهذا ما يقوله المسيح والأنسان متقدم للتناول فى نهاية كل قداس بعد الجهاد والألم فى 1- فى تقديم العبادة 2- التوبة عن الخطية 3- تسليم الحياة لله 4- التألم من أجل الآخرين المتعبين , وعند أتحاده بالمسيح فى يوحنا 6 : 54 54 مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، أذا هناك قيامة وحياة بالمسيح , فبموت وقيامة المسيح بمجد أذا فأتحادنا به وقبولنا الألم معه يجعلنا نتمجد معه .

القداس الألهى هو أشتراك فى الذبيحة وفى نفس الوقت نافذة نطل منها على الحياة الأبدية ومجىء المسيح التانى ولذلك نجد الأب الكاهن يكرر عبارة المسيح وتذكرونى إلى أن أجىء , ولن نظل نفتكر المسيح بالعقل بل أيضا نستطيع أن نعيشه ,فالقداس الألهى هو الأسلوب الذى تقدم به الذبيحة أو هو الطقس أو الترتيب أو البروتوكول اللى به نقدم هذه الذبيحة لشخص المسيح ولكن فى واقع الأمر ليس نحن من نقدم لأن المسيح هو الذابح وهو الذبيح فى نفس الوقت يعنى هو الكاهن الذى يذبح نفسه وهو الذبيحة فى نفس الوقت وليس على الكنيسة سوى قبول عطيته اللى بيقدمها من أجله .

وقبل شرح القداس لابد أن نفهم موضوع الزمن بالنسبة للأنسان فالأنسان محصور بين بعدين لا يستطيع تخطيهم وهما عنصر الزمن و عنصر المكان وهذا يجعله محدود بالوقت و بالزمان ولذلك فى سفر الجامعة 3 : 1 يقول 1 لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ.للولادة وقت وللموت وقت ,للغرس وقت ولخلع المغروس وقت ,للحزن وقت وللفرح وقت ,, لكن أعمال ربنا ليست محدودة أو محصورة بالزمن أو بالمكان لأنه لا الزمان يقدر يحد أعمال ربنا ولا المكان يقدر يحصر أعمال ربنا لأن ربنا فوق الزمن والمكان ونجد ذلك فى قداس القديس أغريغوريوس الكبير الذى سأتعرض له لاحقا عبارة نسمع الكاهن يصلليها أنت الكائن فى كل زمان أتيت ألينا على الأرض أتيت ألى بطن العذراء أنت الغير المحوى ,, بمعنى أنت الغير الزمنى والغير محدود بمكان أتيت لنا ,, نزلت فى الزمن على الأرض وأتحديت فى بطن العذراء ,, ولكن بالرغم من أنه دخل الزمن وأتولد من العذراء لكن فى واقع الأمر هو الغير محوى والكائن فى كل زمان ,ولذلك أعمال الله غير محدودة بزمان ولا مكان ,وهذه الأعمال هى القداس ,أى نعيش كل عمل عمله المسيح على الأرض أو عمله المسيح بالزمن لكن بنعيشه لأن المسيح غير محدود بزمن وغير محدود بمكان ,ومرة تانية أريد أن أقول أن ميلاد وصلب وقيامة وصعود المسيح لهم تاريخ فى الزمن لكن فاعلية هذه الأحداث لا يمكن أن تنحد ولا تنحصر فى الزمان بمعنى أن فاعليتها لا نهائية ولا يمكن أن تحد بمكان .

تعالوا نشوف المعنى الجميل ,, فى ميلاد المسيح نحن نتولد منه وفى موت المسيح نحن ندوس الموت وفى قيامة المسيح نحن نقوم فى مجد المسيح وفى صعود المسيح نحن نجلس معه فى السماء وفى كل مرة بنحضر القداس نعيش كل هذا بنتولد معاه ونموت معاه ونقوم معاه ونصعد معاه ونجلس معاه فى السماء ,فهى ليست مجرد ذكرى نتذكرها ,لكن باستحضار هذه الأشياء نستطيع أن نعيشها وبذلك تتخطى أعمال المسيح الخلاصية الزمن تماما وبالرغم أن هذه الأحداث حدثت فى الماضى إلا أنها متحررة من الماضى تماما لأنها تصبح معاصرة لكل أنسان , وحتى أفعال المستقبل نعيشها الآن أيضا بمعنى أن الأشياء التى ستحدث فى المستقبل نعيشها الآن ولذلك القداس شىء فوق الزمن وفوق المكان والشىء اللطيف أن القربانه لو نظرنا أليها نجدها تعطينا هذا المعنى ,فالقربانة لابد أن تكون مدورة ولا ينفع أن تكون أى شكل هندسى آخر وذلك لأن الدائرة ليس لها بداية أو نهاية والقربانة هى التى تستحضر لنا كل أعمال المسيح ولأن كل أعمال المسيح لا نهائية ليس لها بداية ولا نهاية وفى مواجهتنا مع الذبيحة الغير محدودة هذه نحن أنفسنا نواجه الأبدية الغير محدودة وفى أتحادنا مع الذبيحة نجد أنفسنا أتحررت من قيود الزمن ويصبح لنا شركة على المستوى السرى مع الأحداث الألهية التى حدثت منذ زمن ( الميلاد والعماد والصلب والموت والقيامة والصعود) حقيقة نحن نعيش فى زمن بعيد جدا حوالى 2000 سنة عن زمن هذه الأحداث لكن كل هذه الأحداث نستحضرها فى القداس الألهى حية فعالة فينا وليس فقط أحداث المسيح الخلاصية كما سنرى فى القداس أيضا  نستدعى أحداث الخليقة عندما يقول كونتنى أذ لم أكن , ومن أجلى ألجمت البحر ومن أجلى أظهرت طبيعة الحيوان ,وضعت كل شىء تحت قدميا ,هذا فعل ماضى من 5500 سنة ولكن هذا أيضا فعل حاضر فى نفس القداس ,ايضا نجد أحداث السقوط بقوله عندما خالفت وصيتك بغواية الحية لم تتركنى بل ربطتنى بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة وتعهدتنى بأنبيائك القديسين

, فالسقوط مستحضر الآن فى حالة خطيتى والفداء أيضا مستحضر الآن ولذلك كل هذه الأحداث نعيشها فى الواقع الحاضر ونحن متواجدين فى القداس فيصبح الماضى حاضر ويصبح المستقبل الآن والمستقبل هو المجىء التانى والحياة الأبدية ,ملكوت السموات يصبح أيضا الآن , ولذلك ينفتح العالم الحاضر على العالم الآتى وهذا الدهر على الدهر الآتى أيضا فالمسيح هو مركز الوجود وهو كل الوجود والروح القدس يأخذنا ويجعلنا نعيش فى كل اللى عمله المسيح واللى سيعمله المسيح الآن ولذلك فى كل مرة نحضر فيها القداس نحن فى عرس الحمل ونعيد فى ملكوت الحمل ولكى نعرف خطورة هذا الكلام وما سنكتشفه فى طقس القداس وكلمات القداس يقول أبونا فى نهاية القداس فى وقت الأعتراف الأخير ( أؤمن أن هذا هو الجسد المحيى الذى أخذه أبنك الوحيد من سيدتنا وملكتنا كلنا ) وهو الجسد الذى أمامه على المذبح بمعنى أنه يقول الذى أمامى على المذبح هوذا كائن معنا على هذه المائدة عمانوئيل حمل الله ويشير أبونا على الذى أمامه ويقول أؤمن أن هذا هو الجسد ليس رمزللجسد أوأسترداد أو أسترجاع للجسد لأ هو هذا الجسد المحيى الذى أخذه أبنك الوحيد من سيدتنا وملكتنا كلنا بمعنى أحضر البشارة والتجسد والميلاد والقيامة وكله فى هذه اللحظة الحالية ولذلك وبلا شك نحن أمام نفس الذبيحة التى تتخطى الزمان والمكان ,فالمسيح يسكن فى المؤمنين والمؤمنين يسكنون فى المسيح وهنا يتكون كيان جديد للأنسان المسيحى  وكما قلت مسبقا الأنسان المسيح لا يولد مسيحى لكنه يصير مسيحى وهذا يحدث كل ما يتعمق فى الممارسة الروحية وفى الأتحاد بربنا والشىء الغريب يقول الناس هذا طالب مسيحى ,هذا طبيب مسيحى ,هذا تاجر مسيحى ,لكن الحقيقة نحن غير هذا ,نعم العالم يطلقون علينا ذلك بهيئتى وكيانى الدنيوى ,أنا طالب أنا دكتور أنا تاجر أنا مهندس أنا عامل أو فلاح ويضع بعد ذلك كلمة مسيحى ,لكن فى واقع الأمر أنا لست هكذا ,أنا مسيحيا أشتغل بالطب بالتجارة بالدراسة وهذا فرق كبير بين المسميين ,بمعنى أنا مش حاجة وبعدها مسيحى  لأ  أنا مسيحى وبعد ذلك ما أعمله فى العالم يأتى بعد ذلك بمعنى يكون مسيحيا يطلب العلم أو مسيحيا يمارس الطب أو التجارة فهذه حياة حضور المسيح فينا ,فالمسيح يكون حاضر فينا ومعنا ويستعلن لنا للآخرين.

وبعد ذلك هناك تساؤل من كل الناس هل هذا القداس أتى فى الأنجيل ؟أعمل كده وأذهب كده وقل هذه الصلوات وأعمل الحركات دى والطقوس اللى أنتم تفعلونها وهل هذا ضرورى لخلاص الأنسان وما هى أهمية الطقس وما هو لزوم الطقس كلام كتير جدا فى هذا الموضوع بمعنى هل القداس موجود فى الأنجيل ؟

أولا ونحن نتأمل فى كل صلوة من صلوات القداس سنجد شىء عجيب جدا لا يوجد كلمة فى القداس كله لا توجد فى الأنجيل !! أذا أول رد هل القداس فى الأنجيل ؟ نعم القداس موجود فى الأنجيل !! وكل عبارة من القداس الألهى لها الشاهد الذى يخصها فى الكتاب المقدس .

ثانيا موضوع الطقوس اللى بيقولوا أنها مجرد مظاهر أو مجرد حاجات ليس لها لازمة بالطبع  لأ لأننا سنعرف لاحقا أهمية الطقس فى حياتنا وأهمية طقس القداس بالذات وكيف أعيش هذا الطقس وكيف أتفاعل معاه.

البروتوكول أو الأسلوب الذى يعمل فيه العرس أو القداس نطلق عليه الطقس و كلمة طقس معناها ترتيب ,فما هو الترتيب الذى يتم فيه هذا الفرح ,فأى أثنين بيتزوجوا يقومون بعمل ترتيبات العرس ولا يوجد أى أحد يقول سأتزوج بدون ترتيب ولذلك لابد أن يكون له برنامج وخطوات يقوم بعملها لعمل ترتيبات الفرح التى نطلق عليها طقس أو نظام أو ترتيب وبعض الطوائف تقول هو الطقس ده فى الكتاب المقدس ؟ومن أين أتى ؟والأجابة نعم طبعا الطقس موجود فى الكتاب المقدس فى رسالة بولس الرسول الأولى  لكورونثوس 11 : 23 23لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزاً بمعنى أنه تسلم من ربنا شىء وقد سلم الكنيسة ما تسلمه  وقال فى نفس الرسالة 14 :40 40وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ.يعنى بحسب نظام ويقول أيضا فى نفس الرساله 14 :33 33لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ. كلك رسالة يوحنا الثانية 1 : 12 12إِذْ كَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْ أُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَقٍ وَحِبْرٍ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَماً لِفَمٍ، لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُنَا كَامِلاً.أذا هناك بروتوكول يعمله الأنسان .

ونجد سؤال آخر يطرح نفسه؟ أن الديانات الوثنية كان لها أيضا طقوس والديانات الأخرى الغير مسيحية لها أيضا طقوس ولذلك ينبغى أن نتحرر من الطقوس أى نعيش بحرية نفعل ما نريد ؟ فأقول له لأ فيه فرق بين الطقوس اللى كانت بتتم عند الوثنيين وبين الطقوس الموجودة فى المسيحية  ما هو الفرق؟ الديانات الأخرى الطقوس التى تقوم بها لكى تصل إلى الله ,لكن فى المسيحية ليست هكذا لأننا لا نريد أن نصل لربنا لأن ربنا هو فعلا قد وصل للأنسان فأصبحت الطقوس لا توصل الأنسان لربنا لكن الطقوس هى القنوات التى يصل الله خلالها إلى الأنسان

يعنى هم يحاولون الوصول لربنا ومش ممكن أى أحد أن يصل لربنا لكن فى الكنيسة الطقوس من خلال الأسرار وترتيباتها الله يصل ألينا وليس نحن الذين نذهب أليه ولذلك الطقس بينقل لنا شىء فشىء ما يريد الله أن يوصله ألينا خطوة بخطوة فطقوسنا ليست رمز ولكنها حضور حقيقى لله فى حياتنا, مثلا لو رفعنا علم دولة فالعلم لا يمثل الدولة حقيقة ,لكن طقوسنا ليست مجرد شىء يشير من بعيد ولكن الطقس بيحول لنا الحقيقة  لحاجة معاشة نتلامس معاها وتعمل فينا وليست هى مجرد رموز جوفاء ولذلك الطقس لا يمثل الحقيقة ولكن يحقق لنا الحقيقة فى حياتنا يجعلنا نعيش هذه الحقيقة ويجعلها حاضرة والحقيقة ممكن يتخيل الأنسان أننا نفعل الطقوس أو نمارسها لكن فى واقع الأمر أن الطقس هو الذى يصنعنا نحن الذى يحولنا لجسد سرى لشخص السيد المسيح ولذلك الحركات البسيطة التى يفعلها الأنسان ليست حركات فى حد ذاتها هى التى يعبدها الأنسان أو الطقس هدف الأنسان بيعبده  لأ الطقس هو وسيلة بيوصل الأنسان إلى شخص المسيح ذاته .

ماذا يعنى طقس أو ترتيب يعنى لما نقول فلنشكر صانع الخيرات نجد الناس تقبل يدها من الناحيتين فما هو معناها ؟أقبل هذه الناحية التى أأخذ بها والناحية التى لا أأخذ بها كأنى أقول لربنا أشكرك سواء أخذت أو لم أأخذ وهذا معنى على كل حال ومن أجل كل حال وفى كل حال ولما الكنيسة تعلمنى أنى أفرد يدى وهذا على مثال الصليب وليست مجرد تمثيلية بأعملها عن الصليب لأ ده أنا بأقدم ذاتى على الصليب لما بأفرد يديا ولذلك ذبيحة الصلاة التى أقدمها تكون ذبيحة مقبولة ويقول بولس فى رسالته الأولى لتيموثاوس 2 :8 8فَأُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ رَافِعِينَ أَيَادِيَ طَاهِرَةً، بِدُونِ غَضَبٍ وَلاَ جِدَالٍ.وفى رسالته لغلاطية 6 :17 17فِي مَا بَعْدُ لاَ يَجْلِبُ أَحَدٌ عَلَيَّ أَتْعَاباً، لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ.فالطقس هنا يساعدنى أن أعيش الحقيقة أو أعيش المعنى الذى أقوله فعندما أسجد أنا بأسجد لربنا سجود الشكر بأضم يديا وأصابعى عامله علامة صليب لا أنزل وأنا فارد يدى وليس زى ما يقولون أصل الشيطان وقع فسند أيديه والشيطان ليس له أيدى لأ المعنى أجمل وأعمق من ذلك ,فضامم أيدى وواضع عليها الصليب معناها أن أنا أخذت وإللى أخذته محافظ عليه بعلامة الصليب ,لكن اللى فاتح يديه معناها أنه لم يأخذ شىء ولم يحافظ على ما أخذه لكنى أقدم شكر لله وبأخضع لله وبأنحنى لله وأنا ممسك باللى أعطاه لى ربنا وقافل عليه بعلامة الصليب وهنا الطقس يساعدنى عندما أعيشه بفهم أنى أعيش حقيقة وليس رمز ولا خيال ولذلك الأنسان يعيش بنفسه وبجسده وبروحه الحقيقة التى يمثلها هذا الطقس طيب ما هو المسيح رفض لما المرأة السامرية سألته نسجد هنا أو فى أورشليم وقال لها أن الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا ولكن المسيح لم ينفى سجود الجسد والدليل على ذلك أن المسيح نفسه ركع فى جاثيمانى , لأنه لابد جسدى يقدم عبادة لله ونفسى وفكرى وروحى أى الأنسان بكل كيانه يشترك فى العبادة ولذلك يقول بولس الرسول فى رومية 12 :1 1 فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.ويذكر السيد المسيح مثل الرجل العشار فى لوقا 18 :13 و14  13وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. 14أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّراً دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».العشار يقدم توبة مع قرع الجسد بمعنى أن الجسد أشترك والفكر أشترك والروح أشتركت لآن الروح تجددت لأنه نزل مبررا أى أخذ التبرير أو حكم البراءة ,,والناس التى ترفض الطقوس وتقول أنها شكليات وعبادة أصنام هى ليست بفاهمة ويمكن عندهم نوع من الحق لأن نحن الذين نمارس الطقوس لا نفهمها أيضا ولكن آه لو الأنسان فهم كل حاجة هو بيعملها وعاشها فعلا بالحقيقة فهذا الأنسان سيشتعل جسدا ونفسا وروحا ,والخطورة أن الأنسان يلجأ ألى الشكلية أو المظهرية أمام من حوله أو للكبرياء لكى يمدحه الناس أو الآلية أى يصبح ماكينة مثل ما يفعلون يفعل فهذه هى الخطورة فى الطقوس أن نمارس الطقوس بدون فهم , وليس معنى ذلك أنى ألغى الطقوس لأنى أنسان مش فاهم لأ أنا أفهم وأمارس .

الطقس صنع من أجل الأنسان من أجل أن يعيش الحقيقة وليس الأنسان صنع من أجل الطقس وهذه هى الخطورة نحن لا نعبد الطقس والنظام والترتيب لكن نحن نعيش الطقس كأسلوب يوصلنا للحقيقة التى نريد أن نصل أليها وكنيستنا الأرثوذكسية بالذات هى كنيسة طقوس وحيث توجد الكنيسة توجد طقوسها ولذلك ككنيسة مضطهدة نلاحظ أن الأضطهاد عندما يتم أول شىء يفعل هو غلق الكنيسة يعنى لا يوجد طقوس وأضطهاد الكنيسة منذ أيام الرسل يغلقون لهم المكان لكى لا تكون هناك ممارسة للعبادة لأن الطقوس هى التى تمثل الحياة الكنسية .

الطقس هو الأسلوب الذى ينقل لنا خلاص الله ونحن نقبله بالأيمان وبنعيشه وبنتجدد بيه من خلال الصلاة والكلمة ولذلك نحن نصنع الطقس وفى نفس الوقت الطقس هو الذى يصنعنا لكى ما نكون أعضاء فى جسد المسيح السرى ,وكلمة سر يعنى نوال نعمة أو عطية مجانية غير منظورة بواسطة مادة منظورة كسر الأفخارستيا بأكل خبز وأشرب دم وأصبح عضو فى جسد المسيح غير المنظور أو سر المعمودية بواسطة الماء أنا بأتولد من جديد ولكن ولادة الروح لا نراها وكل سر له طقس أو ترتيب ,حقيقى بأشياء منظورة تمارس جسديا ولكن فى نفس الوقت على المستوى الروحى يتم الممارسات الجسدية بواسطة الأيمان الذى هو شىء غير منظور وروحى وبواسطة الصلاة وهى شىء روحى وبواسطة كلمة ربنا ,بمعنى أعمال بأعملها بالجسد لكن فى نفس الوقت بأعملها بالروح وبالنفس وبذلك يصبح الأنسان وحدة واحدة بتشترك فى الحياة الليتورجية.

أهمية الأسرار ليست أن تجعل الأنسان يمتلك الله  لأ لأن الله لايمتلك ولكن الأنسان يقترب من الله ويشعر بأستمرار بأنه محتاج لنعمة ربنا ولعمل ربنا فى حياته وفى نفس الوقت هذه الطقوس تعطى للمجتمع وحدة واحدة ,فلو أى أجتماع كان بدون ترتيب لوجدنا واحد دخل يرتل وواحد دخل يصللى  أرتجالى والثالث قال أنا سأقرأ فى الكتاب المقدس وواحد رابع قال سأجلس  فلا يوجد وحدانية والطقس هو الذى يجعلنا نفعل شىء واحد مع بعضنا البعض أى يوحدنا ,وحتى الكنائس المنشقة والتى قالت لا طقوس لما أستقلت وفتحت كنائس لنفسها فجعلت لنفسها نظام!وترتيب بيشتركوا فيه ونتسائل أذا لماذ ألغيتم طقسنا وصنعتم طقس جديد لأجل الوحدانية .

نحن لا نقدر أن نحتوى الله لأنه غير محوى ,هو اللى أمتلكنى وربنا بتاعى هذا غير الأمتلاك لا أستطيع أن أكتفى منه وكما يقول يسوع بن سيراخ أننا كلما تذوقنا ربنا نزداد اشتياق أليه ونشعر أننا لا نستطيع الأستغناء عنه ,فالطقوس الت نقوم بها بمثابة فتح الباب لربنا الذى يقرع على بابنا.

الكنيسة الأرثوذكسية تنقسم ليتورجيتها ألى 4 أقسام :

1-    مزامير السواعى أو الأجبية والتسبحة واليوم حسب النظام القبطى القديم يبدأ من غروب اليوم السابق والطقس الكنسى يبدأ من الليل ونصللى أولا صلوات الغروب والنوم وكل صلاة من صلوات الأجبية لها دلالة على حدث معين حدث للسيد المسيح وصلاة الغروب هى اللحظة التى تم أنزال المسيح فيها من على الصليب ومزاميرها تدور حول هذا المعنى وصلاة النوم هى اللحظة التى دفن فيها السيد المسيح وتدور مزاميرها حول هذا المعنى 

2-    رفع البخور وهو يتم فى صلاة عشية وصلاة باكر وتبدأ بلحن يا جميع الأمم باركو الرب ولتباركه كافة الشعوب ثم بعد ذلك الهوس الرابع وهو التلات مزاميرالأخيرة من مزامير داوود وكل شىء من الكتاب المقدس وبعد كدة أبصالية (وهى تعنى ترتيلة) على أسم ربنا يسوع المسيح وكل أسبوع ليه أبصالية ,وكل عيد من الأعياد ليه أبصالية وبعد الأبصالية نقول ثيؤطوكية (من كلمة ثيؤوطوكوس وتعنى والدة الأله العذراء مريم) أى مديح للعذراء مريم التى بواسطتها أتى لنا الخلاص فى تجسد الأبن الكلمة وبعد ذلك ختام هذه التسبحة

3-    قداس الموعوظين وهو يبدأ من تقدمة الحمل حتى قبل قانون الأيمان اللى فيه القراءات والتعاليم

4-    قداس المؤمنين والذى يبدأبقانون الأيمان وينتهى بالتناول    

وسأبدألاحقا  أول جزء فى القداس الألهى وهو رفع بخور عشية ورفع بخور باكر وسنتأمل فى الطقس والترتيب الأول للقداس الألهى ,وأختم هذا الجزء الأول من التأملات بكلام قداسة البابا:

 

فلنصلى ونذكر أمام الآب أسم أبنه الوحيد الذى أحبه حتى المنتهى وأطاعه حتى المنتهى وأرضاه كامل الأرضاء ودفع ثمن العدل الألهى عن كل الخطاة الذين يؤمنون بأسمه وكان محرقة سرور وذبيحة حب وهو الشفيع الذى يشفع فينا بدمه الذى قدمه كفارة عنا ,, له المجد والملك إلى الأبد آمين.

وبذلك أكون قد أنتهيت من الجزء الأول من التأملات وبنعمة ربنا وألهنا ومخلصنا يسوع المسيح لنا بقية مع الجزء الثانى .

….. أخوكم فى الرب …

فكرى جرجـــــــــــــــس