أرشيف لـجويلية 23rd, 2010

تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الأول (Genesis (2

23 جويلية 2010

 

منتديات سنكسار القبطية

الأصحاح الأول

1*بيقول فى البدء خلق الله السموات والأرض ولابد أن نفرق هنا مابين البدء الزمنى وما بين البدء الأزلى وهنا هذا البدء هو بدء زمنى مقصود به الخليقة أو بدء تاريخ الأرض وهو مختلف عن البدء الذى يبدأ به أنجيل يوحنا  فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. وهو هنا بدء أزلى لا يحد ولا يخضع لعامل الزمن .. خلق الله السموات والأرض ,فمن شروط الألوهيه أن الإله لا يوجده إله آخر أو شىء آخر لأن الناس الملحدين لما بيبدأوا يتكلموا فى هذا الصدد بيقولوا أنت تقولون أن الله خلق السماء والأرض ,أذا من أوجد الله أذا هناك آخر أوجده ,, ونرد ونقول لأ لأنه لو كان فى أحد آخر أوجد الله سنسير فى هذه السلسلة إلى أن نصل إلى نقطة أنه لابد أن يكون فى شخص ذو كيان واجب الوجود لوحده لم يوجده أحد ولذلك يقول فى البدء خلق الله وكلمة الله جائت بصيغة ألوهيم بصيغة الجمع وهى تعنى بالعبرية ألهه بصيغة الجمع وليست بصيغة المفرد .

2*ويوصف هذا الأصحاح بداية الكون وبداية الخليقة أن الأرض كانت خربة وخالية أو مشوشة ليس لها صورة وليس لها منظر وكان رةح الله يرف على وجه المياه ونلاحظ هنا اول ارتباط ما بين الله وما بين المياه وإن كان بعض العلماء بيقولوا أن الحياه نشأت من المياه فهذا لا يتعارض مع الكتاب المقدس ولابد ان نعرف شىء مهم هنا أن الكتاب المقدس ليس بكتاب علمى يقصد بالكلام المكتوب فيه انه يوضح أحداث أو علوم لأ لأن هدف الكتاب المقدس أنه يوضح قصة الأنسان ويركز على الأنسان فيبدأ يعلن أن روح الله كان موجود يرف على وجه المياه وكانت الأرض خربة وخالية.

3* وهنا أول شىْ خلقه الله هو النور وهنا نسأل لماذا خلق النور اولا ؟ لأنه بدون النور لا يمكن أن نرى أى شىء وده طبيعى عندما يكون شىء فى يدى ولم أستطيع أن أعرفه أقربه للنور وعندئذ أرى ما بيدى ويتضح معالمه أكثر وأكثر وأيضا لكى يكون كل شىْء ظاهر وواضح لمن سيخلق أخيرا وهو الأنسان لأنه الكتاب المقدس كله يتجه ناحية الأنسان ولذلك المسيح لما تكلم عن نفسه قال أنا هو نور العالم .. وبدون المسيح لا نستطيع أن نفهم العالم والطبيعه وأنا أتوجدت ليه وأنا عايش ليه وحياتى معناها أيه أذا من غير ما يكون المسيح موجود ونوره موجود لن أستطيع أن أعرف معنى حياتى ووجودى وكلما أقتربت من المسيح أكثر كل ما تتضح معنى حياتى أكثر وأفهم أنا أتوجدت ليه وعايش ليه وبأسعى ناحية أيه وما هى الأمور التى تحدث حولى  أذا فالمعنى الروحى الجميل الذى نسخلصه من هذه الآية ,,أرض خربة وخالية ومشوشة وليس لها منظر ولكن الله قال لها كلمة فسمعت الكلمة فتغيرت !وأذا كانت نفس الحكاية حياتى مشوشة ليس لها معنى ولا صوره خربه وخاليه وكلها ظلمه ,فمدى قبولى لكلمة الله يستطيع أن يغير فيا أشياء كثيرة جدا.

4*,5* وسنلاحظ أن فى الثلاث أيام الأولى للخلقة تتميز بشىء أن الله بيفصل ويميز فلما كانت الأرض خربة وخالية أستغل الله أول ثلاث أيام فى التمييز أى يفصل ما بين شىء وشىء آخر بين النور والظلمة وبين الجلد الذى فوق السماء وما بين المياه التى على الأرض  وغيره كما سنرى لاحقا ,, كأن فى البداية أن الله يوجد تمييز وفصل بين حياه وما بين حياه أخرى ,لأنه أيضا فى النهايه سيكون فى تمييز وفصل بين ناس وناس ولن تكون الدنيا على طول مشوشة لأنه سيكون فصل وفصل ,, ويقول وكان مساء وكان صباح ونلاحظ أنه أبتدأ بالمساء لأنه كانت الظلمة موجودة أولا وبعد ذلك أتى النور وهنا التمييز ما بين النور وما بين الظلمة يرمز لحياتين ..مابين ناس تعيش فى النور وهم أبناء النور وما بين ناس أخرى تعيش فى الظلمة وهم أبناء الظلمة ’والمسيح أتكلم عن الناس الذين يعملون السيئات يقول انهم لا يريدون أن يأتوا للنور لكى لا تظهر أعمالهم فيوبخوا  وأصبحت حياة القداسة أيضا ترمز إلى النور وحياة الخطية ترمز إلى الظلمة ,,الليل يرمز للخطية ولذلك يكثر صنع الخطايا فى الليل والظلمة فى الخفاء وأصبح الليل المكان والوقت اللذيذ لعشاق الخطية ,,كما أن النور هو الوقت اللطيف جدا للأنسان أبن النور .

6*7*8*السماء فى الكتاب المقدس تعنى شىء من ثلاثة أشياء :- 1- سماء الطيور أو المجال الجوى الذى يحيط بنا وتطير فيه الطيور 2- سماء النجوم التى بها النجوم والشموس والأقمار 3- سماء ما وراء هذا التى بها الخليقة الغير منظورة وبها الملائكة والملكوت والفردوس ,, وهذه هى الثلاث سموات التى تقصد بيها كلمة سماء بأستمرار فى الكتاب المقدس .

7*ألى 19* الحقيقة فى سؤال دائما بيسأل أو أتهام الكتاب المقدس أنه لا يتفق مع العلم بأن هناك شيئين ضد العقل  بأن الشمس والقمر هم الذين ينظمون الليل والنهار ولكن الشمس والقمر خلقوا فى اليوم الرابع فكيف كان الرابع والأيام الأولى كانت موجودة ,وأيضا خلقت النباتات فى اليوم الثالث والنباتات تحتاج ألى الضوء فكيف نمت قبل الشمس والقمر ؟أذا ماذا كان هذا النور؟ وأذا كان الشمس والقمر هم المعروفين بأنهم يمدونا بالنور ؟ ولكى نفهم هذه النقطة لابد أن نعرف أن النور الذى كان موجودا فى اليوم الأول كتب النور بكلمة عبرية وهى أور وهو المعروف لنا علميا بالسديم وهو عبارة عن تفاعل وتلاقى ذرات مع بعض تعطى أشعاع يخرج نور وهو مختلف عن نور الشمس والقمر الذى كان فى اليوم الرابع و أسمه بالعبرى ماروأوت وكما قلت أن الخليقة كلها كانت مشوشة وربنا بدأ بتنظيمها ففى اليوم الرابع ربنا نظم الشمس لحكم النهار والقمر لحكم الليل , لكن طبيعة النور نفسه أو طبيعة السديم نفسه الله أوجده فى اليوم الأول والسؤال كيف تنموا النباتات ؟ طبعا من نور السديم وأيضا هناك نباتات معروفة بنباتات الظل تنموا فى الظلام ولذلك لا يتعارض ما جاء فى الكتاب المقدس مع العلم .

وبدأ بخلق كل شىء كجنسه البقوليات بجذورها والأشجار بثمارها ونلاحظ ملاحظة لطيفة هنا أن الله خلق ماروأوت أو الشموس والنجوم والأقمار وحددها ويقول لتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين وماذا تعنى كلمة آيات هنا ؟ تعنى معجزات عجيبة ونلاحظ أن الله للذين يقرأون فى الكتاب المقدس بيستخدم النجوم والشموس لعمل معجزات معينة ومثال ذلك فى العهد القديم فى معجزة حدثت مع الشمس مع يشوع بن نون يشوع 10 : 12 حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ».إلى أن أنتصر , ومعجزة أخرى مع حزقيا الملك عندما رجع ظل الشمس 10 درجة للخلف وهذه الملوك الثانى 20: 9  قَالَ إِشَعْيَاءُ: [هَذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى أَنَّ الرَّبَّ يَفْعَلُ الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ: هَلْ يَسِيرُ الظِّلُّ عَشَرَ دَرَجَاتٍ أَوْ يَرْجِعُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ؟]. وأجمل مثال ساعة صلب المسيح حصلت معجزة وسجلها شخص أسمه دينوسيوس الأريوباغى وكتبها من مصر وعندما حدثت صرخ بأعلى صوته وقال أنه من المستحيل أن هذا يحدث إلا أذا كان إله الطبيعة متألم أو غاضب وكلنا نعلم ماهى المعجزة التى حدثت لأننا نعلم أن المسيح صلب فى يوم الفصح ويوم الفصح دائما 14 نيسان أى أن القمر يكون مكتمل بدر وليس هلال ومن المعروف فى علم الفلك والطبيعة أنه من المستحيل حدوث كسوف للشمس أذا كان القمر مكتمل أو بدر لأن القمر يستمد ضوءه من ضوء الشمس ولذلك دينوسيوس الأريوباغى فى يوم 14 نيسان رأى أن الشمس أظلمت وحدث لها كسوف وهذا كان سبب أيمانه الذى كتبه بعد ذلك بأنه ذهب يبحث عن سبب ما حدث ووجد أنه فى وقت حدوث هذا الكسوف كان وقت صلب المسيح كما فى مرقس 15: 30 وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ.وكما فى لوقا 23 : 44 و45  وَكَانَ نَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. 45وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَانْشَقَّ حِجَابُ الْهَيْكَلِ مِنْ وَسَطِهِ.  

ما معنى وكان مساء وكان صباح؟ وهناك سؤال آخر هل كانوا الأربعة وعشرون ساعة المعروفين لنا ؟ بالتأكيد لأ فهى فقرات زمنية غير معروفة وغير محددة ولذلك عندما يقول العلم أن هناك العصر الحجرى والعصر والعصر والعصر ألى آخره هذا أيضا لا يتعارض مع العلم لأنه مازال إلى الآن فى القطب الشمالى والقطب الجنوبى يكونون سته أشهر نهار على طول وستة أشهر ليل على طول ولذلك اليوم والمساء المكتوبين هنا فى سفر التكوين ليسوا الأربعة والعشرين ساعة المعروفين لدينا ,فكل هذه الأشياء أبتدأت تنظم أوقات وأيام وسنين فى اليوم الرابع .

20*ألى 23* فى اليوم الخامس أبتدأت الطيور تظهر والزحافات التى فى الماء ونلاحظ أن الأنسان لم يخلق أولا لشيئين مهمين أولا حتى لا يشعر فى نفسه أنه أزلى وانه بداية الخليقة وأصل الخليقة وهذه هى النقطة التى يسقط فيها الملحدين الآن لأنهم يقولون أننا أصل الحياة! نحن الذين أوجدوا الحياة وأن الأنسان هو إله هذه الحياة فهو الذى يخلق ويخترع ويدبر ولذلك نجد أن الله خلقه آخر شىء وثانيا خلقه أخيرا لأنه يحبه فلم يخلقه إلا عندما أخلق كل شىء  مكتمل أولا لكى يتمتع الأنسان بها وعندما يوجد فى الكون يشعر بجمال الطبيعة وبجمال الخليقة وجمال الكون فعندئذ يستطيع أن يشعر بحلاوة الله القريب منه .

24*و25 وهنا خرج من الأرض كل البهائم والدبابات والوحوش كأجناسها ولذلك الحيوان ينتهى أيضا فى الأرض وإن كان فى تشابه بينه وبين الأنسان إلا أن الأنسان سنعرف أنه بيفرق عن الحيوان لاحقا بالرغم أن الأنسان أيضا من التراب لكن معه شىْ آخر النسمة التى نفخت , فالحيوان ليس فيه روح لكن فيه نفس و نفسه فى دمه ودمه عندما يسفك على الأرض يذهب فى التراب.

26* وهنا نلاحظ انه هناك أختلاف عن بقية الخلق السابق أن الله يقول ليكن فيكون ولكن هنا يقول نعمل الأنسان كشبهنا ونلاحظ أن هناك مشورة أى أن الله كان فيه فكر فى خلقة الأنسان ولذلك عندما يوضع الأنسان كتاج المخلوقات ليس لأن الله أمر فكان لأ! الله فكر فيه وكأن كل تفكير الله موجود فى الأنسان وفى طبيعة الأنسان كان يتضمن أيضا تفكيره فى الفداء والخلاص لأنه كان  يعلم أيضا سقوط الأنسان ولذلك نرى آيات كثيرة تدل على ذلك كما يقول بولس الرسول فى رسالته لأفسس 1: 4و5   كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، 5إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ،وكذلك فى سفر الرؤيا 13: 8 فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَلِ الَّذِي ذُبِحَ.بمعنى ان الفداء كان موجود فى ذهن الله حتى من قبل السقوط حتى من قبل خلقة الأنسان ونفس التعبير الذى يقوله نعمل الأنسان بصيغة الأقانيم ,على صورتنا كشبهنا والحقيقة المسيح عندما يقول عنه بولس الرسول فى رالرساله إلى فيليبى 2: 6 – 8   الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. 7  لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. 8وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.وهنا نسأل ما الفرق بين أن المسيح صورة الله وأن أنا صورة الله ؟ الحقيقة لورجعنا لللغات الأصلية التى كتب بها الأنجيل وخصوصا اليونانية نجد أنه يستخدم للمسيح تعبير جميل أسمه مورفيه يعنى صورة طبق الأصل ,بينما عندما يتكلم عن الأنسان يستخدم كلمة دومى ومنها كلمة دمية يعنى عروسه أو نموذج أو تمثال فهنا يوجد فرق بين كلمة مورفية ونحن ننطق بها فى صلاة الساعة السادسة عند قراءة البولس فى رسالة فيليبى مورفيه إن أوهو ليمب أمبيه وهذه الكلمة موجودة بالقبطى ولكن أخذت من اليونانى بينما الأنسان كلمة دومى يعنى نموذج , فعندما قال نعمل الأنسان على صورتنا كشبهنا فالأنسان هنا نموذج لله المثلث الأقانيم وعندما قال نعمل نلاحظ أيضا أن العبرية لا تعرف صيغة التعظيم التى لم تعرف إلا فى اللغة العربية ومؤخرا فالعبرية هناك صيغة جمع فقط ولا يوجد صيغة التعظيم كما فى العربية عندما نعظم أنفسنا نقول نحن . أذا هنا نرى الثالوث فى عبارة نعمل الأنسان بمعنى هناك تفكير ومشورة لأهمية هذا الأنسان فكما أن الله مثلث الأقانيم آب وأبن وروح قدس أيضا الأنسان به ثلاث أبعاد (1) الجسد الذى هو العضلات والأعضاء والأجهزة و(2) النفس وهى الأفكار والمشاعر و(3) الروح التى هى نفخة من الله ,وكما أن الله يميزه ثلاثة أشياء الفكر والأحساس والأرادة أيضا الأنسان به ثلاثة أشياء فكر ومشاعر وأرادة التى تترجم من أفكاره ومشاعره وأحاسيسه فخلقه على صورته وشبهه أيضا فى القداسة وفى الحرية وفى التفكير وفى الأرادة ولذلك يقول بعد ما خلقه يقول يتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الدبابات التى تدب على الأرض .

27*حتى 31*بالرغم فى هذا الوقت كان الله يتكلم عن آدم فقط لكن حواء كانت موجودة فى آدم داخلة ولذلك يكلم آدم أيضا بصيغة الجمع ويعطيه بركة الأثمار والأكثار, ونلمح من هذه الآية أن بعض الناس الذين ربطوا ما بين الجنس والخطية فذلك خطأ لأن الجنس كان موجودا قبل الخطية وكان فى تكاثر وفى إثمار ومن المؤكد أن الجنس تشوه بالخطية,لكن الجنس فى الأول فى حد ذاته لم يكن خطية لكن لم أنفلتت كل المعايير واتشوشت مرة ثانية صار الجنس مرتبط بالخطية , وبعد ذلك قال أثمروا وأكثروا وأملأوا كل الأرض وأعطاه سلطان على كل الخليقة لأنه صار تاج الخليقة وأعطى الله الأنسان كل بقل يبذر بذرا وكل شجر فيه ثمر يبذر بذرا طعاما له ولذلك الكنيسة عندما تقول لنا فى الصيام أن لا نأكل لحوم ونرجع للطعام النباتى وهى هنا تقصد أرجاعنا للحاله التى كان عليها الأنسان قبل السقوط  وقبل الأنسان ما يتشوه بالخطية .

ولذلك فى اليوم السادس خلق الأنسان وأيضا أعيد تجديد خلقته فى اليوم السادس ولذلك نصللى فى القطع الساعة السادسة ونقول يا من فى اليوم السادس وفى وقت الساعة السادسة سمرت على الصليب , فأذا كان الأنسان مخلوق على صورة الله وشبهه فأن الأنسان لا يمكن يجد راحة إلا على أصله ولذلك نجد القديس أوغسطينوس يقول تعبير لطيف ( خلقتنا يا الله لك ولن نجد راحتنا إلا فيك) لأن الأنسان يحن إلى الأصل ولذلك سنرى أن كل أنسان بيدعى أنه متدين حتى فى الأديان الحقيقية أو فى الأديان الكاذبة ,لأن الأنسان بيميل ألى أصله ,وكان دائما السؤال الذى يخطر على بال الأنسان بأستمرار هو لماذا خلق الله الأنسان؟ بالرغم أن الله كان يعلم بسابق علمه أنه سيسقط وأنه كان فى طريقه للضياع وأنه سيتسبب فى متاعب كثيرة جدا على الله وعلى الأنسان نفسه؟ ,ولذلك يقول القديس أغريغوريوس الناطق بالألهيات عن هدف الخلقة تعبير لطيف وهو ( كونتنى أذ لم أكن من أجل تعطفاتك الجزيله كونتنى أذ لم أكن ,من أجل الصلاح وحده ) لأن الله طبيعته كلها عطاء وكلها صلاح يريد أن يعطى الأنسان وكلمة صالح تعنى أغاسوس ,فالله ليس مغلق على ذاته وعلى العكس فهو منفتح على الخليقة كلها يريد أن يعطى ,فهو أوجد الأنسان من أجل أن الأنسان يتقبل عطايا الله ويأخذ من الله ويتمتع لأن الله لا يأخذ فهو منغلق على ذاته فهو يريد كل شىء له ولكن يريد أن يعطى وليس بهدف كما يتصور البعض أو يأخذونه على أن الله خلق الأنسان لكى يعبده ونتسائل لو أن الله هكذا يصبح أنانى فلكى يتعبد يجعل الأنسان يتكبدكل هذا التعب فالحقيقة ليست هكذا لأن العبادة ربنا تركها لأرادة وحرية الأنسان ويقول له أنا أريد أن اعطيك وأمتعك فأذا أردت أن تأتى وتعبدنى وتعيش معى تكون هذه هى أرادتك وتكون هذه هى مسرتك ,فلو كان الله لن يخلق الأنسان لأنه يعلم أن الأنسان سيخطىء أذا هنا الله عاجز أمام الشر او خايف أو ضعيف أمام الشر وليس من الممكن أن يكون الله خايف أو ضعيف أو عاجز أمام الشر أذا الحقيقة هى أن الله خلق الأنسان لكى يمتع الأنسان وهو يعلم كامل المعرفة أن الأنسان سيقع وسيخطىء وأيضا كان يعلم بقدرته أنه سيجدد خلقة الأنسان مرة تانيه . ولأجل ذلك من يقول لما ربنا عارف أن الأنسان سيغلط من الأفضل أن لا يخلقه؟ الرد عليهم أن الله لو فعل ما يقولون أذا الله عاجز أو خايف أمام الأنسان وأمام ضعف الأنسان هو عاجز ولا يستطيع أن يفعل له شىء ,,الرد أن ربنا من أجل الحب خلق ومن أجل الحب قدس ومن أجل الحب أيضا أعاد خلقة الأنسان مرة اخرى .

وألى هنا أنتهى الأصحاح الأول ولنا بقية مع الأصحاح الثانى أنتظرونى كلام الله لا ينتهى أبدا ولألهنا كل المجد.

أخيكم فكرى جرجس

.