Archive for the ‘التأملات والقراءات’ Category

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء السابع

26 أكتوبر 2011

 

 

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء السابع

مقدمة

كما قلت أحنا
بنطلب الخبز المادى من ربنا وخبزنا كفافنا أعطنا اليوم ,عندما قيلت فى معناها أننا
بنطلب العيش من ربنا والعيش اللى يكفينا وأذا كان الخبز هو قوام الحياة وكما قلت
لقمة العيش أو عايش وهى من عيش ,فهو ربنا يقصد بكدة أننا نأخذ الخبز اللى يكفينا
كل يوم بيوم وهذا ما علمه لهم زمان بنزول المن وقال لهم تطلعوا كل يوم وتجمعوا
المن, أما الطماع واللى ماكانش واثق أنه غدا لن يجد ,كل ما أخذه زيادة أنتن وتعفن
معه والأعجب من كده اللى بسبب ضعفه وعجزه لم يستطع أن يجمع ما يكفيه لأنه ضعيف أو
عاجز وليس له أمكانيات ,فالقليل الذى له زاد بطريقة سرية  بحيث أن الكل يصل لدرجة الكفاف ولذلك أوصى بأن
يجمع المن كل يوم علشان كل يوم الأنسان يشعر أنه بيأكل من أيدين ربنا يعنى كل يوم
ربنا اللى بيأكله من أيده ,وربنا عايز يقولك أن أنا اللى وازن أحتياجاتك وأعرف
مقدار أحتياج كل نفس ,ولذلك فيه غدت كفاياتى
فهو يزن حاجة كل نفس ويعرف ما يكفينى بالضبط ويعطيه لى حتى لو كنت أنا ضعيف
أو عاجز ولم أستطيع أن أجمع كفايتى يعنى هو
قادر أنه يسد أحتياجاتى لأنه بيوزن
أحتياجات كل نفس فينا , نعم أنا بأطلب من ربنا خبز كل يوم وعايز أقول لربنا أنا مش
بأكل من أيد أحد غيرك ,ومحدش يأكلنى غيرك وعلشان كده بأطلب لقمة حياتى وكل
أحتياحاتى المادية والعاطفية والنفسية والروحية , لأ لن أأكل إلا من أيدين ربنا
ولذلك هناك خبز خاص هو خبز البنين اللى الأب يأكله للأبن وده ما يترميش لأى حد
لأنه قال ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب ,ولذلك بنقول لربنا لا تعطينا
خبز العامة ولكن أعطنا خبز البنين أو الخاصة والمختوم برضاء منك وأنك موافق يارب
أنك تعطينى الكمية دى والقدر ده والنوعية دى ,وأنك عطيتهونى برضاك ولم أأخذه بمكرى
ولا بخداعى ولا بسرقتى ولا بأى شىء شرير ,لكن أنا عايزه من أيديك يا رب ,وعلشان
كده لما بنقول خبزنا كفافنا أعطينا اليوم بنطلب أننا نعيش من أيدين ربنا وأن ربنا
هو مصدر حياتنا وقوام حياتنا ,ولو قلناها بالمعنى الروحى خبزنا الآتى أو خبزنا
الذى للغد أشارة إلى كلمة الله أو إلى سر الأفخارستيا أو خبز الحياة الأبدية الذى
هو جسدك ودمك ,يارب أعطيه لنا كل يوم ,لكى يتأكد لنا كل يوم أن لنا حياة أبدية
,والحقيقة المسيح ربط بين لتكن مشيئتك وبعدين راح قال وراها على طول خبزنا الذى
للغد أو كفافنا لأن لقمة عيشك مرتبطة بمشيئة الله ولذلك لما جاء المسيح على الأرض
قال كده فى يوحنا 4: 34 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:
«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.  وهذا ما يريد أن يقوله لك فى السكة وأن طعامك
أنت كمان وقوام حياتك اللى على الأرض واللى فوق فى السماء هى أن تعمل مشيئة الله
,ولما جابوا للمسيح أكل قالوا له كل فى يوحنا 4: 31- 34  31وَفِي أَثْنَاءِ
ذَلِكَ سَأَلَهُ تلاَمِيذُهُ قَائِليِنَ: « يَا مُعَلِّمُ، كُلْ» 32فَقَالَ
لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لِآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». 33فَقَالَ
التّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَداً أَتَاهُ بِشَيْءٍ
لِيَأْكُلَ؟» 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي
أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. وأيه هو الطعام اللى من نوع آخر هو أن
أصنع مشيئتك وعلشان كده على أد الأنسان بيقبل مشيئة ربنا بفرح وبشكر وبرضاء وبطاعة
وبثقة,على أد ما بيعيش فكر الملكوت فى حياته ونسمع الآية اللطيفة اللى أتقالت فى
لوقا 14: 15 15فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ وَاحِدٌ مِنَ
الْمُتَّكِئِينَ قَالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزاً فِي مَلَكُوتِ
اللهِ». يعيش الملكوت ده بالأكل بمشيئة الله يعنى ياليت الله يقيم ملكوته
لنا حسب أنتظارنا ويعطينا نصيبا فيه وهذه كانت أفكار اليهود ولكنه لم يكن يميز ما
كان الله آخذا بتتميمه فى ذلك الوقت إذ كان عاملا نفس الشىء الذى كان ذاك الرجل
يتمناه , والرب يسوع يجاوبه وأظهر له أن الله قد أتى لأسرائيل بهذه البركة المعبر
عنها بالعشاء العظيم , وكأن الترتيب الحلو واللطيف كما قلنا أن المشيئة هى الملكوت
وبعدين الطعام بيرتبط بمشيئة الله وبعدين الأنسان ينظر لربنا ويقول وأغفر لى يا رب
أذا كنت ما عشتش حسب مشيئتك ولو كنت خفت من مشيئتك يا رب وماحققتهاش من فضلك يارب
أغفر لى أن أنا لم أحققها وهذه هى الطلبة الخامسة (12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)                 

الطلبة الخامسة (وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)

الحقيقة نحن
أمام طلبة تتصل بسابقتها إتصالا وثيقا ,فأن حرف الواو فى مطلع الآية يرينا تكملة
لازمة وكما أن الخبز ضرورى لحاجة الجسد فإن غفران الذنوب ضرورى لحاجة النفس وأن
كنا لا نأكل خبزا نضعف ويؤدى بنا الضعف إلى الموت ,كذلك إن كانت ذنوبنا لا تغفر
فأننا ننوء تحت ثقلها ونهلك فى خطايانا, ومن الغرابة أن تأتى طلبة غفران الذنوب
بعد طلبة الخبز لأن فى نظرنا أن طلبات النفس يجب أن تسبق طلبات الجسد ,ولكن هذه
الغرابة تزول بل تنقلب إلى أعجاب بشخص السيد المسيح وحكمته ,أذ نعلم أنه قصد هذا
الوضع لندرك إننا نخطىء ونحن فى النعمة ,أنه بالرغم من أن الله يعطينا خبزنا كل
يوم إلا أننا نسقط فى الخطية ونطلب الغفران ,وواضح أن آدم كان غرقا نفى النعمة لما
كسر الوصية وأكل من الشجرة اللى نهاه عنها الله ,وهكذا نحن نتمتع بنعمة الله كل
يوم ونسقط كل يوم ,فيالغنى نعمتك يارب ويالسوء تصرفنا فيارب رحمة بنا وأغفر لنا
ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين ألينا ,ومن هذه الآية نجدها تدور فى ناحيتين :-

أولا : الصفح الإلهى (أغفر لنا ذنوبنا)

هنا تتجه
أفكارنا وأنظارنا إلى السماء ,إلى الآب السماوى لكى يصفح عن ذنوبنا ولكى نفهم كلمة
ذنوب أو الخطايا نعود إلى التراجم واللطيف أن كلمة الخطية باليونانى بيكون لها
خمسة معانى وبعض هذه المعانى فى التسبحة اللى بنصليها فكل اللى بيصلى فينا التسبحة
سيجد ان الكلام ده بيتكرر كتير وخصوصا فى تسبحة الصوم الكبيروهذه المعانى هى 1-
كلمة أمارتيا أو عدم أصابة الهدف أو واحد أخطأ
الهدف وهذه تسمى خطية أو فشل فى أن يكون ما كان يجب أن يكون يعنى مقدرش يحقق اللى
هو كان لازم يبقى عليه ,2- كلمة بارافتوما ومعناها
الأنزلاق أو التزحلق أو الذلل ,يعنى واحد ماشى راح متزحلق ووقع ,3- كلمة براغيتس ومعناها التعدى ,أو واحد تخطى الحدود ,فى خط
فاصل ما بين الخير والشر ,فواحد عمل خطية يعنى عدى الخط الفاصل ما بين الخير والشر
,4- كلمة آنوميا ومعناها مخالفة للقانون أو واحد كسر
القانون ,5- كلمة أوفيلينى ومعناها دين أو واحد
عليه دين وما أوفاش الدين اللى عليه ,يعنى واحد عليه حاجة ولم يوفى دينه وعلشان
كده فى الترجمة التانية لأبانا الذى بنقول وأغفر لنا ما علينا أو الدين اللى علينا
علشان الخطية دى دين علينا , ونستخلص من الفاظها أن الذنوب تعنى فى معناها السلبى
ديون وفى معناها الأيجابى تعديات.

 فهى ديون لأن لله علينا حقوق يجب أن نؤديها و
أذا قصرنا فى تأديتها نبقى تحت ثقل الدين والحقيقة لو تأملنا فى كل الصلاة
الربانية لأستطعنا أن نكتشف الحقوق اللى علينا تجاه الله وفى ضوء تلك الحقوق يمكننا
أن نحكم على أنفسناأن كان علينا ديون أو لأ , فنحن نصلى أبانا الذى فى السموات وفى
أعترافنا بأبوته يكون من حقه علينا أن نكرمه كأبناء ,وأيضا لأنه سماوى فمن حقه
علينا أن نخشع له ونخضع ,وأيضا نحن نعترف بقداسته ,فمن حقه علينا أن نقدس أسمه وأن
نتقدس بيه ,أيضا نحن نطلب إتيان ملكوته أذا فمن حقه أن يملك علينا ,ولكن الغريب من
أمرنا أننا كل يوم بنتهرب من هذا الملك العظيم ,وفى طلبة لتكن مشيئتك إعتراف منا
بالتسليم والخضوع لتلك المشيئة ,ونسأل نفسنا هل نحن نستسلم ونخضع له حقا ؟ وأذا
كان الله يعطينا الخبز اليومى أليس من حقه علينا أن نشكره دائما ؟ فهل نفعل هذا؟
وهل نوفى لله حقوقه من إكرام وتوقير وخضوع وتقديس وتسليم وشكر ؟وهل نوفيه حقوقه فى
حفظ يوم الرب وفى تقديس العشور ؟ وفى المواظبة على الذهاب إلى بيته بفرح ؟ وفى
المداومة على أسرار الكنيسة ؟ أذا الأجابة واضحة إن كنا مقصرين فى هذه الإلتزامات
فنحن فى ديون ,أذا لابد أن نطلب منه (أغفر لنا يارب ديوننا لأننا نعترف بعجزنا عن
الوفاء).

والذنوب هى
أيضا تعديات وهى خطايا لأن الخطية هى التعدى ,وقد وضع الله لوائح وشرائع وقوانين
مقدسة ,فأى تعدى على هذه الشرائع يعتبر ذنب وخطية ,ده اللى بيدوس شرائع الأرض
ويكسر دستور الدولة بيعتبروه مجرم فى نظر القانون الأرضى ,ما بالكم بقى باللى
بيكسر قانون السماء ويتعدى على شريعة الله ,والحقيقة السيد المسيح لخص لنا
القوانين وجمعها فى قوله فى أنجيل معلمنا مرقس الرسول 12: 29- 31  29فَأَجَابَهُ يَسُوعُ:
«إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ
إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. 30وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ،
وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ
هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. 31وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ
كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ».طيب يارب مفيش غير دول ,أيوه مفيش غيرهم
,ماهم دول اللى كل الوصايا بتدور حواليهم ,فإن كنا كاسرين لهذا القانون فما أحوجنا
إلى أن نسرع إلى الله ونطلب الصفح قبل أن يقع علينا العقاب ونقول( أغفر لنا ذنوبنا
وأترك لنا ديوننا وأغفر لنا تعدياتنا) , والأمر العجيب أن أبونا السماوى مستعد أن
يصفح عنا صفحا 1- مجانيا 2- مستمرا 3- متسعا 4- شاملا 5- كاملا,وده اللى بيشجعنا
إلى الأسراع له لطلب المغفرة ,(1) فصفحه المجانى أمر ظاهر لأن طبيعته الصفح ,وفى مثل
الأبن الضال ,أبوه لم ينتظر من الأبن أعترافا ولم يبدأ بعتابه ولم يدعه يكمل
أعترافه الذى أعتزم على النطق بيه فقبل أن يقول له إجعلنى كأحد أجرائك كان أبوه قد
أمر بالحلة الأولى والخاتم والحذاء والعجل المسمن ,وهو ده صورة توضيحية لصفج الآب
السماوى ,ومثل الأبن الضال مثل يطول التأمل فيه وسنتعرض له فى تأملات أخرى, فكما
قلت (2)صفح الله مستمر ,وأن قلنا قبل ذلك أن عبارة كما فى
السماء كذلك على الأرض تتوافق مع كل طلبة من الطلبات الثلالة الأولى فإن كلمة
اليوم تتوافق مع كل الطلبات الأخيرة ,فنحن نحتاج إلى الخبز كل يوم ,وعلى غفران
الخطايا كل يوم ,وإلى النجاة من التجارب والشرير كل يوم ,لأن صفحه مستمر لأنه صالح
وإلى الأبد رحمته, وأيضا (3)صفح الله متسع لأنه يتسع لأكثر من ذنب فأننا نطلب
أغفر لنا ذنوبنا وليس ذنبنا ولكل منا أكثر من ذنب ,لكل منا ذنوب (ذنوبى وذنوبك
وذنوب الغير) كلها يتسع لها صفحه وكلنا نعلم ليست الذنوب هى فقط الخطايا الظاهرة
من قتل وسرقة وزنا ,بل أيضا الخطايا المستترة والسهوات ومن منا يشعر بها حتى داود
قال فى مزمور 19: 12  12اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا! مِنَ
الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي وما أشبه هذه السهوات والخطايا المستترة بالذرات
المتعددة التى يتكون منها سطح كبير ثقيل من الذنوب ,يعنى ذنوب كثيرة كأنه مجتمع
شياطين (لجيئون)ولكن صدر الآب يتسع لإحتمالنا ويصفح دائما عنا , وأيضا (4)صفح
الله شامل ,يعنى بيتناول
صفحه جميع الخطايا مهما تنوعت ومهما أختلف مصدرها ,بمعنى آخر كل الذنوب الفكرية
والقلبية والعملية ليها غفران ,ولو تأملنا فى المسيح المصلوب نجد أنه قد سالت دماء
المسيح من رأسه لتعلن أن خطايا الفكر لها غفران ,ومن جنبه لتعلن أن خطايا القلب
لها غفران ومن يديه ومن رجليه لتعلن أن جميع الخطايا يمكن أن تغسل وتطهر , وأيضا (5)صفح الله كامل ,لأن صفحه ليس كصفح البشر بل على النقيض فنحن قد نصفح ربما للمجاملة نتيجة
تدخل شخصية كبيرة فى الصلح أو نصفح حبا فى الظهور بالتقوى والعجيب أنه فى صفحنا
هذا لا ننسى الإساءة بل نتجرأ ونفتخر ونقول أنا صفحت عن فلان ولكنى غير قادر أن
أنسى له أساءته ,وعلى النقيص أما الله فمن هو إله مثله كما يقول ميخا 7: 18- 19 18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ
الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ
فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا
وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ. 20تَصْنَعُ الأَمَانَةَ
لِيَعْقُوبَ وَالرَّأْفَةَ لإِبْرَاهِيمَ اللَّتَيْنِ حَلَفْتَ لِآبَائِنَا مُنْذُ
أَيَّامِ الْقِدَمِ.وفى موضع آخر يقول فى العبرانيين 10: 17 17وَ: «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا
بَعْدُ».هذا هو صفح الآب صفح مجانى-مستمر-متسع-شامل-كامل .ولكن حذارى أن
نطمع فى هذا الصفح ونستخف ونتساهل مع الشر ونسرع إلى الخطية,فإن صفح الله لكل نفس
تقدر الله وتكره الخطية ويقول يوحنا الرسول فى رسالته الأولى 2: 1 1 يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ
تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ
الْمَسِيحُ الْبَارّ. يعنى أذا أخطأنا مغلوبين من التجربة وذلك بالرغم منا
فهناك ائما باب الأمل مفتوح للصفح ولذلك فلنا شفيع عند الله يسوع المسيح البار ,
ونحن نحتاج لكى ننال بركات الصفح أن نطلب – وأن نعترف- وأن نؤمن ,فالمسيح يعلمنا
أن نطلب وأن نصلى أغفر لنا ذنوبنا ويعلمنا أن نعترف ,ففى قولنا (ذنوبنا) هو إعتراف
صريح بأننا مذنبون فلنقل مع القديس يوحنا الرسول فى رسالته الأولى 1: 9- 10
.9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ
وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.
10إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ
لَيْسَتْ فِينَا.
فيعلمنا المسيح أن نؤمن فلما بنذهب إلى الآب السماوى لا
نتشكك بل نقول فى ثقة ويقين أغفر لنا ذنوبنا ,ونحن نبنى الطلبة اليوم على أساس قد
صار أمام عيوننا أكثر وضوحا لأنه كما يقول يوحنا الرسول فى رسالته الأولى 1: 7 7وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي
النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ
ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ يعنى دم المسيح بيطهرنا من كل
خطية ولأن الكتاب بيقول فى العبرانيين 7: 25 25فَمِنْ
ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ
بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ.

ثانيا: الصفح البشرى (كما نغفر نحن أيضا للمذنبين ألينا)

أغفر لنا كما
نغفر نحن أيضا للمذنبين ألينا ,فليس معنى ذلك أن يغفر لنا الله بالمقياس الذى نغفر
نحن به للآخرين وإلا عليه العوض فينا ونصبح أشقياء أذا طلبنا هذا الطلب ,ولكن
المعنى الذى يقصده السيد المسيح أنه كما فى السماء كذلك على الأرض ,يعنى كما فى
السماء صفح أبوى – مجانى – مستمر – متسع – شامل – كامل ,فكذلك ليكن صفحنا على
الأرض على هذا النحو فيجب ان نصفح للآخرين فى أوسع مدى متمثلين بالصفح الإلهى ,ولو
تأملنا لحظة أن صفح البشر يتطلب أن المسىء يأتى إلى المساء إليه ليطلب منه الصفح
ويعترف بإسائته ولكن السيد المسيح علمنا الصفح فى صورة أرقى وأسمى من هذا كما يقول
فى أنجيل معلمنا متى البشير 18: 15 15«وَإِنْ أَخْطَأَ
إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا. إِنْ
سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وهنا يطلب المسيح أن يذهب المساء
أليه إلى المسىء يعنى أذهب إلى أخى الذى أخطأ أليا وأعاتبه إن سمع منى فقد ربحته
وإن لم يسمع منى عليا أن أحاول مرة أخرى آخذا معى واخد أو أثنين حتى يتم الصلح
وأذا لم يسمع أيضا عليا أن أبذل مسعى جديد بواسطة الكنيسة حتى يرفع كل مرارة وكل
سخط وكل خصام ,فهذا هو نوع الصفح الجديد الذى علمه يسوع ويستصعبه البشر ولكن أتباع
المسيح يجب أن يمارسوه ,الحقيقة صفح البشر ضيق فهو صفح محدود ,فقد نصفح مرة ولكننا
لا نقوى على الصفح مرات ,وقد يحسب الأنسان أنه واسع الصدر جدا أن صفح مرتين أو
ثلاثة ! ولعل بطرس عندما تقدم ليسوع المسيح ليسأله عن عدد المرات التى يصفح فيها
,كان رقم سبعة أمام عينيه كأنه أبعد حدود الصفح عند الأنسان المثالى فى متى 18:
21- 22 21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ:
«يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ
إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ
مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.المسيح هنا بهر
بطرس بالأجابة لأنه جعل من السبعة سبعات مضعفة قاصدا بذلك إن الصفح المثالى يجب أن
يكون بغير حدود ,والحقيقة قد نستصعب نحن هذا الكلام ,ولكننا نجد من البشر نظيرنا
من قدموا صفحا مثاليا , وها هو أسطفانوس يرجم بالأحجار وهو برىء ولكنه يصلى من أجل
راجميه فى أعمال الرسل 7: 60 60ثُمَّ جَثَا عَلَى
رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ
الْخَطِيَّةَ». وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَد وأيضا بولس الرسول وهو يتحمل
الشتائم والأضطهاد يقول فى رسالته لكورونثوس الأولى 4: 12- 13 12وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ.
نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ. 13يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنَعِظُ. صِرْنَا كأَقْذَارِ
الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ.ولنرفع أنظارنا إلى مثالنا
الأكمل الذى أشترك معنا فى اللحم والدم الرب يسوع لنجده وهو القوى يصفح لمن لطمه
فى يوحنا 18: 23 23أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ
تَكَلَّمْتُ رَدِيّاً فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَناً فَلِمَاذَا
تَضْرِبُنِي؟» ويصفح عن الذين بصقوا على وجهه وأهانوه وصلبوه فى لوقا 23:
34  34فَقَالَ
يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا
يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا. فلنكن
لطفاء شفوقين متسامحين كما سامحنا الله أيضا فى المسيح ,وأن كان الله يصفح عنا
ويغفر لنا ذنوبنا الكثيرة فيجب علينا أن نغفر للآخرين أسائاتهم ولقد أوضح السيد
المسيح فى مثل العبد الذى لا يغفر فى متى 18: 23- 35 23لِذَلِكَ
يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ
عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ
مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي
أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا
لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ. 26فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا
سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ
الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ
الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ
بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي
عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ
قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى
وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. 31فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ
رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ، حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ
كُلَّ مَا جَرَى. 32فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا
الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ، كُلُّ ذَلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ
إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ
رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى
الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي
السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ
وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ». ففى هذا المثل نرى السيد وقد صفح عن العبد
المديون بعشرة آلاف وزنة والوزنة تساوى 30 كيلو جرام يعنى ثلاثة مائة الف كيلو من
الذهب أو الفضة لعجزه عن الوفاء وكان سيباع هو وأمرأته وأولاده وكل ما له ويوفى
الدين ولن يوفى ,ولكن السيد تحنن عليه وأطلقه لعجزه وترك له الدين ,وفى المقابل
هذا العبد لم يشأ أن يصفح عن رفيق له كان مديونا له بمبلغ لا يذكر بالنسبة لدينه
الأول الكبير لو قلنا مثلا أنه كيلو جرام ! ,وبعدين راح ماسك برقبة رفيقه ولم
يتحنن عليه ومش بس كده ده كمان وضعه فى السجن وهو غير مصغى لأسترحام وعجز رفيقه
,وكان السؤال هل يفر هذا العبد القاسى الذى تمتع يالصفح الكبير ولم يشأ أن يصفح
صفحا هينا ؟ طبعا أن السيد يحضره ويحكم عليه ليسلم للمعذبين حتى يوفى كل ما كان
عليه وهو لن يوفى ويختم السيد المسيح بقوله فهكذا أبى السماوى يفعل بكم إن لم
تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته , وعلشان كده المسيح بيصر على هذه الطلبة
ولما نرجع لأنجيل معلمنا متى لما كان المسيح بيتكلم عن هذه الصلاة فهى الطلبة
الوحيدة اللى علق عليها السيد المسيح بعد ما قال للتلاميذ أبانا الذى ….. متى 6:
14- 15 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ
زَلاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ
تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً
زَلَّاتِكُمْ.يعنى الغفران وضعه السيد المسيح كشرط ,والحقيقة الأنسان اللى
بيغفر أنسان وصل لقامة الصليب لأن منتهى قامة الصليب هو الغفران ,فالسيد المسيح
شال الصليب وعلق على الصليب من أجل الغفران ,فإذا قدر الأنسان يحقق هذا الغفران
لأخوه فهو بكده يكون شال الصليب وكمان أتعلق على الصليب ومش ممكن واحد يكون وصل
إلى قامة الصليب وتحسب عليه خطية ,ومش ممكن واحد يكون بيغفر للآخرين وربنا مايغفرلهوش
,لأن معنى أنه غفر أنه وصل للصليب وأنه تعلق بالصليب بل وصل إلى قامة الصليب لأن
العبارة التى قالها السيد المسيح على خشبة الصليب وعو معلق عليها (يا أبتاه أغفر
لهم ) ,فواحد وصل أنه يغفر يبقى ده وصل لقمة الصليب فعلشان كده هو كمان ماتبقاش
عليه خطية ,ولكن ذلك مش معناه أن الله بيغفر لنا على أساس التبادل لأننا بنغفر
للناس ,يعنى مش واحدة مقابل واحدة ,أنت تغفر لأخوك يقوم ربنا يغفر لك لأن أصلا
خطيتى وخطيتك وخطية الآخرين ليس لها غفران إلا بدم المسيح ,يعنى أنا مابقدمش غفران
للناس علشان فى المقابل يقدم غفران ليا لأن لا أحد يستطيع أن يدفع ثمن الغفران غير
المسيح ,أذا فهو ليس أساس للتبادل أن غفراننا لخطايا الآخرين يكون ثمن لغفران ربنا
لينا ,لكن فى واقع الأمر أن غفراننا للآخرين بيبقى شرط مهم جدا علشان أحنا نقبل
ونصدق غفران الله لينا لأنه ممكن الله يبقى غفر لينا وأحنا مش مصدقين ومش متمتعين
بهذا الغفران ,يعنى الله غفر لينا وأحنا لسه جوانا ضمير مثقل بالخطايا ,وأحساس
بعقدة الذنب أذا فشلت أنى أقبل غفران الله ليا ,فهذا سيكون من ضمن أسبابه الرئيسية
أن أنا لم أغفر للآخرين ودى نتيجة لدى وتؤدى إلى دى , يعنى أنا مبأسامحش الآخرين
لأنى مش حاسس أن ربنا سامحنى وفى نفس الوقت نتيجة عدم أحساسى بأن ربنا مش مسامحنى
أو عدم تمتعى بالغفران يخلينى مأقدرش أغفر للآخرين أكثر وأكثر ويدخل الأنسان فى
دائرة مفرغة ,أذا غفراننا للآخرين مش ثمن لغفران ربنا لينا لكن غفراننا للآخرين من
أجل أننا نشعر فعلا ونتمتع ونصدق بأن ربنا غفرلنا.

فأعطنا يارب
قوة الصفح لنغفر للمذنبين ألينا وأشعرنا بسلامك الذى يفوق كل عقل وذلك بصفحك عنا
والى اللقاء مع الجزء الثامن الطلبة السادسة وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ،راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم
+++ فكرى جرجس

 

 

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء السادس

26 أكتوبر 2011


تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء السادس

مقدمة

لكى نستطيع أن نفهم طبيعة الملكوت وماهو ملكوت ربنا؟ نجدالمسيح بيكملها على طول لتكن مشيئتك ,
أذا الملكوت هو اننا نعيش مشيئة الله ونعيش أرادة الله ونعيش اللى ربنا عايزه لينا
و كما نعلم أن الذين سقطوا لايمكن تجديدهم لأنهم سقطوا عما أراده الله ليهم ,وربنا
كان عايز ليهم حاجة لكن هم سقطوا منها ولم يأخذوها لكن الأنسان اللى ربنا عايز
يعطيه حاجة ويأخذها ويحققها يكون على طول عايش الملكوت وكم يريد الله لنا من أشياء
كثيرة ولكن للأسف بسبب عناد القلب وبسبب الغباوة وبسبب قساوة القلب والخطية بنفقد
حاجات كتيرة جدا ربنا كان معدها لينا وعايزها لينا ولكن لأننا قلنا له لأ مش
عايزين مشيئتك خسرنا هذا الملكوت ,يعنى لو الواحد أخذ يتخيل لو أتيح لينا فى
الحياة الأبدية فوق أن كل واحد يتطلع على خطة الله اللى كان ربنا راسمها له وكان
ربنا عايزه يبقى فيها ويطلع عليها وبعدين يعمل مقارنة بينها وبين اللى هو عمله فى
حياته آه ده حايندم ندم ,قد أيه ربنا كان عايز لى مجد وكرامة وقداسة وفرح وسرور
ولكن أنا بغباوتى وعدم طاعتى وتذمرى وعدم قبولى ضيعت كل هذا ,وأعتقد أن هذا سيكون
أصعب شىء للناس اللى هم مش فى الملكوت الذين سقطوا عما أراده الله لهم سيتعبهم ,لو
الأنسان نظر إلى الوراء وشاف ربنا كان عايزه يبقى أيه وبعدين هو بعناده عمل أيه
وأصبح أيه ,فهذا أكبر شىء سيتعب الأنسان أن أنا ضيعت الفرصة ,وكان ممكن أبقى شىء
ولكن بسبب عنادى وقساوة قلبى وتذمرى فقدت كل شىء ولذلك لما بأقول لربنا ليأتى
ملكوتك تعالى يارب وأملك عليا وأعطينى أستعداد لهذا الملكوت وأن أنا أشعر أن هذا
الملكوت يستحق أن أنا اضحى من أجله وأتعب من أجله لأن هو لؤلؤة كثيرة الثمن ,وقد
رأينا ملكوت الله فى العهد القديم من خلال الناموس ,وان أرادة الله هى قداستكم
وأرادة الله هى مجدكم ,وهى فرحكم وهى راحتكم ,وبعدين رأينا كيف أن الأنسان كسر
الراحة والفرح والقداسة ,وبعدين المسيح تجسد من أجل أنه يحقق هذا الملكوت على الأرض
وكانت كرازته كلها وكرازة يوحنا المعمدان اللى أعد الطريق قدامه وكرازة التلاميذ
اللى ارسلهم تنادى بـ قد أقترب منكم ملكوت السموات ,ان المسيح جاء ليحقق هذا
الملكوت بتجسده ,وبعد ما تجسد وفدانا وجددنا وعمل خلقة جديدة ,ارسل لنا الروح
القدس ,طيب الروح القدس بيعمل أيه ؟ الروح القدس بيثبت ملكوت الله فى حياتنا
ويجعلنا نعيش الملكوت لأن ثمار الروح القدس محبة وسلام وووو… لأن كل هذه الأشياء
هى الملكوت وعلشان كده ربنا قال أنا سايب لكم الروح القدس يعلمكم ويذكركم ويرشدكم
ويمكنكم ويعزيكم ,وبعدين المرحلة الرابعة من الملكوت المجىء الثانى وأستعلان
الملكوت لكل أنسان ,حقيقى ربنا لما أتكلم مع بيلاطس قال له أن مملكتى ليست من هذا
العالم ,ولكن ملكوت الله يستعلن فى العالم ,يعنى ليس هو فى العالم ولكن يستعلن فى
العالم وحيظهر فى العالم ,وأن الناس اللى ستعيش مشيئة ربنا هنا على الأرض وفى العالم
,هذه الناس تعلن ملكوت الله على الأرض ولذلك فى كل مرة أنت بتقول لربنا لتكن
مشيئتك وبتقولها من قلبك أنت بتحقق الملكوت وبتعيشه ولذلك هو فى آية من الآيات قال
ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السموات بل من يصنع أرادة الله ,لأنه مش كل
واحد بيصلى وبيقول يارب سيدخل الملكوت , ومش كل واحد أو واحده دخلوا الكنيسة
سيدخلون الملكوت لكن من يصنع أرادة الله الذى يقول له لتكن مشيئتك ,هذا هو الذى
يستطيع أن يعيش الملكوت ولما بيقول له لتكن مشيئتك بيقولها له بقبول وبفرح وليس
بأحساس الأنسان المغلوب على أمره ,أهو بقى لتكن مشيئتك حنعمل أيه ما أنت عايز كده
وخلاص ..اعملك ايه بقى ..اللى أنت حكمت بيه يارب ,الحقيقة لأ مش كده لأن اللى
يقولها لربنا لازم يكون بفرح وبقبول ,وعلشان كده لما بأقول لربنا لتكن مشيئتك مش
معناها أنى بأعطى ربنا تصريح ,وأقول له خذ تصريح ونفذ مشيئتك بالطبع لأ لأنه لو هو
عايز ينفذ مشيئته سينفذها غصب عنى ولكن لما بأقوله لتكن مشيئتك يارب يعنى أعطينى
يارب أن أنا أقبل مشيئتك فى حياتى بفرح ولست مضطرا ولا غصب عنى لكن أقبل هذه
المشيئة بفرح وبرضاء وبطاعة وبخضوع وبشكر لأنى واثق من أن أنت أبويا اللى بتقدم لى
هذه المشيئة ,مش زى ما أحنا بنعمل فى أوقات كتيرة ونقول لتكن يارب مشيئتك وبعدين
بنكملها فى سرنا حسب مشيئتى ,يعنى نفسنا نقول لربنا كده لتكن يارب مشيئتك حسب
مشيئتى يعنى أنت يارب تعمل زى ما أنا عايز وفى تلك اللحظة نسقط عما أراده الله لنا
ولا نستطيع أن نعيش فكر الملكوت , طيب يارب أعرف مشيئتك من أين؟وأقول لك لتكن
مشيئتك ,وأعرف من أين أن هذه مشيئتك؟ الحقيقة الأجابة بسيطة 1- من كلامك أو من
الكتاب المقدس لأن مشيئة الله معلنة فى الكتاب المقدس وربنا لا يريد شىء غير اللى
فى الكتاب المقدس 2- الروح القدس الذى يعلمكم ويرشدكم ويذكركم ويعلن ليكم مشيئة
الله ,بالصلاة لما بأتملى بالروح بأأخذ أرشاد 3- الأحداث اللى بتتم فى حياتى طالما
أنا مسلم المشيئة بالكامل والأرادة ثق أن الأحداث وكل الأمور تعمل معا للخير للذين
يحبون الله ,فى هذ الثلاث طلبات نلاحظ أننا بنكلم الثالوث المقدس لكن من غير ما
بنأخذ بالنا فلما بنقوله ليتقدس أسمك يعنى بأكلم الآب ولما بأقول ليأتى ملكوتك بأكلم
الأبن لأن هذا الملكوت جاء بواسطة الأبن ,لما بأقول لتكن مشيئتك بأكلم الروح القدس
لأنى بأعرف المشيئة بالروح القدس المعزى والمرشد والذى يذكرنا ويعرفنا ولذلك انا
من خلال
صلاة أبانا الذى فى السموات بأتعامل مع
الثالوث وبعدين بأقول كما فى السماء كذلك على الأرض ,والمسيح أعطانا حياه سماويه
فى شخصه لأنه جاء على الأرض وصنع كل ما هو سماوى وهو على الأرض وهو اللى حقق أن
تبقى السماء زى الأرض أو الأرض زى السماء وفى اللغة الفرنسية لا يصلونها كما نصليها
بيقولوا لتكن مشيئتك كذلك على الأرض كما فى السماء بعكس العربى والأنجليزى ,يعنى
الأول بقول له كذلك على الأرض كما فى السماء ,طيب أيه هو اللى كذلك على الأرض
,فنجدها تعود على الجملة التى قبلها وهى المشيئة أو مشيئة ربنا ,ونقول أجعل مشيئتك
يارب على الأرض فى حياتنا زى ما هى سارية فى السماء زى ما نكون نحن بكل كياننا
وبكل ترتيبنا بنشتاق الى حياة السماء التى تكلمنا عليها من قبل ولذلك نجد الكلمات
كلها مرتبطة مع بعض ,يعنى الملكوت لا يأتى إلا أذا تقدس أسم الله والملكوت هو أن
الأنسان يعيش مشيئة الله ,ومشيئة الله تتم على الأرض ولذلك قلنا أن الملكوت حقيقى
هو مش من هذا العالم ولكن مستعلن من هذا العالم وهذه هى الثلاث طلبات اللى بيختصوا
بعلاقتنا بالله وبعد كده ربنا بيقول لنا أنا بأهتم بكل حاجة تهمكم (خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،)

الطلبة لرابعة (خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.)

بعد كده المسيح فى دروسه اللى بيعلمها لينا فى مدرسة
الصلاة أننا بعد ما أقتربنا منه بتقديس الأسم وبتمجيد الملكوت وصلاح المشيئة
نستطيع أن نطلب أحتياجاتنا اللى بنعبر عنها فى أربع طلبات وأولهم (خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،) أو على
حسب الترجمة التانية أعطنا اليوم وبنلاحظ فى ترجمات كثيرة لهذه العبارة بالذات ففى
ناس بتصلى وتقول خبزنا للغد أعطنا اليوم ,وفى ناس تانية بتقول خبزنا الآتى أعطنا
اليوم ,وناس بتقول خبزنا كفافنا أعطنا اليوم وفى الترجمة الحديثة التى هى أصح
ترجمة بتقول خبزنا الجوهرى ,المهم أذا كانت كلمة الخبز تعنى قوام الحياة فسواء
طلبنا قوام الحياة الأبدية أذا صلينا خبزنا الذى للغد أو خبزنا الآتى ,فهذا الخبز
هو قوام الحياة الأبدية الذى تقوم عليه الحياة الأبدية التى نستطيع أن نعيشها أولو
طلبنا قوام الحياة الزمنية الذى هو خبز الكفاف الذى يكفينا أن نعيش على الأرض ,فهو
فى واقع الأمر الخبز الجوهرى سواء للحياة الأبدية أو الحياة الزمنية اللى بنطلبه
من ربنا ,وعلشان كده حتى لو كنا بنطلب الخبز أو العيش بالبلدى وبيسموها لقمة العيش
أو لقمة الحياة ,فأذا كنا بنطلب الخبز الزمنى فنحن بنطلبه من يد الله يعنى أن ربنا
هو اللى يأكلنا ويطعمنا يعنى نأكل من أيده فقط ومش من أيدين حد تانى , تعالوا نركز
فى هذا التعبير الصعب بنسمع البعض بيقول “فلان ده ولى نعمته” يعنى هو
اللى بيأكله ,لأ أنا مش عايز حد يكون ولى نعمتى غير ربنا ,وأنى لا آكل إلا من
أيدين ربنا ولا أأكل من أيدين أنسان ومحدش يبقى ولى نعمتى ,وحتى لو بأطلب خبز
المعيشة الزمنية فأنا بأطلبه من أيدين الله وليس من أيدين شخص وفى نفس الوقت بأطلب
خبز الحياة الأبدية أو الخبز الحى اللى نازل من السماء اللى ربنا عايز يعطيه لى
علشان أستطيع أن أعيش فى الأبدية , كلمة الجوهرى فى الترجمة الأنجليزية كلمة
Essential التى تعنى الضرورى أو What is necessary for Existance  أو الضرورى
للوجود ,يعنى اللى من غيره الأنسان لا يستطيع أن يكون موجودا وهذا بأطلبه من الله
سواء وجودى فى الزمن أو وجودى فى الأبدية ,والسيد المسيح لما نطقها باللغة
الآرامية نطق كلمة “ماهار”أو باليونانية “أيبى أو سيون” أو
الحاجة الأساسية التى يبنى عليها ,فهنا طلبتنا اللى بنصليها ,لو صلينا خبزنا الذى
للغد أعطنا اليوم أو يعنى خبز الغد يصير لليوم ومش لأننا فجعانين أو عاوزين أكل بكرة
النهاردة ,لكن بمعنى الأبدية تبدأ اليوم ونعيشها النهاردة ,وأن الحياة الأبدية
يارب نختبرها اليوم ونذوق طعمها وفرحتها وراحتها وسرورها وقداستها من اليوم ,وكلمة
اليوم تساوى الحاضر الزمنى وكلمة الغد تعنى ما بعد هذا الحاضر الزمنى ,فأحنا
عايزين الأبدية نعيشها يارب ونتمتع بيها النهاردة ,لأن حاجتنا الأساسية ليست لخبز
معمول من الحنطة ومن القمح فنأكله النهاردة ونموت بكرة ,وهذا بخلاف الشقاء الذى
نعيشه كل يوم هنا على الأرض والموت اللى أحنا بنعيشه كل يوم على الأرض لأن كل يوم
بيمر على الأنسان ,الأنسان بيعيش موته لأن عمره وحياته بتنقص يوم ومش بتزيد يوم
ولكن حاجتنا الأساسية أحنا محتاجين فى خلال هذا العمر اللى موجود على الأرض إلى
خبز حى  نأكله ولا نموت ونحيا حياة لا
يقربها شقاء أو موت أوأحتياجنا هو الحياة الأبدية ,وهذا هو ما نستحضره فى هذا
الزمن أو أختبار الحياة الأبدية التى نستطيع أن نعيشها هنا على الأرض وهذا ما قاله
السيد المسيح قبل كده فى يوحنا 6: 27 27 اِعْمَلُوا لاَ
لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ
الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ، لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ».
والطعام البائد يعنى اللى بيفسد وينتن ,ولذلك خبز الحياة الأبدية فالمسيح يعطينا
الحق أننا نطلبه هنا دلوقتى على الأرض وأحنا عايشين اليوم ,علشان خبز الحياة
الأبدية يقتحم يومنا ويقتحم موتنا اللى أحنا بنعيشه فيحول اليوم من يوم من أيام
الزمن إلى يوم من أيام الأبدية أو إلى يوم من أيام الخلود وعلشان كده بنصلى
بأستمرار فى كل يوم وفى كل ساعة صلاة أبانا الذى … علشان نقدس الزمن ونحوله إلى
الأبدية وإلى الخلود , الحقيقة أن صلاة أبانا الذى… مفتاح سرى بنغير بيها واقعنا
كله وبننقله من الزمن ومن المحدود إلى الخلود واللا محدود ,فبعد ما طلبنا الثلاث
طلبات الخاصة لله فنستطيع أننا نطلب حاجتنا التى تخصنا من الله بعد أن نكون ملئنا
تفكيرنا وملئنا حياتنا وأرادتنا بما يخص الله حينئذ نستطيع أن نقترب صح لنطلب ما
يخص حاجتنا نحن من الله وعلشان كده لما قال السيد المسيح فى متى 6: 31- 34 31فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ ؟ أَوْ مَاذَا
نَشْرَبُ ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ 32فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا
الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى
هَذِهِ كُلِّهَا. 33لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ،
وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ
يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. لأنك مش حاتقدر
تطلب ما يخصك وما يخص حياتك الأرضية صح إلا أذا كان فكر الملكوت ملأ حياتك وكان
طلبك فى الأول ,ولما يملأ فكر الملكوت وما يخص الله حياتك حينئذ تستطيع أن تطلب ما
يخصك وتطلبه بصورة سليمة وبصورة صحيحة ولا تستطيع أن تطلب حاجة تعطل ملكوت الله أو
تضيعك أنت من هذا الملكوت , ما أشبه الصلاة الربانية بسلم يعقوب
 تقوم على الأرض وتتصل رأسها بالسماء ,ففى الصلاة
الربانية نجد على رأس السلم الآب السماوى (أبانا الذى فى السموات), وعلى درجات
السلم من أعلى نجد أسمه يتقدس وملكوته يأتى ومشيئته تنفذ ,أما على درجات السلم من
أسفل فنجد حاجة البشر من خبز وغفران خطايا,وحفظ من التجربة ومن الشرير,ونحن الآن
نقف على درجة من درجات لنطلب الطلبة الرابعة (خبزنا كفافنا أعطنا اليوم) ,طيب
تعالوا نشوف معانى هذه الطلبة.

(1)   المعانى اللى بتتضمنها هذه الطلبة :-

“خبزنا” وواضح هنا أن الخبز ليس بعيدا عن المعرفة
فهو الطعام الذى لا تخلوا الموائد منه صباحا وظهرا ومساءا ومثل هذا الخبز نحن فى
حاجة أليه ,ونطلبه من الذى يعطى بسخاء ولا يعيد,غير أننا عندما نقول خبزنا قد نعنى
ما هو أكثر من الخبز المادى وقد نعنى جميع ضروريات الحياة من أكل وشرب ولباس
ومسكن.

“خبزنا كفافنا” تشير إلى خبز الكفاف أو ما يكفى فى غير تذمر
,أن الطلبة هنا تصبح كطلبة أجوركما فى الأمثال 30: 8- 9  8أَبْعِدْ عَنِّي
الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ. لاَ تُعْطِنِي فَقْراً وَلاَ غِنىً. أَطْعِمْنِي خُبْزَ
فَرِيضَتِي 9لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ؟» أَوْ
لِئَلاَّ أَفْتَقِرَ وَأَسْرِقَ وَأَتَّخِذَ اسْمَ إِلَهِي بَاطِلاً.,فخبزنا
كفافنا قد تعنى أيضا خبزنا اليومى كما هى فى الترجمات الأنجليزية بأعتبار أن الخبز
عطية يومية مستمرة من قبل الآب السماوى وفى بعض الترجمات وضعت كلمة الغد بدلا من
كفافنا ,أى خبز الغد أعطنا اليوم ,ويذهب المفسرون فى توضيح هذا إلى رأيين:الرأى
الأول خبز الغد – أى خبز الملكوت أعطنا أى قرب يا رب يوم الملكوت الذى فيه نتمتع
بخبز السماء وفى هذا الرأى أتفاق مع الطلبة “ليأت ملكوتك” ,والرأى
الثانى يشير إلى أن هذه الطبة ضمن الصلاة الربانية كانت ترفع إلى الآب السماوى فى
المساء والغد وفيها يجب أن يفهم على حد تعبير العبرانيين كالقول كما فى مزمور 90:
14  14أَشْبِعْنَا بِالْغَدَاةِ مِنْ رَحْمَتِكَ فَنَبْتَهِجَ وَنَفْرَحَ كُلَّ أَيَّامِنَا.فهى
طلبة مسائية ولا يتعدى الأنسان فيها فى مطلبه يوما كاملا وذلك حتى يتناسب المعنى
وفى غير تناقض مع قول السيد المسيح 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.
, وتستخدم ترجمة أخر لاتينية لفظا
بدلا من كفافنا يعنى خبزا غير عادى وهذا المعنى ينقل
كلمة الخبز إلى دائرة روحية , ويقصد به الجسد الإلهى .

“أعطنا” وهى كلمة واضحة المعنى ,ولكننا نرى فيها أن
الله هو مصدر العطاء, كما أننا لا يمكننا أن نستغنى عنه بل نحس بحاجتنا إليه فنأتى
أليه قائلين “أعطنا”.

“اليوم” أن ما نطلبه لا يتعدى اليوم ,وأننا هنا نبدأ
بأول طلبة وقتية ومن قبل كانت طلباتنا أبدية ,فتقديس أسم الله أبدى هنا وبعد وإلى
ما لا نهاية ,عندما نطلب إتيان الملكوت فأننا نطلب ملكوتا أبديا لا يزول وعندما
نصلى لتكن مشيئتك فنصلى ونحن واثقون من دوام تلك المشيئة ,وأما فى طلبنا الخبز فإن
مثلنا كمثل بنى أسرائيل وهم فى البرية سائرين إلى أرض كنعان وأعطاهم الله المن من
السماء وقتيا حتى أذا ما دخلوا أرض الموعد إمتنع عنهم نزول المن ونحن نطلب الخبز
ونأكل خبز الحياة “جسد السيد المسيح” هنا وقتيا حتى ندخل كنعان السماء ,
وكلمة اليوم تفيد التجديد فى العطية وأننا نطلب خبز اليوم جديدا فى كل صباح ونطلب
خبز كل يوم بيومه فيأتينا جديدا مع أعلان حاجتنا كل يوم له ,وهذا يذهب بنا إلى
التعاليم من هذه الطلبة (2) ما وراء الطلبة من تعاليم:-

أن كلمة
“خبز” فى النطق بها توجه أفكارنا إلى ذلك المبدأ الذى وضعه الله لآدم
ولبنى جنسه فى التكوين 3: 19 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ
تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا.
لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ». وهو المبدأ الذى يفرق بين
الخبز الشريف وخبز الكسل يعنى يجب علينا أن نعمل ونجتهد من غير تكاسل لأن من لا
يشتغل لا يأكل , كلمة “خبز” تذكرنا بكلمة الله التى بها نحيا كقول
المسيح فى متى 4: 4 4فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ:
لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ
مِنْ فَمِ اللَّهِ». وهى أيضا ترفع تأملاتنا إلى جسد المسيح المكسور كما فى
كورونثوس الأولى 11: 26  26فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ
وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ.
,وكلمة “خبز” ترفع أيضا أنظارنا إلى شخص الرب يسوع الذى هو الخبز
النازل من السماء والواهب حياة العالم ,ولو أضفنا “نا” إلى كلمة خبز
تعطينا تعاليم سامية فى قتل الأنانية والحسد كما فى إيجاد المحبة للغير ومحبة
الغير لنا ,فنفول خبزنا وليس خبزى ونتذكر ما قاله الغنى الغبى الذى ذكر نفسه من
دون الله والناس فى لوقا 12: 19 19وَأَقُولُ لِنَفْسِي:
يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ.
اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي!فأن أنانية هذا الغنى أسمعته
صوت الله ودينونته فى الآية 20 20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَا
غَبِيُّ! هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهَذِهِ الَّتِي
أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ 
,فشكرا لله على هذا التعبير “خبزنا” الذى يشعرنا بوجود أخوة لنا
كثيرين ,و”خبزنا” تعبير يقضى على الحسد فينا ,فأن المرء بقوله
“خبزنا” لا يطلب إلا نصيبه, وكثيرين يطلبون أنصبة الغير و يحسدون الغير
على ما هم فيه ويتمنون أن يكون عندهم ما عند الغير ويودون لأنفسهم التمتع ولغيرهم
الحرمان ,وهنا يتدرب الأنسان على عدم الطمع والحسد ,إننا نطلب خبزنا يا رب وليس
خبز الغير ,نصيبنا وليس نصيب الغير , وكما أن “خبزنا” تعبير جميل يبعث
فى النفس حبا للغير وحب الغير لينا ,فأن الآخرين إذ يقولون خبزنا نحس أنهم يصلون
من أجلنا أيضا فكما نوجه أفكارنا فى القول خبزنا إلى الآخرين كذلك أيضا توجه أفكار
الآخرين إلينا .

أما التعاليم
التى نراها وراء التعبير “كفافنا” فهى القناعة فى غير تكاسل والأهتمام
فى غير هموم والحياة فى غير تقتير ولا تبذير والشكر فى غير تذمر ,والحقيقة ما أجمل
النفس القانعة وليس المقصود بالقناعة أن لا يكون الأنسان طموحا أو يكون كسولا ,فأن
الذين يتكاسلون يخطئون لأنه لا يمكن أن يجلس أحد فى بيته قائلا خبزنا كفافنا
,قانعا يقبل يده وش وظهر ثم يجد الطعام ساقطا عليه من السماء ! نعم أن الله يعطى
العصافير كفايتها ولكن على العصافير أيضا أن تطير باحثة عن مكان الطعام, وما أجمل
الأهتما فى غير هموم فأن طلبنا خبز اليوم وخبز الكفاف إكتساح للهموم التى تأتى
بسبب التفكير فى الغد وما تحمله إياه من خيالات وأوهام ولكن الهموم شىء والأهتمام
شىء آخر ,فما كان الغنى الغبى مخطئا حين قال أهدم مخازنى وأبنى أعظم ,ولكن خطأه
جاء إذ فكر فى نفسه فقط وفى حياته التى أمنها بأمواله , الحقيقة إن قولنا خبزنا
كفافنا لا يمنعنا من الأهتمام كما تفعل النملة فى الصيف أذ تجمع طعام الشتاء ,
وهنا نقول ما أجمل الحياة بدون تقتير ولا تبذير  فنحن لا نصلى خبزنا كفافنا أعطنا اليوم لكى نقول
أصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب وهكذا يبذر الأنسان فى كل ما يصل إلى يده ,بل
ولا نقصد أيضا أن نغل أيدينا إلى أعناقنا فنقتر على أنفسنا ما دام لنا خبز الكفاف
,ولكن المقصود هو أن نحيا واثقين أن الذى أعطانا سوف لا يمنع عنا ما دمنا بحكمة
نتصرف ولا نعرف التبذير ولا التقتير ,وما أجمل الشكر فى غير تذمر وما أجمل أن نصعد
من قلوبنا شكرا خالصا إذ يعطينا الله خبز كل يوم بيومه وأن بنى أسرائيل تبطروا على
نعمة الله وقالوا سفر العدد 21: 5  5وَتَكَلمَ الشَّعْبُ عَلى اللهِ وَعَلى مُوسَى قَائِلِينَ:
«لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي البَرِّيَّةِ! لأَنَّهُ لا
خُبْزَ وَلا مَاءَ وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ».فأرسل
الله عليهم الحيات المحرقة لتلدغهم للموت ,فلنكن شاكرين وغير متذمرين طالبين
“خبزنا كفافنا” .

أما التعاليم
التى نراها وراء التعبير “أعطنا” فالحقيقة توجه هذه الكلمة أفكارنا إلى
الله مصدر الهبات كما توجه أفكارنا إلى الوسيلة التى ننال بها هذه الهبات ,وإلى
الثقة والأيمان فى مانح العطايا ,فالله هو مصدر كل عطية صالحة وكل موهبة تامة ونحن
نطلب منه أن يعطينا الخبز , وف طلبتنا هذه كأننا نطلب عن طريق غير مباشر القوة من
عنده لكى نعمل وكأننا نصلى من أجل سواعدنا وأقدامنا وعقولنا ,ونقول يارب أن أيدينا
تشتغل لجلب الخبز فأعطنا السواعد القوية وأعطنا الأقدام القوية وأعطنا العقول
الحكيمة ,وكما أننا بهذه الطلبة نلتمس من الله عن طريق غير مباشر أن يعطينا العمل
وحسنا قال أحد المسيحيين “نحن نرفع أيدينا الفارغة نحو السماء والله يملؤها
بالعمل” ,والحقيقة أن الوسيلة التى ننال بها الهبات هى الصلاة وأن نعلن لله
عن أحتياجتنا ونقول أعطنا يا أبانا فكل حاجتنا أليك وكل أعوازنا لديك وكل
أتكالاتنا عليك ,والحقيقة هذا هو ما أوضحه لنا الرب يسوع فى قوله فى متى 7: 7-8  7  «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا
يُفْتَحْ لَكُمْ.8لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ،
وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ,فكلمة “أعطنا”طلبة لا تصلح لو قلتها
بغير ثقة ,وأننا نطلب من أبينا السماوى وهو وحده يستطيع أن يمنحنا بغنى ولذلك نقول
أبانا أعطنا لأنه ما لم تعطنا أنت فسوف لا يكون لنا ,وما يحزننى أن مرات كثيرة
ينسب الأنسان العطايا إلى الحظ وإلى عوامل أخرى ,أما الله فإنه يهتم بنا ويعطينا
كما يعطى العصافير والزهور وبل يهتم بنا أكثر منها كما فى متى 6: 26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ
وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ،وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
فلتعظم ثقتنا بالله لقد كسانا فى الماضى وأطعمنا لسنوات عديدة وبطرق عجيبة
…فلا نشك.

 أما التعاليم التى نراها وراء التعبير
“اليوم” فأن كانت هذه الكلمة فى هذه الطلبة تشعرنا بوقتيتها أو بأنها
طلبة مؤقتة فيجب علينا أن نستعد فنحن نطلب أعطنا اليوم ولسنا ندرى هل سيصبح علينا
يوم جديد ,أذا فيجب أن نستعد وإلا نكون مناقضين لأنفسنا وقد سبق لنا أن صلينا
“ليأت ملكوتك” أذا فلنستعد لمجىء الملكوت ,وكلمة “اليوم ”
تفيد التجديد ,عطية جديدة كل يوم ,وخبزا جديدا يبعث فينا شكرا جديدا متجددا فى كل
يوم من أيام حياتنا ,وكما تشرق أشعة الشمس فى الصباح من جديد على الزهور فتحييها
,وعلى الطيور فتبعث فيها التغريد وكذلك لتنتعش أنفسنا ولترنم شكرا لله على عطاياه
المتجددة فى كل يوم .

وأخيرا
“خبزنا كفافنا أعطنا اليوم” تقع هذه الطلبة بين طلبات تتعلق بالسماء
وطلبات تختص بالبشر وهم على الأرض,فأننا نطلب قبلها قداسة أسم الله وإتيان ملكوته
وتنفيذ مشيئته ونطلب بعدها غفرانا لخطايانا ونجاة من التجربة والشرير ,فهى طلبة
تقع عما قبلها وما بعدها كفترة أستراحة لكل مسافر من هذه الأرض إلى السماء ,حيث
يمكنه أن يتناول خبزا يتقوى به لإحتمال مشاق تلك السفرة وهو يسير فى برية هذا
الوجود ,وكما كان أيليا هارب من وجه إيزابيل جاءه الملاك برغيف خبز وقال له فى
الملوك الأول 19: 7- 8 7ثُمَّ عَادَ مَلاَكُ الرَّبِّ
ثَانِيَةً فَمَسَّهُ وَقَالَ: «قُمْ وَكُلْ لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ
عَلَيْكَ». 8فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ
أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللَّهِ حُورِيبَ،
فلنأكل خبزا فى ملكوت الله حتى نصل لنهاية رحلتنا ونكون مع المسيح فى المجد ,وأيضا
تقع الطلبة الرابعة بين طلبات تمثل القديسين وطلبات تمثل الخطاة ,فطلبات القديسين
تقديس أسم الله وإتيان ملكوته وإتمام مشيئته ,بينما طلبات الخطاة غفران ذنوبهم ,
وفى طلبتنا نستطيع أن نرى مركز الخبز المادى من القديسين والخطاة ,فأنه بالنسبة
للخطاة يقع منهم عند رؤوسهم وبتعبير آخر أن الخبز المادى آخر ما يطلبه القديسين
وأول شىء يطلبه الخطاة ولذلك يجب علينا نحن أن نطلب أولا ملكوت الله وبره وهذه
كلها (الخبز وضروريات الحياة) تزاد لنا وعندها نطلب وَاغْفِرْ لنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.
 

والى اللقاء مع الجزء السابع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الخامس

26 أكتوبر 2011


تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                                                                    متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2 – 4

                                                                                الجزء الخامس

مقدمة

(ليتقدس أسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك) ,طلبات ثلاث ,بداية ووسط وخاتمة ,فقداسة الأسم تؤدى
إلى أتيان الملكوت وإتيان الملكوت ينتهى إلى تنفيذ مشيئة الله ,هى طلبات ثلاثة وما
أشبهها فى الشجرة الواحدة بالجذر والجذع والثمر ,فنحن نغرس أصول شجرة تمجيد الله
فى قداسة أسمه وقداسة الأسم تهىء جذعا قويا لملكوت عظيم وهذا الملكوت نضوجه يبرز
أشهى الثمر فى تنفيذ مشيئة الله ,فبالطلبة الأولى (ليتقدس أسمك) نجعل أسمه فى قلوب
الناس ,ونشارك الملائكة النشيد كما فى أشعياء 6: 3 3وَهَذَا
نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ
كُلِّ الأَرْضِ». وفى الطلبة الثانية (ليأت ملكوتك) نجعل عرشه فى قلوب
الناس ونشارك أرواح الشهداء الذين يستنجدون بقوة المسيح فى ملكه كما فى سفر الرؤيا
6: 9- 10 9وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ،
رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ
اللهِ وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، 10وَصَرَخُوا
بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ
وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى
الأَرْضِ؟» وفى الطلبة الثالثة (لتكن مشيئتك) تجعل سلطانه فى مشاعر الناس
ونشارك المسيحيين بالحقيقةفى الطاعة والتسليم لمشيئة الله قائلين كما فى صموئيل
الأول 3: 18 18فَأَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ
الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ. فَقَالَ: «هُوَ الرَّبُّ. مَا يَحْسُنُ فِي
عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ».

الطلبة الثالثه ( لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.)

(لتكن مشيئتك) ماهو المقصود
بالكلمة لتكن؟ وهل مشيئة الله ليس لها وجود,ونحن نريد أن تكون له مشيئة؟ أم أن لله
مشيئة ونحن نريدها أن تتم؟وأن أتمام مشيئة الله هو المقصود ,طيب (مشيئتك) أية
مشيئة ؟ مشيئة الله . طيب توجد مشيئتى أنا ومشيئة الشيطان ومشيئة العالم .. ولكن
ليس لأجل هذه نصلى  ونحن نطلب تنفيذ مشيئة
الله ,فمشيئتى أنا معوجة فى أكثر الأحيان إن لم يكن فى كل الأوقات ,ولكن مشيئة
الله فمستقيمة ,والخطأ فينا أننا نريد أن تخضع مشيئة الله لمشيئتنا وأرادة الله
لأرادتنا ,ولكن لتكن مشيئتك نعم يارب لتكن مشيئتك هى النافذة وأجعانا نتمم هذه
المشيئة بإخضاع أرادتنا لها , طيب ومشيئة الشيطان ماذا عنها؟ هى طبعا ضد مشيئة
الله فهو يسعى دائما لتنفيذ مشيئته لإسقاط الجنس البشرى كما سقط هو نتيجة عدم
خضوعه وعدم طاعته ,فلننظر كيف سعى إلى أبوينا الأولين لكى لا يعملا مشيئة الله
وكيف أسقطهما بكسر الوصية والأكل من الشجرة المنهى عنها ويقول المسيح لليهود فى
يوحنا 8: 44- 45
44أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ،
وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً
لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ
حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ
كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ.45وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ
لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي.
فيارب أحفظنا من مشورة أبليس لكى ننفذ مشيئتك
وحدك , طيب وماذا عن مشيئة العالم ؟ هى جذابة وخلابة وتريد أن تجذبنا إلى ما فى
العالم من فتنة ولكن الكتاب يحذرنا قائلا فى الرسالة الأولى ليوحنا 2: 15- 17
15لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ
الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ
فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. 16لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ،
وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ
الْعَالَمِ. 17وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ
اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَد
.

 (لتكن مشيئتك) نعم مشيئة الله هى أفضل مشيئة فهو
أب يحبنا ويريد لنا الخير وقد تركنا أحرارا نختار لأنفسنا ما نريد ولذا نحن نصلى
حتى تنفذ مشيئته فقط لا سواه,لتكن مشيئتك هى طلبة نرفعها بروح الشكر والتسليم
والطاعة لنفعل ما فعله أيوب عندما جائته أخبار محزنة عن أبنائه وبناته وما يمتلك
من بقر وأتن وغنم وجمال وغلمان وكانت الخسارة فادحة فى فقدان هذه جميعها ولكنه
أستسلم لمشيئة الله شاكرا وما أجمل ما نطقت به شفتاه وقال أيوب 1: 21 21وَقَالَ: «عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً
أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ
الرَّبِّ مُبَارَكاً». وأيضا بروح التسليم أعلن عالى الكاهن إرتياحه لتنفيذ
مشيئة الله يوم نادى الرب صموئيل مرات متتابعة ليعلن له قصده فى عالى وخاف صموئيل
أن يخبر عالى بالرؤيا لأنها كانت قضاء على بيت عالى وإعلانا لغضب الله عليه بسبب
فساد بنيه ولكن عالى أستدعى صموئيل وشجعه لكى ينبئه بكل ما كلمه الرب ,فلما أخبره
صموئيل بجميع الكلام قال فى صموئيل الأول 3: 18 18فَأَخْبَرَهُ
صَمُوئِيلُ بِجَمِيعِ الْكَلاَمِ وَلَمْ يُخْفِ عَنْهُ. فَقَالَ: «هُوَ الرَّبُّ.
مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ». فهل بهذه الروح الخاضعة نقدم هذه
الطلبة ؟,وبروح الطاعة ايضا نفذ بولس الرسول مشيئة الله فلما اراد ان يتكلم
بالكلمة فى بيثينية ولما لم يدعه الروح اذعن مطيعا,ولما أعلنت له الرؤيا فى ترواس
أن يعبر إلى مكدونية خضع لمشيئة الله بالرغم من صعوبة السفر ووعورة المكان الذى
سيذهب إليه ولا يعرف فيه أحدا,وهل ننسى خضوعه لمشيئة الله يوم عاه الرب يسوع
ليخدمه وهو فى الطريق إلى دمشق؟ لنسمعه وهو يعلن خضوعه التام أمام الملك أغريباس
فى أعمال الرسل 26: 19 19«مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الْمَلِكُ
أَغْرِيبَاسُ لَمْ أَكُنْ مُعَانِداً لِلرُّؤْيَا السَّمَاوِيَّةِ وبهذه
الروح لنخضع لمشيئة الله قائلين “لتكن مشيئتك” ولنرفع نظرنا الآن إلى
رئيس إيماننا لنتعلم منه فقد كان بروح الشكر يتمم مشيئة الآب كما فى المزمور 40: 8
8أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ. وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي».لقد فضل خلاص البشرية على الطعام
الجسدى ليتمم مشيئة الآب كما فى يوحنا 4: 34 34قَالَ
لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي
وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.وأيضا بروح التسليم نفذ مشيئة الآب وعند تتبعنا
لجهاده فى جثيمانى وصلاته كما فى متى 26: 38- 44
38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا
وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ،وَكَانَ
يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ،إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ
الْكَأْسُ،وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».
40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً،فَقَالَ لِبُطْرُسَ:
«أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا
وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ
وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً:
«يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ
أَنْ أَشْرَبَهَا،فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً
نِيَاماً،إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً
وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.هذه هى صلاة
المسيح فى جثيمانى نرى فيها التسليم التام لمشيئة الآب بل أيضا بروح الطاعة تقدم
يسوع المسيح إلى الموت كما فى رسالة بولس الى أهل فيليبى 2: 7- 8 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً
فِي شِبْهِ النَّاسِ.8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ
وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.لقد ترك لنا مثالا فى الخضوع
للآب فلنستمع لقول بولس الرسول فى الرسالة للعبرانيين 12: 2 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ،
الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ
مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الله.فهل نقتدى
بالمسيح؟وبروح الشكر والتسليم والطاعة فى كل الظروف هل نقول “لتكن
مشيئتك”؟ طيب أيه البركات التى ننالها من هذه الطلبة؟ الحقيقة لقد لخصتهم فى
خمسة بركات ننالها من هذه الطلبة “لتكن مشيئتك”: أولا- بركة التقرب
من المسيح .
نتذكر جائت أمه وأخوته طالبين أن يكلموه فأعلن فى لغة واضحة أهمية
تنفيذ مشيئة الله وما يترتب على هذا التنفيذ من بركة كما فى متى 12: 50 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي
السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».ثانيا- بركة رضاء الآب
وسماعه لنا عندما ندعوه.
ولنستمع لدفاع الرجل المولود أعمى بعد أن فتح الرب
يسوع عينيه وهو يعلم معلميه من الفريسيين كما فى يوحنا 9: 31 31وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ.وَلَكِنْ
إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهَذَا يَسْمَعُ.وكذلك
قول القديس يوحنا فى رسالته الأولى 5: 14  14وَهَذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ
إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا. ثالثا- بركة
الأطمئنان بعد الخوف.
لقد كان داود فى فزع عندما كان مطاردا من وجه أبشالوم
أبنه ولكن تسليمه لله وخضوعه لمشيئته بددا خوفه ,نرى أنفسنا نقدر كلماته وهو يقول
بلغة الواثق فى صموئيل الثانى 15: 26 26وَإِنْ قَالَ:
«إِنِّي لَمْ أُسَرَّ بِكَ، فَهَئَنَذَا. فَلْيَفْعَلْ بِي حَسَبَمَا يَحْسُنُ فِي
عَيْنَيْهِ». رابعا- بركة التعزية فى ساعة الحزن. مما لاشك فيه فى
أن كل نفس مجربة حزينة وتنطق بهذه الطلبة من عمق القلب “لتكن مشيئتك”
إلا وهى تتعزى تعزية كاملة وتحس بالسلام والطمأنينة. خامسا- بركة التمتع بملكوت
الله.
وهوذا يسوع المسيح ينادى فى متى 7: 21
21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ
السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.وهذا
قليل عن كثير من البركات التى ننالها من وراء هذه الطلبة “لتكن مشيئتك”
.
 

(كما
فى السماء)
فالسماء هى النموذج والمثال لذلك لا نقول كما على الأرض كذلك فى السماء بل
كما فى السماء كذلك على الأرض,والسموات فى تعريف الكتاب ثلاثة كما فى رسالة بولس
الرسول لكورونثوس الثانية 12: 2 2أَعْرِفُ إِنْسَاناً فِي
الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ،
أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هَذَا إِلَى
السَّمَاءِ الثَّالِثَة. ففى السماء الأولى أو سماء الغيوم نجد الطير يرتفع
وينخفض ولا يمكن أن يسقط عصفور واحد إلى الأرض إلا بأذن أبينا السماوى فكل ما فى
الجو خاضع لإرادته ومشيئته , وفى السماء الثانية أوسماء النجوم نجد الكواكب
والنجوم ونجد الشمس والقمر وما فى هذا الفلك العظيم من مجرات كلها تسير بنظام
وترتيب خاضعة لمشيئة الله كما فى مزمور 19: 1 1 اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.وفى
السماء الثالثة أو سماء الحى إلى الأبد الآبدين نجد الملائكة خاضعة لإرادته مسرعة
إلى تنفيذ مشيئته ولها أجنحة لسرعة تنفيذ ما يريد ,وكما فى السماء مشيئة الله على
كل من الطيور والكواكب والملائكة هكذا على الأرض نريدها أن تتم.

(كذلك على الأرض) أى فى كل الخليقة لاسيما فى الأنسان ,بل لاسيما فى أتباع يسوع نريد أن تتم
مشيئة الآب فأعطنا يارب أن ننفذ مشيئتك فينا ,فلقد وهبتنا الأرادة فلا تسمح أن
تكون إرادتنا معاندة لأرادتك ,وحقيقى إن الخلائق التى لا أرادة حرة لها هى تطيعك
ونحن الذين منحتنا الأرادة الحرة ..هل نخافك؟ أرجوك يارب لا تسمح بل أعطنا أن نخضع
إرادتنا لك.(فى السماء كذلك على الأرض) لنطبقها أيضا كما فعل أغسطينوس لا فى
حرفيتها بل فيما يمكن أن تحمله من معنى .  
  هذه الطلبة تختص بأتمام مشيئة الله فى حياة
الأنسان وأذا كان بيربطها كما فى السماء كذلك على الأرض فهو نموذج رائع لأتمام
مشيئة الله العظمى التى هى خلاص الأنسان وكانت مشيئة الله العظمى زى ماكانت فى
السماء وهى أن يموت الأبن ويخلص العالم كله وهذه هى المشيئة التى كانت موجودة فى
السماء وكانت فى ذهن الله منذ الأزل أن الأبن يموت من أجل خلاص العالم وفعلا الأبن
تممها على الأرض كما فى السماء كذلك على الأرض والحاجة اللطيفة اللى نشوفها أن
الثلاث طلبات اللى الأنسان بيطلبهم وخاصين بربنا التى هى تمجيد أسم الله وتقديسه
وأتيان الملكوت وتتميم المشيئة نجد أن المسيح هو الوحيد اللى فعلها فعلا على الأرض
لما جاء فهو الذى قدس أسم الآب بقوله مجدت أسمك على الأرض وهو الذى أعلن الملكوت
وكانت خدمة المسيح كلها عن ملكوت السموات وفى كرازته قال توبوا لأنه أقترب ملكوت
السموات وتكلم عن أمثال الملكوت وصنع معجزات من أجل الملكوت وتكلم فى أحاديث مع
تلاميذه ومع الجموع عن ملكوت السموات , بل أنه حتى فى أرساليته لتلاميذه ,وأعلان
يوحنا له قبل مجيئه ,كان محور الكرازة كلها الملكوت بالنسبة للأنسان ,والمسيح هو
الذى تمم المشيئة ولذلك كان يقول طعامى أن أصنع مشيئة الذى أرسلنى ,وما جئت لأصنع
مشيئتى بل مشيئة الآب الذى أرسلنى ,وهذه هى مشيئة الله اللى كانت موجودة فى السماء
منذ الأزل من قبل خلقة الكون وهى خلاص العالم والتى صارت كذلك على الأرض لما تممها
الأبن فأنشأت الخلاص والغفران والمصالحة والفرح والراحة والسرور والحياه الأبدية
للأنسان ,فهذه هى مشيئة الله ,والمسيح صنع هذه المشيئة وعلينا أننا نثبت فيها
ونعيشها ونتمتع بيها ونخلينا ماسكين فيها على الدوام فنحن لا نستطيع أن نعملها لكن
المسيح هو صنعها وهذا هو معنى الملكوت أن مشيئة الله تكون واضحة جدا فى حياتنا ولها
السيادة الأولى فى حياتنا حيث أن مشيئة الله هى الغفران والمصالحة والفرح والسرور
والراحة والحياة الأبدية ,وأذا كنا بنطلب مشيئة ربنا يجب علينا أننا نكون على وعى
وفهم أننا أذا طلبنا مشيئة الله فى حياتنا وبنلح على عمل مشيئة ربنا فينا أننا
نستمد الحياة من هذه المشيئة من خلال تتميم المسيح لمشيئة الله أو مشييئة الآب حتى
إلى الصليب ,وبنقول حتى إلى الصليب لأنه لو كان فيها ألم لأن الصليب عبارة عن ألم
لكن لابد للأنسان أنه يقبل هذا الألم بفرح لأنه واثق أن هذا الألم يقوده للفرح
والغفران والمصالحة والراحة والسعادة والحياة الأبدية ,وأذا كنا عايزين نثبت فى
مشيئة الله التى يتممها المسيح فى خلالنا ينبغى أيضا أن يكون عندنا أستعداد لقبول
الصليب ,ونأخذ بالنا كويس هناك فرق كبير جدا بين الأستسلام والتسليم لمشيئة الله
,فالأستسلام هو أستسلام المغلوب على أمره فيقول هو أنا يعنى حأقدر أعمل ايه أهو
اللى ربنا عايزه يكون فهذا ليس تسليم ولكن هو مجرد أستسلام نتيجة عجز ,ولكن
التسليم ينبغى أن يكون بفرح وبمنتهى القبول وهذا الفرح والقبول نتيجة ثقتى فى هذه
المشيئة وأن أنا واثق أن هذه المشيئة هى فعلا فيها خلاصى ومصالحتى وفرحى وسعادتى
وحياتى الأبدية وراحتى الحقيقية ,ولذلك مش كل أستسلام الأنسان بيعيشه يقول أن هو
ده بيسلم لمشيئة ربنا ,ويمكن فى ناس كتيرة بتقول أزاى أعرف مشيئة ربنا فى حياتى
وياما صليت وطلبت وقلت لربنا عرفنى مشيئتك وربنا لم يرد عليا ومعرفتش مشيئة الله
لا من قريب ولا من بعيد وربنا مابيردش ,الحقيقة لأ مش لأن ربنا مابيردش أو مش عايز
يعلن مشيئته لأن ربنا بأستمرار بيتكلم لأن هو الكلمة لكن السر هو أنه لا يكفى أن
نسأل عن مشيئة الله ,يعنى مايكفيش أنك تسأل ربنا وتقوله أنت يارب عايز أيه أو
عرفنى مشيئتك لكن ينبغى أن قبل ما أسأل و بعد ما أسأل كمان ينبغى أنى أكون أنا
عايز هذه المشيئة من كل قلبى وليس مجرد أن أنا أسأل لكن لابد أن أكون عاوز هذه
المشيئة وليا أرادة ناحيتها ومش فقط عايز هذه المشيئة بل أيضا لابد أن يكون عندى
أستعداد أن أقبلها بفرح أيا أن كانت حتى من قبل ما أعرفها ,فأذا وجد الله فى
الأنسان أن الأنسان بيسأل و الأنسان عاوز والأنسان قابل فعلا مشيئته من قبل أن
يعرفها بفرح حينئذ يكشف الله للأنسان عن مشيئته ويعرفها له ,ولكن المشكلة أننا لما
نيجى نسأل ربنا ونقول له لتكن مشيئتك لسان حالنا بيكمل العبارة كما قلت مش كما فى
السماء كذلك على الأرض ولكن عايزين نقول له لتكن مشيئتك حسب مشيئتنا يعنى خللى
مشيئتك يارب أنت زى مشيئتى اللى أنا عايزها ,فمشكلة الأنسان اللى بيسأل ويقول مشيئة
ربنا أيه من غير مايكون عاوزها أو يقبلها من قبل ما يعرفها بفرح أنه بيقول لربنا
عرفنى مشيئتك وقول لى علشان لوعجبتنى أوافق عليها ولو ما عجبتنيش لا أوافق عليها
وهذا هو اللى أحنا بنعمله بالضبط مع ربنا ,ورينى مشيئتك وأذا عجبتنى قبلتها ولم
ماعجبتنيش مش حأقبلها ,حذارى أن تفتكر أنك لما بتقول لربنا لتكن مشيئتك أنك بتعطى
تصريح لربنا أنه ينفذ المشيئة وأنك يعنى بتصرح له أنه يعمل اللى هو عايزه ,لكن
ربنا مش محتاج لتصريح منك لكن أنت اللى بتترجاه أنه يتمم هذه المشيئة نتيجة أحساسك
بأبوته وثقتك فى هذه الأبوة ورجائك فى هذه الأبوة وتمتعك بالمحبة الموجودة فى
الأبوة ,فى ناس كتيرة بتقول أحنا مش قادرين نسمع صوت ربنا ولا نعرف مشيئة ربنا
والسبب أنهم بعيدين عن ربنا حتى وأن كانوا بيصلوا! ,فتخيل لو معاك راديو
ترانزيستور ولما بتشغله فى البيت بتلاقيه بيستقبل كل المحطات ولكن خذ هذا الراديو
وسافر بيه لمسافة بعيدة وأبعد بيه عن مجال محطة الأرسال وقوم بتشغيله ستجده لا
يستطيع أن يستقبل أى أرسال بالرغم أن الراديو هو هو ولم يتغير فيه شىء وبالرغم من
أن محطة الأرسال هى هى بنفس أمكانيتها وبنفس أرسالها لكن المشكلة أنك بعدت وعلشان
كدة مفيش لا أستقبال ولا أرسال بيوصل ,وفى أوقات كتيرة جدا بنقول ربنا لا يتكلم
,مش لأنه ما بيتكلمش أو أن الجهاز بتاعنا مش مضبوط وأن ربنا خلقنا غلط لكن لأننا
بعدنا عن دائرة عمل الله ,فهنا رغبة الأنسان فى أنه يعيش مشيئة ربنا فى أنه بيصدق
فى كلام ربنا بالضبط زى لو فى طالبين فى فصل والمدرس بيعطيهم مجموعة من التعليمات
أو الأرشادات أو الوصايا عاشان يساعدهم أزاى يتعلموا وينجحوا ويتفوقوا وبيحثهم
أنهم يبذلوا مجهود ويذاكروا ويلتزموا ,فيلتزم واحد منهم بالأرشادات وبالنصائح
وبيسلم لمشيئة المعلم وبيسمع كلامه ,والطالب الآخر لا يلتزم بهذه المشيئة وبهذه
الأرشادات وبيقول أنا عايز أتمتع وأنا عايز أتبسط ,يعنى واحد بيبذل مجهود ويذاكر
ويتعب والتانى زى مابيقولوا بيدور على حل شعره يعنى يتفسح ويأكل ويشرب ويخرج ويهذر
وغير ملتزم بأى حاجة وهدفه أنه يتمتع ببهجة الحياة ,وتعالوا نشوف حال هذان
الطالبان بعد مرور فترة من الزمن عشرين تلاتين سنه ستجد الطالب اللى تعب وذاكر
وجاهد وألتزم ونفذ مشيئة المعلم هو اللى فرحان ومبسوط ومستريح وأمامه مستقبل باهر
ومتمتع بكل شىء ,بينما الآخر الذى رفض أنه يلتزم بمشيئة المعلم وأرشاداته بدعوى
أنه عايز يعيش بهجة الحياة ستجده بعد تلاتين سنة فقد معنى الحياة كلها تحت الأدمان
أو تحت السكر أو تحت العربدة وتحت عادات وخطايا وتحت أفكار دنسة وتحت حياة بؤس
وأكتئاب وحياة خراب وضياع ومفيش أى نوع من النجاح فى حياته ومفيش أى فرح من حياته
ولذلك أوعى تفتكر أنك لما بتقول لربنا لتكن مشيئتك أنك بتعطيه تصريح لكن هذه هى
رغبتك أن مشيئة ربنا تتم فى حياتك وهى لن تتم فى حياتك إلا بالمسيح اللى ساكن فيك
هو اللى يقدر يتممها ,كما رأينا يوسف الصديق ولولا أنه سلم حياته لمشيئة الله وقال
لأخوته أنتم قصدتم لى شرا ولكن الله قصد به خير لولا أنه أتمتع بالمجد وبالنجاح وعرف
أن مشيئة ربنا بأستمرار هى للخير حتى وأن كان مر فترة كان فيها شايل الصليب ,وشخص
المسيح نفسه وأذا كانت مشيئة الآب هى الصليب فيقول الكأس التى أعطانى الآب ألا
أشربها ,ولكن بالرغم من مرارة الصليب كان أمامه مجد القيامة وفرح الفداء وخلاص
النفس البشرية وكما يكون فى الرسالة للعبرانيين من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل
الصليب مستهينا بالخزى وبالعار ,فمشيئة الله بأستمرار هى الأكثر سعادة وراحة وفرح
بالنسبة للأنسان ولابد للأنسان أن يثق فى هذا ويترجى هذه المشيئة ويطلبها بأستمرار
,فالأنسان الذى يخاف من مشيئة ربنا بالضبط المسيح شبهه فى مثل الوزنات واحد أخذ
عشرة وزنات والتانى أخذ خمسة والتالت أخذ وزنة واحدة اللى شعر أن مشيئة ربنا
بالنسبة له مش حلوة لمجرد أن أعطاله وزنة واحدة يعنى حاجة قليلة وعلشان لم يقدر
حتى أنه يتمتع بالوزنة فراح طمرها فى الطين وشعر أن هذا السيد سيطلب منه أشياء لا
قبل له بها ولا يستطيع أن يعملها وشعر أن مشيئة ربنا دى حاجة صعبة جدا وشعر أنه لن
يستطيع أرضاء هذا السيد ولذلك قال له علمت أنك سيد قاسى تحصد حيث لم تزرع ,فساعات
النسان ينظر لمشيئة ربنا أنها قاسية عليه ,وفى تجربة لطيفة عملها أحد الخدام الذى
قال للمخدومين بتوعه عايز كل واحد منكم يسجل أول حاجة تخطر على باله لما يسمع كلمة
معينة يعنى أول فكرة أو أحساس يجيلك سجله عندما تسمع هذه الكلمة وأعطاهم مثلا كلمة
كريسماس ,وطبيعى أول حاجة تيجى على ذهن الأنسان لما يسمع كلمة كريسماس ,فاللى كتب
بابا نويل واللى كتب هدايا واللى كتب ديك رومى واللى كتب الزينة واللى كتب
الأحتفالات واللى كتب ميلاد السيد المسيح يعنى أول أنطباع بييجى لما تسمع كلمة
معينة فسألهم سؤال وقال لهم ماهو أول أنطباع ييجى لكم لما تسمعوا كلمة أرادة ربنا
أو مشيئة الله ,فالناس اللى شاعرة أن مشيئة ربنا قاسية وصعبة يقولك أه يبقى فى حد
حايموت!أو فى كارثة حاتحصل أو أنى سأصاب بمرض معين أو أن أرادة ربنا تطلب منى
تضحية عظيمة جدا أنى لازم أتخلى عن حاجة معينة ,فاللأسف لأكتر الناس أن أول ما
يخطر فى بالهم أحساسهم عن مشيئة الله هى صورة معتمة ومخيفة الأنسان بيهرب منها
وعايز يطفش من هذه المشيئة وينفر من هذه المشيئة لأن الأنسان للأسف بيشعر أن مشيئة
ربنا بالنسبة له بأستمرار مرة المذاق زى الدواء اللى الأنسان يأخذه ويجده طعمه مر
فيأخذ الدواء وهو متغصب يعنى غصب عنه وهو كاره هذا الموضوع وكأن لسان حالنا أننا
سنكون أسعد حالا وأهنأ حالا لو أننا تجنبنا مشيئة ربنا الصعبة و القاسية دى ,ويمكن
لا نقول أحنا مش عايزنها لكن فى واقع الأمر أحنا بنتهرب منها لأنها بالنسبة لنا
شىء صعب جدا بالرغم أنه بيقول كما فى السماء كذلك على الأرض ,طيب لو ذكرنا كلمة
السماء فما هو أول أنطباع ييجى لنا ,فممكن تقول السما دى يعنى سلام وفرح وراحة
وسرور وصفاء ونقاء ,طيب ماهى دى أرادة ربنا اللى عايز يعملها فى الأرض زى السماء
يعنى أرادة ربنا بالنسبة لك هى سلام وفرح وسرور وراحة وصفاء ,أذا أرادة ربنا
ومشيئة ربنا بأستمرار هى الأكثر سعادة بالنسبة للأنسان ولذلك بنقول له زى ما
أرادتك تامة فى السماء وكل الخليقة السماوية خاضعة ليها أعطينا أيضا أن أرادتك
يارب بتبقى تامة وكاملة فى حياتنا وأحنا خاضعين ليها وقابلينها بفرح وبتسليم
وبتسبيح وبشكر ,أذافهذه الثلاث طلبات بنتطلع بيها ناحية السماء علشان نطلب تقديس
الأسم ومجد الملكوت وصلاح مشيئة ربنا.       

لتكن مشيئتك
كما فى المسيح كذلك على الكنيسة وفى الكهنوت وفى الساسة وجميع الشعب لكى تكون
طاهرة وبلا عيب نعم لتكن مشيئتك كما فى الملائكة كذلك فى البشر ليكونوا قديسين ومطيعين
,لتكن مشيئتك كما فى الروح كذلك فى الجسد حتى لا يشتهى ضد الروح ويقاومه, لتكن
مشيئتك كما فى قديسيك كذلك فى الخطاة لكى يؤمنوا ويخلصوا ,( لتكن مشيئتك كما فى
السماء كذلك على الأرض).

أن الذى يفعل
مشيئة الله هو أشبه بالصخرة القوية فى وسط البحر التى تصدمها الأمواج الشديدة
ولكنها لا تؤثر فيها بل ترتد خاسرة ,تأتى أمواج التجارب والأحزان والهموم والألام
شامخة وقوية لتهدمنا ولكن فى قولنا (لتكن مشيئتك) ننتصر عليها لأن الذى نسلم له أب
قوى قادر أن يسندنا ويحفظنا ويرعانا ويخلصنا ((لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على
الأرض))

وهذا يقودنا إلى طلباتنا أو الطلبات الأربع الأخيرة التى تختص بنا نحن البشر وطلبتنا هذه هى
الرابعة فى ترتيب الطلبات فى الصلاة الربانية ولكن الأولى فى طلباتنا البشرية وهى (خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،) 

والى اللقاء مع الجزء السادس راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الثالث

25 أكتوبر 2011

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                                                                       متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4    

                                                                                        الجزء الثالث

مقدمة

لقد رأينا عبارة أبانا الذى فى السموات و كم هى عبارة ما ألطفها تنزل
كالندى على كل قلب وعلى كل من ينطق بها ,أن كلمة أبانا تبعث فينا أيضا المحبة
والثقة ,عندما يحيط الخوف بالطفل يهرع إلى أبيه شاعرا أن عنده القوة التى تحمية ,
قوة أكثر مما يملك هو ويجد عنده الأطمئنان ,عندما نقول أبانا
نشعر بالمحبة والثقة ,فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة وعندئذ نجد من الآب السماوى
رحمة ونعمة ,عونا فى حينه, ولنتأمل فى الأبن الضال ,كيف أنه بعض تشرده ,وأنتهاء
الأمر به إلى العيشة بين الخنازير ,أن لفظة أب أحيت فيه ميت الرجاء , وأعطته ثقته
فى نفسه ومحبة لأبيه بالرغم مما صدر منه نحوه فقال فى لوقا 15: 17- 19 
17فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ
وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ
جُوعاً! 18أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ
إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،19وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ
ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ
,وأذا أضفنا إلى كلمة أب ضمير المتكلمين وقلنا أبانا ,نجد
فى هذا التعبير ما يساعدنا على تحطيم الوثنية لأنها تشعرنا بصلتنا بالله ,وأننا قد
صرنا له وليس لآخرين كما يقول ربنا فى كورونثوس الثانية 6: 18
18وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي
بَنِينَ وَبَنَاتٍ» يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
هو
أبونا ونحن أبناؤه . أذا لا مجال لإله سواه عندنا ونقول مع موسى فى سفر الخروج 15:
11 11مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ
مُعْتَزّاً فِي الْقَدَاسَةِ مَخُوفاً بِالتَّسَابِيحِ صَانِعاً عَجَائِبَ؟

أبانا لقب يساعدنا على القضاء على الأنانية لأنها
تشعرنا بأن لنا أخوة, لست أقول أبى بل أبانا أقولها ويقولها بلايين غيرى ونحن فى
هذا الآب الواحد الذى نناديه ,نتوحد ونرتبط ببعضنا البعض كأخوة, وحينما أتذكر حديث
ذلك الغنى الغبى إلى نفسه (أستريحى وكلى وأشربى وأفرحى) أشعر بمقدار المأساة لأنه
شعر أنه الوحيد الذى يحق له أن يتنعم دون سواه ,عاش لنفسه دون أن يشعر أن هناك
أخوة له يجب أن يشاركوه ما يتنعم به فجاءه صوت ربنا ( يا غبى هذه الليله تطلب نفسك
منك,فهذه التى أعددتها لمن تكون), أن الأنانية لا تجلب سوى الموت أما الشركة فأنها
تجلب البركة مضاعفة ,فعندما أصلى من أجل نفسى فقط كأن واحد فقط صلى من أجلى
,وعندما أصلى من أجل الآخرين ويصلى الآخرين من أجلى أحس أن صلوات كثيرة ترفع من
أجلى للآب السماوى ,ويتعدى أحساسى إلى أكثر من ذلك أن أشعر أن كثيرين يصلون لأجل
بعضهم وبذلك تتضاعف علينا البركات والخيرات.

أبانا كلمة تساعدنا على تغيير الطباع الردية فينا
عندما نصل أنفسنا بالآب وذلك بالضمير “نا” نحتاج أن نكون مثله ,فهو قد
خلقنا على صورته الأدبية الكاملة ونحن شوهنا تلك الصورة بالخطية , فلكى يكون أبانا ونكون نحن أبناء له يجب علينا أن نحتفظ بصورته
ويجب أن نشبه الآب ونتشبه به فى البر والمعرفة وقداسة الحق أليس يسوع المسيح وهو
الأبن هو صورة الله غير المنظور؟ أليس الأبن يشابه الآب؟ فأن ناديناه أبانا
وأخترناه أبا لنا وأحببنا أن نكون له ابناء يجب أن نتمثل بيسوع المسيح الأبن ونفعل
مشيئة الآب ونحفظ وصاياه ونتممها.

والعجيب أننا
لو دققنا فى الصلاة الربانية التى تنقسم ألى سبعة طلبات التى تنقسم بدورها إلى قسمين 1- الثلاث طلبات الأولى تختص
بالله وهى “ليتقدس أسمك – ليأتى ملكوتك – لتكن مشيئتك” وهى طلبات روحية
خاصة بالله 2- الطلبات الأربع الأخيرة تختص بنا نحن البشر وهى أحتياجاتنا كأنسان
وهى ” خبزنا….. أعطنا – وأغفر لنا ذنوبنا …. كما نغفر – ولا تدخلنا فى
تجربة – ولكن نجنا من الشرير”. وقد رأينا أن الأنسان بيضع كيانه كله فى يد
ربنا (ماضيه وحاضره ومستقبله) فهو يضع الحاضر خبزنا بتاع اليوم أو القوت اليومى
يضعه فى يد ربنا ,والماضى أغفر لينا ذنوبنا اللى عملناها قبل كده وبنضعه أيضا فى
يد ربنا ,والمستقبل ماتدخلناش فى تجربة ونجينا من الشرير ,وأيضا بنضعه فى يد ربنا
,فالأنسان فى أبعاده ,ماضيه وحاضره ومستقبله فى الصلاة الربانية بيضعها بين يد
الله ,ونشوف أن حاجة عجيبة جدا أن المسيح لما نطق بهذه الصلاة قد نطقها فى نفسه
ولم يصليها بالكلام بل صللاها فى حياته يعنى أن هذه السبع طلبات قد عملهم لنا
المسيح ,وأن كل كلمة من أبانا الذى…. كانت فى حياة المسيح على الأرض , أليس هو
الذى نقول له أبانا الذى فى السموات طبعا ما هو الأبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو
خبر ,يعنى نزل لينا من السماء وأخبرنا عنه وهو الذى أتى من حضن الآب وخبرنا ,ليتقدس
أسمك ,طيب تعالوا نقرأ فى يوحنا 17 والحقيقة فى كل أنجيل يوحنا أغلبه المسيح
بيتكلم 26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ،
لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا
فِيهِمْ».وأيضا 4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى
الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ وأيضا
11وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ، وَأَمَّا
هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ. أَيُّهَا الآبُ
الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا
وَاحِداً كَمَا نَحْنُ. يعنى المسيح أتكلم عن أسم ربنا كتيرفهو الذى قدس
أسم الآب ومجده, ونقول ليأتى ملكوتك ,أيضا هو الذى جاء وأعد الملكوت وكانت كرازته
(توبوا لأنه أقترب ملكوت السموات) يعنى حقق لينا مجىء الملكوت ,ونقول لتكن مشيئتك
,طبعا ما هو الذى أكمل مشيئة الآب وأطاعه وهو اللى قال ما جئت لأعمل مشيئتى بل
مشيئة الذى أرسلنى ,طيب مين اللى حقق مشيئة الله على الأرض كما فى السماء زى ما
بنقول كما فى السماء كذلك على الأرض طبعا هو المسيح اللى قدر يكمل مشيئة الآب على
الأرض كما فى السماء ,وبنقول أعطنا خبز الكفاف طيب ما المسيح هو الخبز الحى اللى
نازل من السماء وهو اللى قال أنا هو الخبز وكل اللى يأكلنى لايجوع ,وبنقول أغفر
لينا ذنوبنا ,طيب ما هو غافر الذنوب والخطايا ,وبنقول نجينا من الشرير ,طيب ما هو
اللى سحق العدو ونجانا من الشيطان وكسر قيود الشيطان (رأيت الشيطان ساقطا مثل
البرق من السماء) ,ولذلك كانت حلاوة الصلاة اللى المسيح صلاها وعلمها لينا أن
المسيح حققها فى حياته ,انه لم يعطينا شوية كلام منمق أو شوية فرائض أو طقوس لكن
المسيح أعطانا حياته كصلاة بنرددها وبنكررها كل يوم وأحنا بنقول له أبانا الذى فى
السموات ,ولذلك المسيح بيقدم لينا الآب القدوس ويقدم لينا الملكوت وبيقدم لينا
المشيئة والأرادة وليست كموضوع تأمل أو رؤية أو دراسة بل بيقدم لنا الآب والملكوت
والمشيئة كحاجة روحية أحنا محتاجينها ولينا أرتباط شديد بيها فنحن محتاجين للآب
,وأحنا محتاجين للملكوت واحنا محتاجين لمشيئة الله ولذلك بيقدمها لينا المسيح
كحياة معاشة ويبقى لينا أتصال بيه ,المسيح لم يقد لنا اللاهوت كمجرد مصطلحات ولا
عبارات لفظية ,لكن قدم لينا اللاهوت على مستوى الحياة العملية ,فهو أبوك الذى
يطعمك ويسقيك ويسامحك ويرعاك وينجيك ,قدم لينا اللاهوت على مستوى عملى ,فقدم لنا
الآب على مستوى الإله الذى يهتم بكل دقائق حياتنا وبكل ما نهتم بيه , فهو ليس فقط
بيهتم بالأمور الروحية ,صلواتنا وغفران خطايانا بل بيهتم بلقمة العيش اللى بنأكلها
,فكل ما يهمنا فهو يهمه ,وهذا الموضوع خطير جدا أننا نقبل اللاهوت كحياة عملية
قريبة جدا منا ولذلك بنتفهم علاقتنا بالله من خلال أبانا الذى …. علاقة البنوة
بالأبوة ,وجميل جدا لو الأنسان كمان صلاها بالروح ,هو بيقول أن الروح يصرخ فينا
قائلا يا أبا الآب يعنى يابا باللغة السريانية ,اليس الروح القدس اللى بيخلينا
نقول أن أنت أبونا وعلشان كده لا أحد يستطيع أن يتمتع بمشاعر البنوة هذه والأحساس
بأن الله أبوه إلا إذا صلى أبانا الذى … بالروح القدس ,فالروح يشفع فينا بأنات
لا ينطق بها فهو يصرخ فينا يا أبا الآب ,ومش بنكرها تعويذة ولا بنكرها قبل الأكل
ولا بنكرها أى كلام ,فالأنسان الذى يصلى أبانا الذى بالروح القدس يتمتع بمشاعر
البنوة الجميلة ,أبانا الذى فى السموات ويمكن السيد المسيح لما حدد هذا التعريف
الذى فى السموات وليس معناه أنه غير موجود على الأرض ,ولكن كلمة السما نفسها التى
تتكرر مرتين فى الصلاة الربانية ,أن السيد المسيح يريد أن يقول لنا حاجة ,وأنت
بتقول له أبانا الذى فى السموات ,وأشعياء النبى زمان ربنا نطق على لسانه آيه وقال
55: 9 9لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ
الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُم.
أنك بتكلم إله عالى ,ولكن هذا الإله العالى الذى فى السموات تنازل من
السموات و نزل إلى الأرض ,يعنى تنازل من أجلى ,ولما تقولها ليه أبانا الذى فى
السموات أنت يارب أبويا وثبتنى فى بنوتك وخللينى أبن دائم ليك وأشكرك لأنك فى
أبوتك نزلت ليا من السماء على الأرض وقد أيه هو مدى أتضاعك يارب بالرغم أنك عالى
كبعد السماء عن الأرض فى أفكارك لكن هذا البعد أحنيته كله ونزلت ليا على الأرض ولما
بأقول له أبانا الذى فى السموات و أن أنا أبنك فهذا يعطينى أحساس وشعور أن هذه
السماء هى هدفى وهى مآلى  وهى وطنى الذى
أترجاه ,وآه لو ماكنش عندنا أحساس وشعور ملازم دائم أننا نشتاق إلى السماء , نأكل
ونشرب لأننا غدا نموت , لكن الأنسان الذى يصلى أبانا الذى بعمق فعلا بيشعر أن أبوه
فى السماء وأنه سيصعد لأبوه فى السماء ويكتسب الطبيعة السماوية والسلوك السماوى
ولذلك لما بولس الرسول قال فى فيلبى 3: 20 20فَإِنَّ
سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضاً نَنْتَظِرُ
مُخَلِّصاً هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمسِيحُ،وسيرتنا يعنى حياتنا وهى فى السموات وليست على الأرض ,وأن كنا عايشين على
الأرض ولكن حياتنا بتتكتب فوق فى السماء لأن أبونا سماوى ,تماما مثل قطعة الحديد

لما توضع فى النار تلتهب وتكتسب طبيعة نارية وحقيقى ليس لها نار ولكنها بتكتسب
طبيعة النار ,وهذا بالضبط اللى أحنا بنعمله لما بيبقى لينا فكر سماوى وأب سماوى
بنكتسب الطبيعة السماوية ,صحيح أحنا مخلوقين أرضيين ,لكن كقطعة الحديد لما توضع فى
النار بتلتهب وتتوهج وتصير هى والنار واحد وكما قلت صحيح هى ليست نار لكن أكتسبت
طبيعة النار ,ولذلك كل ما يبقى فكر السما موجود فى حياتنا ,فهذا ينعكس على تصرفاتنا
وكلامنا ومشاعرنا وأنفعالاتنا ,أخيرا موضوع السما بالنسبة لى يا ترى هو شىء مهم أو
لأ  وأن كنت كل يوم بتقول له يا أبانا الذى
فى السموات فهل أخذت من طبيعة أبوك السماوى وألا لأ ,وأذا كان الله يسكن فى السموات
على رأى قداسة البابا فى قصيدته لما بيقول( ما بعيد أنت
عن روحى التى فى سكون الصمت تستوحى نداك ,فى سماء أنت حقا أنما كل قلب عاش بالحب
سماك ),يعنى كل قلب فينا حبك هو بالضبط سماء ربنا موجود فيها ,ولذلك كل ما
الأبن ينظر أبوه يحبه ويقدم له مشاعرالحب هذه يتحول على طول إلى سماء, أذا تعالوا
نقول ليتقدس أسمك.

الطلبة الأولى :                     (ليتقدس أسمك)

أبانا الذى فى السموات ليتقدس أسمك ,نعم ليتقدس أسمك فيا وبي يارب ولسان حالنا
ونحن نصلى هذه الطلبة وهذه هى أول طلبة الأنسان بيطلبها من ربنا ليتقدس أسمك فيا
يعنى فى حياتى و فى كيانى ,وأيضا بى ,فإذا كانت الصلاة هى عبارة عن تقديس لأسم
الله ,طيب يعنى أيه شىء مقدس أو حاجة مقدسة؟ فلما بأقول الترابيزة دى مقدسة أو هذا
المكان مكان مقدس أو هذه الأيقونه أيقونه مقدسة ,ولذلك بنسأل يعنى أيه مقدس؟ كلمة
آجيوس باليونانى يعنى شىء مختلف , أو هذا المكان مقدس يعنى يختلف عن باقى الأماكن
,مخصص لشىء معين ,طيب أسم الله هو جوهره وكيانه ووجوده ,طيب هل ممكن أن نقول أننا
بنقدس ربنا يعنى بنعطى ربنا القداسة و يا ترى هل فى أسم الله نقص أو عدم قداسة حتى
نطلب أن يتقدس ؟بالطبع..لأ.. فأسمه كامل القداسة ولأنه هو مصدر القداسة وهو قدوس,ولكن
لما بأقول يتقدس أسمك معناها يارب أنك مختلف عن الآخر ,وأعطينا أننا نعطى شخصك فى
حياتنا مكان مختلف عن باقى الأشياء الأخرى ,مكان فريد من نوعه ,ونعطيك يا رب وضع
خاص متميز وليس أننا نعطيك ونمدك بالقداسة بالطبع لأ ولذلك أتقدس يا رب فيا
وساعدنى يارب أن أنا أجعل ليك مكان متميز مكان مختلف وفريد عن الأب والأم
والصداقات والشهوات والماديات فأجعلنى يارب أقدس أسمك بوجودك بداخلى ,ويكون ليك
مكان متميز ومكان خاص أنك تصير فوق الكل وقبل الكل وأحلى من الكل وأن يعلن هذا
الأسم للجميع فى قداسته أى يمجد هذا الأسم من كل الشعوب والألسنة,ولذلك فى الصلاة
الربانية نحن نقدس أسم الله وفى الأسرار الكنسية (التوبة والميرون والمعمودية وفى
أى سر من باقى الأسرار) ربنا هو الذى يقدسنا ,طيب يعنى أيه الكلام ده ؟فى الصلاة
نحن نقدس الله ونعطيه وضعه المختلف عن كل الأوضاع الأخرى ,وربنا فى الأسرار
بيجعلنا نحن أيضا فى وضع مختلف عن الآخرين ,فالأنسان المتعمد بالمعمودية ليه وضع
مختلف عن الغير متعمد والأنسان التايب ليه أيضا وضع مختلف عن غير التايب وأيضا
الأنسان اللى متناول له وضع مختلف عن الغير متناول ولذلك نحن نقدس الله فى الصلاة
والله يقدسنا فى الأسرار ولذلك لما بأقول له ليتقدس أسمك بأطلب أن يتقدس أسمك يا
رب فيا وبى ,وجودك وحضورك ,وفى أوقات كتيرة حضور الله فى حياتنا بيختلف وساعات
نبقى شاعرين أن ربنا قريب منا ويختلف هذا الشعور فى ساعات أخرى ونشعر أننا بعاد
جدا عن ربنا ,ويختلف أحساسنا بوجود الله على حسب الظروف وعلى حسب المكان وعلى حسب
الزمان ,ولكن متى يصل الأنسان إلى الأحساس الدائم بوجود الله وأن ربنا حاضر وله
وضع مختلف عن بقية الأشياء وليس أن نضع ربنا على مستوى الأكل والشرب ,مثل مستوى
اللعب ومستوى الفسح ومستوى الهزار بالطبع لأ ربنا لازم يكون له وضع مختلف ,وفى
أوقات كثيرة جدا بنفقد بسبب عدم فهمنا وعدم تركيزنا وعدم تأملنا فى الصلاة
الربانية علاقات جميلة جدا بيننا وبين ربنا , لازم تقول لربنا أنت يا رب ليك وضع
مختلف عن باقى كل الأشياء وربنا ستجده بالتالى بيرد عليك ويقول لك وأنت كمان ليك
وضع مختلف عندى عن باقى كل الخليقة .

أذا تقديس
الأسم يعنى أحترام هذا الأسم وتوقيره وتقديره وإعلاءه ورفعه فوق كل شىء , وكما قلت
هى أول طلبة يستطيع أن يطلبها الأنسان لكى يستطيع أن يقرب لربنا لأنه بدون تقديس
أسم الله وأحترامه وتقديره وتوقيره لا يستطيع الأنسان أن يقترب من الله ولذلك يقول
الأنسان لربنا ليتقدس أسمك فيا وبى ليتقدس أسمك فى حياتى ويكون أسمك شىء غالى
ومرتفع فوق كل أرتفاع موجود فى حياتى وأسمك أيضا يتقدس بي أمام كل الناس لأن ربنا
قال فى العهد القديم بسببكم يجدف على الأسم الحسن أو يجدف على أسم الله بسبب
تصرفات الأنسان  أذا الرغبة الأولى التى
يقدمها الأنسان هى تمجيد وتوقير أسم الله بل تقديس أسم الله فى كل يوم وكل ساعة
وفى كل لحظة وفى كل طلبة ,والأنسان يستمر يكرر هذا الطلب بلا ملل علشان أسم الله
المقدس يغطى زمان غربة الأنسان كما رأينا فى رؤية أشعياء النبى أنه لما شاف السيد
جالس فى الهيكل والشاروبيم والسرافيم بيصرخوا ويقولوا قدوس قدوس قدوس أشعياء 6: 1-
3 1 فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ رَأَيْتُ
السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ
الْهَيْكَلَ. 2السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ
أَجْنِحَةٍ. بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ
وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. 3وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ
الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ». أذا كان طبيعة الله القداسة
فنحن بنطلب أن طبيعة الله المقدسة هذه تحل فينا وتقدسنا أيضا لكى نستطيع الأقتراب
أليه لأن بولس الرسول للعبرانيين 12: 14
بيقول 14اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ،
وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ. والحاجة
العجيبة كما قلت أن أنا لا أستطيع أن أقدس أسم الله ولذلك بأقول له وبأطلب أليه
بأشتياق وبتوسل ليتقدس اسمك وأنا لا أستطيع أن أقدس أسمك يا رب ,فالآنسان لا
يستطيع لأنه لا يملك أى شىء من القداسة لكن أنت يارب أرجوك تعالى قدس أسمك فى
حياتى وتعالى قدس أسمك فيا وبى ,وفى توسل إلى الله أنه يأتى ويقدس أسمه الذى دعى
علينا فى حياتنا لكى ما نحن أيضا نحيا حياة القداسة ونستطيع الأقتراب من الله
ويتقدس أسم الله فى حياتنا وربنا يقدس حياتنا بأسمه الموجود فينا أذا دعونا نقول
معا ليتقدس أسمك .

فى مطلع
المزمور الثامن العدد 1  1 أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا مَا أَمْجَدَ
اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ! ويختم
نفس المزمور بنفس العبارةقائلا فى العدد 9   9أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ
الأَرْضِ. وكأنه لايجد فى البداءة والختام ما هو احلى من هذه العبارة
ويردده تمجيدا لله ولأسمه العظيم ,ونحن لا يسعنا إلا أن نطلب ليتقدس أسمك.

هذه الطلبة
لم تأتى فى موضعها عرضا بل عن قصد فهى تتصل بالعبارة الأولى أتصالا وثيقا كما أنها
ترتبط بما يليها,وأن أجراء أى تبديل أو تغيير فى وضعها يشعرنا بعدم الأنسجام وعدم
الترتيب أذ نكون بعيدين عن الوضع الصحيح لتعليم السيد المسيح ,تخيلوا لوقلنا أبانا
الذى فى السموات ليأت ملكوتك وليتقدس أسمك ,نجد أن فى تغيير الوضع ما يخالف نظرة
المسيح وترتيبه,أذا هو أمر طبيعى أنه بعد أن عرفنا أسم الله فى هذا اللقب الجديد
أبانا أن يتبع هذا الأسم بالطلب ليتقدس أسمك وهو طلب يعد أساسا لما جاء بعده من
طلبات ,فنحن نقول ليأت ملكوتك لكى يتمجد أسمه بأتيان هذا الملكوت ,وأذ نقول لتكن
مشيئتك وغرضنا تمجيد أسمه أيضا ,وعندما نصلى خبزنا كفافنا أعطنا اليوم فأننا نطلب
خبز اليوم لكى نتقوى ونحيا ونمجد أسم الله ,وعندما نقول أغفر لنا ذنوبنا فما ذلك
إلا لأننا نريد أن نتطهر قلبا وشفاها حتى نقدس أسمه ,اخيرا نطلب لا تدخلنا فى
تجربة لكن نجنا من الشرير لكى نزيل العوائق حتى نمجد أسمه لأن الشرير يحاول دائما
أن يثنينا عن تمجيد أسمه فنقول دائما نجنا من الشرير ليتقدس أسمك.

الحقيقة أحنا
بنذكر الأسم للتمييز وقد نستطيع أن نميز الناس من بعضهم البعض (بالوجه والشكل
والصورة والطباع ..) لكننا نجد الأسم أسهلها للتمييز ,وكما قلت أنه توجد آلهه
كثيرة مثل عشتاروت وداجون وبعلزبول …وكل الأصنام التى صنعها الأنسان لنفسه لها
أسماء مختلفة أما ألهنا فيتميز عن جميع الآلهه الكثيرة ويعرف بهذا اللفظ الفريد
(أبانا الذى فى السموات) إذا فنحن نقول ليتقدس أسمك ونعنى ليتقدس أسمك أيها الآب ,
أذا يذكر الأسم للتمييز وأيضا كما أنه يميز كل ما يتصل به عن غيره ,يعنى لو أضفنا
إلى أسم الرب الكلمات الآتية: يوم,بيت,كتاب,شعب,خادم … وأمثالها نعطى لها تمييزا
خاصا فنقول يوم الرب ونعنى يوم الأحد ونقول بيت الرب ونعنى الكنيسة ونقول كتاب الرب
ونعنى الكتاب المقدس مميزا عن سائر الكتب وهكذا نقول شعب الرب وكاهن الرب …..
وفى هذا التمييز ما هو ظاهرا للتفرقة بين أتباع الرب وبين البعيدين عنه أذا عندما
نصلى ليتقدس اسمك فأننا لا نطلب فقط تقديس الأسم بل أيضا بنذكر كل ما يتصل بهذا
الأسم المجيد , وكذلك يدل الأسم على شخصية ,فعندما يتحدث الناس إلى ملك فيقولون له
جلالتك وإلى أمير يقولون سموك وإلى البطريرك يقولون غبطتك وقداستك ,وهم فى الحقيقة
يقصدون من وراء الجلاله والسمو والغبطة شخصيات لا مجرد ألقاب , ونحن عندما نقول
ليتقدس أسمك نعنى ليتقدس شخصك ,ويدل الأسم أيضا فى طلباتنا على طبيعة الله ,فعندما
قال السيد المسيح فى صلاته الشفاعية (أنا أظهرت أسمك للناس)
فى الواقع أن السيد المسيح لم يعرف للناس أسم الله كمجرد لفظ بل أظهر لهم الله فى
رعايته للبشر كآب وفى محبته لهم بأرساله الأبن الوحيد لفداء العالم وفى قداسته
وعدله وقدرته وكل باقى صفاته ,ونحن عندما نصلى ليتقدس أسمك كأننا نقول لتتقدس أيها
الرحيم فى رحمتك والعادل فى عدلك والمحب فى محبتك والقدوس فى قداستك…

أيها الآب
قدس اسمك بأعلان ذاتك لغير المؤمنين والبعيدين وعرفهم ذاتك فى الكلمة المتجسد ,أن
الناس وصلوا أخيرا إلى غزو الفضاء وأطلاق الأقمار الصناعية والأنترنيت وأصبح
الأنسان تأخذه الخيلاء والكبرياء فى هذا العصر ,ونحن ما أحوجنا إلى أن نصلى ليتقدس
أسمك , قدس أسمك يارب حتى يهتف كل أنسان إذا رأى سمواتك عمل أصابعك,كما فى المزمور
8: 3- 4 3إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ
الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا 4فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى
تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ! قدس أسمك يارب ليتغنى كل
أنسان مع المزمور 19: 1
1 اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ
وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.

قدس أسمك فى كلام الكتاب إعمل يارب حتى يصل كلامك إلى جميع الناس وتمتلىء الأرض من
معرفتك إننا نصلى ليتقدس أسمك بإعلان ذاتك فى الكلمة المتجسد ,فى الرب يسوع المسيح
لأن كثيرين قد أغلق عليهم أن يدركوا شخص الله فى السيد المسيح ,كثيرين يتشككون
وينكرون ونحن نصلى (قدس يا رب أسمك حتى يعرف الجميع أبنك الحبيب).

قدس أسمك بأعلان قوتك
لكل الذين تكبروا وتجبروا وطغوا ولم يعطوا المجد لك ,لقد تكبر فرعون فتمجد الله فى
فرعون وجيشه
,ولنرنم مع مريم أخت موسى كما فى الخروج 15: 21 21 فَكَانَتْ مَرْيَمُ
تُجَاوِبُهُنَّ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ تَمَجَّدَ جِدّاً. الْفَرَسَ
وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ»
.
, وتكبر نبوخذ نصر وتمجد الله أذ جعله كالحيوان يأكل
العشب كالثيران كما فى دانيال 4: 25 25يَطْرُدُونَكَ مِنْ
بَيْنِ النَّاسِ وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ وَيُطْعِمُونَكَ
الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ وَيَبُلُّونَكَ بِنَدَى السَّمَاءِ فَتَمْضِي عَلَيْكَ
سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ
النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ.,وأعلن المسيح قوته فى قهر الشيطان فى
كل تجربة كما فى لوقا 4: 33- 34 33وَكَانَ فِي
الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ
قَائِلاً: 34«آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ؟أَتَيْتَ
لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!». , فليتقدس
أسمك يارب على لسان الأقوياء والضعفاء وفى قلوب الناس أجمعين.

أننا نحتاج إلى حياة
الطهارة المقدسة لكى نمجد الله تمجيدا حقيقيا مرضيا كما علينا أن نقدس كل ما يتصل
بإسمه الكريم ,يعنى مش معقول ندوس على يوم الرب ونطلب ليتقدس اسمك أو لا نذهب لبيت
الرب ونقول أننا نمجد أسمه أو نحتقر كتاب الرب وما نقرأهوش ويمكن ما بنفتحهوش
ونفكر فى تقديس أسمه ,صدقونى لسه الفرصة موجودة علشان نراجع أفعالنا وكل اللى
بنعمله حتى نقول من أعماق قلوبنا ليتقدس أسمك.

هل سمعتم أغنية السرافيم
(( قدوس , قدوس , قدوس , رب الجنود مجده ملء كل الأرض؟ طيب مين هم هؤلاء السرافيم
؟ أعتقد كلنا نعرف أنهم ملائكة ولكن لا يستطيع أحد منهم أن يقول كما نقول نحن
(احبنى وأسلم نفسه لأجلى) فهم يشتهون أن يتطلعوا على ما أعده الرب لكم ولى وهم
يمجدون الله وهم لا يتمتعون بما نتمتع به ,اليس بعد كل هذا يجب علينا نحن الذين
أحبنا ولم يشفق على أبنه الحبيب من أجلنا أن نقدس أسمه ؟!

تعالوا معايا نقول قدوس
أسمك أيها الآب الذى أحببتنا ورعيتنا …قدوس الله القوى ,قدوس أسمك أيها الأبن
الذى فديتنا ومت لأجلنا … قدوس الأبن القوى , قدوس أسمك أيها الروح القدس يا من
سكبت الله بغنى فى قلوبنا …قدوس الروح القدس القوى.

أبانا الذى فى السموات “ليتقدس أسمك”,”ليأت ملكوتك”

والى اللقاء مع الجزء الرابع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الرابع

25 أكتوبر 2011

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية

                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء الرابع

مقدمة

بعد ان
تعرفناعلى مقدمة الصلاة الربانية (ابانا الذى فى السموات) وكيف أن السيد المسيح
قدم لنا ربنا وقربه لينا فى لفظ بسيط يدفعنا إلى حبه “أبانا”وأنه أب
أبدى وفريد وخالق وذهبنا لأولى الطلبات فى الصلاة الربانية ليتقدس أسمك ونقول كما
يتقدس أسمك يا رب بواسطتك كذلك ليتقدس أسمك بواسطتنا فى كلماتنا وفى حياتنا ,ولو
تأملنا فى الوصية “لا تنطق بأسم الرب ألهك باطلا” ولو ناقشنا وحاسبنا
أنفسنا بالنسبة لهذه الوصية ,لوجدنا أننا تعدينا هذه الوصية وأن أسم الله فى
كلماتنا كثيرا ما يذكر فى غير تقديروكثير من الأديان تجدف على أسم الرب وتستهزأ به
وتحط من شأنه ووصلوا إلى حد تمجيد البشر أكثر منه!,وكثيرون هم الذين يحلفون
ويجمعون بين أسم الله وأسماء أشياء كثيرة من الأطعمة والأشربة وأثمانها ,وكما أنه
أيضا فى الكنيسة يذكر البعض أسم الله والفكر عنه بعيد ,ونذكر الله على ألسنتنا دون
تقدير .ونكون مغالطين عندئذ حين نصلى ليتقدس اسمك ,ولذلك لنقدس أسمه فى كلماتنا ومتى
ذكرناه فليكن بكل توقير وأحترام.

أن كتبة
الوحى من اليهود وكذا الفريسيين ,كانوا يوقرون إسم الرب إلى حد بعيد , وكانوا أذا
أرادوا أن يكتبوا الأسم (يهوه )وهو أسم الله الذى
اعلنه لموسى فى العليقة (أهيه الذى أهيه) أى
الكائن كانوا يغسلون أيديهم ويخشعون عند كتابته ,أما فى القراءة حتى اليوم فأن
اليهود يستعيضون عن لفظ (يهوه) بالكلمة “أدوناى” ومعناها السيد وذلك قصدا منهم فى توقير أسم
الله وتكريمه ,فأن فعل اليهود هكذا أفلا يليق بنا نحن المسيحيين أن نتكلم عن الله
وعن أسمه بكل وقار؟”ليتقدس أسمك”

لقد أساء
إسرائيل إلى أسم الله المقدس بعبادتهم الأصنام وبعدم سلوكهم فى فرائضه وعدم حفظ
احكامه والعمل بها وحل بهم العار والجوع والخزى ,وكان لابد لهم لتمجيد أسم الله من
الرجوع عن طريقهم وتطهيرهم ,وعمل الله لأجل أسمه وإعطائهم قلبا جديدا حسب وعده كما
فى حزقيال 36: 22- 30 22لِذَلِكَ فَقُلْ لِبَيْتِ
إِسْرَائِيلَ. هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «لَيْسَ لأَجْلِكُمْ أَنَا
صَانِعٌ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ, بَلْ لأَجْلِ اسْمِي الْقُدُّوسِ الَّذِي
نَجَّسْتُمُوهُ فِي الأُمَمِ حَيْثُ جِئْتُمْ. 23فَأُقَدِّسُ اسْمِي الْعَظِيمَ
الْمُنَجَّسَ فِي الأُمَمِ الَّذِي نَجَّسْتُمُوهُ فِي وَسَطِهِمْ, فَتَعْلَمُ
الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ حِينَ أَتَقَدَّسُ
فِيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِهِمْ. 24وَآخُذُكُمْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ
وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ جَمِيعِ الأَرَاضِي وَآتِي بِكُمْ إِلَى أَرْضِكُمْ.
25وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً طَاهِراً فَتُطَهَّرُونَ. مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ
وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ. 26وَأُعْطِيكُمْ قَلْباً جَدِيداً,
وَأَجْعَلُ رُوحاً جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ, وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ
لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. 27وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ,
وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي
وَتَعْمَلُونَ بِهَا. 28وَتَسْكُنُونَ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ آبَاءَكُمْ
إِيَّاهَا, وَتَكُونُونَ لِي شَعْباً وَأَنَا أَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً.
29وَأُخَلِّصُكُمْ مِنْ كُلِّ نَجَاسَاتِكُمْ. وَأَدْعُو الْحِنْطَةَ
وَأُكَثِّرُهَا وَلاَ أَضَعُ عَلَيْكُمْ جُوعاً. 30وَأُكَثِّرُ ثَمَرَ الشَّجَرِ
وَغَلَّةَ الْحَقْلِ لِكَيْلاَ تَنَالُوا بَعْدُ عَارَ الْجُوعِ بَيْنَ الأُمَمِ.
31فَتَذْكُرُونَ طُرُقَكُمُ الرَّدِيئَةَ وَأَعْمَالَكُمْ غَيْرَ الصَّالِحَةِ,
وَتَمْقُتُونَ أَنْفُسَكُمْ أَمَامَ وُجُوهِكُمْ مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ وَعَلَى
رَجَاسَاتِكُمْ. 32لاَ مِنْ أَجْلِكُمْ أَنَا صَانِعٌ يَقُولُ السَّيِّدُ
الرَّبُّ, فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً لَكُمْ. فَاخْجَلُوا وَاخْزُوا مِنْ طُرُقِكُمْ
يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. أذا كما نقدس الله فى كلماتنا علينا أن نقدس أسمه
فى حياتنا ,فنحيا العيشة الفاضلة المثمرة أعمالا صالحة لكى يرى الناس أعمالنا
الحسنة ويمجدوا أبانا الذى فى السموات ,وعلينا أن نطلب غفران خطايانا ونقدس قلوبنا
وشفاهنا حتى نمجد ونقدس إسم الرب ,ونذكر كما كانت شفاه السرافيم تترنم
“قدوس,قدوس,قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض ,وأحس أشعياء بنجاسة شفتيه وبنجاسة
شفاه الشعب الذى هو ساكن بيته فكان لابد لكى يمجد الله أن يمس الملاك فمه بجمرة من
على المذبح ويسمع الصوت أنتزع أسمك وكفر عن خطيتك كما فى أشعياء 6: 5- 7 5فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ
نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ
عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». 6فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ
مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى
الْمَذْبَحِ 7وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ
فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ».وكما قلت نحن نحتاج إلى
حياة طاهرة مقدسة لكى نمجد الله تمجيدا حقيقيا مرضيا ونقول أبانا الذى فى السموات
ليتقدس أسمك وبعد ذلك نطلب ليأت ملكوتك.

الطلبة الثانية :                     (لِيَأْتِ مَلَكُوتُك.)

فى ترتيب الطلبات ملكوت الله مايجيش إلا أذا تقدس الله فى حياتنا ,ولذلك لا يأتى ملكوته قبل
تقديس حضوره فى القلب ثم تتقدس المشيئة فى الفكر والعمل , ولذلك أذا تقدس أسم الله
فى حياتنا وربنا قدس حياتنا بأسمه الموجود فينا نستطيع أننا نتقدم بالطلبة الثانية
ونقول له ليأتى ملكوتك بمعنى أن هذه الطلبة تتصل بما سبقها إتصالا وثيقا فنحن نطلب
تقديس أسم الآب لكى يأتى ملكه أو ملكوته ,كما تتصل بما بعدها أيضا ,لأنه بأتيان
الملكوت تتم مشيئة الآب كما فى السماء كذلك على الأرض.,ليأتى ملكوتك ,ولسان حالى
وأنا بأصلى لربنا وبأقول له ليأتى ملكوتك يا رب عليا ,يخطىء من يظن أننا لما بنطلب
ليأتى ملكوتك أننا بنعجل مجىء الملكوت أو بنقول لربنا تعالى بدرى أو بنستحسه أنه
ييجى بدرى بالطبع لأ لأنى أقصد ليأتى ملكوتك عليا لأن ملكوت الله حاييجى فى وقت
معين هو حدده ,لكن لما بأقول له ليأتى ملكوتك ,يعنى أعددنى أنا يا رب لأستقبال هذا
الملكوت ,وأن ملكوتك يبقى له وضع فيا وومكان فيا وقدشبهها السيد المسيح فى أحد
أمثاله بيقول فى متى 13: 45 ,46 45أَيْضاً يُشْبِهُ
مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً تَاجِراً يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً،
46فَلَمَّا وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً كَثِيرَةَ الثَّمَنِ، مَضَى وَبَاعَ كُلَّ
مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَاهَا يعنى اللؤلؤة الواحده دى الكثيرة الثمن هى
الملكوت التى تستحق أننا نضحى بكل اللآلىء الموجودة فى حياتنا من أجل أن تكون لينا
هذه اللؤلؤه الواحده ,واللآلى كتير فى الحياة ولكن كلها مجتمعة لا تساوى تلك
اللؤلؤة الكثيرة الثمن التى تستحق أننا نضحى ونجاهد من أجلها من أجل أن تكون من
نصيبنا ,يا ترى مين اللى عنده أستعداد أنه يسيب كل اللآلىء من أجل أنه يطلب
اللؤلؤة الكثيرة الثمن ,ملكوت الله مش حاجه جايه ,لكن ملكوت الله موجود ,ومن ساعة
الله ما أوجد هذا العالم والملكوت موجود فى الماضى وفى الحاضر وفى المستقبل ,ولما
ربنا بيتكلم عن الأتكاء فى حضن أبراهيم يعنى أن هذا هو الملكوت , بعدين ربنا بيقول
لينا ها ملكوت الله داخلكم يعنى موجود فيكم دلوقتى ,وبعدين أحنا منتظرين ملكوت فى
المستقبل وهذا الأنتظار هو أستعلان الملكوت فى حياتنا ولكنه موجود فى الماضى
والحاضر والمستقبل ,,فمجىء الملكوت وأستعلانه يبدأ من هنا على الأرض لما النفس
تتعرف على شخص السيد المسيح وتقبله كملك فى حياتها وتبدأ تعيش هذا الملكوت على

الأرض و تستمر معاه فى هذه الشركة حتى تكون شريكته أيضا فى مجيئه الثانى ,ومن أجل
هذا نطلب بأستمرار فى كل طلبة أن ملكوتك يارب يستعلن فينا وبينا أيضا يعنى ملكوتك
يتم فينا وتيجى تملك على الأرادة والفكر وعلى المشاعر وعلى الحواس وعلى الحياة
وعلى الأمكانيات وعلى الرغبات وعلى الأحتياجات ,وأيضا يستعلن بينا للآخرين أننا
نقدم صورة هذا الملكوت للآخرين فيعيشوه هم أيضا ,وعندما نقول يأتى ملكوتك
ولأشتياقنا لهذا الملكوت ,وهذا ليس معناه أننا واثقين فى نفسنا وأن أستعدادنا كامل
لهذا الملكوت ,فهو ليس عن كمال أستعداد حاصل فينا بل أننا بنستحس ربنا على سرعة
المجىء وأنه يملك علينا سواء هنا على الأرض أو بأعلان مجيئه الثانى بسبب أشتياقنا
وحبنا ليه وبسبب فرحنا بيه وأننا عايزينه يملك من الآن وإلى الأبد علينا ونطلب
سرعة مجىء هذا الملكوت بسبب ثقل الواقع الزمنى المحيط بينا والشر والظروف الصعبة
المحيطة بينا وقسوة الخطية وميل الأنسان ليها ولذلك بنتوسل بشدة لربنا أنه ييجى
ويملك علينا لكى ينقذنا من العالم الحاضر الشرير ومن هذا الواقع الزمنى المر ,فبنطلب
منه ملكوته اللى كله رحمة وكله معونة ,وأن رحمته ومعونته تساعدنا فى وسط ظلمة هذا
الزمان وفى ضيق هذه الأيام ,لأننا كما نرى العالم كل يوم الظلمة فيه بتزيد
والتجارب فيه بتشتد والخطية فيه بتقوى ,ولأحساسنا بخطورة الموقف وأشتياقنا للملكوت
يخلينا بأستمرار أننا نطلب بأستمرار مجىء هذا الملكوت ونطلب أن يستعلن فينا وبينا ,وأنت
بتطلب ملكوت السموات تذكر أن ملكوت الله آتى وحتما ولابد أن يأتى و نوره سيشملنا
جميعا وأحنا على ميعاد لأنتظار هذا الملكوت ,طلبنا لهذا الملكوت بسلطان البنين أو
سلطان البنوة ,فأذا كنا أبناء فنحن وارثون ,والملكوت هو ميراثنا كبنين ولذلك
بنطلبه أننا نتمتع بيه وأننا نعيشه ,ولكن فى كل مرة الأنسان بيطلب من ربنا ليأتى
ملكوتك ,وأذا طلبنا هذا الملكوت وفعلا كنا واعيين لهذه الطلبة وجادين فيها ,فعلينا
أننا نواجه وضعنا الخاطى فى كل حين ونحاول نتوب عنه ,ونتوب عنه لكى نكون مستعدين
لهذا الملكوت ومتمتعين بيه ,نفحص نفسنا كل يوم , نراقب نفسنا ونطلب قوة المسيح
المطهرة أنها تطهرنا وتتوبنا علشان نعيش حياه جديدة هى حياة الملكوت ولما هذا
الملكوت يستعلن فى كمال وجهه نكون أحنا فعلا لائقين لهذا الملكوت ,و الأنسان الذى
يطلب الطلبه ويعى ليأت ملكوتك ,بيفحص نفسه كل يوم بالتوبة ويصلح من وضعه بقوة
المسيح المطهرة علشان يثبت فى هذا الملكوت ,وليس فقط الأنسان ينظف نفسه من الخطايا
اللى هو بيعيشها أو من الغلط اللى موجود فيه أو بيحاول يعطل حدوث الملكوت فى حياته
,لكن أيضا قد يضطر الأنسان وليس أضطرار نتيجة حاجة غصب عنه لكن بأرادته ,أنه يتخلى
عن أشياء كثيرة فى حد ذاتها قد تكون ليست خطأ لكنها قد تعطل حدوث الملكوت فى حياة
الأنسان ولذلك إللى بيطلب الملكوت يكون عنده أستعداد أنه قد يتخلى عن بعض الأشياء
الموجودة فى حياته التى تعوق أستعلان هذا الملكوت فى حياته وهى فى حد ذاتها ليست
خطأ ,وهى مثل انه قد يستغنى عن أصدقاء وعن عادات وأفكار وعن أماكن والأنسان بيقول
عليها دى مافيهاش غلط ,قد يكون مافيهاش غلط فى حد ذاتها لكنها تعطل عمل الملكوت
بأستمرار,والأنسان بأستمرار فى سعية ناحية الملكوت عليه أنه يختار والحياه هى
مجموعة أختيارات الأنسان بيختارها بأستمرار ,وقد يختار الأنسان ما بين حاجتين
كويسين لكن لازم يتعلم أزاى يختار الحاجة الأحسن يعنى الأولويات يعنى يكون أختياره
الشىء اللى بيقربه بربنا أكثر  ,لأن فى
أوقات كثيرة الملكوت بيضيع من حياتنا لأننا ما بنعرفش نختاره وبنختار حاجات تانية
زى مجاملات الناس أو مثل متعات معينة قد تكون متعات بريئة ولكنها تشغلنا كثيرا عن
فكر الملكوت ,حتى لو كانت الخدمة ,وبعض الناس أنشغلت عن المسيح بالخدمة ,والخدمة
فى حد ذاتها شىء حلو وشىء مبارك ولكن لو الخدمة بتشغلنى عن أنى أتمتع بعلاقة شخصية
بربنا ينبغى أنى أكون عارف أن الأختيار الأول يكون ربنا وبعد كدة الخدمة ,ولازم
أقتنى اللؤلؤة الوحيدة الحسنة الكثيرة الثمن .

أن الصلاة
الربانية متماسكة منتظمة ,أنها توالد الأفكار من بعضها بحيث يلزم أتباع ترتيبها فى
غير تعديل أو تنسيق ,وأن أجراء أى تعديل فيها يخرجها عن غرض المسيح وفكره ,فلا يصح
أن نطلب مثلا (خبزنا كفافنا) قبل طلب إتيان الملكوت لأنه يجب أن نطلب أولا ملكوت
الله وبره فنعطى الخبز ونزاد ,يعنى الطلبة الأولى هى بمثابة الأساس وما يليها من
طلبات أحجار متتابعة فى هذا البناء الحى ,ففى الطلبة الأولى نتجه إلى الله فى خشوع
ومحبة ,وفى هذه الطلبة التانية نتجه أليه فى خضوع وطاعة لأننا فى الطلبة الأولى
نتحدث إلى الله كأب أما فى الثانية فنتحدث أليه كملك .

(ليأت
ملكوتك)
,هذا نداء يتجه إلى ملكوت ممتاز يختلف عن الممالك الكثيرة التى نعرفها ,توجد
ممالك العالم ومملكة الشيطان ولكنا هنا نطلب ملكوتا ممتازا هو ملكوت الله
,فالمتسلط فيه ليس ملكا أرضيا ولا شيطانيا بل الملك القدوس ملك الملوك ورب الأرباب
,ولكى أحدد نوع الملكوت الذى نطلب أن يجىء, أوجه الفكر إلى 1- دائرة العالم , 2-
ودائرة القلب 3- ودائرة السماء .

1-دائرة
العالم
ففيها ملكوت الله موجود منذالأزل فهو متسلط فى مملكة الناس ومن تكبر منهم
فهو قادر أن يذله ,هكذا عرف نبوخذ نصر الملك بعد كبريائه وإذلاله بعد أن صار
كالحيوان يأكل العشب كالثيران وأبتل جسمه بندى السماء وطال شعره مثل النسور
وأظفاره مثل الطيور , وبعد أنتهاء الأيام ورجوع عقله إليه سبح وحمد الحى إلى الأبد
الذى سلطانه سلطان أبدى وملكوته إلى دور فدور, نعم به نحيا ونتحرك ونوجد وكما يشاء
يفعل بنا ولا يوجد من يمنعه أو يقول له ماذا تفعل؟ ,فهو ملك عظيم فى كل الأرض وهو
ملك عظيم فى الطبيعة ,فالسموات تحدث بمجده والفلك يخبر بعمل يديه ,يوم إلى يوم
يذيع كلاما وليل إلى ليل يبدى علما ,يرسل شمسه على الصالحين والظالمين ويمطر على
الأبرار والظالمين ,هو ملك عظيم فى الطبيعة ومتسلط فى مملكة الناس ,هو ملك فى
دائرة العالم ولسنا لأجل هذا الملكوت نطلب أن يجىء لأنه موجود.

2-دائرة
القلب
ونطلب أن يملك الله عليها وهذا نسميه ملكوت النعمة ,ويتم بخلاصنا من بعد
معموديتنا هنا وقبول الرب يسوع فاديا ,وملكوت النعمة الذى أشار أليه يوحنا
المعمدان فى قوله فى متى 3: 2 2قَائِلاً: «تُوبُوا،
لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. وهو الملكوت الذى نادى به
يسوع فى مرقس 1: 15 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ
وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».,ولهذا
الملكوت شأن كل مملكة – ملك وشعب ودستور أو
ملك من الشعب للشعب :ما فى العبرانيين 2: 14 14فَإِذْ
قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً
كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ
الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،أى لخدمة شعبه لأنه كما فى مرقس 10: 45 45لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ
بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».,فهو ملك
فى الطفولة
,والمجوس رجال المشرق الحكماء سجدوا عند قدميه مقدمين له ذهبا
أعترافا بملكه ,وهو أيضا ملك فى دخوله أورشليم بالرغم من ركوبه على جحش أبن
أتان وحوله حاشية فقيرة ولكن الشعب هتف له فى متى 21: 9 9وَالْجُمُوعُ
الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِليِنَ:
«أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي
الأَعَالِي!».,وكان بين الشعب الهاتف ,الأعرج الذى مشى والأعمى الذى أبصر
والمريض الذى شفى والميت الذى قام والخاطىء الذى تحرر ,نعم لقد ملك يسوع المسيح
على قلوب الجميع بمحبته وخدمته ,وهو أيضا ملك فوق الصليب ,وها هو اللص
المصلوب يطلب فى لوقا 23: 42 42ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ:
«اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». فهو واثقا أنه رب
وملك ,حقا هذا هو الملك الذى أرتفع عن الأرض فجذب أليه الجميع كما قال فى يوحنا
12: 32 32وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ
أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». أما شعب هذا الملكوت فهم الذين قبلوا
يسوع المسيح مخلصا لهم وأعترفوا به ربا وإلها ,هم جماعة المؤمنين ,هم الكنيسة
المسيحية التى تتكون من كل قبيلة وأمة ولسان ,هم البيض والسود والحمر والصفر الذين
قبلوا المسيح وملكوه فى قلوبهم .هم الأغنياء والفقراء ,الكبار والصغار ,جميع الذين
أنضموا تحت رايته ,لافرق بين ذكر وأنثى ,عبد وحر ,لأن الجميع شعب واحد فى المسيح
,أما دستور هذا الملكوت فهو المبادىء المسيحية التى نادى بها المسيح وعلمها ولنأخذ
مثالا لذلك خطاب العرش الذى ألقاه فوق الجبل والمعروف بعظة المسيح على الجبل ,ففى
هذا الخطاب نجد أسمى المبادىء التى لو أخذ بها البشر لوجدنا الأنسان المثالى الذى
يحب عدوه ويبارك لاعنيه ويحسن إلى مبغضيه ويصلى لأجل الذين يسيئون أليه ,هذا هو
ملكوت النعمة الذى يضمنا , و ملكنا فيه المسيح ودستورنا فيه مبادئه السامية التى
علمها لنا والتى أبرزها فى حياته وهو ملكوت بابه مفتوح لكل من يؤمن .

(ليأت ملكوتك) بهذه الطلبة نحن نرجو أن يأتى ملكوت النعمة فقط فى كل قلب ,وفى ملكوت
النعمة نعرفه الملك الذى أخلى نفسه آخذا صورة عبد نعرفه فى شبه جسد الخطية ,نعرفه
مصلوبا ونعرف بعد أن قام من الأموات  ,ويتحقق
ملكوت النعمة:- 1- بالمعمودية 2- والتوبة 3- والتناول من الأسرار المقدسة 4- والأيمان
5- والصلاة

1-المعمودية
:-  لابد من الكرازة لخلاص النفوس والتبشير
بيسوع المسيح والمناداه به أنه المخلص الوحيد إذ قال بطرس فى أعمال الرسل 4:  12وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ
آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ
نَخْلُصَ».ولأنه المسيح هو قال فى يوحنا 14: 6
6قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ
أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِى. وبولس الرسول أستطاع أن يغزو
أوروبا ويفتحها للمسيح وكانت رسالته تقديم يسوع المسيح وإياه مصلوبا لليهود
والعبرانيين ولسائر الأمم فهو قال فى رسالته الأولى لكورونثوس 2: 2 2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ
إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبا.وأعلن أن فى هذه البشارة
وهذا الإنجيل قوة الله للخلاص لكل من يؤمن ,والجميل أن ملكوت النعمة أمتد من آسيا
إلى أوروبا وأمتد بواسطة سائر التلاميذ إلى بالكرازة إلى جهات العالم المختلفة
,واليوم أصبح ملكوت النعمة ممتدا فى كل العالم وكان كل من يؤمن يعتمد للمسيح ,

2-التوبة :- ويتحقق
ملكوت النعمة أيضا بتوبة الذين يسمعون ,لأنه لا فائدة من الكرازة لو الناس قفلت
قلوبها وآذانها عنها دون التأثر بيها ,أن ملك المسيح يأتى فى القلب التائب
والمعمودية تبطل فاعليتها فى القلوب الغير تائبة ,وكان بطرس الرسول يتحدث لليهود
فى يوم الخمسين عن يسوع الناصرى الذى صلبوه بأيدى أثمة وأقامه الله ناقضا أوجاع
الموت جاعلا أياه ربا ومسيحا وبعدين فى أعمال الرسل قالوا فى 2: 37, 38 37فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ
وَلِسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟»
38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى
اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ
الرُّوحِ الْقُدُسِ.والتوبة هى الندم على الخطية والتذلل أمام الله
والأعتراف بالحق والرجوع أليه وكما يقول السيد المسيح فى لوقا 15: 7 7أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي
السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً
لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَة.يعنى التوبة أيضا هى عدم الرجوع للخطية .

3-التناول من
الأسرار المقدسة:- كما أن التناول من الأسرار الإلهية يعمل على تثبيت الملكوت فينا
,فبالأضافة لبركات العمل الإلهى فى التناول من غفران للخطايا وتثبيت وتبرير ,فالتناول
يثبت فينا ملكوت النعمة.

4-الأيمان :-
ويتحقق ملكوت النعمة أيضا بالأيمان ,فكل
نفس تقبل المسيح مخلصا وتعتمد تنضم إلى هذا الملكوت ,وكان سجان فيليبى ضمن ملكوت
الشيطان وأحس بحاجته للخلاص فسأل بولس وسيلا فى أعمال الرسل 16: 30و 31 30ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي
أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» 31فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ».وكانت النتيجة أن تهلل مع
جميع بيته إذ كان قد آمن بالله , وهكذا كل الذين قبلوا يسوع المسيح أمتلأوا فرحا
ولنقول مع بولس الرسول فى رسالته لروميه 5: 1 1 فَإِذْ
قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ
الْمَسِيحِ ,أنت وأنا صرنا أبناء الله بالمعمودية والأيمان ,والطريق مفتوح
لكل نفس بعيدة لكى تؤمن وكما يقول الكتاب فى يوحنا 3: 16 16
لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ،
لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ
الأَبَدِيَّةُ.

5-الصلاة :- ويتحقق
ملكوت النعمة أيضا بالصلاة ,وكثيرين صلوا ذاكرين أشخاص بالأسم حتى حققت النعمة تلك
الصلوات وإنضموا إلى تلاميذ الرب يسوع ,قد صلت مونيكا فتغير أبنها أوغسطينوس النجس
وصار القديس أوغسطينوس المشهور ,وأيضا هكذا يجب أن نصلى ونقدم بعض الأسماء أمام
عرش النعمة حتى يتحقق ملكوت الله على الأرض وتصبح ممالك العالم للرب ولمسيحه.

3-دائرة
السماء
ونطلب أن يملك عليها وهذا نسميه ملكوت المجد ,هو يتم بمجىء المسيح ثانية
حيث نؤخذ أليه ونتمجد أيضا معه .

(ليأت ملكوتك) أننا نطلب أن يأتى ملكوت المجد لكى نتمتع مع المسيح مع مجيئه الثانى
والملك فى هذا الملكوت هو أيضا شخص ربنا يسوع المسيح لأنه ملك لا يتغير ولا يخلفه
أحد وعرشه دائم وملكه مستديم ولكنه فى ملكوت المجد يختلف فى سلطانه وقوته عما عليه
فى ملكوت النعمة , فى ملكوت المجد فسيأتى فى مجد أبيه لا يعرف الموت أبدا ونراه
وجها لوجه فى مجده العظيم ,نراه ملكا رفيعا ,تاجه العظمة وعرشه النعمة وقضائه
العدل ومشورته الحكمة وسلطانه المحبة ,ملك الملوك ورب الأرباب ,وأما شعب ملكوت
المجد فهو الكنيسة غير المنظورة أو جماعة المؤمنين الحقيقيين ,يلبسون البز الذى هو
تبررات القديسين كما يقول فى الرؤيا 19: 8 8وَأُعْطِيَتْ
أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيّاً بَهِيّاً، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ». وفى ملكوت النعمة قد نتعرض للخطية والمرض والدموع أما فى
ملكوت المجد فلا نعرف شيئا من هذا لأن هناك القداسة والصمت والترنم والفرح الأبدى
,شعب تصير لغته واحدة سماوية ,وزي واحد سماوى وأغنيته مشتركة لذاك الذى إفتداهم
بدمه ,شعب كملائكة الله الذين فى السماء ,لا يزوجون ولا يتزوجون ولا يعرفون
العداوة بل المحبة الكاملة النقية ,أذ يكونون كالمسيح الذى كله محبة ,أما الدستور
هناك فليس أوامر ونواهى بل تصبح الحياة كلها مقدسة وكاملة ,فالشريعة تصبح مطبوعة
فى القلوب والأذهان والمعرفة تامة والولاء كاملا والمحبة تملأ قلوب الجميع فى
ملكوت المجد , يجب أن نلاحظ أنه لا يستطيع أحد الدخول إلى ملكوت المجد دون أن يكون
عضوا فى ملكوت النعمة , لابد من دخول ملكوت النعمة أولا للوصول إلى ملكوت المجد ,
يعنى ملكوت النعمة هو البذرة ,وملكوت المجد هو ثمرة تلك البذرة ونضوجها ,وملكوت
النعمة بمثابة بداية النهار وملكوت المجد بمثابة النهار الكامل ونحن نصلى من أجل
هذين الملكوتين.

ومتى تحقق
ملكوت النعمة يتهيأ الجو لظهور ملكوت المجد لأن صلاة الكنيسة المستعدة ستكون كما
فى الرؤيا 22: 20 20يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهَذَا: «نَعَمْ!
أَنَا آتِي سَرِيعاً». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع. فبالصلاة
والسهر والأستعداد نكون مطمئنين وطالبين سرعة مجىء الرب واليوم قريب إذ لا يتباطىء
الرب عن الذين معه وكما يقول السيد المسيح فى متى 25: 31- 34 31«وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ
الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ،فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ
مَجْدِهِ. 32وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ،فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ
مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ، 33فَيُقِيمُ
الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. 34ثُمَّ يَقُولُ
الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي،رِثُوا
الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.

تعالوا نقول معا (أبانا الذى فى السموات “ليتقدس أسمك”,”ليأت ملكوتك”,”لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض”)

والى اللقاء مع الجزء الخامس راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم
العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الثانى

8 ديسمبر 2010

 

                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء الثانى

مقدمة

بعد أن تعرفنا على الصلاة الربانية أجمالاوأنها تنقسم ألى قسمين 1- قسم يختص بمكانة الله وطلباتنا أولا تقديس أسم الله ومشيئته2- قسم يختص بأحتياجاتنا ,وعرفنا أننا نضع الله فى المكان الأول وبعد ذلك نضع أحتياجتنا ورغباتنا ولو وضعنا ربنا فى المكان الصحيح الأول تأتى طلباتنا ورغباتنا بصحتها وسلامتها لأن ساعات الأنسان بيقول أنا مش عارف الكلام اللى أنا بأطلبه ده صح أو غلط و أصللى علشانه او مأصليش وأطلبه من ربنا أو لأ ,فلو أحنا بنعطى ربنا المكانة الأولى والمكانة الصحيحة فطلباتك ستأتى صحيحة بعد هذا ولذلك صلواتنا ما تبقاش محاولة لأخضاع ربنا لمشيئتنا ولكن لأخضاع مشيئتنا نحن لأرادة ربنا ونقول لتكن مشيئتك والحقيقة طلباتنا بتنقسم لثلاثة أحتياجات وننتبه لهذالتعبير الجميل فنحن فى الصلاة الربانية بنضع أمام ربنا الماضى و الحاضر والمستقبل ,فأولا نعطيه الحاضر ونقول خبزنا كفافنا وأعطينا اليوم وهذا هو حاضرنا يا رب وأذا كان الخبز هو قوام الحياة فنحن نضع حاضرنا بين يديك ما أنت أبونا وثانيا نقول أغفر لنا ذنوبنا يعنى بنضع ماضينا فى يده فنطلب الغفران عن الأشياء التى فعلناها والعك اللى عملناه قبل كده بدم أبنك وثالثا نقول لا تدخلنا فى تجربة لكن نجينا من الشرير يعنى بنضع مستقبلنا أمامه لا تجعل فى طريقنا أى غلط ندخل فيه والمستقبل مضمون فى أيديك بأرشاد الروح القدس أذا الحاضر نطلبه من ربنا والماضى بنعطيه لربنا والمستقبل بنضعه فى يد ربنا وكما قلت سنتعرف على عمق الصلاة الربانية وكيف نستطيع أن نصليها وقد أيه أحنا بنخطىء فى حق الصلاة الربانية من كتر تكرارها بأستهانة وبعدم وضوح ذهن وبالتالى بنتحرم من حاجات كثيرة جدا ناسيين أنها الصلاة المضمونة فى أستجابتها لأن من ضامنها هو قائلها وهو ربنا نفسه فهذه الصلاة هى الصلاة التى لا يمكن أن يقول الله مش حأسمعها لأن هو اللى قالها وهذا ما تعلمه لنا كنيستنا أنه فى بداية ونهاية صلواتنا بنقول أبانا الذى …وكأن بداية صلواتنا وتقدمنا لمحضر الله لا يكون إلا من خلال اللى هو علمه لينا وأيضا خروجنا من محضر الله وأنهائنا للصلاة بيكون بنفس الصلاة اللى هو قالها لينا ,ففى بداية الصلاة وفى نهاية الصلاة كأن الكنيسة بتقول لينا أفتكروا وأنتم داخلين للصلاة أو أنتم خارجين من الصلاة أنك بتكلم أبوك ولذلك وأنت داخل الصلاة ضع مشاعر البنوة ومشاعر الفرح للقاء الأب وأيضا وأنت خارج من الصلاة عندك أحساس بأن اللى كنت عنده وطلبت منه هو أبوك و أبوك مش ممكن يعطيك حاجة وحشة ,الكنيسة بتعلمنا ذلك من أجل أحساس البنوة أنه يكون موجود بداخلنا ونحن نتكلم مع أبونا اللى نحن واثقين فيه وأحنا مقربين منه وليست هى علاقة بين العبد وبين خالقه أو إلهه ولكن علاقة الأبن بأبوه ولذلك كانت مشكلة العهد القديم ففى أشعياء 1: 2 2اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ: «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ. ربنا هنا صعبان عليه وكان حازن قلبه لأنه ربى بنين وعامل الأنسان فى العهد القديم كبنين أوكأبن و نشأه وأهتم بيه و راعاه لكن للأسف عصى الأنسان ربنا وبعدين ربنا يقول فى ملاخى 1: 6 6الاِبْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟ قَالَ لَكُمْ رَبُّ الْجُنُودِ أَيُّهَا الْكَهَنَةُ الْمُحْتَقِرُونَ اسْمِي. وَتَقُولُونَ: بِمَ احْتَقَرْنَا اسْمَكَ؟فشل الأنسان أنه يتمتع بالبنوة فى العهد القديم ولكن فى العهد الجديد هذه هى علاقتنا بربنا وهذه هى بداية صلواتنا وهى أيضا نهاية صلواتنا وكأننا نقول لربنا أنت يا رب ربيت بنين وأحنا فرحانين ببنوتنا ليك ومش حانعصاك ولكن سنخضع لك ,نعم أنت ربيت بنين نعم الأولانيين عصوك وما تزعلش لكن أحنا حنطاوعك وسنكون بنين ليك وثبتنا يا رب فى بنوتنا ليك , لأن الأنسان وهو بينطق هذه الكلمة وبيقول لربنا أبانا  بيقوله أنت أبويا وخلينى دايم فى هذه البنوة وطبعا من الجميل أن الأنسان وهو يصلى يبقى فاهم ومدرك معانى أبانا الذى  ولا تكون حاجة بتتكر لكن جميل جدا أن الأنسان يتمتع بالكلام وهو بيقوله ويصليه وبعد أن تعرفنا لماذا أطلق عليها الصلاة الربانيه؟و ماهى مشتملات الصلاة الربانية؟و ما هى مميزات الصلاة الربانية؟و ما هى ممارسات الصلاة الربانية؟ نستطيع الآن نتعرف عليها ونستمتع بها ونتعمق فيها ونشعر بها خطوة بخطوة ونبدأ بــ

(أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ)

أبانا الذى فى السموات عبارة ما ألطفها تنزل كالندى على كل قلب على كل من ينطق بها ,وهى مقدمة الصلاة الربانية بتتكون من أربع كلمات سهلة غنية بالعاطفة وزاخرة بالوقار للأب الذى هو فى السماء, ولكن هذه المقدمة هى أساس الصلاة الربانية, وهذه العبارة ما أبسطها وما أروعها وهى تبدأ دون زخرفة أو تزويق ,فنرى أنه يخلع الناس على الأمراء والملوك ألقاب العظمة كـ .. صاحب الرفعة أو المعالى أو المقام الرفيع أو السعادة ,ولكن المسيح عندما قدم لنا الله العظيم علينا قال لينا قولوا (أبانا) , عرفه الآباء والأنبياء فى ألقاب متنوعة ,فأبراهيم عرفه بأنه ألوهيم الإله العظيم ,وموسى عرفه بأنه يهوه أى الكائن ,وداود عرفه بأنه الراعى الصالح “الرب راعى فلا يعوزنى شىء” , كما عرفه كثيرين وأقتربوا أليه فى القول (( اللهم.. أو رب الجنود .. أو صاحب الجلالة)) وكلها ألفاظ جميلة تشعر بالرهبة عند الأقتراب أليه أما يسوع فقد قرب الله ألينا فى لفظ بسيط يدفعنا إلى حبه “أبانا”

يسميه بعض الناس (مهندس الكون الأعظم) ويسميه آخرون (الفنان الأعظم) أما نحن كمسيحيين ندعوه أبانا الذى فى السموات ونحن نعنى أنه أب لنا أبدى وأب لنا فريد وأب لنا خالق.

أب أبدى. سنظل نناديه حتى أنتهاء حياتنا الأرضية وبداية حياتنا الأبدية,أما أباؤنا على الأرض فقد يأتى علينا وقت لا نستطيع أن نناديهم فيه أذ يكونوا قد رحلوا إلى عالم المجد ,نعم هو أبونا الدائم الأبدى.

أب فريد. فهو أب للمسيح بالبنوة وللمؤمنين بالتبنى ,أب فريد ليسوع المسيح الأبن الحقيقى ” هذا هو أبنى الحبيب الذى به سررت”,وأب فريد للمؤمنين وللمؤمنات بالتبنى ,أذ نقلنا من الظلمة إلى النور وجعلنا أولاد له (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.).

أب خالق. نفخ فى الأنسان الأول نسمة حياه ,وأوجدنا من العدم وخلقنا فهو أبونا الذى يهتم بالبشرية جمعاء.

أبانا كلمة بصيغة الجمع ,فبأضافة ضمير المتكلم إلى لفظة أب وبذلك نعنى أننا وكل الذين يدعونه معنا أخوة فهى صلة قوية تنشأ بيننا وهى أكثر من القرابة الجسدية والأنساب ألى آخره فهى أخوة صادقة تتخطى الحدود الجغرافية وتجعل القبائل والشعوب والألسنة المختلفة فى وحدة إذ يشعر الجميع أن لهم أبا واحدا, ففى قولنا أبانا نشرك الغير معنا وقد نعنى بهذا الغير العائلةالتى نحن بينها ثم تتسع الدائرة أكثر فنعنى سكان الوطن الذى نعيش فيه ثم نفكر فيما هو أكثر أتساعا فبقولنا أبانا نمثل سكان القارة التى وطننا جزء منها بل أكثر من هذا إلى سكان العالم أجمع فهم أخوة ولهم أب واحد , فلا نقول لربنا يا أبى وحتى لو كنت فى المخدع وبأصلى لوحدى أيضا بأقوله أبانا وهو لما علمنا ,علمنا الصلاة بالصيغة الجماعية ولم نتعلمها بالصيغة الفردية لأن لو كنت بتقول أن الله أبوك أذا فلابد أن تقدر أخواتك أو الناس اللى معاك ,فلا يمكن أن ننال حق البنين إلا أذا وفينا حق الأخوة ,أذا كان لينا أحساس بالأخوة وأن لينا أخوة ,ولذلك ربنا أصر أن ننطق أبانا لأنه وأنت بتصلى بمشاعر البنوة تفتكر أن ليك أخوات وأذا كنت عايز حق البنوة فلازم توفى حق الأخوة للناس اللى معاك ,ولابد أن تضع فى ذهنك أنه لن يستطيع أحد أن يدخل الملكوت إلا أذا كان معاه سر الأخ كما رأينا فى يوسف الصديق وأخوته ,فسر الأخ يتلخص فى ثلاث كلمات 1- محبة 2- غفران 3- خدمة ,فلن أستطيع أن أتمتع ببنوتى لله إلا أذا كان ليا محبة لأخواتى ,وإلا أذا كان ليا غفران لأخواتى ولذلك نرى المسيح يصر على هذا (أن لم تغفروا…), وإلا أذا كان ليا خدمة لأخواتى وهذا هو سر الأخ ومن غير المحبة والغفران والخدمة لن يكون لنا نصيب فى ملكوت السموات وهذا ليس كلامى بل هو كلام ربنا فالمحبة شرط أساسى ففى رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 14 14نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ.وأذا كان الله محبة فلن يدخل أحد الملكوت إلا أذا كان له طبيعة المحبة يعنى ينتقل من الموت إلى الحياه الأبدية لأننا نحب الأخوة ,فأن لم تغفروا لا يغفر لكم ولا أحد يستطيع أن يدخل الملكوت وهو غير غافر لأخوه , وأيضا لن يستطيع أحد أن يدخل الملكوت إلا وهو خادم أخوه ,وكما رأينا المسيح أدخل الناس اللى على اليمين إلى الملكوت والذين على اليسار أو الجداء قال لهم لن تدخلوا وأذهبوا إلى النار الأبدية ,وسألوه ليه فيقول لهم حاجة واحدة بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء ,طيب شفناك فين يا رب :كنت جوعان فأطعمتمونى وكنت عطشان فسقيتمونى وكنت مريض فزرتمونى وكنت غريب فأويتمونى وهذه هى الخدمة ولذلك ونحن نصلى أبانا ,فربنا بيقول لينا أنت أبنى وأنا فرحان بيك ولكن علشان تأخذ حق البنين وتتمتع بيه لابد أن توفى حق الأخوة أيضا ,ولذلك كل طلبات ابانا الذى كما سنرى بصيغة الجمع ,والأنسان فى محبته بيصلى ليس فقط لأجل نفسه بل أيضا من أجل أخوته ويدخل فى شركة لأنه هو وأخوته أعضاء فى جسد واحد ,وحتى لو كان غالق الباب وبيصلى لوحده ,ولذلك أن كانت الصلاة أننا نترمى فى حضن ربنا وفى قلب ربنا وبأضع قلبى فى قلب الله فلا يمكن أن أدخل إلى قلب الله إلا أذا أحتويت قلوب الأخوة اللى حواليا وأخذت قلوبهم جوايا لأنه هو قال كده ليكون الجميع واحد فينا ولا يمكن الوحدانية أن تتحقق إلا من خلال المحبة وأن كل واحد فينا يحتوى الآخر وبعدين ربنا يحتوينا كلنا ولوهناك من غير قادر أن يحتوى الآخر فهذه مشكلة ولن يستطيع أن يتمتع بالملكوت .

وأنت بتتقدم للصلاة أنت مش رايح لشخص بيمن عليك بحاجة أو يتعطف عليك أنه يعطيك حاجة أنت بتطلبها أو العطايا التى تريدها بل أنت بتكلم أب وهذا لابد أن نستوعبه لما نيجى نكلم ربنا , ونحن لا نتكلم بطريقة الشحاتين أو بطريقة أن إله يتعطف ويمن على الأنسان بقدر أننا بنتكلم مع أب لينا وهذا الأب مسرته ويسره أنه يمد أولاده بما يحتاجون إليه ,يعنى أب عايز يعطى ,أب بيحب , أب بيعتنى , أب أرادته بأستمرار صالحة لأولاده ,ولذلك ونحن بنتقدم لربنا فى الصلاة لابد أن يكون فينا هذا الأحساس أن أنت بتكلم أبوك وليس مجرد شخص أنت بتشعر أنه عنده أمكانيات كثيرة وبتتعطفه أنه يعطيك حاجة من هذه الأمكانيات ,وكمثل سعادة الأب أنه يسعد أولاده ,بمعنى أنه بيشعر بأستمرار بالسعادة كلما جعل الأبناء يشعرون بهذه السعادة ويتمتعون بيها ولذلك بيكون لينا ثقة وداله ولينا رجاء فى هذا الأب السماوى وحتى أن السيد المسيح لما نطق الصلاة الربانية , قد نطقها باللغة الأرامية وهى اللغة التى كان يتكلم بيها فى ذلك الوقت وليست هى كلمة أبانا باللغة العربية الفصحى ولكن كلمة( آبا) أو نداء الطفل أول ما بيتعلم الكلام وحتى باللغة العامية أو البلدية زى ما الطفل الصغير بينادى ويقول يابا ,فثقته فى هذه الداله والمحبة التى بينه وبين هذا الأب , و أحساس الأنسان بأبوة ربنا كمان بيعطيله أحساس بسلطان البنوة ,يعنى أنا كأبن ليا سلطان كما يقول يوحنا الرسول 1: 12 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.ولذلك تقدمى للصلاة بأستمرار بشعورى وبأحساسى أن أنا بأكلم أبويا شىء مطلوب وأساسى جدا للأنسان اللى عايز يعيش الحياة الروحية الصح وهذا يعطيه ثقة وداله وأحساس بمحبة ربنا حتى أن بأستمرار الأب الكاهن فى ليتورجية القداس لما بيختم صلاة القسمة بيقول تعبير لطيف جدا (لكى نجرأ بداله من غير خوف أن نقول الصلاة التى علمتنا أياها أبانا الذى …) وكلمة نجرأ يعنى نتجرأ وبداله البنوة وبدالة الأبوة يعنى سلطان البنوة اللى ربنا أعطاه لينا وبدالة الأبوة التى يمتعنا بيها ربنا , وأذا كان فى جراءه وداله يعنى من غير خوف كما يقول بولس الرسول فى رومية 8: 15 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ».وأيضا فى رسالته لغلاطية 4: 4- 7 4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ،5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.6ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ».7إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.فهنا أحساس الأنسان بتلك الدله اللى بينه وبين ربنا هى التى تجعله يتجرأ ويتقدم فى هذه العلاقة ويتمتع بهذه العشرة بينه وبين الله.

أن كلمة أبانا تبعث فينا الأيمان والمحبة والثقة ,فننادي أبانا ونحن لا نراه ونتذكر فيلبس لما قال للمسيح أرنا الآب وكفانا فأجابه يسوع (من رآنى فقد رأى الآب) ومن ذا الذى يستطيع أن يرى الله ويعيش؟!,فنحن لا نراه ولكن نؤمن بوجوده نتحدث أليه ونتحدث عنه وعندما نسأل أين هو ؟ نشير بأصبعنا إلى السماء ومع أننا نعلم أن الأرض التى نعيش عليها هى كرة تدور فى جوف هذا العالم المتسع وأن أشارتنا تتبدل بحسب موقفنا وأنتقالنا من بقعة إلى بقعة على هذه الأرض إلا أننا متأكدين من وجود الله ونصدر أشارتنا عن ثقة وأيمان إلى فوقنا إلى الأتجاه السامى حيث نؤمن أنه فى أسمى الأماكن يسكن فى السموات

(الذى فى السموات) وكلمة الذى أسم موصول يدل على شخصية فبعض الناس نظرتهم إلى الله كمبدأ والبعض يؤلهون الحيوانات غير الناطقة والبعض الآخر ذهبوا لتأليه الطبيعة ونسبوا كل حياه ليها أما نحن فبقولنا (الذى) نعنى شخصية إلهنا الذى له القلب النابض بالمحبة واليد المحركة والعين المبصرة وأنه يرانا ويرثى لضعفاتنا ويعطينا كل أحتياجاتنا وكلمة الذى فى السموات ليست لمجرد تحديد مكان ربنا أنه فى السماء لأن ربنا مالى السماء ومالى الأرض بل الكون كله ,ولكن هى لفكرة أننا نميز الآب السماوى عن كل أب أرضى سواء كانت أبوه روحية أو أبوه طبيعية بالولادة ,لأنه من المؤسف جدا أن الأنسان بيشوه فكرة الأبوه ,لما فى الأباء الأرضيين من نقائص وعيوب ,وأذا كان أبن شاف أبوه مش قادر يحبه ومش قادر يقدم له محبة ,وشافه أب قاسى وأب عنيف وأب بخيل ,فهذا يشوه فكرة الأبوة تجاه الله , ولذلك نقول له أبانا الذى فى السموات ,وأن أبوتك يا رب تختلف عن كل أبوة فى الأرض ,أذا فهى ليست مجرد تحديد مكان بل لتمييزه عما سواه من الأباء الأرضيين لأن ربنا مش فى السماء وليس ببعيد عنا لأن أبويا هذا ليس ببعيد وليس موجود فى السماء وأنا موجود فى الأرض وبيننا مسافة كبيرة أو فرق كبير بل أن هذا الآب السماوى قريب جدا جدا جدا منا وأنه حتى هو أقرب من أنفسنا لينا لأنه هو موجود فى داخلنا ونحن موجودون فى حضنه بأستمرار ولذلك نقول له أبانا الذى فى السموات ,وكلمة أبانا الذى فى السموات فيها كل الطلبات اللى جايه بعد كده لأنه لمجرد نطقى بكلمة أبانا فيها الأيمان والأيمان يعنى ثقة وعلشان هو أبويا أنا واثق فيه وفيها الرجاء بأنه هو أبويا اللى أنا بأضع رجائى فيه وفيها المحبة بكل عمقها لأنه هو أبويا أنا فأتمتع بهذه المحبة بأستمرارمعاه ومن خلاله وفيه ولذلك أذا كنت بأكلم أبويا السماوى ومهما أن كانت فكرتى عن الأب الأرضى مشوهه أو أحساسى بالأب الأرضى مشوه بما فيه من نقائص وعيوب لكن ليا أيمان ورجاء ومحبة فى الآب السماوى .

وأخيرا كلمة فى السموات وهى ترمى إلى توقير الله فأذ نشعر أنه فى السموات نعبده كآب فى وقار وإجلال وفى غير أستخفاف , والحقيقة لقد تهاون الكهنة قديما بالآب وقدموا له الأعرج والسقيم من الذبائح فجاءهم صوت الآب معاتبا فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟

ويوجد الكثيرين الذين يستخفون فى عبادتهم لله ,شاعرين أنه مادام الله لهم أبا فأنهم فى غير تكليف كما يزعمون يتحاجون معه ويستخدمون تعبيرات لا تليق ,إنه أبونا الذى فى السموات فمن نحن على الأرض ,شكرا ليك يا رب أنك رفغتنا وأعطيتنا مقام الأبناء ,أذا فلنوقره ونحترمه ونقدم له ذبائحنا ذبائح غير سقيمة ترضيه من صلوات وتسبيحات وحياة تليق بمجده ,ونجد فى عبارة فى السموات شيئا آخر فهى تبعث فينا الرجاء لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل ,فأن بعض الأباء فى الأرض قد لا يتركون لأبنائهم ميراثا والبعض قد يترك ولكنهم لا يقدرون إلا على ترك ميراث فى الأرض أما الآب السماوى فأنه يورث جميع أبنائه ويعطيهم أرثا لا يفنى وهى مملكة السماء التى لا تزول كما يقول بولس فى رومية 8: 17  17فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ.وأيضا فى غلاطية 4: 7 7إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.

والآن بعد ما أتجه فكرنا ألى كلمة (أب) باعثة فينا الأيمان والمحبة والثقة والضمير (نا) أشعرنا فى صلته بالآب السماوى بضرورة تحطيم الوثنية والأنانية والطباع الردية وأن لينا أخوة فى كل مكان وبعد أن أتجه فكرنا إلى أسم الموصول (الذى) حيث نحس بأننا أمام شخصية قوية فتمتلىء نفوسنا سرورا وفرحا ونشعر أننا لسنا وحدنا فى الحياة مادام الآب معنا وهذه هى المسيحية التى تعنى أن الله معنا (عمانوئيل) وعندما ينتشر الظلام ويستسلم الناس للنوم وأكون وحيدا أرفع نظرى إلى النجوم بل إلى ما وراء النجوم لأجد الآب السماوى يبدد وحشتى ويقترب منى لكى يهبنى الأطمئنان وفى الصباح أحس أنه معى ويرعانى ويهبنى ما أحتاج (الرب راعى فلا يعوزنى شىء).

 فتعالوا نقول معا أبانا الذى فى السموات ,أنت أبونا فلا نخشى الأقتراب أليك كأب فلا تطرح أبنائك عنك ,أنت أبونا فلك الحق أن تؤدبنا وتوجهنا كما تشاء ,أنت أبونا ونحن جمعيا أخوة لذلك لا أصلى لنفسى فقط بل لأخوتى أيضا , أنت أبونا الذى فى السموات فليتقدس أسمك .

والى اللقاء مع الجزء الثالث راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الثالث عشر

8 ديسمبر 2010

 

1 فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَلُوطٌ مَعَهُ إِلَى الْجَنُوبِ.

1 And Abram went up out of Egypt, he, and his wife, and all that he had, and Lot with him, into the south.

 

 
 

2 وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيًّا جِدًّا فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ.

2 And Abram was very rich in cattle, in silver, and in gold.

 

3 وَسَارَ فِي رِحْلاَتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، إِلَى الْمَكَانِ

الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ، بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ،

3 And he went on his journeys from the south even to Bethel, unto the place where his tent had been at the beginning, between Bethel and Hai;

 

4 إِلَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ أَوَّلاً. وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ.

4 Unto the place of the altar, which he had make there at the first: and there Abram called on the name of the LORD.

 

5 وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ، كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ.

5 And Lot also, which went with Abram, had flocks, and herds, and tents.

 

 
 

6 وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا،

إِذْ كَانَتْ أَمْلاَكُهُمَا كَثِيرَةً، فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا.

6 And the land was not able to bear them, that they might dwell together: for their substance was great, so that they could not dwell together.

 

7 فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ

وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ

وَالْفَرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي الأَرْضِ.

7 And there was a strife between the herdmen of Abram’s cattle and the herdmen of Lot’s cattle: and the Canaanite and the Perizzite dwelled then in the land.

 

8 فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: «لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي

وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ.

8 And Abram said unto Lot, Let there be no strife, I pray thee, between me and thee, and between my herdmen and thy herdmen; for we be brethren.

 

9 أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي.

إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِينًا، وَإِنْ يَمِينًا فَأَنَا شِمَالاً».

9 Is not the whole land before thee? separate thyself, I pray thee, from me: if thou wilt take the left hand, then I will go to the right; or if thou depart to the right hand, then I will go to the left.

 

10 فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ

أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ،

كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ. حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى صُوغَرَ.

10 And Lot lifted up his eyes, and beheld all the plain of Jordan, that it was well watered every where, before the LORD destroyed Sodom and Gomorrah, even as the garden of the LORD, like the land of Egypt, as thou comest unto Zoar.

 

 
 

11 فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ،

وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا. فَاعْتَزَلَ الْوَاحِدُ عَنِ الآخَرِ.

11 Then Lot chose him all the plain of Jordan; and Lot journeyed east: and they separated themselves the one from the other.

 

12 أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلُوطٌ

سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ، وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ.

12 Abram dwelled in the land of Canaan, and Lot dwelled in the cities of the plain, and pitched his tent toward Sodom.

 

13 وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا.

13 But the men of Sodom were wicked and sinners before the LORD exceedingly.

 

14 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ:

«ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ

فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا،

14 And the LORD said unto Abram, after that Lot was separated from him, Lift up now thine eyes, and look from the place where thou art northward, and southward, and eastward, and westward:

 
 

15 لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ.

15 For all the land which thou seest, to thee will I give it, and to thy seed for ever.

 

16 وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ،

حَتَّى إِذَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّ تُرَابَ

الأَرْضِ فَنَسْلُكَ أَيْضًا يُعَدُّ.

16 And I will make thy seed as the dust of the earth: so that if a man can number the dust of the earth, then shall thy seed also be numbered.

 

17 قُمِ امْشِ فِي الأَرْضِ طُولَهَا

 وَعَرْضَهَا، لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا».

17 Arise, walk through the land in the length of it and in the breadth of it; for I will give it unto thee.

 

18 فَنَقَلَ أَبْرَامُ خِيَامَهُ وَأَتَى وَأَقَامَ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ

 مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ، وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ.

18 Then Abram removed his tent, and came and dwelt in the plain of Mamre, which is in Hebron, and built there an altar unto the LORD.

1* نتأمل فى التعبير الحلو الذى يستخدمه ربنا وهو تعبير صعد ,وكأن الأنحدار الأول ليس مجرد أنحدار مادى لكن هو أنحدار فى الحياة الروحية من خوف وكدب وضعف إيمان وخداع ومفيش مذبح ومفيش علاقة ,ولكن الآن بدأ ربنا يرجعه مرة تانية فيقول صعد يعنى أبتدأ يصعد لحالته الروحية الأولى وأصعد معاه كل ما كان له ,وإلى الآن نرى لوط ملتصق بأبرام فى كل خطوة , وتعبير أصعد كل ما كان له تعبير جميل يرينا أن الأنسان لما ييجى يقوم فى قيامته الروحية وفى أرتفاعه الروحى ناحية ربنا ,فليس فقط يقوم لوحده ,لكن يأخذ كل اللى معاه كما يقول فى سفر نشيد الأنشاد 1: 4 4اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ يعنى أجذبنى فنجرى أنا وكل من معى ,وأيضا يقول فى مزمور 51 : 13 13فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ.يعنى لما ترحمنى أعلم الأثمة طرقك .

2*,3*,4* هنا أبرام رجع للبداية مرة أخرى ,كما نقول مع المسيح أننا عايزبن نرجع إلى الجليل أو مكان الذكريات الأولى وأذكر من أين سقطت وتب ,فرجع أبرام لخيمته الأولى وإلى مكان المذبح الذى عمله هناك ,ولما نقول رجع للمذبح يعنى رجع للعلاقة التى بينه وبين الله ودعا هناك بأسم الرب ,ونتيجة الأختبار الذى أخذه راح أعلن فى وسط المنطقة اللى هناك أن هذا المذبح هو بأسم يهوه إله العهد ,وبدأ يجاهر بإلهه بعد ما أخذ الأختبار الحلو وأن ربنا أصلح غلط أبراهيم وغير حياته وحول الشر اللى كان موجود إلى خير ,يعنى لما أخذ الأختبار خرج ينشر هذا الأختبار ,فهو رجع للمذبح ورجع للخيمة الأولى وبالتالى رجع للوعد .

5* مرافقة لوط لأبراهيم جعلته يغتنى هو الآخر لأنه لازق فى البركة وذلك لما قال ربنا لأبراهيم وتكون بركه ,وبالتالى بينوب لوط من بركة أبراهيم .

6*لم تحتملهما الأرض ,كلمة صعبة جدا يعنى الأرض دى كلها مش مستحملة أتنين ,الحقيقة لما تبتدأ المادة تشتغل فى حياة الأنسان ويبقى الأنسان عايز وعايز مثل قايين لما أحس أن الأرض لا تسعه هو هابيل فلازم واحد فيهم يموت , و كانت املاكهم كثيرة وده اللى جعل أبراهيم يبعد عن لوط والحقيقة لن نستطيع القول أن الغنى بركة ولكن أيضا مسؤلية وتعب ,وسمعت قول جميل عن الذهب والفضة ,بيقول أن الأنسان يشتغل وتطلع عينيه علشان الذهب والفضة ولما يجيله الذهب والفضة يفضل قلقان وخايف وتعبان وتطلع عينيه علشان عايز يحافظ على الذهب والفضة وأنهم مايضيعوش منه ,ولما يحافظ على الذهب والفضة بالتعب وبالشقاء ويضطر أنه يصرف من الذهب والفضة فأنه يصرف وهو زعلان أيضا وتطلع عينيه عليهم ,أذا بتطلع عينيه لما بيجيبهم وبتطلع عينيه لما بيحافظ عليهم وبتطلع عينيه لما بيصرفهم لأنه بيزعل عليهم.

7* النتيجة حدثت المخاصمة لدرجة أن الناس الأغراب كالكنعانيين والفرزيين الذين كانوا يسكنون حولهم كانوا سامعين الخناقات التى تحدث كل يوم .

8*الحقيقة نشوف هنا نفس أبرام الشبعانه فعلا مش مجرد عندها مقتنيات لكنها نفس ترمز لألهنا السماوى فهو رجل السلام ,وقال مفيش داعى أنه يحصل خصام لا بينى وبينك ولا حتى بين رعاتى ورعاتك ,يعنى فى نزعة للسلام ,وبالرغم أنه الكبير ولم يقل هو الصغير ولابد أنه ييجى ويعتذر لى وأنا الكبير لازم يعاملنى بأحترام لأ أبرام كان عنده أتضاع وكان رجل سلام ولذلك هو الذى ذهب للوط بأتضاع ويعرض عليه المصالحة والحل ,ويأتى قول لأننا نحن أخوان بالرغم أن لوط كان أبن أخوه وهنا أبرام أكرمه وجعله فى مستوى أخوه .

9*قال الأرض كلها قدامك اللى أنت عايزه خذه ولم يقل له نقسم الأرض بيننا نحن الأتنين , ولم يقل له أنا سآخذ المكان ده وأنت المكان ده وأوعى تقرب منى  بل قال لو رحت يمين أنا حأروح شمال ,ولورحت شمال أنا حأروح يمين ,يعنى أبرام أعطى له مبدأ الأختيار فى الأول يعنى اللى أنت عايزه خذه بس ما تبقاش بيننا مخاصمة ,أن كنا مش قادرين نعيش مع بعض لكن سنعتزل عن بعض ,و هذا الأعتزال لم يكن نتيجة كراهية أو خصام أوضيق من لوط ,ولذلك فى الأصحاح التالى سنرى المحبة الكبيرة التى كانت فى قلب أبرام للوط ,أبرام أعطى للوط الفرصة أنه يختار فى الأول فى محبة وفى أتضاع وفى أنكار ذات .

10*لوط رفع عينيه بنفسه ونظر وشاف فوجد دائرة الأردن فيها ماء (سقى) وفيها خضرة كجنة و كأنه أعاد لأزهاننا الجنة فى مظهرها لكن للأسف كانت جنة من غير الله أو من غير إله ,وكان أهل سدوم وعمورة فى ذلك الوقت مشهورين جدا بالشر وبالنجاسة وبالقباحة ,فلوط لم ينظر لهذا الموضوع ,وأن معرفة الله موجودة أوغير موجودة فهو لم يهتم بهذا ولكن كل ما أهتم به هو أنها أرض سقى وغنى ووفرة ولذلك لابد أن ننتبه كأنسان لما تيجى تختار وتختار بنفسك أوعى تختار اللى شكله كويس فقط أو الحاجة اللى مظهرها حلو ,لكن بأستمرار خذ بالك من أهمية أن يكون ربنا وراء هذا الأختيار .

11*و12* أختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن ونلاحظ هنا أن لوط أيضا كان يسكن فى خيام .

13*لم يحرص لوط أن يكون ربنا فى المكان الذى ذهب أليه ولكن حرص أن الذى يختاره يكون جيد للعين ,ونلاحظ أنها نفس تجربة أختيار حواء (شهية للنظر وجيدة للعين) ولم يحرص أن يعرف ما وراء هذا المنظر الجيد للعين ,ان كان ربنا موجود أو لا ,وفى بستان الرهبان نجد قصة لطيفة عن شيطان النصيب الأكبر ,فكانو يقولوا للرهبان لما تيجى تقسم مع حد سيبه هو يختار فى الأول , طيب ليه ؟ لأنك لما تختار الأول ستأخذ النصيب الكبير لأن الأنسان دائما يميل للطمع ولذلك يطلقون عليه شيطان النصيب الأكبر,علشان لا تتعرض لأغراء النصيب الأكبر أترك غيرك يختار الأول ولذلك كثير من الأحيان لو رحنا دير وتصادف أن وجدنا رهبان فى تعاملهم نجدهم يتعازموا على بعض أنت الأول لأ أنت الأول ,والحقيقة شيطان النصيب الأكبر بتلاقيه فى كل حاجة حتى فى الحاجات الروحية ,يعنى لو أتنين مثلا بيصلوا مع بعض بيبقى فى شيطان النصيب الأكبر مين اللى صلى الحته الأطول أو الحته الأحلى ! شوفوا قد أيه مش بس فى الأمور المادية مين يأخذ النصيب الأكبر من التانى ولكن فى الأمور الروحية مين اللى يأخذ كرامة أكثر من التانى ومين اللى يظهر أكثر ,وعلى فكرة الكنيسة ما بتتعبش من خدامنا إلا فى نقطة شيطان النصيب الأكبر وكل واحد عايز يظهر وأشمعنى فلان هو اللى ظاهر وانا ظاهر قبل ما هو ظاهر وأنا مش ظاهر خالص ولذلك شيطان النصيب الأكبر بيشتغل بأستمرار ,لكن الجميل أن أبرام كان عنده النصره أنه ينتصر على شيطان النصيب الأكبر او الأجمل أو الأحسن ,وأنه كان عنده أكتفاء بوجود العلاقة التى بينه وبين ربنا والثقة التامة فى هذا الإله .

14*قال ربنا لأبرام بعد اعتزاله عن لوط ,,أرفع عينيك ,وكما نعرف لوط رفع عينيه من نفسه كما رأينا فرفع لوط عينيه ,لكن أبرام لم يرفع عينيه إلا لما ربنا قال له  ,وأن ربنا وراء الأختيار وفى الأختيار ,وعندما قال ربنا لأبرام أرفع عينيك قال له مش علشان تختار ولكن علشان تشوف اللى أنا أعده لك  واللى انا سأعطيه لك وعلشان تتمتع باللى أنا مجهزه لك ,واحد من أبرام يقول له فين ده اللى أنت مجهزه لى ,ده هو أخذ الأرض الخضراء وأنت سايب لى شوية الجبال وشوية الصحراء الموجودة ,لكن شوفوا ربنا حا يقول له أيه ,أنظر من الموضع الذى أنت فيه شمالا وجنوبا ,شرقا وغربا ,يعنى جعله ينظر فى الأربع أتجاهات ,وكأنه فى نظرته فى الأربع أتجاهات نظر الصليب فى الأربع أتجاهات .

15*حتى 18* ربنا خللى أبراهيم يمشى على شكل صليب بطول الأرض وعرضها لأنك سترث بهذا الصليب ,وأتى أبراهيم ألى حبرون التى تعنى شركة ,يعنى جاء وعاش فى حبرون اللى هى الشركة , جاء وعاش فى شركة بينه وبين ربنا وكعادة أبراهيم بنى مذبحا للرب وكأنه يقول له أللى أنت بتعطيه لى أنا سأقدسه لك يا رب ,ولذلك ربنا قال له أقبل اللى أنا سأعطيه لك من خلال الصليب وسترى قد أيه أن هذه الأرض أرض مباركة أرض كنعان الأرض الموعود بيها , والعجيب أن أبرام فى حياته على الأرض لم يمتلك أى شىء لكن كان حاسس أن يمتلك الأرض كلها ,فهذا كان مبدأه كما يقول فى سفر أعمال الرسل 7: 5  5وَلَمْ يُعْطِهِ فِيهَا مِيرَاثاً وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مُلْكاً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ وَلَدٌ. وأبراهيم أيضا كان عند أحساس بالغربة ولم يكن يبغى الأرض ولكنه كان ينتظر كما فى رسالة العبرانيين 11: 10 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ.وربنا أعطاها له بالأيمان ,وأيضا أعطاها لنسله ويستطيع أن يقول مع بولس الرسول فى كورونثوس الثانية 6: 10 10كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ. كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ. كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ. نحن نملك كل شىء ,والجميل أنه قبل هذه الأرض من ربنا بالأيمان وفى الحال بنى فيها مذبح .

وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:

109- الْفَرِزِّيُّونَ

اسم كنعاني معناه (( أهل الريف )) وهي طائفة مهمة من الكنعانيين أحصيت مراراً مع قبائل فلسطين (تك 15: 20 وخر 3: 8 ويش 9: 1). وربما كان الفرزيون كالرفائيين من السكان الأصليين و من عنصر غير عنصر الكنعانيين وأقدم منهم في البلاد، حيث كانوا منذ أيام إبراهيم ولوط (تك 13: 7 ويش 7: 15) وقد حذف ذكرهم بين أنسال كنعان في تك 10: 15 إلخ. وكان في أيام يشوع يسكنون المنطقة الجبلية (يش 11: 3) في بقعة أعطيت بعدئذ لأفرايم ومنسى (يش 17: 15) ويهوذا (قض 1: 4 و 5). وخلافاً لشريعة موسى فإنهم لم يبادوا (تث 7: 3) بل سمح لهم بالتزاوج مع غالبيهم فجرّوهم إلى عبادة الأوثان (قض 3: 5 و 6). وقد وضع عليهم سليمان نير عبودية التسخير (1 مل 9: 20 و 21 و 2 أخبار 8: 7).

وأيضا سنتوقف عند أسم أسم من أسماء المدن والأنهاروالجبال لنعرف معناه:

37- بَيْتِ إِيلَ

اسم عبري معناه ((بيت الله)) أول ما قدم إبراهيم أرض الميعاد، نصب خيمته في الأراضي المرتفعة قرب بيت ايل (تك 12: 8 و 13: 3) ثم لما سافر يعقوب إلى ما بين النهرين هارباً من وجه أخيه عيسو، بات في مكان قرب مدينة لوز. ورأى هناك رؤياه العظيمة. فدعا اسم المدينة حينئذ بيت ايل، وذلك لأن الله ظهر له في تلك الليلة (تك 28: 11-19 و 31: 13) أما موقع المدينة فإلى شرقي خط يمتد من أورشليم إلى نابلس على بعد واحد من كلتا المدينتين. وكانت قديماً محل إقامة ملوك الكنعانيين. ولما عينت لبني افرايم لم يقدروا على أخذها لولا أن جواسيسهم امسكوا رجلاً من أهلها فدلّهم على مدخلها (قض 1: 22-26) والمشهور عنها أنها تابوت العهد بقي بعض الزمن فيها (قض 20: 27). ثم قام يربعام فيها العجلين الذهبيين اللذين عملهما (1مل 12: 28-33) ويرّجح أن هذا هو السبب الذي حمل النبي على أن يسمّيها بيت ي على أن يسمّيها بيت آون آي بيت الأصنام (هو 10: 5 و 8). ولما ملك يوشيا على يهوذا صعد إلى بيت ايل فأخذها من أيدي إسرائيل وذبح كهنة المرتفعات فيها، وخرّب أصنامها وهياكلها، وأحرق عظام الناس على مذابحها. ومن ذلك قول النبي عاموس ((هلّم إلى بيت ايل)) يريد بذلك تمثيل السجود للأوثان عموماً (عا 4: 4 و 5: 5). ويظهر أن قسماً من نبوة عاموس كان موجهاً بشأن هذه المدينة، فتمّ ما تنبأ به عنها في أيام يوشيا (2 مل 23: 15) والذي يظهر من نبوة عاموس أنها كانت في أيامه داراً لملوك إسرائيل (7: 10-13) والمعلوم عنها أيضاً أن صموئيل قضى فيها لبني إسرائيل (1صم 7: 16) وأن اليهود سكونها ثانية بعد رجوعهم من السبي (نح 11: 31) وأن بيكّيدس السوري حصّنها في أيام المكابيين وتدعى الآن ((بيتين)). (2) مدينة في جنوبي يهوذا (يش 12: 16) تسمّى أيضاً كسيل (يش 15: 30) وبتول (يش 19: 4) وبتوئيل (1 أخبار 4: 30). (3) جبل بيت ايل-جبل بقرب بيت ايل (يش 16: 1 و1صم 13: 2).

38-عَايَ

اسم عبري معناه (( خراب )). وقد ورد ذكرها في مكان آخر عيَّا ( نح 31:11) وعيات ( اش 28:10) وهي بلدة كنعانية إلى الشرق من بيت إِيل وإلى الشمال من مخماش, على طرف واد (تك 12: 8 ويش7:2 و8: 11). وهي على منتصف الطريق بين المكانين, وتعرف اليوم باسم التل. وقد أغار عليها يشوع وفشل في الاستيلاء عليها (يش 7: 2-5) لاثم أحد رجاله.ولكن يشوع أعاد الكرّة واحتلها وذبح سكانها, وكان عددهم اثني عشر ألفاً, وشنق ملكها على شجرة, وحرقها (يش 7 و 8). وقد بقيت خربة مدة طويلة ثم أعيد بناؤها (اش 10: 28 و عز 2: 28). وقد ورد اسم عاي ثمانياً وعشرين مرة في الكتاب المقدس.

39- دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ

والأردن اسم عبري معناه ((الوارد المنحدر)) تستخدم عبارة ” عبر الأردن ” للدلالة على المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن، وتقطعها جملة أغوار، البعض منها تجري فيه المياه على الدوام، وهي غنية بمحاصيلها من الحبوب، ولو بدون ري . وفلسطين عموماً هضبة يتراوح ارتفاعها بين 2.000 – 3.000 قدم وترتفع بعض القمم إلى حوالي 5.000 قدم .

 

وقد يطلق اسم جلعاد على كل فلسطين الشرقية (تث 34: 1، يش 22: 9) . وفي العصر اليوناني، كان يطلق عليها ” كولي سوريا ” أي سوريا الداخلية . وعلى وجه العموم فإن ” عبر الأردن ” يشمل المنطقة من دان في أقصى الشمال إلى حدود مصر والسعودية في الجنوب والجنوب الشرقي . أما في الشرق فإنها تتاخم العراق والسعودية . وكان ” عبر الأردن ” في العهد القديم يشمل أدوم (جنوبي البحر الميت) وموآب وعمون وجلعاد وباشان .

 

وترد أقدم الإشارات إلى تلك المنطقة في سفر التكوين (13: 10، 14: 12، 32: 10) . وقد تم اكتشاف ” طريق الملك “، طريق ملوك المشرق، الذي رفض ملك أدوم عبور بني إسرائيل فيه . ومن مناجمها كان يستخرج الحديد والنحاس (تث 8: 9) . وقد استخرج الملك سليمان النحاس من مناجم عصيون جابر .

بعض الحوادث الكتابية المرتبطة بالأردن:

يضاف إلى ما سبق من سكن لوط في سهل الأردن وعبور يعقوب للأردن وعبور بني اسرائيل النهر في أيام يشوع فقد عبر المديانيون الذين كان يطاردهم جدعون في معابر قريبة من مخاضة يبوق(قض 7: 24). ولما كان داود هارباً من أبشالوم ابنه في خروجه من أورشليم وكذلك في عودته إلى أورشليم عبر الأردن فيما بين أريحا ويبوق(2 صم 17: 22 و24 و19: 15- 18). وعبر إيليا وأليشع الأردن إذ ضرباه بطرف رداء إيليا(2 ملوك 2: 5- 8 و13- 15). وقد أوصى أليشع نعمان السرياني أن يغتسل في الأردن سبع مرات ففعل واغتسل بقرب بحر الجليل فشفي من برصه(2 ملوك 5: 14). وكان يوحنا المعمدان يعمّد في الأردن وقد ذهب إليه يسوع هناك واعتمد منه(مت 3: 6 و13 – 17).وفي بانياس أو قيصرية فيلبّس , أي بالقرب من ينابيع الأردن , نطق بطرس باعترافه أن يسوع المسيح هو ابن الله الحي(مت 16: 13- 16).

40- بَلُّوطَاتِ مَمْرَا

اسم المكان الذي أتى إليه أبرام بعد اعتزال لوط عنه، إذ جاء “وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون . بنى هناك مذبحاً للرب” (تك 13: 18).

كان ممرا أحد حلفاء إبراهيم ويلقب بالأموري، وهو أخو عانر وأشكول (تك 14: 13، 24)، وكانت هذه البلوطات تنسب لهذا الشيح أو الرئيس.

وظهر الرب لإبراهيم “عند بلوطات ممرا، وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار. فرفع عينيه ونظر وإذ ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة، وسجد إلى الأرض”. واستضافهم، وعمل لهم وليمة كبيرة، وهناك وعده الرب أن يعطيه أبناً من امرأته سارة (تك 18: 1-15).

وفي ممرا عاش إسحق، وفي أواخر أيامه جاءه ابنه يعقوب إلى ممرا، ومن الواضح أيضاً أن هناك مات إسحق (تك 35: 27 و28).

وكانت مغارة المكفيلة التي اشتراها أبرام من عفرون الخثى ليدفن فيها سارة امرأته، “أمام ممرا”، أي إلى الشرق من بلوطات ممرا (تك 23: 17 و19، 25: 9، 49: 30، 50: 13).

ومع أن “ممرا” لا تذكر في الكتاب المقدس خارج سفر التكوين، لكن يبدو أنها ظلت مكاناً هاماً ومزاراً مشهوراً. ويقول “سوزومينوس” (Sozomenus) في تاريخه إنها كانت كذلك في القرن الأول الميلادي لليهود المسيحيين وللوثنيين.

وقد قام الأثريون بالتنقيب في الموقع- الذي يرجح أن بلوطات ممرا كانت فيه – ويعرف الآن باسم “رامة الخليل”، على بعد نحو ميلين إلى الشمال من حبرون. وقد بنى هناك هيرودس الكبير سوراً حول “بئر إبراهيم” يضم مساحة تبلغ 150×200 قدم مربع. وقد دمره فسباسيان الامبراطور الروماني في 68م، وأعاد بناءه الامبراطور هادريان في القرن الثاني، وبنى فيه مذبحاً، وجعل منه مكاناً لعباد ة “هرمس” (عطارد). ولعله أيضاً المكان الذي أقام فيه هارديان سوقاً للرقيق، باع فيه الأسرى اليهود الذين أسرهم في حرب باركوكبا (135م.). وتوجد بالموقع قطع من الفخار ترجع إلى القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد، مما يدل على سكنى بني إسرائيل في المنطقة منذ زمن مبكر.

ولما جاء قسطنطين، هدم المذبح الوثني الذي أقامه هادريان، وبنى كنيسة، ويمكن الآن أن يرى الزائر أطلال تلك الكنيسة وبئر إبراهيم.

41- حَبْرُونَ

اسم عبري معناه “عصبة” أو “حِلف” أو “شركة” وهو اسم مدينة تعد من أهم وأقدم المدن في جنوبي فلسطين، ويطلق عليها الآن اسم “الخليل” وهو اللقب الذي أطلق على “ابراهيم” (يع 2: 23). وتقع المدينة في وادٍ فسيح يرتفع إلى نحو 3040 قدماً فوق سطح البحر، وعلى بعد نحو عشرين ميلاً إلى الجنوب من أورشليم.

 بنيت هذه المدينة قبل بناء صوعن (تانيس) في مصر (عدد 13: 22) وكان يطلق عليها قديماً اسم “قرية أربع”، وقد تعود هذه التسمية إلى انقسامها في وقت ما إلى أربعة أحياء، ويرجع الكتَّاب اليهود بهذه التسمية إلى الآباء الأربعة الذين دفنوا فيها وهم: آدم وإبراهيم واسحق ويعقوب. ولكن بناء على ما جاء في سفر يشوع (14: 15، 15: 13)، فإن هذه التسمية جاءت نسبة إلى “أربع أبي عناق

في عهد الآباء: أتى أبرام وأقام عند بلوطات ممرا “التي في حبرون” (تك 13: 18)، ومن هناك ذهب هو ورجاله وأنقذ لوطاً وعاد به بعد أن هزم كدر لعومر (تك 14: 13)، وهنا تغير اسمه إلى “إبراهيم” (تك 17: 5). وأتى الثلاثة الملائكة إلى إبراهيم في ذلك المكان وأعطوه الوعد بأن يكون له ابن (تك 18: 1- 15). وفي حبرون ماتت سارة (تك 23: 2). فاشترى إبراهيم مغارة المكفيلة ليدفنها هناك (تك 23: 17) كما أمضى اسحق ويعقوب سنين عديدة من حياتهم في حبرون (تك 35: 27، 37: 14). ومن حبرون أرسل يعقوب ابنه يوسف للسؤال عن أخوته (تك 37: 14). ومنها أيضاً نزل يعقوب وأولاده إلى مصر (تك 46: 1). وقد دفن الآباء وزوجاتهم (باستثناء راحيل) في مغارة المكفيلة (تك 49: 30، 50: 13).

والى اللقاء مع الأصحاح الرابع عشر راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

 

تأملات وقراءات فى الصلاة الربانية الجزء الأول

8 ديسمبر 2010


                متى 6: 9- 13  , لوقا 11: 2- 4

                              الجزء الأول

متى 6: 9- 13 

9 «فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي

فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.

9 After this manner therefore pray ye: Our Father which art in heaven, Hallowed be thy name.

 

10 لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ

كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.

10 Thy kingdom come, Thy will be done in earth, as it is in heaven.

 

11 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.

11 Give us this day our daily bread.

 

12 وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ

 نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.

12 And forgive us our debts, as we forgive our debtors.

 

13 وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ.

 لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.

13 And lead us not into temptation, but deliver us from evil: For thine is the kingdom, and the power, and the glory, for ever. Amen.

لوقا 11: 2- 4

2 فَقَالَ لَهُمْ:«مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا:

أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ،

 لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ.  

2 And he said unto them, When ye pray, say, Our Father which art in heaven, Hallowed be thy name. Thy kingdom come. Thy will be done, as in heaven, so in earth.

 
 

3 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،

3 Give us day by day our daily bread.

 
 

4 وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ

مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ

لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».

4 And forgive us our sins; for we also forgive every one that is indebted to us. And lead us not into temptation; but deliver us from evil.

مقدمة

الحقيقة ومن مدة كبيرة جدا وأنا نفسى أتعمق فى الصلاة الربانية وقرأت كتير وسمعت كتير عن شروح وتأملات الكثيرين فى الصلاة الربانية من الآباء القديسين ومن البطاركة والأساقفة والواعظين الخدام وحتى الطوائف الغير أرثوذكسية وحتى الناس الذين تعتبرهم الكنيسة خارجين عنها سواء قدماء أومعاصرين وكلها جميلة ورائعة وتظهر مدى أحساس الأنسان المسيحى بمدى سهولة وصعوبة الصلاة الربانية! فهى صلاة لا يختلف عليها أحد ,تعالوا نتأمل سويا فى الصلاة الربانية ونرد على السؤال هل هى صلاة سهلة أو هل هى صلاة صعبة؟والحقيقة إن أهمالها تقصير كبير وتكرارها فى غير تفكير نقص خطير, تعالوا نشوف.

الحقيقة لو رجعنا فى نفس الأصحاح فى أنجيل متى حنلاقى المسيح بيتكلم من العدد 5 حتى العدد 8 عن الصلاة وكيف تصللى 5«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ،فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ،لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!6وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ.8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوه .فى أوقات كتيرة الصلاة بتبقى شىء صعب للنفس وبنصللى بالعافية ,لكن فى ناس بتحب الصلاة ,ولكن ليس لأن دوافعها صحيحة لكن دوافعها غلط حتى تنال مدح وإكرام من الناس وكان وضع الأنسان الذى يصللى أن يكون واقفا ولذلك السيد المسيح بيقول قائمين فى المجامع ,والمجمع هو مكان العبادة ,ويقول السيد المسيح وفى زوايا الشوارع وليست علشان الظهور فقط وهم يعملونها أصلا وهدفهم أن يظهروا ,لكن بيتحججوا بشىء آخر أنه كان فى ساعات معينة للصلاة عند اليهود ,كصلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة…… وهناك عدد مرات معينة يصللوها وكل مناسبة لها صلوات معينة وفى أماكن معينة مستحب الصلاة فيها مثل المجامع والهيكل كما يقول الطقس ,فلو واحد ييجى ميعاد صلاة الساعة التاسعة وهو فى الشارع ,فيقف على الناصية ويقول أنا بأنفذ الوصية ربنا قال لى صللى فى الساعة الفلانية ,لكن هو مش هدفه الصلاة لكن هدفه كما يقول السيد المسيح لكى يظهروا للناس ,وفى الحال السيد المسيح قال الشىء اللى لازم كلنا نعرفه أننا نصللى فى الخفاء وكأن ربنا ما بيشوفش غير فى الخفاء! وياسلام على تعبير متى صليت تعبير لطيف جدا ,ويحضرنى أنسان بسيط قال لى مرة يا أخى شوف المسيح بتاعنا حلو قد أيه ,وشوف الدين بتاعهم شكله أيه ,ده هو الصبح يصحيهم فى الفجر فى عز الثلج ويطلعهم يروحوا لحد الجامع بره فى الشارع لحد هناك علشان يصللوا وكان بيكررعبارة يصللوا فى عز التلج ,يخليهم يصللوا الفجر الصبح ,لكن شوف المسيح بتاعنا بيقول لك أيه متى صليت ,يعنى وقت ما تحب ,أدخل فى الدفا وأقفل بابك فى الدفا وما تطلعش فى البرد وصللى إلى أبيك الذى فى السموات ,ومع ذلك هما بيصللوا وأحنا ما بنصليش للأسف!,والحقيقة تعبير متى صليت بيعنى أن ربنا مش عايز طقوس وفرائض لكن عايز أرادة حرة تتكلم معه يعنى الصلاة ليست ألزام أوفرض أو واجب وهى ليست شىء الأنسان بيؤديه لمجرد أرضاء الله أو أنه يوفى ما عليه تجاه الله لأن ربنا ليس محتاج لعبودية الأنسان ولا للفروض أو شوية ممارسات الأنسان بيقدمها وكما قلت متى صليت فيها نوع من حرية الأرادة أذا كان الأنسان عايز يصللى وأذا كان حاسس برغبة جواه أو شاعر بأحتياج أنه يصللى فأذا أول درس فى الصلاة أنها تكون بأرادة كلية وبرغبة وبأحساس بهذا الأحتياج وليست عن طريق ضغط أو ألزام كالديانات الأخرى التى يصل فيها الضغط لحد القتل!أو أنها نتيجة أوامر خارجة من غير أرادة الأنسان ولكن الصلاه لابد أن تكون كرغبة من داخل الأنسان وأرادة بداخله وأحتياج للأنسان بيشعر بيه  ,وبعدين المسيح بدأ يتكلم عن تكرار الكلام وطول الصلاة وليس معنى ذلك أن السيد المسيح بينفى طول الصلاة ,لكن بينفى تكرار الكلام وطول الصلاة باطلا وربنا لم يقل عن التكرار ولكن تكلم عن التكرار الباطل ,ولو نظرنا فى الأديان الأخرى وممارساتهم أنهم ممكن يقولوا آيات الذكر ويبدأوا يرددوا كلمة الله حى لحد ما يوصلوا فى غيبوبة ,أذا ما هواش مجرد تكرار ولا طول كلام ,وسمعت واحد بيقول أه يا أخى لما تقف كتير قدام ربنا فربنا يزهق منك فيعطيك اللى أنت عايزه ويمشيك ,ما هو قال كده فى مثل اللجاجة ..لأ.. لأن المسيح نفسه صللى صلوات طويلة وكان يقضى الليل كله فى صلاه ,وسليمان لما وقف يدشن الهيكل صللى صلاة طويله ,والمسيح كان بيكرر عبارات ,لكن المطلوب أن لانكررها باطلا ,يعنى ما نفردش ونطول فى الصلاة ونخللى الناس اللى حوالينا عمالين يشتموا فينا ومتضايقين مننا ونقول أن أحنا بنصلى علشان نظهر قداستنا ولجاجتنا وروحانيتنا العميقة والأنبا صموئيل المتنيح كان بيقول جملة لطيفة قوى :لما تجتمعوا فى الصلاة تصللوا على مستوى أقل واحد فيكم ,يعنى تصللوا بمقدار ما يحتمله أصغر واحد منكم لأنك لو طولت فى الصلاه أللى واقف معاك مش حا يصللى ويبتدى يتأفف ويتضايق وممكن يهينك وممكن يشتمك ,يبقى أنت بدون ما تشعر عملتله عثرة ,ولذلك أياك أن تطيل الصلاة بدون أحتياج وأياك أن تكررالكلام باطلا ,وكل خمس دقايق أبانا الذى فى السموات ونكر أبانا الذى فى السموات ,الحقيقة ما نفرحش بيها لو كنا بنكرها كده ,يعنى ما نفرحش بيها إلا أذا أتقالت من القلب فعلا  وبها أنك شاعر بأحتياج لربنا وشاعر بثقة فى ربنا وثقة فى أستجابة الله ليك ولذلك الصلاة الحقيقية لما قال السيد المسيح صللوا كل حين ولا تملوا مش تطول فى الصلاة وفكرك شاتت بعيد ولا أنت مركز ولا أنت مقدم ذهن صافى ولا مقدم مشاعر حقيقية لربنا ولذلك بيقولك أدخل الى مخدعك وأغلق بابك وليس المقصود باب الحجرة ,ما أنت ممكن تغلق باب الحجرة عليك علشان يقولوا أنت بتصللى ,لكن فكرك مخترق مش باب الحجرة فقط ولكن باب البيت وباب الجيران وباب العمارة وأبواب وأبواب كتيرة ,والمسيح الحقيقة قصده أن تغلق باب الذهن علشان لما تكلم ,تكلم ربنا ولا تكلم الناس اللى حواليك فى الصلاة ولا تحول صلاتك إلى وعظة ,ولكن كلم ربنا يمشاعر أحتياج ,ولذلك أذا كانت طبيعة الله محبة فهو بيعرف كل ما نحتاجه ولذلك لا نتقدم فى الصلاة علشان نقرفه ونزهقه ونزعجه أو نرغمه أنه يستجيب لصلواتنا لكن ..لأ.. نحن نتقدم ونقول له أحتياجتنا لأنه قال كده أعلم ما تحتاجون أليه ,ولو أنت حاولت تعبر عن اللى جواك لربنا فربنا هو أكتر واحد وحتى أكتر منك أنت نفسك فاهم كويس أيه اللى جواك حتى لو مش عارف تعبر عنه أو حتى اللى ستقوله تخيل! ,وربنا بيقوللك قول وأنا عارف اللى أنت ستقوله ,واللى أنت عايز تقوله لى قوله فى ثقة وبساطة ,لأنك لما بتقوله لى بالرغم أن أنا عارفه ,فأنت بتعلن أحتياجك ليا وبتعلن ثقتك فيا ,وأوضح أكتر الصلاة أعلان أحتياج وثقة فى الله ,فلما بتقول يا رب أنا محتاج لك ,تقول يا رب أنا واثق فيك ,ولوقلت الكلمتين دول فقط بقلب مستقيم كفاية ,احسن ما تصللى ساعة أو ساعتين أو ثلاثه أذا ليس بطول الكلام ولا بتكرار الكلام لكن نتقدم لربنا ونعلن له ثقتنا ورجائنا فيه .

ولو رحنا لأنجيل القديس لوقا البشير وفى نفس الأصحاح وعلى حسب عادة القديس لوقا أنه دائما كان يظهر السيد المسيح فى كل عمل من الأعمال التى ظهر فيها فى حياته على الأرض ففى العدد الأول أن السيد المسيح كان بيصللى  ورأينا ساعة المعمودية فى نهر الأردن تعبير وأذ كان يصللى ولما كان فى التجربة على الجبل وحتى لما أختار تلاميذه الأثنى عشر وحتى قبل ما يسأل التلاميذ ماذا يقول الناس عن أبن الأنسان وقال له بطرس أنت هو أبن الله كان أيضا بيصللى من أجل أن الآب السماوى يعلن للتلاميذ عن شخصه ,فبأستمرار معلمنا لوقا بيظهر المسيح فى مواضع كثيرة أن عمل المسيح هو الصلاه ورأينا أن المسيح كان فعلا بيصللى ليس لمجرد أنه يعلمنا أن نصللى لكن لأنه فعلا كان بيشفع فى البشرية وبيطلب من أجل البشرية ولما لاحظ التلاميذ كثرة صلوات السيد المسيح ومدى السلام والفرح والبهجة والعلاقة والشركة التى تكون بينه وبين الآب فى كل مره بيصللى ولذلك تقدم واحد من التلاميذ وقال له علمنا يارب نصللى أحنا كمان ,والحقيقة قد تكون البداية نوع من تقليد السيد المسيح الذى يصللى مرارا كثيرة أو كما قال التلميذ له كما علم يوحنا أيضا تلاميذه ,كأحساس منهم أن الصلاة ممكن يتعلمها الأنسان ويمارسها ,كما قلت قد يبدأ الموضوع بالتقليد ,لكن السيد المسيح بدأ يعلمهم ويعطيهم مجموعة دروس فى مدرسة الصلاة ويعلمهم بعض المبادىء عن معنى الصلاة وكيف يصللى الأنسان وماذ يقول الأنسان فى الصلاة والشىء العجيب جدا أن العهد القديم كله لو نظرنا فيه نلاقى أنه لا يوجد وصية فى العهد القديم بتقول صللى سواء فى سفر الخروج أو سفر التثنية أو فى سفر العدد أو فى سفر اللاويين ,لكن قال أعبد الرب إلهك ,الرب هو واحد ,أذكر يوم السبت لتقدسه ولا تسرق ولا تقتل ولا تزنى … لكن لا يوجد وصية خاصة بالصلاة وبالرغم أنه لا يوجد وصية خاصة بالصلاة ,لكن نجد أن كل الناس الذين عاشوا مع ربنا فى العهد القديم قد عاشوا حياة الصلاة بالرغم من عدم وجود وصية بالصلاة أذا الصلاة هى عشرة وهى أحتياج يشعر به الأنسان ولذلك بيعيشه كشىء طبيعى أنه يريد أن يكلم ربنا وأنه يتفاعل مع الله بأستمرار ولذلك نرى حياة أبراهيم أبو الأباء مليانه بصلوات كثيرة وكذلك حياة موسى وحياة أيليا وحياة دانيال وأشعياء وأرميا ,وأى واحد عاش مع الله كانت الصلاة شىء أساسى وركن جوهرى جدا فى حياته كأحساس بأحتياج لربنا الإله الذى يسير معه ويريد أن يكلمه ويشعر بهذه الشركة وهذه العشرة مع الله ,حتى أن داوود من كتر ما صللى قال فى مزمور 109: 4  4 بَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَنِي. أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ. يعنى هو اصبح صلاة لما حاول يعبر عن نفسه وعن شدة أحتياجه لربنا وألتصاقه بهذه العشرة بالله فقال أما أنا فصلاه ,وكما قلت قد يبدأ الموضوع بأنه نوع من التقليد بنصللى زى الناس التانية بتصللى لمجرد رغبة فى التقليد لكن فى واقع الأمر يكتشف الأنسان أن هذه الصلاه أحتياجه لعشرة حقيقية وشركة وعلاقة قوية بينه وبين الإله الذى يتبعه والذى يترجاه وواضع رجاءه فيه .  

لماذا أطلق عليها الصلاة الربانيه؟

تنسب هذه الصلاة ألى الرب يسوع ومن أجل ذلك سميت الصلاة الربانية ولكنها ليست الصلاة الوحيدة التى تنسب أليه ,لأن الكتاب المقدس يذكر لنا صلوات كثيرة رفعها السيد المسيح منها المذكور تفصيلا ومنها المشار أليه أنه صللى دون ذكر الكلمات التى نطق بيها ,فهو كثيرا ما صللى فوق الجبل ,ولكن هناك صلوات مختلفة فى مناسبات متنوعة ذكرها لنا الكتاب المقدس :

1-صلاة حمد كما فى أنجيل متى 11: 25- 26 25فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. 26نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ.

2-صلاة شكركما فى يوحنا 11: 41- 42 41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».

3-صلاة جثيمانى كما فى متى 26: 39- 44 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ،وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ،إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ،وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً،فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا،فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». 43ثُمَّ جَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَيْضاً نِيَاماً،إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً. 44فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضاً وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلاً ذَلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ.

4-صلوات الصليب كما فى لوقا 23: 34 34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اقْتَرَعُوا عَلَيْهَا.وكما فى متى 27: 46 46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي،إِيلِي،لَمَا شَبَقْتَنِي ؟» أَيْ: إِلَهِي،إِلَهِي،لِمَاذَا تَرَكْتَنِى؟

أما الصلاة الربانية فتختلف عنها لأن السيد المسيح لم يرفعها إلى الآب بل علمها لتلاميذه وكما نوهت بعاليه أن الصلاة الربانية ذكرت فى أنجيل متى وأنجيل لوقا وقد نجد أختلافا طفيفا بين الصلاتين فى البشارتين ,لعل هذا الأختلاف اللفظى يوضح لنا مقدار ما يهدف أليه السيد المسيح من التمسك بالمعنى دون الألتزام بحرفية الصلاة ,فنجد الصلاة الربانية المذكورة فى متى نطق بها المسيح ضمن العظة على الجبل وقد ألقاها المسيح  على التلاميذ والجماهير وذلك فى الجليل , أما الصلاة الربانية التى ذكرها لوقا البشير فقد نطق بها المسيح استجابة لطلب أحد التلاميذ بأن يعلمهم الصلاة كما علم يوحنا تلاميذه ,ولعل هذا التلميذ لم يكن حاضرا المرة الأولى فى الجليل على الجبل ,وها هو ينتهز الفرصة فى اليهودية بعد عودة المسيح من صلاته على أنفراد ويطلب يا رب علمنا نصللى .

ماهى مشتملات الصلاة الربانية؟

تتضمن الصلاة الربانية: إبتهالات – وطلبات سبع – وتسبحة ختامية

الأبتهالات فهى واضحة فى العبارة ” أبانا الذى فى السموات” وأولى الكلمات فيها أبانا ,تشعرنا بأننا أبناء و بأن لنا أخوة وباقى العبارة الذى فى السموات ,كلمات ترفع قلوبنا وأفكارنا إلى السماء حيث هناك الآب الذى نناديه ونناجيه ,أب واحد سماوى وليس آخر.

الطلبات السبع تنقسم إلى قسمين 1- الثلاث طلبات الأولى تختص بالله وهى “ليتقدس أسمك – ليأتى ملكوتك – لتكن مشيئتك” يعنى هى طلبات تامة فى السماء ونطلب تمامها على الأرض “كما فى السماء كذلك على الأرض”وهذه الطلبات تجعلنا نشخص إلى السماء ,وهى تمجيد للثالوث الأقدس فى الإله الواحد “ليتقدس أسمك أيها الآب , ليأتى ملكوتك أيها الأبن , لتكن مشيئتك أيها الروح القدس وفى هذه الطلبات أيضا نتهلل ونطلب فنحن نطلب قداسة أسمه وإتيان ملكوته ونفاذ مشيئته ولكننا فى الواقع أكثر من أن نقدمها كطلبات إننا نرفعها تهليلات إذ ندعو لأنفسنا أبا وملكا وسيدا 2- الطلبات الأربع الأخيرة تختص بنا نحن البشر وهى ” خبزنا….. أعطنا – وأغفر لنا ذنوبنا …. كما نغفر – ولا تدخلنا فى تجربة – ولكن نجنا من الشرير” وهذا التقسيم يشبه إلى حد قريب لوحى العهد حيث نرى الوصايا التى تختص بالله على اللوح الأول والوصايا التى تختص بالواجبات نحو البشر على اللوح الثانى ,وعلى الألواح نجد أصبع الله تكتب وهنا نجد الله المتجسد الذى كتب قديما يتحدث. والطلبات السبعة هى سبع حلقات متصلة ,فمتى تقدس أسم الآب بين الناس أتى ملكوته ومتى حل هذا الملكوت تمت مشيئته وهو كآب يعطينا الخبز وكملك يغفر لنا ذنوبنا ,وكسيد ينقذنا من التجارب بقوة مشيئته .وهذه الطلبات أيضا تتعلق بأحتياجاتنا الروحية والجسدية هنا على الأرض ففى السماء لا يأكلون ولا يحزنون ولا يجربون,أما هنا فنحن نحتاج إلى الخبز وغفران الذنوب والنجاه من التجربة ومن الشرير ,وهذه الطلبات الأربعة الأخيرة أول أثنين “الخبز وغفران الذنوب “تجعلنا نشخص إلى الأرض والأثنين الآخرين “التجربة والنجاه من الشرير” تجعلنا نشخص إلى الهاوية, وهذه الطلبات هى إنقاذ للجسد والنفس والروح فى الأنسان الواحد لكى ينال ما يحتاجه من طعام وسلام وحياة.

التسبحة الختامية تأتى بعد الأبتهالات والطلبات السبع “لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين” بمعنى أنها تسبحة شكر وهى قرار لمطلع الصلاة ,فالمجد لأسمه , والملك لملكوته , والقوة لمشيئته ,”إلى الأبد” بمعنى إنه الآب الأزلى والآب الأبدى الذى له الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين. ومع كلمات الختام نطلب ثم نتهلل نطلب أحتياجاتنا ونتهلل بملكه وقوته ومجده ونحن نثق أن فيه كآب وكملك قوى ممجد ,قضاء كل اعوازنا وأحتياجاتنا.

ما هى مميزات الصلاة الربانية؟

هى صلاة ممتازة

هى صلاة أجابة لصلاة”يا رب علمنا أن نصلى ..فقال لهم متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السموات  …..”. يعنى هى صلاة تفوق صلوات الآباء والقديسين والأنبياء والرسل والملائكة لأنها من فم المسيح الذى أسمه فوق كل أسم وصلاته فوق كل صلاة ,فهو وحده أبن الله وأبن الأنسان وكأبن الله يعرف ما يمجد الله وكأبن الأنسان يعرف أحتياجات الأنسان ,فصلاته أذا جامعة كاملة , وجامعه يعنى أننا نجد فيها كل صلاة ,وأنها تروى كل مواضيع الفكر ,ومعنى كامله أى أنها تتناول السماء كما الأرض تبدأ بربنا الأذلى وتنتهى بالأبد.

هى صلاة مركزة

فهى تحوى معانى كثيرة فى كلمات قليلة, يعنى كل كلمة فيها يمكن أن يصرف الأنسان فيها حياته متأملا ويمكن يقرأ عنها للمفسرين كثيرا ,والحقيقة هذه هى قدرة يسوع المسيح العجيب إنه يجمع المجلدات فى كلمات ويضع المعانى النادرة فى عبارات لا تستجمعها الحياة بأسرها ومع ذلك فهى لا تستغرق منا سوى الوقت القليل النادر.

هى صلاة مثالية

فكلمة “فصلوا أنتم هكذا” إنها المثال الأعلى والنموذج الفريد لصلواتنا ,أولا إن فيها مجد الله ,وتأتى حاجة البشر بعد ذلك ,يعنى هى بتبدأ بالآب السماوى وتتبع ذلك الشكر والطلب والعتراف وتختم أيضا بالشكر أيضا والتمجيد,وأذا أردنا أن نصللى يجب أن نتطلع إلى النموذج يعنى أن المثال قبل أن يصنع تمثاله والنحات قبل أن يعمل بأزميله والمهندس قبل أن يشيد البناء ,فجميعهم يتطلعون للنموذج قبل أن يبدأوا عملهم كمال قال القديس يعقوب فى رسالته 4: 3 3 تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيّاً لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ.أذا فلنسرع إلى النموذج والمثال.

هى صلاة العهد الجديد

مما لاشك فيه أنه كانت هناك صلوات كثيرة قبل هذه الصلاة كانت ترفع ولسنا نشك أن التلاميذ كانوا يعرفون صلوات أخرى فهم قد سمعوا الصلاة التى علمها يوحنا المعمدان لتلاميذه , ولكن أرادوا أن تكون لهم صلاة جديدة متميزة بطابع العهد الجديد ومن فم المعلم العظيم يسوع المسيح “يا رب علمنا أن نصللى كما علم يوحنا أيضا تلاميذه” الحقيقة شكرا لهذا التلميذ الذى طلب هذا إننا مديونون له بهذه الصلاة الجميلة .. الصلاة الربانية

ما هى ممارسات الصلاة الربانية؟

الحقيقة يخطىء كل الخطأ الناس الذين ينصرفون عن الصلاة الربانية كل الأنصراف بدون أن تأتى على ألسنتهم ويخطىء الذين يذكرونها على ألسنتهم مرارا وتكرارا دون أن تكون لمعانيها أثرا  فى أفكارهم ونفوسهم,السيد المسيح علمنا إياها ,وبكل التأكيد أن الآب السماوى يسر أن يسمع منا كلمات أبنه ,يعنى هى صلاة يجب أن يمارسها الجميع كجمع كما يمارسها الفرد ,فهى قيلت للتلاميذ وهى فى عباراتها تتضمن المجموع “أبانا..ذنوبنا..نجنا..وأغفر لنا…” يهنى هى صلاة الكنيسة مجتمعة فهى صلاة مشتركة ,وهى صلاة جمهورية للجميع ,فممكن الفرد أن يصليها وأن كان يرددها بكلمات الجمع ,يعنى لو تأملنا لحظة يعنى يحس وهو على أنفراد أنه يصللى مع أخوته فى الكنيسة غير المنظورة ,وأنت فى المخدع تصللى الصلاة الربانية ويمكنك أن تقول “أبانا..ذنوبنا..

نجنا..وأغفر لنا…” ,وأن تتذكر الكنيسة مجتمعة معك ,فأنت تصلى لأجلها كما هى تصلى لأجلك , الحقيقة هى صلاة يمكن لجميع الناس أن يجدوا  فيها حاجاتهم وكفايتهم,فهى تشعر كل من يصليها بتعزية وسلام وراحة علشان أنت بتبدأ بالتحدث مع آب سماوى دائم وليس مع إله رهيب ومرعب بل مع آب حنون موقر أبدى قادر أن يهب البشر جميعا كل أحتياجاتهم, كما قلت الصلاه الربانية نموذج لصلواتنا وفقا لقول السيد المسيح “فصلوا أنتم هكذا” ولكنها هى أيضا فى ذاتها صلاة وفقا لقول السيد المسيح أيضا “ومتى صليتم فقولوا” ,هى صلاة مع صغرها تصل إلى أعماق الروح فهى صلاة المؤمن اليومية ,فهى صلاة عميقة وروحية وأن شئنا أن نرفع صلوات مقبولة فلتكن من هذا الطراز ,فأن صلاة المظهر بالتمتمة الكثيرة والحركات الملفتة للنظر تؤثر فى عيون الناس وفى آذانهم ولكن الصلاة بالروح والحق تظهر فى المشاعر الداخلية التى تظهر تنهدات حقيقية خارجة من أعماق القلب ,أخوتى صلاة المظهر هى صلاة المرائين الذين يثقون فى أنفسهم أنهم أبرار وهم قبور مبيضة من الخارج وصلاة الروح هى صلاة أبناء الله الذين يخافون أسمه.

وهنا أنتهت المقدمة والى اللقاء مع الجزء الثانى راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

 

تأملات فى سفر أيوب الأصحاح الثانى

8 ديسمبر 2010

 

1 وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا 

أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي

وَسْطِهِمْ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ.

1 Again there was a day when the sons of God came to present themselves before the LORD, and Satan came also among them to present himself before the LORD.

 

2 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟»

فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «مِنَ الْجَوَلاَنِ

فِي الأَرْضِ، وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا».

2 And the LORD said unto Satan, From whence comest thou? And Satan answered the LORD, and said, From going to and fro in the earth, and from walking up and down in it.

 

3 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟

 لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ

 وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ. وَإِلَى الآنَ

هُوَ مُتَمَسِّكٌ بِكَمَالِهِ، وَقَدْ هَيَّجْتَنِي عَلَيْهِ لأَبْتَلِعَهُ بِلاَ سَبَبٍ».

3 And the LORD said unto Satan, Hast thou considered my servant Job, that there is none like him in the earth, a perfect and an upright man, one that feareth God, and escheweth evil? and still he holdeth fast his integrity, although thou movedst me against him, to destroy him without cause.

 

4 فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ:

«جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لأَجْلِ نَفْسِهِ.

4 And Satan answered the LORD, and said, Skin for skin, yea, all that a man hath will he give for his life.

 

5 وَلكِنْ ابْسِطِ الآنَ يَدَكَ وَمَسَّ عَظْمَهُ

وَلَحْمَهُ، فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ».

5 But put forth thine hand now, and touch his bone and his flesh, and he will curse thee to thy face.

 

6 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ:

«هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ».

6 And the LORD said unto Satan, Behold, he is in thine hand; but save his life.

 

7 فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ،

وَضَرَبَ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ مِنْ بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ.

7 So went Satan forth from the presence of the LORD, and smote Job with sore boils from the sole of his foot unto his crown.

 

8 فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ شَقْفَةً لِيَحْتَكَّ بِهَا

وَهُوَ جَالِسٌ فِي وَسَطِ الرَّمَادِ.

8 And he took him a potsherd to scrape himself withal; and he sat down among the ashes.

 

9 فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ:

«أَنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ بَارِكِ اللهِ وَمُتْ!».

9 Then said his wife unto him, Dost thou still retain thine integrity? curse God, and die.

 
 

10 فَقَالَ لَهَا: «تَتَكَلَّمِينَ كَلاَمًا كَإِحْدَى الْجَاهِلاَتِ!

 أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟».

فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ بِشَفَتَيْهِ.

10 But he said unto her, Thou speakest as one of the foolish women speaketh. What? shall we receive good at the hand of God, and shall we not receive evil? In all this did not Job sin with his lips.

 

11 فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابُ أَيُّوبَ الثَّلاَثَةُ بِكُلِّ الشَّرِّ

 الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ، جَاءُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ مَكَانِهِ:

أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ،

وَتَوَاعَدُوا أَنْ يَأْتُوا لِيَرْثُوا لَهُ وَيُعَزُّوهُ.

11 Now when Job’s three friends heard of all this evil that was come upon him, they came every one from his own place; Eliphaz the Temanite, and Bildad the Shuhite, and Zophar the Naamathite: for they had made an appointment together to come to mourn with him and to comfort him.

 

12 وَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ مِنْ بَعِيدٍ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ،

فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا، وَمَزَّقَ كُلُّ وَاحِدٍ جُبَّتَهُ،

 وَذَرَّوْا تُرَابًا فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ نَحْوَ السَّمَاءِ،

12 And when they lifted up their eyes afar off, and knew him not, they lifted up their voice, and wept; and they rent every one his mantle, and sprinkled dust upon their heads toward heaven.

 

13 وَقَعَدُوا مَعَهُ عَلَى الأَرْضِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ

وَسَبْعَ لَيَال، وَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ بِكَلِمَةٍ،

لأَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّ كَآبَتَهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا.

13 So they sat down with him upon the ground seven days and seven nights, and none spake a word unto him: for they saw that his grief was very great.

 1*و2*وبعد حوالى سنة من فقدان أيوب كل ما له ,بيقول الكتاب وكان فى ذات يوم ,يعنى فى يوم معين ,وهنا مازال نفس المنظر بيتكرر الشيطان يجول ملتمس من يبتلعه ,وكلمة الجولان فى الأرض لأن الشيطان لا يوجد عنده أستقرار ولا يستطيع أن يهدأ فى مكان .

هنا الله الفاحص كل شىء والكاشف كل شىء فهو عارف فكر الشيطان وعارف الشيطان عايز أيه وبيدبر أيه و كيف يخطط .

3*العجيب هنا أن الشيطان مازال مستمر فى الشكاية ,بالرغم أن أيوب كسب الجولة الأولى وأعلن أنه مجانا ومن أجل الحب يتقى الله ,لكن الشيطان لا يستسلم ولذلك فى سفر الرؤيا 12: 10 يقول 10وَسَمِعْتُ صَوْتاً عَظِيماً قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلَهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلَهِنَا نَهَاراً وَلَيْلا. يعنى الشيطان بيشتكى ليلا ونهارا إلى يوم الدينونه مستمرا ولا يعترف أنه أخطأ أو أنه أنهزم ولذلك الشيطان ليس له توبة كما نرى ,والمفروض أن الشيطان يقر أن أيوب فعلا بار ويتقى الله مجانا وأنا غلطان ,والحقيقة الشيطان لا يقول أبدا أنا غلطان ,وفى ناس كتير ومنهم رجال دين ومبشرين ووعاظ عندما يخطئوا يتمثلون بالشيطان وعمرهم ما يقولوا أنا غلطان وبتكون توبتهم مستحيلة وخلاصهم بعيد المنال لأن أنا مش غلطان دائما بداخلهم وأصبحت ملازمة لهم,وكما قلت لذلك الشيطان ليس له توبة وليس له خلاص وهولازال يشتكى ليلا ونهارا,مرة تانية بيشتكى ولكن الله بيشهد لأيوب أنه ليس مثله على الأرض وهو رمز للسيد المسيح الذى هو أبرع جمالا من بنى البشر الذى لا يوجد مثاله والله بيوصفه بالأربع صفات مرة تانية , كامل ,مستقيم , يتقى الله , ويحيد عن الشر .. طيب الصفات دى صعبة يا ترى  أنك تكون كامل ومستقيم وتتقى الله وتحيد عن الشر ,أكيد لأول وهلة صعبة جدا,ولكن ليست مستحيلة فها هو أيوب الذى كان قبل عصر النعمة والله شهد له بذلك ,أذا كان أيوب أستطاع أن يحقق ذلك وهو لم يرى مخلصنا يسوع المسيح أو يتمتع بالخلاص فأكيد أى واحد فينا يستطيع ذلك بعد أن أصبحنا فى عصر النعمة ونتمتع بالخلاص أذا فلنبدأ قبل فوات الأوان!, والحقيقة لو نظرنا لهذه الأربع صفات نجد أن أيوب الذى لم يكن من شعب أسرائيل والذى لم يكن له ناموس ولا يعلم عنه شيئا ,لكن كان عايش الناموس! طيب هو الناموس بيتلخص فى أيه ؟ الحقيقة فى كلمتين 1- تحب الرب ألهك 2- وتحب قريبك مثل نفسك , يعنى فى علاقة الأنسان بالله وعلاقة الأنسان بالأنسان وهذا ما كان ينفذه أيوب ,رجل كامل ومستقيم ويتقى الله ويحيد عن الشر ,فهو له علاقة بربنا سليمة وله علاقة بأخوه سليمة ,يعنى كان عايش الناموس وبيتممه وكان عايش حياة البر بالرغم أن الأبرار عملة نادرة جدا جدا ,يعنى كون أن فى واحد يحيا حياة البر هذا لن تجده ولو ذهبنا لسفر التكوين أيام سادوم وعامورة لما وقف أبراهيم يطلب من الله من أجل الأبرار أن لا يهلك المدينة وقال فى تكوين 18: 23- 33 23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟» 26فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». 27فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ.28رُبَّمَا نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً. أَتُهْلِكُ كُلَّ الْمَدِينَةِ بِالْخَمْسَةِ؟» فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ». 29فَعَادَ يُكَلِّمُهُ أَيْضاً وَقَالَ: « عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». 30فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ ثَلاَثُونَ». فَقَالَ: «لاَ أَفْعَلُ إِنْ وَجَدْتُ هُنَاكَ ثَلاَثِينَ». 31فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عِشْرُونَ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». 32فَقَالَ: «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ». 33وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ. يعنى لم يجد حتى العشرة فى المدينة كلها يعنى الأبرار عملة نادرة جدا جدا وكما قال بولس الرسول فى الرسالة لأهل رومية 3: 10- 12 10كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.ويقول أيضا فى نفس الأصحاح 23  23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ ,لكن هنا الله بيشهد ببر أيوب ,وأن أيوب عملة نادرة جدا ,لأنه يندر وجود أبرار فى العالم ,لكن كانت المواجهه ما بين الله وما بين الشيطان ,وهنا مجال المعركة مابين الله وما بين الشيطان كان مجالها أيوب يعنى أيوب كان أرض المعركة ,وأرجوا أن نلاحظ أن أيام أيوب كانوا يعتقدوا أن هناك ألهين واحد للشر والآخر للخير وأن الأتنين بيتصارعوا مع بعضهم ..لأ.. طبعا لأنه لا يوجد ثنائية فى الآلهه ولا يوجد أن الشيطان يواجه الله والأثنين على نفس المستوى والحقيقة سفر أيوب بيورينا هنا أن الشيطان مجرد شخص مثير للمتاعب والمشاكل ولكن تحت سلطان الله يعنى لا يوجد ثنائية ولا يوجد إله للشر وإله للخير والأثنين بيتصارعوا ومجال معركتهم الأنسان ,وفى كثير من الأحيان نجد البعض يقولون لما إله الخير ينتصر عندها الأنسان يعمل كويس ويعمل العكس لو إله الشر أنتصر ..لأ.. الموضوع مش كده خالص وهذا جمال سفر أيوب يرينا سلطان الله المطلق ,أنه كاشف الشيطان وأنه لما بيسمح للشيطان بيسمح له بحدود معينة والأجمل من كده أنه يورينا أن الله يحول كل شىء حتى من الألم إلى مجد وخير للأنسان ,وكل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ,وبالرغم أنه يقول للشيطان أن أيوب أنسان بار ومستقيم ويتقى الله ويحيد عن الشر وإلى الآن هو متمسك بكماله و مجانا فعلا بيتقينى وقد هيجتنى عليه بلا سبب ,وكلمة بلا سبب من الخطورة ,طيب يا رب ما أنت عارف بلا سبب طيب ليه هيجت عليه ,يعنى أنت بتسمع كلام الشيطان ,والحقيقة..لأ.. فكلمة بلا سبب تعنى بلا سبب عندك أنت يا شيطان ,وان الشكاية التى تقدمها عنه لا يوجد أى سبب من الأسباب تستطيع أن تثبت شكايتك وأن موضوع قضيتك خسران ولا تستطيع أن تشتكى عليه بسبب ,ولكن هناك أسباب عند ربنا وهى التى سمح لأيوب أن يدخل من أجلها فى التجربة وليست أسباب من الشيطان لأنه لا يوجد عنده سبب وليس لديه أى مستندات للشكاية ,فالله هو الذى يبرر ولذلك يقول بولس الرسول فى رومية 8: 33 و34 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! 34مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا! يعنى مين اللى يقدر يشتكى على المختارين من الله أذا كان ربنا هو اللى بيبررهم ومين يدينهم أذا كان المسيح الديان مات من أجلهم ,فكيف يصبح علينا دينونة ,ولذلك يقول للشيطان أنت بلا سبب ,ولكن من جهتى أنا فى معاملاتى مع أيوب فى أسباب ولذلك لا نقول أن أيوب كان مجال للمعركة بين الله وبين الشيطان أو رهان بين الله وبين الشيطان ..لأ.. ربنا فعلا كان يريد أن يدخل أيوب فى هذه التجربة لأن له أسباب ويريد أن يفيده بشىء, يعنى فى حاجة معينة عايز يعملها فى أيوب وهذا ما سنراه فى آخر السفر أن فعلا الله يحول كل ألم إلى مجد ,فهو أولا نقى أيوب ونظفه من نقطة الأعتماد على الذات والبر الذاتى ,وثانيا أنه عرفه نفسه ,فلما واحد يدخله ربنا فى أمتحان ,وفى الأمتحان الأنسان بيعرف نفسه كويس وطبعا أوقات كتيرة الطلبة بتقول أنا مذاكر كويس ونرد عليهم لو أنت مذاكر كويس فالأمتحان هو اللى يورينا ,فدخولك الأمتحان سيعرفك أذا كنت مذاكر كويس وإلا لأ فربنا لما أمتحن أبراهيم ولما أمتحن أيوب مش لأن ربنا عايز يعرف النتيجة لأ لأن ربنا عارف النتيجة مسبقا لكن يريد أن يجعل كل واحد يعرف نفسه ويقول له أنت مستواك أيه وأنت درجتك أيه كما يقول بولس الرسول لكورونثوس الثانية 13: 5  5جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ، إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ؟ وكلنا بنقول عندنا أيمان لكن لما بندخل فى التجربة بيبان الأيمان بتاعنا أذا كان فى وألا لأ, وهنا ربنا عرف أيوب نفسه وكشف أيوب على حقيقته ,ثالثا وهى الأهم أن أيوب عرف ربنا من خلال التجربة وأستطاع أن يرى الله وقال له العبارة الشهيرة فى أيوب 42: 5 5بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.فمن خلال الألم يستطيع الأنسان أن يعاين الله وأن يرى الله وهذا كان الهدف الأجمل والأسمى ,أن أيوب يتنقى ,أن أيوب يعرف نفسه , أن أيوب ينكشف إليه رؤية الله ويصل إلى هذا المجد ,والهدف الأعلى والأعلى من هذا هو ما سنراه أن أيوب صار مثالا لشخص السيد المسيح .. فمن جهة الشيطان بيقول له ربنا أنت بلا سبب ,ولكن من جهة معاملاتى مع أيوب أنا سأستفيد من كل شىء فالتجربة والألم والتعب و هذا الدرس لن يمر على أيوب مر الكرام , و أكيد لابد أن يخرج منه بأستفادة مادية ونفسية وروحية .

4*الشيطان بيقول لربنا مثل جلد فى جلد أى كنوع من المبادلات التجارية ,ويضيف أن الأنسان ممكن يفرط فى جلد غيره يعنى ممكن يفرط فى الغنم وممكن يفرط فى محصول وممكن يفرط فى الأولاد لكن جلده هو لأ يعنى ممكن يضحى بالكل من أجل نفسه كما يقول المثل تهين قرشك ولا تهين نفسك ,فلما التجربة تيجى فى الأولاد ماشى ولما تيجى فى الممتلكات ماشى ولكن تيجى فيه هو لأ هنا الموقف صعب زى ما بيقول العامة اللى بيجى فى الريش بقشيش لما بتحصل حادثة أو…. وهنا الشيطان أوضح أنت سمحت أن ألمس جلد غيره ,لكن جلده هو لم يلمس ولذلك نفس أيوب لديه أهم من الأشياء التى فقدها وكل ما للأنسان يعطيه عن نفسه.

5* ويضيف الشيطان مس جسده فيجدف عليك ,يعنى الممتلكات والأبناء يتعوضوا و ممكن يقنع نفسه بهذا لكن هو أو تمسه هو شخصيا سيجدف عليك وهنا تبتدى التجربة ترتفع لمستوى أعلى , ونرى أيضا ربنا بيعطى سلطان للشيطان لكن بحدود .

6* وهنا قال ربنا له ها هو فى يدك لكن أحفظ نفسه يعنى ليس لك سلطان الموت عليه والحقيقة جميل أننا أمام هذه الآية لأن بعض الناس بتفتكر أن الشيطان له سلطان الموت ..لأ.. مالوش سلطان للموت ,والوحيد الذى له سلطان الموت هو الله ,ولذلك القديس يوحنا ذهبى الفم عندما يقول عبارته الشهيرة (ليس لأحد سلطان عليك ولا يقدر أحد أن يؤذيك إلا نفسك ) يعنى الشيطان مالوش سلطان عليك , والله أن كان بيسمح للشيطان بيسمح له فى حدود ,لكن الله هو المهيمن والمسيطر على الخليقة وعلى كل الكون ,والله هو الذى يحدد لحظة موت الأنسان ,يعنى يا شيطان ليس لك سلطان وما تقدرش تعمل حاجة .

7* الشيطان أخذها فرصة وراح ضارب أيوب بالقرح يعنى كل جسمه قرح وكأنه ضرب كل الجسد ولا يوجد موضع يستطيع أيوب أن يستريح عليه ألم فظيع لأنه مضروب من رجله لحد رأسه الحقيقة صعب جدا أن الأنسان ما يقدرش يستريح لأن كله مصاب ,والحقيقة أنا قرأت أراء كثيرة فى المرض الذى أصيب به أيوب ,فبعضهم قال أنه مرض الجزام والبعض الآخر قال مرض الحمرة , والبعض قال أنه داء الفيل ,لأن كل هذه الأمراض بتعمل قرح (دمامل) فى الأنسان وهذه القرح بتبقى مؤلمة ويبقى الأنسان عايز يهرش فيها وكل ما يهرش فيها تتقرح أكثر .

8* يعنى أخذ قطعة فخار (شقفة) علشان يحك بيها جسمه من شدة الألم ,والعجيب هنا أنه مش فى موضع واحد فى الجسم أيد أو رجل أو … لأ ده كل الجسم وحا يحك فين وألا فين ,فالألم عندما يتحول من ألم نتيجة فقد الممتلكات والأشخاص إلى ألم يمس الأنسان ذاته جسديا والحقيقة ألم شامل لو تخيلنا مقداره فهو لا يستطيع أن يهدأ ليل ولا نهار ولدرجة أنه لما أخذ قطعة الفخار ليحتك بها جلس على الرماد وهو أنهم زمان كانوا يكوموا الزبالة فى كوم ويتخلصوا منها بالحرق وما يتبقى من الحريق هو الرماد ,يعنى جلس على كل الزبالة أو مخلفات الزبالة بعد الحريق ولذلك جاءت الآيه الجميلة فى مزمور 113 : 7  7الْمُقِيمِ الْمَسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ الرَّافِعِ الْبَائِسَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ. يعنى هو وصل ألى درجة المزبلة أنه يجلس على رماد الزبالة , من أعظم رجل فى بنى المشرق إلى أنسان مطروح على كوم الزبالة ,فالتجربة جاءت ومست عظمه ولحمه ولكن ليس هذا فقط لكن التجربة الأخطر فى الذين معه ! .

9*أمرأته قالت ها أنت متمسك بعد بكمالك بعد كل اللى حصل لك ولسه متمسك بالقيم وبالمبادىء و بالحياه الروحية ومعرفتك بربنا شوف عملتلك أيه أفادتك بأيه ,كمالك ده سبب لك أيه وفين ربنا ده اللى أنت متمسك بيه ,وقالت بارك الله ومت ,والحقيقة كلمة بارك بالعبرانية برك وهى تعنى شيئين أما البركة وأما التجديف ,فمثلا تقول لواحد مع السلامة وهى تعنى حاجة من الأثنين إما أنك بتدعيله بالسلامة ترافقه أو أنت قرفان منه وزهقان منه وعايز تبعده وهو نفس اللفظ برك فى العبرانية ولذلك فى بعض الترجمات تكتب جدف على الله ومت وجدف يعنى يا تنهى حياتك بالموت وتنتحر أو نتيجة التجديف الذى ستجدفه على ربنا يقوم ربنا يموتك وفى كلتا الحالتين أنت حا تموت لأن الحل بالنسبة لك ومفيش حل آخر غير الموت وأكيد هى طبعا عايزة تخلص منه فهو مشكلة بالنسبة لها ,أذا كانت التجربة الأشد تأتى من معينته ونظيرته كما جعلها الله تكون معينا نظيرا وهى هنا للأسف أتت لتقضى على شوية الصبر والقوة والأيمان اللى عند أيوب ,وكأنه بيقول وآدى المعين النظير عايز يخلص على اللى باقى ,والتقليد اليهودى بيقول أن أسمها رحمة ! وهى سيريانة يعنى من سوريا لكن الحقيقة هى رحمة كاذبة وغاشة ,فهى قالت له أن الحل بالنسبة لمشكلتك هو الموت ,يعنى أنهى كمالك وعلاقتك بربنا وجدف عليه وموت ,هى كانت عايزة تهد اللى بقى له من إيمان وصبر ,وهى دى المعينة النظيرة بتاعته ,وايوب اللى من حقه يقول الكلمة التى قالها آدم لما تحجج لربنا وقال المرأة التى جعلتها معى ,يعنى لو غلط أيوب يمكن أن يقول ما قاله آدم لربنا ,وهنا الشيطان كان بيتكلم فى تلك المرأة التى هى زوجته وطبعا الشيطان يريد أن يوصله لحالة التجديف وهذه هى خطته أنه يجعله يجدف على الله ,فدخل الشيطان فى تلك المرأة وهى أقرب الأقربين أليه ,كما كان الشيطان يريد أن ينحى المسيح عن الصليب وحاول بكل الطرق فى التجربة ولم ينفع  راح داخل فى بطرس الذى قال حاشاك يا رب أن تصلب ,لكن المسيح عارف  وقال له أبعد عنى يا شيطان لأنه عارف أن الشيطان هو اللى بيتكلم فى بطرس ,ولذلك فهذه المرأة نطلق عليها معينة الشيطان ,وسنرى بعد ذلك فريقين 1- زوجته التى تحاول أن تقنعه أن حل مشكلته فى الموت 2- أصدقائه الذين سيحاولوا يقنعوه أن حل مشكلته وأنه يسترد كل شىء عن طريق التوبة ,والطريقين مختلفين تماما ,واحدة بتحاول تحل المشكلة والألم وأنه مفيش فايدة ولا يمكن يسترد حاجة بأنه يموت , والطرف الآخر كما سنرى أصدقائه الذين يقولون له ممكن تسترد كل شىء لو قدمت توبة أمام الله ,والحقيقة الشيطان بأستمرار عايز يقنع الأنسان أن الموت هو نهاية كل شىء ونرى الناس التى تنتحر بتنتحر ليه لأنه بتسيطر عيها فكرة أن الموت هو نهاية كل شىء و هو الذى سيضع حدا للآلام ,لكن الحقيقة هذه فكرة غبية جدا لأن آلامهم ستبدأ من لحظة الموت لأن الموت لا ينهى الألم والمشكلة أن الموت يمكن أن يكون هو بداية الألم الحقيقى (حيث يكون البكاء وصرير الأسنان).

10* الحقيقة أيوب كان مؤدب جدا لأن كل ما أتهم به زوجته هوالجهل وأنها لاتعرف ولم يقل لها تتكلمين كأحد الشريرات لأن الشيطان هو الذى كان يتكلم فيها ,وبعدين أيوب قال خير من عند ربنا نقبل بفرح ولكن لما تيجى تجربة أو ألم لا نقبل وكلمة نقبل تعنى نأخذ وبرضاء وبشكر وبفرح ,أيضا لو نقبل الألم من يد الله يكون برضاء وشكر وليس مجرد أن نأخذ فقط ,فكان أيوب على هذا المستوى ,ففى التجربة الأولى قال أن ربنا من حقه أن يعطى ومن حقه أن يأخذ ,وهنا فى التجربة الثانية قال أن ربنا من حقه يرسل الخير أو يرسل الشر ,فربنا من حقه ولسلطان الله المطلق أن يفعل ما يشاء وهذا ما يريد سفر أيوب أن يرينا أياه أن الله من حقه أن يفعل أى شىء ,والجميل هنا أن أيوب بينحنى تحت يد الله ليتقبل كل ما تعطى تلك اليد وبيقبل منها كل شىء وليس من أى أحد آخر , وهنا أيوب لم يخطىء بشفتيه يعنى لم تخرج كلمة تجديف من فم أيوب ,ولكن أكيد داخل عقله وداخل قلبه كانت هناك افكار بتتصارع جواه ليه يارب بتعمل كده وكيف تسمح بهذا وفين العلاقة اللى بينى وبينك وفين صلاحك وفين عدلك وفين محبتك وفين رحمتك وغيرها أسئله كثيرة بتلف وتدور جواه , و أيمان أيوب الحقيقة لم يخفف آلامه ولكن تعبه أكثر لأنه كيف يقبل أن الله الذى يؤمن به ويصدق فيه وفى صلاحه وفى محبته وفى تحمله ,,فكيف الله هذا يسمح ليه بهذا الألم وهذه التجربة الشديدة ولذلك كان أيمان أيوب سبب تعبه ولم يكن سبب راحته ,والحقيقة لو واحد عادى مش أيوب كان ينكر ويصبح ليس له أيمان بربنا وكان ممكن يريح نفسه ويقول أهو الكون ده كله ظلم فى ظلم ومفيش حاجة اسمها ربنا ومفيش حاجة أسمها صلاح الله وكان اقنع نفسه بكده , ولكن لأن أيوب كان واثق جدا فى الله وله أيمان شديد جدا بالله ومحبته وصلاحه فهذا كان بيتعبه أكثر ولذلك يقول الكتاب هنا لم يخطىء أيوب بشفتيه وسيبدأ يعلن لنا عن ما يدور بداخله من مشاعر ومن أفكار لما ييجى يتكلم عن ربنا .

11* الحقيقة اصحاب أيوب أتوا لأيوب من أماكن بعيدة جدا وهذا يعطينا فكرة كم كانت عظمة التجربة وشدة الألم لدرجة أنها سمعت فى مسافات بعيدة وكلهم أتوا لأيوب بعد سنة مما حدث ,والحقيقة أن ربنا بيضرب الضربة وفى وسط الضربة بيبعث تعزية خفيفة وهؤلاء الثلاثة كانوا ناس أمناء وحلوين قوى لأنه معروف أن الناس بتلتف حوالين الغنى واللى عنده كرامة واللى عنده سلطان ,لكن تلتف حوالين واحد فقير اللى أول ما يفقد ثروته فى الحال الناس بتبعد عنه ,لكن الثلاثه دول أتوا أليه فى وقت الشدة والضيق ,وحقيقى قال لهم أنتم معزون متعبون لأتهم تعبوه أكثر لكن كانت اللفتة الجميلة أنهم أتوا وجلسوا معه على الرماد وتواعدوا أن يأتوا له ويعزوه .

12*ولم يعرفوه وهذا يرينا قد أيه أيوب أتغير وكعادة الناس لما تحصل مصائب أنهم بيرموا تراب لفوق .

13*ومن شدة دهشتهم ومن شدة الألم اللى فى أيوب لم يستطيعوا أن يفتحوا أفواههم لمدة سبعة أيام وسبعة ليالى ,وهنا أصبح أيوب فاقد لكل شىء متعرى من كل شىء جسديا ومحطم نفسيا وحائر روحيا وسؤاله ليه يارب عملت فيا كده ,وكلما حاول أن يحل لغز الألم العميق الذى أصابه وكلما حاول أن يفكر فى معاملات الله معه وسؤاله أين الله ولماذا يسمح الله بهذا نجده يحتار أكثر وأكثر ,هذا ما سيبدأ به الأصحاح الثالث أعلان صرخات أيوب وما يدور فى داخله ,وهذه الصرخات لا أحد يستطيع أن يجيب عليها و الأجابة لم تظهر إلا فى شخص واحد هو شخص السيد المسيح , ولذلك سنرى من أول الأصحاح الثالث مقابله جميله ما بين صرخات الألم لأيوب وبين شخص السيد المسيح الذى يجيب على تلك الصرخات  وعلى هذا الألم ,والتقابل العجيب اللى مابين المسيح وبين أيوب أن أيوب كان بار ولكنه كان متألما رمزا للمسيح البار والمتألم ,أيوب وصل لحاله أنه جلس على كوم الرماد والزباله ولا منظر له ولا جمال لدرجة أن أصدقائه لم يعرفوه , محتقر و مرزول وهذا رمز أيضا للسيد المسيح الذى قال عنه أشعياء 53: 2, 3 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهه . و فى آية جميله بتتكلم عن المسيح فى المزامير 22: 6 6أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ. والدودة بتكون فى كوم الزباله ,وصار أيوب دودة ملقاه فوق كوم الزباله عندما تعرى من كل شىء ,كما أن أيوب  تعرى من كل شىء ممكن يعتمد عليه الأنسان فى الحياه , اتعرى من الملكية وبقى ما حيليتهوش حاجة واتعرى من الأولاد ومبقاش عنده أولاد وأتعرى من الكرامة وأصبح محتقر وكما سنرى كيف يستهزأوا به ,وأتعرى من الأصدقاء حتى من زوجته والأقرباء وهذا ما حدث للسيد المسيح الذى تعرى هو أيضا من كل شىء ولم يكن عنده ما يأكله ولم يكن عنده أين يسند رأسه وحتى خاصته التى جاء أليها لم تقبله وحتى اصدقائه تركوه وحده ولذلك أيوب كان رمز جميل جدا للسيد المسيح ,وكما أنتصر أيوب على أدعاءات الشيطان وعلى شكوى الشيطان وعلى كيد الشيطان أيضا كانت نصرة المسيح على كل الشكايات التى قدمها الشيطان ضد بنى الأنسان ,والمسيح أفحمه وأسكته ولذلك يصرخ بولس الرسول ويقول فى رومية 8: 33 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ!يعنى مبقاش فى شكوى ضد المختارين من الله لأن ربنا بررهم وأفحم الشيطان وأسكته ,وهنا تبدأ الصورة الجميلة تترسم ما بين شخص أيوب المتألم بالرغم من بره كمثال للسيد المسيح الذى سيتعرى حتى من ملابسه على خشبة الصليب وهو أيضا تألم من أجل بره ولكن من خلال آلامه يسكت ويفحم كل شكاوى الشيطان وكل أدعاءات الشيطان ضد الأنسان ويبدأ أيوب يتكلم ويتنبأ عما سيفعله المسيح بعد أجيال طويله .

وأنتهى الأصحاح الثانى أيضا بأنتصار أيوب على الشيطان ,وكما تعودنا لا نترك الأسماء تمر علينا بدون شرح :

2- أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ

ومعنى الاسم في العبرية ” الله ذهب مصفى ”  اليفاز التيماني اول اصحاب ايوب الثلاثة واشهرهم (اي 2: 11)، وقد جاءوا من بلاد بعيدة ليواسوا ايوب ويعزوه عندما سمعوا بما اصابه .

ويتضح من أقواله في الأصحاحات (4، 5، 15، 22) أنه كان مقدام الثلاثة، وذلك لعمق أقواله واصالتها، فلم تكن اقوال الآخرين سوى صدى وترديد لأفكاره، كما ان الرب خاطبه كممثل لجميع اصحابه (أي 42: 7) عندما تحدث اليهم من العاصفة، موضحا لهم خطأهم في الإساءة الى ايوب والى الحق .

ويبدو اليفاز في صورة حكيم وقور من حكماء تيمان في ادوم (فتيمان مشهورة بأنها بلد الحكمة – ارميا 49: 7، مع كل بلاد ادوم، كانت هذه الحكمة وليدة أزمنة من الفكر والاختبار (أي 15: 17 – 19)، كما من الدراسة المتأنية الناضجة (أي 5: 27)، وفي حديثة الأول يستخرج النتيجة من المقدمات في بلوى ايوب (أي 4: 7 – 11)، فهو يستند في مقدمته الى فساد الطبيعة الأصلية (اي 4: 17 – 19)، ويبدي هدوءا جعل ايوب يغلي من الغيظ (أي 5: 2 و 3، انظر رد ايوب في 6: 2 و 3، 30: 24)، ويعده برد سبيه عند التوبة التوبة والخضوع (أي 5: 17 – 27) .

وفي حديثه كان ثائرا بسبب كلام ايوب الذي يناقض التقوي (15: 4) ويعزو ذلك للإثم (5: 6) ويكرر الحديث عن فساد الإنسان (15: 14 – 16) ويصف المصير المروع للرجل الشرير وقد تبعه اصحابه في ذلك (15: 20: 35) .

وفي حديثه كان ثائرا بسبب كلام ايوب الذي يناقض التقوى (15: 4) ويعزو ذلك للإثم (5: 6) ويكرر الحديث عن فساد الإنسان (15: 14 – 16) ويصف المصير المروع للرجل الشرير وقد تبعه اصحابه في ذلك (15: 20 – 35) .

وفي حديثه الثالث تحرك من منطلق نظريته، ليلتصق الخداع وارتكاب الجرائم بأيوب، ويعدد آثامه التي انغمس فيها، لأن الله أبعد من أن يرى (22: 5 – 15) ولكن الباب مازال مفتوحا أمامه للتوبة وهجران الإثم، واسترداد الصحة والثروة (22: 21 – 30) .

تبدو أقواله حكيمة رصينة، ولكن أيوب رأى أنها نظريات جامدة باردة (16: 4 و 5) مليئة بالإرشادات0 الدينية من وجهة تجريدية، وكان خطأ أصحاب أيوب، هو ظنهم الراسخ في شر أيوب، وتمسكهم بنظرياتهم في مواجهة الحقيقة، دون اعتبار لمشاعر الصداقة الإنسانية .

3- بِلْدَدُ الشُّوحِيُّ

اسم عبري قد يكون معناه ” بيل قد أحب ” أو ” ابن اللدد أي الخصام”، وهو الثاني في أصحاب أيوب الذين لما سمعوا بكل ما أصابه ” تواعدوا أن يأتوا ليرثوا له ويعزوه ” (أي 2: 11)، ويلقب ” بالشوحي ” إما نسبة إلى مكان في الشرق أو الجنوب الشرقي من فلسطين بهذا الاسم لا نعلم موقعه،وإما نسبة إلى شوح بن إبراهيم من قطورة، باعتبارْ جده الأعلى (تك 25: 2). وقد يدل ارتباط اسمه ببيل (إله بابلي) على المامه بحكمة الشرق.

وأحاديثه الثلاثة مدونة في الأصحاحات الثامن والثامن عشر والخامس والعشرين من سفر أيوب. أما مادة أحاديثه فهي ترديد لصدى أحاديث أليفاز، ولكن بشحنة أكبر من العنف (انظر 8: 2، 18: 3و 4) لأنه اعتبر كلمات أيوب تجديفية صادرة عن الغيظ. وكان بلدد أول من نسب بلوي أيوب إلى الشر العملي، ولكنه عبر عن فكره بطريق غير مباشر، بأن اتهم أولاد أيوب بالمعصية ولأجلها هلكوا (1: 19، 8: 4). ويستشهد في أحاديثه بتقاليد العصور السابقة (8: 8 10)، وإذ يتبع أسلوب أليفاز بذكر العلة والمعلول (عدد 11)، ويستخرج من كنوز الحكمة وصفاً لحالة الشرير غير المستقرة، بالمقارنة مع حالة البار الناضرة الرائعة (8: 11 22).

أما حديثه الثاني فوصف مركز لويلات الشرير في مقابلة واضحة مع ما ذكره أيوب عن حالته البائسه (قارن 18: 5 21 مع 16: 6 22)، وهكذا بلباقة يجمع بين أيوب وبين الشرير الموغل في الشر.

أماحديثه الثالث (أصحاح 25) وهو آخر أحاديث الأصحاب الثلاثة فحديث موجز هادىء النغمة، وكأنه صورة خاطفة لاستعراض جلال الله وكماله وهيبته وقداسته في مقابل نقص كل الخليقة.

4-صُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ

اسم عبري يظن أن معناه ” يصفرَّ ” أو ” مسافر ” أو ” عصفور صغير ” وهو أحد أصحاب ايوب الثلاثة الذين إذ سمعوا بكل ما أصاب أيوب ، ” توعدوا ان يأتوا ليرثوا له ويعزوه ” ( أي 2 : 11 ) ، ويلقب صوفر ” بالنعماتي ” فلعله كان من قبيلة تسمى ” نعمة ” أو من بلدة اسمها ” نعمة ” ، ولكن حيث أن أيوب وأصحابه لم يكونوا من فلسطين ، فمن غير المحتمل ان يكون من ” نعمة ” في غربي يهوذا ( يش 15 : 41 ).

ولم يتكلم صوفر إلا مرتين ( في الأصحاحين 11 ، 20 ) ويبدو ان صمته في المرة الثالثة – عهقب كلام بلدد الشوحي في الأصحاح الخامس والعشرون – كان معناه انه لم يعد عن الاصحاب الثلاثة كلام آخر يقولونه لأيوب . وكان صوفر النعماتي أشد أصحاب أيوب عنفاً في حديثه اليه ( انظر 11 : 2 و 3 ، 20 : 2 و3 ) . فقد غاظه ان يعتبر ايوب نفسه مظلوماً ويوجه اللوم الى الله ، وكان صوفر أول من وجه اتهاماً مباشراً لأيوب ، وأن عقاب الله له كان أقل من إثمه ( 11 : 6 ) . ويوبخ أيوب لأنه يحاول أن يصل الى عمق أسرار الله التي لا تستقصي ( 11 : 7 – 12 ) . ومع ذلك فإنه – مثل صاحبيه – يعده بالسلام واستعادة كل ما فقده لو تاب وابتعد عن الاثم ( 11 : 13 – 19 ) . ولكنه سرعان ما يعود إلى النغمة الأولى بالقول : ” أما عيون الأشرار فتتلف ومناصهم يبيد ، ورجاءهم تسليم النفس ” ( 11 : 20 )

وفي حديثه الثاني والأخير ، يبذ الآخرين في تعنيفه لأيوب ويبلغ غايته في وصفه لويلات الرجل الشرير ( 20 : 5 – 29 ) في تلميح واضح إلى أيوب .

والى اللقاء مع الأصحاح الثالث راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

أخوكم  +++ فكرى جرجس

 

 

 

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الثانى عشر

8 ديسمبر 2010

 

1 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ.

1 Now the LORD had said unto Abram, Get thee out of thy country, and from thy kindred, and from thy father’s house, unto a land that I will show thee:

 
 

2 فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً.

2 And I will make of thee a great nation, and I will bless thee, and make thy name great; and thou shalt be a blessing:

 

3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».

3 And I will bless them that bless thee, and curse him that curseth thee: and in thee shall all families of the earth be blessed.

 

4 فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.

4 So Abram departed, as the LORD had spoken unto him; and Lot went with him: and Abram was seventy and five years old when he departed out of Haran.

 
 

5 فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ، وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.

5 And Abram took Sarai his wife, and Lot his brother’s son, and all their substance that they had gathered, and the souls that they had gotten in Haran; and they went forth to go into the land of Canaan; and into the land of Canaan they came.

 

6 وَاجْتَازَ أَبْرَامُ فِي الأَرْضِ إِلَى مَكَانِ شَكِيمَ إِلَى بَلُّوطَةِ مُورَةَ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ حِينَئِذٍ فِي الأَرْضِ.

6 And Abram passed through the land unto the place of Sichem, unto the plain of Moreh. And the Canaanite was then in the land.

 
 

7 وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.

7 And the LORD appeared unto Abram, and said, Unto thy seed will I give this land: and there builded he an altar unto the LORD, who appeared unto him.

 

8 ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ.

8 And he removed from thence unto a mountain on the east of Bethel, and pitched his tent, having Bethel on the west, and Hai on the east: and there he builded an altar unto the LORD, and called upon the name of the LORD.

 

9 ثُمَّ ارْتَحَلَ أَبْرَامُ ارْتِحَالاً مُتَوَالِيًا نَحْوَ الْجَنُوبِ.

9 And Abram journeyed, going on still toward the south.

 

10 وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا.

10 And there was a famine in the land: and Abram went down into Egypt to sojourn there; for the famine was grievous in the land.

 
 

11 وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ.

11 And it came to pass, when he was come near to enter into Egypt, that he said unto Sarai his wife, Behold now, I know that thou art a fair woman to look upon:

 

12 فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ.

12 Therefore it shall come to pass, when the Egyptians shall see thee, that they shall say, This is his wife: and they will kill me, but they will save thee alive.

 

13 قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ».

13 Say, I pray thee, thou art my sister: that it may be well with me for thy sake; and my soul shall live because of thee.

 

14 فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوْا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا.

14 And it came to pass, that, when Abram was come into Egypt, the Egyptians beheld the woman that she was very fair.

 

15 وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ، فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ،

15 The princes also of Pharaoh saw her, and commended her before Pharaoh: and the woman was taken into Pharaoh’s house.

 

16 فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.

16 And he entreated Abram well for her sake: and he had sheep, and oxen, and he asses, and menservants, and maidservants, and she asses, and camels.

 

17 فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَامَ.

17 And the LORD plagued Pharaoh and his house with great plagues because of Sarai Abram’s wife.

 

18 فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا امْرَأَتُكَ؟

18 And Pharaoh called Abram and said, What is this that thou hast done unto me? why didst thou not tell me that she was thy wife?

 

19 لِمَاذَا قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي، حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالآنَ هُوَذَا امْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!».

19 Why saidst thou, She is my sister? so I might have taken her to me to wife: now therefore behold thy wife, take her, and go thy way.

 

20 فَأَوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالاً فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.

20 And Pharaoh commanded his men concerning him: and they sent him away, and his wife, and all that he had.

 

1* هنا الظهور الثانى لربنا لأبراهيم فى أرض حاران هذه المرة وكانت المرة الأولى فى أور الكلدانيين ,وهنا ربنا بيكرر لأبرام الدعوة مرة تانية و قد يحتاج الأنسان إلى لمسة ثانية من الله ,وكلنا فاكرين الأنسان اللى كان أعمى وبعد ذلك شفاه المسيح ,وقال له المسيح أنت شايف وقال له الأعمى مش شايف الناس ألا أشجار وخيالات فلمسه مرة تانية ,والأنجيل بيذكر المعجزة فى مرقس 8: 22 – 26 22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا، فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ، 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ، وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ: هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ، وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ، وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ». والحقيقة أحنا كلنا محتاجين فى أوقات كتير لمسة تانية علشان نقدر لما نكون تحت الأحساس بالتعب أو بالأغراء أو تباطأنا فى الطريق الروحى ,أن ربنا يدينا زقة ويدينا دفعة ,ولذلك كان الظهور الثانى من الله لأبرام .

2*و3* لو عدينا البركة التى وعد ربنا بيها أبراهيم نجدها بركة سباعية أو سبعة حاجات ,بيقول له ربنا أنت تركت أرضك وعشيرتك ,وهنا مبدأ الخروج ومبدأ الترك مطلوب فى الحياة الروحية ,ولازم يبقى فى خروج ,لكى تعيش حياه جديدة لازم تخرج من القديم ,وقد يكون هناك فى خسارة ,لأنك بتترك أرضك أملاكك وأموالك وعلاقاتك الشخصية والمكان الذى أعتادت عليه ,لكن لابد أن يكون هناك ترك ,وقال له ربنا و1- حأجعلك أمة عظيمة ,يعنى بدل الذى ستتركه أنا سأجعلك أمة عظيمة 2- وأباركك 3-وأعظم أسمك 4-وتكون بركة ,يعنى ليس فقط أباركك بل تكون أيضا أنت نفسك بركة  5-وأبارك مباركيك 6-ولاعنك ألعنه 7- وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض وطبعا كلمة فيك هنا تعنى فى نسلك الذى سيكون هو شخص السيد المسيح وستتبارك فيه جميع قبائل الأرض .

4* خرج أبراهيم وسنه 75 سنة وهذا سن كبير يعنى علشان تحرك واحد سنه 75 من مكانه اللى قعد وأستقر فيه ده صعب ولكن أبراهيم بالرغم من سنه الكبير هذا أطاع وكان مصدق لدرجة أن بولس الرسول فى الرسالة للعبرانيين 11: 8 8بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. يعنى أبراهيم خرج وهومش عارف حايروح فين وكان كل أتكاله موجود على الدعوة وعلى الوعد أللى الله أعطاه له.

5* فى أيمان كامل وفى ثقة بشخص الله الذى دعاه وفى طاعة أيضا كامله خرج وهو مش عارف يروح فين بالرغم أن أبرام لم يكن عنده خبرات سابقة لناس عملوا هكذا مع الله ,يعنى لم يكن عنده خلفيات ,وأحنا لما واحد فينا يقدر يعمل العملية دى الآن ,فهو بيعملها معتمد على خبرات أبراهيم اللى سبقه ,ولكن فى التاريخ لم نرى أحد أو سمعنا عن أحد مثل أبرام وهو كان أول واحد يخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتى ,فأبراهيم خرج بالوصية (أخرج من أرضك ومن عشيرتك) وتعالى أتبعنى وسنتكلم الآن عن ثلاثة أشياء كانوا مرافقين بأستمرار أبرام فى كل مكان يذهب إليه وهم 1- وعد 2- وخيمة 3- ومذبح ,وهذه الثلاثة أشياء لم يفارقوا أبرام أبدا ,1-وعد بأستمرار من الله بكل مكان سيذهب أليه ولازم يأخذ وعد من الله يمشيه ويدفعه ويشحنه ويشجعه 2- وخيمة عاش فيها بأستمرار كأنه غريب بالرغم أننا سنرى مقدار الغنى الذى وصل أليه ولكن كما يقول بولس للعبرانيين 11: 10 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ.يعنى كانت هناك مدينة ينتظرها وكان يشتاق إلى وطن افضل 3- المذبح كان بيعمله فى كل مكان يذهب أليه . ولكن خروج أبرام هذا كان نتيجة أنه أطاع الوصية ,والمسيح فى أنجيل يوحنا الأصحاح الثامن دخل فى حديث ما بينه وما بين اليهود ,فقالوا له أنت مين ورد عليهم المسيح بآية عجيبة جدا وأول ما قالها اليهود أخذوا حجارة من الأرض وكانوا عايزين يرجموه والآيه هى < أبوكم أبراهيم رأى يومى وتهلل وفرح > فقالوا له أبونا أبراهيم شافك أنت وشاف يومك أنت ده أنت كلك كده على بعض ماتجيبش خمسين سنة تقول أن أبونا أبراهيم شافك! ورد المسيح عليهم وقال قبل أن يكون أبراهيم أنا كائن وهنا أمسكوا الحجارة ليرجموه , وهنا يتطرق ألى ذهننا سؤال لازم نجاوبه وهو ما هو هذا اليوم الذى فيه أبراهيم شاف المسيح ؟ والأجابة على هذا السؤال هى أن أبراهيم رأى هذا اليوم فى خمسة مواقف وتهلل وفرح ,وأول موقف نحن أمامه الآن فأبراهيم قبل مجىء المسيح بحوالى 1500 سنة شاف وصية المسيح ونفذها ووصية المسيح هى اللى عايز ييجى ورايا يسيب أبوه وأمه وأمرأته وأخوته وكل اللى ليه وييجى يتبعنى وهذا ما فعله أبرام يعنى أبرام نفذ وصية المسيح قبل مجىء المسيح بألاف السنين ,والمسيح وضع شرط كده أن اللى عايز يتبعنى يسيب ,فأبراهيم شاف الوصية من قبل ما المسيح ينطقها ومش بس شافها لكن كمان عاشها ونفذها وهذه كان أول مرة يشوف يوم المسيح ,يعنى شاف المسيح من خلال وصيته .

6*و7* وهنا يعطى ربنا وعد لأبرام أن يعطى لنسله هذه الأرض وأكيد تعجب أبرام وقال لنسلى! هو فين نسلى هذا ,وكما قلت ثلاثة أشياء لم تفارق أبراهيم الوعد والخيمة والمذبح وبنى ابرام مذبجا , وربنا قال له سأعطيك الأرض التى أنت فيها ,ورد أبراهيم ستعطيها لى طيب أنا سأبنى لك فيها مذبح سأخصصها ليك سأجعلها لك وكل ما ستعطيه لى سأقدسه ليك وده كان الشىء الحلو فى أبرام أن كل حاجة كان يأخذها من ربنا يردها لربنا تانى وسيصير بهذه الطريقة حتى يقابل أسحق الذى أخذه من ربنا ويرجعه ليه تانى ذبيحة .

8*هنا أبرام نصب خيمة وكل ما يذهب مكان يبنى مذبح للرب لأن المذبح هذا رمز للعلاقة التى بينه وبين ربنا ولذلك فأحرص بأستمرار فى كل مكان تروحه والناس اللى بتسأل نهاجر أو لانهاجر ونسافر أو لا نسافر ,بأقول لكم أذهبوا فى أى مكان فللرب الأرض وملؤها ولكن فى كل مكان تذهب أليه احرص أن يكون فى مذبح لربنا فى حياتك , والخطوة التانية اللى عملها أبرام أنه دعا بأسم الرب ,وأعلن أن هذا المذبح بأسم يهوة إله العهد .

9*فرق كبير جدا بين الناس اللى شفناهم بيبنوا برج وبيبنوا أسم لنفسهم وبين الأنسان الذى يبنى مذبح ,فرق كبير جدا بين اللى كانوا فى بابل وبين أبرام اللى كل ما يروح مكان يبنى فيه مذبح لربنا ,فالآخرين كانوا بيتحدوا ربنا وبيتحدوا أرادته ,بينما أبرام فى كل مكان يعلن أرادة الله ويخضع لمشيئة الله ,والحقيقة فرق كبير جدا بين حياتهم وحياة أبرام ,وأبراهيم أرتحل من أور الكلدانيين إلى كنعان ,وتوقف بعد أور فى حاران ثم أكمل لكنعان ,ويبدأ أبرام يدخل فى علاقة بينه وبين هذا الإله لدرجة أن ربنا يطلق عليه فى أشعياء 41: 8 8وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْرَائِيلُ عَبْدِي يَا يَعْقُوبُ الَّذِي اخْتَرْتُهُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِي  وأبراهيم خليلى يعنى صديقى وصاحبى ,يعنى وصل فى العلاقة والصداقة بينه وبين الله أنهم الأثنين صارا أصحاب جدا ,ياه يعنى أنت يا أبراهيم تصير صديق ألى الله ,كما يقول خليلى الذى نتسامر مع بعض ونشوف عظمة أبرام أن منتهى أمنية أى أنسان يهودى وأى أنسان أنه يتكأ فين ؟ فى حضن أبراهيم ,لأنه صار أبراهيم أب لكل المؤمنين ,ولذلك الدعوة ليست لأبراهيم فقط ولكن لكل من له أيمان أبراهيم .,وكيف يبدأ ربنا يتعامل معاه فى ضعفاته وهذا ما سنراه تباعا.

الحقيقة أنا عايز أستخلص من الأعداد التسعة بأعلاه أننا رأينا أن ربنا بيلمس أبرام لمسة تانية وبيجدد له الدعوة أنه يخرج معاه وفعلا بيستجيب أبرام للدعوة ويخرج للأيمان والطاعة لأنه كان يثق فى الله وأن الإله الذى دعاه سوف يقدم له كل خير وكل حب فكان فى طاعة متناهية لكلمة ربنا وأستجابة للدعوة السباعية اللى ربنا قالها له ,والحقيقة من اول أبراهيم نستطيع ان نفهم معنى كلمة الدين , ولو سألنا سؤال ما هو الدين أو الديانة ؟ فياترى الدين هو أن الأنسان بيبحث عن ربنا أو بيدور عليه فيقترب إلى الله , الحقيقة أبراهيم بيعطينا مفهوم حلو عن معنى الدين وهو ليس أن الأنسان هو من يبحث عن ربنا وبيحاول يتقرب منه بل على العكس تماما أن الله هو الذى يبحث عن الأنسان وهو الذى يقترب للأنسان وهو الذى يقول للأنسان الطريق , ففرق كبير جدا أنى أبحث عن ربنا الغير محدود وأوقات كتيرة بأفشل فى الحصول عليه ,وبين أن الله هو الذى يعلن ليا ذاته وهو الذى يقودنى لهذا الطريق ,فكانت الدعوة أو الوصية التى رأها هى وصية المسيح أنه يخرج من الأرض ومن العشيرة هى دعوة لكل أنسان أنه يخرج من الحياه التى يعيشها فى الخطية أو من حياة الخطية أو حياة الأنفصال عن الله إلى حياه جديدة يكون فيها أرتباط وعهد بينه وبين الإله والحقيقة لو أردنا أن ننفذ الدعوة ونقبلها فليس معناه أننا سنترك الترك المادى يعنى تخرج من بيتك ومن أهلك ومن عملك فهو لم يقصد ذلك  لكن الأهم على الأقل بالنسبة لنا المقصود بعملية الترك هو أياك أن تكون معتمد فى حياتك وسعادتك وفرحك على اللى عندك ,فلا أهلك ولا الناس التى تعرفهم ولا أصحابك ولا المقتنيات التى تمتلكها أو الأرض التى تبنيها ,لكن أستمد معنى حياتك وسعادتك وأستمد كيانك من علاقتك بالله فيكون الله المعتمد الأول والأساسى فى كل أحتياجاتك وفى كل تطلعاتك وكل معاملاتك ولا تربط نفسك بيهم وصحيح هناك علاقة بيهم وصحيح بتحبهم وصحيح بيبقى ليك مقتنيات لكن ليكن أتكالك وأعتمادك يكون على الإله الواحد الذى يدعوك أن تدخل معه فى تجربة أو تدخل معاه فى علاقة حياة شركة جديدة ,ولذلك لما أبراهيم خرج ولم يكن يعلم ألى أين يذهب لم يكن يعرف هو رايح فين ولكن كان عنده ثقة مطلقة أن الذى دعاه لابد أن سيقدم له كل ما هو خير وكل ما هو صالح وكل ما هو حب وسنلاحظ أن وصية ربنا التى أخذها أبراهيم والتى يقدمها ربنا لكل أنسان فينا ,أن وصية ربنا مرتبطة بأستمرار بوعد وليست مرتبطة بمبررات ,بمعنى أن ربنا لما بيقول لينا كلمة ما بيقولش الكلمة علشان كذا وكذا وكذا لكن بيقو لنا الكلمة وبيربطها بوعد ,مثلا يقول آمن بالرب يسوع فتخلص وهذه الوصية أن تآمن بالرب يسوع ولم يقل له آمن بالرب يسوع لأن العقل بيقول أن الرب يسوع هو الذى جاء وتجسد وغيرها من المبررات لهذا الأيمان .ولكن أعطاه الوصية وربطها بوعد أى الأيمان مرتبط بالخلاص وهنا آمن فتخلص  وعندما قال بع كل ما لك ,لم يعطى مبررات ليه تبيع كل الذى لك ,ولكن قال بع كل ما لك فيكون لك كنز فى السماء ,يعنى كلمة ربنا ليست مصحوبة بمبررات ولكن دائما مصحوبة بوعود للأنسان الذى يقبلها ويعيشها ولو رحنا لكورونثوس الثانية 6: 17  17لِذَلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِساً فَأَقْبَلَكُمْ،وربنا هنا لم يعطى مبررات للأعتزال ولكن أعطى لهم وعد بأن يكون لهم إلها ويقبلهم ويكونون لله بنين وبنات ,وهذا كما نرى وعد ,أخرجوا من الحياه القديمة فأكون لكم إلها فى الحياه الجديدة ,وكان أختيار الله لأبراهيم كما سنرى ليس مجرد أختيار لأبراهيم لشخصه فقط  ولكن فى أختيار الله لأبراهيم هو أختيار لكل العالم ,يعنى الله كان مختار العالم كله فى شخص أبراهيم وكما سنرى فى رسالة بولس الرسول لروميه 4: 16 16لِهَذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيداً لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا. أن الوعد وأن الأيمان بكل هذه الخيرات ليست لأبراهيم لكن لكل من يكون له أيمان أبراهيم  ,يعنى هذه الحكاية  لم تكن لفرد بالذات فقط  لكن الله كان مختار العالم كله فى شخص أبراهيم ,الذى لم يكن يتطلع إلى الوعد فقط بقدر ما كان متطلع إلى صاحب الوعد ولذلك يقول فى روميه 4: 21 21وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضاً.يعنى صاحب الوعد قادر أن يوفى كل وعوده  .

10*حتى 13* الحقيقة أن أول ما وصل أبراهيم أرض كنعان كما رأينا بنى مذبحا ودعا بعلاقته مع الله ودعا بأسم الله ,وبعد فترة صغيرة جدا نظر وقال أيه اللى بيحصل وأيه حكاية أرض الموعد دى اللى أنت جايبنى فيها ,ده أول حاجة بتظهر له فيها أنه يحدث فيها جوع ومش جوع وبس لكن كمان جوع شديد جدا ,ومن المعروف أن أرض كنعان بتعتمد على المطر فى زراعتها ولكن حدث لم ينزل مطر ولم يوجد محاصيل زراعية وبالتالى حدث جوع شديد ,ونجد أبراهيم يفكر بقى من أولها يارب هذه هى الأرض التى تريدنى فيها وتضعنى تحت أحتياج وتحت أحساس بالفشل والجوع الشديد جدا ,يعنى هى دى البركة التى أعطيتها لى . ولكن الحقيقة أن ربنا قصد فى الأول أن يدخل أبراهيم فى هذه التجربة علشان يرفعه لحاجة معينة أو يعلمه حاجة معينة وأحب أقول معلومة بهذا الصدد ,النسر لم بييجى يعلم ولاده الطيران وهم فى العش اللى بيأكلهم فيه وهم مبسوطين أن الأكل بييجى لحد عندهم ولا يفعلوا أى محاولة أنهم يطيروا  بيعمل حاجة عجيبة يروح قالب العش ويوقعه فيضطروا غصبا عنهم يفردوا جناحاتهم ويتعلموا الطيران .وحقيقى أبراهيم كان عنده أيمان وثقة فى الله ولكن هذا الأيمان كان لسه أيمان مبدأى أو ثقة مبدأيه ,ولذلك ربنا أراد أن يرفعه لفوق ويوصله إلى عمق الأيمان ,ولن يصل إلى عمق الأيمان طوال ما الأمور مستقرة حواليه وعلشان كده قلب عليه العش علشان يعلمه الطيران ويعطيه الخبرة ,ويتعلم كيف يثق فى الله ثقة مطلقة وحتى ,وأن كان ربنا عارف مسبقا أن أبراهيم ما عندهوش الأيمان القوى وأنه سينحدر إلى أرض مصر التى كان فيها النيل والنيل كان بأستمرار فيه فيضان وكما قال هيرودوت أن مصر هى هبة النيل ,فلن يكون فيها جوع وبالرغم أن الله عارف مسبقا أنه سيفعل هكذا لكن أحب يعطيه درس فى أنه كيف يكون له ثقة كاملة ومطلقة فى الله ,والأيمان والثقة لا يأتى كده بالكلام لكن يأتى بالأختبار والأحتكاك ,ويقول حدث جوع شديد وهنا الله أدخله فى التجربة وكان الله يقصد أن هذا الجوع الشديد يحدث فى البداءة ويمكن كلمة وكان شديدا يرينا أن التجربة التى دخلها أبراهيم فى الأول كانت شديدة جدا , ولذلك المفروض أن لا ننجزع من التجارب والضيقات والمصاعب التى تأتى لحياتنا ,وما نقولش أول ما أبتدأت أعرف ربنا الظروف والتجارب عليا جامده قوى يبقى يا عم مافيش داعى لمعرفة ربنا ,والحقيقة انا عندى حكاية ظريفة ,كان لى صديق معرفته بربنا معرفة سطحية كأغلبنا بالكلام وبعدين رحنا رحله لأحد الأديرة وعملنا خلوة يومين وبدأ يتأثر بكلام ربنا وبدأ أول شعاع لعلاقة جديدة بينه وبين ربنا وكان مبسوط قوى وبعدين واحنا فى طريق عودتنا مالت العربية اللى كان بيسوقها وكانت حتقع فى ترعة ولكن ربنا ستر وكان أول تعليق قاله أنا طول عمرى بأسوق فى السكة دى بقى يعنى أول ما بدأت أعرف ربنا وأصللى يحصل لى كدة كنا حنموت ,والحقيقة معرفة ربنا مش مجرد أنك تقبل شوية حاجات بعقلك وتعرفها ,لكن الأخطر من كده أنه أزاى يكون عندك الثقة أن الحاجات التى تقبلها بعقلك وبتعرفها تحولها إلى أختبار حتى مش فى وقت الراحة ولكن فى وقت الشدة وفى وقت التجربة وفى وقت الضيقة وفى وقت الألم ,ويقول الكتاب المقدس وحدث جوع فأنحدر أبراهيم إلى مصر وكلمة أنحدر يعنى أتدحضر ,ليتغرب هناك ,وأحنا لسه بنقول أن أبرام عاش حياته فى خيمة لأنه كان حاسس أنه غريب على الأرض وأنه كان ينظر إلى المدينة التى لها الأساسات ,ولذلك نزل وأتغرب فى مصر وأهى كلها غربة وغربة ,وليست كل غربة هى غربة ,ففى واحد بيتغرب عن الأرض بهدف معين ,وفى آخر بيتغرب عن الأرض لهدف مخالف مطلقا ,فالغربة التى عاشها فى الأول كانت من أجل الله وكانت من أجل أشتراكه أنه يكون له علاقة بهذا الإله ومن أجل الوعود التى وعدها الله به ,ولكن الغربة التى يتغربها الآن ليست من أجل الله ولكن من أجل ذاته وسنرى كيف أن ذاته تظهر بشكل واضح جدا واللى بيقولوا نهاجر وألا مانهاجرش ,نتغرب والا ما نتغربش ,فليست كل غربة تعتبر غربة من أجل الله ومن أجل الأحساس بالملكوت ,المهم أن الجوع كان شديد وذهب لمصر وأبراهيم نسى أنه كان هناك وعد من ربنا الذى تكفل بيه والذى لن يتركه فى إحتياج والذى قال له سأجعلك بركة وسأكثرك ولم يقل له أنا سأساعدك لكى تكون بركه ولكن قال له أنا سأجعلك يعنى أنا اللى حأخليك بركه ولم يطلب منه أى مجهود على المستوى البشرى أطلاقا وكان لازم يثق أنه هو هذا الإله الذى سيعلن ويرتب كل أمور بركته وكل أمور حياته ونسى أن ربنا سنده فى شكيم وفى بلوطة مورة ولو عدنا للعدد 6 حتى العدد 9 وقمنا بحصر الأفعال التى عملها أبراهيم سنجد أفعال كتيرة ,أجتاز ,وبنى ,ثم نقل ألى هناك ,فبنى مذبح للرب ,ثم أرتحل أرتحالا ,أبراهيم بيتحرك من مكان لمكان وكل هذا كان تحت رعاية الله ,أبراهيم نسى ذلك الإله ,أو نسى ذلك الوعد الذى أخذه من الإله ,وهنا بدأ فى الأعتماد على نفسه ويحل مشكلته بنفسه ,والمفروض أنه عارف أنه مع وعد مع هذا الإله وعلى الأقل أنه يسأل هذا الإله ,أنزل مصر أو لا أنزل مصر ,ولكنه لم يفكر فى هذا الموضوع نهائى وحتى لم يطلب من ربنا أنه يسد جوعه أو يسد إحتياجه بالرغم أنه كان أسمه الأب المكرم وكان عنده عزة نفس والحاجة العجيبة اللى نلاحظها أن أبراهيم لم يطلب حاجة من ربنا لنفسه وحتى كانت أمنية حياته أنه يكون عنده أبن ولم يطلبها من ربنا ولم يقل لربنا ولا مره أعطينى أبن ,ولكن ربنا كان بيعطيه الوعد وبيقول له أنا عارف الأحساس الذى داخلك وأنا اللى بأقول لك ذلك ,أبراهيم لم يطلب من ربنا حتى أنه يسد جوعه ,ولكن بدأ يفكر أنزل لمصر اللى فيها الخير وفيها الحياه ومافيهاش مجاعة وبسهوله نزل لمصر ,وكان عنده مشكله أنه كان بيعرف طبيعة الشعوب اللى حواليه ,وكان عنده ساراى التى كانت حسنة المنظر ويبدو فعلا أن سارة كانت جميلة وهنا كان سنها كبير وكانت فوق الستين ,ولكن واحدة فوق الستين وتظل فى جمالها ويبدولنا أيضا أنها ليست فى جمال الجسد والمنظر فقط ولكن أيضا عندها جمال العقل لأنها كانت عارفة بالخطورة وقبلت بالمخاطرة من أجل حياة أبراهيم ,الذى خاف أن يقتله المصريين ويستبقونها وهو ترك كنعان علشان يعيش يبقى ما عملش حاجة لو حيموت فى مصر علشان يأخذوا سارة طيب نزل ليه لمصر ولذلك كان أتفاقه معها وقال لها قولى أنك أختى ليكون لى خير بسببك وتحيا نفسى من أجلك وكما سنعرف تباعا هى كانت فعلا أخته من أبوه ولم تكن أخته من أمه وهو هنا بيعلن نصف الحقيقة ,والنصف التانى الذى هو أهم أنها زوجته وليست أخته فهذا الذى أخفاه من أجل الحياه ,والحقيقة نرى هنا أبرام مع ضعف الأيمان ينحدر إلى مصر ولا يسأل إلهه الذى دخل معاه فى عهد ومن أجل استبقاء حياة عرف يكذب أو لا يقول الحقيقة كاملة ,ولكن الغلطة الأشنع من كل ذلك أنه كان عايز يكون له خير من البشر أو بسبب سارة و المصريين ,ونستنتج أنه مازال أعتماده موجود على البشر ,يعنى عايز خير عن طريق سارة وعايز خير من المصريين ,وحقيقى هو ترك أهله وعشيرته ولكن بجانب الله كان بيعتمد على البشر ,وكان حاسس أن الخير لا يمكن يأتى له إلا بواسطة البشر بل أكثر من ذلك أنه حاسس أن حياته سيستردها من البشر (وتحيا نفسى من أجلك) ولكن فى واقع الأمر أن نفسى لا تحيا إلا من أجل واحد فقط الذى وضع حياته من أجلى الذى هو شخص السيد المسيح .

14*و15* و16*يعنى اللى كان عايزه أبراهيم وجده لكن للأسف عاش وأخذ الخير اللى كان عايزه من أجل نفسه ولكن أخذت منه سارة ,وهنا نرى أبرام الأنسان الذى لديه أستعداد أن يبيع كل حاجة من أجل ذاته وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال وأغتنى جدا جدا وأصبح لديه كل شىء إلا حاجة واحدة ولم يقل عنده مذبح ! كما قلنا سابقا أنه كل ما يصل مكان يعمل فيه مذبح ,وهنا لم يستطع أن يعمل مذبح لأن العلاقة بينه وبين الله مفقودة ,فكيف يبنى مذبح وهو الآن لا يثق فى هذا الإله وهو تناساه وهو يبحث الآن عن ذاته وهو يبحث عن خير وسعادة له ولكن من البشر وليست من الإله ,يعنى كان له كل شىء ولكن لم يكن له مذبح وليس له علاقة مع ربنا.

17*ونرى هنا تدخل ربناونلاحظ من كل الكلام  لم يقل ضرب الإله بل قال ضرب الرب يهوه إله العهد ,وكان إله العهد هو اللى بيدافع عن أبرام حتى لو كان أبرام فى حاله من الضعف ومن الخطية والإنكار لهذا الإله ,ولكن ربنا لا ينسى المحبة الأولى ,ونرى هنا أن يهوه بيتدخل من أجل أنه يحل المشكلة .

18*والعجيب أن أبرام الذى له علاقة بربنا يوبخه أنسان وثنى الذى قال له أيه اللى انت عملته ,عكيت الدنيا لأنك خفت وقد خفت لأنك فقدت الثقة فى إلهك ,وكذبت وغيرت الحقيقة فى ضعف أيمان ,والحقيقة فى بعض الناس بتفتكر أن ابراهيم ده بين يوم وليله وصل للقمة العظيمة وصداقته مع الله وأرتباطه مع الله فى مرة واحده كده ..لأ.. ده أبرام ربنا أعده علشان كده أحنا مش ممكن نصل للقمة إلا أذا خضنا التجارب وتغلبنا على ضعف الأيمان ,أبرام له ميزة أنه تعلم فى أحتكاكه مع الله أنه يتقوى ويتدرب ويكتسب ثقة من الخبرات التى مر بها,وهذه هى الحقيقة لا يوجد أحد بيتولد عنده أيمان ثابت وثقة مطلقة فى الله ,فالأيمان والثقة بيه لا يحدث إلا بالأحتكاك مع ربنا وندخل فى تجارب وفى ضيقات وفى آلام وفى كل مرة نشوف أيدين ربنا بتتمد فى وسط الألم والضيقة ,ولذلك ميزة الألم والضيقة والتجربة فى حياة الأنسان هو أن ربنا بينقى وينظف الأنسان وبينميه ويتوبه وأهم حاجة أنه بيعلن ليه ذاته من خلال الألم أو التجربة .

19*و20*أن إله العهد يهوه الذى تدخل لحماية أبرام هو الذى سيصلح خطية أبرام ,يصلح غلطه وهنا عمل ربنا الحلو أنه يصلح لنا الغلط وليس فقط يصلح الغلط بل يحول الغلط إلى خير ,والحقيقة أن فرعون أخذ ضربات متواليه من يهوة ويقول التقليد أنه من ضمن الضربات التى أخذها فرعون أن كل نسائه وسراريه لم تكن تنجب ولذلك أحس فرعون أن هناك شىء معين وأنه يوجد إله أمسك النسل عنه وعن كل بيته بسبب معين وهذا كان أعلان لفرعون بصفة مباشرة بواسطة هذه الضربات ,وكانت سارة عند فرعون فى بيته وقد يكون أن سارة هى التى أخبرته بأن أبرام هو زوجها والحقيقة أن سارة حافظت على حياة أبرام لأنها كانت بتحبه  ,وهنا فرعون لا ذنب له ولذلك ربنا نبهه لهذا وسوف نرى لاحقا أن أبرام سيكرر نفس الحكاية مع ملك جرار ونجد ربنا يقول لملك جرار أمسكتك عن أن تخطىء يعنى ربنا منعه من الخطية لأنه ليس له ذنب .

وكما قلت قبل ذلك أنا لا أريد الأسماء التى ذكرت تمر علينا مر الكرام سنتوقف عند أسم أسم لنعرف معناه:

108- فِرْعَوْنُ

كلمة مصرية معناها “البيت الكبير”، وكانت لقباً لملوك مصر قديماً.

ظهر لقب “البيت الكبير” في أيام الدولة القديمة للدلالة على القصر الذي كان يقيم فيه الملك، والذي كانت تُحكم منه البلاد، مثلما يقال الآن “البيت الأبيض”لمقر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أو كما كان يُطلق “الباب العالي” على قصر سلطان تركيا، ومنه كانت تصدر القوانين والأوامر

دور فرعون في الحكم: كان دور الملك جوهرياً للحضارة وللمجتمع في مصر القديمة، فكان فرعون عند شعبه إلهاً بين الناس، وإنساناً بين الآلهة، فهو بشر يشغل مركزَّا إلهياً، وهو الوسيط بين شعب مصر والآلهة في الكون. ففي العصور المبكرة كان الملك نفسه إلهاً متجسداً على الأرض، وبخاصة الإله “حورس” معبود مصر العليا، ولكن بمرور الزمن اهتزت مكانته كإله، وأصبح يقال عنه إنه “ابن رع” أي أنه أصبح إلهاً من الدرجة الثانية بعد أن كان إلهاً مستقلاً.

فرعون في زمن إبراهيم: (تك 12: 15-20). لو أن إبراهيم عاش في أوائل الألف الثانية قبل الميلاد (2000- 1800ق.م.) فمعنى ذلك أنه كان معاصراً لملوك الدولة الوسطى، وعلى الأرجح لملوك الأسرة الثانية عشرة (1991- 1786ق.م.)، أي أنه كان معاصراً لأحد الملوك الذين كانوا يدعون باسم “أمينيمحت” (من الأول إلى الرابع)، أو باسم “سيزوستريس” (من الأول إلى الثالث) وكانت عاصمة مصر في ذلك العصر “إتيت تاوي” إلى الجنوب من منف. كما كان لفرعون قصر بالقرب من أرض جاسان.

 

وأيضا سنتوقف عند أسم أسم من أسماء المدن والأنهاروالجبال لنعرف معناه:

34-شكيم

مدينة كنعانية قديمة في جبل افرايم بين عيبال وجرزيم (من هنا اسمها الذي يعني العنق لأنها تبدو كالعنق بين الكتفين). نقطة اتصال مهمة. تذكرها النصوص المصرية باسم “سكمم” ورسائل تل العمارنة.و عندما واصل أبرآم رحلته من حاران إلي كنعان، جاء إلي مكان شكيم إلي بلوطة ممرا، وظهر له الرب هناك، “فبني هناك مذبحاً للرب ودعا باسم الرب” (تك 12: 6- 8)، وهي أول مرة يذكر فيها اسم شكيم في الكتاب المقدس. فلقد خيم بالقرب منها إبراهيم.

35- بَلُّوطَةِ مُورَةَ.

 بلوطات مورة. تقع قرب شكيم

36-مصر

أولاً – الاسم : كان قدماء المصريين يطلقون على بلادهم اسم ” كيمي : أي ” الأرض السوداء ” وذلك بالنسبة لتربة الأرض الطينية ، التي غطى بها نهر النيل ضفتيه ، بالمقارنة بالرمال الذهبية التي تغطي الصحراء الشاسعة التي تكتنف وادي النيل من الجانبين.

كما كانوا يسمونها ” توا ” أي ” الأرضين ” أي مصر العليا ( الوجه القبلي ) ، ومصر السفلى ( الوجه البحري ). أما اليونانيون فقد أطلقوا عليها اسم ” إيجيبتس ” (Aigyptos) ومنها كلمة ” قبط ” منذ أيام هوميروس ، تحريفاً للاسم الفرعوني ” ها – كو – بتاح ” أي ” بيت روح بتاح ” الذي كان يطلق على مدينة ” منف ” عاصمة البلاد. أما العبرانيون فقد أطلقوا عليها اسم ” مصرايم “وهي كلمة في صيغة المثنى أي ” المصْريْن ” وهو على الأرجح إشارة أيضاً إلى مصر العليا ومصر السفلى ، ومنه جاء اسم ” مصر ” في العربية .

ثانياً :مصر في الكتاب المقدس : يرد اسم مصر كثيراً في الكتاب المقدس ، فإليها نزل إبراهيم عندما حدث جوع شديد في أرض كنعان ( تك 12: 10-20، 13: 1).

والى اللقاء مع الأصحاح الثالث عشر راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا كل المجد آمين

أخوكم  +++ فكرى جرجس